قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية بين حياتين للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن والثلاثون

رواية بين حياتين للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن والثلاثون

رواية بين حياتين للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن والثلاثون

تركت تلك الأفكار جانبا و حسمت أمرها و ضغط على زر الجرس، فتح لها أدهم الباب اتفضلي
-هو سليم فين؟
- هتفضلي واقفه برا، ابتعلت نادين ريقها و دلفت إلى الداخل، و قالت هو فين؟
-نام من شويه يا نادين...
-طب انا همشي، و بإذن الله بكرا هعدي أخده
-استنى ممكن يصحى...

جلست نادين على الاريكه و ظلت تفرك يدها ادب التوتر قلبها و شعرت بعدم انتظام أنفاسها و تمنت أن تمضي تلك الدقائق على خير و كانت تتمتم بداخلها و تلوم نفسها انا دخلت ليه بس يعني هو كان يأكله، بطلي كدب انتي جايه اصلا عشان تشوفي اصلا، لا طبعا انا مش عايزة اشوفه...
-تشربي حاجه؟
-ولا اي حاجه بس صحي سليم، جلس أدهم بجانبها و اقترب منها و قال مالك؟
-مفيش بس الوقت متأخر...

-وحشتني، صمتت و اخفض وجهها في الارض لكي تمنع عينها من النظر له و قالت ماشي...
-مرتاحة و انتي بعيد عني...
لم تجد اجابه لقولها فهي لم تذوق طعم الراحة منذ ان ابتعدت عنه و لكنها ظلت صامته و حاولت استجماع نفسها فهي تفقد كل شي بمجرد النظر الى عينه، امسك يدها انا بحبك يا نادين و هفضل احبك...
-عادي الحب مش كل حاجه أدهم بلاش نفتح كلام قديم...

-ماشي يا نادين، كتم غضبه و تركها و اتجه ليفتح تلك الزجاجة و أحضر كأس له...
-انت بقيت تشرب كمان...؟لم يرد عليها و ارتشف كله دفعه واحده، قامت نادين و اتجهت إليه لتقف أمامه مباشرة و قالت انا مصدقتش وليد لما قال
-انا بشرب من زمان عادي بس مش على طول و بعدين انتي مالك؟
-خلاص خلي ابنك يشوفك كدا، عشان تبقى مثله الأعلى...
-مش بعمل حاجه غلط.

-براحتك يا أدهم، و يا ريت تفوق عشان تعرف تخلي بالك من أبنك اللي نايم جواه دا بعد اذنك...
امسك ذراعها بيده و سحبها إليه محاوطا خصرها باليد الأخرى و قبل شفتيها بشغف و رغبه ليعبر لها عن حبه و اشتياقه لها، كلما حاولت الابتعاد كان يقبض عليها بشده و يقلبها بقوه يلتهمها...
-مش هينفع يا أدهم، كفايه كدا...
-انتي ليه عايزة تبعدي عني؟ و لا وافقتي تتجوزي..
-بطل جنان يا أدهم، انا مش عايزة اتجوز حد...

-ما انا مش عارف ابطل جنان و لا ابطل احبك...
-عايزة امشي...
-بطلتي تحبني يعني..؟
-حاولت و معرفتش بس أتعودت على بعدك، ضمها إليه و قال بس أنا مش عارف اتعود على بعدك، سقطت تلك العبرات من عينها و قالت كلنا بنتعود، رفع أدهم وجهها بيده لتتلاقي نظراتهم و مسح بيده تلك العبرات مش كلنا...
-ديما بتكون عايز تصعب كل حاجه عليا...
-ادينا فرصه نكون مع بعض تأني، انا حاولت بس مش عارف ابعد.

-مش هقدر يا أدهم، قبلها مره أخرى و لكن ذابت بين يده و بادلته تلك القبلة هي الأخرى ابتعد عنه لكي ياخد أنفاسه
-انت بتعمل كدا عشان سكران، لكن ما شوفتني و انا هناك تجاهلتني...
-و انتي...
-ماانا سكرانة بحبك...

كانت ساره تشعر بالقلق عليها، طب اتصل بيها..
ضحك على قلقها المبالغ و قال دي مراته يا بنتي انتي خايفه عليها من جوزها و بعدين بطلي قلق..
تسألت بدهشه جوزها ازاي مش هما أطلقوا. ضحك قائلا أدهم دا ميعرفش سيبها اصلا و بعدين تفتكري بعد التعب دا فيسبها بسهوله كدا، هما طلقها شفوي و بعد راح لمأذون و سأله و قال تقدر ترجع خلال فتره العدة عادي، ابتسمت ساره بسعادة والله ريحت قلبي بس نادين هتتضايق لما تعرف...

ضمها إلى صدره و طبع قبله على جبهتها هي هتتضايق عشان هو ضحك عليها و قالها انه طلقها و غمز لها ما تيجي نتكلم احنا في موضوع مهم، ابتعدت عنه بعينان متسائلة موضوع ايه، حملها بين ذراعه قائلا انا هقولك يا حبيبتي، و اتجه إلى غرفتهم...

استيقظت وجدت نفسها تتوسد شي صلب، فتحت عينها لتجد نفسها نائمه بين ذراعه تتوسد صدره
-غبيه اوووي، ازاي دا يحصل...؟ طب هو و كان شارب طب وانا...؟ لازم اقوم أمشي قبل ما يصحى، و لكنها لا تستطيع منع عينها من النظر إليه في ملامحه تبدو هادئة و جذابة انحنت عليه مره لتقبل شفتيه و هامسة بحبك و همت بالذهاب و لكن تجمدت مكانها عندما احست بقبضته على يدها و شعرت بأنها فقدت حراره جسدها و اصحبت يدها مثل الثلج...

-رايحه فين، اوصدت عينها، أكيد أنا دا كله في حلم صح هو نايم أو انا اللي نايم في بيتي و مفيش حاجه من دي حصلت يارب اصحى ديما المنبه مش بيرن ف المواقف دي...
-نادين، تكرر صوته مره أخرى و لكن ف تلك المرة سحبها أدهم لتنام ف حضنه تعالت نبضات قلبها بشده و احست بتسيب جسدها بالكامل...
-مالك؟
-مفيش بص انسى كل حاجه حصلت و أي حاجه انا قولتها، و انت كنت مش في وعيك و خلاص.

-لا انا كنت عارف انا بعمل ايه و فاكر كل حاجه انتي قولتها و فاكر...
-بس متكملش، خلاص...
-اهدي طيب و اعتبرني نسيت...
قامت لتجلس و امسكت بالغطاء لتداري جسدها و قالت بضيق و غضب شديد أنت ازاي تسمح بحاجه زي كدا تحصل انت مش كويس و مش محترم اساسا...
نظر إليه بطرف عينه متعجبا من تقلباتها المزاجية دا على أساس اني سمحت لوحدي يعني...
نادين بخجل قصدك اي على فكره انا...؟

صمتت عند أحست بأنامله التي مررها على ظهرها و التصقه بها، قام بوضع قبله على عنقها هامسا خلف اذنيها نفسي تبطلي عند و تعرفي اني بحبك...
-ابعد عني لو سمحت، نظر إليها باستنكار اومال امبارح سكرانة بحبك و مش عايزة غيرك، شكلك مش هتسكتي غير ما اتجوز، التفت إليه ناظرة بغضب اتجوز و ماله، و انا هروح اتجوز...
-ابقي اعمليها كدا عشان اشرب من دمك...
-عادي على فكره انت فاكرني بخاف منك..

-نادين ما تبوسيني، حدقت بيه بذهول و فتحت فمها ببلاهة قائلة أدهم انت مجنون صح ايه علاقه دا دلوقتي...
-ولا حاجه بس انا عايزك تبوسيني...
ضحكت بشده قائلة لا انت بجد بتهزر
رجع بظهره للخلف و استند على الوسادة عاقدا ذراعيه خلف راسه و قال ما هو يا كدا يا تقوم تلبسي، و مش خارج هتقوم قدامي و انتي عارفه قصدي ايه...
شعرت باحتراق وجنتها بل احتراق جسدها بالكامل و جفاف حلقها بطل رخامة..

-براحتك انا قولتلك اختيارين و الاتنين اسهل من بعض يعني..
-أسهل عليك عشان انت قليل الادب...
-بتقولي حاجه يا حبيبتي..
-ما تنجزي يا نادين و لا انفذ انا الاتنين...

ابتلعت ريقها و اقتربت منه لتطبق بشفتيها عليه شفتيه و اوصدت عينها حاوط خصرها و من ثم أصبح هو فوقها و التهم شفتيها بنم خالص، و همس أمام شفتيها افتحي عينكي، فتحت عينها لتحدق بعينها الفيروزية الصافية، أدهم ممكن تبعد، قبل شفتيها مره أخرى و قال مش هترحميني و ترجعي، زادت أنفاسها المضطربة و المتلاحقة انا، قبل شفتيها ليمنعها من الكلام مش عايز اسمع منك غير كلمه واحده.

ابتعلت ريقها، تعالت نبضات قلبها بتسارع شديد و كان هو يستمع إلى نبضاتها، بحبك ابتعد عنها لكي يخفف عنها توترها و انا بعشقك تمكنت بأخذ أنفاسها و نظرت إليه انت بتغش على فكره، ابتسم لو عايزة نعيد من الاول انا موافق
زمت شفتيها بضيق لا يلا اطلع برا...
-انا مش عارف انتي مجنونة و لا إي...
-أطلع برا يا أدهم...

نظر لها أدهم بدهشه و بعد ذلك ارتدى ملابسه و اتجه إلى المرحاض الملحق بالغرفه، لا واضح انها مجنونه و فتح المياه على البانيو و بعد ذلك خارج اليها مره أخرى، نظرت إليه بدهشه و توجس من اتجه ناحيتها و لكنها تفاجأت بإزاحته الغطاء و حملها بين يده ادهم بلاش جنان و اتجه إلى المرحاض و بعد ذلك انزلها، كانت تخفض رأسها في الأرض لشعورها بالحرج و التوتر الذي اتفك بقلبها، حتى احست انها على مشارف البكاء، وضع يده أسفل ذقنها ليرفع رأسها و تقابلت نظراتهم، انا مش عايز اشوفك منزله راسك في الأرض تاني و لا تكسفي مني و حاوط وجهها بيده نادين انا بحبك و سيبك من ايه كلام تسمعي لأني انا شايفك احلى واحده في العالم، و لو حصل ايه انا مستحيل اسيبك، عايزة تفضلي بعيد براحتك انا مش هغصبك على انك تعيشي معايا، مش عايزني المسك تاني برضو عادي براحتك شوفي انتي عايزة تعملي ايه و انا هعملهولك لو حد قالك كلمه زعلتك تعالى و قوليلي و لو معرفتش اجيب حقك ابقى اعملي اللي عايزها وقتها، و لو في حاجه بتفكرك باللي حصل بينا في الأول فأنا بقولك لو رجع بيا الزمن كنت هعمل دا تاني الحاجه الوحيدة اللي مكنتش هعملها في امد ايدي عليكي او اغصبك على حاجه، و لو حاسه انك ضعيفة فأنا بقولك انتي أقوى ست انا شوفتها في حياتي، وضع قبله على شفتيها، يلا خدي شاور و البسي عشان تمشي و مش عايز اسمع حاجه يا نادين...

خرج أدهم و تركها نزلت في البانيو و اوصدت عينها لكي تسترخ و تستعيد نفسها من جديد، عندما اردات الابتعاد عنه كانت تريده حتى الطبيبة اخبرتها انها بخير يمكن هذا تأثير كلمات شريف اللعينة اردات اخباره بحديثه معاها ام تأثير عقلها الذي يستعيد الماضي و لكن لماذا نريد دفن أنفسنا في الماضي و لكنها تذكرت انهم منفصلين لو كان بيحبني مكنتش طلقني تنهدت بحيره، فهو لا تعرف ماذا تفعل تخرج الان و تخبره انها تريده أن تبقى بجانبه أم تمشي و لا تعطي له اجابه، فكيف تكون رده فعل والده لو علم انها عادت اليه، خرجت من المرحاض و ارتديت ملابسها و بعد ذلك خرجت من الغرفه كان أدهم يجلس بالخارج و معه سليم، وقفت لتنظر إليهم فسليم يشبه أدهم كثيرا حتى أنه أخذ تلك العينان الفيروزية و البشرة القمحية و شعره البنى كان نسخه مصغرة منه و لكنه قد اخد منها تلك الغمازات التي تميز ضحكته الساحرة اقتربت منهم بخطوات بطيئة و قالت مش يلا يا سليم، أدار سليم راسه و دفنها في صدره، انت مش عايز تيجي مع مامي.

ابتسم أدهم قولها خليكي انتي مع بابي
عقدت ساعديها و رفعت حاجبها في ضيق على فكره هو بيحبني بس عشان انت مدلعه زيادة
وضع سليم على الاريكه و قام ليقف أمامها هعمل ايه بقا بحبه ابتسمت فهو لم يترك فرصه الا و يغازلها فيها فانتبهت لتلك الابتسامة على ثغرها و سرعان ما تلاشت هتمشي؟
إجابته بحزن اهاا همشي سيبني براحتي زي ما قولت...
-ماشي يا نادين براحتك...

ذهبت نادين إلى عياده ساره بعد ان تركت سليم مع زينب...
ابتسمت ساره عندما رأيتها فكانت نادين يبدو عليها السعاده حتى لو اخفت ذلك...
-على فكره انا زعلت منكم عشان امبارح...
ابتسمت قائلة ما هو ابنه يا نادين و بعدين هي حصل حاجه يعني...
ارتبكت و قالت لا خدت سليم و مشيت...
-هو انتي معاكي قسيمه الطلاق ولا؟ كانت تريد بذلك تنبها بأنها مازالت على ذمته...

إجابتها بتلقائية لا مش معايا، و بعدين هعوزها في ايه ما هي في المكتب عند المأذون، لم تصل ساره إلى ما تريد و سألتها، يعني ما ساعه ما أدهم طلقك محصلش بينكم حاجه؟
استغربت نادين من أسئلته و قالت بحرج حصل
-و المفروض ايه يا نادين يعني لما انتي طليقته إزاي تخلي يلمسك، احتقنت الدماء في وجهها من الحرج و فركت يدها و بحثت عن مبرر لها و قالت مش عارفه يا ساره...
طب أدهم مقالش ليكي حاجه.

هيقول ايه يعني يا ساره وضحي كلامك اكتر
تنهدت ساره و قالت اممم طب طلالما كدا مش بترجعله ليه؟
انا هروح اشوف شغلي يا ساره...

كانت زينب تجلس و تلعب مع سليم في حديقة الفيلا و لكن دلفت إليه الخدامة و أخبرتها بوجود ضيف ينتظرها في الخارج، فحملت سليم و خرجت لترى من الذي أتى، اتصدمت عندما راتها أمامها مره أخرى، عايزة ايه يا فأتن ابتسمت فاتن بتهكم قائلة بحقد على الحظ معاكي يا اختي..
نظرت إليها بازدراء يعني عايزة ايه...؟

نظرت فأتن إلى سليم و ابتسمت شبه أدهم اووي و بعد ذلك أعادت النظر إليها انا خايفه من أدهم يا زينب، عشان عارفه ان ابنك مش هيسكت..
-و انا قولتله ميعملش حاجه انتي في الأول و الآخر خالته و مرات الراجل اللي ربها و كان هيتجوز بنتك...

شعرت بالارتياح فهي تعلم أن زينب طيبه القلب و لم تدعي ابنها يفعل شي سئ، قامت زينب من مكانها و قالت البيت بيتك و بعد ذلك ذهبت من أمامها فهي تشعر بالنفور و الضيق فهي من اقتحمت حياتها و هدمت أحلامها، شعرت فأتن بالحرج و غادرت على الفور، و بعد ذلك ذهبت إلى منزلها و صعدت إلى شريف لكي تتطمن على حالته و التي تحسنت كثيرا عن الاول...

سافرت إلى القاهرة و عندما دلفت إلى المنزل تفاجأت بذلك الصغير الذي يلعب في ردهة القصر، و صاحت بهادي قائلة بغضب مين دا؟
-اخوكي يا سما و حسام كتبه على اسمه...

-نعم يعني انتم خدتوا الواد منها و مش المفروض تخلصوا عليه و لا إيه، و لا اخوك مش عارف يتصرف، دخل حسام و قال بصوت جمهوري سما لمى لسانك فاهمه و مش عشان انا متساهل معاكي يبقى تنسى نفسك محمد دا يبقى ابني تمام و لي مكانه زيه زيكم و اللي مش عاجبه الباب يفوت جمل...
رمقته بنظراتها النارية و صعدت إلى غرفتها صافعه الباب خلفها...
-مكنش لازم تعمل كدا يا حسام.

اتنرفز و قال بزمجرة خلاص يا هادي انا كلامي منتهى و بكرا هنشغل الغردقة و أشوف شغل الفندق و انت و هي عليكم المستشفى تمام و اللي عاجبه الباب يفوت جمل...

اوفقت نادين سيارتها و ترجلت منها و لكنها وجدت شريف أمامها يرجل من سيارته هو الآخر، اصدمت من رؤيته و هو كذلك اتجه إليها شعرت بالقلق و الرهبة و لكنها تماسكت...
-انتي هنا بتعملي ايه؟
-حاجه متخصكش و بعدين دا بيت زينب انت بقا جاي تعمل ايه...
-بيت ابني في الأول و الاخر و بعدين مش دا اتفاقنا...
-انسى اتفاقنا و مش عشان قولتلي كلمتين هخاف منك لا فوق كدا و اعرف انت بتتكلم مع مين يا شريف بيه...

تعجب شريف من جراءتها و قال امممم بتعجبني جراءتك برضو بس مش عيب تيجي بيت طليقك و لا انتي مش فارق معاكي، ، اممم فعلا ما هي مش جديده عليكي انتي كنتي عايشه معاه كدا...

خانتها دمعتها عندما شعرت بالإهانة من كلماته إليها، و اكمل هو لكي يزيد الضغط عليها بجد سليم صعبان عليا لما يعرف ان امه بالشكل دا، تركته و غادرت من أمامه و بعد ذلك اتصلت بزينب لتخبرها انها لا تستيطع أن تأخذ سليم اليوم، ذهبت إلى شقتها و بدأت في البكاء فهو يحطمها بكلماته المحرجة، حتى أن لم تهتم بها فماذا عن سليم لو أخذه منها أو قال إليه تلك الكلمات فسوف تفقد ابنها للأبد، قامت بتهشيم كل الأشياء التي أمامها، كانت تشعر بتهشيم قلبها مثل ذلك الاشياء، فما ذنبها في تلك الكلمات ذلك تقع أسيره لكلمات الماضي الذي تتدمر ما ذنبها في ذلك الحب الذي يجلب إليها الحزن و المعاناة...

مر شهر و لم يراها أدهم فيه و كان يرى سليم يا اما مع والدته أو مع ساره و وليد و اختفيت هي تماما، كان يجلس في غرفته دلف إليه زينب بعد أن طرقت الباب ايه يا حبيبي منزلتش ليه
ابتسم رغما عنه عادي يا أمي بس كنت رايحه لوليد كانت تعلم أنه مضايق من تصرفات نادين و قالت بتوتر هي يا ابني...

خلاص يا ماما براحتها انا كل شوية احاول معاها و هي مصممة تبعد و حتى مش هاين عليها تتديني سبب اقتربت منه زينب و ضمته إلى صدرها ترتب عليه بحنان انا متأكدة انها بتحبك يا ابني بس اكيد في حاجه بتحصل معاها و بعدين هي كويسه و مفهاش حاجه متقلقيش عليها، ابتعد عنها قائلا بلفهه يعني هي مقالتش حاجه ليكي، لا يا حبيبي هي كويسه والله
*****.

ذهبت نادين الي عملها في الصباح و لكنها شعرت بتلك الدوخة قلقت فهذا الشعور عملته قبل ذلك و لكنها ذهبت إلى ساره لكي تنهي تلك الشكوك، أخذت ساره عينه من التحليل و بعد انتظارهم و ظهور النتيجه، انتي حامل يا نادين
نادين بصدمه نعم حامل ازاي و من امتى؟
-انتي حامل في شهر
-لا يا ساره انتي بتهزري، مستحيل...
-التحليل بيقول كدا والله...
-عايزه انزل البيبي، لو مش عايزة. انتي تعملي العملية هروح لأي دكتور تاني.

-ليه يا نادين انتي عايزة تموتي ابنك؟
نادين بنرفزة ساره متجننيش ونبي، هتعملي انتي العملية و لا اشوف دكتور تاني و بعد دا قراري مش كفايه سليم
-عايزة تموتي ابنك، تركتها نادين و غادرت قائلة بكرا هستناكي هنا و هنسيب سليم مع وليد تمام...
وضعت كف على كف متعجبة من أمرها...

ذهب أدهم الي منزل وليد عندما علم بأن سليم يوجد عندهم...
ساره بتوتر عايزه اقولك حاجه
أدهم بقلق خير يا ساره في أي؟
ساره مترددة في انها تقوله و لكن ليس لديها حل آخر، نادين حامل...
-حامل...؟
-امممم بقالها شهر و لما عملت التحليل اتأكدت و هتعمل إجهاض و انا قولت اقولك...
ظهرت ملامح الغضب على وجه وقال بزمجرة الهانم ناويه تعملها امتي؟
-لوسمحت يا أدهم متندمنيش اني قولت حاجه...

-يعني انت عاجبك اللي هي بتعمله دا، إجهاض ايه و زفت ايه اللي عايزة تعمله دا أكنها ملهاش راجل تسأله؟
-ما هو اللي حصل مكنش سهل برضو يا أدهم و انت عارف ابوك عمل إيه
-ماشي هو سليم فين، و الهانم فين دلوقتي
-سليم مع وليد تحت، أصلها، اصل هي، صاح بها بقوه ارعبتها ما تنجزي يا ساره...
- بتجهز نفسها عشان تروح المستشفى و طبعا هتبات هناك...
-و انتي اللي هتعملي العملية
-اممم...

-تمام انا هروحلها، اتصلي بيها متخلهاش تنزل
-يا أدهم هي نزلت من شويه و زمانها وصلت...
تركها أدهم و غادر و هو يكاد ينفجر من غضبه و ذهب إلى المستشفى، سأل. عليها و أخبره بالغرفة التي بها...

صعد وليد إلى الشقه و معه سليم متسائلا هو ادهم مجاش و لا إيه كانت ملامح التوتر و الخوف واضحه عليها وسألها بقلق في ايه يا ساره
-انا قولت لادهم أن نادين عايزة تجهض البيبي و انها في المستشفى دلوقتي...
-نهار اسود يا ساره انتي عارفه أدهم ممكن يعمل فيها ايه...؟
-مش عارفه بقا يا وليد بس طلالما هي حامل فخلاص هترجعله غصبن عنها...
-بس مش بالطريقة دي يا ساره، أدهم لما بيتعصب مش بشوف قدامه...

-نادين غلطانه يا وليد، بعدت عنه بدون مبرر واضح و كمان هي بتحبه يمكن ربنا عمل كدا عشان ترجعله غصبن عنها...
-والله انا خايفه أدهم يموتها في ايده...
-ربنا يستر بس لان المرة دي الحمل صعب عليها و تقريبا مفهاش قلمين منه، تنهد بضيق و هو يعدي بداخله عدم حدوث شيء.

وضع أدهم يده على المقبض ليفتح الباب، اوصد عينها ليزيل ذلك الغضب الجامح الذي أتاه...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة