قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الحادي والستون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الحادي والستون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الحادي والستون

عاد جود إلى المنزل سريعاً بحماس بين على وجهه كي يتناول الطعام مع نوران لكن حماسة ذهب عندما وجدها تجلس على طاولة الطعام تأكل بشراهه ليقضم شفتيه بغيظ وهتف بإمتعاض: يعني أنا كنت محنس نفسي ومرضتش أكل عشان أجي ألاقيقي بتاكلي وسيباني ي بندا!

إبتلعت مابفمها وهتفت باستياء: زي ما روحت لوحدك كل لوحدك، ثم تابعت بحده لطيفة: وبعدين أنا مش بندا، وتحركت بغيظ كي تمسك به وتضربة مثلما أرادت وبدأت تسير ببطئ وهي تضع يديها خلف ظهرها بتعب فهي ببداية شهرها السابع مع منامتها القصيرة التي جعلتها لطيفة، ليعقد يديه أمام صدره يراقبها بتسلية حتى تصل له وعندما بقي لها خطواتان فقط لتمسك به رجع للخلف خطواتان وهو يضحك لتتوقف زافره ثم جلست على الاريكة التي بجانبها بإرهاق وهي على وشك البكاء، فابتسم بحنان وجلس بجانبها وتسائل برفق: مالك بس ي بندتي؟!

هتفت بإستياء وهي تضربة: متقوليش ي بندا والله هعيط، قهقه عليها قبل أن يعانقها بحنان وهتف بنفي: لا متعيطيش مالك بقي!
هتفت بحزن وهي تدثر نفسها بأحضانة أكثر: عشان روحت عند ألين وسبتني هنا لوحدي..

هتف مبرراً وهو يمرر يده على ذراعها بحنان: ي حبيبتي إنتي بتتعبي لما بتتحركي كتير وأنا روحت لوحدي عشان متتعبيش وكمان مكلتش هناك معئن الأكل كان جميل بس جيت عشان أكل معاكي وإنتي كالتي لوحدك مين إللي المفروض يزعل بقي؟!

نوران بحزن: أنا لسه بدئه دلوقتي كل معايا، أومأ ثم لف رأسه ونظر لطاولة الطعام ثم عاد بنظره لها وهتف بسخرية: إنتي خلصتي الأكل ي روحي أكل إيه بس إلا أكله معاكي؟، إبعدته عنها وهتفت بحزن: متاكلش خلاص شوف إنت هتعمل إيه، ووقفت مجدداً وبدأت تسير ببطء مجدداً ليقهقه عليها وهي تسير كالسلحفاء أمامة ليذهب خلفها ثم حملها بعبث لتشهق ثم حاوطت عنقه قاطبه حاجبيها وهي تحدق به باستياء ليقطب حاجبيه مثلها ثم ضرب جبهته بجبهتها بخفه: متبصليش كده، هزت رأسها بنفي لتتبعثر خصلاتها مداعبة وجنته ليبتسم ثم قبل وجنتها بخفه ووضعها على طاولة الطعام مجدداً وهتف بحنان: كملي أكلك هغير هدومي وجي مش هتأخر..

أومأت ليبعثر خصلاتها بخفه ثم صعد للأعلي لتكمل هي تناول الطعام بصمت وهي تحدق بنفسها بعدم رضي فوزنها إزداد بالأونة الأخيره كثيراً وتشعر أنها أصبحت قبيحه بسبب ذالك لتترك الملعقه من يدها وتنهدت بحزن لتجد من يقبلها بحنان على وجنتها لتلتفت فوجدت والدتها تحدق بها بحنان فابتسمت لها فهي سامحتها منذ أسبوع تقريباً عندما توقف قلبها وكادت تموت بسبب توقفها عن أخذ الدواء ومنذ ذالك الوقت وهي تناست كل ماحدث فهي والدتها بالنهاية حتى جود عاد كسابق عهده معها وأصبح يناديها بأمي كما كان يفعل..

لتتحدث بحنان وهي تمسح على شعرها: عامله إيه النهاردة؟!
هتفت بحزن: ماما هو أنا وحشه!
إبتسمت بحنان وهي تربت على وجنتها: ليه بتقولي كده؟!
نوران بإستياء: عشان أنا تخنت أوي وبقيت بندا زي جود مبيقولي، ضحكت عليها وهي تحدق بها بحنان: ي حبيبتي إنتي زي القمر وأحلويتي أكتر كمان مش وحشه خالص جود بيهزر معاكي عشان بيحبك..
أومأت بعدم إقتناع ثم تسائلت: عملتي إيه عند الدكتور؟

إبتسمت لها بحنان ثم تحدثت برفق: الحمدالله كويسة ي حبيبتي متشغليش بالك بيا..
نوران بإستياء: إزاي مشغلش بالي وإنتي كنتي هتروحي مني! ومرضتيش تاخديني معاكي وجود مرضاش ياخدني معاه هو كمان وسيبني لوحدي..
باسمة بتبرير: حبيبتي إنتي تعبتي كذا مره من الخروج ومحدش هيخاطر ويخرجك معاه عشان متتعبيش..
سقطت دموعها وهتفت بحرقة: يعني كل الحوامل مش بتخرج ولا بتروح وتيجي!

تنهدت باسمة بحزن وقبل أن تتحدث وجدد جود أتي مبتسماً لكن إبتسامتة إختفت وتحدث بقلق عندما وجد نوران تبكي ليقترب منها وتسائل بقلق: بتعيطي ليه مالها ي ماما؟
تحدثت بإيجاز: عياط كل مره، ليزفر براحه ثم جلس على المقعد الذي بجانبها وهتف وهو يمحي دموعها بإستياء: مش قولنا بلاش حزن وعياط! وبعدين إحنا مش إتفقنا هنستحمل لحد الباقي ده ميعدي..

محت دموعها بيد مرتجفه وهتفت بعند: يبقي زي منا أستحمل تستحمل إنت كمان وتفضل جنبي ومتخرجش مرر يده على وجهه بنفاذ صبر وهتف بإنفعال: منا متلقح جنبك كل يوم ومش بتحرك وحتى الشغل مبقتش أروح نسيتي كل ده وجيه تبصي ف خروجتي إللي خرجتها عشان أطمن على ألين!
هتفت باسمة برفق كي تهدئه: جود ي حبيبي إنت عارف إنها متقصدش كده وأكيد براحتك وروحلها في الوقت إللي تحبه هي بس زعلانه عشان بتبقي لوحدها..

هتف بضيق: إيه يعني لوحدها منا ببقي جنبها ومش بتعبرني ولا إحلويت لما خرجت ساعتين وجيت!
وتركهم وصعد للأعلي وهو يزفر لتنفجر هي في البكاء واضعه يدها على وجهها تبكي بحرقة لتعانقها والدتها بحنان كي تهدأ: إهدي ي حبيبتي إهدي..

لكنها لم تتوقف بل هتفت بحرقة وهي تشهق: جود مبقاش يحبني قولتلك إني بقيت وحشه وإنتي مش مصدقة، لترد عليها بحزن: ي حبيبتي مش بتتحسب كده، إستغفر الله العظيم يارب، وظلت تربت على ظهرها كي تهدأ لكنها لم تهدأ لتظل تبكي هكذا وفقط ثوانِ قليله ووجدت باسمة جود يقف خلف مقعد نوران وهو يتنهد بإستسلام لتبتسم باسمة وهي تبعدها عن أحضانها ليتقدم جود منها وحملها بين يداه لتحاوط عنقه بيدها مكمله بكائها على صدره ليتنهد وهو يرفعها أكثر متوجهاً لغرفتهم، فتقلبات مزاجها منذ حملها تفقده عقلة لكنه لا يستطيع تحمل حزنها ماذا يفعل!.

جاء صباح يوماً جديد..

ليأخذ نادر شهيقاً وزفيراً مستنشقاً الهواء بإبتسامة مريحة خلافاً لذالك الأقتضاب الذي كان يسيطر علية بالفتره الأخيره وهو يقف بمنتصف مطار أمريكا، ليسير للخارج ووقف منتظراً سيارة أجره ليستقل أحدها عندما توقفت أمامة وجلس بهدوء بالمقعد الخلفي والإبتسامة تعتلي ثغره حتى توقف أمام منزل والدته، ليضع يده على الجرس ولم ينزل يده حتى فتحت له والدته بضيق بسبب ذالك الإزعاج لتشهق بعدم تصديق عندما رأته ليعانقها بحنان وهتف بندم على مافعله سابقاً: أنا أسف متزعليش مني..

لتنساب دموعها بسعادة وهي تشدد على عناقه أكثر: أنا إللي أسفه عشان كنت بجرحك من غير قصد والله مكنتش أقصد، ليفصل العناق ماحياً دموعها بحزن: ولا يهمك إنتي تعملي إللي إنتي عاوزاه إنتي حره فيا..
لتعانقه مجدداً وهتفت بحنان: وحشتني أوي..
ليرد بحنان مماثل: وإنتي كمان وحشتيني أوي، لتبتسم بعبث وأبعدته عنها وهتفت بمكر: أنا برضة؟!.

أومأ وهو يضحك لتربت على وجنته برقة لحقه حديثها: إدخل المطبخ، أومأ بهدوء وتوجه للداخل بقلب يخفق بقوة كمراهق سيقابل حبيبتة بعد قليل ليتوقف أمام المطبخ مبتسماً بحنان وهو يراها تقف مرتدية منامة بيضاء واسعة بأكمام تأتي لركبتيها رافعه شعرها للأعلي بعشوائية وكم كانت مغرية بالنسبة له لينزل بنظره لخفيها الذي يحتضن قدمها بنعومة وعاد بنظره لوجهها مجدداً يتأملها وهي تقوس شفتيها تنفخ بمحتوي الملعقة برقة وتوجس قبل أن تتذوقها بسبب كونها ساخنه لتضعها بفمها لكن ملامحها إنكمشت بألم لتضع يدها على فمها وألقت بالملعقه بعيداً عندما تذوقتها ووجدتها ساخنه عليها ليضحك وهو يكاد يبكي من السعادة وقبل أن تلتفت قفز متخطياً ذالك الحاجز الذي يفصل بينهم وعانقها من الخلف بقوة لتشهق بخضه لكنها تصنمت عندما سمعت نبرتة العاشقة التي تستطيع تميزها أينما تكون: وحشتيني وحشتيني أوي أوي، لتسقط دموعها بعدم تصديق وهتفت بنبره مرتجفه: نادر!، إلتفتت له لتتأكد أنها لا تحلم لتتساقط دموعها أكثر بعدم تصديق وهي تراه أمامها يتأملها بهيام لترفع يديها ومررتها على وجهه برقة قبل أن تعانقه بقوة وهي تبكي بعدم تصديق: نادر، نادر، وحشتني أوي، وحشتني، إبتسم بعشق ثم فصل العناق وكوب وجهها بين يداه وهتف بحب: إنتي أكتر ي لارا إنتي أكتر..

لتتحدث بحزن وسط بكائها وهي تأنبه: هُنت عليك تسبني كل الفتره دي لوحدي؟!
تحدث بحزن من أعماقه وهو يداعب وجنتها بإبهامة: كان لازم تبعدي عشان يصدقوا، بس وحياتك عندي دول كانو أسوأ تلت شهور مرو عليا في حياتي، حياتي من غيرك مش حياة صدقيني أنا مكنتش عايش من غيرك متبعديش عني تاني، وعانقها مجدداً بشوق لتدفن رأسها بصدرة وهي تطوق خصره بيدها بقوه..

فتلك الشهور القليله كانت أسوأ مامر به وتصنعه من أجل أن يصدق الجميع أنها ميته جعله يصاب بالأكتئاب حقاً وكثيراً من الأحيان كان يشعر أن مايحدث حقيقي وتلك القصه ووجودها هنا وتلقيها للعلاج ماهو إلا وهم كي يقنع نفسه بأنها حيه! فكان يخشي أن يهاتف والدته ويسألها كي لاتفاجأه بردها أنها ليست معها فقضي ثلاثة أشهر لا يهاتفها ولا يعرف عنها شيء ولا حتى إن كانت إستيقظت أم لا؟! وكم كان هذا مؤلم له قبل أن يؤلمها هي! فجلوسه بالمقابر كل يوم وبإستمرار كان تأثيره عليه سلباً وخاصتاً على كل من حوله فلم يشعر سوي وبأن ذالك التصنع أصبح جزءاً من شخصيته فلم يعد يستطيع التفريق بين أقواله وتصرفاته وخاصتاً مع أصدقائه فهو كاد أن يخسر فراس بسبب حماقته وحدته في الحديث وعدم تحكمه فيما يتفوه به لكن فراس كان يعلم ما يمر به لهذا لم يتحدث..

فصل العناق بعد بعض الوقت وهتف وهو يكوب وجهها بيده: بحبك، وقبل أن ترد إلتقط شفتيها بقبله عميقه حارة يعبر لها عن شوقة وحبه لها لتبادلة شوقة بشوق أخر وقد نست الطعام الذي إحترق ولم تنتبه له ليحملها بين يداه متوجهاً للأعلي ولم يفصل قبلتة بعد حتى وصل للغرفه ليغيبا معاً بعالمهم الخاص وكل واحداً منهم يبث أشواقة للأخر بطريقته الخاصه بعد عودتهم معاً مجدداً بعد إفتراقهم الذي ألم كليهم..

وبعد الكثير من الوقت كانت نائمة بعمق على صدرة العاري بينما هو لم يستطع غلق عيناه وبقي فقط يتأملها وهو يفرك فروة رأسها بنعومة ورقة جعلها تسترخي وتغفي بسهولة ليمر الوقت عليهم وهي نائمة حتى فتحت عينها بتثاقل بعد فتره لترفع نفسها قليلاً ونظرت له بإبتسامة عاشقه وشعر مبعثر ليرفع يده وأرجع تلك الخصلات خلف أذنها برقة مقبلاً شفتيها بسطحيه وهتف بخفوت: صباح الخير..

إبتسمت معيده تقبيله برقة: صباح النور، ثم عادت للنوم على صدره مجدداً ليحاوط خصرها بتملك مقربها منه أكثر حتى أصبحت جبهتها ملاصقه لذقنه لتتحدث بحزن وهي تمرر يدها على صدره: كنت وحيده من غيرك وكنت حاسه إني مليش حد، ثم تابعت بحزن أكثر: إنت متعرفش أنا حسيت ب إية لما فوقت في المستشفي ومكنتش جنبي ي نادر، أنا إتولدت من جديد النهارده والروح ردت فيا تاني لما شوفتك..

لم يرد عليها بل إكتفي بعناقها بقوه يستمع لشكواها منه فتلك الفتره جعلته يدرك الكثير من الأشياء وأولهم أنه يعشقها ولا يحبها فقط ولن يستطيع أن يكمل حياتة دونها، جعلته يعيد التفكير في مايحدث بينهم وكم تمني بتلك اللحظه التي كانت دمائها تغرق يداه أن يعتذر لها عن أي ألم سببه لها لكن الحياة قد أعطته فرصة أخرى وقد أقسم على إستغلالها جيداً ولن يضيعها، ليخرج من شروده على هتافها بإسمة بخفوت: نادر، ليعلم أنها تريد شيء، فقبل جبهتها بحنان وهتف برقة: نعم ي عيون نادر..

تحدثت بتردد: هو، هو، أنا كنت عاوزه أكلمك في موضوع كده، تنهد محدقاً بها بإبتسامة وهتف بهدوء: موضوع الخلفه مش كده؟!، أومأت بحزن ليتحدث برفق وهو يمرر يده على وجهها بنعومة: قبل مقولك رأيي عايز أفهمك إن أنا مش فارقة معايا، أنا قولتلك قبل كده إني مش عاوز غيرك وهرجع وأقولك إن بعد إللي حصل أنا متأكد إني مش عاوز حاجه من الدنيا غيرك إنتي عاوز أفضل في حضنك لحد م أموت، لتضع يديها على شفتيه كي يصمت وهتفت بحزن: بعد الشر عليك ربنا يخليك ليا، ثم تابعت برجاء: أنا بس ي نادر كن، لكنه جعلها تصمت عندما تحدث بحزم: إسمعيني للأخر سواء خلفنا أو مخلفناش ده مش هيغير حاجه عشان أنا مكتفي بيكي، ثم تنهد وتابع كي لا يحزنها عندما رأي ملامحها تتبدل لأخري متألمه: لو عايزانا نروح لدكاتره هنا موافق نروح لدكاتره هنا، لتبتسم بإتساع وهتفت بعدم تصديق: بجد ي نادر!، أومأ وهو يقرص وجنتها: بجد يروح نادر..

لتهتف مجدداً وهي تبعثر شعرها من الأمام: نادر في حاجه كمان، أومأ لها وتحدث بهدوء: إيه؟!
تحدثت بتلعثم: ل، ل، لما، كن، ليزفر ثم رفع يده ممسكاً بذقنها جعلها تنظر له وهتف بحنان كي يطمئنها: إتكلمي على طول أنا مش بعض!

أومأت وهي تبتسم وتحدثت مجدداً بثقه: أنا لما كنت في المستشفي وحكيت لماما حالتي إتكلمت مع كذا دكتور شاطر وعملياته كلها بتنجح وتقريباً كانو نفس حالتي وكلهم خلفو عشان كدا كنت عاوزه أقول، ليقاطعها عندما هتف بدون تعبير: عاوزه تعملي عملية مش كده؟!، أومأت بخفوت ليهتف ببرود: وأنا مش موافق، رفعت رأسها له مع تساقط دموعها بحزن وهتفت بنبره مرتجفه: ليه، رفع وجهها محدقاً بها بغضب وهتف بتحذير بسبب بكائها: متعيطيش عشان أنا مش مستعد أعرضك للخطر وي نجحت ي منجحتش مش مستعد أشوفك تاني بتموتي قدامي فاهمة؟!

هزت رأسها بنفي وأمسكت يده وهتفت برجاء: مش خطيره والله مش خطيره وهتنجح إنشاء الله ليه مش متفائل؟!، لكنه لم يرد عليها مستمراً بتحديقه بها بإقتضاب لتكمل برجاء وهي تقرب يده جه قلبها: مش إنت بتحبني؟!، ليرد عليها بسخط وهو يبعد يده: لا مش بحبك..
لتبتسم بنعومة مقربه يده مجدداً وتابعت برقة: لا بتحبني وإللي بيحب حد بيعمل كل حاجه عشان سعادتة وعشان تسعدني لازم تحققلي أمنيتي وأنا دي أمنيتي مش هتحققهالي؟!.

هتف بضيق: لارا، لكنها قاطعته وتحدثت برجاء وهي على وشك البكاء مره أخرى: أنا نفسي أبقي أم ي نادر هتسبني كده وهتحرمني إني أبقي أم طول حياتي؟!، وبكت بنهاية حديثها ليعانقها بحزن وهو يلعن نفسه وقبل أن يتحدث تحدثت هي وسط شهقاتها: متكذبش على نفسك وتقول إنك مش عايز ولاد عشان لو إنت مش عاوز دلوقتي هتعوز بعدين إنت ينادر صحابك كلهم متجوزين وهيخلفو وأكيد إنت مش هتبعد عنهم وهتفضل معاهم دايماً وولادهم هيبقوا زي ولادك وده قبل ميحسسك بالنقص هيحسسك بالأبوه وسعتها هيكون فات الأوان، ثم كوبت وجهه وسط حديثها وهي تبكي هاتفه بحزن: عشان كده مش هسمحلك إنك تحس بالأحساس ده فيوم من الأيام عشان كده هتعذبني أكتر لازم تسمع كلامي ولو مش عشانك يبقي عشاني أنا، أنا حاسه بالنقص ي نادر ومن دلوقتي وبتعذب كل يوم وأنا بفكر إن أنا مش هبقي أم مش هيبقي عندي حد أهتم بيه وألعب معاه لما تكون إنت برة ومش معانا، محدش هيسليني ولا حد هيعصبني ويخليني أصرخ وأجري وراه في البيت عشان شقي، محدش هيتعبني عشان مش راضي ياكل محدش هيجنني لدرجه إني هجيلك أشتكي منه عشان تعاقبة إنت بطريقتك، محت دموعها بظهر يديها بعنف وهي تشهق بقوه متابعه وهي تلتقط أنفاسها: لو إنت موفقتش هفضل لوحدي ومح، لتصمت عندما عانقها بأسي على حالها ليزداد صوت نحيبها وإنتفاض جسدهاا على صدره فهتف بنبره حزينه ورجاء: كفاية، كفاية، هعملك إللي إنتي عايزاه لكن متعذبيش نفسك بالطريقة دي عشان خاطري، لتتوقف عن البكاء ورفعت رأسها له بلهفه وهتفت بنبره خرجت لطيفة وكأنها لم تكن تنتحب الان: بجد، أومأ لها وعانقها مجدداً وهتف بتسلية: بجد أنا خلاص نفسي أخلف شوقتيني للموضوع لما عرفت إن فيها شكوه وضرب وكده، لتضحك برقة وسط بكائها ليمحي دموعها بإستياء وهو يتذمر: يعني بعد كل الفتره دي وبتعيطي فوشي لا أنا هرجع كده بقي، لتتوق ذراعه بيدها متشبثة به وهزت كتفيها: مش هتتحرك من هنا هتفضل جنبي دايماً، ليبعدها عنه وهو يبتسم بعبث ثم إعتلاها وهم بتقبيلها بنعومة أذابتها وهتف بعد فصلة للقبله: ومين قلك إني عاوز أتحرك من جنبك أصلاً، ثم همس ببحه رجولية أمام شفتيها: محدش هيتحرك من هنا، وعاد لتقبيلها مجدداً ليغيبا معاه بعالمهم الخاص..

فتح عينه بإنزعاج بسبب ذالك الصوت الرقيق الذي يهتف بإسمة ليقطب حاجبيه وإنتصب جالساً ليستمع لنفس الصوت مجدداً لتتوسع عيناه بتعجب فهذا صوت روان ماذا تفعل هنا؟! لينتفض من على الفراش المتهالك المسطح على الأرضيه متذكراً قول المرأه من أمس أخبرته أن من جلبت الطعام فتاه تدعي روان هل هي حقاً؟! فهرول سريعاً ووقف خلف الباب بتوجس كي يستمع لإسمة مجدداً لكن لاشيء ليزفر بضيق وظل متسمراً مكانه قليلاً قبل أن يعود إلى الفراش ليستمع للصوت مجدداً فهرول إتجاه الباب سريعاً وفتحه ليجدها تقف أمام غرفتها مستعده للذهاب ليتصنم مكانه محدقاً بها ببعض الصدمة والذهول فهي أخر شخص قد يتوقع رؤيته هنا فيبدو أن القدر يلعب لعبته ولا يريده أن يرتاح من عذاب الضمير! ليهز رأسه وهو يبتسم ببلاهه ناظراً لها بشوق لتمر عيناه على كل إنش بوجهها يتأملها بحب وعدم تصديق وجسده أصبح يرتجف من الداخل ولا يعلم لما؟! لقد تغيرت كثيراً ولكنها أصبحت أجمل أيضاً وقبل أن يتحدث فتح عينه وهو يزفر محدقاً بالسقف المشقق فوقه ممرراً يده على وجهه بضيق فهي لاتفارق عقله كي يحلم بها أيضاً فضميره مازال يأنبة ويشعر أنه حقير كلما تذكر ماحدث يتمني لو أخبرها بكل هذا قبل أن تكتشف وحدها فهو متأكد أنها كانت ستسامحه فهو يعلم كونها تحبه وكان كل هذا سيمر لكنه أحمق وغبي ويستحق هذا..

ليترك الفراش وظل يبحث بأنحاء الغرفة عن دوره مياة لكنه لم يجد ليشد شعره بقوه وهو يلعن الجميع هل سيخرج للبحث عن دوره المياة بتلك الهيئه القبيحه كما يظن ليأخذ منشفه من حقيبه ملابسه وفتح الباب الذي كاد يسقط على وجهه تلك المره ليسنده سريعاً بجسده لكنه سقط عليه عندما تركه وهتف بذهول وعدم تصديق: روان!

لينتفض من على الفراش وجبينه يتصبب عرقاً وهتف بغضب وهو يركل الغطاء بقدمة: مش فيلم ألف مبروك هو في إيه؟، ليتنهد وهو يمرر يده بشعرة الرطب بحده: إستغفر الله العظيم يارب، لتتوسع عيناه فجأه وإنتصب من على الفراش سريعاً عندما تذكر عدم وجود دوره مياه كما بالحلم ليبحث بكل الغرفة عنها وهو يدعو أن يجد لكن لا يوجد ليغمض عينه بأسي وتوجه لباب الغرفة وفتحها وظل واقفاً أمام الباب عاقداً يديه أمام صدره يحدق بالفراغ يفكر ماذا سيفعل ليخرجه من شروده مرور فتي وفتاه من أمامة ليصل لمسامعه صوت الفتاه وهي تتذمر: وريني ي شريف وهدهالك تاني، ليفك عقده يديه وسار خطوتين للأمام وأمسك بتلابيب الطفل كلص جعله يرمش وهو يشعر بأحدٍ يجزبه للخلف ليتحدث شريف وهو يقطب حاجبيه: إنت إسمك شريف؟!، رفع شريف الصغير يديه وهو يرمقة بحده طفولية ولكزه بذقنه هاتفاً بإستياء: أه أنا شريف عايز إيه؟، وأنزل يده ليحدق شريف بيده الصغيره قليلاً وهو يرمش بتفكير ثم رفعه من ملابسه معلقه بالهواء وهتف بسخط: إنت بتكلم مين كده يالا دنا أفعصك بصباع رجلي الصغير ياض..

تململ بين يديه محاولاً الإفلات لكنه لم يستطع فظل يلوح بقدمة في الهواء ماداً يده للأمام محاولات شد شعره لكنه لم يستطع الوصول، لتركض تلك الفتاه بهذا الوقت ذاهبه لطلب مساعده أحدهم ليمل شريف من هذا فأنزله وهو يزفر ليركلة شريف الصغير بقدمة بغيظ طفولي ثم ركض من أمامة..
هتف شريف بسخط يحدق بظهر الطفل ثم أنزل نظره لقدمة: أه ي ين.

ثم ترك الغرفة وغادر يبحث عن دوره المياة لتأتي روان بعد ذهابه مباشرة ويبدو عليها الغضب جاره شريف خلفها الذي كان يتصنع البكاء وقص لها ماحدث وكم لعن نفسه لغبائه فلو رأه مجدداً سيلتهمه بالتأكيد لتتحدث روان بضيق وهي تأشر على غرفته: هي دي قوضته؟!، أومأ لها يحزن ذاماً شفتيه لتطرق على الباب لكن لم يأتها رد لتدق مجدداً بعنف فوجدت الباب سقط لتصرخ بخضه وهي تعود للخلف ممسكة شريف بخوف. لتتقدم من باب الفرفة ببطئ وتوجس ثم أدخلت نصف رأسها تحدق بأركان الغرفة كاللصوص لتجدها فارغة فعادت خطوتان للخلف ومالت بجسدها تنظر للخارج تتأكد من خلو المكان ثم تقدمت للداخل مجدداً لتتوقف بمنتصف الغرفة وهي تتنفس بعنف عندما وصل لأنفها رائحه شريف وقبل أن تفكر به وبرائحته ماذا نفعل هنا قطبت حاجبيها وهي تنظر حولها مستنكره الفراش المتكسر وتلك الأغطيه المتسخه التي بالزاوية وحاسوبة المفتوح وهاتفه الملقي ماتلك الفوضي؟! لتغمض عينها بإنزعاج عندما وجدت بريق موجه لها مباشرة فنظرت حولها ثم تحركت بتروي ليدوي صوت حذائها المرتفع الذي يترك صدي صوت خلفه لتجد قلادة ملقيه على الأرض ونصفها معرض لأشعه الشمس التي حالت عليها الرؤيه جيداً لتجد النصف الأخر مخفي بفضل الغطاء الملقي لترجع خصلاتها خلف أذنها مبلله شفتيها بطرف لسانها بتوتر ثم إنحنت كي تلتقطها لتشهق بخضه وهي تبتعد ثم إتصب واقفه مجدداً واضعه يدها جهه قلبها عندما دلف شريف الصغير لها وهتف بصياح: إخرجي بسرعة ده جي جي، لتتوسع عينها ثم أمسكت يده وأخذته خلفها وركضت بالممر ليراهم شريف من ظهرهم قبل أن تلتف للممر الأخر ليزفر هازاً رأسة بقلة حيله فهو يمكث بحديقة الحيوان وليس ملجأ..

ليتوقف واضعاً يده بخصره بعدم رضي عندما وجد الباب ملقي على الأرض مجدداً ليدلف داهساً علية بغل وكأنه شخصاً ما ليتذكر فجأه رؤيه ذالك الطفل فهو إسمه شريف مثله ليزفر بإمتعاض واضعاً يده خلف رقبته بإنزعاج إزداد أكثر عندما لم يجد قلادته لينحني باحثاً عنها بغضب ونفاذ صبر حتى وجدها ليزفر براحه ثم توجه للزاويه وجلس مكانه مجدداً ورفعها بين يداه محدقاً بها بحزن ثم أدخل خنصره بذالك الخاتم المعلق بها ليبتسم عندما لم يدخل بيده كاملاً متذكراً شجارة مع مالك المطعم بأمريكا حتى يأخذه منه عندما تركته روان لديه حتى تأتي له بالأموال ولايعلم كيف نجي منها وصدقت أنه لايملكة وصمتت كل تلك المده ولم تسأله عنه مجدداً! لكنه يستحق فقد قامت بعضه جعلته ينزف ليقهقه وهو يتذكر ذالك اليوم وقلبه يخفق بقوه ليبتلع غصته قاطباً حاجبيه متحكماً برغبته في البكاء والصراخ بأعلي صوته الان..

فكانت هذه القلادة نفسها التي كان يرتديها أثناء التخييم وعندما سأله مالك عنها وأراد رؤيتها دفع يده بغضب وتركه وذهب كان بهذا الوقت قد بدأ يدرك مشاعره إتجاهها جيداً وكم أصبح يكره رؤيه مالك أمامه بذالك الوقت وخاصتاً عندما تكون روان معهم بنفس المكان فهو كان يشعره ببشاعته بكل لحظه تمر وكم تضاعف شعوره هذا عندما كان يجده يقترب منها ويلمسها مثلما يريد وعندما يجلس معه يخبره عن مدي حبه ل ريم بكل وقاحه فكانت تلك الفتره أسوأ مامر بحياته حقاً بعد رؤيتها ساقطه أمامه كجثه هامده، فهو بالبداية لم يكن ليفعل كل هذا لكن رؤيته صورتها مع مالك أضعفته وهو كان بحاجتها بذالك الوقت فهو شعر أنه تعويض لفقدانه مريم وربما إن عاد به الزمن مجدداً كان سيوافق على هذا ولم يكن ليتردد..

فهو حاول بشتي الطرق أن يبتعد لكنه كان ينجزب لها أكثر فأكثر ودون شعورٍ منه وجد نفسه بذالك اليوم يأخذ الخاتم من الرجل وكل ماخطر على باله عندما أمسكة بيده أنه سيقدمة لها بيومٍ ما سيفاجأها به وعندما وجدها تبكي بسببة وعلم كم هو ثمين بالنسبة لها حافظ علية بكل جوارحه، فكان قد قرر أنه سيقدمه لها بزفافهم عندما حسم أمره وعلم حقييقه مشاعره لكن مناداته لها بإسم مريم وتلك الشهور الحزينة بالنسبةِ لها جعلته ينساه وخاصتاً لأنه كان يخفيه جيداً عندما يكون معها فهو قد تناساه حتى زفافهم حدث فجأه ولم يقدمة لها!.

فهو ظن أنه خسر كل شيءٍ خاص بها عندما ترك أوراق طلاقهم وذهب وتركها خلفه لكنه وجد الخاتم وسط ثيابه ومنذ ذالك الوقت لم يخلعه من رقبته ويظل معه دائماً..

تنهد بحزن وقام بإرتدائها برقبته مجدداً وأخفاها داخل كنزته ثم إلتقط حاسوبه ليبتسم بألم وهو يحدق بصورتها وهي تبتسم ليرفع يده وبدأ يمررها على شاشه الحاسوب وكأنها هي ليجفله دخول بعض الاشخاص ليصفع شاشه الحاسوب وهو يلعن تحت أنفاسه بغضب ثم أغلقه وهتف بحده: إيه إللي بيحصل هنا؟!
تحدث أحدهم معتذراً: إحنا أسفين للإزعاج بس عندنا أوامر إننا نصلح الباب و السرير..

شريف بتهكم: ده المكان كله عاوز إعاده ترميم سرير إيه ده إللي تظبطوه إخرجوا بره..
ليتحدث أحدهم بأسف: دي أوامر مديره الملجأ مش هنقدر نمشي..
ليزفر وأغمض عينه بنفاذ صبر فهو أقسم إنه سيحدث له شيء إن ظل هكذا! ليهتف جازاً على أسنانة بتهكم: مين بقي حضره المديره دي مش شايفها ليه؟
=: ف مكتبها حضرتك أكيد مش هتيجي تقف معانا إحنا عارفين إحنا بنعمل إيه؟!

أومأ وهو يبتسم بسخرية: وماله ممكن بقي تروحلها المكتب وتقوللها شريف الوِحش مش عايز يخلينا نصلح القوضه إتفضلو بره، وتقدم ودفعهم للخارج بخفه وكم تمني لو الباب يعمل كان ليصفعه بوجههم..

بينما لدي فراس كام قد قضي ليلته أمام غرفة ألين التي من المفترض غرفتهما لكن النوم معها بنفس الغرفه ممنوع لهذا قضي ليلته أمام الغرفه مستنداً على الحائط بجانب الباب كي يستمع لها إن أرادت شيء بمنتصف الليل أثناء غفلتهم عنها..
لكنه فتح عينه بفزع عندما سمع هتاف والدته: فراس! فراس! إنت بتعمل إيه هنا ونايم هنا ليه؟!

إعتدل بجلسته وهو يمسد رقبته من الألم ورفع رأسه لها ناظراً لها بعيون نصف مغلقه بسبب حرقة عيناه بسبب قله النوم وهتف بهدوء: ألين صحيت؟ الساعة كام وفين الممرضة؟!.
تنهدب بقله حيلة وهتفت بضيق: لسه داخللها دلوقتي، ثم صمتت قاطبه حاجبيها وتابعت بتهكم: يعني عدت عليك؟!
زفر وهو ينتصب واقفاً: متعدي ي ماما هو أنا أكل يعني!

هزت رأسها بقله حيله وهتفت بإمتعاض: قصدي إنها تصحيك تعمل أي حاجه مش تشوفك وتدخلها كده ولا كأنها مشفتش حد مرمي على الأرض قدامها!
تنهد مربتاً على كتفيها: معلش، ممكن بقي تعمللنا فطار جميل من إيدك دي عقبال م أجيب ألين واجي؟!

أومأت وهي تطالع هيئته بحزن وقبل أن تتحدث تحدث هو بإبتسامة وكأنه علم ماتريد قوله: أنا كويس متقلقيش عليا يلا بقي أنا جعان، وأدارها ودفعها للأمام بخفه لتستلم وتذهب دون التحدث وإخباره أن أرهاقه أصبح بين وواضح ولن يستطيع أن يخبئه أكثر من هذا فالغبي وحده من لا يستطيع ملاحظه كم الحزن الذي بعينه التي لطالما كانت تفضحه وتجعله سهل القرائه أمام من يحب بكل سهوله...

ولج للغرفه بهدوء باحثاً عنها بلهفه لكنه لم يجدها بالفراش ولا عند الملابس ولا أمام النافذه توقع أن تكون بدوره المياه فجلس ينتظرها حتى تخرج لكنها لم تخرج بعد بعض الوقت كما توقع بل تأخرت وهذا أقلقه.

وجعله يترك العنان لمخيلته ليرسم الكثير من الأشياء البشعه وبسبب هذا تحرك بتعجل وهرول لدوره المياه بقلق، فتوقف أمام الباب أخذاً شهيقاً وزفيراً بعمق مهدئاً نفسه ربما يكون كل شيء بخير وهو يبالغ بتفكيره فقط فتح الباب بهدوء فوجد الممرضة تقف تستند على الحائط وتحدق أمامها وبالتحديد خلف باب دوره المياه فولي نظره عنها ناظراً خلف الباب فوجد ألين تجلس على مقعد وخصلاتها منسدله تخفي وجهها ويبدو عليها التعب ليقطب حاجبيه فهذا المقعد من الخارج ليس مكانه هنا! ولم ينتظر أن يستفهم ويسأل مابها ومايحدث بل دلف وجثي على ركبتيه أمامها وابعد خصلاتها للخلف وهتف بقلق وهو يطالع هيئتها: ألين مالك؟ تعبانة أوديكي للدكتور؟!

هزت رأسها بوهن ليلتفت للمرضه وهتف بتلف أعصاب وهو يراقب جمودها بتلك الطريقه وهي تشاهدها: مالها حصل إيه؟!، وقبل أن تتحدث وصل لمساعمه صوت ألين وهي تتحدث بخفوت لحقه إمساكها ليده بين يديها: أنا كويسه..
لكنه أصر معيداً: حصل إيه؟!
فتحدثت الممرضه بهدوء: هي كويسة المفروض إنها جت عشان تغسل وشها بس قالتلي إنها عاوزه تاخد حمام ومن ساعتها وهي قاعده كده!

هز رأسه بعدم فهم وهتف بإستفهام: وفين المشكله اللي ف الموضوع؟!
=: المشكله إنها مش عاوزاني أساعدها وقالتلي أناديلك إنت، رمش وهو يعيد حديثها برأسه ثم هتف بتعجب مأشراً على نفسه: أنا؟!، أومأت له بهدوء ثم تركته وغادرت للخارج ليعيد نظره إلى ألين العابسه وهتف بحنان وهو يربت على شعرها: إنتي مش عاوزاها تساعدك ليه؟!

هزت رأسها بنفي وهتفت بحزن: كده مش عاوزاها تساعدني، أومأ بتفهم وهو يربت على وجنتها وهتف برقه: متزعليش أنا هساعدك يلا قومي معايا..
أومأت ليرفعها محاوطاً خصرها وبدأ بالسير بهدوء حتى توقف أمام الحوض الكبير (الجاكوزي) الذي تضخ المياه به بسرعة ليجدها توقفت عن السير وتشبثت بملابسه ليتسائل بقلق: مالك؟

هتفت بخوف وهي تنكمش على نفسها بأحضانه: هغرق، نظر لها بدون تعبير ثم إنفجر ضاحكاً ببحه رجولية جعلت دقات قلبها تتراقص على ألحانها وهي تتأمله بهيام وعشق ليتوقف وهتف برفق وهو يداعب وجنتها بإبهامه: مش هتغرقي متخافيش أنا معاكِ، لكنها هزت رأسها بإعتراض ليحملها بين يداه متقدماً للأمام لتلوح بقدمها في الهواء بتذمر كي ينزلها لكنه رفعها إليه أكثر وهو يبتسم لتتحدث بخوف حقيقي: فراس أنا والله مش بهزر خايفه إنت عارف إني مش بعرف أعوم..

هتف بحنان وهو ينحني كي يضعها بالمياه: مش هتغرقي أنا معاكِ، فتشبثت برقبته بخوف لتشهق وهي تلتقط أنفاسها بسرعة جاذبتاً رقبته معها للأسفل عندما وجدت المياة بارده لينزلق ويسقط فوقها وثواني قليله وكان صوت ضحكاتهم تملئ دوره المياه..

فهذا الوقت من الصباح هو المفضل إلى فراس كي يقضي معها بعض الأوقات وهي متيقظه له تماماً فهي بعد أخذ دوائها ينتهي بها المطاف نائمة أو متيقظه شارده صامته لا تتحدث مع أحد وكم يتعذب عند رؤيتها بتلك الحالة فالصباح الباكر هو الوقت الذي يبتسم به معها وبقيه اليوم الحزن والعذاب والندم هم من يصاحبوه حتى صباح اليوم التالي فتلك الشهور التي تعذب بها جعلته يعض على أصابعه من الندم بسبب بعده عنها سابقاً قبل وبعد الزواج فتلك الثلاثة أشهر التي تركها بهم أدرك قيمتهم وهو يراقبها ثلاثة أشهر مثلهم راقده بالفراش دون حراك فلاشيء يخطر بباله بتلك اللحظات سوي حزنها بسببه وصراخه عليها وعقابه لها بتجاهلها وكم الألم النفسي الذي سببه لها وإهانته لكبريائها وجرحها وصفعه لها و ياإلهي من تلك الصفعات التي كلما نظر بوجهها يتذكر جميع ماحدث وكأنه حدث أمس فهو لايستطيع أن يصنف تحت إسم إنسان كُلما تذكر ذالك اليوم فهو يشعر بالذهول كلما أعاد ماحدث برأسه مراراً وتكراراً ولكنه يعود لنفس النقطه دائماً أنه هو ولا أحد غيره قد فعل هذا بمحبوبته..

توقف عن الضحك ثم إبتسم وهو يخلع كنزته وقام بإلقائها وهتف وهو يغرق ألين بالمياة: كده غرقتيني..
لترفع رأسها وأبعدت شعرها المبلل للخلف وهتفت بعبوس: فراس الميه بارده أوي سخنها شويه..
هتف بسخرية: يعني أعملك حمام فيها ولا إيه؟!.

ضحكت بخفه وهي تضرب كتفه وهتفت وهي تقوس شفتيها: فراس أنا بردانه، إبتسم بحنان وضرب أرنبه أنفها بسبابته وهتف بمكر: تعالي ف حضني وأنا هدفيكي، وقد فاجأته عندما إقتربت حقاً وحاوطته دافنه راسها بصدره ليبتسم وهو يحاوط خصرها بتملك ينعم بذالك الدفئ الذي إفتقده فهي من تبث الدفئ بداخله الان وليس هو لكنه شعر ببروده جسدها لهذا إبتعد وقبل رأسها بحنان ثم تحرك وعبث بالمياة حتى بدأت تصير دافئه بتروي، ليفكر قليلاً ثم إقترب من ألين وجلس خلفها ووضع يديه على كتفيها وبدأ يدلكهم بنعومة كي تسترخي قليلاً وقد حدث هذا وتأكد أنه يفعل جيداً عندما وصل لمسامعه صوت آناتها الرقيقه الخافته كلما ضغط أكثر، لينتهي بعد بعض الوقت ثم ساعدها بخلع ثيابها وأخذ حمامها برفق وبعد إنتهائه ألبسها المأزر الخاص بها وقام بربطه جيداً من عند خصرها ثم قام بلف شعرها بإحدي المناشف كي لاتصاب بالبرد وحملها بين يداه كطفله مدللة وخرج بها ووضعها على الفراش بخطوات شبه راكضه بسبب تبلل ملابسه كي لايبللها وكي لايغرق الأرضيه وتنزلق هي وهي تسير بأي وقت بسبب تقطر المياة منه..

دثرها بالغطاء جيداً جعله يأتي لذقنها كي لاتبرد فمناعتها أصبحت لا تتحمل أكثر فهي كانت ضعيفه والان أصبحت أضعف..

هتف بعجله وهو يخرج ملابس له سريعاً كي يرتديها: خمس دقايق وخارج متتحركيش من مكانك ومتنشفيش شعرك أنا هنشفهولك وهسرحك كمان ماشي، أومأت وهي تبتسم بلطافه ليعيد عليها مجدداً بإبتسامة مؤكداً عندما رأي إبتسامتها: أنا هسرحك مش حد غيري!، أومأت مجدداً ليبعث لها قبله في الهواء فأخرجت يدها من تحت الغطاء وإلتقطتها وضمتها لقلبها ثم أعادت يدها تحت الغطاء سريعاً ليبتسم لها ثم دلف لدوره المياه، لتبتسم بنعومة بعد إختفائه من أمامها مباشرة لكن إبتسامتها لم تستمر كثيراً بل إختفت وهي تفكر به فهي خائفه من أن يتركها مجدداً بسبب ندمة فما يشعر به الان تستطيع الشعور به هي الأخرى فهي لطالما كانت تستشعر حزنه وضيقه هل ستأتي الان ولن تشعر! لا فهي تعلم مايحدث بداخله من تضارب الان بسببها وهذا أكثر مايخفيها أن يتركها مجدداً بحجه أن تصبح بخير وهذه المره حقاً لن تتحمل فيكفي إلى الان ماحدث وكم الصدمات التي تعرضت لها لن تستطيع التحمل أكثر، ليخرجها من شرودها فرقعه فراس لأصابعه أمام وجهها لترمش وهي تراه يجلس مقابلها على الفراش بخصلاته المبلله مبتسماً ولم تستطع إلا أن تبادله بسمته بأخري ناعمه ليتحدث بهدوء وهو ينزع المنشفه من على رأسها: سرحانه ف إيه؟!

إبتسمت وتحدثت برقه وهي تحدق به بحنان: هيكون ف مين غير مالك قلبي، إبتسم وهو يقترب أكثر مجففاً خصلاتها بالمنشفه وهتف بمشاكسة: إيه ده جود وحشك أوي كده؟، لتضربه بقبضتها بغيظ وهتفت بإستياء: بس ي فراس إنت فصيل، قهقه عليها وهتف أمام وجهها مباشرة وكم كانت ملامحها نقيه وبريئه وهي ترمش منتظره حديثة: الفصلان ده لقبك إنتي ي مدمره اللحظات، وقبل أنفها بنهايه حديثه بخفه ثم تحرك كي يجلس خلفها كي يجفف شعرها بطبيعيه فمن المفترض أن يجلس بالأرض وتجلس هي بين قدماه مثلما كان يفعل دوماً لكن الان هي لن تستطيع الجلوس براحه مثل السابق بسبب تكور معدتها فالفراش أفضل لها ولكن قبل إبتعاده أمسكت يده جعلته يجلس أمامها مجدداً وهتفت بإعتراض: خليك هنا، هتف بتعجب وهو يداعب يديها بإبهامه: أنا هنا أهو مش رايح ف حته..

لكنها هزت رأسها بنفي: عارفه أنا قصدي نشف شعري وإنت هنا متقعدش ورايا..
هتف بإستفهام: إشمعنا؟!، رفعت يدها بإبتسامة ومررتها على وجنته بنعومة وهتفت برقه: عشان عايزه أفضل شيفاك قدامي على طول ممكن؟!

تنهد معترضاً فهو يكره تلك الأقوال خاصتاً من شخص مريض يشعر أنه سيفقده وبحديثها هذا تودعه تريد أن تشبع من رؤيته وهذا ماكان يدور بباله جاعله يضغط على أسنانه بقوه فهو لن يسمح لها بتركه، وقبل أن يخبرها برفضه هتفت برجاء وبدي عليها الحزن: عشان خاطري ي فراس عشان خاطري، أومأ لها مستسلماً لتعتدل بجلستها أمامه وهي تبتسم ليلتقط هو المجفف وبدأ بتجفيف شعرها برقه حتى أنهي نصفه تقريباً لترفع نظرها لوجهه مباشرة فوجدته يصب كامل تركيزه على شعرها وكم كان لطيفاً وهو يركز بشيءٍ ما مع خصلاته التي تجعدت بسبب عدم تجفيفها وذقنه الداكنه المشذبه حقاً كان مظهره أخذاً للأنفاس بتلك الأثناء ولم تدري بنفسها سوي وهي ترتمي بإحضانه دافنه رأسها برقبه مطوقه عنقه بقوه ليتوقف مسقطاً المجفف من يده على الفراش وحاوطها بقوه دافناً رأسه بحنايا رقبتها متنفساً رائحتها بإنتشاء فكلمه إشتاق لها قليله لوصف ما يشعر به..

بينما هي حالتها لم تكن أفضل فهي كانت تضمه لها أكثر فأكثر دافنه أناملها بخصلاته ولا تعلم لما تساقطت دموعها وهربت شهقتها ليرتجف جسدها بين يداه وهذا لم يحفزه سوي ليشدد على عناقها أكثر مربتاً على ظهرها بحنان فالتبكي كما تشاء وتخرج مايجيش بصدرها علها ترتاح، فهو إلى الان يظل يفكر كيف وصل لتلك المرحله وكيف تغلغلت روحه بتلك الطريقه؟ فهو يحبها بطريقه تجعله عاجزاً عن وصف مايشعر به فالكلمات لن تسعفه بالتعبير عما يشعر فما يشعر به أعظم من تلك الكلمات ولكن مايدركه جيداً أنه من دونها لاشيء سيموت إن حدث لها مكروه فموتها يعني موته قبلها لن يتعذب بفراقها مجدداً فهو كان يتجرع من كؤوس العذاب وهي بعيده عنه فقط فماذا سيحدث إن ذهبت نهائياً من الحياه؟! هو لايتمني أن يظل حياً لذالك اليوم حقاً يتمني أن يموت هو قبل أن يراها تموت أمامه فهو أضعف من أن يتحمل فراقها ويصمد وكأن شيءٍ لم يحدث هو ليس بتلك القوه فإن كان قوياً فبسبب وجودها معه ومع ذهابها سيذهب كل شيء معها فما يحدث الان كان أبعد مايكون من أن يخطر بباله يوماً فدخولها حياته كان بمثابه فوزه وخسارتها سعادته وتعاستها فهو سيتذكر الان ماحدث منذ يوم مقابلتها يبحث عن شيء جميلاً! ربما سيجد لكنه سيجد مقابله ماهو أسوأ سيفكر ويعيد الكره مراراً وتكراراً ولن يفعل سوي الندم، ليخرج من شروده بسبب إرتجافها بقوه ليفصل العناق ومحي دموعها وتسائل بحزن: بتعيطي ليه؟!

هتفت وسط بكائها: عشان، عشان إنت وحشتني..
إبتسم رغماً عنه ومحي دموعها مره أخرى وهتف بعبوس وهو يرى وجهها المكتسب حمره: منا معاكي أهو!، لكنها هزت رأسها بنفي وهتفت بألم: إنت مش فراس إللي أنا عرفاه أنا عاوزه فراس القديم..

إبتسم بحزن وهتف وهو يحدق بها مباشرة: طيب منتي مش ألين إللي أنا أعرفها برضه رجعيلي ألين حبيبتي!، وحديثة هذا جعلها تنفجر باكيه مره أخرى واضعه يدها على وجهها وهي تشهق بقوه ليعانقها مجدداً دافناً وجهها بصدره وهتف بعذاب: عشان خاطري كفايه بقي كفايه، لكنها لم تتوقف ليفصل العناق وكوب وجهها بين يداه وأعاد عليها برجاء: ألين إنتي بتعذبيني بالطريقة دي ريحيني شوية ريحيني..

هتفت وهي تبكي بحرقه: أنا مش عايزه حاجه غير إنك ترتاح وتبقي كويس بس إنت مصعبها عليا وعلى نفسك وأنا كلها نص ساعه وهاخد العلاج وإنت هتفضل تتهرب مني طول اليوم عشان مش عاوز تشوفني ف الحالة دي وهتفضل تأنب نفسك وتفكر لوحدك وده مش هيزيدك غير عذاب وأنا مش جنبك عشان أساعدك وأشيل عنك وده بيعذبني زيك بالظبط وبيخليني أحمل نفسي ذنب حالتك..

محي دموعها وعانقها مجدداً وهتف بحزن: أنا مش عاوز حاجه غير إني أطمن عليكي ريحيني وقوليلي إنك هتبقي كويسه بس..

كوبت وجهه بيدها وأغتصبت إبتسامة من أجله وهتفت بنبره مرتجفه: أنا كويسه والله كويسه وهبقي كويسه أكتر لما أشوفك مبسوط، لكنه قاطعها معترضاً: مبسوط أبقي مبسوط إزاي وإنتي تعبانه؟ إنت، لكنها قاطعته عندنا وضعت يدها على شفتيه وتحدثت برجاء وهي على وشك البكاء: فراس أنا كويسه وهتحسن وبعدين مش إحنا عدينا نص الطريق؟! هتستسلم دلوقتي! مش إنت إللي شجعتني ورجعتلي الأمل في الحياه من تاني مالك بقي يائس ليه؟!

لكنه هتف بنبره متألمه دون النظر لها: ألين الحياه من غيرك عذاب، ضحكتك حياه بالنسبالي، كسرتك دي بتعذبني، إنتي كنتي ورده جميلة أوي ي ألين بس أنا محفظتش عليها سبتك تدبلي وورقك يسقط واحده وري الثانيه وكنت واقف بتفرج عليكي و دلوقتي مش باقي منك حاجه، رفعت رأسه كي ينظر لها وهتفت بإبتسامة وهي تربت على وجنته برقه: الورده مش محتاجه غير إهتمام وإنت مقصرتش معايا ومش إنت السبب، ثم تابعت برجاء: أنا مش عاوزه حاجه غير ميه بس وهفتح تاني وهبقي كويسه ولما هشوفك بتضحك هضحك وهبقي مبسوطه صدقني، أومأ لها بإبتسامة باهته لتهتف بمشاكسه: يلا بقي هاتلي فراوله..

إبتسم لها بحنان فهو إكتشف مأخراً عشقها للفراولة فهو ظن أنه بسبب حملها لكنها لا تكف عن طلبها وهذا جعله يتوقف مفكراً يختبر ذاكرته وكم المعلومات التي يعلمها عنها ماذا تحب ماذا تكره لكنه ذُهل من نفسه عندما إستنتج أن النتيجه صفر فهم لم يجلسو معاً يتحادثون بأبسط الأشياء كي يعرف عنها أكثر مع ثقته بأنها تعرف كل ما يحب وما يكره، ليبتسم هازاً رأسه ساخراً من نفسه هل لتلك الدرجه لم يكن يلحظ تلك الأشياء وفقط يفكر بجمالها وجسدها؟! فهو لايعرف سوي حبها للمثلجات والان أصبح مثلجات وفراولة وماذا بعد؟! لاشيء لاشيء، ليستفيق على تربيتها على وجنته برقه وهي تتسائل بقلق: سرحان ف إيه؟!، إبتسم هازاً رأسه.

بنفي ثم قبل جبهتها وهتف وهو يتحرك: أنا رايح أجبلك فراولة وهبعتلك الممرضة تساعدك عشان تلبسي هدومك وتنزلي تفطري ومتتعبيش نفسك، وقبل أن ترد كان قد إختفي لتتنهد وهي تستلقي على الفراش ثم وضعت يدها على معدتها البارزه بإبتسامة وهتفت برقة: إيان، وقبل أن تخوض الحديث الذي تريده وجدت الممرضة تفتح الباب وتقدمت منها لتتنهد وكانت قد قررت تأجيل محادثاتها التي تخوضها كل يوم مع طفلها لوقتٍ أخر..

=: إنت رايح فين؟ إلتفت إلى والدته وهتف بتعجل: هجيب حاجه وجي، وتركها وغادر لتتنهد هازه رأسها وصعدت لتري ألين..

وبعد بعض الوقت دلف فراس ليراهم ملتفون حول مائده الطعام فكانت والدته تطعم ألين وهي تبتسم تاره وتاره أخرى تربت على شعرها بحنان فابتسم وهو يراقبهم ودلف للمطبخ وأفرخ الفراوله بإناء وقام بغسلها جيداً فمن المفترض أن يكتفي بمسحها فقط لكنه لا يقتنع بهذا، فتقدم وجلس بجانب ألين التي إبتسمت له بنعومه وسألها بهدوء: خلصتي أكل؟ أومات بهدوء ليضع بفمها إحدي ثمرات الفرواله لتتسع إبتسامتها وهي تمضغها بلطافه لتقترح والدته كي تغير تلك الأجواء الكئيبه: فراس متاخد ألين وتخرج شويه، رفع رأسه لها محدقاً بها بملامح لا تفسر فقط يريدها أن تتوقف عن هذا الحديث الان..

أكمل إطعام ألين وكأنه لم يسمعها لتعيد مجدداً بتردد فهي لاحظت تجاهله لها: فراس..
تأفف وهتف بضيق: ماما لو سمحتي ممكن تقفلي على الموضوع ده، حركت شفتيها لتتحدث لكنه تحدث بعصبيه: نخرج نروح فين وحالتها كده يعني؟!

تحدثت بهدوء وهي تأنبه: مش مستاهله كل العصبية دي أنا بقولك لمصلحتك عشان الجو الكئيب ده وبراحتك خليك زي منتي، وتركت الطاوله وذهبت ليزفر ممرراً يده على وجهه بضيق، لتربت ألين على كتفيه برقه وتحدثت بخفوت: متدايقش نفسك عارفه إنك خايف عليا وأصلاً مش عايزه أخرج متتعصبش بقي..

إبتسم مربتاً على وجنتها بحنان وقبل أن يتحدث سمع صوت الممرضه تتحدث: وقت العلاج، أومأ بإقتضاب فهو أصبح يبغضها بسبب البروده الذي يستشعرها من نبرت صوته ومقاطعتها لهم دائماً..
=: ماشي ي حبيبي مع السلامه تبقي طمني عليك..

أغلقت ساره الهاتف وهي تتنهد بحزن فحاله فؤاد تحزنها وصوته الحزين يؤلمها فبعد سجى عنه يدمره فهي لم تتوقع أنه سيحبها لتلك الدرجه ولم تتوقع أن يحدث كل هذا بعلاقتهم فمايجعلها تمسك نفسها عن إخباره أن سجى حامل تهديد سجى لها فهي ظنت أنها ربما ستترجاها كي تصمت لكنها فاجأتها عندما حدثتها بكل برود أنها لو أخبرت فؤاد ستختفي من حياتهم ولن يجدوها ولا هي ولا طفلها ومع هذا لم يهمها وكانت ستخبره أكثر من مره لكن على كان يلحقها باللحظه الأخيره دوماً ويجعلها تصمت فهي تعلم أن فؤاد بحاجه لمعرفه شيء مثل هذا فإن علم لن يظل جالساً تائه ومكتوف الأيدي بتلك الطريقه بل سيتقدم بحياته أكثر ويأخذ خطوه للأمام وهذا ماتريده ولن تتركه فهو شقيقها ولن تقف ضده بسبب سجى هي لا تعلم ماحدث بينهم ولم يخبرها هو لكن على أخبرها أنه صفعها ولم يعلم السبب فنادر إكتفي بقول هذا فقط له وعلى لم يقصر وأخبرها بهذا كي لا تأخذ جانب أحدهم وتظلم الأخر، تنهدت مره أخرى وهي تحدق بالفراش بجانبها بحزن فهي أغلقت الغرفه عليها ولم تدخله أمس وقضيت ليلتها تتقلب بإنزعاج لم تستطع النوم وحدها لكنها لم تفكر أن تحادثه ولا أن تفتح الغرفه وتبحث عنه بالأسفل لتري كيف حاله بل ظلت ف الغرفه حتى أنها لم تتناول الطعام وهو يأتي بساعه متأخره لهذا لم تعلم عنه شيء وبالتأكيد هو لا يعلم أيضاً فلو كان يعلم لهشم الباب فوق رأسها ليجعلها تتناول طعامها ولو عنوه لكنه لم يأتي ليطرق الباب حتى كي يصالحها وهذا أحزنها وظنت أنه تجاهلها وهي لا تعلم شيء..

بينما بالأسفل تأوه على وهو يعتدل جالساً على الأريكه ليزفر ممرراً يده على وجهه يبعد أثر النوم متذكراً ماحدث أمس، فعندما جاء وجد الجميع نائم والغرفه مغلقه ويعلم أنها تقصدت هذا كاد يهشم الباب من غيظه لكنه تركها كي لاتفزع بوسط نومها وقضي ليلته على الأريكه نائماً بعدم راحه..

=: رايحه فين؟!، هذا ما أردفه عندما وجد مها تتسلل من خلفه يعلم أنها ذاهبه للجامعه لكنه سيزعجها كما هو منزعج، إبتلعت ريقها ثم تحدثت بهدوء: رايحه الكليه في حاجه؟!
وقف بهيئته المبعثره محدقاً بها بدون تعبير فكادت تضحك عليه لكنها تماسكت قاضمه شفتيها لكنه قرأ أفكارها وإن تحدث بنصف كلمةٍ الان ستنفجر ضاحكه وسيصير هو إضحوكه لهذا تركها وصعد للأعلي لتبتسم برقه وذهبت هي الاخري..

زفر للمره الألف وهو يطرق الباب بقوه وهتف بعصبيه: ساره لو مفتحتيش هكسر الباب ده إفتحي دلوق، وقبل أن يكمل وجد الباب يفتح وهي تقف مختبئه خلفه ليرمقها بحده وتركها ولم يتحدث بل أخذ ملابس وتوجه لدوره المياه صافعاً الباب خلفه جعلها تنتفض لتغلق الباب وعادت تستلقي على الفراش مجدداً محاوله تصنع النوم لكنها فشلت فجلست على الفراش وهي تتأفف قاضمه أظافرها بتوتر فهو لايحدثها ماذا ستفعل هي مخطئة لكنها حزينه أيضاً ماذا ستفعل؟!.

خرج بعد الوقت ووقف يجفف شعره بإحدي يداه أمام المرأه بالمنشفه بضيق ليري إنعكاسها الذي يحدق به بالمرأه بقلق ليتجاهلها مجدداً وألقي المنشفه من يده ثم توجه للفراش و إستلقي عليه بصمت لتنظر بجانبها بحزن محدقه به وهو يغلق عينه محاولاً النوم بالتأكيد لم يرتاح أمس وهذا جعلها تشعر بالحزن عليه فتحدثت بخفوت وحزن بين: على إنت، شهقت وهي تشعر به يجزبها من خصرها لتسقط بأحضانه وهتف بحنان وهو يقبل رأسها: وحشتيني، إبتسمت بحنان ورفعت رأسها لتصير شفتيها مقابله لشفتيه لتقطب حاجبيها وعبست عندما وجدته نائماً هل لحق أن يغفي؟!

أنزلت رأسها بإحباط فهي تستحق هذا فهتفت بندم وهي تدفن رأسها برقبته: أنا أسفه، وظلت نائمه بأحضانه تاره تتأمله وتاره أخرى تقبله وتاره تلعب بشعره حتى تعبت وغفيت هي الأخرى، ولا تعلم أنه هو من تصنع النوم فقط لينعم بدفئ حضنها دون خوض أحاديث أو عتاب بينهم فهو لا يغضب منها بل هي الحزينه لكنه سيراضيها عندما تستيقظ..

ليفتح عينه يتأملها بحنان وهو يبتسم بدفئ مرجعاً خصلاتها للخلف بنعومة وهو ينحني على شفتيها فحان دوره الان لسرقه بعض القبلات مثلما كانت تفعل..
بينما ريم كانت قد أنهت إرتداء ملابسها ولاتعلم لما ينتابها ذالك الشعور السيء لكنها ستقابله لايهم ماسوف يحدث طالما ستكون تلك المره الأخيره..

بينما مالك كان قد أنها إرتداء ملابسه وعقله لم يكف عن التفكير منذ قرائته لتلك الرساله لما لم تخبره هو يعلم أنها لا تحبه لما كذبت إذاً؟! لكنه فقط سيذهب للعمل مثل كل يوم وعندما يعود ويراها سيعلم منها كل شيء ماذا فعلت وبماذا تحدثوا فهو يثق بها ولامجال للشك لديه أن تخطأ بشيء فهي جعلته يحبو ورائها حقاً حتى قبلت ولم تقبل في النهايه بل إطرت لفعل هذا لكنه لم يسألها عن يوم الزفاف لما وافقت أن تفعل هذا مكان روان ولا يعلم لما لم يسألها ربما خشي من ردها أن يجرحه وقبل تلك العلاقه كما هي رغم تلك الفجوه التي حدثت بينهم يقبل يكفي وجودها معه..

لكنه حقاً يتمني من كل قلبه لو يعود لذالك الوقت عندما كانت توقظه كل يوم صباحاً فهو لم يتوقع أن يشعر بهذا وأن يشتاق لمصر بتلك الطريقه فهو يعترف أن أجمل أوقاته معها قضاها بمصر وللأسف لم تكن فتره طويله جداً لكنه يعترف أنها أجمل أيام مرت عليه..
أيقظه من شروده صوتها القلق وهي تمسك يده: مالك مالك إنت كويس؟!، أومأ بهدوء فأعادت عليه: خلصت أجيب مليكه عشان نمشي؟!

أومأ لها بهدوء وهتف باستفهام: إنتي جيه؟ مش عندك معاد مع صحبتك؟!
توترت قليلاً وهتفت بتلعثم: منا، منا، هوصل مليكه المدرسه وهروح أقابلها..
تحدث وهو يعقد رابطه عنقه: لا خليكي روحي لصحبتك أنا هوصلها..
هتفت بإعتراض: بس أنا عاوزه أروح معاكم، نظر لها وهو يفكر بعمق ثم هز رأسه موافقاً وغادر لتحمل حقيبتها وذهبت خلفه..
=: على جه ولا لسه؟!، هذا ما أردفت به سجى وهي تحادث مساعدته الجديده بديله لارا..

لتتحدث الاخري باحترام: لا وعماله أتصل بيه محدش بيرد وفي إجتماع بعد خمس دقايق تقريباً..
زفرت سجى بعصبيه ورفعت هاتفها وبدأت بالنقر على شاشته بأناملها ثم ضغطت على إسم على ووضعته على أذنها منتظره أن يتحدث لكن لم يأتها رد لتغلقه بعصبيه وهتفت بضيق: أنا هحضر بداله يلا..

وذهبت لقاعه الأجتماع دلفت بهدوء وبدأت الإجتماع وكان كل شيء جيداً حتى لمحت ذالك اللعين الذي وجدته يحدق بها كما كان يفعل سابقا وكأنه لم يفعل شيء فهو السبب بكل مامرت به إلى الان فإن لم يضع لها مخدر تلك المره بالعصير وإن لم يلحقها فؤاد لم يكن ليجبرها على الزواج منه بتلك الكذبه ولم تكن لتصبح هنا الان وربما ستكون هنا لكنها لن تكون حامل وتفكيرها بهذا يجعلها تبغضه أكثر فهي المخطأه وتعلم لكنها ستوقع اللوم عليه فالجميع يفعل هذا..

أنهت بقيه الإجتماع متجنبه النظر لوجهه حتى نهايه الإجتماع فذهب الجميع بينما هي ظلت جالسه ترتب بعض الأوراق لتجده تقدم وجلس بالمقعد الذي يحاذيها مباشرة وهتف ببعض التردد: مرحباً..
لكنها لم ترد عليه بل نظرت له بدون تعابير وعادت لِلملمه الأوراق مجدداً فأعاد عليها: أمازلتي غاضبه من ذالك التصرف فإن كنتي فأنا أسف لهذا حقاً متأسف لما فعلت فأنا أدركت خطئي متأخراً لهذا أرجو أن تقبلي إعتذاري..

إبتسمت ببرود وهزت رأسها هاتفه بسخرية: هل تشعر بالندم؟ حقاً؟! فأنا أكاد أبكي أنا لن أراك كل يوم هكذا..
هز رأسه بتفهم وإبتسم بصدق: أنا نادم حقاً وأحبك..
حدقت به لبعض الوقت ثم إنفجرت ضاحكه بعدم تصديق وهتفت بدراميه: ياإلهي تحبني! وتنطقها بتلك السهوله!

أمسك يدها وتحدث بندم ورجاء: أقسم أنني متأسف فأنا لم أفكر بذالك الوقت جيداً لكنني أدركت ماحدث وعلمت حقيقه مشاعري وحقاً أحبك وإن أردتي سنتزوج لكن وافقي أنتي أولاً..
نزعت يدها من يده بحده وهتفت بوقاحه: أنت مختل وإبتعد عني ولن أقبل إعتذارك أيضاً، وتركت الغرفه وغادرت ليتنهد بضيق ثم ذهب هو الأخر..
=: إذاً ومن هذا الذي أتي لزيارته؟!

تحدث وهو يلتفت حوله بخوف فإن رأه أحداً سيكون موته لا محاله، ليهتف نائل بضجر وهو يراقبه: لن يراك أحداً هنا فالتكف عن النظر حولك كالمجنون الان وتحدث..
ليبتلع ريقه بخوف ثم هتف: لا أعلم من هو لكن كل ما أعرفه أنه من قام بتربيته..
قطب حاجبيه وهتف بتعجب محادثاً نفسه: ده شحط رباه إزاي يعني؟
ليقاطعه نيكولاس: هل تقول شيء سيدي؟!
تحدث موافقاً: نعم كيف هو من قام بتربيته كم يبلغ من العمر؟!

تحدث الأخر بتفكير: لا أعلم حقاً لكنه يبدو شاباً ثلاثينياً أو أقل من هذا لا أعلم فمنذ إتيان ذالك الجون وهو لايتحدث معي ولا يحادثني كثيراً فيبدو أنه يثق به أكثر وكأنه يعرفه منذ زمن..
ليتأفف نائل بضيق فكل شيء خرج عن سيطرته ليسأله وهو يزفر: وما إسم ذالك الشاب ومن أين ألن تستمع لشيء؟!

هز رأسه بنفي وتحدث بأسف: أسف لا أعلم شيء، ثم صمت قليلاً يفكر ليهتف فجأه وهو يخرج قلاده من جيب بنطاله: لكن هذه سقطت منه وهو يسير..
وتقدم ووضعها بيده ليرفعها نائل يتفحصها بتركيز ليجد زر بالجانب فضغط عليه فوجدها إنفتحت كشكل كتاب وبكل جهه صوره لشخصٍ ما فقربها أكثر محدقاً بها بتركيز لتتوسع عيناه وهتف بعدم تصديق: ماهذا! واللعنه كيف هذا؟!
=: أليس ذالك الذي يجلس هناك شادي حبيب لينا؟!

أومأت لها صديقتها وهتفت بخبث: نعم ويجلس مع فتاه من هذه؟!
رفعت حاجبيها وهي تتفحصهم بنظرها: لا أعلم ولكنهم بفندق وهذا كافي لنعلم ماسيحدث بعد قليل والفتاه جميله أليس هذا صحيحاً؟!
أومأت الأخرى وهي تبتسم بشماته وهتفت بإقتراح: هل نلتقط لهم بعض الصور ونبعثها إلى لينا كي تتركه فهي لاتستحقه حقاً..
لتهتف الأخرى بابتسامة موافقه: أنتي محقه هيا لنلتقط له بعض الصور..
بعد مرور ثلاثه شهور..

دوت تلك الصرخات المتألمه بأرجاء المشفي بينما جود كان يأخذ الممرر ذهاباً وإياباً بقلق فنوران تلد ومنذ نصف ساعه وهي تصرخ وهو سيجن بالخارج فصوتها يؤلم قلبه فهو لم يسمعها تصرخ من قبل بتلك الطريقه سيجن إن لم تتوقف عن الصراخ فهو حاول الدخول أكثر من مره لكن تم طرده بكل إهانه وسهوله..

ليتحدث على بضجر وهو يراقبه: بقولك إيه أقف وبطل خيلتني، لكنه لم يرد عليه بل ظل يسير ذهاباً وإياباً بقلق لتقع عينه بالصدفه على المقعد المحاذي لعلي فقضم شفتيه بغيظ محدقاً بفراس الذي يربت على شعر ألين بهدوء هامساً بإذنها ببعض الأشياء ليهتف بغيظ: ماهو مفيش دم خالص مش راحم نفسك ي ممح، وقبل أن يتحدث وجد سجى تحدثت بضجر: بقولك إيه إنت أخر واحد تتكلم مراتك بتولد جيبنا إحنا ليه مش المفروض إننا نجلها الصبح؟ جيبنا الفجر ليه لبوظان الأعصاب ده دلوقتي..

ليبتسم جود بمكر وهتف وهو يضيق عينه: خايفه مش كده؟!، ثم إلتفت محدقاً بألين التي تستند برأسها على كتف فراس وتشابك يديها بيده وساره التي تعقد يديها أمام صدرها بملامح خائفه ليقهقه جود بسعاده لتخيله أن على وفراس سيمرون بهذا حقاً سيكون ممتع رؤيتهم بذالك الوضع..
فتحدث وهو يأشر عليها: بس إنتي مش دلوقتي صح ألين الأول صح يبو الفواريس؟

ليرمقه فراس بحده عندما شعر بقبضه ألين على يده تشتد فهي منذ مجيئها خائفه وسماع صرخات نوران تكاد تصمهم وهو يخيفها أكثر بحديثه هذا وقبل أن يتحدث سمع صوت صراخ نوران يشتد أكثر بطريقه جعلت الجميع يرتعب وليس الفتيات فقط ليهرول جود للغرفه يحاول النظر بالداخل لكنه فشل مع توقف صوتها نهائياً ليقطب حاجبيهه بتعجب ثم إلتفت إليهم وتسائل ونبرته خرجت خائفه بحق: هو كده عادي ولا أنا بس إللي بفكر كده عشان خايف؟!

إنتصب فراس وتقدم له وفعل على المثل ومع وصولهم له وجدوا الطبيب يخرج من الغرفه وعلامات الحزن باديه عليه فوقف أمامهم هاتفاً بأسف: إحنا أسفين البقاء لله..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة