قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية بين حياتين للكاتبة أسماء صلاح الفصل العشرون

رواية بين حياتين للكاتبة أسماء صلاح الفصل العشرون

رواية بين حياتين للكاتبة أسماء صلاح الفصل العشرون

بعد مرور ثلاث شهور، فتحت نادين عينها و قالت بخفوت انا فين؟ كانت زينب تضع لها المحاليل كما اعتادت كل يوم...
زينب بلهفة: انتي فوقتي يا بنتي...
بدأت الرؤية توضع أمامها، و رأيت تلك السيدة التي لم تتعرف عليها و قالت حضرتك مين...
جلست زينب و قالت انا زينب و كنت بعالجك طول الفترة دي انتي اكتبلك عمر جديد يا بنتي...
-طب انا فين؟

زينب بتعجب و قد خشت أن تكون تلك الفتاه فقدت ذاكراتها، وقالت هو انتي مش فأكرة اسمك أو ايه حاجه؟
-لا انا مش فأكرة اي حاجه
زينب: طب انا هروح انادي على الشيخ عابد و هو هيفهمك كل حاجه، هزت رأسها موافقه...
خرجت زينب من المنزل و سارت عده خطوات حتى وصلت إلى الخيمة التي يجلس بها الشيخ و صاحت قائلة يا شيخ عابد...
خرج لها الشيخ و قال خير يا ست زينب.

زينب: البنت فاقت و اتكلمت اهي، ذهب الشيخ معها إلى المنزل و دلفوا إليها َ...
خير انك بخير يا بنتي، منوره أرضنا
سألت باستفهام انا فين؟
الشيخ: انتي هنا في جنوب سيناء و احنا من البدو، و انا كنت لاقيتك على طريق الغردقة و فضلتي هنا لمدة ٣ شهور و كنتي بتفوقي و تراجعي تنامي تاني
-انا مش فاكره اي حاجه
نظر الشيخ عابد إلى زينب، وقال هي مالها يا ست زينب
ردت عليه هي كدا فقدت الذاكرة
الشيخ: طب و أيه العمل؟

زينب: الله اعلم، بس المشكله اننا منعرفش اي حد من أهلها أو أي حاجه
-خلاص يا بنتي انتي هخليكي معنا هنا لحد ما تعرفي انتي مين، و هتفضلي هنا مع الست زينب
-بس انا ممكن مفتكرش حاجه خالص
عابد: انتي زي عيالي يا بنتي و اعتبري هنا مكانك...
-بس انا معرفش اسمي حتى...
ابتسم عابد و قال هنقولك يا شمس، و لا اي رايك؟
-حلو...

قام أدهم يفتح الباب، بابا
شريف: الحمد الله انك لسه فاكر اني ابوك يا بيه
دلف شريف إلى الداخل و جلس على الاريكه و نظر له و قال ايه اللي انت عمله في نفسك دا، ، تلت شهور محدش بيشوفك
- عامل ايه؟
بص لنفسك مش بتنزل شغل و مش شاطر غير في السهر و القرف اللي انت بتشربه دا...
أدهم بضيق: ونبي انا مش عايز اسمع كلام من دا
شريف: هتموت نفسك و لا إيه...؟
أدهم: لا
شريف: من بكرا هتستلم شغلك في العملية الجديده.

أدهم: مش عايز و بعدين مش حضرتك وقفتني عن العمل خلاص بقا مش عايزه
شريف: انا مش هكرر كلامي يا أدهم و متنساش اني أبوك و بعدين نادين دي كانت مجرد علاقة عابرة في حياتك...
أدهم بضيق بلاش سيرة نادين يا بابا بعد اذنك...
شريف: بص يا ابني هي ماتت و دي حاجه مش بأيدنا، وانا بصراحه مش عاجبني حالتك دي، على الأقل هتنسي بالشغل...
أدهم: ماشي، انا موافق.

شريف: انت و وليد هتروحوا جنوب سيناء، في هناك مافيا بتهرب مخدرات، و الشيخ عابد هيفهمك كل حاجه...
أدهم: تمام فحاجه تاني؟
شريف: لا يا ابني، و بلاش تحلق دقنك خليك كدا عشان مش عايز حد يعرف انكم شرطة...
أدهم: تمام، هستلم الشغل امتى؟
شريف: هتسافر انهارده بليل انت و وليد، و هتكونوا على اتصال بينا هنا...؟
أدهم: تمام...
شريف: خلاص قررت انك مش هترجع لعليا
أدهم: لا، هكون بظلمها معايا
شريف: براحتك يا ابني.

كانت عليا جالسه في غرفتها و كانت مازالت حزينه على فراقه لها بدون سبب و تذكرت ما حدث منذ شهرين عندما جاء أدهم الي المنزل دلف أدهم الي المنزل، كانت عليا و فأتن و شريف
أدهم: عايز اتكلم معاكي يا عليا
شريف: ما تقعد يا ابني
أدهم: عليا انا مش هقدر اكمل في الخطوبة دي انا اسف...
نظرت له بعيون دامعه و قالت ليه؟
أدهم: مش هقدر اقولك السبب بس اعذريني أنا مش هقدر اكمل، تركته عليا و صعدت إلى غرفتها...

رمقته فاتن بضيق و صعدت خلف ابنتها...
شريف: انت اتجننت
أدهم: انا جاي اخد هدومي وامشي من هنا، و مش هرجع تأني
شريف: يعني اي؟
أدهم: مش هكمل مع عليا...
شريف: انا هقدر الحالة اللي انت فيها ومش هتكلم...

زينب، مش هتاكلي يا بنتي...
شمس: لا شكرا انا كنت عايزة أطلع اتمشى شوية
زينب: احنا هنا في صحرا يا بنتي...
شمس: لوسمحتي انا زهقت من القعدة دي...
زينب: ماشي يا بنتي تعالي نأكل مع بعض و اقول ليزيد يأخدك
- مين يزيد...؟
-دا ابن الشيخ عابد...
انتهيت شمس من تناول الطعام مع زينب...
و قامت لتحمل الأطباق...
- ادخلي انتي يا حبيبتي البسي طرحه و انا هشيل الأطباق و انادي على يزيد...
- هو حضرتك مش عايزني اساعدك ليه؟

ابتسمت زينب عشان مش عايزة اتعبك...
شمس بامتنان شكرا ليكي...
زينب: طب ادخلي يا حبيبتي...
دلفت شمس إلى الغرفه و وضعت الحجاب على شعرها، و خرجت و كان يزيد جاء
نظر لها يزيد بإعجاب، احم احم حمد الله على سلامتك يا...
زينب: شمس يا ابني...
ابتسم يزيد و قال وهي حلوه زي الشمس...
ابتسمت شمس بخجل و بعد ذلك خرجت معه...
كان يسيران معا، قطع يزيد الصمت قائلا، ايه رايك في المكان...
-حلو اووووي...
يزيد: زيك...

ابتسمت شمس و قالت شكرا...

ذهب أدهم و وليد إلى جنوب سيناء و كان الشيخ عابد في استقبالهم...
-منورين القريه يا شباب...
أدهم: بنورك يا شيخ
-اتفضلوا معايا عشان اوريكم المكان اللي هتقعدوا في...
ذهب وليد و أدهم خلفه، وصل عابد إلى المنزل و قال البيت مش قد المقام
وليد: لا كويس اوووي متشكرين يا شيخ
عابد: بكرا بإذن الله هفهمكم كل حاجه، و البيت اللي قصدكم دا بيت الست زينب لو احتاجوا اي حاجه...
أدهم: شكرا
عابد: هسيبكم تستريحوا...

وليد: ابوك بيحسسني اننا كفار...
أدهم: ما هو انت اللي وافقت
وليد: ما هو مينفعش اسيبك لوحدك
أدهم: انا هدخل انام...
وليد: وانا...
دلف أدهم الي الغرفه و التي كان بها سرير صغير و خزانه و كنبه و شرفه صغيره فتح أدهم الشرفة، و ظل يستنشق الهواء النقي، و لكن لمح تلك الفتاة التي كانت تقف فشرفتها و الهواء يطير خصلات شعرها الحريري...

لم يستطيع أدهم أن يمنع نفسه من النظر إليها، كانت ملامحها غير واضحه و لكن لم يعلم لماذا ارد أن ينظر لها...
عندما رأيته شمس قفلت الشرفة و دخلت، ايه الناس قليله الذوق دي يا ربي...
زينب: في اي؟
شمس: البيت اللي قصدنا على طول دا كان في واحد بيبص عليا...
زينب بتعجب مين دا؟
شمس: مخدتش بالي منه عشان الدنيا ضلمه
زينب: تلاقيهم ضيوف الشيخ عابد...

دلف أدهم الي الداخل و كان يلوم نفسه لنظره لتلك الفتاة و كان يشعر بشيء غريب من ناحيتها و لكن حدث نفسه و قال عشان فكرتني بيها بس..

أشرقت شمس يوم جديد...
دخلت زينب لكي توقظ شمس و قالت صباح الخير يا شمس...
-صباح النور يا زوزو...
ابتسمت زينب يا بت بطلي لماضة و قومي عشان تؤدي الفطار للضيوف...
شمس: ضيوف ايه
زينب: الشيخ عابد...
قامت شمس و اخذت الطعام منها و اتجهت إلى المنزل، طرقت الباب، فتح أدهم الباب...
-اتفضل...

اول ما أدهم شافها تنح، اللي هو مش قادر يتكلم و لا عارف يعمل حاجه مش مصدق عينها و حاسس انها يتخيل و لكن أعادت شمس كلامها مره أخرى و قالت اتفضل يا استاذ...
أدهم: انتي مين؟
-انا شمس و دا فطار...
أدهم بتعجب و دهشه بجد، انتي بجد؟
استغربت شمس من طريقته و قالت اها هو في حاجه و لا إيه...
لمحها يزيد و اتجه ناحيتهم بسرعه وقال، بتعملي اي هنا يا شمس...
-كنت بجيب الفطار...

يزيد: طب روحي انتي، و اخذ منها الصنيه و قال اتفضل...
أدهم: هي مين دي؟
يزيد: ملكش دعوه بحريمنا
أدهم بضيق: أظن أن سؤالي واضح مين دي؟
خرج وليد علي صوتهم و قال في ايه؟
أدهم: شوفت نادين...
طبعا وليد افتكر ان أدهم بيخرف وقال بجد...
يزيد: نادين مين؟
أدهم: دي اسمها نادين، انا عايز اتكلم مع الشيخ عابد...
وليد واقف مش فاهم حاجه طبعا، هو في ايه؟
أدهم: يلا يا وليد، بعد اذنك عايز اروح لي.

اخذهم يزيد و ذهب إلى والده و قال الناس عايزنك
-اتفضلوا...
أدهم: هي مين شمس دي...؟
عابد بقلق ليه يا ابني
أدهم: متخافش يا شيخ بس انا اعرفها، و المفروض انها اسمها نادين...
عابد بتعجب: نادين؟.!
أدهم: ممكن اعرف هي جات هنا ازاي...؟
حكي عابد له الحكاية كلها...
أدهم: يعني هي هنا من تلت شهور
-ايوه يا ابني و الست زينب كانت بتعالجها و لما فاقت مكنتش تعرف حاجه، بس انت تعرفها منين؟
أدهم: تبقى صاحبه مرات وليد...

عابد: طب اقدر اوصل لأهلها ازاي؟
أدهم: أهلها متوفين...
عابد: بصراحه يا ابني انا مقدرش اسلمها ليكم غير لما أتأكد فعلا أو هي ترجعلها الذاكرة
أدهم بضيق يعني ايه؟
عابد: مقدرش دي زي عيالي...
وليد: و الذاكرة هترجع امتى...
عابد: الست زينب قالت إن لازم حد من الناس اللي تعرفهم يفكروها باللي حصل و مينفعش تتفاجأ مره واحده عشان ممكن متفتكرش حاجه خالص...
أدهم: يعني نبقى نعرفها و نسيبها كدا...

عابد: و احنا سيبنها في الشارع يا ابني؟
وليد: مش القصد يا شيخ
عابد: بص يا ابني طلالما مراتك تعرفها خليها تيجي هنا يمكن تساعدها تفتكر حاجه...
أدهم: ماشي كلم مراتك يا وليد...
وليد برضو مش فاهم مين مراته و لا إيه اللي حصل هو كان بيتكلم و خلاص، استأذن أدهم و قام هو و وليد
وليد: هو في ايه؟
-نادين فقدت الذاكرة و بقت شمس و الناس دول لاقوها زي ما حكى كدا...
-مين مراتي؟

-ساره اللي انت هتكلمها دلوقتي و تخليها تيجي...
-مراتي ازاي يا أدهم انت بتهزر
-اومال عايزني اقول ايه و بعدين لما تيجي هتقعد معانا بصفتها ايه...
-ما هي ممكن متوافقش
-هات رقمها انا هكلمها...
اتصل أدهم بها من تليفون وليد...
-الو
-انا أدهم يا ساره
ساره بتعجب: خير يا أدهم فحاجه ولا ايه؟
-انا لاقيت نادين
-بجد
-عايشه بس فقدت الذاكرة و هي في جنوب سينا
ساره بدهشه: ايه ازاي؟
أدهم: عايز منك خدمه
ساره: تحت امرك.

أدهم: عايزك تيجي يمكن تقدري ترجعلها الذاكرة...
ساره بتردد ازاي؟
أدهم: انا هتصرف في كل حاجه و هبعت وليد يجيبك
ساره: امتى
أدهم: على بليل كدا تكوني جاهزة و هو هيكلمك...
وليد: انت بتهزر صح
أدهم: ادخل ألبس بقا عشان تنزل القاهرة تجيبها و تيجي...
وليد: حاضر، و انت
أدهم: هقعد هنا...

صعد أدهم على الصخور الجبلية و جلس عليها، قضى النهار إلى أن جاءت لحظة الغروب و التي كانت تعشقها هي، فهو يحب رؤية الغروب لأجلها، و لكن فجاءة ظهرت شمس أمامه...
نزل أدهم إليه، و قال شمس...
التفت له شمس و قالت هو انت؟
أدهم: ايه؟
شمس: انت بتعمل ايه هنا
أدهم: عادي كنت قاعد
شمس: امممم
أدهم: وانتي؟
شمس: بحب اشوف غروب الشمس...
ابتسم أدهم وقال هو حلو فعلا...
شمس: اهااا هو انت اسمك ايه
- أدهم...

- اسمك حلو، انا بحب الاسم دا اوووي...
أدهم: اممم اشمعنا
شمس: مش عارفه بس حاسة اني كنت بحبه زي ما كنت بحب الغروب...
أدهم: كنتي ازاي...؟
شمس: انا فاقدة الذاكرة و معرفش حاجه عن حياتي...
أدهم: اممم طب و هتعملي ايه؟
شمس: مش عارفه بس اكيد لو ليا أهل هيدوروا عليا...
أدهم: اممم أكيد...
شمس: يلا روح على بيتك بدل ما يطلعك حاجه تأكلك وانت قاعد كدا...

ضحك أدهم لتظهر غمازته في الوجه الأيسر من وجهه، نظرت له شمس بإعجاب، كان عينها تحدق بيه
أشار لها بيده قائلا شمس روحتي فين؟
-ولا حاجه...
أدهم: لا مفيش حاجه هتاكلني و بعدين البنات بتخاف لكن انا هخاف من ايه؟
شمس: و مين قال كدا ما واقفه معاك اهو...
أدهم: ما انتي هتروحي
شمس: لا بسهر لحد الفجر هنا؟
أدهم: شكلك كداب حد بيقعد من المغرب الى الفجر...
شمس: اهااا انا..

تركته شمس لتصعد على الصخور، قام أدهم بإسنادها، توترت شمس من لمسته لها و قالت بخفوت شكرا، و بعد ذلك صعد أدهم و جلس جانبها...
شمس: انت هتقعد؟
أدهم: انا مستني صاحبي...
شمس: ليه هو فين؟
أدهم: بيجيب مراته و جاي
شمس: وانت ليه مش بتجيب مراتك زيه
أدهم: مش متجوز
شمس: امممم ليه كدا؟
أدهم: عادي كنت بحب واحده و هي حصلها ظروف و مش عارف اوصلها
شمس: طب ماانت ممكن متوصلش هتفضل مش متجوز عشانها كدا.

أدهم: اهااا ما هو انا مش عايز اتجوز غيرها...
شمس: و هي بتحبك كدا برضو
أدهم: مش عارف
شمس: اكيد بتحبك، انا لو مكانها هحبك...
ابتسم أدهم و قال اشمعنا يا شموسة...
-يعني انت مستنيها لما ترجع اكيد بتحبها اوووي
أدهم: اووووي...
شمس: و هي حلوه
أدهم: امممم احلى واحده عرفتها...

لم تعلم شمس لما تشعر بذلك الإحساس الذي جهلت اسمه، و لكن كانت تشعر بتسارع دقات قلبها، و حبها إلى تكميله الكلام مع ذلك الشخص الذي لا تعرف عنه سوى اسمه فقط...

وصل وليد إلى القاهرة و كان ينتظر سارة...
خرجت ساره من العمارة و اتجهت له...
نزل لها وليد وصافحها و أخذ الشنطة و قال انتي طالعه رحلة
-اكيد هحتاج لبس...
ركبت السيارة و تابعه هو بعد أن وضع الشنطة...
ساره: ممكن افهم بقا؟
وليد: هفهمك كل حاجه في الطريق، بس ممكن الحوار يطول...
ساره: انا قولت لماما اني هشتغل فمستشفى في الغردقة و اني كنت مقدمه في الوظيفة من بدري و كدا
وليد: امممم ماشي...

كانت شمس تشعر بالنعاس و لكن لم تقول و ظلت تتحدث معه...
أدهم: وانتي عايزة الذاكرة ترجعلك ولا؟
شمس: مش عارفه خايفه تكون حياتي وحشه...
صمت أدهم قليلا و قال يعني لو مش وحشه مش هتبقى عايزها
شمس: اهااا
توقف الاثنين عن الكلام وأسندت شمس رأسها على الصخرة و لكن غلبها النوم و غفوت...
أدهم: شمس.؟..

و لكن صمت أدهم و قام بسحبها لتسقط رأسها على صدره، و قال مكنتش مصدق اني هشوفك تاني يا نادين، مكنتش اعرف اني بحبك اووي كدا، بس شكلك مش عايزة تبقى نادين تأني و ظل يمسد على شعرها بحنان...

كان زينب تجلس في المنزل و تشعر بالقلق على شمس التي لم تعد...
-يا ترى اتاخرتي ليه كل دا يا شمس...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة