قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية بين حياتين للكاتبة أسماء صلاح الفصل الأول

رواية بين حياتين للكاتبة أسماء صلاح الفصل الأول

رواية بين حياتين للكاتبة أسماء صلاح الفصل الأول

يسير في الممر بهدوء حتى وصل إلى المكتب طرق الباب و دلف إلى الداخل...
أدهم بملامح وجه الغاضبة افندم.؟
رفع نظره إليه و قال بحده اتفضل يا حضره الظابط
جلس أدهم بجانب باقي زملاءه...
نظر له مره أخرى ليردف قائلا مش الاجتماع الساعه خمسه
رد أدهم باقتضاب اسف
نظر شريف إليهم و قال انا هكلفكم انتم بالمهمة دي لأنكم من اكفي الظباط عندي في الجهاز.

بدأ شريف في شرح تفاصيل القضية، دا سليمان الألفي كان أكبر تجار المخدرات اللي موجودين في مصر و خصوصا الغردقة، مات من سنه في ظروف غامضه جدا بعد جوازه من دكتوره شابه...
وليد باستفهام: موته كان في شبوة جنائية.

- اكيد بس محدش قال كدا في اعتبارنا موته طبيعي وطبيعي، و مراته دي دكتوره نادين عندها ٢٧ سنه اتخرجت من كليه طب القاهرة و اشتغلت في القاهرة في مستشفي من أملاك الألفي و بعد كدا فقدت بصرها في حادثه محدش يعرف حاجه عنها غير كدا و طبعا بعد ما اتجوزته بشهر مات و من وقتها و هي بتدير الفندق هنا و منزلتش القاهرة ولا مره...
قال زياد حضرتك شاكك في انها السبب في موته؟

- مجرد شك بس عياله الاتنين محدش بلغ ولا عمل حاجه و طبعا هما اللي مشوا الشغل من بعده، و نظر لادهم قائلا وانت مش عايز تسأل عن حاجه؟
اجابه أدهم بحدة و جمود لا
تنهد شريف قائلا الاجتماع خلص اتفضلوا انتم، قام الجميع لكي يغادروا و اردف شريف قائلا ماعدا انت يا أدهم، نفخ أدهم بضيق و جلس على المقعد مره أخرى، بعد أن خرجوا
نظر له شريف و قال ممكن اعرف في ايه؟

تنهد أدهم قائلا في أن انا مستني اليوم دا و حضرتك عملت القضية للجميع
رد شريف بغضب أدهم دا شغل و لا انت نسيت انك ظابط...
- لا منستش ولا حاجه بس انا لازم اخد حقي منهم...
- بالقانون يا أدهم...
-تمام بالقانون يا شريف باشا، و خرج أدهم من المكتب و قفل الباب خلفه بقوه و اتجه إلى مكتبه، دلف إلى المكتب و جلس على المقعد دفن وجه بين كفيه و تنهد بضيق...
طرق وليد الباب و دخل، ، اتعصب و قال هو انت قولت ادخل..

جلس أدهم و قال مالك يا أدهم؟، زفر بحنق وقال مش طايق نفسي.
- ممكن تهدي عشان تركز في الشغل المرة دي القضية صعبه
-عارف انها صعبة، ، نظر له وليد طب مضايق عشان زياد
-عادي يا وليد مش اول مره زياد يتكلف بقضيه معانا بس انت عارف ان القضية دي بالنسبالي مختلفة و انا كنت عايز اخلص منهم، لكن ابويا عملها قضية و حوار
-عارف بس انا من رأيي انك تعتبرها قضية عاديه لحد ما تقبض عليهم، لأن كدا كدا ابوهم مات...

-عياله و مراته موجودين و انا هنتقم منهم
-انا عارف انك هتنفذ اللي في دماغك...
- المهم احنا لازم ندخل الفندق دا
- انت عايز تروح بنفسك...
- اهااا هروح اشتغل هناك عشان اقدر اعرف معلومات عنهم و انا جهزت كل حاجه
-و عمي شريف هيوافق
-اها...
-طب و انا و زياد اي دورنا
-انت هتكون معايا هناك و زياد هيكون عليه المراقبة لحد ما نوصل لحاجه
-تمام...

خرجت نادين من غرفتها و كانت تسير في الممر بحذائها ذات الكعب العالي و تمسك عكازها ليسعدها على السير و ضغطت زر المصعد، ركبت المصعد، خرجت و اتجهت إلى مكتبها...
دلفت لها مني و قالت صباح الخير
نادين بابتسامة: صباح النور يا منى
- ليه يا حبيبتي مرتاحتيش إنهارده
- انتي عارفه اني بحب الشغل و بعدين هفضل قاعده فوق ليه ما انت عارفه ان كدا بسلي وقتي
- في موظفين أتعينوا جديد في الفندق.

نادين باستغراب ماشي المهم انك خلي بالك من كل حاجه.

يجلس حسام بجناحه الخاص. طرق باب غرفته و فتح الباب، تنح حسام و قال دخلها جوا دلف أدهم بطاولة الطعام إلى الداخل وقال تومر بحاجه تاني يا افندم؟ حسام و هو يحك طرف ذقنه انت جديد هنا؟، اومأ أدهم برأسه، فسأله حسام قائلا مدام نادين هي اللي شغلتك؟ ادعي أدهم عدم معرفتها و قال لا مين مدام نادين؟
ابتسم حسام و قال مديره الفندق، استأذن أدهم و خرج و اتجه إلى الاسفل ليكمل عمله، شاور له وليد ليذهب له...

-عايز ايه؟
-ولا حاجه اي الأخبار؟
- مفيش جديد
- اللي كنت عنده فوق دا حسام ابن سليمان
- اممممم عرفت، و طلالما هو جي يبقى هينفذ عمليه...
- لحد دلوقتي مشوفناش نادين...
قطع حديثهم صوت انثوي انتم بتعملوا اي هنا؟
ارتبك أدهم و وليد من وجودها أمامهم و ظل الاثنان يحدقان بها لوهله في نادين كانت تمتلك عيون حادة و قوية رغم أنهم يقولون انها فقدت بصرها و قال وليد ولا حاجه يا افندم؟
قالت نادين بنبرة جدية انت جديد هنا؟

وليد بتعجب و دهشة ايوه، لم ترد نادين و انصرفت من امامهم، التقط وليد أنفاسه و قال هي عرفت ازاي اننا واقفين هنا؟، اشار أدهم على المشرف و قال الحلو دا هو اللي قالها...
-والله انا اتخضيت
- من ايه؟
-انت مش شايف؟، طلب المشرف من أدهم أن يأخذ الاوردر
اخد أدهم الطاولة و صعد للأعلى، طرق الباب و بعد ذلك فتحت له، و تنحنت من جانب الباب ليدخل، دلف أدهم الي الغرفه و ظل يحدق بكل ركن فيها...
نادين: خلصت ولا لسه..؟

أدهم: خلصت تؤمري بحاجه تاني...
هزت نادين رأسها و لكنها كانت تشعر بالقلق منه...
خرج أدهم من الغرفه و تأكد أن لا أحد يراها و بعد ذلك، فتح الغرفه و دخل...
قام أدهم بخلع نظارته التي كان يرتديها و الذقن المستعار و بدل ملابسه، و جلس و فتح اللاب توب، اتصل أدهم و بوليد و أخبره التالي. انا طلعت الجناح بتاعي و حطيت الكاميرا لنادين و حسام
وليد بدهشه بجد؟
- اها يلا انت الحق خلص عشان تتطلع.

-ماشي، كان أدهم جالس يراقب تحركاتهم، أمام الشاشة، و يضع السماعات على أذنه
-كان حسام يتحدث على الهاتف و يقول التسليم بليل و هيكون في مقر الشركه و انتم هتاخدوا البضاعة و تمشوا...
-لا متخافش البوليس مش هيعرف حاجه و الشركه مقفولة بقالها سنه و محدش دخلها و كمان قريبه من المينا...
ترك أدهم السماعات و تأفف بضيق، و بعدين بقا في الحوار دا شركه اي دي كمان...

اتصل بزياد و اخبره، التسليم في مقر الشركه القديم عايز كل حاجه عنه فاهم و جهز القوات
زياد: تمام، هو وليد فين؟
أدهم: هيخلص و هيجيلك و اول لما تعرف عنوان الشركه ابعتلي عنوانها
زياد: ثواني و هيكون العنوان عندك، قفل معه و ظل ينتظر إلى أن وصلتله الرسالة و قام.

خرج أدهم من غرفته و لكن وجد نادين تسير في الطرقة بخطوات بطيئة و حذره، ارتبك أدهم قليلا و بعد ذلك تذكر انها لا تراها، مر أدهم من جانبها و اتجه إلى المصعد...

طرقت نادين باب غرفه حسام، فتح الباب لها و قال بتهكم اتفضلي يا مرات ابويا؟
دلفت نادين إلى الداخل و بعد ذلك قالت له ماشي يا ابن تجار المخدرات...
-ما انتي كنتي مراته!
- انت عارف انا اتجوزته ليه؟
-مش كفايه عدواه لحد كدا؟، انا لسه بحبك يا نادين
نادين بسخريه حياه اخوك قصادها
- انتي مجنونه!
نادين: يبقى استحمل اللي هيحصلك، ما هو انا خسرت كتير
- انتي عارفه انك متقدريش تعملي حاجه...

-و انت عارف انك متقدرش تعمل حاجه برضو
- ماشي، تشربي و لا لسه ملكيش فيه؟
- اشرب، احضر حسام كاس واعطيها لها و لامس يدها بشوق..
سحبت نادين يدها وقالت شكرا...
- مش ناويه تشتغلي معايا
- هشتغل معاك اي بقا و لا عاوز تكمل مسيره ابوك في الدعارة
-ما الحلاوة لازم تستغل
نادين بسخريه: فعلا اسيبك انا...
- هو انتي كنتي جايه ليه، ابتسمت نادين بخبث جايه اسلم عليك...

دلف وليد إلى مكتب مني...
مني بابتسامه اتفضل
وليد: انا خلصت شغل
مني: في مشكله واجهتك
وليد: لا مفيش
مني: انت كدا مش هتشتغل بليل
وليد: اهااا هروح
مني: هو انت صاحب أدهم
وليد: اهااا احنا ولاد خاله و اشتغلنا في اكتر من فندق هنا اصلا
مني: انتم من القاهرة
وليد: ايوه، هو حضرتك منها ولا اي؟
مني: اهاا بس بقالي سنه شاغله هنا
وليد: اممممم وليد مش مرتاح للأسئلة مني و لكنه اجابها لكي لا تشك به.

وصل أدهم الي زياد...
زياد: الشركه مقفولة بقالها سنه و محدش دخلها
أدهم: اتقفلت ليه؟
زياد: عشان افلست و بيقولوا ان السبب نادين
أدهم: امممم طب هما اكيد هيدخلوا من الباب بتاعها عادي
زياد: اكيد لأن محدش هيشك فيهم و التسليم هيكون بليل...
أدهم: اممممم عاوز المكان يتقفل و ميكنش في مجال لحد يهرب فاهم
زياد: تمام.

ذهب وليد إلى الجهاز و دلف إلى مكتب اللواء شريف...
شريف: خير يا وليد
وليد: كل حاجه تمام يا افندم
شريف: تمام بس خلي أدهم يجيلي
وليد: حاضر، ، خرج وليد و كلم أدهم و أخبره بأن يأتي إلى والده...

ذهب أدهم الي مكتب والده و طبعا كان عارف انه عايز يدي شويه وصايا بخصوص القضية..
أدهم: وليد قال إن حضرتك عاوزني في حاجه؟
شريف: العملية هتم كمان ساعه و القوات جهزت
أدهم: تمام...
شريف و هو يقول بنبره محذره: مش عايز أخطاء يا أدهم فاهم...
أدهم: تمام يا افندم اي أوامر تاني
شريف: الشركة اللي هيتم فيها تبع الألفي، عايز شحنه المخدرات دي متطلعش برا فاهم...

أدهم: فاهم، خرج أدهم من المكتب و اتجه إلى المكان التي تتم بي عمليه التهريب...

ساد ظلام الليل، و انتشر القوات في أرجاء المكان، مستعده للهجوم...
وصل أدهم و أخبر وليد قائلا: مش عايز ضرب نار و لا اي اقتحام غير ما اقول فاهم
- تمام...
- القوات حصرت المكان كله و لا؟
-المكان كله محاصر يا افندم و جاهزين للاقتحام، بس لسه محصلش اي حاجه...
- اكيد الاستلام هيكون هنا...
فجأه توقفت سيارة و نزل منها شخص و توقف خلفه سيارتين بيهم حراسه، و قام بفتح الباب و دخل إلى مقر الشركه.

أدهم متعجبا ازاي حسام مجاش و هو جي قبله؟
-مش عارف، بس زياد قال إن محدش دخل
رد أدهم بدهشه مستحيل اكيد في حد جواه
- دخل ازاي...؟
-في حد جواه يا وليد انا هروح اشوف و خليك انت هنا.

بداخل مقر الشركه كان يوجد شخص يجلس و حوله رجاله يقفوا...
الشخص: بس حسام قال إنه هو اللي هيجي...
رد عليه ذلك الشخص و الذي كان يرتدي ملابس سوداء و يضع قناع اسود علي وجه و لا يظهر سوى عينه، هو أمر بكدا و التسليم هيمشي ما طلب؟ رد فؤاد الكومي تمام الفلوس جاهزه فين البضاعة...

صعد آدهم إلى البناية المجاورة إلى الشركه و بعد ذلك قفز على سطحها، نزل أدهم على السلم بخطوات حذره و هو يصوب سلاحه، اشار فؤاد لإحدى رجاله و قال، هات الشنطه...
فجأه جاءهم صوت رجولي يقف ناحيه الباب يقول محدش يتحرك من مكانه و يلا سلموا نفسكم بهدوء
انتبه له الشخص و قام رجاله برفع أسلحتهم...
و لكن سرق انتباه أدهم هذا الشخص المقنع الذي يجلس و تبين أنه ليس حسام فهو يبدو نحيل و اقصر من حسام...

فؤاد بغضب: هو حسام بيه بيسلمنا ولا ايه؟
-لا طبعا انا معرفش اي اللي بيحصل دا؟
أمر فؤاد رجلته قائلا خلصوا عليه...

هجم احدهم مع أدهم و دارت المعركة بين أدهم و بعض رجال فؤاد و انتهت بفوز أدهم و لكن سالت بعض الدماء من وجه أثر اللكمات التي تلقاها و اثناء ذلك خرج فؤاد من الغرفه هاربا و ترك رجاله بالداخل، قام الشخص المقنع و ركل ذلك الرجل الذي كان ينوي ضرب أدهم بالعصا الحديدية، و بعد ذلك قام بخبط راسه بمسدسه حتى فقد الوعي هو الآخر...
-سامحني يا حضره الظابط، و أخذ الشنطه و خرج...

اعطي وليد اشاره للاقتحام المكان، و صعدوا إلى أعلى كان أدهم مغمى عليه بجانبهم...
قال وليد بصدمة أدهم...؟
تفحص زياد المكان و قال مفيش غير دول الباقي هرب
وليد: هاتوهم على القسم و يلا، فاق أدهم، و نزل معهم و هو يفكر في الشخص المقنع..
وليد: اي اللي حصل؟
أدهم: حسام مكنش فوق
وليد بدهشه اومال مين...؟

خبط شريف المكتب بقوه و صاح بصوت عالي يعني العملية باظت و الراجل هرب و كمان المخدرات مش عارفين مين اللي خدها...
وليد مدافعا اكيد حسام اللي عمل كل دا؟
شريف بتهكم بجد؟ايه دليلك على كدا
أدهم بضيق احنا مقصرناش، رد شريف بغضب تقدر توصف اللي كان معاهم دا؟
- كان لابس اسود في أسود و مكنش باين غير عينه و طبعا مخدتش بالي، زفر شريف بحنق و قال يعني راجل و لا ست
أدهم بحيره مش عارف.

قال بحده و هو ينظر لهم خلال ٢٤ ساعه تكونوا عرفتوا مين اللي كان هناك؟، نظر له أدهم و قال ازاي بقول محدش شافه
-حطوا نادين و حسام تحت المراقبة، تنهد اياد و قال حاضر
- عايز نادين تكون تابعنا و تساعدنا، لان هي هتقدر تساعدنا كتير، سأل وليد قائلا إزاي؟
- ازاي دي بتاعكم انتم و يلا اتفضلوا...

استيقظ حسام وجد نفسه مازال نائما في غرفته...
حسام بدهشه نهار اسود انا نمت كل دا ازاي؟، امسك هاتفه وجد العديد من المكالمات و قام بالاتصال بالشخص الذي كان على موعد معه، وقال اسف يا باشا، قطعه الشخص بنره حاده انت بتسلمني يا حسام و كمان باعت حد ينصب عليا و ياخد البضاعة و الفلوس...
لم يفهم شي من كلامه و قال والله يا باشا انا معرفش حاجه من دي، و...

و لكن قفل الطرف الآخر المكالمة، تأفف حسام بضيق و رمي الهاتف على الفراش، هو اي اللي حصل انا مش فاهم حاجه...؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة