قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الحادي والعشرون

رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد جميع الفصول

رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الحادي والعشرون

حرك رماح رأسه بتفهم بعد أن أمسك الملف وتابعه بنظرة سريعة ثم رمقه مرة أخرى وردد:
- تمام سعادتك بس اشمعنا فاطمة مع احترامى ليها يعنى .. أنا من رأيى إن الأنسب للمهمة دى هى نيران
تجهمت تعابير وجهها لتقول معترضة:
- بعد اذنك يا سيادة اللواء بس اشمعنا نيران .. أنا اللى كنت بروح مهمات زى دى وخطيرة.

ثم ضيقت عينيها وقالت بغيظ مكتوم:
- ما توضحلنا يا رماح سبب طلبك إنها تيجى معاك
فهم المقصد من جملتها الأخيرة فرفع كفيه أمامها ليدافع عن نفسه قائلًا:
- أنا ماقصدش حاجة، اللى أقصده إن معظم المهمات كنت بعملها مع نيران وزين الله يرحمه وفاهمين تحركات بعض وكدا مفيش حاجة من اللى فى دماغك خالص
قاطع أيمن حديثهما ليقول بصرامة ونبرة حادة:
- اقفلوا الكلام ده اللى أنا قلته هو اللى هيحصل ولو اتكرر الموضوع ده تانى قدامى هتنازل عنكم وأشوف ناس عاقلة للمجموعة
نظر رماح إلى الأسفل وردد:
- أسف يا باشا ماقصدش
وكذلك رددت فاطمة:
- أسفة سعادتك.

وقف على الفور بعد أن فغر شفتيه من الصدمة وردد بعدم تصديق:
- نعم !
تابعت رنّة مؤكدة حديثها:
- زى ما بقولك كدا وتنّة منهارة من العياط .. بص أنا معرفش تفاصيل ولا أعرف ماما قالت ايه بس ده اللى قدرت أعرفه من ماما
صاح وهو يحاول إنهاء المكالمة:
- اقفلى يا وش المصايب اقفلى
- الله يا طيف وأنا مال...

أنهى المكالمة قبل أن تنهى جملتها وسحب مفاتيحه استعدادا للرحيل فهتفت نيران وهى تلوح بيدها فى الهواء:
- حصل ايه ورايح فين كدا ؟
أجابها دون أن ينظر لها وهو يأخذ أشيائه:
- مصيبة كبيرة ... أنا لازم أمشى حالًا وراجع على طول لو اللواء أيمن جه وسأل عنى قولى إنى روحت أعمل تحريات عن أدهم سمانة
ارتفع حاجبيها بتعجب قبل أن تلوى ثغرها وتردد:
- أدهم ايه ؟ سمانة !

أدار ظهره وفتح الباب وهو يقول بجدية مستعدًا للرحيل:
- يا ستى قولى أى اسم
رحل وتركها فى حالة عدم فهم مما جعلها تحدث نفسها بتساؤل:
- هو ماله ده ؟ وأنا مالى هو اللواء أيمن لو جه هقوله راح يعمل تحريات عن أدهم سمانة واللى يحصل يحصل بقى.

ترجل من سيارته وتقدم ليفتح الباب فتفاجأ بنسيانه لمفتاحه من جديد طرق الباب وانتظر قليلًا لتفتح له رنّة فانطلق مسرعًا إلى الداخل قبل أن تطلق جملتها الشهيرة عليه وأسرع إلى غرفة والدته، ظل يبحث بعينيه فلم يجدها فتوجه إلى المطبخ ليجدها تعد الطعام فهتف بابتسامة ساخرة:
- ما شاء الله واقفة تطبخى بوش بشوش ... خربتيها وقعدتى على تلها يا ماما ؟
التفت أسماء لتتفاجئ به فعقدت ما بين حاجبيها بتعجب قائلة:
- ايه ده يا طيف .. هو باسل كلمك ولا ايه ؟

سند بظهره على الحائط ثم عقد ساعديه أمام صدره وردد متسائلًا:
- يعنى هتفرق يا ماما هو كلمنى أو عرفت منين ؟ ايه اللى حصل وازاى تعملى كدا يا ماما ! مبسوطة يعنى لما بنتك اتطلقت وقعدت جنبك ؟
لم تعيره انتباه وعادت لتتابع تقليب الطعام فى الإناء أمامها وهى تردد بضيق:
- يعنى كنت هبقى مبسوطة لما أعرف إنه اتجوز عليها ؟ وبعدين بكرا أجوزها سيد سيده
تجهمت تعابير وجهه وردد بعدم رضا:
- يا ماما الكلام اللى بتقوليه ده بطل من زمان وبعدين تنّة بتحب باسل وهو بيحبها حرام عليكِ والله .. بابا لما يعرف هيتضايق على الآخر.

لوحت بيدها فى الهواء بعدما استشعرت حجم خطأها وما فعلته ورددت بضيق:
- أهو اللى حصل بقى أنتَ هتقفلى على الواحدة ؟
لوى ثغره ثم ردد:
- أنا راجع الشغل قبل ما بابا يكتشف إنى مش موجود ويسمعنى قصيدة من قصايده فى علم التهزيق.

حضر اللواء أيمن وقرر التوجه إلى مكتب طيف ليبلغه بشىء قبل أن يتجه إلى مكتبه،فتح الباب برفق وهو يقول:
- بقولك يا طيف أنتَ هت...
توقف عن الحديث عندما وجد نيران أمامه وعلى ثغرها ابتسامة بعد أن وقفت وأدت التحية، قطب جبينه بتعجب وأردف:
- نيران ! أمال فين طيف
تذكرت ما أخبرها به قبل رحيله فرددت على الفور دون التفكير فى ماهية جدية حديثه:
- ده راح يحمل تحريات عن واحد اسمه أدهم سمانة.

ارتفع حاجبيه بدهشة واستقام فى وقفته وهو يرمش بعينيه عدة مرات وهو يردد بعدم فهم:
- أدهم سمانة ؟ مين ده ويعمل تحريات عنه ليه؟
لوت ثغرها فى تعبير منها على الجهل بهذا الموضوع وأردفت:
- معرفش سعادتك هو قالى لو سيادة اللواء جه ومش لقانى قليله إنى رايح أعمل تحريات عن أدهم سمانة
أومأ رأسه بالإيجاب ثم ردد بنبرة آمرة:
- لو جه بلغيه يجى مكتبى ضرورى
- تمام سيادتك.

رحل على الفور بعدما صفق الباب خلفه فعاودت لتجلس مرة أخرى ومن ثم أمسكت هاتفها لتتفحصه لكنها تفاجأت به يدخل المكتب رفعت بصرها لتجده محدق بها بتعجب فهتفت بقلق:
- بتبصلى كدا ليه ؟
رفع حاجب وأخفض الآخر واقترب منها بحذر قائلًا:
- أنتِ لسة هنا ؟ دن مكتبى يا حاجة
لم تجب عليه وأسرعت فى رسم ابتسامة واسعة على ثغرها وهى تردد:
- على فكرة سيادة اللواء أيمن جه وسأل عليك وقلتله زى ما قلتلى
نظر لها بذهول وهتف بقلق شديد:
- نهارك أسود أنتِ قلتى إنى رايح أعمل تحريات عن أدهم سمانة بجد ؟ أنا كنت بهزر مش بتكلم جد !

اتسعت عينيها ورفعت يدها على فمها تعبير منها على الصدمة ثم قالت بخفوت:
- اوبس .. ما أخدتش بالى إنك بتهزر، على العموم هو مستنيك فى مكتبه
ضرب ببطن كفه على جبهته بضيق ورمقها بنظرات غاضبة ثم توجه بنظراته إلى الباب ورحل قبل أن يفقد أعصابه عليها.

وصل إلى مكتب والده ودلف إلى الداخل بعدما طرق ثم أدى التحية العسكرية قائلًا:
- تمام سعادتك
أنهى تصفح المستند الذى بيده ووضعه جانبًا ثم رفع بصره وهتف بنبرة ثابتة أثارت قلقه:
- كنت فين ؟
توتر بشدة ونظر فى كل مكان لكنه لم يجد مهربًا فقرر إخباره بالسبب الحقيقى وراء رحيله المفاجئ فنطق بتردد وقلق:
- أصل أختى اتطلقت فروحت أشوف السبب وأجى على طول.

انتبه إلى ما قاله طيف وبدا عليه التعصب والغضب مما سمعه فلقد أثر عليه طيف بهذا الخبر لكنه يعرف جيدًا كيف يفصل بين عمله ومنزله فصاح بغضب شديد:
- وأنا مالى إن أختك اتطلقت ! أنتَ ظابط مش شغال فى بقالة علشان تمشى وقت ما تحب وتيجى وقت ما تحب ... اتفضل على مكتبك ولو اتكررت تانى عقابى هيزعلك مفهوم !

أخفض رأسه وردد بخفوت:
- مفهوم يا باشا
ثم أدى التحية العسكرية وهم بالانصراف وما إن خرج من غرفة مكتبه حتى تحدث بصوت غير مسموع لنفسه:
- الراجل أقوله أختى اتطلقت اللى هى المفروض بنته يقوم مهزقنى .. ده ايه الأب الغريب ده ! مش كان زمانى قاعد فى العيادة بتاعتى وسط مجانينى ملك، وربنا أنا اللى جبته لنفسى أنا أستاهل.

وصلا إلى أحد الفنادق بمنتصف الولاية واقتربت هى من الاستقبال وسألت أحد العاملين باللغة الإنجليزية:
- هل هناك غرف خالية
هز رأسه بالإيجاب قائلًا:
- نعم سيدتى يوجد
رسمت ابتسامة مصطنعة ورددت:
- حسنا أريد غرفتين غرفة لى
ثم نظرت إلى غيث وتابعت:
- وغرفة إلى صديقى ولكن فقد بطاقة هويته، هل يمكن أن تعطينى الغرفتين ببطاقة هويتى ؟

حدق بهم ثم نظر إلى بطاقة هويتها وردد بابتسامة:
- يمكنكِ ذلك، تفضلى هذا مفتاح غرفتك مدون عليه رقم الغرفة وهذا مفتاح غرفة صديقك .. يمكنكما ترك الحقائب وسيوصلها لكما أحد العاملين إلى الغرف
تقدم غيث خطوتين وهتف بابتسامة:
- لا داعى لذلك .. تلك حقائب ظهر خفيفة، شكرًا لك

انطلقا لأعلى عن طريق المصعد، كانت غرفته مجاورة لغرفتها وهذا ما أراحه قليلًا، ابتسم لها بحب وأردف:
- ادخلى ريحى شوية من اللف ده والصبح نقوم نفكر هنعمل ايه
أومأت رأسها بابتسامة خفيفة ثم هتفت:
- تمام .. لو حصل حاجة أنا راقبت المكان بعينى قبل ما أدخل والبلكونة بتاعة الاوض قريبة من بعض
أومأ رأسه ليؤكد على حديثها:
- فعلًا لاحظت كدا، أى حاجة اخرخى من البلكونة وتعالى أوضتى .. احنا الاتنين مع بعض محدش هيقدر علينا
ارتفع حاجبيها لتقول مازحة:
- ايه الثقة دى كلها ؟

غمز بعينيه قائلًا:
- غلبنا الأسطورة جيمس لازم نتغر .. يلا تصبحى على خير
ارتسمت ابتسامة خفيفة على ثغرها وأردفت وهى تتراجع إلى الخلف ووجهها مازال مقابل له:
- وأنتَ من أهل الخير.

ولج إلى داخل غرفته وألقى بالحقيبة ثم ألقى بنفسه على السرير ليريح فقرات ظهره ونظر إلى السقف وهو يفكر فى ما هو قادم وكيف سيعود معها إلى مصر كما أنه لا يملك بطاقة هوية أو نقود كافية تساعده على ذلك، نفض تلك الأفكار عن رأسه ثم نهض وخلع ملابسه بعد أن دلف إلى الحمام ومن ثم وقف تحت المياة الدافئة التى ساعدته على الاسترخاء وتنشيط خلايا جسده من جديد، انتهى من ذلك وارتدى ثيابه ثم ولج إلى داخل الغرفة مرة أخرى وأراح جسده على السرير وسرعان ما راح فى نوم عميق .

أنهت هى الأخرى حمامها وارتدت بيجامة قصيرة قد جلبتها معها من ضمن ملابسها قبل الهرب من معسكر التدريب ومن ثم اتجهت إلى سريرها وأراحت جسدها عليه وبدأت فى التفكير .. هل قرارها كان صحيحًا منذ البداية ؟ لا تعرف الإجابة فكل ما تعرفه أنها وقعت فى عشق هذا الغيث وقررت أن تكون معه وحسب رغبته ولم تهتم بعواقب فعلتها، لا تهمها حياتها قدر ما يهمها هو أكثر فهو من ملىء حياتها بعد فقدانها لأخيها، هو من أشعل نيران الحب داخلها وأيقظ الجانب العاطفى لديها بعد أن فقدته منذ سنوات عديدة، ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجهها حين تذكرته وتذكرت مزاحه معها ثم أغلقت جفنيها لتغرق فى بحر النوم هى الأخرى .

- يا ماما قلتلك مش هتأخر والله دى ساعة واحدة بس، أنا لبست وجهزت نفسى أهو، بقولك صاحبتى الأنتيم فى المستشفى بتعمل عملية .. طب البسى وتعالى معايا طالما مرعوبة كدا
قالتها رنّة وهى تحاول استعطاف والدتها لتقبل بذهابها لصديقتها المقربة حيث كانت تجرى عملية جراحية لسد ثقب فى القلب، صمتت والدتها قليلًا ثم نظرت لابنتها ورددت بتردد:
- طيب يا رنّة روحى بس اوعى تقفلى موبايلك علشان هتصل بيكِ كل لحظة مفهوم.

أومأت رأسها بالإيجاب عدة مرات وهى تقول بسعادة:
- حاضر حاضر .. يلا باى
انطلقت سريعًا للخارج قبل أن تتراجع والدتها عن هذا القرار واستقلت سيارة أجرة أوصلتها الى أسفل المستشفى فترجلت من السيارة بعد أن أعطت السائق النقود وأسرعت إلى أعلى ..

فى هذا الوقت كان ذاخر مجاورًا لشقيقته الكبرى نيسان وصديقتها المقربة شيماء ووالدتها وأحد أقاربها أمام غرفة العمليات فهمس ذاخر بصوت منخفض فى أذن شقيقته قائلًا:
- طب أخت صاحبتك بتعمل عملية أنا مال أهلى بالموضوع ! أنا جاى من اختبارات كلية الشرطة هلكان ومش قادر
انخفضت هى الأخرى وهمست كى لا يسمعها أحد:
- علشان أنتَ بتعرف تسوق وأنتَ اللى المفروض توصلنى بالعربية واسكت بقى علشان محدش ياخد باله.

تأفف بضجر واستطرد قائلًا:
- طيب سيبينى أنزل أستناكِ فى العربية
هزت رأسها بالرفض وهى تقول:
- لا استنى بقى كلها عشر دقايق وهسيبك تنزل
زفر بقوة وكاد يفقد صبره لكنه تفاجأ بتلك التى تتجه ناحيتهم ومن ثم وقفت أمام والدة صديقتها خلود وهتفت بحزن:
- ازيك يا طنط .. هى لسة مخرجتش من أوضة العمليات ؟

هزت هالة رأسها بحزن لتجيبها قائلة:
- الحمدلله يا بنتى، لا لسة مخرجتش ربنا يستر
ربتت رنّة على كتفها بحنو ورددت:
- ربنا يستر إن شاء الله تخرج بالسلامة

نظر مرة أخرى إلى شقيقته ثم اقترب من أذنها وهمس بتساؤل:
- مين دى .. تعرفيها
رمقتها لتتفحصها لكنها لم تتعرف عليها فهمست:
- لا معرفهاش، بس تقريبًا صاحبة خلود .. بتسأل ليه ؟

أجابها وهو يسلط أنظاره عليها:
- لا أبدًا حب استطلاع بس
لاحظت رنّة أن هناك أنظار مسلطة عليها فرفعت وجهها لتجده يحملق بها وما إن عرف أنها انتبهت حتى نظر أسفله وأبعد نظره عنها فرفعت إحدى حاجبيها وهى تقول بصوت غير مسموع:
- أهبل ده ولا ايه ؟

خرج من مكتب والده بعدما استدعاه مرة أخرى ولكن تلك المرة ليبلغه بمهمة سرية، وقف للحظات يحاول ربط الأمور ببعضها لكنه قرر الذهاب لمكتبه والتفكير هناك ..

مر اليوم بعد أحداث كثيرة كان أبرزها طلاق تنّة من زوجها باسل وكان يومًا مشتعلًا فى نهايته حيث عنف أيمن زوجته على ما فعلته ومن جانبها شعرت بالندم لتفريقها بين زوجين لكن كانت تهدئ من نفسها بأنه من تخلى عنها منذ البداية وتزوج بأخرى.

حصلت فاطمة على أوراق سفرها وهويتها الجديدة وشعرت بالسعادة لأنها أخيرًا ستذهب فى مهمة مع رماح لكن ما أطفأ فرحتها هو رفضه لاصطحابها وتفضيله لنيران عليها، تركت أوراقها وشردت قليلًا لتفكر بعدة أشياء لكنها نفضت تلك الأفكار عن رأسها ورددت بسخرية:
- انسى اللى بتفكرى فيه ده يا فاطمة ... اللى زيك مالهوش غير شغله ده وبس، ماينفعش تفكرى فى حاجة تانية.

عاد ذاخر إلى منزله وهو يفكر فى تلك الفتاة التى شغلت تفكيره وأخذت عقله، يود لو يعرف هويتها .. لا يعرف لماذا كل هذا ولماذا شغلت تفكيره هكذا فحاول نسيان الأمر برمته والتركيز على ما هو قادم حتى يتم قبوله بكلية الشرطة .

أمضت تنّة ليلتها تبكى بحدة وهى تتذكر ماضيها مع من أحبها واحبته، لم تكن تظن بأن النهاية ستكون مؤلمة لهذا الحد، ضمت ركبتيها وأخفضت رأسها وارتفع صوت نحيبها، لا تعلم هل اتخذت القرار الصحيح بفراقه أم لا .

فتح عينيه بصعوبة بعدما شعر بحركة غريبة فى غرفته، نهض وجلس على حافة سريرة بعدما أحضر مسدسه من أسفل وسادته، نهض وسار بخطوات حذرة متجهًا لشرفة غرفته وهو يحمل سلاحه تحسبًا لظهور أحدهم ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة