قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية بين حياتين للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثلاثون

رواية بين حياتين للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثلاثون

رواية بين حياتين للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثلاثون

كانت نادين جالسه على الاريكه و تتذكر حديثها مع شريف و فاقت من شرودها على صوت الباب...
خرجت الخدامة من المطبخ و لكن اوقفتها نادين قائله انا هروح افتح، كانت نادين تظنه أدهم و لكنها وجدت باقة من الزهور على الأرض أمام الباب...

استغربت نادين و التقطت تلك الباقة و اخرجت الكارت لترى ما مكتوب بيه، سقطت الباقة من يدها، عند قرأت تلك الرسالة المكتوبة بالدماء، دق جرس الباب، انتفض جسدها، و فتحت الباب و كان أدهم الذي تعجب من شحوب وجهها
-مالك يا حبيبتي؟
احتضنته نادين بشده و بكت بين ذراعيه، اخذ يرتب عليها بحنان و قال بتعيطي ليه يا نادين و أي الورد اللي على الارض دا...

ابتعدت عنه و قالت رساله تهديد يا أدهم، معرفش مين، اخذ أدهم منها الورقة لكي يقرأها
(الف مبروك على الجوازه يا نودي، ، بس زعلان عليكي لأنك هتبقى ارمله قريب)...
-و دا اللي مخوفك؟ نظرت له بعينها الدامعة و قالت بجد المفروض أعمل أي اللي تيجي رساله زي كدا...
-ممكن تهدي بس، تركته نادين و دخلت إلى الغرفه، ارتمت على الفراش و ظلت تبكي...

دخل أدهم خلفها و اتجه ناحيتها و امسك يدها لتقوم و جلس أمامها و مسح دموعها بأنامله و قال ممكن تبطلي عياط طيب...
-ملكش دعوه بيا، انا اصلا مش فارقه معاك...
-انتي مجنونه يا نادين مش فارقه معايا ازاي؟
-لما تشوف رساله زي كدا و تبقى عادي يبقى انا و ابنك مش فارقين معاك...
-انا ظابط و من الطبيعي يكون ليا أعداء كتير، و انا شوفت حاجات من دي كتير...

عاودت البكاء مره أخرى و قالت انا روحي فيك يا أدهم يعني مش متخيله أن ممكن حاجه تحصلك، وضع أدهم يده على فمها و ضمها لصدره، و قال انا معاكي اهو و كويس و بعدين دي مجرد رساله تهديد، و مفيش اي حاجه، ابتعدت عنه قليلا و قالت انا بكره شغلك يا أدهم...
-يا حبيبتي كل واحد ربنا كاتب عمره و انا اهو كويس و مفيش اي حاجه...
-ماشي يا أدهم، و قامت من أمامه...

قام خلفها و حاوط خصرها بيده و لفها إليه، بحبك، إجابته ببرود ماشي...
مرر أنفه على عنقها و استنشق عبرها و قام بتقبلها، ذابت بين يده للحظات و لكن قالت ايوه اضحك عليا...
-يعني انتي مش عارفه اني بحبك...
نادين بنره معاتبة عارفه بس انت اللي مش عارف اني بحبك...
انحني على شفتيها ليقبلها بحب و قال عارف، طيب يا أدهم بس خليك عارف ان لو حصلك حاجه انا مش هسامحك...
-متخافيش يا حبيبتي مفيش حاجه هتحصل.

صعد شريف إلى الغرفه ليجد بها فأتن...
-قاعده هنا ليه؟
-هنا و لا تحت واحد كدا كدا مفيش حد موجود، جلس على الفراش و قال علي رايك
-في واحده من الممرضين قالت لعليا أن المستشفى بتاعت أدهم...
شريف ببرود اممم عرفت و كمان نادين عرفت...
فاتن بضيق من بروده، يعني انت مش همك...
-نادين دي متقدرش تعمل حاجه متخافيش و خلي عليا ملهاش دعوه بحاجه...
-ايوه بس مش عايزين أدهم يوصل لامه...

-مش هيحصل متخافيش، و بعدين نادين حامل يعني هتتشغل في ابنها..
-حامل؟! و بقالها قد ايه
-مش عارف تلاقيها شهر و لا اتنين.

ذهبت سما إلى رؤيه مني، طرق باب غرفتها و انتظرتها لتفتح لها، فتحت مني الباب و قالت اتفضلي...
دخلت سما إلى الغرفه و كانت تنظر في جميع أركانها و قالت مرتاحة هنا علي كدا...
-عايزة ايه..؟
-بصي انا جايه أقولك على حاجه؟
-خير اتفضلي
-بصي انتي تاخدي بعضك و تمشي و انا هديكي اللي انتي عايزها...
-و انا ايه اللي خليني اوفق على حاجه زي كدا...
-مش بدل ما تترمي برا...
مني بعصبيه وقامت تقف اخرجي برا.

سما بدهشة انتي بتطرديني يا بت و الله لاوريك.

في غرفه حسام و نرمين...
-هو انت هتفضل سايب الزبالة اللي اسمها مني دي...
حسام بضيق هو انا بمزاجي اديكي شايفه سايب شغلي و قاعد هنا اهو...
-مش كفايه يا حسام كلها شهرين و هتلاقيها ولدت...
-هتصرف يا نرمين.

في الصباح استيقظت ساره قبل وليد و جهزت له الفطار كالعادتها، و بعد ذلك دخلت لتوقظه، يلا يا حبيبي اصحى الفطار جهز، تقلب في الفراش و سحبها من يدها ليختل توازنها و تسقط عليه، مش هتبطل الحركات دي يا وليد..
ابتسم وليد و طبع قبله على شفتيها، مش هبطل يا حياتي
-طب يلا يا حبيبي عشان متتاخرش و على فكره ممكن انهاردة نروح لزينب، هشوف نادين و اقولك...
تنهد وليد و قال ماشي.

استيقظ أدهم و لم يجدها بجانبه فخرج من الغرفه، و بحث عنها و لم يجدها فاستنتج انها في المطبخ، و كانت سماح تخرج من غرفتها و لكن أدهم اوقفها، دخل هو إليها وجدها واقفه تحضر الفطار كما توقع...
حاوط خصرها بذراعه انتفضت نادين و قالت خضتني يا أدهم..
-برضو انتي اللي بتعملي الفطار...

لفت نادين إليه أسندت يدها على صدره العاري و قالت اهااا و على فكره في واحده بتشتغل هنا مينفعش تتطلع كدا ابقى البس الأول، ابتسم أدهم على غيرتها عليه و قال من عينا يا روحي...
أعطيته ظهرها لتكمل تحضير الطعام و قالت روح البس هدومك بقا، لفها أدهم إليه مره أخرى و قام برفعها ليجلس على رخامة المطبخ و قال خليك هنا و انا هكمل...
و قالت بنره طفوليه ايه يا أدهم انت بتعلقني...

لف أدهم يدها حول خصرها، و قبل شفتيها بحب و قال انتي اللي قصيره هنعمل اي بقا؟ مالت هي عليه و أسندت جبهتها علي جبهته و عقدت ذراعها حول عنقه و قالت بحبك...
-و انا بعشقك...
-كنت عايزة اقولك على حاجه...
-قولي...
-انا كنت عايزه اروح لزينب...
-لوحدك؟
-هاخد معايا ساره، أبتعد أدهم عنها وقال مش هينفع يا نادين...
نادين برجاء عشان خاطري يا أدهم و الله هرجع على طول...

-ماشي يا نادين بس خلي بالك و متنسيش انك حامل و غلط عليكي الحركة...
-والله انا كويسه هنسافر و هنرجع على طول، تعالَ نزلني بقا...
-و انتي عايزة تباتي برا و لا إيه...
-انا اقدر يا حبيبي، تعالَ نزلني بقا يا أدهم...
-خليكي كدا، نادين بحزن مصطنع تعالَ يا أدهم بقا، لم تجد منه رد و قالت بصراخ و ألم الحقيني يا أدهم مش قادره...

اتجه أدهم ناحيتها و حاوطها و لينزلها برفق و فعقدت ذراعها حول عنقه لكي تتشبت بيه قال بقلق مالك يا حبيبتي...
ابتسمت و طبقت بشفتيها الرقيقة على شفتيه و قالت عشان تنزلني...
-يعني بتتضحكي عليا...
-انا هروح البس بقا..
خرجت و تركته ذهب أدهم خلفها، و دلف إلى الغرفه و قفل الباب خلفه...
نادين: خير يا أدهم انت نسيت حاجه هنا و لا إيه؟
اقترب منها، ابتعدت للخلف بعده خطوات و قالت خلاص يا أدهم...
-تعالى هنا بالذوق...

-هتتاخر على الشغل على فكره...
-عادي...
-خير الرجال المنتظمين في مواعيدهم، و قالت مداعبه خلاص بقا يا ابو سليم كنت بهرز معاك الله...
ابتسم أدهم و قال انتي قررتي انه يبقى سليم خلاص...
-اهاا و هيبقي قمر شبهك كدا، اقتراب منها و لف ذراعه حول خصرها ليقربها منه و قال والله انا مش مصدق لحد دلوقتي اننا اتجوزنا، ابتسمت و قالت ولا انا، النصيب بقا هنعمل ايه...
-متتاخريش هناك و لما تروحي كلميني ماشي...

-حاضر يا حبيبي...
-انتي عارفه يا نادين لو حصلك حاجه هعمل فيكي ايه...
اخذت تمرر يدها على صدره العاري و قالت بدلع هتعمل ايه...
-واضح انك عايزة تلغي الميعاد، مازالت على وضعها و قالت لا يا حبيبي...
-طب البسي عشان ننزل مع بعض
-حاضر...
اتجهت ناحيه الخزانة و اخذت ثيابها و التي كانت عباره عن فستان اسود بكم بيه تشجيره بسيطة بألوان هادئة و أخذت طرحه بالون الأسود...
-والله انا نفسي تلبسيها...

ابتسمت و قالت اعمل ايه تاني غيرت لبسي كله...
-ما هو انا بغير عليكي هعمل ايه بقا...
-و لا حاجه يا حبيبي، البس قبل ما انزل و اسيبك...
-حاضر، اتجهت ناحيه المرحاض الملحق بالغرفه...
-انا نفسي اعرف انتي بتغيري في الحمام ليه؟
- عادي يا أدهم برتاح هناك...
-طب بسرعه، دلفت نادين إلى المرحاض و كان أدهم انتهى من ارتداء ملابسه، خرجت له و قالت شوفت اديني خلصت بسرعه اهو...
-كلمتي ساره و لا...

-انا اتفقت معاها اني هعدي عليها...
-امممم متفقه معاها...
-مكنتش هروح من غير موافقتك على فكره...
-ماشي، مش هتقولي بتغيري في الحمام ليه...
-يلا يا أدهم هنتاخر، ابتسم أدهم و خرج خلفها، أخبرت نادين الخدامة بأنها سوف تتأخر بالخارج اليوم، و بعد ذلك غادرت هي و أدهم، ذهبت نادين بسيارتها إلى ساره و انتظرتها بضع دقايق، إلى أن جاءت ساره و ركبت بجانبها...
-قولتي لادهم
-اهااا كان هيزعل لو روحت من غير ما أقوله...

-كدا احسن.

دخلت سما إلى حسام في المكتب و قالت البت دي لازم تشوف حل معاها على فكره
-ممكن تهدي يا سما و بعدين أدينا بعدنها عن الإدارة، استنوا شويه...
تنهدت سما و جلست على المقعد و قالت و أيه حوار نادين دا هادي حكيلي...
-طلعت عايشه...
-يبقي هي اللي قتلت بابا، قطعها حسام و قال نادين بعدت عنا خلاص يا سما و كمان حتى مجتش تتطلب حقها فخلاص...
-و هي فين دلوقتي؟
حسام بحزن اتجوزت...
-انت بجد ازاي كنت بتحب مرات ابوك...

-ابوكي خدها بالعند فيا يا سما و للأسباب تانيه...
سما بتعجب ونبي انت مجنون...

وصلت نادين و ساره...
طرقت نادين المنزل و فتحت لهم زينب و استقبلهم بسعادة و احتضنت نادين و ظلت تقبلها و كذلك ساره، وحشتوني والله...
نادين معاتبه و الله انا زعلانه منك يا زوزو بقا تسيبي فرحي و تمشي...
افتكرت زينب ما حدث و قالت تعبت يا بنتي والله، المهم انتي عامله ايه
-الحمد الله تمام...
-اومال يعني مش شايفه واحده فيكم حامل ولا حاجه...

ضحكت نادين و ساره و قالت نادين أنا حامل بس لسه في الشهر التاني و داخله على التالت..
زينب بفرحه الف مبروك يا حبيبتي...
-الله يبارك فيكي يا زوزو...
-انا هدخل احضر الغدا و مفيش مشي غير ما تأكلوا تمام...
ساره بابتسامه تمام كدا كدا انا جعانه...
زينب: تعالى يا اختي ساعديني و انتي يا شمس، قصدي يا نادين ادخلي ارتاحي شويه
نادين: طب اجي اساعدكم...
زينب: ادخلي يا بنتي كفايه عليكي تعب السفر...

دلفت زينب و معها ساره إلى المطبخ...
أسندت نادين بيدها على الطاولة لتقوم و لكن سقطت ذلك الشي الذي كان موضوع عليه، انحنت نادين لتخذه و لكن اصدمت عندما رأت تلك الصورة فهي صوره والد أدهم، افتكرت حديث زينب عندما اخبرتها ان زوجها كان يعمل في الشرطة، و أخبرها أدهم أن والدته كانت طبيبه
-مش معقول، ازاي؟؟

ظلت ممسكة بالصورة بيدها، تحدق بها بصدمه، زينب تبقى ام أدهم، ازاي.؟، لم تتحمل نادين قوه الصدمه عليها و سقطت مغشيا عليها...
خرجت زينب و ساره عندما سمعوا صوت بالخارج...
شهقت ساره بصدمه عندما رأيت نادين ملقاه على الأرض و كذلك زينب، اسنتدها ساره و زينب و ادخلوها الغرفه، و وضعوها على الفراش، زينب بقلق هي مالها يا بنتي...

ساره متوترة، و خايفه طبعا يكون حصلها حاجه و قالت مش عارفه والله بس النبض كويس و اكيد الجنين كويس لأنها محستش بوجع أو أي حاجه...
احضرت زينب زجاجه عطر و قالت خدي يا بنتي
تناولت ساره الزجاجة منها و أخذت تمررها على انفها، فتحت عينها ببطء شديد و بعد ذلك استوعبت ما حدث و فاقت..
-انتي كويسه يا بنتي و لا حاسه بحاجه..
أمسكت نادين رأسها لشعورها بألم بها و قالت انا كويسه...

ساره: طب خليكي نايمه شويه، انتي عارفه لو حصلك حاجه هتبقى مصيبه...
نادين: انا كويسه والله بس انا دوخت شويه...
زينب: الحمد الله، انا هروح اكمل...
كانت تحاول أن تبدو طبيعة فهي في حيره لا تستطيع وصفها هل تقول لزينب أن ابنها الوحيد عايش؟ ام تصمت لأنها تعلم أن أدهم لا يتقبل ذلك الحقيقه...؟ تخبرها أم تخبره، ماذا تفعل؟
أشار لها ساره بيدها و قالت روحتي فين...
-و لا حاجه روحي ساعديها، انا كويسه...

-حاضر بس لو في حاجه نادي عليا، هزت نادين رأسها بابتسامة...

و تلاشت تلك الابتسامة بعد مغادرة ساره الغرفه، و هي تفكر في حال ذلك المرأة التي تجلس في منزل بسيط و تعالج المرضي بدون مقابل أن تكون والده زوجها الذي ينكر وجودها من الأساس، لماذا ينكرها، بما أخبروا عنها، ماذا فعلت لتنال كل ذلك، ماذا يحدث لو عملت أن انا زوجه ابنها، ماذا تفعل لو انكرها و هو على قيد الحياه، هل اصمت عن قول الحقيقه و ادعي عدم معرفتي بها، ماذا ستكون رده فعله عندما يعرف ان والدته كانت أمامه و انه قضى معها بعض الوقت...

قامت نادين و خرجت من الغرفه و اتجهت إلى المطبخ...
زينب: قومتي ليه يا بنتي..
-بقيت كويسه يا زوزو
أخذت ساره الأطباق لتضعها على السفرة و خرجت زينب و نادين خلفها، جلسوا لتناول الغدا...
-انا هسمي سليم اي رايك يا زوزو
ابتسمت زينب وقالت اسم جميل اوووي، ساره مازحه هو كان اسم حبيب القلب و لا إيه يا زوزو...
- ضحكتني و الله، بس مين اللي قال الاسم دا...

-انا اصل والد أدهم كان اسمه سليم، سقطت المعلقة من يدها فجأه و قالت سليم...
ساره بقلق زوزو انتي كويسه، انتبهت لسقوط المعلقة و قالت اها كويسه يا بنتي، و اكملت هو مش اسمه أدهم شريف يا بنتي...
-اهااا بس سليم هو اللي ابوه مش شريف...
ابتعلت ريقها مستحيل ان تجمعها الصدفة بابنها الذي فقدته منذ واحد و ثلاثون عام فهي لاحظت الشبه الكبير بينه و بين سليم ولكن لم تتوقع ذلك. وقالت يعني أدهم مش ابن شريف...

هزت نادين رأسها فهي كانت تريد بأخبارها بأن ابنها عايش و لكن لا يعلم شي و هي لا تستطيع قول ذلك له، كانت تشعر بالحزن عليها و الشفقة على حالها...
استأذنت زينب منهم و قالت انا هقوم اجيب مياه...
قامت و دخلت إلى المطبخ و هبطت دموعنا اللي حاولت منها بالخارج، تضع يدها على قلبها لتمنع احساسها بذلك الألم الذي يغزو قلبها...
-انا حسيت انها اضايقت من حاجه...
-لا هتتضايق من ايه هي كويسه يا ساره عادى...

كانت نادين تشعر بها، حتى انها شعرت ببكائها وشهقاتها المتألمة و لكنها عاجزة عن اخبارها بأنها تعلم كل شيء...
خرجت لهم زينب و قالت بابتسامه اي رايكم في الأكل...
ابتسمت نادين و قالت زي العسل يا زوزو...
كيف لها أن تتحمل الألم بسهوله هكذا حتى أنها قاومت انهيارها و تحدثت و اكن لم يكون شي ما ذلك القوة، ماذا رأت تلك المرأة في حياتها لتصبح بهذه القوه و هذه الطيبة...
ساره: كلها ساعه و هنمشي...

-ابقوا تعالوا تاني...

ذهبت نادين إلى منزلها و جلست لتنظر قدوم ادهم العمل...
عدي ساعه تقريبا و ظلت هي جالسه في مكانها لا تفعل شي، تفكر فيما يكون رده فعله عندما يعلم و لماذا شريف بعدها بهذه الطريقة، لم تنتبه إلى دخول أدهم، و فاقت على صوته و هو يقول، حبيبي سرحان في ايه.؟
ابتسمت و قالت و لا حاجه أنت جيت أمتي...
اقترب منها و قبل شفتيها و قال لسه حالا...
-طب يلا ادخل غير و انا هحضرلك الاكل
أدهم بتعجب اومال فين سماح...

-ظبطت مواعيد شغلها على الصبح قبل ما امشي و بعدين تمشي عادي كل يوم كدا...
-اقسم بالله انتي مجنونه
-ليه بقا؟
-اصل البنت معملتش حاجه...
نادين بضيق ونبي انت مش شايف كانت بتبصلك ازاي الصبح و لا إيه، قبل أدهم يدها و قال يا حبيبتي انا مش بشوف غيرك اصلا، ابتسمت فكلماته تذيبها و تسنيها كل حاجه في للحظه، و قالت برضو يا حبيبي كدا احسن، انا مرتاحة كدا...
-ماشي يا حبيبتي و انا مش عايز غير راحتك.

بعد مرور شهر، ظلت الأحداث كما هي لم يحدث شي جديد و لم تتلقى نادين اي رسائل تهديد أخري و حتى لم تقابل شريف خلال ذلك الشهر و لا مره، ذهب وليد إلى مكتب أدهم، و طرق الباب...
-ادخل، دخل وليد و قال شوفت العملية الجديده اللي شريف بيه كلفنا بيها
-شوفت و كمان انهاردة بليل...
استغرب وليد و قال في حاجه حصلت و لا إيه؟

أدهم بحيره عايز اعرف مين اللي بعت الرسالة لنادين، مبعتش حاجه تاني و الكلام دا من شهر معنى كدا انه بيخطط لحاجه
-اكيد اللي بعتها هيظهر بس مش دلوقتي...
- اكيد طبعا، هتروح و لا
- هروح و هنزل تاني...
-خلاص ماشي...
-وانت
-هروح و أمري لله المشكله في نادين بتفضل تعيطي و بيقي حوار، ضحك وليد قائلا قولها إنك خارج
-مش عايز اكدب.

كانت تسير في الطرقة و احست أن هناك أحد خلفها، تسارعت خطواتها بشده لكي تستطيع الإفلات منه و اتجهت ناحيه السلم و لكن انزلقت قدمها فسقط، عندما رآها احد العاملين طلب الأسعاف و بلغ حسام بذلك...

اتصلت المستشفى لتخبر ساره بأن يوجد حاله طارئة، و عليها أن تذهب، دخلت إلى وليد الذي كان يبدل ملابسه لكي يغادر و قالت انا هنزل يا وليد المستشفى كلمتني...
-طيب بس الوقت مش بدري
-هخلص و ارجع على طول يا حبيبي المهم خلي بالك من نفسك...
ابتسم وليد و قال حاضر يا حبيبتي...
-باي...
خرجت ساره مسرعه و اتصلت بنادين و طلبت منها أن تذهب إليها...
قالتها بحزن عندما رايته يخرج من الغرفه برضو يا أدهم...

اقترب منها و حاوطها بذراعه بحنان دا شغلي يا حبيبتي...
- و انا خايفه عليك يا أدهم
-والله حاجه بسيطة
- مش مرتاحة، قبل أدهم رأسها و قال يا حبيبتي متخافيش كلها كام ساعه و هبقي قدامك
- بتتضحك عليا؟
-نادين انتي كل مره بتعملي كدا؟
- ما هو انا خايفه عليك...
-طب بذمتك لو كل واحدة هتعمل زيك كدا محدش كان اشتغل...
- امممم فعلا، طمني عليك طيب
-حاضر
-و خلي بالك من نفسك...
وضع أدهم قبله على شفتيها و قال حاضر يا حبيبتي.

- طب متروحش طيب
-والله مش هيحصل حاجه
- قلبي مش مرتاح لا
- لدرجه دي خايفه اموت...
بدأت نادين في موجه البكاء و الذي قد تعود عليها أدهم منذ أن تزوجوا و نظرت له بعتاب و حزن...
-مالك بس، طب وليد معايا و ساره معملتش حاجه...
نادين ببكاء لا انا بحبك
- طب ما ساره بتحب وليد...
- لا انا بحبك اكتر، بص انت امشي و انا هنزل الشغل و هقابل ساره هناك.

مرر انامله لتحسس بطنها المنتفخ أمامها و انحني ليضع قبلة حنونه عليها و قال ماشي بس المفروض تاخدي اجازه عشان الحمل
قالت بضيق ملكش دعوه مش كفايه انك بتقولي خايفه اموت بكل بساطة كدا، ضحك عليها تقلباتها الطفولية. و قال طب هتوحشيني
قالت بخوف ونبي يا أدهم خلي بالك من نفسك...
-حاضر يا حبيبتي...
بعد أن ذهب أدهم دخلت نادين إلى غرفتها لتبديل ملابسها و بعد ذلك ذهبت إلى المستشفى...

كان حسام يقف بالخارج و مني بغرفه العمليات...

كان حسام يقف بالخارج و مني بغرفه العمليات...
خرجت إليه الطبيبة و قالت لازم تولد حالا...
-بس دي لسه في السابع
-الجنين اتحرك من مكانه و هيروح الحضانة.

-ماشي، و بعد ذلك خرج حسام المستشفي ليدخن سيجارته و يفكر في تلك المصيبة، دخلت الطبيبة إلى ساره في غرفه العمليات مره أخرى لتخبرها بالموافقة و بدأت في إجراء العملية، لم تنبه ساره إليها فكانت منشغلة في العملية، فساره لم تكن بمعرفة قويه بمني و لكن رأيتها عده مرات بحكم صديقتها بنادين...

وصلت نادين إلى المستشفى و انتظرت أمام غرفه العمليات، سمعت صوت بكاء الطفل و حمد ربنا ان العملية تمت بنجاح، خرجت ساره و خلفها الممرضة و هي تحمل الطفله لتذهب بيه إلى الحضانة...
-الحمد الله كنت خايفه الطفل يموت...
-انتي دكتوره شاطره يا صرصور، ابتسمت و قالت طب ينفع سليم يجي الاقي خالتو اسمها صرصور، ضحكت و قالت لا مينفعش...
-انا هروح العيادة...
-ماشي و انا هاجي وراكي...

كانت تسير في الطرقة بخطوات هادئة، و عديت من جانب الحضانة بالتي يوجد بها الأطفال، فتحت الباب لتدخل، و كانت عليا بالداخل (عليا طبيبه أطفال حديثي الولادة)
ارتبكت نادين فهي لا تحب رؤيتها، انتبهت عليا لدخولها و قالت في حاجه يا دكتوره
-لا انا بس قولت ادخل اشوف الحضانة...
ابتسمت عليا و قالت دي أحاسيس الأمومة بقا...
-مش فاهمه...

-انتي كلها كام شهر و هتولدي و طبعا انتي دلوقتي بتحبي تشوفي الأطفال وكدا، نادين بابتسامه اهااا فعلا...
استأذنت عليا لتخرج و بعد ذلك تابعتها نادين و لكن توقف الاثنان عندما سمعوا صوت بكاء طفل...
التفت كل منهم و رجعوا إلى الحضانة من تاني...
كانت هناك احدي يحمل طفل بين ذراعه و كان يزيد قمامه على وجه و يرتدي نفس طقم الممرضين...
نادين: حضرتك واخد الطفل دا و رايح بيه على فين؟

همت عليا باخد منه الطفل و قالت مينفعش يخرج من الحضانة...
أخذت عليا الطفل لكي تضعه ولكن تجمدت أطرافها عندما صوت صرخت نادين المكتومة، و ارتعش جسدها من كثره الرعب...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة