قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الستون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الستون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الستون

بعد مرور أسبوع...

أطلقت تنهيده عميقه من بين شفتيها وهي تحدق بنفسها بالمرأه لتنزل بنظرها لإختبار الحمل الذي بيدها معاوده التحديق بالنتيجه الموجبه أمامها، فماذا ستفعل الان؟ لقد تحققت رغبتها بعد إن تركته لكن هذا لا يعني أنها ستعود! فهي ستظل هذا سراً بينها وبين نفسها حتى تفكر ماذا ستفعل قبل أن تصبح معدتها بارزه وبينه لأعين الجميع، لتتنهد مجدداً أخذه خطواتها لغرفه شقيقها الذي يحتجز نفسه منذ وفاة لارا ولا يتحدث مع أحد ولا يأكل ولا يفعل شيء فقط يظل جالساً على الفراش، فموت لارا كان صدمة له قبل أن يكون صدمة للجميع فلم يصدق أحداً ماحدث وعندما أتو كي يبقو معه كي لا يكون وحده رفض وجعلهم يذهبو حتى فراس قد أتي إليه فهو الوحيد الذي يشعر به ويعلم كيف يكون شعور الفقدان لكنه نهره هو الأخر وأخبره أن يظل بجانب ألين كي لا تموت ولايعلم كيف كانت وقع تلك الكلمات على فراس فأحزنة حديثة بتلك الطريقه وتركه دون أن يتحدث كي لايخسرة عندما يتحدث فروحهم جريحةٍ الان، وعلى حاول بشتي الطرق أن يمكث معه لكن أخر مره طرده وأقسم إنه إن أتي مجدداً سيبرحه ضرباً، وحتى أنه قد أهان جود عندما أتي من أجله وأخبره أنه ليس صديقه ولايريده، حتى فؤاد الذي من المفترض أنه بفتره إكتئابه وهاتفه دائماً مغلق قد علِم وهاتفه لكنه لم يرد فقط يجلس بتلك الطريقه يستيقظ كل يوم مبكراً ويرتدي حلته السوداء ثم يتوجه لمتجر الورود ويشتري باقه من الورود البيضاء كما كانت تحبه ثم يذهب للمقابر كي يزورها ويظل هناك لوقتٍ معين ثم يعود ويظل جالساً بالملابس حتى يغفي ويستيقظ صباحاً ويعيد الكره وهذا كل مافعله طوال الاسبوع..

توقفت أمام الغرفه أحذه شهيقاً وزفيراً ثم وضعت يدها على المقبض لتديره وتدلف للداخل ولم يقابلها سوي الظلام لتأخذ شهيقاً بعصبيه رافعه يدها أمامها تلوح بها كي تري فهي تشعر أنها عمياء لتصرخ بألم عندما تعركلت بقدم الاريكه وسقطت أرضاً لتنتظره كي يساعدها لكنه لم يتحرك ولم تستمع لشيء سوي أنفاسها الثائره بغضب منه لتقف ثم توجهت للشرفة المغلقه لكن بتروي كي لاتسقط مجدداً فمعدتها بدأت تؤلمها لكنها تكابر لتبعد الثريا بغضب لتدخل الأضواء إلى الغرفه لتلتفت له وهي ترمقه بحده تتابع حالته المذريه وهو جالس مستنداً بجزعه على ظهر الفراش وسترته السوداء ملقيه بالأرض وأزار قميصه الأولي مفتوحه بإهمال وحذائه مازال بقدمة وشعره مبعثر وذقنه التي طالت أكثر، لتهتف بضيق: إنت قاعد في الضلمه ليه؟!

لكنه لم يتحرك ولم تبدر عنه رده فعل لتقبض على خصلاتها بقوه وتحدثت بفقدان صواب: إنت هتفضل كده لحد إمتي؟ لارا لو كان، لكنها توقفت عندما رأت نظرته الحاده لها لتزفر بقوه محدقه به بتفكير فهي لاتعلم مامشكلته مع نطق إسمها فعندما قام بتعزيته أحد الحاضرين وذكر إسمها لكمه وأبرحه ضرباً وكاد يقتله بين يداه ثم قام بطرد الجميع بعدها وهي كُلما نطقت بإسمها ينظر لها بحده ولا تعلم لما؟!

لتتابع بحزن لحالته: نادر ليه بتعمل في نفسك كده؟!

لكنه لم يتحدث لتتقدم وجلست أمامه على الفراش وأمسكت يده بين راحه يديها وتحدثت بحزن: نادر الحياة لسه قدامك متوقفهاش هنا ده عمرها مش هقولك متزعلش بس متدمرش نفسك مش عاوزه أشوفك كده؟!، ظل على صمته وجزب يده من يدها وعقدها أمام صدره وحدق إتجاه الشرفة بشرود، لتتابع مجدداً: نادر الحي أبقي من الميت، لتجده إنفجر ضحكاً حتى أدمعت عيناه وهتف وهو يمحي تلك الدموع بسبابته: هو حد قلك إن أنا بارد ومعنديش قلب زيك ولا إية؟، ثم تابع بسخرية محدقاً بها: وهتوقع منك إيه إنتي واحده موتت جوزها وهو عايش لازم تقولي كده لا ومش مجرد جوزك بس ده كمان الشخص إللي بتحبيه مدركه ل ده؟، ليهز رأسه برفض وهتف بألم: بس أنا مش كده مش كده لارا كانت حياة بالنسبالي مش مجرد مراتي وخلاص ي سجى، هزت رأسها متفهمه وهي ترجع خصلات شعرها خلف أذنها قاضمة شفتيها مبتلعه غصتها محاوله ألا تبكي بسبب حديثة وهتفت بنبره متألمه خرجت مرتجفه: أنا مش هزعل عشان عارفة إنك متقصدش ومقدره حالتك كويس وعندي قلب على فكره عشان كده قولتلك كده وحاسه بيك ومش عاوزاك تعذب نفسك عشان إنت أخويا و بحبك، ثم تركت الغرفة وغادرت ليتنهد معاوداً تحديقة إتجاه الشرفه، لكن رنين الهاتف أخرجه من شرودة ليجده رقم ذالك الضابط الذي سلمة كل شيء قد يدمر جلال ومن معه ليستمع لما يقول الطرف الأخر ليهتف بغضب وإنفعال: أنا لو مشفتهوش متعفن في السجن هاخد حقي منه بطريقتي متخلنيش أندم إني سلمتك حاجه إنت متعرفش قمتها لحد دلوقتي، وأغلق الهاتف بوجهه بغضب وألقاه بعيداً وهو يزفر بضيق..

=: لو سمحت يا دكتور المريضة منهاره وعاوزه تشوف جوزها ومش عارفه أعمل إيه؟!
تنهد وهو يخلع نظارته وألقاها على جدار المكتب ممسداً جبهته بضيق ثم رفع رأسه وأومأ لها: دخليه بس إتأكدي إنه يلبس لبس المستشفي وميقلعهوش لما يدخل، أومأت له وذهبت..
هاله برجاء: فراس يا حبيبي يلا روح معايا إرتاح شويه وإرجع تاني إنت من أسبوعين على الحال ده غير هدومك خد دش وتعالي تاني مش هيحصلها حاجه دول مخليين بالهم منها هنا..

زفر فراس للمره الالف هازاً رأسه برفض لتتابع بحزن: فراس متوجعش قلبي عليك وتتعبني كفايه ألين مش هتبقي إنت وهيا وإنت لازم ترتاح إنت لسه مهمل زي ما إنت ومتقدمتش خطوة واحده، عشان خاطري..
ليمسك يدها بين يداه وهتف بتعب ورجاء: عشان خاطري أنا سبيني براحتي ومتتعبنيش وتتعبي نفسك أنا كويس..

هاله برفض: مش كوي، لتصمت عندما تحدثت الممرضة سريعاً: مراتك مُصره إنها تشوفك وقولت للدكتور ووافق، لتتهلهل أسارير فراس وهتف بعدم تصديق ولهفه وهو ينتصب واقفاً: بجد هشوفها عاوزاني! عاوزه تشوفني؟!، أومأت بابتسامة عندما رأت الروح ترد فيه مجدداً: أه هتشوفها وممكن تدخل دلوقتي..

فراس بلفه: هدخل دلوقتي أكيد هدخل دلوقتي، وتحرك ليدلف لكنها هتفت سريعاً قبل أن يذهب: لازم تلبس مش هتدخل م، لكنه قاطعها بتعجل: موافق فين فين؟!

=: تعالي معايا، وذهب ليذهب خلفها سريعاً لتتنهد والدته بحزن هاتفه بترجي: ربنا يشفيها ويريح قلبك يا حبيبي، ليرتدي الملابس على عجله لتتركه بعد تحذيره من إزاحه الكمامة بالداخل، ليدلف إلى الغرفة بسعادة وأمل تجدد بداخله ليزيل تلك الكمامة عن فمه بإبتسامة لكن إبتسامتة ماتت على شفتيه عندما وجدها تبكِ ليركض لها بخوف وجثي أمام فراشها ممسكاً يدها بقلق وهتف بلهفه: ألين، مالك بتعيطي لية؟ حاسة بإيه أجبلك دكتور؟!

هتفت بألم وسط بكائها: أنا مش قادره أستحمل خرجني من هنا هموت لو فضلت هنا أكتر من كده؟!

نفي وهو يربت على شعرها بحزن: متقوليش كده بعد الشر عليكِ، لكنها هزت رأسها برفض وهتفت بحرقة: فراس خرجني من هنا خرجني، ليقبل يدها بألم وهتف برجاء: إستحملي شوية كمان عشان خاطري وهاخدك وهنروح أي حته تطلبيها بس إستحملي عشان تبقي كويسة، هتفت بصوت مبحوح مستمره في البكاء مزقته: أنا بموت هنا روحي بتطلع مني ومش هقدر أستحمل والله مش هقدر..

هتف بنبرة خرجت مرتجفه: ألين، عشان خاطري إستحملي ولو مش عشاني عشان إبننا، ليعلو صوت بكائها المتألم أكثر وهتفت بيأس إستشعره: إبننا! إبننا إللي هيطلع مشوه بسبب كميه العلاج إللي باخدها!.
لتتوسع عيناه بعدم تصديق وهتف بتأنيب: ألين إنتِ بتقولي إيه؟ وإزاي تفكري في كده؟

شهقت بألم متابعه بوهن: أومال هفكر في إيه في حالتي دي! أكيد مش هفكر غير في كل حاجه وحشه ممكن تحصل، ليقف ثم جلس أمامها على الفراش ليغتصب إبتسامة رغم ألمه وهتف وهو يربت على وجنتها بحنان: مفيش حاجه هتحصل من كل إللي قولتيه ده ليه التشاؤم بالطريقة دي وتفقدي الأمل؟ هتخفي وهتبقي كويسة وهترجعي أحسن من الأول بس لازم تتماسكي شويه عشان إنتِ مش قابله وضعك وطول ما إنتِ مش قابلاه مش هتتحسني و حتى لو إتحسنتي مش هتحسي ب ده عشان من جواكي رافضه ولحد دلوقتي إنتِ وافقتي بس عشاني مش عشان نفسك تكملي حياتك!، ثم صمت قليلاً و أمسك يدها وقام بسؤالها بخفوت: إنتِ مش عاوزاني ي ألين؟!كارهاني؟! مش كده؟!، حديثة هكذا جعلها تنتصب جالسه بتعب ليساعدها ووضع إحدي الوسائد خلف ظهرها لتمسك يده وتحدثت بندم: فراس أنا أسفه عارفة إن كلامي المره إللي فاتت جرحك بس أنا والله كنت خايفه عليك ومعرفتش أعمل إيه عشان تخرج وتسبني وخصوصاً إني مش عاوزاك تشوفني وأنا بالحاله دي، إقترب أكثر وعانقها بقوه غير عابئاً بشيء لتسند رأسها على إحدي كتفيه محاوطه خصره بضعف لتستمع لتنهيدته الحاره التي مزقتها فهو يتعذب لترفع رأسها تحاول الإبتعاد لكنه شدد على عناقها أكثر وهتف بألم: خليكي متبعديش، لكنها هتفت برجاء: لازم تبعد هتتعدي، رفع رأسه وكوب وجهها بيده وهتف بحنان وهو يتأملها: فداكي، إبتسمت بحزن ومررت يدها على ذقنه بنعومة: ولما تروح مني هخف عشان مين؟!، عانقها بقوه دافناً رأسها بصدره وهتف وهو يمرر يده على ظهرها بحنان: مش هروح منك صدقيني هفضل جنبك طول العمر، أومأت وهي تبتعد ثم أعادت برجاء: بس لازم تخرج كفاية كده..

إبتسم ماحياً دموعها التي تساقطت: بس إوعديني إنك تبقي كويسة وتتحملي، أومأت ليتابع وهو يبعد غرتها التي طالت عن عينها وهتف بإبتسامة: شعرك طول شوية، إبتسمت رغماً عنها وهي تأومئ ليقرص وجنتها بخفه وهتف بتهديد: المره الجيه لو قولت هدخل ورفضتي صدقيني هكسر المستشفي فوق دماغهم وهدخل برضة، أومأت بإبتسامة وعانقته بحنان: وأنا مش هرفض أشوفك تاني أبداً..

لتدلف الممرضة بذالك الوقت لكنها شهقت بخضه عندما رأته يعانقها ولايرتدي الكمامة لتتقدم منهم وكان هو بذالك الوقت قد فصل العناق يتأملها بحنان وقبل أن يتحدث وجد يد ترفع الكمامة على فمه متحدثة بتوبيخ وكأنه حبيبها وكم هذا دايق ألين وجعلها تغار: إحنا مش قولنا هنب، لكنها صمتت عندما جحدها بنظرات نارية ووبخها بحده: إنتِ مين سمحلك إنك تقربيلي أصلاً! إنتِ مالك أقلعها ولا مقلعهاش، ثم خلعها وألقاها بوجهها ولحقها جميع ماكان يرتديه لتتبعثر خصلاته عندما خلع من على رأسه وكاد يكمل توبيخ لكن يد ألين التي قبضت على يده وهتافها بإسمه بخفوت جعله يتوقف: فراس، خلاص محصلش حاجه..

نظر لها ثم زفر محاولاً تهدئة نفسه كي لايتحدث بحده أمامها، لتهتف تلك الممرضة بتوتر وأسف: أنا أسفه مكنتش أقصد بس دي تعليمات الدكتور، ضم قبضته بغضب وكاد يتحدث لكن صوت ألين المتعب أوقفه: هو هيخرج دلوقتي، ثم نظرت له برجاء كي يتحرك: يلا ي فراس، تنهد وكاد يذهب لكنه وجدها مازالت تقف تراقبهم ليزفر وهتف وهو يضع راحه يده على وجنته وإبتسم بإصفرار: إتفضلي معانا، لتتحمحم بإحراج وخرجت من الغرفه ليزفر محدقاً بطيفها بسخط ليشعر بأناملها الرقيقه التي تبعد خصلاته خلف أذنه برقة ليلتفت لها فوجدها تبتسم بحنان وهي تتأمله ليقبل جبهتها بحنان: بحبك، لتطبع قبله على جبهته وهتفت بنعومة: وأنا بموت فيك، ليبتسم وهتف بعشق: هتوحشيني، لتبتسم مقبله يده وهتفت بهيام: وإنت كمان هتوحشني، ليتنهد بحراره ثم وقف مقبلاً جبهتها مره أخرى وهتف وهو يبتعد: لو فضلت هنا أكتر من كده مش هخرج عشان كده هخرج دلوقتي، لكنه توقف أمام الباب وبعث لها قبله في الهواء لترفع يدها في الهواء وإلتقطتها بابتسامة ثم ضمتها لصدرها ليبتسم ثم خرج وأغلق الباب خلفه لتختفي إبتسامتة وحل محلها الحزن مستنداً رأسة على الحائط مغمضاً عينه بأسي فأخر ماتمني رؤيته رؤيتها ذابله وضعيفة أمامة بتلك الطريقه فهو يفضل الموت على رؤيتها هكذا، بينما هي بعد خروجه مباشرة هربت شهقتها التي كانت تكتمها وظلت تبكي بألم فرؤيته وهو يحاول جعلها تبتسم متصنعاً إبتسامتة من أجلها تعني لها الكثير حقاً لكنه يؤلمها أيضاً بتلك الطريقه فالحزن بادي عليه ومحاولة إخفائة لن تجدي معها فلا أحد يعرفه بقدرها والألم الذي يحاول إخفائه تستطيع رؤيته بعينه بكل سهولة لتستلقي مجدداً على الفراش وضمت جسدها محاوله تدفئه نفسها بسبب البروده التي دبت بأوصالها..

لتنتفض هاله من على المقعد بخضه عندما وجدت فراس يسعل لتكوب وجهه بخوف وهتفت بلهفه: فراس إنت بتكح ليه مالك حصل إيه؟!
أنهي سعاله وأبعد يديها وهو يكاد يختنق: إيه ي ماما في إيه بكح زي أي إنسان عادي إيه يعني!
هاله بخوف: لا مش عادي إنت معندكش برد عشان تكح وصدرك مش تاعبك إنت كويس بتكح لية؟!

تنهد وقبل أن يتحدث وجد دماء تسقط على يده لتصرخ والدته بذعر جلبت الأنظار ليقلب عينه واضعاً يده على أنفه كي تتوقف الدماء ليتحدث بنفاذ صبر: ماما ده نزيف عادي مفيش حاج، لكنه صمت عندما أمسكت يده وجرته خلفها كفطلٍ صغير وأخذت تدور به بأرجاء المشفي باحثة عن طبيب تحت هز رأسه بقله حيله لتصل لغرفة الطوارئ لتفلت يده باحثة عن أحد الأطباء تحت تحديقه بها بدون تعبير ليرفع يده لأنفه مجدداً بسبب الدماء التي لاتتوقف ليجد يد تجزبه مجدداً بقوة فكاد يسقط على وجهه ليزفر محدقاً بوالدته التي تبالغ ولفتت جميع الأنظار لهم وهي تعامله كالأطفال بتلك الطريقة..

ليهتف الطبيب بعد إيقاف النزيف: متقلقوش ي جماعة ده نزيف عادي، ليهتف فراس بغيظ: عارف إن هو عادي هي إللي بتبالغ..

هاله بحده: مش ببالغ إنت إللي مهمل ومش بتسمع لحد ولازم تكشف وتتأكد إنك متعدتش منها، ليحدق بها بعدم تصديق لقولها هذا وهتف بإستنكار: منها! دي ليها إسم على فكره يعني! وأنا حُر في نفسي، وتركها وغادر لتتنهد بندم وذهبت خلفه فهي جرحته بحديثها هكذا ولكنها تخاف عليه وقلبها مفتور على ألين فأن تكون ألين وحدها المريضه أفضل من أن يمرضو الإثنان معاً فلن تتحمل هذا..

ليخرج هاتفه الذي يرن من جيبه بضجر ليجده إحدي العاملين بال?يلا الخاصه به ليقم بالرد وقبل أن يتحدث تحدث الرجل ليتنهد فراس بعد سماعة لما قال وهتف بإستسلام: أنا جيلكم، سلام.
وأغلق الهاتف وذهب..
تنهد معيداً عليها بحزن: لسه مصممه ترجعي مصر؟!.

أومأت بحزن وهي تجمع ملابسها من منزلهم الذي بأمريكا فهي تحسنت حالتها وسمح لها الطبيب بالذهاب فعادت من اليونان منذ يومان فقط إرتاحت بهما والان تريد أن تعود لمصر لأنها تختنق من المكوث هنا..
شادي برجاء: خليكي معايا أنا قلقان عليكي ومش عاوز أسيبك لوحدك مش هبقي مطمن عليكي..

تنهدت بحزن وهتفت بتعب: شادي عشان خاطري سبني براحتي وصدقني هبقي كويسة طول منا مش مجبره على حاجه، لكنه هز رأسه بإعتراض لتعانقه بقوه ثم بكت بحرقة وتحدثت بنبره خرجت مرتجفه: إنت عارف إن أنا مش هقدر أقعد في مكان كان هو قاعد فيه مش هستحمل عشان كده سبني وصدقني لما أبقي كويسة هرجع منا مش هفضل كده على طول هيجيلي يوم وهتحسن هااا؟!، أومأ بحزن مشدداً على عناقها وهتف برجاء: بس إوعديني إنك هتبقي كويسة وهتخلي بالك من نفسك، أومأت له وهي تشهق لتتحدث وسط شهقاتها: أوعدك هبقي كويسة أنا أصلاً هروح الملجأ وهفضل هناك زي زمان عشان من ساعه مسبته بعد وفاة ماما وأنا تعبت تعبت أوي أنا مكنتش بارتاح غير هناك وهرجع هناك تاني، أومأ لها بحزن فهي معها حق فذالك الملجأ الذي أسسه والده وصديق والده معاً كان إسم على مسمي حقاً فهو كان الملجأ لهم حقاً فبسبب سفر صديق والده وإستقراره بالخارج تركه لهم كي يُديروه وكانت والدتهم كالأم بالنسبة لجميع الأطفال بالملجأ فكان معظم وقتهم يقضوه هناك بسعادة حتى كبرو لكن كل شيء إسود عندما ماتت والدتهم فبدأ شادي بالتوقف عن المجئ مراقباً كل شيء من بعيد وروان هي من تولت إدارته بعد وفاه والدتها لكنها كانت تتذكر والدتها بكل خطوه تخطوها بداخل الملجأ بسبب ذكراياتهم معاً حتى توقفت هي الأخرى عن الذهاب ليظهر مالك بذالك الوقت لتتناساه نهائياً ولم تعد تتذكره حتى حدث ماحدث لهذا ستعود مجدداً علها ترتاح هناك ولو قليلاً، ليحمل الحقيبه وسبقها للخارج لتنظر بأنحاء الغرفة بحزن وكأنها تودعها وفعلت المثل لأركان المنزل ثم تركته وذهبت للخارج ليقلها للمطار..

حاوط خصرها بحنان مداعباً معدتها برقة وهتف بنعومة: عاملين إيه النهاردة؟!، إبتسمت برقة وهي تسند رأسها على صدره وهتفت بنعومة: الحمد الله كويسين ي حبيبي إنت عملت إيه في الشغل النهاردة؟!

على بإزدراء: ولا حاجه زي كل يوم قرف وملل، ثم أكمل وهو يميل برأسة ليقبل وجنتها المستكينه على صدره: إللي مصبرني بس إني هرجع وهلاقي القمر ده مستنيني، لتتسع إبتسامتها ثم إلتفتت له لتتحدث ببعض الرجاء: لسة مش عاوز تكلم مها برضة؟!

تنهد بضيق وهم بالتحدث لكنها قاطعته: مها ندمانه وكل مدخلها ألاقيها بتعيط ورافضه الأكل ولما عرفت إللي حصل ل لارا إنهارت أكتر وندمت زياده وفضلت تقولي ياريتها كانت عايشه عشان تعتذرلها مش كفاية عليها كده وروح كلمها وراضيها أنا عارفه إنها مش هاينه عليك بس كلمها براحة وقولها تغير أسلوبها إزاي مش هتخسر حاجه..
هز رأسه برفض وهتف بقلة حيله: مش هينفع معاها الكلام هي عندها مشكله ومش عارف إيه هي؟!

قبضت على ذراعه بنفاذ صبر: طيب إعرفها إنت بقي صاحبها يمكن تبطل عصبيه وتتغير شخصيتها لما تقرب منها وتتكلم معاك على طول، أومأ وهو يزفر بتفكير ليهم بالتحدث: طيب هكملها بس مش دلوقتي سبيها شويه لازم تراضي ماما قبل أي حاجه عشان زعلانه منها جداً، أومأت وهي تزم شفتيها بحزن لتتحدث بتلك التقويسة اللطيفه وهي تعدل ياقته: طيب يلا عشان تاكل، ليرفعها من خصرها بعبث ثم إلتقط شفتيها بقبله عميقه أكتسحتها لكنها حركت رأسها ليبتعد لتتحدث بتذمر: على بقولك يلا ناكل!

على بعبث وهو يقبلها مجدداً: منا باكل أهو، لتبتعد هي وهي تتذمر لتترك الغرفة وهي تتمتم بإمتعاض بسبب جوعها: خليك بقي هنا متاكلش هاكل أنا، ليرفع حاجبيه بعد إغلاقها للباب وتركه بمنتصف الغرفة ليهتف بذهول: هي دي إللي مش بتتحرك وغير وأنا معاها!

ليكمل بدراميه: راحت عليك ي على خلاص، ليجد الباب يصفع بقوه لتتقدم ساره من الفراش بغضب ثم ألقت الوساده بوجهه بقوه تحت ذهوله لعودتها مجدداً: أومال أموت من الجوع يعني عشان قله أدبك؟!، لتخرج مجدداً بغضب ليقهقه بعدم تصديق يحاول إستيعاب ماحدث ليهتف بتسلية: ي مجنونة، ليجدها فتحت الباب مجدداً ليصمت منتظراً ما ستفعل هل سمعته ياتري؟!، لكنه وجدها تتقدم منه ثم توقفت أمامه وأمسكت يده برقة وهتفت بنعومة: يلا عشان تاكل، وسارت وهي تجره خلفها ليبتسم بحنان وهو يحدق بها حتى وصل لطاوله الطعام ليحاوط خصرها وهتف وهو يرفع حاجبيه متسائلاً: هرمونات الحمل دي؟!، هزت رأسها ببرائة ليقبلها مجدداً لكنها لم تقاومة بل بادلته قبلته وهي تحاوط عنقه لتشهق بخجل عندما سمعت حمحمة أحدهم لتركض إلى المطبخ ليبتسم على بتوتر وهو يمرر يده بخصلاتة لتضربة والدته على كتفيه بغيظ ليقهقه هازاً كتفيه بقله حيله لتهتف بتوبيخ: مها معانا إحترم نفسك شويه عندك اوضتك فوق..

ليردف بتسلية: مها هتتبسط لو شافتنا ير ماما إنتِ متعرفيش حاجه، لتضربه مجدداً وهي ترمقه بسخط وقبل أن تتحدث وجدت ساره تتحدث بنبره خجولة: الأكل جاهز، ليأومئ لها الإثنان لتتقدم هي وذهبت قبلهم وقامو هم باللحاق بها بعد إن وبخته والدته وأعطته درس بالاخلاق..

=: ماشي يا حبيبي تبقي طمني عليك مع السلامة، وأغلقت الهاتف لتلتف بمقعدها كي تكمل عملها لكنها صرخت بذعر عندما وجدت جود يقف أمامها عاقداً يديه أمام صدره وملامحه متهجمه لتهتف بخوف: إيه ي جود مش تعمل صوت كنت هتموتني، لتتبدل ملامحه لأخري حانيه ليمسك يدها وقبلها بحنان: بعد الشر يروح قلبي، لتبتسم له بحنان ليتابع بغيره بينه: كنتي بتقولي لمين ي ثا حبيبي؟!، لتتسع إبتسامتها وهي تحدق به برضي بسبب غيرته فهو يعلم من تهاتف لكنه يحب أن يدايق نفسه بنفسه..

نوران بعبث وهب تمرر يدها على ذراعه: تخيل كده مين؟!، ليدفع يدها بسخط وهتف بسخرية: لا متزطيش وتعيشي الدور ده شهاب..
نوران بإبتسامة لطيفه: وطالما عارف بتسأل لية؟!

ليرفع يده مديراً المقعد لتكون مقابلة وإنحني عليها قليلاً وهتف بتهديد: أنا مش قولت متقوليش حبيبي ل حد غيري! ومتعيطيش في حضن حد غيري وم، لكنه صمت عندما جزبته من رابطه عنقه وبادرت هي بتقبيله بنعومة فاليكف عن الثرثره فشفتاه مغرية بالنسبةِ لها، ليبتسم وسط قبلته ومد يده ورفعها ليجلس هو على المقعد وأجلسها على قدمة مستمراً بتقبيلها بشوق فهو حقاً إشتاق لها ومنذ مشاجرتهم إلى الان لم يقترب منها سوي تلك المره التي جرحها بها ومنذ ذالك الوقت يعاملها كشقيقته ليضحك وسط قبلته وهذا جعله يبتعد عنها لتتعجب منه وهتفت وهي تكوب وجهه بين يديها: بتضحك على إيه؟!

جود بإبتسامة: كنت بفكر بس أسف، ليقبلها بسطحيه وهو يعيد ترتيب خصلاتها التي بعثرها مجدداً، ليجدها تنهدت وملامحها إنكمشت لتضع يدها على معدتها ليلاحظ هذا فأوقفها ليقف هو ثم أجلسها على المقعد وتحدث بقلق: إنتِ كويسة؟!.
هزت رأسها بإيمائه بسيطه ليوبخها بضيق: أنا مش قولت بلاش شغل لازم تيجي!
تحدثت بضيق: أيوه لازم أجي ومش هتضيع وقت تاني وأنا بعيده عنك هفضل لازقه فيك..

إبتسم قارصاً وجنتها: إلزقي فيا وإنتِ كويسة مش تعبانة كده، ليكمل بمزاح: مش ناقصه بلاوي هي..
لتشهق بعدم تصديق: أنا بلاوي يا جود! طيب إوعي، وأبعدت يده لكي تذهب لكنه أوقفها وهتف بإبتسامة: رايحة فين؟!

نوران بحزن: همشي عشان أنا بلاوي، ليقهقه وهو يعانقها: إنتِ إحسن بلوه في حياتي يا ملبن إنت يا ملبن، لتبسم وهي تستكين على صدره ليهتف فجأه: النهاردة معاد الدكتوره صح؟!، أومأت ليجزبها خفله وهو يهتف: تعالي تعالي عشان تاكلي دي مرعبه وبتتعمد ترعبني لما بنروح، لتقهقه علية بخفوت سائره خلفه بخضوع فهو من سيطعمها بيداه الان فكيف لن تذهب معه..

كانت تقف أمام مدرستها منتظره خروجها لتتسع إبتسامتها عندما وجدتها تركض إتجاهها لتفتح يديها على مصرعيهما وهي تنحني لتكون مقابلها لتعانقها بحب وهي تبتسم..
لتهتف ريم بإبتسامة حنونة: عملتي إيه النهاردة؟!

ضحكت مليكة ثم هتفت بحماس: كان يوم حلو أوي وصاحبت ناس كتير وأنا مبسوطه أوي، لتبتسم ريم بحنان وهي تقرصها من وجنتها بخفه: ربنا يسعدك دايماً يروحي يلا بقي نمشي، أومأت وهي تمسك بيدها لتسير لكن ريم توقفت عندما وجدت رساله قد جاءتها الان من شادي يريد رؤيتها لتزدر ريقها بصعوبة فهي إلى الان لم تواجهه بعدما حدث لهذا تجاهلت تلك الرساله ولم ترد علية وأكملت طريقها..

شريف بضجر وعلامات الثمالة واضحة عليه: إشمعنا أنا يعني؟! ليستمع لحديث الطرف الاخر ليزفر بضيق متابعاً: بعد تلت شهور كده وعليك خير سلام، ليغلق الهاتف ثم ألقاه معيداً دفن رأسه بالوسادة لكنه إنتفض عندما وجد يد توضع على ظهره ليعتدل محدقاً بتلك الفتاه بجانبه بتعجب: من أنتي؟!
تحدثت بثمالة مماثلة له وهي تمرر يدها على صدره بإغراء: لقد جعلتني أتي معك أمس ولكنك تركتني وحيده وغفيت هيا عليك بتعويضي الان..

شريف ببرود وهو يبعد يدها عنه: أخرجي من هنا هيا، لتتوسع عينها وهي تحدق به بأستنكار ليصرخ بها جعلها تنتفض من على الفراش: لقد قلت إذهبي؟!، لتأومئ بخوف وإرتدت حذائها سريعاً وذهبت فملابسها قد غفيت بها كما كانت أمس..
ليزفر عائداً للنوم مجدداً وقلبة يخفق بألم يريد رؤيتها سيجن إن لم يراها لكنه وعد نفسه أنه لن يعود لحياتها مجدداً مادام مصدر إزعاج وأذيه لها بتلك الطريقة..

ليهدر بعنف ممسكاً بتلابيب الطبيب: ماذا يعني هذا؟! أي بتر تريدني أن أفعله؟!

ليتحدث الطبيب بأسف: أنا أسف ولكنك تأخرت عن تلقي العلاج بالوقت المناسب، ليتابع: أنت تعلم أنك تعاني من تلف الشرايين وهذا يسمي مرض الشرايين الطرفيه، ومازاد وضعك سوءاً ذالك الحادث الذي تسببت به قبل يومان وللأسف يجب أن تبتر أسف مره أخرى لكن وضعك ميؤوس منها حقاً، ليلكمه بقوه جعل الدماء تتطاير من أنفه وتحامل على ألم قدمة وذهب ليبتسم الطبيب بتشفي وهو يمحي دمائه ثم قام بتقطيبها وإيقاف النزيف وإلتقط الهاتف بعد بعض الوقت ووضعه على أذنه وتحدث بتسلية: لقد فعلت كما قُلت لي نائل..

نائل بإمتنان: شكراً لك حقاً فأنا مديناً لك..
ليبتسم الطبيب وهتف بود: كل ما تريده لك فأنت تملك معزه خاصه بقلب مايكل و من يملك معزه بقلب مايكل يملك معزه بقلبي أنا الأخر..

ليبتسم نائل وهتف برفق: وأنا حقاً شاكراً لك شكراً كثيراً، ليغلق بعدها الهاتف وهو يتنفس براحه لكنه لن يرتاح نهائياً حتى ينتهي من كل هؤلاء ليجد إليخاندرو يمر من أمامه ويبدو عليه التفكير والحزن معاً ليبتسم بتشفي وهتف بإبتسامة: أخي مابال تلك التعابير الحزينة هل قدمك بخير؟!

تنهد مغمضاً عينه ثم إبتسم محدقاً به وهتف بإستفهام: مابال تلك الإبتسامة التي أصبحت لا تفارقك بالأونة الأخيرة ي أخي؟!، ليقترب منه أكثر ووقف قبالته وتحدث بخفوت مستفز: أري أنك قد نسيت ماحدث لزوجتك العزيزه وأصبحت تبتسم دون تكلف هل يجب عليَّ تذكيرك بماحدث كي تختفي تلك الإبتسامة الجميلة؟!
ليضحك نائل بفاه متسع جعله يغضب أكثر: لا لم أنسي ولكن أنت تعلم يجب أن أتخطي كل ماحدث كي أستطيع أن أشرب من دمائك!

ليقهقة إليخاندرو وهتف وهو يحك طرف حاجبيه بتفكير: ألا تعلم أن دمائي مُره كثيراً على طبيب نبيل مثلك؟!

ليبتسم نائل هازاً رأسه: لا أنا أحب المجازفة لا تقلق عليَّ بل إقلق على نفسك، ليتابع بإبتسامة: لأنني لا أطيق ذرعاً أن أراك وأنت قعيد، ليضم يديه لصدره وهتف بدراميه: يا إلهي سيليق هذا بك كثيراً أخي العزيز، ثم رفع يده ووضعها على كتفيه وربت عليها هاتفاً كأخٍ له: فالتذهب لوالدك الان وأخبره بتلك البشارة أم أنك مازلت تعمل كالكلب دون أن تخبره أنك تعلم كونة والدك؟! هذا مؤسف إليخاندرو لكن لا تقلق فأنا شقيقك الكبير وسأكون هنا من أجلك، ثم ضحك بسخرية بأعلي صوتة هازاً رأسه وتركه وذهب، ليضم الأخر قبضته بعنف جازاً على أسنانة بغضب محدقاً بظهره بحقد ليختفي عن الأنظار هو الاخر..

ليمر ثلاثة شهور على الجميع تغير بها الكثير..

فاليوم ستخرج ألين كي تكمل بقيه الثلاثة أشهر المتبقيه لها بفتره العلاج بالمنزل فمن المفترض أنها كانت ستذهب بعد ثلاثة أسابيع لكن حالتها لم تكن بخير كي تتحمل الذهاب من المشفي بسبب عدم إستجابتها للعلاج سريعاً لكن بفضل فراس الذي كان يجلس معها معظم الوقت ويقم بتشجيعها ويتحدث طوال الوقت عن خطتته لهم عندما تتعافي قد نجح بجعلها تتحمس لأن تتعافي وهذا ماحدث واليوم ستذهب لمنزلهم الجديد الذي كان مفاجأه فراس لها..

لتتحدث ألين وهي ترجع خصلاتها التي طالت مجدداً خلف أذنها: فراس ده مش طريقنا؟!
إبتسم وهو يحدق بالخارج من نافذه سيارة الإسعاف التي أصرو أن يقومو بنقلها بها ليربت على وجنتها برقة وتحدث بحنان: لا ده طريقنا، ليديق عينه وهتف بإستفهام: وبعدين عرفتي منين إن ده مش طريقنا؟!.

إبتسمت بنعومة وهزت كتفيها: حسه إن الطريق فاضي؟!، ليبتسم وهو يمسح على شعرها بحنان لتقع عينه على معدتها التي أصبحت بارزه قليلاً فهو إلى الان لايصدق أنها معه وبخير وحملها يسير جيداً ولا تعاني من مشاكل وهذا أراحه ليرفع يده ثم بدأ يربت على معدتها بإبتسامة لتضع يدها على يده بإبتسامة لينحني مقبلاً رأسها بعشق ليصنعوا تواصل بصري معاً يبث به كل واحداً منهم أشواقة للأخر فالكلمات عاجزه عن وصف مشاعرهم فهم قد تخطوا مرحله الحديث تلك منذُ زمن..

إبتعد عائداً على مقعده عندما تحمحمت الممرضه ليحدق بها بابتسامة صفراء متذكراً تلك البومة التي أرادت أن تأتي معهم بدلاً من تلك الممرضة فهي نفسها تلك التي وبخته عندما وجدته خالعاً قمامته بغرفه ألين، ليتشاجر مع الجميع بالمشفي ورفض أن تأتي معهم وإستبدلها بهذه لكن مالايعلمه أن هذه قد بعثتها تلك الممرضة لتفعل ماكانت ستفعله هي عندما تأتي..

لتتوقف السيارة ليترجل منها بهدوء والممرضة خلفه وأنزلت الكرسي المتحرك ليساعدها فراس وحمل ألين ووضعها عليه لكنه قطب حاجبيه بضيق فمظهرها لايروقة ليضع يده خلف ظهرها والأخرى تحت فخذيها وحملها بإبتسامة وهتف أمام وجهها: كده أحسن، لتأومئ وهي تبتسم دافنه رأسه بحنايا رقبته ثم حاوطته بيديها لكنها شهقت برقة عندما رأت بوابة ال?يلا السوداء الضخمه أمامها لتنتبه لذالك الفراغ من حولهم لتتطاير خصلاتها بفعل الهواء لترتطم بوجه فراس لتتسع إبتسامتة بحنان محدقاً بملامحها المتحيره بعشق لتهتف بعدم تصديق: فراس إحنا فين؟!

إبتسم بحنان وهتف وهو يتأملها: ده بيتنا الجديد..

نظرت حولها مجدداً معيده تأمل المكان لتبتسم وهي تري حمام السباحة من هنا ليفهم فراس ماتريد دون التحدث ليتقدم منها للداخل لتفتح البوابه إلكترونياً ليقف بمنتصف الطريق فأمامه بوابة المنزل السوداء ذات مقبض فضي وعلى جانبه الأيسر حمام السباحة الذي يمتاز ببريق بسبب سقوط ضوء الشمس علية ليجعل من لون المياة نقياً أكثر وأمامه المقاعد الممدده الخاصه به ليجلسو عليها إن أرادو المكوث تحت إشاعة الشمش قليلاً، لتتقدم الممرضة أمامهم وفتحت الباب ليدلف بها صاعداً لغرفتهم مباشرة لتتحدث ألين بتذمر لطيف: مفرجتنيش عليها ليه؟!، لينزلها أمام الفراش وقبل أن يتحدث شهقت بنعومة وهي تحدق بالغرفة التي بحجم أربع غرف تقريباً وليست غرفه واحده وجميعها منفتحه على بعضها فجزءاً خصصه لملابسهم معاً وجزءاً أخر خصصه لدوره المياه الملحق بها جاكوزي كي يغتسل بمتعه وجزءاً أخر خصصه لمكتبه كي يعمل بجانبها ولايتركها وتلك الأرجوحة المعلقة بزاوية الغرفة كم راقتها فالغرفة كانت مقسمه بطريقة جميله وكل جزءاً بلون خاص به لتحدق بالفراش الدائري أمامها وأغطيته المنسدله من الجانبين بطريقة مبعثره جميله راقتها لتنتقل بنظرها لذالك الزجاج المحاوط للغرفة بكاملها مبيناً لها كل مابالأسفل ليتبين لها حمام السباحة من هنا وهذا جعلها تبتسم بنعومة قبل أن تشهق عندما رأت الحديقة الخلفيه للمنزل لتهرول إتجاه الزجاج ووقفت تتأمل تلك الورود الجميله بمختلف أنواعها التي زرعت بعناية وتلك الورود والعشب القصير المسيطر عليها وتلك الأرجوحه بمنتصف الحديقة التي أسعدها وجودها وتلك الطاولة الملحقه بالمقاعد الخاصه بها بجانب بعيداً لتري منزل صغيراً كمنزل حيوان لتقطب حاجبيها فالهره لن تتركها بالخارج وذالك المنزل كبير بجحم كلبٍ ربما وقبل أن تتحدث وجدته يحاوط خصرها من الخلف وهتف برقة وهو يسند رأسه على منكبها محدقاً بالأسفل: عشان تشوفي ولادنا ف أي وقت همه فين وبيعملة إيه، لتأومئ له بسعادة وترقرقت الدموع بعينها فال?يلا جميلة بشكل لايوصف وتلك التقاسيم لم تراها من قبل فهي أخذت عقلها حقاً وفقط رأت الحديقة وحمام السباحة فماذا سيحدث عندما تري بقيته؟!

ليديرها لتصبح أمامه ليتنهد ماحياً دموعها وهتف بحزن: بتعيطي ليه؟!
هتفت بنبره مرتجفه وهي تعانقه: عشان مبسوطه أوي.
إبتسم بحنان مربتاً على ظهرها برقة: ربنا يسعدك على طول ي حبيبتي، ثم فصل العناق مبعداً خصلاتها خلف أذنها وهتف بنعومة: كفاية كده وإرتاحي شوية بقي.! أومأت له ليحملها ووضعها على الفراش لتهرب منها ضحكة جعلته يبتسم وهتف بإستفهام: بتضحكي على إيه؟!

إبتسمت وتحدثت بلطافة: أصلي كنت فاكره إن السرير صغير عشان مدور وكده بس بلعني لما حطتني عليه؟!

ليبتسم قارصاً وجنتها بمشاكسة: مين ده إللي يبلعك محدش يقدر، وبعدين ده كبير وياخدنا إحنا الثلاثة كمان، لتبتسم بحنان وهي تعي مايقصد لتجده يقبل معدتها برقة لتشعر بدفئ وحنان مختلف عن سابقه ولا تعلم هل لأنها ستصبح أماً أم لكونها إشتاقت لتلك القبلات الخاطفة أم بسبب كونه بعيداً عنها منذ فتره؟! ولكن لايهمها شيء مادام هو معها فهي إلى الان لاتصدق كونها حامل وبخير ولم يحدث لها شيئاً فهي تعلم أن وجودها بالمشفي له الفضل الأكبر لكونها بحالٍ أفضل بسبب الرقابة والإعتناء بها جيداً..

ليخرجهم من صمتهم الممرضة التي كادت تتخلل أمام باب الغرفة لتتحدث بهدوء: ده وقت العلاج ممكن..

أومأ فراس وهو يقف ليبتعد ليراقبها وهي تخرج الأدوية وقبل أن تقم بإعطائها أي شيء قبض فراس على يدها وهو يحدق بها بنبره ذات مغزي جعلتها تبتلع ريقها بخوف وهتف: تعالي معايا بره عايزك، لتتحدث بإعتراض: بس ده وقت الدوا ي، لكنه رمقها بحده وأعاد مجدداً: بقولك إخرجي بره عايزك، أومأت بتوتر وتوجهت للخارج ليبتسم إبتسامة مطمئنة إلى ألين كي لا تحزن وإنحني عليها مدثرها بالفراش وهتف برفق: إرتاحي خمسه عقبال متجيلك أنا هقولها بس تاخد بالها منك مفيش حاجه متقلقيش!، أومأت له ورفعت يدها تمررها على وجنتها بنعومة: وإنت مش هترتاح شوية زيي؟!، أومأ مأكداً: هرتاح بس لما أطمن عليكِ الأول..

ألين بحزن: وكل ده لسه مطمئنتش عليا؟!، أومأ بأسف وقبل أن تتحدث إنتصب واقفاً وقبل جبهتها وهتف بهدوء: إرتاحي شوية، وترك الغرفة وغادر..
= لتتحدث تلك الممرضة بخفوت بالهاتف: هعمل إيه دلوقتي؟!

لتقوم بالرد عليها تلك المزعجه الثرثاره: هتلغبطي في العلاج لحد متدهور حالتها تاني والبكتريا تبقي مقاومة للعلاج ومتخافيش هخدك منهم بأي شكل قبل ميعرفة، أومأت بتوتر وأغلقت الهاتف وهي تحدق بفراس الذي هز رأسه ينتظرها أن تتحدث لتتحدث بنبره مهزوزه: ق، قالتلي ألغبط العلاج ومدهولهاش في معاده عشان حالتها تسوء ومتخفش، أومأ بإبتسامة مُميتة وهتف بنبره آمره: هتدخلي تديها العلاج دلوقتي وبعدها هتخرجي تتصلي بيها وهتقوللها إنك نفذتي إللي قالتلك علية، أومأت ليتايع وهو يهددها: وألين لو حصلها حاجه هحملك إنتِ المسئولية حتى لو مالكيش ذنب هتهمك إنتِ إنتِ إللي بتفضلي معاها وبتديها العلاج يعني هلبسك الليلة خلي بالك بقي، أومأت وهي تلعن الأخرى ليختطف الهاتف الخاص بها من يديها وهتف: نص ساعة وهجبهولك وتركها وذهب لتتنهد متوجه للداخل وقامت بمسعادة ألين وهي تأخذ الدواء وراقبتها قليلاً حتى غفيت لتنظر حولها تبحث عن الثريا كي تنزلهم لكنها لم تجد لتقطب حاجبيها باحثة مجدداً لكنها لم تجد شيء ليدلف فراس بذالك الوقت وأعطاها هاتفها وسألها عندما وجدها متحيره: بتدوري على أيه؟!

لتتحدث بحيره: مش فيه ستاير! عاوزه أنزلها عشان الضوء ميدايقهاش، أومأ وهو يلتقط وحده تحكم من على الكومود وضغط على زر لتغلق جميعها ليأشر لها عليه عندما تريد فتحه أومات وهي تأخذه منه ليلقي نظره على ألين مجدداً بحنان ثم ترك الغرفة ليهاتف والدته كي تأتي وتجلب نور فهو أهملها بالفتره الأخيره..
=: إنتِ مطروده، هذا ما أخبرها به الطبيب بعد إن أتاه تسجيل بمكالمتها..
لتهتف بعدم فهم: أنا عملت إيه حضرتك؟!

ليبتسم بتهكم متابعاً: ولا حاجه أنا ظالم ومش عايزك معانا عندك مانع! خمس دقايق ومشفكيش في المستشفي يلا مش عاوز كلام كتير..
لتضم قبضتها بغضب ووقفت لتذهب وعند خروجها وأمام باب الغرفة مباشرة سمعت فتاتان تتهامسان: فراس كان بيكلم الدكتور ومتهيقلي في حاجه هتحصل عشان الدكتور إتعصب أوي..
= لتتسائل الأخرى: مين فراس ده؟
: ده المز إللي مراته كانت تعبانة وخرجت النهاردة..

=: أه أه إفتكرته، لتهز رأسها بحده وهي تتوعده ولملمت أغراضها لتذهب ولكن قبل ذهابها نهائياً ظلت تبحث عن عنوانه حتى وجدته بأعجوبة وتوجهت إليه مباشرة، كان بذالك الوقت فراس يقف يتحدث مع الحراس أمام باب ال?يلا الرئيسي من الخارج وبعد إعطائه التعليمات لهم ولج للداخل يدور بأنحاء المنزل يرى إن كان كل شيء بخير أم نسي شيء، لتقف أمام تلك البوابة محدقة بالداخل بحقد بسبب تلك الرفاهيه والثراء الذي يعيشون به..

ليوقفها الحارس عندما وضع يده أمامها: رايحة فين؟!
لتبتسم بتوتر وهتفت بثبات: أنا الممرضه الخاصه بتاعت ألين هانم، ليأومئ لها وتركها تدلف لتتحدث وهي تسير محدقة بكل زاوية بحقد وحسد: بقي بيطردني من شغلي عشان أقعد في الشارع وهو عايش هنا في العز لتصعد الدرج لتشهق الممرضة الأخرى التي لمحتها لتمسكها من يدها وتحدثت بخوف: إنتِ بتعملي إيه هنا؟!

لتدفعها بعنف وهي تدحجها بنظرات نارية: بعتيني مش كده بس أنا هعرفه إزاي بقي يطردني من الشغل وصفعت باب الغرفة لتفتح ألين عينها بتثاقل وهي تحاول الإعتدال بسبب الضجه لتساعدها وبدأت تبكي كالحية وهتفت بإنكسار: أنا كان لازم أقولك مينفعش أسيبك مخدوعة فيه أكتر من كده جوزك مش بيحبك وبيخونك، لتحدق بها ألين بدون تعبير منتظره أن تكمل لتخرج الأخرى كي تخبر فراس لكنها قابلته أمام الغرفة ليقطب حاجبيه عندما رأي ملامحها المتوتره ونظراتها التي تتنقل بها بينه وبين الغرفة ليتوجه للداخل ليري مايحدث، لتتابع هي: أنا ضعفت قدامة قلي هتجوزك وإنتِ يومين وهتموتي وأنا هبقي مراتة وخد مني أعز ما أملك وغدر بيا وطردني من المستشفي وأنا في عرضك ساعديني وقوليله يتجوزني، لتصرخ بألم عندما حذبها من شعرها بعنف وهتف بفقدان صواب: الفيلم الهندي ده تأليفك هااا، ليصفعها بعنف جعلها تصرخ متابع بغضب: أغلط مع مين مع مين يا لمامه يا عره إنتِ فاكره نفسك ست ده إنتِ متسويش تلت تعريفة يا حيوانة، ليشدد قبضته على خصلاتها أكثر وهتف بحده: مين سمحلك تدخلي بيتي هااا مين؟! وكاد يصفعها مجدداً فهي أفقدته صوابة وهو يستمع لها وكأنه وحشاً كاسر وهي الضعيفة لتتوقف يده بالهواء عندما سمع شهقه ألين ليغمض عينه بألم بالتأكيد تذكرت بشاعتة معها سابقاً ليدفعها من يده بعنف وصرخ بها: غوري من هنا غوري، لتقف سريعاً وركضت للخارج بخوف ليلتفت إلى ألين التي كانت تبكِ واضعه يديها على وجهها وهي تشهق فما فعله معها سيظل حاجزاً بينهم وإن نسته هي هو لن ينسي مهما حيي فربما هو الوحيد الذي عنفها بتلك الطريقة ليس ربما بل متأكد أنه كان الأقسي عليها ودمرها بمافعل ولن تتناسي بسهولة ليس وهي بتلك الرقة فهذا أبشع ماحدث لها وبالتأكيد لن تنساه، ليتهتف بأسمها بحزن: ألين، لكنها لم ترد مستمره في البكاء وهو لم يتحدث فلا يملك الشجاعة لفعل هذا بعد الان..

ترك الغرفة وتوجه للأسفل وجلس بالحديقة بحزن وهو يفكر ليجد ضجيج أمام البوابة الرئيسية ليتوجه إلى هناك ليأشر لحراسه أن يتوقفو وتحدث بهدوء لذالك الرجل الذي يبدو علية الصرامة ومعه إثنان أخرين: في حاجه؟
ليتحدث أحدهم بجدية: إنت فراس الأناضولي؟!

أومأ بهدوء ليخرج الأخر ورقه وتحدث بجدية: معانا أمر بالقبض عليك بسبب إعتدائك على ممرضة بالضرب، ليتنهد فراس لتلك اللعينه لقد أتته سريعاً وذهب أسرع وقدمت تلك الشكوي بعد دقائق من ماذا صنعت هذه؟!، ليأومئ وذهب معهم بهدوء وبعد أن وصلو لوجهتهم المحدده جلس على المقعد أمام مكتب المحقق لتدلف هي كي يراها ليفرغ فاهه بذهول وهو يرى وجهها المدمر بكاملة فماذا فعلت بنفسها؟
ليتحدث بإستنكار: أنا إللي عملت كده؟!

لتأومئ بحزن وهي مطأطئه رأسها بالأرض لينفجر ضحكاً ثم وقف وتوجه لها وقبض على شعرها بعنف جعلها تصرخ: بجد، ليتحدث المحقق بحده: إقعد مكانك متثبتش التهمة عليك أكتر من كده..
ليضحك وهو يحدق به: تهمة إيه أنا ضربتها بالقلم بس وتستاهل لكن مش أنا إللي شوههتها بالطريقة دي؟!
لتهتف وهي تبكِ كي تستعطفه: لا يا بيه هو إللي عمل فيا كده عشان حكيت ل مراته قد إيه هو خاين وجبان..
ليضحك هازاً رأسة: بنت المجنونة دي!

لتهتف بصياح وهي تأشر علية: شتمني شتمني يا بيه دي قضيه سب وقذف مش هسيبه عايزه حقي حقي يا حكومة، ليضحك وهو يحدق بها وهتف بنبره ذات مغزي: مكنتش عاوز أعمل كده بس إنتي إللي جبتيه لنفسك، ثم نظر للمحقق وتحدث بثقة: أنا دلوقتي هتصل بحد يجبلك شريط الكاميرا وتشوف وشها وهي داخله وهي خارجه إن محدش جه جنبها وبعد ده ما يحصل هرفع عليها قضيه بسبب كذبها ورمي بلاها عليا وواحده كمان هتهمها بالقتل عشان كانت هتقتل مراتي لولي إني لحقتها في أخر لحظة وضربتها بالقلم وعندي دليل يأكد إنها عاوزاها تموت، ليأومئ له المحقق بهدوء بينما هي توقفت الدماء بعروقها وأطرافها أصبحت بارده محدقة بفراس الذي كان يجلس واضعاً قدم على الأخرى محدقاً بها بتسلية ليتركهم المحقق وخرج بسبب سماعة لضجه بالخارج ليجدها إنحنت ممسكة بقدمة متحدثة برجاء: متحبسنيش أنا أسفه بس متحبسنيش أمي ممكن تروح فيها ومليش غيرها..

فراس بتهكم: ومفكرتيش فيها ليه وإنتِ بتختطي يا حلوة؟!، ليتابع بهدوء وكأنه يأنبها: أنا لو سمحت ف حقي مش هسامح في حق ألين إللي رايحة تقوللها إن جوزك بيخونك وهي في الحالة دي! بسببك عيطت خلتيها تفتكر حجات بتعذبها مكنش ينفع تفتكرها وأنا مش هسامحك ولو إتنازلت عن واحده مش هتنازل عن الثانية عشان إنتي لازم تتعلمي الأدب، ليدلف الحارس الخاص به مع شرايط الكاميرا وهتف وهو يقدمهم له: جبنا المعلومات إللي طلبتها وهي مالهاش حد وعايشة في شقه اوضة وصاله بالإيجار..

ليضحك فراس محدقاً بها وهتف بأسف: أنا كنت هعيط من شوية معلش بقي خيرها ف غيرها مش هتنازل عن حاجه خليكي في السجن لما تعفني عشان إنتِ كذابة يا كذابة..
وظل جالساً حتى تم الإنتهاء من الإجراءات ليلعن نفسه فهو لا يحب الأذية لهذا تنازل عن قضيه والأخرى ظلت معلقه حتى وقت جلسة المحكمه ومن المفترض أن الحكم سيكون بعض الأشهر القليلة وليس كثيراً..

ليعود للمنزل بإرهاق وألقي بجسده على الأريكة التي بغرفة الجلوس ليسمع هتاف والدته بسعادة: فراس إنت جيت؟!
فراس بسخرية: لا لسه هناك، لتقترب منه وضربته بغيظ: مش هتبطل طولة لسان..
فراس ببرائه: هو أنا إتكلمت ي ماما! صح فين نور؟!

هاله بإبتسامة: عند ألين فوق أصرت إنها تطلعلها أول مج، ولم تكمل بل إبتسمت عندما وجدتها تتقدم منهم مجدداً ليبتسم فراس عندما رأها وعانقها بسعادة ثم هتف بندم: أنا بجد أسف عشان أهملتك ف الفتره الأخيره و، ليجدها تلوح له كي يصمت وكأنها تخبره أن لا مشكلة بهذا وإبتسامتها تتسع ليتعجب أكثر فمابال إبتسامتها هي ووالدته بتلك الطريقة ليهتف وهو يديق عينه محدقاً بها هي ووالدته: عملتو إيه في التلت شهور دول من غيري؟!، لتبتسم والدته وهي تربت على وجنته بحنان وهتفت: ولا حاجه ي حبيبي نور مبسوطة بس عشان كانت معايا وأنا زي مامتها بالظبط وكنا بنتسلي طول الوقت مع بعض، ليأومئ لهم غير مقتنع بما يحدث لتضحك هاله ونور معاً وهم يرون نظرتة لهم لتهرب شهقه من فم نور ليرفع رأسه لها وهتف بشك وهو يقترب منها: إيه ده؟!

هزت نور رأسها بعدم فهم ليعيد وهو يمسك يدها: لا أنا سمعت صوت منك؟!، لتقهقه برقة ثم حركت شفتيها وهتفت بنعومة: فراس، لتتوسع عيناه بتفاجئ وهتف بذهول: إيه ده؟! إيه ده؟! أنا سايبها مبتنطقش حركتلها الذنبلك ولا إيه ي ماما؟!، لتضربتة على كتفه بغيظ ليقهقه عليها لتتحدث بابتسامة وهي تحدق به مباشرة: كلامك في المستشفي قصر فيا وحركني بس أنا كنت ضعيفه على إني أقدر أخد أي خطوه لوحدي لحد مروحت عند ماما هاله وخدتني لدكتوره صحبتها حنينه زيها أوي ي فراس خدتني واحده واحده وتجاوبت معاها لحد مخفيت خالص وإتكلمت، ليعانقها فراس بحنان: ربنا يسعدك بجد أنا مبسوط أوي؟!

لتعانقهم هاله معاً وهتفت بسعادة: شملنا إتلم تاني مع بعض، ليأومئ فراس موافقاً لها لتتحدث نور متسائلة: وألين!

لتتحدث هاله سائله فراس بجدية: إنت عايز ألين تاني في حياتك؟!، ليقطب حاجبيه مفكراً وقبل أن يتحدث ويخبرها بما يريد شهقت ألين منتصبه على الفراش وهي تتصبب عرقاً تتنفس بعنف لتشعر بالأختناق فجأه عندما وجدت كل شيء مظلم حولها لتدلف الممرضة بذالك الوقت تسرع لها بالمياة عندما رأت حالتها لتسألها بقلق: إنتِ كويسة؟!، هزت رأسها بنفي وسقطت دموعها وهتفت بنبره مختنقه: أنا مخنوقه خرجيني من هنا، أومأت وساعدتها على الوقوف لتحاوط خصرها حتى وصلت لحمام السباحة وكادت تكمل حتى الحديقة لكنها لاحظت تعبها وإرهاقها لهذا أجلستها على أحد المقاعد أمام حمام السباحة وأراحت ظهرها عليه لتستكين علية بهدوء لتتركها الممرضة وذهب لصنع بعض الطعام لها حتى تعلم من سيطهو كي تخبره عن الطعام المحدد لها، بينما ألين إلتفتت محدقة بالجهه الأخرى وخصلاتها تتطاير بخفه بفضل نسمات الهواء الرقيقه التي كانت تداعبها فهم بالربيع، ف ظلت ظلت شاردة بالحلم الذي كان ك كابوس بالنسبةِ لها حتى غفيت مجدداً بسبب الخمول الذي تشعر به، ليدلف فراس بذالك الوقت بملامح مقتضبه ل يبتسم باتساع عندما رأها تتكور على نفسها على ذالك المقعد مرتدية منامتها ذات البنطال القصير وكنزتة الطويلة المتسعه التي أخفت بروز معدتها قليلاً فكانت مولية ظهرها له ليتقدم منها بابتسامة إختفت وحل محلها الإحباط عندما وجدها غافيه، ليبحث عن الممرضة بعينه ليجدها تتقدم منهم وبيدها طعام ليتسائل وهو يربت على وجنتها بحنان: هي هنا من إمتي..

= قصت علية ماحدث بهدوء: من شوية صغيرين جداً، كنت داخله أطمن عليها لقيتها عرقانة وبتتنفس بسرعة شربت ميه وبعدها لقيتها بتقولي إنها مخنوقة وعايزه تنزل جبتها هنا وروحت أعملها أكل وجيت، أومأ لها ثم هتف بإمتنان: شكراً ليكي بجد وأنا من بكره هجيب حد عشان الأكل..

=: هتجيب حد يطبخ وأنا موجوده!، ليلتفت فوجدها والدته ليبتسم بحنان قبل أن يقف ويعانقها بقوة لتضمة هي أكثر فهو بحاجة لمثل ذالك العناق ليفصل العناق بعد بعض الوقت لتتسائل برفق: عامل إيه ي حبيبي؟!
إبتسم إبتسامة باهته مأومئاً لتعانقة مجدداً فهي تعلم أنه ليس بخير لتتسائل وهي تحدق بألين بإبتسامة حنونة: عاملة إيه دلوقتي؟!، ليرد بإيجاز: الحمد الله ي ماما، ثم تسائل عندما وجدها وحدها: هي نور مجتش؟!.

تنهدت وتحدثت بهدوء: نور هتفضل قاعده معايا يا فراس، ليتسائل بعدم فهم: ليه؟!

أجابت بهدوء وصوت منخفض كي لا تنزعج ألين: فراس يا حبيبي إنت عارف إن ألين بتحبك وبتغير عليك ف قعده نور هنا مش هتبقي لطيفة!، فكاد يعترض لكنها تابعت كي يصمت: عارفة إن مفيش مشاعر بنكم وكل واحد شاف حياتة وألين عارفة كده كويس بس زيها زي أي واحده بتغير عليك من أي حد وإنت عارف إنها تعبانة ومعندهاش طاقة إنها تدخل في مناقشة وحوار معاك وهتكتفي بالسكوت وهي مش راضيه من جواها وهتفضل كاتمة في قلبها هتبقي إنت مبسوط لما تشوفها كده؟!، هز رأسه بنفي وجلس مقابل ألين وهو يتنهد: بس دي أمانة معايا يا ماما وإنتي عارفة!

ربتت على كتفه بحنان: متقلقش عليها دي ف عنيا وبعدين هناك بيتك برضة مش المريخ الله وأنا مش قولتلك إن أنا كان نفسي في بنات من زمان بس جالي ولاد وبفضلك إنت عمال تجبلي في بنات حلوين وتخليهم ولادي أعملك إيه بقي؟!
إبتسم وهو يرى سعادتها فهتف بمزاح: إدخلي إعملي الأكل، لتضربة على كتفه بغيظ ليقهقه عليها لتلقي نظره حولها: بس حلوه ال?يلا دي جبتها إمتي؟!

نظر حوله وهو يرى تصاميمة التي نفذت بأدق تفاصيلها: لما خرجت من المستشفي بدأت فيها..
إبتسمت وهي تهز رأسها برضي وتسائلت: إنت إللي صممتها؟!، أومأ بإبتسامة وقام بسؤلها: حلوة؟!
كوبت وجهه بين يديها وهتفت بحنان: ولو مش حلوة إنت أي حاجه بتطلع منك بحبها..
ليقهقه عليها: عشان أنا إبنك بس أنا عايز كلمة حق..
إبتسمت ثم هتفت بعبث قبل أن تتركة وتتوجة للداخل: السؤال ده يتسأل ل ألين مش ليا أنا..

ليبتسم وهو يستلقي على المقعد يتوسد ذراعه محدقاً ب ألين النائمة قبالته يتأملها بعشق، ليغمض عينه بنفاذ صبر عندما وصل لمسامعة تلك المقولة ليعلم صاحبها دون عناء: فيلم أحاسيس دي مش هتخلصو ولا إيه؟!

لينتصب جالساً وهو يزفر وهتف بسخط: عرفت العنوان منين ده إنتا أكتر واحد مش عايز أشوفك ده إيه ده؟!، ليقهقه جود علية وهتف بصدق: صدقني أنا كنت فاكر إن أنا ضيف خفيف عليك بس عرفت إن أنا مقرف لما شهاب بقي يجلنا يااه عالقرف ي فراس لما مراتك يكون عندها أخ حاجة أخر لزاجه يشيخ..
ليضحك فراس وهو يرى ملامحه الممتعضه وتحدث بإستياء: كويس إنك عارف وفرت عليا كتير ي لزج..

ليبتسم جود وهو يدفعه ثم تقدم منها وإنحني جاثياً على ركبتيه أمامها ليكون حائلاً بينها وبين الرياح لتفتح عينها بتثاقل عندما شعرت بتوقف الرياح ليهتف برقة عندما رأي زرقة عينها تحت ضوء الشمس: إيه القمر ده!، لتتسع إبتسامتها وإنحنت لتكون مقابله وعانقتة بشوق هاتفه بنبره ثقيلة: أنا طول عمري حلوة..

ليبتسم هاتفاً بتسلية: لالا إحنا خفينا بقي وهنفتري، أومأت برقبتة ليرفعها من خصرها وجعلها تستلقي مجدداً وهتف بأسف: قطعت عليكي نور وميه صح؟
هزت رأسها بنفي وهتفت بإبتسامة: إنت نوري وميتي..
ليقهقه عليها ثم هتف محدقاً بفراس الذي يتابعها بحنان: جالها ضربه شمس دخلها كفاية عليها كده..
إبتسم فراس وهو يحدق بهم ونفي: لا خليها شوية لما تاكل، وتركهم كي يتحدثوا قليلاً ليذهب ويشاكس والدته التي تصنع لهم الطعام..

تنهد على للمره الألف وهو يراقب سارة التي ترمقة بحده من وقتٍ لأخر ليترك الملعقة من يده وعقد يديه أمام صدره وهتف بتهكم: أنا مدايق حضرتك ولا حاجة؟!، لتحرك شفتيها لتتحدث لكنه هتف بتحذير قبل أن تتحدث: لو هتتكلمي بعصبيه وزرزره متتكلميش، لتصمت ثم أخذت شهيقاً بهدوء وتحدثت برفق ولكنها كانت تجز على أسنانها بسبب غضبها: إنت أخر مره قولتلي إنك هتسيب مها شوية وبعدين هتصالحها إللي هو يوم إثنين مش تلت شهور ي على حرام عليك..

زفر ممرراً يده على وجهه بضيق: سارة ممكن نقفل على الموضوع ده؟!
سارة بإصرار: لا مش هقفل لازم تكلمها ده مش أسلوب حياة ده، ليصرخ بها بإنفعال أول مره يتحدث به معها: إنتي مالك؟! بتدخلي لية دي أختي أنا مش أختك إنتي، وأخذ هاتفه وحافظه أوموالة ومفتاح سيارتة وذهب بملامح مقتضبه ليترطم أمام الباب ب مها التي كانت تدلف ليذهب متجاهلها تماماً، لتحدق بظهره بتعجب فهي لم تراه غاضباً من قبل حتى منها..

لتخرج من شرودها على شهقه سارة وهي تبكي لتهرول لها سريعاً وهتفت بقلق: مالك ي سارة حصل إيه وعلى متعصب لية كده؟!
لتمحي سارة دموعها بظهر يدها وهتفت بنبره مرتجفه: مش إنتي بتعتبريني أختك صح أنا أختك..
مها بتعجب من سؤالها: أكيد طبعاً أختي لية بستألي السؤال ده؟!
شهقت بحرقة وتحدثت بألم: طيب لية قلي مليش دعوه دي أختي أنا مش أختك إنتِ..

قطبت حاجبيها ثم تسائلت بتوجس: إتخانقته بسببي صح!، أومأت سارة بحزن لتوبخها مها: ليه يا سارة سبيه براحته كل واحد حُر مش هتجبريه يكلمني بالعافيه وأنا أستاهل أصلاً إللي حصل متتعبيش نفسك بسببي وتعالي إطلعي إرتاحي فوق مش الدكتور قلك إرتاحي تعالي يلا، وأوقفتها وأوصلتها لغرفتها بالأعلي وتحدثت بابتسامة: هروح أعملك حاجه تسليكي وإنتي قاعده كده وهقعد معاكي كمان إيه رأيك؟!

أومات بخفوت لتذهب سريعاً وقامت بجلب فواكة ومقرمشات ومياه غازية وجلست بجانبها على الفراش وأعطتها الفواكة لتحدق بها سارة بدون تعابير: إيه ده؟!
مها بتسلية: إنتِ حامل يا حبيبتي ولازم تغذي نفسك أنا هاكل الحجات المضره دي وإنتي كلي الحجات الصحية عشان النونو يا نونو..
سارة بغيظ: تصدقي إنك تستاهلي فعلاً يلا إخرجي بره وسبيني لوحدي..

لتبتسم ثم عانقتها بحنان: أنا أسفه عشان عملت مشاكل بنكم، لتبتسم سارة برقة وهتفت بحنان وهي تعانقها: ولا يهمك يا قلبي إحنا عندنا كام مها؟!، ثم ضربت مأخره رأسها بخفه وهتفت بتأنيب: مش هتبطلي عصبيه بقي شوية عشان مش كويسة عليكي ولا على حد خالص؟!، أومأت بحزن وهي تتوسد صدرها وهتفت بندم: أخلص بس الأمتحانات الرخمه دي وهتغير خالص، أومأت سارة وهي تربت على شعرها حتى ذهبت بنوم عميق لحقتها سارة فهي من أول حملها لا تقاوم النوم ولكنها توعدت ل على عندما يأتي سترية كيف يصرخ بها بحده هكذا!.

بينما على كان جالساً بمكتبه يهز قدمة بضيق فهو لم يصرخ بها من قبل ليتسائل هل ياتري تبكي بألم الان أم إنها لم تكمل طعامها وظلت تبكي بإنهيار وحدها ماذا حدث ليشد على شعره بقوه، ليجد نادر يدلف مرتدي حلته السوداء وتحدث بسخرية عندما رأه: بتشد في شعرك من دلوقتي إنت لسه مخلتفش حتى؟!، ليبتسم على وترك شعره وهتف بإبتسامة: عامل إيه؟!، تنهد هازاً كتفيه بقله حيله وجلس أمامه على المقعد: هسافر..

تحدث على بحزن: ليه؟ خليك معانا هنا..
هز نادر رأسه برفض: أنا خلصت إللي كنت عايزه وهو خلاص مرمي في السجن مفيش سبب عشان أفضل..
لينهره على بعتاب: وإحنا؟!
تأفف نادر وهتف بضيق: على الوصول ليكم مش صعب متكبرش الموضوع وهرجع تاني أكيد حد قلك إني هفضل هناك طول العمر؟!
زفر على وهتف بإمتعاض: براحتك بس هتسيب سجى كده؟!
نادر بعدم فهم: مالها؟!
على وهو يذكره: نسيت إنها حامل!
نادر ببرود: هي إللي عاوزه كده براحتها.

نظر له بسخط وهتف: إنت بارد لية كده أنا أخر مره لحقت سارة على أخر لحظه وهي بتكلمة في التليفون وكانت هتقوله إن سجى حامل..
نادر بدون تعبير: ولحقتها ليه كنت سبها تقوله من حقه يعرف..
على بضيق: يبقي قبل ما تمشي تقولها وتفهمها إنه من حقه يعرف عشان أنا بعاني كل يوم وأنا بحاول أقولها وأفهمها وهي دماغها جزمة زي ناس..

ليتف الإثنان معاً: مين دي إللي دماغها جزمة، أنا دماغي جزمة، ليرفع على رأسه ليجد سجى تقف عاقده يديها أمام صدرها وتنظر إتجاههم بغضب ليولي نظره عنها وأكمل حديثة مع نادر: إنت إللي دماغك جزمة عشان كده مش هقولك متسافرش بس توعدني إنك هترجع، لتتقدم سجى وجلست على المقعد المقابل لنادر وتحدثت بحزن: مين إللي هيسافر؟!
أشر على على نادر بقلمة لتتابع وهي تسأله بإنكسار: هتسبني لوحدي تاني؟!

نظر لها وهتف برفق: تعالي معايا؟! أنا مش رايح في حته غير بيتنا مش حته ثانية!

هزت سجى رأسها بنفي: إنت عارف إن أنا مستحيل أروح طول ماهو فيها، ليهتف نادر بتهكم وإنفعال: يبقي تستني لما يموت وتبقي روحي وأقولك حاجه كمان متسامحهوش أبداً ولما يموت تبقي إندمي لوحدك بهدوء، وتركهم وغادر لتحدق بطيفه بحزن ليترك على مقعده وإقترب مربتاً على كتفيها مواسياً إياها ثم جلس مكان نادر وهتف بهدوء: متزعليش منه إنتي عارفة إن نفسيته تعبانة، أومأت وهتفت بأسي: أنا زعلانة علية ي على وبحاول أخرجه من إللي هو فيه لكن مفيش فايده..

على بهدوء: هيروق لوحده متطغتيش عليه، ودلوقتي بقي خلينا في موضوعك إنتِ..
زفرت بضيق وكادت تذهب لكنه هتف بتحذير وتهديد: وربنا لو إتحركتي هتصل بفؤاد دلوقتي إنتِ حره بقي، لتجلس مجدداً على مضض محدقة به بسخط ليبدأ بالحديث بما يريد..

بينما لدي روان كانت تقف بالحديقة عاقده يديها أمامها تفكر بشرود وخصلاتها القصيره التي قامت بقصهم يتطايرون حولها بنعومة لتبتسم عندما وجدت يد شخص يعانق قدمها لتنظر للأسفل لتجده ذالك الطفل.

يرمش لها ببرائه لتتسع إبتسامتها فهي تعلقت به مُنذ مجيئها للملجأ فهو كان مريضاً عندما جاءت وقد إهتمت به جيداً وهذا جعلها تحبه كثيراً وتخبره دائماً أن يناديها بأمي وللمصادفة أن إسمة شريف وليس هذا فقط بل يشبه أيضاً ودائماً مايذكرها به بسبب خصلاته الكثيفه المبعثره بشكلٍ غريبٍ كانت تراه على شريف فقط كما قالت له من قبل عندما قابلته صباحاً، فهي لاتعلم لما تحبه بذالك القدر دون بقيه الفتيان هل لأنه يشبه أم بسبب إسمه أم لأنها إشتاقت له حقاً وقد تناست ماحدث لتبدأ من جديد!، لتنحني وحملته بين يديها وهتفت وهي تداعب أنفها بأنفه: مش هنبطل شقاوة، أغمض عينه وهز رأسه بنفي مداعباً أنفها بأنفه الصغير وهو يبتسم كما تفعل لتضحك بسعادة وهي تضمه لها أكثر ثم قبلتة ومن المفترض أن تكون قبلتها له كالفتيات رقيقه ولكن هي كانت تلتهمه بقبلتها مصدراتاً صوت بكل قبله جعلته يقهقه لتهتف وهي تقرصة بخفه: ملبن ملبن بحبكككك، ليتحدث بلطافة وهو يقبل وجنتها: وأنا كمان بحبك ي مامي، لتبتسم وهي ترجع خصلاته للخلف وتسائلت: مش بتاكل مع إخواتك لية؟!

زفر بلطافة وعقد يديه أمام صدرة: الأكل مش عاجبني إبتسمت ثم قرصت وجنته بخفه: معقول مش عاجبك مره واحده؟ أومأ بحزن لتتابع بحنان: طيب نفسك تاكل إيه؟!

ليتحدث بحماس طفولي: هتجبيلي إللي أنا عاوزه؟، أومأت ثم همست بأذنة بطفولية: بس ده هيبقي سرنا الصغير إتفقنا؟ ورفعت إبهامها أمامه ليرفع إبهامه لها وهمس مثلها وهو يهز رأسة بثقه: إتفقنا، لتبتسم وهي تحمله متجه للداخل لتجلب حقيبتها وأشيائها لتنزله على الفراش بهدوء فهي تكمث هُنا، قامت بلملمة أشيائها التي تحتاجها وفتحت الخزانة لتسقط منها أوراق لتقطب حاجبيها وإنحنت ملتقطاً إياهم لتبتسم بحزن محدقة بإمضائة الذي نهي علاقتهم به بزاوية الورقه من الأسفل لتحدق بالزاوية الفارغه الخاصة بها فإلي الان لم تقم بإمضائها ولا تعلم السبب لكنها تفكر أنه الان وبالتأكيد يظن أنها قامت بأمضائها وأحراقها بسببة لكنه لا يعلم كم تتمني رؤيتة لكنها لاتملك الشجاعه لتفعل ولا حتى الدخول لحسابة الشخصي كي تطمئن علية فهي تتراجع كل مره بالثانية الأخيرة ولكن إن منحتها الحياة فرصة أخرى هل ستتردد بتلك الطريقة مجدداً؟! لا تعلم، لتستيقظ من شرودها على لكز شريف لها وهتف بتذمر: أنا جعان يلا بقي..

لتبتسم ووضعت الأوراق بالخزانة مجدداً وأخذتة من يده وذهبت، لتستقل السيارة وأجلسته بجانبها وقامت بربط حذام الأمان الخاص بها وبه لتبدأ بالقيادة برفق..

لتتوقف سيارة مكان سيارتها بعد ذهابها مباشرة ليتحدث السائق الخاص به: شريف بيه شريف بيه وصلنا، ليفتح عينة بتثاقل أثر ثمالتة محدقاً من النافذه ليزفر وتسائل: هو ده الملجأ إللي بابا داخل فيه شريك؟، أومأ السائق وتحدث ببشاشة فهو سائق والده وسنه كبير مثله أيضاً وشريف يكن له الإحترام: أه هو ده بعد وفاه وشريكة ووفاة مراتة جه هو يديره بنفسه بس حس إن مفيهوش روح عشان كده جابك بداله وهو واثق إنك هتغيره إنت وهي..

شريف بإستفاهم: هي؟!

ليبتسم فهم لم يخبروه عن وجود فتاه معه لأنهم يعلمون أنه يبغض العمل مع الفتيات فهن بوجهة نظره مدللات لا يليقون بشيء سوي الدلال والمراوغه، لكنهم لايعلمون شيء عما كان يفعل بالخارج سوي زواجه الذي كاد يصيب والده بذبحه صدرية ولكنه لحقة بقوله أنه طلقها وهو عازب الان. ليتحدث السائق بإبتسامة وهو يرى نظراتة الممتعضه الموجهه له: إحنا مقولناش عشان عارفين إن ده هيبقي رد فعلك بس بجد دي كويسة جداً وهي هنا من تلت شهور ومش هيبقي فيه مشاكل..

شريف بتهكم: مفيش مشاكل عشان أنا مش هنا وهتشوف الهدوء إللي هيبقي في المكان لما نتقابل مع بعض، وأنهي حديثة وهو يزفر وقد فاق من ثمالتة وتعكر صفوه حقاً، ليتحدث السائق محذراً قبل أن يترجل شريف: ممنوع الشرب إنت مع أطفال ولازم تبقي ملتزم وتصحي بدري، ليتنهد بقلة حيلة وهتف بإيجاز: بص هتتعلم لوحدك إنزل وعربيتك هتجيلك..

ترجل من السيارة ليذهب السائق بعد أن أوقع حقيبه شريف من السيارة فهو قد جلبة من المطار إلى هنا مباشرة ليهتف بإمتعاض بعد ذهابه: مني لو شغال عندكم مش هتعملو فيا كده والله، ليزفر وأكمل بسخط: مش كفاية قطعولي جولتي لا وجيبني ملجأ قرب يقع هيتهد على دماغنا لو إتحركنا جواه..

ليحمل الحقيبه بضجر وتوجه للداخل، ليقابلة مساعده ومن المفترض أنه مساعدها هي الأخرى وتحدث بإبتسامة: نورت يا شريف بيه، إختصب شريف إبتسامة لم تخرج من الاساس ليتحمحم الأخر بإحراج ودلف ليرية غرفته ليدلف ورائه وهو ينظر حولة كي يرى المكان الذي سيمكث به لتلتقط عينه تلك الزاوية البعيده ليجد بها أطفالاً يقفون وخاصتاً الفتيان منهم يخرجون رأسهم يتابعون مايحدث من وراء الحائط بنظرات بريئة وفضولية ليبتسم لهم لكنه تأوه بألم عندما أصابه أحد الأطفال بنابلتة: أه ي ولاد.

ليلتفت له الرجل وتحدث بذهول: بتقول حاجه ي فندم؟!
شريف بألم: لا مش بقول فين الخره إللي قصدي فين القوضة إللي هقعد فيها؟!
أشر له على الغرفة بالممر الطويل وهتف: دي قوضتك وإللي قدامها قوضه رو، ليتوقف عندما رن هاتفه ليتحدث بتعجل وهو يحدق بهاتفه: المهم القوضه إللي قدامك دي فيها بنت متتشقاش بليل، ليبتسم له شريف بسخط ودلف للغرفة وأغلقها بوجهه..

ليزفر محدقاً بأركان الغرفة بإستياء فهي بحجم حمام غرفته واللعنه ماهذا!، ليلقي بجسده على الفراش ليسقط به ليلعن تحت أنفاسة ووقف بغضب ثم ركله بغيظ ليصرخ بألم بسبب صلابته وهو يقفز على قدم واحده ممسكاً بالأخري ليسمع ضحكات من خلفه ليلتفت ليجد الباب مفتوح على مصرعيه والأطفال يضحكون علية بسخرية لينزل قدمة متقدماً منهم بغضب ليلقي أحدهم كرات صغيره لتنزلق قدمة ووقع على ظهره ليصرخ بألم عندما إرتطمت رأسة بقدم الفراش ليسمع ضحكاتهم لحقه ركضهم بعيداً ليهتف بألم ممسكاً برأسة: أنا عارف إنها هتكون أيام سوده على دماغي ودماغ إللي خلفوني..

روان بإبتسامة: شبعت يا حبيبي، أومأ بلطافة لتطلب له مشروباً ثم ذهبت لتطلب طعام لبقيه الأطفال مثله لينتهي وتقدم ووقف بجانبها ليشعر بالأحباط عندما رأي تلك الحقائب ليعلم أنها جلبت للجميع مثله ليتنفس بإحباط لتنحني لتكون بطولة وهتفت بحزن: مدايق ليه ي حبيبي؟!

ليتحدث بحزن وبعض اللطافة: مش إنتي بتحبيني؟، أومأت له ليتابع: وبتخليني أقولك ي ماما، أومأت وهي تربت على وجنته بحنان ليضيف بإستياء شديد: طيب ليه جيبالهم أكل زيي مش أنا مميز بالنسبالك؟

لتتنهد ثم هتفت بحنان: أنا بحبكم كلمكم ي حبيبي وبعدين مش دول إخواتك؟، أومأ بخفوت لتكمل: طيب ينفع إنت تاكل وهمه لا؟، هز رأسة بنفي لتقبلة بإبتسامة: وده إللي متوقعاه من إبني الشطور لازم تتمني ليهم الخير دايماً وحبهم على طول تمام؟! أومأ لها مطأطئاً رأسة للأسفل لترفع رأسة بيدها برقة وأكلمت: و عشان متزعلش أوي كده أنا جيبه أكل لكل إللي معانا هناك مش إخواتك بس، ليأومئ بخفوت لكنها إستشعرت حزنه لتعيد بمشاكسة: وبعدين مش شربت عصير أنا مش جبتلهم عصير جبتلك إنت بس، ليبتسم وهو يحدق بها لتكمل بحنان: وهجبلك كمان أيس كريم بس متكشرش، أومأ بابتسامة لتقبلة ثم إنتصبت واقفه وطلبت مثلجات وقدمتها له ثم طلبت حسابها لتقطب حاجبيها وهتفت بتعجب: في طلب هنا زيادة!

ليتحدث النادل لصديقتة التي تعمل معه بحده: مش قولت تخلي بالك مين هيشيل ثمنه بقي، لتنظر لها روان وكم شعرت بالحزن وهي تري تعابيرها الخائفه لتتحدث بهدوء: خلاص محصلش حاجه هاخده مش مهم، وقامت بالدفع سريعاً وساعدها أحدهم بحمل الحقائب للسيارة لتستقلها ثم قادت السيارة عائده للملجأ..

لتجد جميع الاطفال يركضون لها عندما دلفت للحديقة لتبتسم وهي تترك الحقائب من يدها لتجثو على ركبتيها ليعانقها الجميع لتأتي بعض العاملات فأمرتهم برفق: ده أكل لينا كلنا كماله لو لسه جعانين، ليصرخ الأطفال بحماس لتتسع إبتسامتها السعيدة أكثر، ليفتح شريف النافذه بغضب بسبب تلك الضجه ليجدهم ملتمون حول شيءٍ ما ليزفر ثم أغلق النافذه مجدداً، ليجد الباب يطرق ليظن أنهم أحد الأطفال فتقدم وفتح وهو يخفي جسده خلف الباب بتوجس لكنه وجدها إحدي النساء ليتحمحم ووقف بثقه لتقدم له الطعام وهتفت بإبتسامة: ده الأكل إتفضل، ليرفع حاجبيه محدقاً بالطعام بتعجب هذا الطعام جاهز ومكلف أيضاً هل ينفقون الأموال على الطعام ويتركون المبني متهالك بتلك الطريقة؟!

لترد على جميع أسألته عندما تحدثت: ده مش أكلنا هنا دي أنسه روان عزمتنا كلنا النهاردة وبالصدفة جابت زياده فجبتلك، لتهرب ضحكه ساخره منه بسبب صراحتها تلك فإن لم تأتي بزيادة لم يكن سيأكل اليوم ليأومئ ودلف لغرفته وأغلق بوجهها هي الأخرى لترمش بتعجب ثم ذهبت وهي تهز رأسها بتعجب ليضع الطعام على الفراش بطريقة غير مستوية ليسقط علية ليقضم شفتيه بقهر وهو يحدق به فاليوم أسوأ يوم بحياته لما يحدث معه هذا؟!

ليتركة هكذا ولم ينظف شيء ثم جلس بزاوية الغرفة وللمصادفة وجد الوساده نظيفة فأخذها ووضعها خلف ظهره وأخرج حاسوبة وسماعات أذنة وبدأ بالعبث بصمت..
لتتحدث العاملة إلى روان: كويس إنك جبتي زيادة المدير الثاني جه..

قطبت روان حاجبيها بتفكير ثم تذكرت لتتحدث بتفاجئ: وصل خلاص؟، أومأت العامله لتتحدث روان بتعجل: أنا هروح أتعرف علية وركضت للخارج لتتنهد العامله فكادت تخبرها أنه لا يملك ذوق وأغلق الباب بوجهها لكنها توقفت متمتمه لنفسها: هتكتشفي لوحدك..

ليزفر واقفاً ونزع سماعات أذنة كي يعدل جلسته ليسمع طرق على الباب برقة ليركل الفراش بغيظ متوجهاً إلى هناك ليري من، فكانت تقف بحماس تنتظره لتجد شريف الصغير أمسك يديها وهتف بألم: بطني بتوجعني أوي عاوز أروح الحمام، ليشدها خلفه ومع ذهابها فتح شريف الغرفة مباشرة ليقابله الفراغ ليغمض عينه متنفساً بعنف محاولاً تهدئه نفسه وهتف بتوعد: ولاد ألدول شياطين والطيب مش هايمشي معاهم هعرفهم أنا هعرفهم، وصفع الباب بقوة ودلف لكن الباب وقع على ظهره لينحني بألم وهتف بقهر: حسبي الله ونعم الوكيل ف إللي كان السبب حسبي الله، ودفعه عن ظهره بألم وإنحني حامله وحاول تركيبه بشتي الطرق حتى ركبه أخيراً ليزفر ماحياً عرقة وهتف بسخط: دي خرابة مش ملجأ خرابة؟!

تقدم جون بهذا الوقت ممسكاً أمامه المقعد المتحرك الجالس علية إليخاندرو ليبتسم نائل بإتساع واضعاً يده أسفل ذقنه وهتف بتسائل: أه جون هل أصبحت كلباً لإليخاندرو مثلما كان هو كلباً لوالدي؟! هذا جيد جيد أنتم لديكم وفاء حقاً يشبه يشبه نعم وفاء الكلاب!

ليبتسم إليخاندرو وهتف بنبره مستفزه وكأن ماحدث له لم يقصر به ولو قليلاً: نعم نحن أوفياء كالكلاب لرجلٍ أشرف لنا من أن نصبح كلاباً لإمرأه هل عرفت الان الفرق بيننا، إبتسم نائل هازاً رأسة موافقاً وهتف بتعجل محدقاً بساعة يده: كُنت أمل أن أقوم بالرد عليك ولكن لديَّ صفقه أريد تخريبها لأحدهم فاحذر، وتركه وغادر لتختفي إبتسامتة ليتحدث جون بتعجب: لما يعالمك هكذا؟!

إليخاندرو بضجر: لا عليك لا تهتم، ليصمت قليلاً ثم تسائل: هل أتي؟!
جون بإيجاز: نعم ينتظرك بالغرفة، ليصل أمام الغرفة بعد بعض الوقت ليأشر له إليخاندرو أن يتوقف قبل أن يفتح الغرفة وتحدث بلغة آمره: إذهب سأقابلة وحدي..
إعترض جون قائلاً: ولكنني لم أراه!

ضحك إليخاندرو بسخرية وأشر له بيده يأمره بالإنحناء لينحني جون إليه قليلاً ليصفعه بخفه وهتف بتسلية: وهذا ما أريده أن لا تراه هيا إذهب، ليأومئ بضيق وذهب ليفتح هو المقبض الذي كان قريباً منه ثم وضع يده اليمني على يد المقعد متحكماً بحركتة ليلج لداخل الغرفة محدقاً بظهر ذالك الرجل صاحب البنية الرياضية والشعر القصير الذي يولية ظهره محدقاً من النافذه وإبتسامة جزابه مرتسمة على ثغره شبية إبتسامة بطلنا كثيراً ليلتفت عندما سمع صوت فتح الباب، لتتسع إبتسامة إليخاندرو الخبيثة عندما رأه ليهتف بعبث: فارس لقد كبرت كثيراً يافتي!.

كانت تجلس تتناول الطعام بهدوء مع مالك ومليكة ولايسمع صوي صوت الملاعق التي ترتطم بالأطباق حتى سمعت ريم صوت هاتفها دلالة على وصول رسالة لها لتري من لتتبدل ملامحها وهي تنقش بعض الكلمات رداً على تلك الرسالة ووضعت الهاتف مكانه أمامها على الطاولة مجدداً ليتسائل مالك بهدوء: مين بعتلك رسالة؟!، لتبتلع الطعام بصعوبة وتحدثت بتوتر: دي واحده صحبتي من زمان سافرت وعايشة هنا دلوقتي ولما عرفت إن أنا هنا بعتتلي رسالة وطلبت تشوفني وهنتقابل بكره، أومأ بصمت وأكمل طعامة بملامح مقتضبة فهو يعلم أنها تكذب لتتحدث بهدوء: رايحة الحمام وراجعه، وتركتهم وذهبت ليتلقط هاتفها ليري من على الطاولة لتتهجم ملامحه عندما وجده شادي يريد مقابلتها وليس الان فقط بل من فتره يبعث لها رسائل وتتجاهلة لكن لما كذبت الان؟! ليغلقه ووضعه مكانة مجدداً تحت أنظار مليكة الطفولية التي كانت تراقبة لتعود ريم لتكمل أكلها لتجد ملكية تحدق بها لتبتسم لها وبدأت تأكل ليتحدث مالك مجدداً: هتقابليها فين؟!

ريم بعدم فهم: هي مين؟!
إبتسم ثم هتف ساخراً: لحقتي تنسي بسرعة صاحبتك. لتبتسم بتوتر وأردفت بهدوء: هقابلها في الفندق إللي كنت قاعده فيه عارفه؟!، إبتسم بغضب وهتف بنبره مميتة: عارفة عارفة، ليكمل طعامة وهو يكاد يخترق حديد الملعقه بأسنانة بسبب غضبة لما الفندق وهو غداء عديّ لما؟!.

ليحل المساء فكان جود يجلس مسنداً رأسة على راحت يده محدقاث ب فراس وهو يطعم ألين برقة ليزفر وهو يقلب عيناه لتقع عينه على تلك الأضاءات بالسقف ليحدق على جميع مابغرفة الجلوس وهتف فجأه أجفلهم: حلو الأضاءات دي ي فراس تمشي مع فيلم أح، وقبل أن يكمل وجد المياة أغرفت ملابسة ليتحول حديثة: أح، أح، المية ساقعه ي رخم، ليجد هاله لكزته بكتفه بغيظ وهتفت بتوبيخ: كُل بدل ما انت عمال تتفرج عليهم كُل..

قال جود بتذمر ولعابة يكاد يسيل على الطعام: مش هينفع هاكل مع نوران في البيت..

فراس بسخط: شكلك إتأخرت عليها يلا روح، لاعب له جود حاجبيه كي يغيظه: لا متأخرتش قاعد على قلبك. ليزفر فراس مكملاً إطعامة ل ألين برقة ولم ينتبه إلى بقايا الطعام التي بجانب شفتيها ليراها تخرج لسانها تحاول لعقهم لكنها لا تستطيع أن تصل لهم ل يبتسم فراس ومد إبهامة وقام بمحيهم بنعومة ليهتف جود بإعياء وهو يراقبهم: أه ي كبدي يانا، لتقهقه هاله بينما فراس دحجه بنظرات نارية وألين كانت بعالم أخر تفكر بذالك الكابوس ماذا سيحدث إن تحقق وأخذت نور منها كل شيء؟! ل تلتفت محدقة بفراس بحزن وكأنه هو المسئول عن حلمها ليلاحظ تلك النظره وبريق عينها ودموعها الموشكه على السقوط: ألين مالك؟!

هزت رأسها بنفي مبعده يده التي تمد لها الطعام وهتفت بتعب: مفيش حاجه أنا بس شبعت، أومأ لها بهدوء كي لايضغط عليها وأعاد الطعام بالطبق وظل جالساً بصمت ليتحدث جود لتلك الممرضة التي تقف خلفهم: إنتِ عليكي ذنب ولا إيه إقعدي!

لتأومئ بتوتر وجلست بخجل ليتحدث جود بسخرية: إوعي تكوني خايفة من فراس لا هزعل والله، لتبتسم هاله لذالك الذي لا يكف عن العبث ومدايقه طفلها لتختفي إبتسامتها عندما وقعت عينها على فراس الذي سيطر على ملامحة التعب لتهتف بحزن وهي تمسك يده: مش بتاكل ليه يا حبيبي؟!، إبتسم بإرهاق مربتاً على يدها: مليش نفس، وتركهم وتوجه للخارج، ليتنهد جود محدقاً بظهره ثم إلتفت ليحدق بألين التائهه أمامة لتتحرك لتصعد للأعلي لتقف الممرضة معها لكنها هتفت بتعب: لا خليكي كملي أكلك أنا طالعة، وتركتهم وذهبت وقبل أن تصل للدرج شعرت بالدوار لتسقطت فاقده للوعي..

ركض لها جود وحملها بذعر وهو يهتف بإسمها مُتجهاً إلى غرفتها بخوف وهاله والممرضة خلفه، وضعها على الفراش برفق محاولاً إفاقتها لتتقدم الممرضة وأبعدته وقامت هي بفحصها لتقم بحقن يدها ب محلول وهتفت بهدوء: ده هبوط في ضغط الدم متقلقش هتبقي كويسة، أومأ بقلق لتتحدث هاله بتعجل: أنا هقول لفراس، لكن جود أوقفها: لا لا سبية كفاية إللي هو فيه متقلقهوش أكتر..
أومأت بحزن وهي تحدق ب ألين بقلب مفتور..

بينما فراس بالأسفل كان يجلس على المقعد أمام حمام السباحة شارداً بحزن فهو ظن أنها عندما تعود معه سيكون كل شيء بخير لكن ألمه تفاقم وهو يراها طوال الوقت نائمة وعندما تستيقظ تكون مرهقه ولا تتحدث كثيراً ولم تعد كسابق عهدها فالطبيب كان معه حق عندما أخبره أنه لن يتحمل رؤيتها فهي بعد إن تحسنت أكثر لايتحمل رؤيتها ف ماذا كان سيفعل عندما يراها وهي أكثر سوءاً من الان؟!، ليتنهد ممرراً يده بشعره وترقرقت الدموع بعينه فهو لم يعد يستطع التحمل أكثر فهو لا يشعر بشيء سوي الإرهاق والتعب الإرهاق والتعب الإرهاق والتعب لم يعد يرى شيئاً جميلاً بعد الان فالحياة إسودت بعينة، ليخرجه من شروده صوت جود: بتعمل إيه لوحدك هنا؟!

إعتدل فراس بجلستة وتحدث مبتلعاً غصته: ولا حاجه بشم هوي عشان إنت واخد الأكسجين كُلة جوه، ليبتسم جود وسخر منه بسبب أنفه التي إكتسبت حمره عندما كاد يبكِ: أكسجين برضة ولا قاعد بتعيط لوحدك؟، ضحك فراس مأوماً له مبتلعاً غصته ليقطب حاجبيه محاولاً الصمود وعدم البكاء ليعانقة جود بذالك الوقت وهتف بإستياء: بقولك إيه مبحبش اللحظات دي عشان مش بقول غير تفاهات، بص إهدي كده ومتبقاش فِراسة، ليضحك فراس وأبعده عنه وهتف بإمتعاض: طيب إمشي عشان فراسة هتوريك هتعمل إيه دلوقتي؟!، ليقهقه جود مأومئاً ثم ودعه وذهب..

دلف للداخل بعد إن هدأ قليلاً لكنه تعجب عندما لم يجد أحداً والطعام مازال موجوداً صعد للأعلي بقلق ليجد والدتة تجلس على الاريكة بغرفتهم والممرضة تجلس معها يتبادلون أطراف الحديث وألين نائمة بعمق ليقطب حاجبيه عندما رأي ذلك المحلول ليقترب منها وأمسكة وسألها بهدوء: ده ليه؟!

لتتحدث الممرضة بهدوء: جالها هبوط بس هتبقي كويسة، أومأ ليرفع يدها الساقطه من على الفراش يضعها بجانبها لتنكمش ملامحها بألم ليتحدث بحده للممرضة: إنتي مِركباها كده لية؟!
ردت بتوتر: مركباها إزاي؟!

فراس بحده: إيدها بتوجعها، لتقترب منه والدته وربتت على كتفه بهدوء: فراس يا حبيبي هي بتركب كده وبتوجع أي حد إهدي مش كده، ليضم قبضته بغضب وصدره يعلو ويهبط بعنف لتكوب والدته وجهه بين يديها وهتفت برجاء وهي على وشك البكاء: فراس متوجعش قلبي عليك أكتر من كده مش قادره أستحمل حالتك دي؟.

يهتف بصوت مذبوح: أنا إللي مش قادر أستحمل وإنتوا مش عايزين تفهموا إن أنا مش عايزها تتألم تاني بأي شكل من الأشكال عشان أنا إللي بتعذب وبحمل نفسي مسئولية أي حاجه تحصلها، وتركها وذهب لتسقط دموعها بألم على حاله ليقع نظرها على ألين التي كانت تبكِ بصمت فمنذ إمساكة ليدها وهي مستيقظة تستمع له بقلب مفتور مُأنبة نفسها على حالته هي الأخرى!.
جاء صباح يوماً جديد..

ليأخذ نادر شهيقاً وزفيراً مستنشقاً الهواء بإبتسامة مريحة خلافاً لذالك الأقتضاب الذي كان يسيطر علية بالفتره الأخيره وهو يقف بمنتصف مطار أمريكا، ليسير للخارج ووقف منتظراً سيارة أجره ليستقل أحدها عندما توقفت أمامة ليستقلها وجلس بهدوء بالمقعد الخلفي والإبتسامة تعتلي ثغره حتى توقف أمام منزل والدته، ليضع يده على الجرس ولم ينزل يده حتى فتحت له والدته بضيق بسبب ذالك الإزعاج لتشهق بعدم تصديق عندما رأته ليعانقها بحنان وهتف بندم: أنا أسف متزعليش مني..

لتنساب دموعها بسعادة وهي تشدد على عناقه: أنا إللي أسفه عشان كنت بجرحك من غير قصد والله مكنتش أقصد، ليفصل العناق ماحياً دموعها بحزن: ولا يهمك إنتي تعملي إللي إنتي عاوزاه إنتي حره فيا..
لتعانقه مجدداً وهتفت بحنان: وحشتني أوي..
ليرد بحنان مماثل: وإنتي كمان وحشتيني أوي، لتبتسم بعبث وأبعدته عنها وهتفت بمكر: أنا برضة؟!.

أومأ وهو يضحك لتربت على وجنته برقة لحقه حديثها: إدخل المطبخ، أومأ بهدوء وتوجه للداخل بقلب يخفق بقوة كمراهق سيقابل حبيبتة بعد قليل ليتوقف أمام المطبخ مبتسماً بحنان وهو يراها تقف مرتدية منامة بيضاء واسعة بأكمام تأتي لركبتيها رافعه شعرها للأعلي بعشوائية وكم كانت مغرية بالنسبة له لينزل بنظره لخفيها الذي يحتضن قدمها بنعومة وعاد بنظره لوجهها مجدداً يتأملها وهي تقوس شفتيها تنفخ بمحتوي الملعقة برقة وتوجس قبل أن تتذوقها بسبب كونها ساخنه لتضعها بفمها لكن ملامحها إنكمشت بألم لتضع يدها على فمها وألقت بالملعقه بعيداً عندما تذوقتها ووجدتها ساخنه عليها ليضحك وهو يكاد يبكي من السعادة وقبل أن تلتفت قفز متخطياً ذالك الحاجز الذي يفصل بينهم وعانقها بقوة لتشهق بخضه لكنها تصنمت عندما سمعت نبرتة العاشقة التي تستطيع تميزها أينما تكون: وحشتيني وحشتيني أوي أوي..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة