قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثاني والعشرون

رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد جميع الفصول

رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثاني والعشرون

- ممكن تعدينى يابنتى الطريق ؟
قالتها تلك العجوز التى ادعت عدم قدرتها على البصر فاقتربت منها "رنّة" بابتسامة أثناء ذهابها إلى الكلية فى أول يوم لها وأمسكت كفيها برفق ثم نقلتها إلى الجانب الآخر من الطريق بابتسامة فهتفت تلك السيدة بنبرة مستعطفة:
- معلش يابنتى أنا بيتى آخر الشارع ده ممكن توصلينى ؟ لو متأخرة خلاص
هزت رأسها بحسن نية ثم أسرعت وساعدتها فى الوصول إلى هذا المنزل المتواجد بنهاية شارع ضيق وصغير وما إن أوصلتها حتى خرج شابان من هذا المنزل وأطبق أحدهما على وجهها بمخدر بينما قيدها الآخر حتى تفقد وعيها وما هى إلا ثوانٍ قليلة حتى خارت قواها وفقدت الوعى...

وصل إلى مقر التدريب فى تمام السادسة صباحًا لم يجد أحدًا فقرر انتظار "رماح" لكنه لم يحضر مما جعله يتعجب كثيرًا وقرر الرحيل وأثناء خروجه هتفت "نيران" من خلفه بصوت مرتفع:
- طيف استنى
التفت ليرمقها بتعجب وأردف بتساؤل:
- نيران ! ايه اللى جابك هنا
اقتربت منه أخيرًا وقالت بمرح:
- ابسط ياعم مفيش تدريب على ايد رماح تانى وأنا اللى هدربك النهاردة ولغاية ما رماح يرجع.

فغر شفتيه بصدمة مما قالته وأخذ يرمش بعينيه عدة مرات غير مصدق لما تقوله ثم هتف بتعجب:
- أنتِ ايه ؟ ده مين اللى قالك كدا
ارتسمت ابتسامة خفيفة على ثغرها وهى تردد بثقة بعد أن عقدت ساعديها أمام صدرها:
- اللواء أيمن هو اللى كلمنى امبارح وبلغنى وقالى إن رماح مش فاضى اليومين دول وشكله كدا فى مهمة برا مصر
جلس على مقدمة سيارته ثم عقد ساعديه أمام صدره وردد بدهشة:
- مهمة برا مصر ! اممم ما شاء الله أنتِ اللى هتدربينى ؟

هزت رأسها عدة مرات بالإيجاب وهى تؤكد ما قاله:
- أوف كورس أكيد بس أنا مش هبقى شريرة زى رماح وهقولك تعالى نفطر الأول
ارتفع حاجبيه بابتسامة وكأنه وجد ضالته ثم ردد وهو يقترب من باب سيارته:
- والله أنتِ بنت حلال .. اركبى يلا وهفطرك على أحسن عربية فول فى مصر
اتسعت ابتسامتها وقد تحمست بشكل كبير لما قاله وهتفت وهى تفتح باب سيارته المجاور له:
- موافقة جدًا، يلا بينا
ولجت إلى داخل السيارة واستقلت المقعد الأمامى المجاور لمقعد طيف بينما انطلق هو بسرعة شديدة إلى وجهته وماهى إلا دقائق حتى وصل إلى وجهته فهتف بابتسامة وحماس:
- هآكلك أحلى طبق فول فى حياتك كلها ومش بعيد تطلبى كمالة.

تحمست بشدة لما قاله وخبطت كفيها بحماس شديد وهى ترتفع من على الكرسى كالأطفال وأردفت:
- الله .. يلا بينا
خرج من سيارته ثم اتجه إلى تلك العربة التى تتوسط الشارع الطويل فى إحدى المناطق الشعبية وتبعته هى، وصل إلى العربة وردد بصوت مرتفع:
- عم حسين وحشتنى والله
ابتسم "حسين" وردد بود:
- وأنتَ والله يا ابنى .. ايه مابقيتش تيجى بقالك فترة يكونش عجبك فول حد تانى
هز رأسه بالنفى وردد بابتسامة هادئة:
- عيب الكلام ده يا عم حسين هو الفول بتاعك في حد بيعمل أحسن منه ؟ طب ده أنا جايبلك زباين معايا أهو من آخر البلد وعايزك كدا تظبطلنا طلبين كدا واتوصى بالله عليك.

أشار إلى عينيه وهتف:
- من عينيا الاتنين اقعدو استريحوا عقبال ما أجهز الطلبين
- اشطا يا عم حسين على أقل من مهلك
ثم التفت إليها ليجدها تتابع ما يحدث بصمت وابتسامة خفيفة فهتف بصوت مرتفع وكأنه اعتاد التكلم هنا بهذا الصوت وكأنه بين أهله:
- تعالى اقعدى اقعدى ... خمسة والأكل يجهز
نظرت حولها قبل أن تلوى ثغرها وتقول:
- ايه ده أقعد فين ؟ مفيش كراسى ولا حاجة.

جلس على حجر ضخم أمام العربة وهتف بحماس وهو يشير إلى بقايا الحجر بجواره:
- كراسى ايه دى عربية فول .. تعالى تعالى اقعدى جنبى
اتجهت بحذر لتجلس بجواره ونجحت فى ذلك وبعد مرور خمسة دقائق حضر "عم حسين" ووضع الأطباق أمامهما وهتف بتساؤل:
- ها محتاجين حاجة تانى
أمسك بالخبز وقطعه بقوة ودسه فى طبق الفول وأسرع بوضع هذا الخليط فى فمه وصاح بسعادة:
- الله .. تسلم ايدك يا عم حسين، لا مش عايزين
نظر إليها وهتف بجدية:
- مدى ايدك يلا بدل ما أخلص طبقى وأدخل على طبقك
ابتسمت بصفاء ثم أمسكت بالخبز وقطعت منه ووضعت تلك القطعة بطبق الفول ثم أسرعت وتناولتها وسرعان ما ارتسمت ابتسامة رضا على وجهها ورددت:
- الله تصدق الفول حلو أوى
- مش قلتلك ابقى فكرينى فى مرة آخدك عند عربية كبدة .. عنده كبدة كلاب وقطط هتأكلى صوابع رجلك وراهم.

انتهي كلاهما من تناول الطعام ثم قاد سيارته عائدًا إلى مركز التدريب ترجل من سيارته فتبعته وبدآ التدريب اليومى وبدأت تساعده
- ركز على ضربى يا طيف، كل ما آخد خطوة احفظها علشان ...
ثم رفعت يدها لتضعها على بطنها وتألمت بشدة قائلة:
- اااه بطنى وجعانى أوى .. عندى مغص رهيب
ارتفع حاجبيه ثم سرعان ما ظهرت ابتسامة وأردف:
- شكل مفعول فول عم حسين بدأ يظهر، متقلقيش هى بتبقى أول مرة مغص وإسهال وقرف بس بعد كدا معدتك هتاخد عليه

فتح عينيه بصعوبة بعدما شعر بحركة غريبة فى غرفته، نهض وجلس على حافة سريره بعدما أحضر مسدسه من أسفل وسادته، نهض وسار بخطوات حذرة متجهًا لشرفة غرفته وهو يحمل سلاحه تحسبًا لظهور أحدهم وفجأة وجدها أمامه فأسرع إليها وهتف بنبرة قلقة:
- في حاجة حصلت ؟ حد فى أوضتك !
هزت رأسها بالنفى وسرعان ما رسمت ابتسامة على وجهها قائلة:
- قلت أتدرب على إنى أقدر أعدى من بلكونة أوضتى لأوضتك
ضيق عينيه وردد بخبث:
- هو ده بس السبب ؟

حركت رأسها بالنفى قائلة:
- تؤ تؤ في سبب تانى
عقد ساعديه أمام صدره وردد بابتسامة متسائلًا:
- وايه هو بقى ؟
زاغت عينيها فى كل مكان وزاد توترها أكثر ثم رددت بخجل:
- اا... السبب التانى هو ... كنت يعنى ... كنت بتفرج عليك وأنتَ نايم
ارتفع حاجبيه وقد فهم مقصدها ثم ابتسم ابتسامة خفيفة بعد أن اقترب منها وهتف:
- بقولك ايه أنا لو شوشو (الشيطان) حضر مبعرفش أصرفه فاقصرى الشر كدا علشان ناقصلى سنة صغنونة.

ضحكت من عبارته الأخيرة ثم نظرت إلى عينيه وهى تتأملها بحب ثم هتفت:
- أنا طلبت الفطار وهيجى على هنا
فى تلك اللحظة طرق أحدهم الباب فاتجهت إليه بخطوات متمهلة وسألت مَن بالخارج فوجدته أحد العاملين فتحت الباب فوجدته وأمامه عربة صغيرة يحمل عليها الطعام ففتحت وهتفت:
- شكرًا لك
ابتسم لها ثم سحب سلاحه ووجهه إلى رأسها وأطلق رصاصة على الفور .

خرجت أخيرًا من الحمام وتوجهت إليه وهى تضع يدها اليمنى على بطنها فأسرع إليها وهتف:
- عاملة ايه دلوقتى ؟
أجابته وهى تنظر إليه بسخط:
- كويس إنى كان معايا البرشام المطهر وإلا ماكنتش زمانى خرجت من الحمام النهاردة
فى تلك اللحظة رن هاتفه فدس يده بجيب بنطاله وأحضره ثم نظر إلى الشاشة وتعجب عندما وجد أن المتصلة هى والدته فلمس الهاتف ووضعه على أذنه قائلًا:
- ماما !

جاء صوت والدته التى بثت فيه الرعب وصاحت بهلع:
- الحقنى يا طيف
استقام فى وقفته وتجهمت تعابير وجهه وأردف:
- فيه ايه يا ماما ؟
التقطت أنفاسها بصعوبة شديدة ثم هتفت بخوف:
- أختك رنّة ماراحتش الكلية وصاحبتها لسة مكلمانى وقلقانة عليها
صمت قليلًا ثم هتف من جديد بنبرة هادئة:
- تلاقى الطريق زحمة أو هى بس تايهة منها علشان أول يوم كلية وكدا.

صرخت بصوت مرتفع وهى تردد:
- لا قالتلى إنها كانت بتكلمها وقالتلها ثوانى هعدى واحدة ست الطريق وهكلمك تانى ومن ساعتها تليفونها مقفول
جحظت عيناه وتسرب الخوف والقلق إلى قلبه لكنه نطق بنبرة ثابتة حتى لا يزيد من قلق والدته:
- متقلقيش يا ماما تلاقى بس موبايلها فصل ولا حاجة أنا هروحلها الكلية دلوقتى وهطمنك.

أنهى المكالمة مع والدته وشرد وهو ينظر إلى نقطة بالفراغ ثم ردد بقلق:
- بتعدى واحدة ست الطريق ! ربنا يستر اللى فى دماغى مايكنش صح
اقتربت منه بحذر بعد أن لاحظت تغيير ملامحه بعد تلك المكالمة وهتفت:
- فيه ايه يا طيف ؟
انتقل ببصره لها وبدأ فى سرد ما سمعه من والدته وأنهى حديثه قائلًا:
- أنا لازم أروح أشوف هى فين
- استنى أنا جاية معاك
قالتها وهى تمسك بكم قميصه فاستجاب لها وأسرع ليستقل سيارته واتجه إلى الكلية الخاصة بها .

وصل أخيرًا إلى باب الكلية فأوقفه رجل الأمن قائلًا:
- ممنوع الدخول يا باشمهندس فين الكارنيه بتاعك
ارتفع حاجبه وردد بنبرة حادة وهو يشهر بطاقته الشخصية:
- النقيب طيف أيمن
تلعثم رجل الأمن وابتعد عن البوابة وهو يردد:
- اتفضل يا باشا اتفضل.

وطأ بقدميه داخل الكلية وبدأ البحث عنها فى كل مكان حتى إنه فتح أبواب المدرجات على الأساتذة الجامعيين ولكن لا وجود لها وفجأة حضرت تلك الفتاه التى كانت تعرف طيف وهتفت:
- طيف طيف
التفت والتفتت معه "نيران" اتجه إليها بخطوات سريعة وهو يقول بلهفة:
- نرمين ! فين رنّة وحصل ايه؟
أسرعت فى سرد آخر مكالمة معها:
- أنا كنت بكلمها عادى وكانت فى الطريق وفجأة سمعت صوت ست جنبها بتقولها ممكن تعدينى الطريق يا بنتى وبعدها قالتلى إنها هتعديها الطريق وهتكلمنى تانى واستنيت خمس دقايق لكن متصلتش فقلت هتصل أنا ولما اتصلت لقيت موبايلها مقفول ولغاية دلوقتى معرفش حاجة عنها.

صمت قليلًا ليفكر فى كلامها فأسرعت "نيران" ونطقت متسائلة:
- متعرفيش كانت فين بالظبط وقت ما حصل الكلام ده ؟
هزت رأسها بالإيجاب عدة مرات قبل أن تقول:
- أيوة كانت لسة خارجة من محطة مترو الشهداء
هز رأسه بالإيجاب ثم هتف وهو يستعد للرحيل:
- تمام يا نرمين لو عرفتِ أى حاجة كلمينى.

انطلق ولم يترك لها الفرصة للإجابة وتبعته "نيران"، انطلق بسيارته حتى وصل إلى منطقة "رمسيس" حيث محطة مترو الشهداء وما إن وصل حتى ترجل من سيارته وظل ينظر حوله وكأنه يبحث عن شىء ضائع وظل على تلك الحالة حتى هتفت هى:
- أنا بقول نشوف كل الكاميرات اللى فى المنطقة هنا وأكيد إن شاء الله تكون في كاميرا جابتها ونعرف راحت فين
أعجبه فكرتها ثم هتف بصوت واضح وهو يبتعد عنها:
- تمام أوى .. لازم نتفرق علشان نلحق نشوف كل الكاميرات قبل ما يحصلها حاجة
أومأت برأسها ورحلت على الفور .

بدأ الاثنان يفرغان كاميرات جميع المحلات التجارية وأيضًا الكاميرات التأمينية مرت ساعة وهما على تلك الحالة حتى رن هاتف "طيف" برقم والده فلمس الهاتف ووضعه على أذنه ليتفاجئ بتعنيف والده له:
- أنتَ فين يا زفت أنتَ ده مابقاش شغل ده بقى ...
قاطعه بقسوة وهتف بنبرة حادة لم يعهدها أحد عليه أبدًا من قبل:
- رنّة اتخطفت وأنا بدور عليها .. عايز تحولنى للتحقيق .. عايز ترفدنى اعمل اللى تعمله بس أنا مش راجع غير لما أرجع رنّة
استشعر الجدية والمسئولية فى نبرته فردد بهدوء:
- أنا عرفت كل حاجة من أمك .. لسة مكلمانى وافتكرتك صايع بما إنك ماجيتش المكتب.

- لا متقلقش يا بابا أنا فى رمسيس بفرغ كل كاميرات المراقبة أنا ونيران علشان نوصل للى عمل كدا
أعجبه الخطوة التى اتخذوها وأردف بجدية:
- حلو أوى وأنا هبعتلك النقيب فهد وقوة تبقى معاك علشان تساعد شوية
هز رأسه وهو يستعد لإنهاء المكالمة وأردف:
- تمام يا بابا.

أنهى المكالمة وعاد لينظر لتلك الشاشة أمامه وهو يسرع من مرور الوقت وفى تلك اللحظة اهتز هاتفه برنين مرة أخرى لكن تلك المرة كانت المتصلة "نيران" فأسرع وأجاب على الهاتف وهو يقول بلهفة:
- أيوة يا نيران
هتفت نيران بنبرة مرتفعة:
- تعال بسرعة يا طيف .. أنا فى محل "..."، رنّة ظهرت فى الكاميرا.

ترك ما بيده وأسرع إلى هذا المكان حتى كاد أن يقع بسبب تسرعه لكنه لم يهتم وواصل ركضه حتى وصل وما إن دلف إلى الداخل حتى أشارت الى الشاشة وأعادت تشغيل الفيديو، ظل يتابع ما يحدث بعينين حادتين كالصقر وفجأة ظهرت شقيقته وكانت تخرج من محطة المترو وهى تمسك بهاتفها وماهى إلا ثوانٍ حتى ظهرت تلك المرأة التى كانت ترتدى "نقاب" وتحنى بجسدها للأمام واقتربت من "رنّة" وتحدثت معها فبادلتها رنّة ابتسامة ووضعت هاتفها بحقيبتها وساعدتها فى عبور الطريق لكنها لم تتوقف وتحدثت معها مرة أخرى وإذا برنّة تساعدها وتوصلها إلى شارع وبعدها لم تلتقطها الكاميرا ..

اشتعلت النيران بداخله وكأن بركان انفجر لتوه داخله وصاح بغضب شديد وهو يستعد إلى الخروج:
- يلا بينا ... هندخل الشارع ده ونشوف فيه كاميرات ولا لا
أومأت برأسها وهى تتبعه:
- تمام
اقترب من هذا الشارع بدأ فى تفحص منازله بعينيه وبدأ يسير بتمهل حتى التقط بصره تلك الكاميرا التى تعلو محل تجارى فى نهاية الشارع والتى يبدو أنها تصور الشارع بأكمله فأسرع إلى الداخل وأشهر بطاقته وطلب بفيديو تلك الكاميرا منذ بداية اليوم وبالفعل أشار له صاحب المحل إلى جهاز الكمبيوتر الخاص به وردد:
- اتفضل يا باشا ده فيديو بتاع النهاردة.

تقدم نحوه بخطوات سريعة وبدأ تشغيله وظل يتقدم بالوقت حتى ظهرت شقيقته أمام الكاميرا وهى تساعد تلك السيدة ولا تضع بالحسبان ما سيحدث بدأت ضربات قلبه تزداد حتى شعر أن قلبه سينخلع من مكانه وهو يتابع تقدمها حتى وصلت إلى هذا المنزل وتوقفت لتكلم تلك السيدة لكن خرج شابان من هذا المنزل وأطبق أحدهما على وجهها بمخدر بينما قيدها الآخر حتى تفقد وعيها وما هى إلا ثوانٍ قليلة حتى خارت قواها وفقدت الوعى فأسرع الشاب الأول وسحبها وأشار الثاني بيده فحضرت سيارة على الفور لكن كانت من دون رقم لوحة وحملها الاثنان ووضعوها بداخلها واستقل الأول المقعد الامامى بينما الآخر وتلك السيدة استقلا المقعد الخلفى بجوار شقيقته و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة