قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثاني والستون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثاني والستون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثاني والستون

=: إحنا أسفين البقاء لله، ترنح جود للخلف محدقاً به بعدم تصديق عاجزاً عن التحدث وقد ألجمت الصدمه لسانه بينما حل صمت رهيب على الجميع وكل واحداً منهم أخذ يحدق بالأخر غير قادر على التحدث..
ليجد رجل قصير سار من وسطهم ووقف أمام الطبيب وتحدث بسعادة: بجد ي دكتور ماتت؟!
نظر له الجميع بحيره ليتحدث الطبيب: للأسف حاولنا ومقدرناش شد حيلك..

ليهتف الرجل بسعادة: أشد إيه أكتر من كده الحمد الله يارب، ليتحدث جود بعصبيه محاولاً التحكم بتلف أعصابه: مين إللي مات مين؟!
ليتحدث الرجل بسعاده جعلت الجميع يتعجب: مراتي مش سامع مراتي ماتت..

ليتسائل جود بلهفه: نوران إللي بتولد جوه دي حصلها إيه؟!، فكر الطبيب قليلاً ثم هتف بتفاجئ: أه دي بتولد متقلقش، إعتدل جود بوقفته وأخذ يقترب منه ببطئ كأسد يتقدم من فريسته أخاف الطبيب ليمسكه من ياقته وهتف وعينه تطلق شرار: يعني هي كويسه؟!، أومأ الطبيب بخوف وهتف بتلعثم: هو، هو إنت عاوز حاجه غير كده؟!
قضم جود شفتيه بغيظ وهتف وهو يتنفس براحه: إنت عارف إنت عملت إيه دلوقتي؟!

هز الطبيب رأسه وبدي عليه الخوف ليقف فراس عزولاً بينهم وقال للطبيب سريعاً: إمشي من هنا، فأومأ سريعاً وذهب بخطوات شبه راكضه..
فدفع جود فراس وهتف بحده: إنت بتمشيه ليه ده وقعلي قلبي..
أمسكه فراس من كتفيه وتحدث كي يهدئه: هو مكنش بيقولك إنت الراجل هو إللي قصير محدش شافه إهدي
لكنه دفع يده وركض خلف الطبيب وهو يتحدث بصوت مرتفع: تعالي هنا وربنا هضربك دنتي وقفتلي قلبي تعالي..

ليهتف فراس بصياح: ي مجنون تعالي هنا نوران ولدت، ثم إلتفت محدقاً بذالك الرجل الذي يكاد يرقص من السعاده بسبب وفاه زوجته فتحدث بتهكم: إنت مبسوط كده ليه؟!
تحدث الأخر براحه: دي كانت نكديه وناحله وبري ومش بتشبع ولا بتقول الحمد الله ده الموت رحمنا منها الحمدالله يارب..

هز فراس رأسه وهو يولي نظره عنه لكن الرجل إقترب منه وتحدث بخفوت وهو يأشر على مكان جلسته: إنت كنت قاعد هناك مش كده؟ متجوزني واحده من البنات الحلوين إلى هناك دول ترجعني صبي من تاني..
إبتسم فراس جازاً على أسنانه من الداخل ثم تحدث: إختار واحده وهقولها..
إبتسم الرجل بسعادة محدقاً بهم ثم أشر على إحداهن وهتف: إللي هناك دي إللي شعرها طويل
أشر فراس على سجى وتسائل: دي؟

نفي الأخر وهتف: لا لا مش دي إللي عينها زرقه دي القشطه دي مش شايفها..
قهقه فراس وهو يتنفس بنفاذ صبر: لاشايفها مش هشوفها إزاي دي ألين..
إبتسم الرجل وهتف وهو يتفحصها تحت أنظار فراس الذي قتله بخياله ألاف المرات: حلو الإسم ده
ليجد فراس أمسك ياقته فجأه وهتف بتهكم: بس مش شايف بطنها وإنها حامل وكده!.
تحدث بتعجب: هي حامل! دنا فاكره كرش أصل مراتي كان كرشها مترين قدامها كده مش قولتلك كنت بعاني..

أومأ له فراس ثم ضرب جبهته بجبهته بقوه وألقاه أرضاً وهتف بحده: إمشي من هنا ي زباله بدل ماتخرج على ضهرك غور..

تأفف على وتسائل بمزاج متعكر بسبب النعاس: في إيه عامل مشاكل ليه والزفت التاني ده إللي راح يضرب الدكتور وسب، صمت عندما وجد الممرضه تخرج وتحدث بإبتسامة: مبروك جاتلكم بنت زي القمر وتركتهم وغادرت لتتسع إبتسامتهم جميعاً وتجمعو أمام الباب ليدلفو لكنهم وجد جود خرج من العدم فجأه ووقف أمام الباب فاتحاً يديه على مصرعيهما يسد الطريق وهتف بتهكم: يعني مراتي وبنتي هتشوفوهم قبلي كمان ده إيه البجاحه دي؟!

=: عندك حق والله بجاحه، إلتفت الجيمع إتجاه الصوت ليتصنموا وهم يرو نادر يقف أمامهم ولارا بجانبه يحدقون بهم بإبتسامة، ليقهقه نادر على تعابيرهم وتقدم بخطوات متوجسه ووقف على بعد خطواتٍ منهم وتحدث: إيه مش هتسلموا عليا ولا إيه؟!، لكنه لم يجد رد فتابع مبرراً: الصراحه ي جماعه القصه طويله وده مش وقته أنا جي أبارك ولا أمشي؟!، لم يرد عليه أحداً مجدداً فضحك وتابع: أمشي يعني؟ هبارك لجود وهمشي وتقدم ووقف أمامه وقبل أن يقترب دفعه جود للخلف وهتف وهو يذكره بما فعل: غور من هنا يلا ولا نسيت إنت طردتني وقولتلي مش عايز تعرفني تاني؟! يلا إمشي من هنا، ثم أبعد نظره محدقاً بلارا التي تبدلت ملامحها للحزن فهو سيعاني حتى يسامحوه بسبب مافعل لكنها إبتسمت عندما لوح لها جود بيده وهتف بإبتسامة: حمد الله على السلامة.

لترد عليه بإبتسامة ساحره: الله يسلمك مبروك
وحمد لله على سلامتها، أومأ لها بإبتسامة ليتحدث نادر ل على برجاء: على إنت عارف إنه من وري قلبي..
وثواني قليله وكانت رأسه تحت إبط على بسبب قبضته عليها بغيظ: قولي أعمل فيك إيه دلوقتي..
تحدث نادر وهو يستعطفه: خلي فراس وسجي يسامحوني عشان لو قلبتلهم قرد مش هيسامحوني..

وبهذه الاثناء كانت سجى تحدق به بدون تعبير بينما فراس كان يحدق بالأتجاه الأخر كي لايتحدث معه بأي شيء فما قاله له لن ينساه ربما كان سيفعل لو كان القول يخصه لكنه كان يخص ألين ولن يتساهل بهذا..

تركه على وهو يزفر: تستاهل وأنا كمان زعلان ليكمل جود: وأنا كمان برضه يلا أدخلوا وسيبوه لوحده كده، ثم تسائل: تيجي ي لارا، أومأت بحماس فأكمل جود: طيب تعالي يلا وسبيه، ودلف الجميع لكنها تردتت بالدخول بسبب نادر فأمسك يدها بنعومة وحسها على الدخول وهتف بحنان: إدخلي إنتي متقلقيش هينسوا بسرعه أنا عرفهم، أومأت ودلفت بهدوء ليتنهد وجلس على إحدي المقاعد فهو كان سيعود قبل الان لكن فتره علاج لارا وجراحتها كي من أجل الإنجاب هي من أخذت وقت ربما شهران والشهر الأخر كانوا يتابعون مع الطبيب وأخبرهم أن الان لايوجد مشاكل بالإنجاب ومر شهر ولم يحدث حمل أيضاً وهذا لم يزعجه بتاتاً بل هي التي مازالت تتذمر متلهفه للإنجاب ولا يعلم لما فهي قبل أن تعلم أنها لا تستطيع الإنجاب لم تكن متلهفه بتلك الطريقه ربما لأنها علمت وأدركت تلك النعمه التي لاتملكها لكنه مع هذا ومهما حدث لن يحزن فهي تكفيه..

جلس جود بجانبها على الفراش ثم قبل رأسها بحنان ثم يديها وأبعد خصلاتها الملتصقه على جبهتها بسبب تعرقها فهي نائمه ولايستطيع أن يوقظها فهو يرغب بفعل هذا بشده فهو يريد أن يحملها ويدور بها بالغرفه حقاً لكن يبدو عليها الإرهاق..

إقترب من مهد صغيرته النائمه وهي تطلق همهمات خافته رقيقه دلاله على ضيقها ليبتسم ومقلتيه تلمع ببريق أبوي وهو يمد يده وحملها برفق وضمها لصدره لتنفرج عن شفتيه إبتسامه رائعه رغماً عنه هل هذا شعور الأبوه الذي يتحدث عنه الجميع! فهو يشعر أنه أصبح يملك العالم الان يريد إدخالها بقلبه كي لايراها أحداً ولايقترب منها..

ليخرجه من شروده رؤيته ليد تمتد أمامه ليرفع نظره فوجده فراس فهز رأسه مستنكراً وكأنه يسأله ماذا تريد فزفر فراس وهتف بإمتعاض: هاتها..
نظر جود ليده ثم لطفلته فهز رأسه برفض وهو يضمها لصدره: لا طبعاً مش هتاخدها..
ليعيد عليه بإصرار: لا هتجبها عاوز أشوفها وألين هتشوفها..
ليهتف وهو يحدق بها: هاتها تشوفها هنا..
ليهتف فراس بضجر: ألين تعبانه هاتها بقي دنتا رخم..

أومأ بإستسلام ومد يده كي يحملها فراس لكن لفت نظره لارا التي تقف تحدق بفتاته بإبتسامة ليبعد يده عن فراس الذي كاد يلكمه من الغيظ وتوجه إلى لارا التي إتسعت إبتسامتها ووضعها بيدها لتتفاجئ لكنها حملتها برقه وهي تنظر لها بحنان، ليتركها جود وتوجه لنارد الذي إمتثل لأمره وظل بالخارج..

فحملتها لارا قليلاً وهي تتأملها بحنان وكأنها إبنتها فستظل تشعر بالنقص والتقصير طالما لم تنجب فخوفها يتفاقم فهي فعلت كل شيء ولم يبقي شيء لم تجربه فإن لم تنجب تلك المره لن تستطيع أن تفعل شيء فتلك كانت فرصتها الأخيره ولم تستطع كبت دموعها أكثر فتقدمت ووضعتها بيد ألين وتوجهت للخارج سريعاً لتتفاجئ ألين قليلاً من تصرفها لكنها إبتسمت بنعومة وهي تحدق بها لتمسك يدها الصغيره بين يديها وهي تبتسم بحنان فكم هي جميله وصغيره ولم يكن هذا رأيها وحدها فكانت سجى وساره يجلسون بجانبها يبتسمون بالمثل وهم يراقبونها فمن هذا الذي سيري طفله حديثه الولاده ولن يبتسم..

ليتحدث على بإحباط إلى فراس الذي يقف بجانبه محدقا بألين بتركيز: أنا خايف..
خرج من شروده وتسائل بهدوء: من إيه؟!
زفر على وتحدث وكأنه يحمل هموم العالم أجمع: أنا مش بقدر أشوفها بتعيط إزاي هستحمل كل ده؟! ظل صامتاً قليلاً منتظراً أن يتحدث لكن لم يأته رد لينظر بجانبه فوجده شارداً يحدق بألين فتنهد ثم صمت نهائيا فبالتأكيد يفكر بهذا هو الأخر..

تحرك فراس وذهب إلى ألين ثم جلس بجانبها بعد معاناته مع سجى وإقناعها أن تترك المقعد له كي يجلس..
فتحدث برقه وهو يمسك يد الطفله: جميله أوي ربنا يحفظها..

إبتسمت ألين وأسندت رأسها على صدره وهتف برقة: وصغنونه أوي، أومأ وهو يربت على ذراعيها بحنان وقبل أن يتحدث قاطعه جود وهو يأخذ الطفله من يد ألين لتنظر له بعبوس فهتف فراس يتوعده عندما لاحظها: على فكره بكره هخلف ومش هخليك تمسكهم أصلاً خدها وإشبع بيها، لكنه لم يرد عليه بل ظل يحدق بها وهو يبتسم ويسير بالغرفه ذهاباً وإياباً وكأنها تبكي وهو يهدئها..

بينما في الخارج كانت لارا تبكي بأحضان نادر بصمت فأبعدها عنه ومحي دموعها وهتف بحزن: مش إتفقنا إنك هتبطلي عياط؟
تحدثت وهي تبكي بحرقه من أعماقها: والله حاولت بس مش قادره مش قادره أسفه، عانقها مجدداً بأسف مربتاً على ظهرها بحنان: طيب يلا نروح عشان ترتاحي من السفر..
محت دموعها بظهر يدها وتسائلت: مش هتتكلم معاهم؟!
هتف وهو يقف ويوقفها معه: هبقي أكلمهم بعدين أهم حاجه إنك ترتاحي دلوقتي يلا بينا..

وضع جود صغيرته بمهدها برقه ثم إلتفت لهم وهتف بقله ذوق متعمداً: شكراً ي جماعه تقدروا تتفضلوا..
مرر على يده على وجهه وهتف بنعاس: لولي إني عاوز أنام كنت رديت عليك يلا ي ساره، وأمسك يدها ليذهب لكنه توقف أمام الباب وإلتفت لهم وتسائل: سجى تعالي أوصلك يلا، أومأت وذهبت معه ليتبادل فراس وألين النظرات بتفكير ليقاطعهم جود: لا مش وقت تسبيل يلا ي حبيبي طير إنت وهي يلا..

تجاهله فراس وقام بسؤالها: عايزه تروحي دلوقتي؟
أومأت بهدوء فوقف مستعداً للذهاب فكاد جود يسخر منهم لكنه إبتلع لسانه وصمت، ثم توجه إلى ألين وعانقها بحنان لحقه حديثه: حمدالله على سلامتك..
إبتسمت بنعومة وهي تدفن رأسها بصدره فتابع: خلي بالك من نفسك هاا؟!
أومأت له بطاعه فقبل رأسها برقه وتحدث وهو يضع يدها بيد فراس الذي إقترب ليأخذها ويذهبوا: خلي بالك منها..
رد عليه بامتعاض: تصدق مكنتش أعرف أوعي كده..

وأخذها وذهب ليقهقه جود عليه ثم إستلقي على الاريكه على إحدي جانبيه محدقاً إتجاه الفراش منتظراً إستيقاظ نوران..
جاء صباح يومٍ جديد..

توقف أمام الملجأ مسنداً راحت يده على ركبتيه لاهثاً وهو يلتقط أنفاسه فهو إنتهي من ركضه الان فهو منذ ثلاثه أشهر تقريباً وبالتحديد منذ مجيئه إلى هنا ويشعر أنه غير مرئي إلى الان لم يرى تلك التي تدير الملجأ معه ولم يتحدث معها وإن رأها يراها من ظهرها فقط وقبل أن يتقدم منها يجد ذالك المشاكس الصغير يأخذها معه ويلهيها عنه وعندما حاول تجاهل كل ذالك وممارثه حياته بطبيعيه والنوم بعمق كما إعتاد دائماً يجد الضجيج يكاد يصم أذنه بسبب لعبهم وصراخهم في كل مكانٍ حوله ومع كل هذا مازال الباب ساقطاً أرضاً ولم يقترب منه أحد وعندما أخبر والده أنه لن يستطع أن يكمل بتلك الخرابه كما أسماها وبخه وأخبره أن ينتظر قليلاً وسيعقد إجتماعاً قريباً ليتحدثوا لترميم المكان وسينال الشرف لمقابلتها وهاهو اليوم المعهود الذي سيقابلها به لكنها لم تكن تشغل باله كثيراً بل كان كل تفكيره منحصر ب روان وبتلك الاحلام التي تراوده عنها كل يوم وصوتها الذي يسمعه كثيراً بالأونه الأخيره..

إعتدل بوقفته مُمرراً يده بخصلات شعره ثم أغمض عينه متأففاً ودلف للداخل ليقابل مساعده مجدداً الذي تحدث بهدوء: شريف بيه الأجتماع بدأ ومدكور بيه جوه مستنيك..
أومأ شريف بتفهم وأشر على ملابسه المبلله بسبب العرق: هغير وجي قوله يستني، وتركه ودلف ليتأفف الأخر وعدل ربطه عنقه ودلف لقاعه الإجتماع وجلس بهدوء يتابع حديثهم..

فتحدث مدكور والد شريف صاحب الإبتسامه البشوشه إلى روان التي تجلس على المقعد المجاور له: وإنتي عامله إيه ي روان؟!.
إبتسمت له بنعومة وتحدثت برقه: الحمدالله ي عمو كويسه إنت أخبارك إيه وحشتني أوي..
بعثر مدكور خصلاتها بمشاكسه وحاوط كتفيها لتستند برأسها على صدره فهي لطالما إعتبرته مثل والدها تماماً لكنها فقدت الإتصال به عند وفاه والديها..
تحدث بحنان وهو يربت على ذراعها: لسه مفيش حد ف حياتك؟!

إختفت إبتسامتها وشردت ب شريف وقبل أن تتحدث بادر هو بالتحدث: على العموم مش مهم عشان أنا مقرر وخلاص مش هسيبك دلوقتي شريف جي هتتعرفي عليه وأنا متفائل عشان مش هسيبك هجوزك إبني يعني هجوزهولك..
إبتسمت وفصلت العناق وتساءلت: هو هو إسمه شريف؟!
أومأ معقباً على حديثها: أه مش عجبك الاسم ولا إيه؟!

هزت رأسها وهي ترجع خصلاتها للخلف: لا ي عموا عادي بس أصلي متجو، ولم تكمل بسبب دخول شريف الذي تحدث دون النظر لأحد: أخيراً جيت..

دق قلب روان بعنف عندما سمعت صوته فرفعت نظرها له بينما هو كان يحدق بوالده ولم ينتبه لها فترقرقت الدموع بعينها مع ثوران جميع مشاعرها فكم إشتاقت له وكل ماحدث معها أخذ يتوافد على رأسها بأنً واحد وكأنها تشاهد شريط حياتها فسقطت بعض الدموع من عينها فمحتهم سريعاً ووقفت موليه ظهرها له وتحدثت لمدكور بأسف: أسفه مش هقدر أكمل الإجتماع ده..

فرد معترضاً: لا لازم تحضريه وبعدين مش هتتعرفي على شريف ولا إيه؟!، إختصبت إبتسامه مع إمامه بسيطه برأسها وإلتفتت ليتحدث مع إلتفاتها مباشرة: شريف دي روان بنت أعز صديق ليا كنتوا بتلعبوا مع بعض وإنتوا صغيرين..

إبتسم شريف بمجامله منتظراً إلتفاتها لتختفي إبتسامته وحل محلها الذهول وظل متصنماً عندما إلتفتت وهذا كان هذا قليل أمام وصف ما يحدث بداخله من بعثره وتفاجئ وحزن وسعاده لرؤيتها فهي بخير وتفعل شيء بالتأكيد تفضله وهذا لن يجعله سوي سعيد فلا داعي لتأنيب نفسه فهي بخير تماماً مثلما يراها بأحلامه فمازالت جميله وقد إزدادت جمالاً هل ياتري بسبب تركه لها؟!

فتفاجئه جعله يعجز عن النطق بشيء وهي تماماً مثله لم تتحدث فقط يتبادلون النظرات وكأنهم وحدهم بالمكان ولا أحد غيرهم ربما تكون نظرات مبهمه ولن يفهم أحدهم نظره الأخر له لكن بداخلهم يدركون تمام الإدراك أن تلك النظرات المبهمه خلفها إشتياقاً يمزق أوصالهم جارحاً فؤادهم..

تعجب المساعد من ذالك الصمت وتلك النظرات ووقف يراقبهم بتركيز، بينما والده لم تكن حالته مختلفه كثيراً فهو شعر بشيء لكن أخر ماقد يخطر بباله أنها قد تكون زوجته قبلاً قط فكل ماجاء بباله أنه ربما يكونوا ثنائي جيد وتكون تلك إشاره لتنفيذ خطته وتزويجهم فتحدث بهدوء لكنهم أجفلوا: مش هتسلموا على بعض ولا إيه؟!
نظر الإثنان له بدون تعبير وكأنهم لم يسمعوا ماقال وهذا جعله يرفع حاجبيه وهتف بشك: إنتوا تعرفوا بعض؟!

لم ترد ولا تعلم بماذا ترد لكن شريف تحدث بكل بساطه أشعرها أنه تخطاها وكأنها لم تعد شيء بالنسبه له هذا إن كانت شيء بالنسبه له سابقاً: بابا روان طليقتي..
رفع مساعده حاجبيه وإرتسمت إبتسامه مسليه على محياه يتابع مايحدث..
تحدث مدكور بإنزعاج بين: طليقتك هي دي إللي إتجوزتها؟!، أومأ بهدوء ليتابع والده: ومقولتليش إن هي ليه وطلقتها ليه؟!
تحدث شريف بجمود: مكنتش أعرف إنك تعرفها وهي إللي طلبت الطلاق.

نظر لها مدكور لتبتلع ريقها ناظره له بصمت فتحدث بحنان: ليه كده يبنتي؟!
إبتلعت غصتها وتحدثت بهدوء: أسفه بس ده إجتماع شغل مش حل مشاكل
هز رأسه متفهماً فجلست بجانبه كما كانت ليبدئوا الإجتماع وطوال الوقت لن ترفع نظرها عن الاوراق أمامها وإن تحدثت لا ترفع عينها عليه فقط تتخطاه وكأنه ليس هنا..

وبعد إنتهائه مباشرة تركت الغرفه قبل أن يحدثها أحد لحقها مساعدها وكاد شريف يذهب لكن صوت والده أوقفه: إستني عندك وفهمني إيه إللي بيحصل؟!
أغمض عينه بنفاذ صبر ثم تحدث بدون تعبير: ولا حاجه إتجوزنا وإطلقنا والقصه طويله وأنا مش فاضي، وتحرك ليذهب لكن صوت والده الغاضب أوقفه مجدداً: مش هتتحرك غير لما تحكيلي كل حاجه بس قبل متحكي هسألك سؤال إنت بتحبها؟!

إبتلع ريقه محدقاً به بصمت لكن والده يعرفه تمام المعرفه فهو طفله بالنهايه ويحبها لهذا تحدث بهدوء: أنا عارف إنك بتاع بنات ولفاف وهتتعب أي بنت تدخل حياتك بس زي منا عارف إنك كده عارف كمان إنك لما هتحب حد مش هتتخلي عنه وهتحارب عشانه بس مش باين إنك بتعمل كده؟!
تنهد شريف وتحدث بضيق: يعني لو حكتلك هترجعهالي؟!

تحدث بهدوء: لما أعرف مين غلطان وتستاهلها ولا لا وأكيد مش عشان إنت إبني هخليها ترجعلك على حساب نفسها..
هز رأسه متفهماً وتحدث بإبتسامة بارده: أنا الغلطان وهي إللي طلبت الطلاق ومش هحاول أرجعها وهي مش عايزاني عشان كده مفيش كلام ولا حاجه تتحكي عن إذنك، وتركه وذهب..
بينما لدي ريم كانت تجلس على فراشها تضم جسدها وهي تهتز ذهاباً وإياباً وعينها لم تتوقف عن ذرف الدموع قط حتى تورمت..

حركت رأسها ونظرت مجدداً لإختبار الحمل الذي تحمله بيدها ويبدو أن النتيجة موجبه وهذا لم يجعل حالتها تزداد سوي سوءاً فيكفي تحطم فؤادها وإهانتها بأبشع الألفاظ وإنتهاكها بدون رحمه وعنف فيكفي هذا لتكون حامل أيضاً..
أجفلها دخول مالك وصفعه للباب بقوه خلفه جعلها تنتفض وقام بفتح الخزانه بملامح متهجمه لكن سماع صوتها الخافت أوقفه: أنا حامل.

إلتفت محدقاً بها بدون تعبير وهتف ببرود: جهزي نفسك عشان ينزل في المستشفي..
وضعت يدها على معدتها وهزت رأسها بنفي وهي مازالت تبكي وتحدثت برجاء: مالك إنت بتعمل فيا كده ليه؟ حرام عليك!
نظر لها بكره وهتف بإشمئزار: إنتي عارفه بعمل كده ليه ومش عايز كلام كتير وخلصي
أمسكت يده برجاء وهي تبكي: مالك متعملش فيا كده مش عايزه أكرهك أنا بعد كل ده ولسه بحبك ف مخلنيش أكرهك بالله عليك مش عايزه أكرهك.

إبتسم ببرود وهتف بسخريه: بجد! لا أنا عايزك تكرهيني إكرهيني أوي كمان، وتركها ودلف لدوره المياه لكنه توقف أمام الباب وهتف محذراً: أخرج ألاقيقي جاهزه وصفع الباب خلفه بينما هي سقطت على الأرض تبكي بحرقه على نفسها وتعاستها وطفلها الذي سيقتل فلا حياه بائسه مثل حياتها الان..

خرج بعد بعض الوقت فوجدها مازالت كما تركها فأمسك ذراعها بعنف وأوقفها أمامه وضم قبضته ووضعها أمام معدتها وهتف بقسوه: أنا هرحمك في المستشفى ومش هتحسي بحاجه لكن لو فضلتي على عندك ده ضربه واحده كفيله إنها تخلصني من القرف ده كله فاهمه ولا لا؟!
كوبت وجهه بيدها محاوله جعله ينظر لها وتحدثت بكل ما تحمله من رجاء أن يصدقها ويتعاطف معها: مالك ده إبنك إنت والله إبنك مستحيل يكون إبنه هو وأنا متأكده..

نظر لها ببرود وهتف بتقزز: وأنا هعرف منين إنه إبني ولا أستني لما تخلفي ويطلع مش إبني سعتها هرمهولك في الشارع فالأحسن ليكي إنك تلحقي نفسك من دلوقتي..
تساقطت دموعها أكثر وهتفت بصوت مذبوح: من إمتي وإنت قاسي عليا كده؟ حصلك إيه عشان تعمل فيا كل ده؟ ومش مصدقني ليه؟ ليه؟!

أمسك ذراعيها بقوه وصرخ بوجهها بشراسه: إنتي إللي خلتيني قاسي عليكي بالشكل دع عشان إللي شفته كفيل إنه يخليني أعمل فيكي أكتر من كده عرفتي ليه؟! متلومنيش عشان إنتي إللي وصلتي نفسك هنا لما كذبتي، وتركها وغادر لكنه توقف أمام باب الغرفه وهتف بتحذير وتوعد: تحصليني تحت عشان لو مجتيش أقسم بالله ي ريم هندمك وهخليكي تكرهي الدنيا كلها مش أنا بس..

توجهت للخزانه بإستسلام وإرتدت ملابسها بيد مرتجفه ولم تتوقف عن البكاء قط حتى إستقلت السياره معه ووصل إلى المشفي وقبل أن تترجاه مجدداً كي يراجع قراره أمسك ذراعها بقوه وأخذها خلفه حتى وصل للطبيبه التي هاتفها وهو بالطريق وبالصدفه كانت متفرغه وقاموا بتجهيزها سريعاً..

وهاهي الان مستلقيه على الفراش والطبيبه أخبرتها أن تعد معها من واحد إلى عشر قبل أن تغرق بالنوم نتيجه المخدر لكن هي لم تفعل مثل ما أخبرتها بل تحدثت للمره الأخيره بتثاقل: مالك ده إبنك إنت، وذهبت بعدها بنوم عميق فدحجها بنظرات بارده ثم ترك الغرفه وغادر ينتظر بالخارج..
تحدث بفقدان صواب علها تساعده: فقط أخبريها شيء فما تتحدث به غير صحيح أنا لم أخنها وتلك ليست حبيبتي ولم أفعل شيء!.

تحدثت والده لينا بقله حيله: أسفه شادي فهذا قرارها هي وليس أنا، لقد رأت صورك معها وصديقتيها رأوك أيضاً هل هم كاذبات؟!
تحدث شادي مبرراً: هذا صحيح ليسوا كاذبين لكنها ليست الحقيقه كذالك فتلك الفتاه كانت مساعدتي وتركت العمل هذا كل شيء..
تحدثت بأسف: أنا لن أستطيع أن أجبرها وأنت تعلم هذا وهذا قرارها هي أسفه حقاً وإن كنت مديناً لشخصٍ بتبرير فأنت مديناً لها هي وليس أنا..

ضحك وتحدث بعدم تصديق: لقد وعدتني أننا سنخطب بعد إنتهاء دراستها وهاقد إنتهت ماذا سيحدث؟!
=: هذا الشيء تخبره لنفسك أنت من فعلت هذا وهي رفضتك لا تلومها فأنت لن تراها مع رجل أخر وبغرفه بإحدي الفنادق!
مرر يده بشعره بعصبية: دعيني أراها إذاً كي أشرح لها ماحدث وما رأته تحديداً؟!
تنهدت بحزن وأردفت: هي ليست بخير فقط أتركها لبعض الوقت وبعدها نتحدث مجدداً..

تحدث برجاء: لكنني أريد رؤيتها كي تكون بخير فما تفعله لايستحق ومارأته ليس حقيقياً فهي تحزن نفسها على لاشيء وأنا لن أتركها هكذا!
هزت رأسها بقله حيله: لن توافق وترفض رؤيتك!.
تبدلت نظراته لأخري حزينه فتنهدت بقله حيله وهي تراقبه فهي تثق به لهذا أخبرته بكل هدوء: سأخذها صباحاً للسير قليلاً يمكنك أن تستغل تلك الفرصه وتجعلها صدفه كي تتحدث معها وأرجو ألا تخذلني لأنني حقاً أثق بك..

إبتسم وعانقها بإمتنان: شكراً لكٍ، لن أخذلكِ صدقيني..
كان مستلقي على الفراش رافعاً يده يحدق بالصورة التي مر عليها عقود ومازال محتفظاً بها بكل بحب وسعاده ليجد جون جلس بجانبه وتحدث بتفكير: بماذا أنت تحدق كي تظهر تلك السعاده على وجهك؟!
إبتسم فارس وصمت لكن دخول أليخاندور على مقعده جعلهم يصبون إهتمامهم عليه فتوقف بالمقعد أمامهم ببعض إنشات وتحدث بجديه: ألن نبدأ العمل أم أن الرفاهيه راقتكم؟!

إبتسم فارس وهو يلوح بالصوره أمامه: بالطبع راقتنا الرفاهيه فمن هذا الذي سيحب العمل؟!
لكن هذا لم يلفت نظر أليخاندرو بقدر الصوره والفتاه التي بالصوره لهذا أشر عليها وتسائل: من تلك التي بالصوره هل هي طفلتك؟!
قهقه فارس عليه وحدق بها مجدداً وتحدث بنبره هادئه كملامحها: لا إنها حب حياتي وليست طفلتي فأنا أحببتها منذ أن وقعت عيني عليها!
رفع إليخاندرو حاجبيه وأشر عليها: هل يمكنني أن أراها؟!

تحدث فارس بهدوء: بالطبع يمكنك لكنها صوره قديمه وهي مازالت بالصف التاسع وليست وهي يافعه مثلي الان
راوغه أليخاندرو كي يراها وهتف: بالطبع معك حق لكن الملامح تتبين كما تعلم!
أومأ له بهدوء وأعطي الصورة إلى جون كي يقدمها له فكاد ينظر لها لكن أليخاندور نظر له بتحذير أن يراها قبله لهذا لوك بشفتيه ثم قدمها له بإبتسامة صفراء.

فرفع أليخاندرو حاجبيه مبتسماً وهتف وهو يقيمها: فتاه بنظاره وترفع شعرها كعكه للأعلي هااا؟!
إبتسم فارس وهتف وهو يتذكرها: إنها كانت تملك عينان تستطيع إغراقك بها بكل سهوله كبحرٍ لم تستطع مقاومه النزول إليه وإحتضان كل قطرة مياه به..

خصلاتها سوداء كظلمه الليل الدامس تنافس نعومه الحرير هي أجمل مارأت عيني لكنها كانت تخفيهم لسببٍ أعجز عن معرفته فهي لم تكن تدرس معي بالنهاية بل كانت مع شقيقي ورأيتها بإحدي الأيام عندما ذهبت له وكان هذا أفضل يوم أحياه سعيداً..
هز أليخاندرو رأسه متفهماً وهو يحدق بالفتاه ولايطيق ذرعاً يريد أن يريها لجون بينما هو كاد ينام وهو يستمع لحديث فارس الهادئ فتسائل كي يبعد النعاس عنه: وأين شقيقك الان ياتري؟!

هز كتفيه بعدم معرفه: لا أعلم ربما قد أضعنا طريقنا عندما كنا معاً؟!
فهتف إليخاندرو موجهاً حديثه لجون: إن فتاته تملك أعين زرقاء وشعر أسود وجميله!
هز جون رأسه بعدم فهم: وماذا في هذا؟!
قطب حاجبيه عندما رأي نظره أليخاندرو الماكره فعلم أنه يجب أن يرى الفتاه فهرول إليه وأخذ الصوره من يديه محدقاً بها فسقط فكه أرضاً عندما رأها مع مباشرة فارس حديثة: بالتأكيد قد وقعت في الحب وتزوجت الان فهي جميله..

فهز جون رأسه موافقاً له مع تحديقه بالصوره بنظري ذات مغزي وعيون متوسعه وهتف: نعم نعم بالتأكيد قد فعلت وربما قد تكون متزوجه من شقيقك الان!

فتحت عينها بتثاقل ليقابلها سقف الغرفه المطلي بالأبيض حتى سمعت صوت طفل رضيع صغير فحركت رأسها للجانب لتجد طفلتها بجانبها وجود يجلس يراقبها بإبتسامه حنونه فقطبت حاجبيها قليلاً حتى إنتفضت وجلست نصف جلسه لكنها تأوهت بسبب حركتها السريعه فتحرك جود مشدوداً ووضع الوساده خلف ظهرها وجعلها تجلس براحه وقبل رأسها بحنان تحت تشوشها وهتف بحنان: حمدالله على سلامتك.

ثم عانقها بقوه فتشبثت به بقوه وبدأت تتذكر ماحدث أمس على مهل فترقرقت الدموع بعينها عندما وقع نظرها على صغيرتها المستيقظه وتضحك ففصل جود العناق وحملها ووضعها بيدها برفق فضمتها لصدرها بقوه وهي تبتسم وقبلت جبهتها وتسائلت وهي تبكي: خلاص بقيت أم؟!، إبتسم وقرص وجنتها وهتف بهيام: بقيتي أحلي أم في الدنيا، ضحكت مع سقوط دموعها أكثر فعانقها مجدداً وتلك المره مع طفلتهم ليستمع لصوت التقاط صور فنظر إتجاه الباب فوجده نادر الذي تقدم منهم مبتسماً وهو يحدق بالكاميرا يشاهد الصوره حتى توقف أمام الفراش ووجه حديثة لنوران: حمد الله على سلامتك تتربي ف عزك، إبتسمت له ثم عاودت تحديقها بها بحنان فتحدث هو لجود بدون تعبير: بص أنا الفتره إللي فاتت كنت مخنوق خنقه السنين ومعنديش أي تبرير لتصرفاتي و براحتك بقي وتحرك ليذهب لكن جود باغته بعناق ووبخه: كمان غلطان وبجح، وقبل أن يتحدث قاطعه جود مجدداً: أنا كنت زعلان عليك مش منك كنت عاوز أساعدك..

رد نادر بإمتنان ومازحه قائلاً: إعتبر إنك ساعدتني خلاص أردهالك كده لما تتزنق يارب، ليقع نظر جود على الباب وعندما رأي من جاء هتف وهو يفصل العناق: شكل الزنقه جت بسرعه..
إلتفت نادر خلفه فقطب حاجبيه محدقا بجود بإستفهام ليهز الاخر كتفيه بعدم معرفه فتقدم ذالك الضابط الذي كان يرتدي زيه الرسمي وتحدث بجمود كعادته: إنت جود الجرحاوي؟!، أومأ له فتابع: معانا أمر بالقبض عليك إنت متهم بقتل دكتور محروس..

نظر جود حوله وأشر على نفسه معيداً بتعجب: أنا؟
أومأ له فتابع جود: محروس مين هو في دكتور أسمه محروس برضه؟!
رد عليه متهكماً: إنت هتهزر؟!
فتحدث جود بجديه: لا مش بهزر معرفش حد بالأسم ده أصلاً ومعنديش صحاب دكاتره!
فرد عليه ساخراً: وهو كل إللي بيقتل بيقتل صحابه برضه؟!
أومأ جود موافقاً: عندك حق بس أنا معرفهوش تمام.

فتحدث بجمود: ده الدكتور إللي جريت وراه إمبارح تحب أفكرك بحاجه أكتر من كده؟! لقيناه مدبوح في صيدليه خاصه في المستشفي..
إبتسم جود متذكراً: أه أه الدكتور ده أيوا أنا جريت وراه كنت بخوفه عشان مراتي كانت بتولد ولقيته خرج وقالي فوشي إنها ماتت وبعدين طلعت مش هي بس ده إللي حصل..
ليعقد الضابط يده أمام صدره وأعاد: وليه متقولش إنه لما قال كده حبيت تنتقم منه عشان بتحب مراتك جداً وهو رعبك لما قال كده!

تحدث جود ومازال يبتسم وكأنه غير مدرك لما يحدث: تمام معاك حق بحبها ووقفلي قلبي بس مش لدرجه إني أقتله وقدام الناس إللي شافتني بجري وراه يعني؟ وبعدين مراتي لسه والده أقتل إزاي؟!
فتسائل الضابط بتهكم: وده علاقته إيه بإنك تبقي مجرم وقاتل؟!
تحدث جود موافقاً: عندك حق أنا جي معاك يلا..
لكن نادر أمسكه وهتف بتعجب: إنت رايح فين ي مجنون إنت؟!

تحدث جود ببرود: أعمل إيه يعني لما أجادل معاه هيبطل يتهمني؟! متقولش لحد أنا بعت رساله لماما وزمانها جيه محدش يقلقها وخليك معاها لحد م ماما تيجي، ثم نظر إلى نوران التي تبكي وهتف بحزن من أعماقه: كان نفسي أبقي معاكي ونختار أسمها سوي..

وترك الغرفه وغادر لتشهق متابعه بكائها فهرول إليها نادر الذي يحاول إستيعاب ماحدث منذ ثوانِ فحمل منها الطفله برفق فابتسم وقبلها عندما رأها وأدرك الان لما لارا بكت ولما تصر على الإنجاب فهذا الشعور يستحق ذالك العناء فهي معها حق ربما سيشعر بالنقص بينهم إن لم يكن شعر به الان..
تحدث بتذمر للمره الألف وهي تهز جسده: على إصحي بقي مش قولت عندك إجتماع مهم ولو الدنيا إتشقلبت لازم أصحيك؟!

شهقت عندما وجدته يعانقها مدثرها معه بالفراش وهتف بتثاقل: قولت لما تتشقلب هي لسه متشقلبتش
تملصت من بين يديه وهي تنظر له بإنزعاج: إوعي ي على إنت مخادع
وجدت جسده يهتز فرفعت الغطاء فوجدته يضحك عليها فضربته بغيظ وهتفت بضيق: إصحي بقي ي على إيه ده
عانقها مجدداً وهو يقبل نحرها بنعومه: مش هنزل تعبان ممكن تستضفيني النهارده؟!
إبتسمت بنعومة ممرره يدها على ذقنه ثم قبلت شفتيه بسطحيه: إنت تنورني ي عمري بحبك..

إبتسم بنعاس ثم قلبها على الفراش وإنحني مقبلاً شفتيها بنعومه لتحرك يدها رافعه كنزته حتى خلعها وألقاها بعيداً وعاد لتقبيلها مجدداً وقبل أن يأخذ خطوه أخرى وجد باب الغرفه فتح فجأه فاستمع لشهقتين شهقه ساره بخجل ومها التي تفاجأت وهتفت بتلعثم: أأأأن، أنا أنا رايحه الجامعه وأغلقت الباب وركضت للخارج دون أن تنظر خلفها..
بينما هو إبتسم بمكر وإنحني يقبلها مجدداً فأوقفته بخجل: حد هيدخل تاني..

لكنه هتف بعبث معاوداً تقبيلها: محدش هيدخل تاني..
وصلت مها للجامعه ومازالت متوتره وكلما تذكرتهم تلعن على بسرها فهي بريئه لرؤيه تلك الأشياء ووسط شرودها إرتطمت بشخص ومن تفاجأها صرخت بذعر جعلت شهاب يرفع حاجبيه وهتف بتعجب: مجنونه
وتركها متصنمه وذهب لتضع يدها على وجهها بإحراج وهتفت بخجل وهي تتحرك للداخل: ي كسوفي..

كانت سجى نائمه بعمق فالجميع تم إقلاقه أمس بسبب جود المزعج وبالنهايه قام بطردهم الفجر من المستشفي فهو صديق مثالي..
فتحت عينها بتثاقل على صوت شيء يوضع بجانبها ورائحه طيبه فوجدت لارا تضع لها الطعام على الكومود فشعرت بالجوع فجأه وإبتلعت ريقها فهي بالعاده لا تتناول الإفطار بسبب كسلها وعدم تمكنها من صنعه الطعام..
فابتسمت لها لارا وربتت على خصلاتها برقه: صباح الخير..
ردت عليها بهدوء: صباح النور عامله إيه؟!

إبتسمت لارا بنعومه: أنا الحمد الله كويسه وبخير يلا كل إنتي بقي عشان البيبي..

أومأت لها سجى وهي تبتسم وبدأت بتناول الطعام بهدوء، وبعد إنتهائها وجلوسها صامته قليلاً تحدثت لارا لتقطع ذالك الصمت فأردفت بهدوء كي تستعطفها قليلاً: أنا مش هقولك سامحيه عشان كذب عليكم كلكم حتى لو كذب عليهم همه مينفعش يكذب عليكي إنتي بس هقولك أعذريه عشان إنتي متحتطيش ف مكانه، وشوفتي أغلي إنسان ف حياتك بيموت بين إديكي وإنتي مش قادره تعملي حاجه كان لازم يخبي الفتره دي كان لازم يخبي!.

وتركت الغرفه وغادرت تاركتاً إياها تفكر وحدها..

وتوجهت هي للأسفل وجلست قليلاً بغرفه الجلوس محتضنه الوساده تفكر بشرود ثم إبتسمت متذكره نادر فأمسكت الهاتف وظلت تهاتفه لكنه لم يرد عليها فأعادت الكره مراراً وتكرارً لكنه لم يرد عليها وهذا جعلها تقلق فبعثت له رساله أنها ستخرج قليلاً ثم كتبت ملامحظه وتركتها على الثلاجه كي تراها سجى إن إهتمت وصعدت للأعلي وإرتدت ملابسها بهدوء ونزلت للأسفل متوجه للباب لكنها توقفت وعادت أدراجها لغرفه الجلوس بسبب شعورها بشيء سيء سيحدث فظلت جالسه لبعض الوقت تفكر بإنزعاج حتى حزمت أمرها وتوجهت للباب وفتحته وهي تزفر لتتوسع عينها بذعر وتمنت لو أنها لم تفتحته فدفعت الباب بقوه تغلقه لكن ذالك الحارس الشخصي الذي تعرفه جيد وتعلم أنه يعمل لدي زوجها السابق دفع الباب بقوه جعلها ترتد للخلف فظلت تعود بخطواتها للخلف أكثر بخوف وهي تنظر له بترجي أن يتركها لكنه ظل يتقدم فركضت لكنه ركض خلفها وأمسكها قبل أن تهرب حركت شفتيها لتصرخ لكنه أخرج منديلاً ممزوج بمخدر ووضعه على أنفها بقوه جعلها تستنشقه عنوه حتى إستقر جسدها دون حراك فألقي المنديل الورقياً أرضاً ثم حملها على كتفيه وإنحني وأخذ هاتفها وأغلق الباب خلفه وذهب..

فتحت عينها بتثاقل لتتثائب وهي تمط ذراعها بنعومة لتشعر بتلك الأنامل تعبث بشعرها بنعومة فرفعت رأسها ناظره إلى حبيبها المتيقظ ويتأملها كعادته فهتفت برقه وهي تدفن رأسها برقبته: صباح الخير
إبتسم مداعباً وجنتها بنعومه وهتف ببحه رجوليه: صباح الجمال..

فتابعت بإبتسامة فهي إفتقدت لهذا بشده: صباح كل حاجه حلوه، دفن رأسه بخصلاتها يستنشقها بإنتشاء بينما هي كانت تداعب ذقنه بيدها قبل أن تحرك رأسها وبادرت بتقبيله فدفن يده بشعرها مقرباً رأسها منه مبادلاً إياها قبلتها بحب ولهفه وشوق وقبل أن ينجرفوا بمشاعرهم توقف وأبعدها عنه لتتأكد هي من شكوكها بهذا الوقت فهو أصبح يتجنب النظر لعينها منذ فتره وحديثة أصبح قليل ويضع حدوداً بينهما وكأنها خطيبته ولايريد أن يخطأ معها وليست زوجته! وهي تريد تفسير لما يحدث فهي تعافت وأصبحت بخير لكن علاقتهم ليست بخير..

إعتدلت جالسه على الفراش وتحدثت بهدوء: فراس أنا عاوزه أتكلم معاك شويه ينفع؟!
ربما قد علم ماذا تريد فهو نفسه لاحظ تغيره وهذا يدايقه ولا يحبه لكن ليس بيده شيء يفعله!
إبتسم بحنان وأبعد خصلاتها خلف أذنها: ينفع طبعاً..
همت بالتحدث لكن قاطعها رنين هاتفه فصمتت ليلتقط الهاتف ثم كتمه وأعاد نظره لها مبتسماً ووضع راحه يده تحت ذقنه منتظراً أن تتحدث وأردف بإبتسامه: يلا إبدئي حضرتك..

إبتسمت له ثم تحولت تلك الإبتسامه إلى عبوس وهي تتحدث واضعه يدها على وجنته: مالك يحبيبي متغير ليه؟! دي مش طبيعتك!
إبتسم مقبلاً راحة يدها: أنا كويس جداً مفيش أي حاجه، هزت رأسها نافيه ثم تسائلت: طيب ليه بتبعد عني إنت مش عايزني؟!
هذا جعله يضحك وتسائل وهو يبتسم: إنتي بتقولي إيه؟ بتهزري! المفروض إني أسألك السؤال ده إنتي إللي عايزاني؟!
ردت عليه بعدم رضي: وإيه إللي يخليك تقول كده؟

هز كتفيه وأردف: وإنتي إيه إللي يخليكي تقولي كده؟
تنهدت وهتفت بضيق: أنا إللي سألتك الأول متجاوبش على سؤالي بسؤال..
إبتسم وقرص وجنتها: طيب عايزه تعرفي إيه وهقولك
هتفت بحزن: متغير ليه بس؟!
أمسك يديها الاثنان بين يداه وتحدث بهدوء: ألين إنتي دلوقتي خفيتي وبقيتي كويسه ولازم نتكلم ونقرر لو كنا هنكمل مع بعض ولا لا..

نزعت يدها من يده وهتفت بإستنكار وهي على وشك البكاء: بعد كل ده ولسه بتفكر إن كنا هنكمل مع بعض ولا لا؟، ثم إبتسمت بسخرية وسقطت دموعها وتابعت بحزن: إنت رجعتلي شفقه مش كده؟! مش بتحبني مش عايزني كل حاجه كانت كذب مش هتفضل معايا..
لكنه كوب جهها بين يداه واردف بنبره متألمه: وليه متقوليش إنك إنتي إللي مش عايزاني!

هزت رأسها بنفي وهتفت بإعتراض: لا مش مظبوط أنا مقول، لتتوقف عن الحديث متذكره أخر حديث دار بينهم قبل دخولها المستشفي: بس أنا مش عاوزه مش هقدر أكمل تاني تعبت ومعنديش طاقه أبدأ من جديد؟! أنا بجد تعبانه ومش عاوزه حاجه من الحياه تاني كفايه، ماهي المشكله إني مختش حاجه غير العذاب يمكن لما أموت أرتاح مش عاوزني أرتاح، فراس إفهم أنا إدمرت ومنفعش أبدأ من جديد أنا منفعش في حاجه أنا إتكسرت وبقيت غير قابله للتصليح أنا إتجرحت ومحدش هيقدر يداويني، يعني مش عاوزه أعيش ولا عاوزه أتعالج عرفت وسبوني ف حالي بقي سبوني، أنا مش عاوزه أتعالج مش عاوزه أتعالج، ومن إمتي عملت حاجه بمزاجي، عارف إن مفيش حاجه ممكن تغفرلي إللي عملته بس هقضي إللي باقي من عمري أعوضك عن كل إللي حصل؟! وأنا مش عاوزه!، توقفت عن الحديث وتلك الكلمات ترن بأذنها فهي لم تكن تعني هذا بالمعني الحرفي له!

لهذا كوبت وجهه بيدها وتحدثت بهستيريا وهي تبرر حديثه بينما تبكي: فراس أنا أنا مكنتش أقصد الكلام ده إنت عارف كده كويس وعارف إني بحبك بس أنا كنت تعبانه أوي ومكنتش بفكر غير في الموت في الوقت ده صدقني مش من قلبي أنا مقدرش أعيش من غيرك وإنت عارف كده كويس كل الكلام ده مالهوش لازمه مش معني إني قلته إني هنفذه ده كلام كلام ي فراس..

وضع يده على يدها يهدئها بحنان: ألين أنا مش بلومك إنتي مقولتيش حاجه غلط أنا فعلاً بجبرك على كل حاجه حتى لبسك..
رفعت رأسه بيدها لينظر لها: بس ببقي موافقه مش غظبن عني ببقي راضيه إنت جوزي وحبيبي ولازم أسمع كلامك إنت مش هتأذيني!.
إبتسم بحزن ومرر يده على وجنتها: بس ضربتك ي ألين عارفه يعني إيه أضربك..
تحدثت مبرره كي لا يحزن نفسه: كان غظبن عنك مكنتش عارف الحقيقه..

أردف معاتباً بحزن وهو ينظر بعينها مباشرة يبحث عن لوم له عتاب حزن لكنه لايجد سوي الحب: هتفضلي تسامحيني لحد إمتي؟!
كوبت وجهه بيدها وهتفت بحنان: لحد أخر يوم ف عمري القلب إللي بيحب بيسامح وأنا مش بحبك بس أنا بعشقك وبموت فيك إنت حياتي إنت كل حاجه
تابع بحزن: بس هيجيلك يوم وهتزهقي من غلطي ف حقك..
إبتسمت وهي تطوق عنقه بيدها: هتغلط وهزعل وهستناك عشان تصالحني..

تحدث بنبره مترجيه: ألين أنا مش عاوز أجبرك على حاجه أي حاجه مش عاوز وعمري مهسيبك بس مش هجبرك إنك تفضلي معايا أنا خايف خايف تتعبي تاني ومتقوليش عشان مش عايزاني ف حياتك ونكتشف في الأخر بعد فوات الاوان إنك تبعدي وتبقي كويسه أهون من إنك تفضلي معايا وتسبيني في الأخر ومقدرش أشوفك تاني مقدرش..

تأوهت بألم بسبب حالته وعانقته بقوه ليتشبث بها بقوه فتحدث وهي تبكي: أنا عمري مهخبي عليك حاجه ثانيه صدقني مش هخبي عنك حاجه ثانيه بس لازم تعذرني دي كانت أسوء فتره عدت عليا في حياتي خسرتك وخسرت نفسي وخسرت إبني وخسرت علتي كل حاجه مرت عليا مكنتش بتخليني أفكر غير إني تعبت ومش عايزه أعيش تاني مش بإيدي أنا أضعف من إني أتحمل كل ده لوحدي بس لو إنت كنت معايا كنت هتهون عليا كتير بس خسارتك كانت أكتر حاجه كسراني ومخلياني مستسلمه لأي حاجه تحصلي بس من النهاردة كل ده هيتغير إنت معايا وأنا معاك ومش هسيبك تاني مش هسيبك..

فصل العناق ومحي دموعها بإبهامه وهتف أمام شفتيها بهيام: بحبك..
داعب أنفها بأنفه وهي تبتسم: وأنا بموت في، أصمتها عندما إلتقط شفتيها يقبلها بقوه ورقه يروي ظمأه فهو إشتاق لها حد الجحيم..
فصل قبلته عندما شعر بإحتياجها للهواء وسماع رنين هاتفه بإصرار فأغلقه وألقاه بعيداً ثم عاد لتقبيلها مجدداً ليغيبي معاً بعالمهم الخاص تحت غيمه الحب..

وبعد الكثير من الوقت كانت نائمه بعمق على صدره بينما هو لم يتوقف عن اللعب بشعرها ومداعبه وجنتها برقه حتى سمع رنين هاتفها هو الأخر فزفر بضيق وتحرك بتمهل كي لايوقظها فوجده رقم مجهول كاد يغلقه لكنه قام بالرد ليرفع حاجبيه بتعجب عندما الصوت الأخر فتحدث بتعجب: جو، لكنه صمت عندما حذره: هش متقولش إسمي كويس إنك إنت إللي رديت أنا إتقبض عليا!

إنتصب جالساً بقلق ولم ينتبه لتلك الرأس التي سقطت على الوساده وقد إستيقظت بخضه فنظر لها بأسف وربت على شعرها وجعلها تعود للإستلقاء مجدداً وهو يهمهم لجود مستمعاً مايقصه عليه حتى تنهد بنهايه المكالمه وأغلق ثم حذف الرقم ووضعه مكانه مجدداً دون أن تنتبه ألين أنه هاتفها وإنحني مربتاً على وجنتها بنعومة فانفرجت عينها لتتبين زرقاوتيها الناعسه لتتسع إبتسامته فاقترب وقبل عينها برقه فابتسمت بنعومة وتسائلت بعبوس: هتخرج وتسبني صح؟!

تنهد بحزن: غظبن عني والله ي حبيبتي في واحد حمار شغال معايا في الشغل إتقبض عليه ولازم أروح أشوف هيحصل إيه؟! وبعدين مش هسيبك هوديكي عند ماما وهجيبك وأنا جي، أنا هنزل الحمام إللي تحت وإنتي خليكي هنا، أومأت وهي تراقبه يتحرك فلم تستطع منع نفسها فتحدثت: فراس متيجي، لكنها تراجعت وصمتت مرجعه خصلاتها خلف أذنها بتوتر ليبتسم بمكر ثم إقترب من الفراش وحسها على التكمله: كملي كنتي بتقولي إيه؟!

حكت مأخره رأسها بإحراج: ولا حاجه خلاص ي حبيبي، لكنه قطب حاجبيه وأردف مقترحاً بعبث: يعني مثلاً مكنتيش هتقولي متيجي ناخد حمام سوي شاور كده يعني؟!، وراقص حاجبيه في أخر حديثة لتضحك برقه ثم قوست شفتيها بتفكير وهتفت وهي تغمزه: إيه رأيك بقي؟!
إبتسم وهو يقترب وحملها بين يداه فجأه لتحاوط عنقه كرده فعل وهي ترمش فهتف أمام شفتيها: ده يوم المني، لوحت بقدمها في الهواء بخجل وتذمرت بلطافه: فراس..

رد مستنكراً: فراس إيه هو إنتي تجريني لقله الأدب وبعدين تقوليلي إنت قليل الأدب!
بررت ببرائه: إنت إللي تفكيرك مش سليم وفكرت إن أنا هقولك كده معئني كنت هقولك متجيب بوسه!
رفع حاجبيه وتسائل: بجد؟!.
أومأت ببرائه فابتسم بمكر وأردف: غالي والطلب رخيص، وإنحني مقبلاً شفتيها ولم يفصلها حتى وصل لدوره المياه وولج للداخل وأغلق الباب خلفه..

كان يقود السيارة بهدوء وإبتسامه هادئه تعتلي ثغره وهو يراقب ألين بجانب عينه كل برهه وأخري بسبب سعادتها البينه لكن إبتسامته إختفت عندما وجدها أخرجت الهاتف وهتفت بهدوء: أنا هكلم جود عشان..
قاطعها وهو يبتسم بتوتر كي لاتلاحظ: ليه دلوقتي محتاجه حاجه؟!
إبتسمت وتحدثت بحماس: عاوزه أروح المستشفي عشان ألعب مع، صمتت قاطبه حاجبيها وتابعت بتعجب: هو هيسميها إيه؟!

أخذ فراس نفساً هادئاً ورد عليها بهدوء: مش عارف بس بصي متتصلييش بجود دلوقتي وأنا هخلص المشوار ده وهجيلك ونعمله مفجأه..
أومأت بسعاده وهتفت: وأنا هفكر ف إسم لحد متيجي..

قرص وجنتها وهو يبتسم: شطوره، وعاد للقياده مجدداً بهدوء حتى وصل لمنزل والده فترجل سريعاً ثم ساعدها بالنزول وسار معها لمدخل البيت ووضع إصبعه على الجرس حتى فتحت والدته بملامح منزعجه لكنها تبدلت سريعاً عندما شهقت بسعاده: ألين، ومن دون سبق إنظار جزبتها لأحضانها معانقتاً إياها بحنان تحت إبتسامه فراس ففصلت العناق وكوبت وجهها بين يديها متسائله بحنان: إنتي كويسه ي حبيبتي..

أومأت ألين وهي تبتسم بسعاده لذالك الأستقبال الحافل: أنا الحمد الله ي ماما كويسه وبقيت كويسه أكتر لما شوفتك..
فابتسمت هاله وعانقتها مجدداً بحنان فتذمر فراس بضيق: هو أنا شفاف ولا إيه؟!
إبتسمت والدته ثم عانقته بحنان وقبلته: عامل إيه ي حبيبي.

تحدث بدراميه مقلداً ألين: أنا الحمد الله ي ماما كويس وبقيت كويس أكتر لما شوفتك، ضربته ألين بغيظ بينما والدته جحدته بنظرات منزعجه فرفع يده وهتف: خلاص خلاص أنا ماشي أصلاً خلي بالك منها ي ماما وخليها تاكل..
أومأت بابتسامه معقبه على حديثه: دي ف عنيا من غير متقول، فأضاف: وتبقوا سليمولي على نور كتير لحد ماجي يلا مع السلامة..

تبسمت هاله بوجهه بحنان فسعادتها برؤيتهم مبتسمون وسعداء معاً كفيله بجعلها تسعد طوال حياتها فالشهور السابقه كانت سيئه كثيراً وهذا كان له أثراً سيئاً على الجميع لكن الان كل شيءٍ قد إنتهي المعاناه والحزن والألم أو هذا ماظنته..
إبتسم بعبث قبل أن يحاوط خصرها ويقربها له بحميميه وهتف أمام شفتيها بحراره: مدخلتيش ليه؟!
إبتسمت وهي تمرر يدها على ذقنه بنعومه: هتمشي من غير متسلم عليا؟.

داعب أنفه بأنفها بنعومة: هو أنا أقدر!، فقبل شفتيها برقه ثم جبهتها بحنان وأوصاها برجاء: خلي بالك من نفسك هاا؟، أومأت وهي تبتسم وعانقته هاتفه بحزن: متتأخرش عليا..
إبتسم معيداً شعرها خلف أذنها بنعومه وهتف: حاضر مش هتأخر مع السلامه، وتركها وأستقل السياره بهدوء فتمتمت بإبتسامه عاشقه وهي تراقب إبتعاده: مع السلامة..

أغلقت الباب ثم توجهت للداخل وهي تحرك رأسها يميناً ويساراً بالأرجاء تبحث عنهم حتى هتفت عندما إلتقط نظرها هاله التي تقف بالمطبخ: هي فين نور؟!
هتفت وهي تحضر الطعام: هتلاقيها نازله دلوقتي..

بالتأكيد سيتسائل الجميع سبب سؤال ألين عن نور ف بألتأكيد لايعلم أحداً أنهم أصبحوا أصدقاءاً الان فالفتره الأخيره كانت نور تزورها دائماً وكانت تظل معها معظم الأوقات وعندما تعجبت من صمتها الدائم تسائلت وقد علمت ماحدث معها وهذا لم يجعلها سوي تندم على تسرعها لأنها ظنت بها ذالك الظن السيء وبأنها ستأخذ فراس منها وهذا ليس صحيحاً..

حاولت ألين أن تساعدها وتخفف عنها عندما علمت لكنها كانت مريضه وذابله والان أصبحت بخير فلا مانع من أن تساندها كما كانت تفعل هي بالفتره الأخيره معها..
تحدثت بفاه ممتلئ: كفايه ي ماما شبعت شبعت..
تحدثت هاله وهي تضع الطعام بفمها عنوه: لا مش كفايه كلي عشان إنتي مهمله ف أكلك..

تذمرت ألين قاطبه حاجبيها: أنا شبعت صدقيني كفايه كده قوللها حاجه ي نور، إبتسمت نور وهي تأشر ل هاله بأن تستمر بإطعامها فتذمرت أكثر متحدثه برجاء: والله شبعت هنفجر خلاص..

تركت الطعام متحدثه بإستسلام: خلاص هعملك عصير، كادت ألين تعترض لكنها تركت الطعام وذهبت تفعله من أجلها فابتسمت برقه فمن ستجد الدلال ولن تتدلل فهي تحبها وتعتبرها كوالدتها تماماً وتفكيرها جعلها تتذكر والدها وكيف أهانها وقام بطردها ولم يشفق عليها حتى وهذا جعل إحدي دموعها تتساقط فمحتها سريعاً قبل أن يراها أحد ولكن نور قد رأتها فأمسكت يدها وهي تنظر لها بقلق فابتسمت ألين وربتت على يدها وتحدثت وهي تقف: أنا كويسه هطلع أرتاح فوق شويه، أومأت لها بهدوء وتابعتها وهي تصعد حتى إختفت عن وقع أنظارها..

=: وإنت مين إنت إنشاء الله؟!
تحدث جود وهو يأشر على فراس: ده جوز أختي المحقق كونان..
نظر له فراس بدون تعبير وتحدث بإزدراء: أنا غلطان إني عاوز أثبت برائتك..
تحدث جود بثقه وهو يسند ظهره علب المقعد: ومين قلك إني مش هخرج أنا بس محبتش أعمل شوشره..
تحدث الضابط بفراغ صبر: شكلك حبيت القاعده هنا وحشك البورش مش كده؟!
إعتدل جود بجلسته وتسائل: إنت عرفت منين إني كنت هنا مش إنت إللي كنت هنا لما جيت!

تحدث الاخر بسخريه: إتنقل عشان عرفنا إنه مخليها كوسه وبيحبس الناس على مزاجه..
تحدث جود مبرراً: لا مكنتش كوسه هو بس عارف المحترمين من المجرمين عنده نظر بمعني أصح مش ليعمل شغله وخلاص لا بيدور على الحق..
ضحك الضابط وعقد يديه أمام صدره: بتلقح عليا مش كده؟!

كاد جود يرد لكنهم سمعوا ضجه خارجاً ثم فتح الباب على مصرعيه ودلفت إمرأه تركض بخوف ممسكه إحدي ذراعيها الذي ينزف وتحدثت بخوف: إلحقني ي بيه جوزي عايز يموتني وبيجري ورايا بالسكينة..

صرخ بهم بالخارج: في إيه وإنتي جوزك عايز يموتك ليه؟!، وقبل أن تتحدث وجدته دلف للغرفه وهو يلهث باحثاً عنها ممسكاً بالمديه بيده فركض إتجاهها عندما وقعت عينه عليها لكن الشرطي أمسكه وقيد حركته بقوه فتحدث فراس بتعجب وهو ينظر له: مش ده الراجل إللي مراته ماتت في المستشفي؟!.
نظر له جود قاطباً حاجبيه يفكر فأعاد عليه فراس: بس دي بتقول جوزها؟!
فكر فراس قليلاً وهو يحدق بهم ثم سئل جود: هو الدكتور إتقتل إزاي؟!

تأفف جود وهتف بضيق: إتدبح أسكت بقي
صاح فراس فجأه بعد تفكير دام خمس دقائق: هو ده ده الراجل إللي قتل الدكتور في المستشفي..
نظر له جود بتعجب بينما الضابط تحدث بسخريه: هو عشان تخرجه تظلم واحد تاني؟!
تحدث فراس بإنفعال: مش ظلم ده كان هيقتل مراته مش بيحبها وفرح لما الدكتور قاله إنها ماتت ولما طلعت عايشه قتلته و دلوقتي هيقتلها..

إلتفت الجميع يحدق بالرجل فابتسم بمرض وهتف بعدم إهتمام: بس تعبني أوي فضل يقاوم كتير بس مسبتهوش برضه..
تحدث جود بتفاجئ: إنت إللي قتلته؟! ليه للدرجادي بتكره مراتك كانت بتطفي السجاير ف ورا، قاطعه الضابط بعصبيه: أسكت وبطل كلام وإنت الثاني قعدهولي هنا قعدتنا لسه مطوله..
تحدثت المرأه برجاء: أرجوك ي بيه مترجعوش إديله إعدام ده مريض ميستاهلش...

زفر الضابط وتحدث بهدوء: طيب روحي ولا شوفي الجرح ده هتعملي فيه إيه؟!
أومأت بإمتنان وذهبت فابتسم فراس وصفع جود بسعاده وكأنه يخبره أنه سيخرج فهتف جود كي يغيظه: كنت هخرج كده كده فرحان كده ليه؟!
هتف فراس بسخط: ده إنت بارد ومعندكش دم
ضحك ثم هتف وهو يفكر: عارف أنا إكتشفت إيه النهارده؟!
تسائل فراس: إيه؟!
تحدث جود وهو يبتسم: بنتي طلعت فقر دنا هذلها لما تكبر ذل ياه..

ضحك فراس وهو يهز رأسه فسئله جود: أسميها إيه بقي فقريه ولا إيه دي؟!
أكمل فراس ضحكه ثم قال: ألين سميها ألين..
نظر له جود بسخرية: لا الجو ده مش عندي سميها إنت
هتف فراس وهو يهز كتفيه: ومين قلك إني مش هسميها..
تحدث جود بتعجب: بجد هتسمي بنتك ألين!
هز فراس رأسه وهتف بإبتسامه: هيبقي عندي إثنين ألين إنت متخيل؟!
هز جود رأسه وهتف بتشويش: متخيل متخيل بس برضه أسميها إيه ده زمان نوران عامله مندبه في المستشفي!.

=: ي حبيبتي إهدي إنشاء الله هيبقي كويس متقلقيش
شهقت نوران وهي تبكي بحرقه: أهدي إزاي ده واحد إتقتل ي ماما إتقتل..
هتفت باسمه برجاء: هيرجع إنشاء الله بس إنتي إهدي وخدي بنتك ف حضك بتعيط حرام عليكي كده
لكنها تحدثت بحرقه مستمره في البكاء: أنا عاوزه جود ي ماما عاوزه جود..

تحدث نادر بأسف وهو يراقب حالتها: أسف بس هتطر أخلي حد يجي يديها مهدأ، وترك الغرفه وغادر يبحث عن ممرضه حتى وجدها وبعثها للغرفه ثم وقف قليلاً بالخارج وأخرج الهاتف بإبتسامة كي يهاتف لارا لكنه وجد الهاتف مغلق فقطب حاجبيه معيداً الإتصال لكن وجده مغلق مجدداً فأعاد مره وإثنان وثلاثة لكن لاشيء وهذا أقلقه وقبل أن يغلق الهاتف قرأ رسالتها القائله بها أنها ستذهب للتسوق قليلاً وهذا جعله يتعجب أكثر فهي تهاتفه عند طلب تلك أشياء ولم تكن تبعث رساله وهذا جعله يفكر قليلاً لكن صوت ثوران نوران بسبب رفضها المهدء جعله يذهب للداخل ركضاً لكنه وصل متأخراً فهي كانت قد بدأت تغفي بالفعل..

كان الليل قد حل فتوقفت سيارة فراس أمام المشفي كي يترجل جود فاقترح على فراس: متيجي تطلع شويه؟
تحدث فراس وهو ينظر بساعه يده: لا كده كده هنيجي عشان ألين عايزه تيجي أشوفك بكره بقي، أومأ جود وذهب لكن فراس اوقفه عندما قال: إعقل بقي إنت بقيت أب دلوقتي..
إبتسم جود وهز كتفيه ببرائه: هو أنا بعمل حاجه!

وتركه وذهب للداخل متوجهاً لغرغه نوران بسعاده لكنها تحولت لإحباط عندما وجدها نائمه فهتف بهمس يسمع والدتها فقط: هي عامه إيه دلوقتي؟!
إلتفتت باسمه بسبب صوته الذي ميزته بسهوله فاتسعت إبتسامتها وركضت له وعانقته بقوه وحنان أم: الحمد الله إنك كويس، وقبل أن تكمل تحدث كي يطمئنها: أنا والله كويس جداً المهم دلوقتي، وأمسك يدها وجلسوا على الأريكه معاً فتسائل وهو يبتسم: نسميها إيه؟!

إبتسمت بحنان ثم عانقته مجدداً: الحمد الله إنك كويس قلقتني عليك ونوران كانت منهاره..
تنهد بحزن: أعمل إيه حفيدتك طلعت فقر هسميها فقريه..
ضحكت وضربته بخفه: متقولش كده عليها..
رفع حاجبيه: إيه ده من دلوقتي بقيتي ف صفها!
إبتسمت بحنان وهي تحدق بالصغيره النائمة: أيوه دي حبيبه قلبي من دلوقتي..
هتفت هاله بضجر وهي تتقدم كي تفتح الباب: ثواني ثواني في إيه، فراس إنت طفل نزل إيدك من على الجرس الله..

لكنه إبتسم ولم يتوقف حتى هتفت بضيق: هتصحي ألين كده، أنزل يده سريعاً لتضحك عليه فظن أنها تكذب فضغط عليه مجدداً فجزبته من شعره بغيظ جعلته يتأوه بألم وأدخلته وأغلقت الباب..
تحدث بضجر وهو يمسد رأسه: بقي كده عايزه توقعيلي شعري؟ إنتي غيرانه منه مش كده أيوه غيرانه..

هزت رأسها بقله حيله وجلست على الأريكه بجانب نور التي كانت تضحك فابتسم عندما رأها وتقدم فاتحاً يديه على مصرعيهما: نور حبيبه قلبي، وعانقها بسعاده فابتسمت وهي تبادله العناق حتى فصله وسأل والدته بتوجس: هي ألين نايمه بجد؟!، أومأت
فضحك وقال: خلاص هحضن براحتي بقي تعالي ي نور..

رفعت هاله حاجبيها: بقي كده أنا رايحه أصحيها، وتحركت لتذهب لكنه وقف سريعا وأمسك يدها: مالك قفوشه كده ليه أنا طلعلها بنفسي حب عمري دي إرتاحي إنتي عشان العصعوصه..
فألقت عليه الوساده بغيظ بينما هو ركض: عصعوصه إيه ي عجوز إنت..

أكمل ركضه وهو يضحك حتى توقف أمام غرفته وفتحها بهدوء فوجدها تغفي بعرض الفراش تعانق إحدي قمصانه فابتسم وأغلق الباب بهدوء ثم خلع حذائه وإستلقي بجانبها وتوسد يده وظل يتأملها بإبتسامه حتى تقلبت للجانب الأخر فقطب حاجبيه بإنزعاج ووضع يده تحت خصرها وأعادها مجدداً فهمهمت بإنزعاج وتقلبت مجدداً فزفر ووقف كي يمر من فوقها يذهب للإتجاه الاخر فوجدها فتحت عينها وهي ترمش محدقه به وهو يقف هكذا..

فابتسم وعاد لمكانه مجدداً بهدوء وكأنها لا تراه فتحدثت بنعاس: فراس..
حذبها لأحضانه لتستكين على صدره وهتف بحنان: عيوني، لكنها لم ترد بل غفيت مجدداً..
=: سجى سجى سجى، نزلت سجى من فوق ويبدو على وجهها أثار الإنزعاج والنوم فعقدت يديها أمام صدرها محدقه بنادر بإقتضاب منتظره أن يتحدث..
هتف بأسف: أسف لو صحيتك بس مش لاقي لارا متعرفيش راحت فين؟!

هزت رأسها بنفي ثم أشرت على المطبخ: سبتلي ورقه على التلاجه قالت هتروح تشتري شويه حجات..
فتسائل نادر: من إمتي؟!
مررت يدها بشعرها بقوه: من الصبح تقريباً..
فتحدث بقلق: وبعتتلي رساله بس دي مش من عادتها وكمان متستاهلش كل التأخير ده!

كادت تتحدث وتوبخه لكنها وجدته ينحني أرضاً ممسكاً بمنديلاً ورقياً وملامحه لا تفسر فهتف بإسمها بتفكير: تعالي ي سجى، نزلت الدرج وهي تتأفف ووقفت أمامه وتحدثت بإزدراء: هتبقي كويسه أكيد قبلت صحبتها ولا حاجه ودلوقتي معاه، إنت بتبصلي كده ليه؟!

هتف برجاء: متزعليش مني، وقبل أن تتحدث حاوط خصرها ووضع المنديل على أنفها عنوه تحت مقاومتها لكنها لم تصمد كثيراً حتى فقدت الوعي، فأبعده عن أنفها وقبض عليه بقوه وهو يتوعد لمن فعل ب لارا هذا وألقاه أرضاً فهو علم الان ماحدث معها ويعلم أين سيجدها، حمل سجى ووضعها على الأريكه بهدوء ثم غادر المنزل..
جاء صباح يومٍ جديد..

فتحت سجى عينها بتثاقل وإعتدلت بجلستها محاوله تذكر ماحدث أمس حتى رأت المنديل ساقطاً أمام قدمها فالتقطه وهي تهتف بتعجب: إيه ده؟! ووضعته على أنفها تستنشقه حتى تذكرت ماحدث أمس فتوسعت عينها وقبل أن تبعده عن أنفها وتبدر عنها أي رده فعل فقدت الوعي ونامت مكانها مجدداً..
بينما نادر كان يقف أمام أحد المخازن ومعه رجاله منذ أمس فهو متأكد أنها هنا لكن مالايفهمه من إختطفها وزوجها السابق بالسجن من فعل إذاً؟!

فتح المخزن وخرج منه ذالك الحارس وتحدث بهدوء: هي معايا لو عايزها إدخلها ولوحدك وخلي دول يمشوا، وأشر على رجاله..
أومأ نادر وأشر لهم أن يبتعدوا ودلف دون تفكير وبعد أن تخطي الباب وإبتعد عن أنظار رجاله وجد من يباغته بضربه على رأسه أفقدته الوعي، لكن ما لا يعلمه الأشخاص هنا أنه قد أوصي رجاله أن يبتعدوا لوقتٍ معين وليس دائماً..

توقف أمام الملجأ يلهث مثل كل يوم بعد إنتهائه من رياضته ظل واقفاً يفكر فهو أمس بعدما ترك والده ذهب من هنا نهائياً ولم يعد سوي بساعه متأخره من الليل بعد نوم الجميع ظناً أن لا أحد يراه لكنها رأته ورأت تردده وخوفه من مواجهتها فهو شعر بالأختناق أمس ولايعلم لما! ولاتوجد لديه الشجاعه كي يتحدث معها فماذا سيخبرها لا يعلم أيضاً؟!

أخرجه من شروده صوت الباب يفتح وهي تخرج منه فوجد أن تلك فرصه جيده كي يتحدث معها فاقترب منها بينما هي إنحنت تلتقط مفتاح سياراتها الذي سقط ومع إنتصابها واقفه شهقت بخضه وهي تجده يقف أمامها وقبل أن تتحدث تحدث هو ببعض الرجاء: ممكن أتكلم معاكي شويه؟!

صمتت تفكر وهي تنظر له بينما هو كان يتأملها فكم إشتاق لها وكل ماكان يجول بخاطره أن يعانقها الان وليحدث مايحدث لكن كل هذا ذهب هباءاً عندما هتفت بدون تعبير: لا، وتركته وذهبت تستقل سيارتها فتنهد بإحباط ثم دلف للداخل..

فنظرت هي خلفها وترقرقت الدموع بعينها وهي تحدق بظهره فهي ترتجف بداخلها وليست بذالك الثبات الذي بينته له منذ قليل فلما لم يجبرها ويأخذها عنوه فهي تحبه ستقاومه قليلاً لكنها لن تجد سوي صدره الذي سيحتويها وستبكي عليه لكنه يهرب وربما لايريد أن يجبرها كي لا تؤذي نفسها مثلما حدث سابقاً..

جلس هو بالحديقه قليلاً يفكر بحزن حتى لمح ذالك الطفل الصغير الذي يظل معها طوال الوقت فجاءته تلك الفكره وهو ينظر له ربما تجعلها تسامحه..
فتحت عينها بتثاقل وأصدرت أهه رقيقه بسبب رأسها التي تؤلمها من كثره النوم فرفعت رأسها ناظره لفراس النائم بعمق فتبسمت وهي تدفن رأسها بصدره كقطه مدلله فابتسم وقبل رأسها بخفه: صباح الخير
فردت بنعومه: صباح الجمال..
شدد على عناقها وهتف ببحه رجوليه: صباح كل حاجه حلوه..

ضحكت برقه وأغرقت وجهه بوابل من القبل الرقيقة فأوقفها وهو يضحك: أستني بس وقوليلي الاول كنتي بتعملي إيه بالقميص بتاعي إمبارح؟!
ذمت شفتيها بحزن: إنت قولتلي مش هتتأخر بس إتأخرت ووحشتني..
أعاد خصلاتها خلف أذنها برقه وداعب وجنتها بنعومه: أسف والله ي حبيبتي بس كان مشوار مهم أوي..
أومأت بتفهم ثم أردفت وهي تبتسم: هنروح لجود..

إستقام وجلس: طبعاً هنروح بس الاول عايز أروح أعمل حاجه وبعدين نروح إتفقنا!، هزت رأسها بحماس ثم سألته: بس ي فراس إحنا نايمين بالعرض ليه؟!
ضحك وهز كتفيه: مش عارف أنا لقيتك نايمه كده نمت جنبك، ضحكت برقه ثم إرتمت بإحضانه وأردفت وهي تربت على صدره بحنان: أنا بحبك أوي..
حاوطها ولف يده حول معدتها المنتفخه وربت عليها بحنان: وأنا بحبك أوي أوي أوي اوي أوي أوي، إستكانت على صدره وتسائلت وهي تبتسم: مش هنمشي؟!

تنهد وأردف بينما يستنشق خصلات شعرها: لازم يعني؟!، ضحكت برقه وكادت تتحدث لكنها شهقت بتفاجئ وأردفت وعينها تلمع بسعاده: فراس القطه بتعمل إيه هنا؟!
إبتسم وإلتقطها من الأرض وهي تسير بتبختر وأعطاها إلى ألين: نسيت أجبها البيت بس ماما مدلعاها هنا متخافيش..
كانت تستمع له وهي تداعبها بحنان: هناخدها معانا أومأ لها ثم تحرك وتوجه لدوره المياه كي يغتسل..

بعد بعض الوقت كانت تجلس بجانبه بالسياره تلعب مع الهره حتى وصل للمنزل فترجل من السياره وهي خلفه فكانت الهره تلهيها ولاتنظر أمامها فتعثرت وصرخت بذعر متشبثه بالقطه أكثر منتظره أن تسقط لكن فراس كان أسرع ولحقها باللحظه الأخيره..
فتحدث بأعصاب مشدوده: مش تخلي بالك وإنتي ماشيه؟!، أومأت بأسف وهي تتنفس بعنف فحملها فجأه فحاوطت عنقه وهي تبتسم بينما الهره قفزت من يدها تتجول بالمنزل..

وصل للغرفه فأنزلها على الفراش بهدوء وتوجه للخزانه كي يبدل ثيابه لكن ذالك الصندوق الخشبي الذي يحيره وجده أمامه مجدداً فأمسكه وسألها: ألين هو إيه الصندوق ده أنا لقيته ف حجتك؟!
حدقت به قليلاً: أنا مش عارفه بس لما سبت البيت حد لملي حاجتي وده كان فيهم مش عارفه بتاع إيه إفتحه كده، تقدم وجلس بجانبها على الفراش ثم فتحه بهدوء فوجد بداخله مظروف كتب عليه من الخارج
إلى ألين.

فتحدث بهدوء وهو يقلبه بيده: ألين ده مكتوب عليه إسمك!

قطبت حاجبيها: طيب إفتحه، فتحه بهدوء وقرءه بعيناه ثم وضعه بيدها وهو يبتسم: ده من ماما لازم تشوفيه بنفسك، أومأت والقلق بدأ يساورها وقلبها يدق بعنف ففتحته بهدوء، ألين حبيبتي لزما بتقري الكلام ده يبقي أنا مش موجوده، أنا أسفه عشان مكنتش الأم إللي بتتمنيها مكنتش صحبتك ولا كنت قريبه منك بس بحبك أكتر مما تتخيلي إنتي حته من قلبي أغلي حاجه ف حياتي سامحيني لو كنت بخلي عادل يتحكم فيكي وفي حياتك بس هو فعلاً بيحبك زي بنته حتى لو كان بيقسي عليكي بس والله بيحبك ولازم تتكلمي معاه عشان كل حاجه بيعملها بسبب ولو قسي عليكي أكيد عنده سبب متكرهيهوش عشان بيحبك بجد..

أسفه عشان خبيت عليكي ومعرفتيش مين أبوكي الحقيقي أنا عارفه إنك دلوقتي عارفه كل حاجه وعادل أكيد حكالك إنك مش بنته دي كانت أمنيته من زمان إنك تعرفي الاول عشان ضميره ميأنبهوش عادل طيب وحنين وبيحبك صدقيني هو مكنش كده الظروف هي إللي عملت فيه كده..
هحكيلك حكايه صغيره..

زمان كان شغال عندنا سواق كان شاب وأخلاق وجميل وأي بنت تتمناه بس كان على قده ومستحيل كان حد يوافق بيه عندنا بس أنا حبيبته أكتر مما تتخيلي وهو حبني قولت لماما وهي الوحيده إللي دعمتني ووقفت جنبي حتى إنها جوزتنا في السر قضيت معاه أجمل أيام عمري سنه سنه واحده ي ألين كانت أجمل سنه في حياتي أدفع عمري كله بس ترجع السنه دي تاني، هو كان حبي الوحيد هو كان الحاجه الحلوه إللي في حياتي كنت مستعده أعمل كل حاجه عشان أسعده حبيته أوي وهو كل يوم كان بيثبتلي إن أنا أخترت الراجل الصح وعمري ماهندم تعرفي لما كنت بشوفك إنتي وفراس وبشوف لهفته وخوفه عليكي كنت بفتكر وائل على طول أيوه كان إسمه وائل، كنت سعيده ومبسوطه لحد ماجه يوم وبابا قلي إني هتجوز عادل رفضت في الأول بس بعدها وائل راح الجيش ومرجعش إستشهد هناك وكنت في الوقت حامل فيكي سعتها بابا عرف بس عرف إني متجوزه بس مقدرتش أقوله إني حامل عشان كان هيخليني أقتلك وأنا مستحيل كنت أسمح إني أخسر أخر حاجه بقيالي منه عشان كده وافقت على عادل ولما قعدت معاه وحكالي إنه بيحب بنت فقيره إللي هي باسمه وأهله رفضوا حكتله أنا كمان حصل معايا إيه وقولتله إني حامل وهو معترضتش عشان كان عارف يعني إيه إنك تحب حد ومتعرفش تبقي معاه وإتجوزنا وخلفتك وكان عادل سعيد بيكي معئنك مش بنته وده خلاني أصمم إني أخلف تاني عشانه وعشان يبقي ليكي أخ يقف جنبك ويحترم قرارتك ويدعمك ويدعم حبك عشان متبقيش لوحدك زيي أنا حياتي مكنتش جميله أوي بس السنه دي كانت الحاجه إللي مصبراني وإنتي أنا كل مببص في وشك بشوف وائل بشوفه فعينك في حركاتك كل تصرفاتك شبهه بفرح وأنا عارفه إنك هتبقي مبسوطه وهتحققي إللي معرفتش أحققه عيله سعيده، مش هيحصلك زيي لازم تبقي سعيده ودي هتبقي البدايه إنتي عندك أب وأهل وجيتي نتيجه قصه حب جميله وبريئه إنتي غاليه أوي ي ألين متفكريش إنك أقل من حد وإن متستاهليش أي حاجه من إللي إنتي فيها ده حقك ودي حياتك يمكن كانت هتبقي مختلفه لو كان وائل عايش بس دلوقتي إنتي في مكان تاني وحته تانية وعندك فراس وهتبقي أم لازم تبقي سعيده وتبقي أم أحسن مني عشان أنا مكنتش أم كويسه أسفه..

على فكره إسمك كان هو إللي مخترهولك..
ألين وائل الدسوقي..
سقطت الورقه من يدها بسبب بكائها فعانقها فراس كي تهدأ لكنها كانت تزداد أكثر فأكثر..
فتحدث فراس برجاء: إهدي إهدي كل حاجه تمام وكويسه إهدي..
فصلت العناق وهي تبكي بحرقه وقالت: أنا، أنا، كنت فاكره إني بنت حرا، لكنه أوقفها: هششش مفيش الكلام ده كل ده مش مظبوط..

لكنها هزت رأسها بنفي وتابعت: كنت خايفه إن يطلع معنديش أب عشانك كانت الناس هتق، قاطعها مجدداً وهو يربت على وجنتها بحنان: ميهمنيش ميهنيش أنا بحبك إنتي ومهما حصل هفضل أحبك كل ده مش هيغير حاجه أنا بحبك وهفضل أحبك لازم تبقي عارفه ومتأكده من كده هااا؟!
أومأت له ثم إرتمت بأحضانه تبكي فابتسم هو يربت على ظهرها بحنان ثم أبعدها ومحي دموعها برقه وأردف: ألين خلاص كل حاجه إتحلت دلوقتي.

إنسي كل إللي فات وإبدئي من جديد مش هتضيعي حياتك في الحزن كل حاجه بقت تمام خلاص إنتي نتيجه لقصه حب جميله إنتهت بسرعه بس دلوقتي قدامك فرصه إنك تعملي قصتك الخاصه بيكي ومتنتهيش!
تحدثت وهي تتشبث بذراعه بندم: أنا كل إللي كنت فاكراه طلع غلط كل حاجه أنا زعلانه عليها أوي دي حياه محدش يقدر يتحملها ياريتها كانت هنا ياريتها كانت هنا..

ربت على شعرها بحنان: هي دلوقتي في مكان أحسن من هنا وأكيد هتبقي فرحانه لما تلاقيكي فرحانه وأنا مش هعمل حاجه غير إني أخليكي سعيده ومبسوطه فساعديني، أومأت وهي تشهق محاوله التوقف عن البكاء فعانقها مجدداً وهو يتنهد بحزن حتى سمع رنين هاتفه فوجده جود فرد بهدوء: ساعه وجي..
رد جود بهدوء: متجيش المستشفي تعالي البيت..
تحدث فراس بتعجب: البيت! مش لسه شويه؟!

فرد قائلاً: بابا تعبان وكان لازم أرجع وحاجه كمان عاوز يشوف ألين..
تحدث فراس بتهكم: وإنت عارف إن أنا مش هجبها مش بعد إللي حصل!
فرد بضيق: بس لازم تشوفه وهتجبها..
فرد فراس بعند: لا مش هجبها
فرد جود بعند مماثل: لا هتجبها ي فراس مش بمزاجك
فزفر بضيق وأردف: يعني إيه؟!
هتف جود بهدوء: يعني بيموت وهاتها، وأغلق بوجهه فتنهد وظل محدقاً بالهاتف حتى تسائلت ألين: حصل إيه؟!

تحدث بإقتضاب: جود في البيت وبيقول إن أبوه تعبان وعايز يشوفك..
تحدثت بهدوء: وأنا موافقه
تحدث بإعتراض: بس ي ألين د، أوقفته وهي تتحدث برجاء: عارفه إنك مش موافق بسبب إللي عمله بس لازم أتكلم معاه أنا لسه بحبه أنا معرفتش أب في حياتي غيره هو مش هقدر أتجاهله كأني معرفهوش!
هز رأسه متفهماً وقبل جبهتها برقه: حاضر هنروح جهزي نفسك..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة