قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثالث والستون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثالث والستون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثالث والستون

كانت مستلقيه على الأرض تبكي بصمت على نفسها وحياتها فسعادتها لا تكتمل فدائماً مايكون هناك ثغره تدمر لها كل شيء فحقاً تشفق على نادر فهي قلبت حياته رأساً على عقب منذ دخولها إليها وقبل حتى أن تدخل فهي دخلتها عنوه وبالكذب هي تستحق الموت كي يرتاح منها ومن مشكلاتها التي لا تنتهي..

سمعت صوت الباب يفتح فتصنعت النوم وكلها أذان مصغيه لتلك الخطوات التي تقترب فانتفض جسدها بخوف عندما سمعت إرتطام جسد بالأرض الصلبه بعنف فضمت قبضتها بخوف مع إنكماش ملامحها بذعر وبعد إبتعاد تلك الخطوات مع صوت إغلاق الباب..

فتحت عينها ببطء خائفه من ما ستري لكنها إستسلمت وفتحتها لتشهق بخوف عندما وجدت نادر ملقي على الارض والدماء تتقطر من مأخره رأسه فاقداً للوعي فعرفت أنه هو من ألقي بهذا العنف فتحركت بصعوبه بسبب تقييد قدمها وهي تبكي حتى وصلت إليه ورفعت رأسه بكفيها المقيده ووضعتها على فخذها وظلت تصفع وجنته بخوف ولهفه ودموعها تتساقط على وجنته هاتفه بإسمه برجاء: نادر، نادر، حبيبي قوم حصلك إيه عملوا فيك إيه نادر!

بينما روان كانت جالسه على فراشها والحزن يسيطر عليها فهي منذ مجيئها من الخارج لم تره تمنت لو يظهر لها ويصر عليها مجدداً أن تتحدث معه لكنه إختفي ومن وقتها وهي جالسه هكذا تشعر بالإحباط ولاتريد فعل شيء ولكن لتكن واقعيه قليلاً فهي سامحته ومازالت تحبه ولم ينقص حبها له ولو قليلاً..

رفعت خصلاتها القصيره للأعلي وهي تزفر متذكره مريم فقصه شعرها هذه الخاصه بمريم وقد رأتها بالصوره وما أزعجها حقاً أنه ربما سيعود ليراها مريم مجدداً والتفكير بهذا وحده جعلها تصفع نفسها بسبب قص شعرها..

أفاقها من شرودها دخول شريف الصغير الغرفه من دون طرق وركض ويبدو على ملامحه الخوف لها وقبل أن تتحدث إرتمي بأحضانها وتشبث بها بقوه دافناً رأسه بصدرها فابتسمت بسعاده وهي تحاوطه فكم تحبه ثم بعثرت شعره وهي تبتسم وسألته بهدوء وهي ترفع رأسه: أنا مش قولت نستأذن الاول؟!، قطبت حاجبيه وتسائلت بقلق وهي تمحي دموعه بتعجب: شريف بتعيط ليه ي حبيبي، تحدث وهو يشهق بطفوليه: في ناس جم وعايزين ياخدوني معاهم..

سقط قلبها وتحدثت وهي تحاول تجميع الكلمات: ي يعني، يعني إيه الكلام ده؟!
أكمل بكائه بحرقه ولم يرد عليها وسعل بوجه محمر من كثره بكائه فعانقته بقوه وهي تربت على شعره وتحاول نفي ما أخبرها به الان..
ففتح باب غرفتها فجأه ولما نظرت وجدت المرأه التي تعمل معها فزفرت براحه: كويس إنه معاكي الناس إللي جم إختاروه ومن ساعتها وهو عمال يجري ويهرب مني وهمه مستعجلين..

تحدثت روان بنبره مرتجفه وترقرقت الدموع بعينها: همه عايزينه بجد!
أومأت بحزن وهي تراقب حالتها وتقدمت وجلست بجانبها وتحدثت بهدوء وهي تربت على كتفها: روان لازم تسبيه هو مش هيفضل معاكي طول العمر وإنتي مش هتفضلي معاه برضه دي فرصه كويسه ليه متخليش حبك ليه يخليكي تظلميه معاكي وسبيه يبدأ حياه جديده في مكان أحسن!.

سقطت دموعها وهي تتشبث به أكثر: أنا، أنا مستعده أتبناه ويفضل معايا مش هسيبه متخديهوش مني هو إللي مصربني على كل حاجه فحياتي متخديهوش مش هقدر أعيش من غيره..
ربتت على ظهرها بحنان وتحدثت بابتسامه: لازم تشوفي الناس دول لو شوفتيهم هتغيري رأيك صدقيني هيعيش حياه كويسه معاهم..
هزت رأسها بنفي وهتفت بهستيريا: ده إبني أنا محدش هياخده محدش هياخده..

تنهدت بحزن عليها وتحدثت تذكرها بالقوانين: إنتي عارفه إنك لازم تكوني متجوزه وجوزك معاكي عشان تقدري تتبنيه، نظرت لها وهي تبكي وقبل أن تتحدث قاطعهم..
=: متهيقلي كفايه كده هاتيه ويلا، هذا ما أردف به مساعدها الذي تكرهه كثيراً فمنذ مجيئها وهي تكرهه ولا ترتاح له فما قاله لها جميع العاملين هنا عنه جعلها تكرهه وتصر على المكوث هنا أكثر فهو يظن أن المكان ملكه ولن تهنئه على ذالك المتعجرف الذي لايملك قلباً..

أخذته من بين أحضانها لتتعالي صرخاته وتشبثه بها فظلت ممسكه به رافضه أن تتركه حتى سقطت على ركبتيها تشهق بقوه وصوت بكائه بحرقه مزق قلبها أكثر وكم تمنت لو كانت باستطاعتها أن تأخذه وترفض لكنها ليست أنانيه..

وضعت رأسها على الفراش وهي تبكي بحرقه مردده إسمه بقلب متألم وبعد وصله بكاء مرير إستمرت فوق النصف ساعه وجدت باب غرفتها فتح مجدداً وتقدمت منها إمرأه أول مره تراها ولكن يبدو أنها راقيه من ملابسها وحنونه من مظهرها الرقيق جثيت أمامها ومحت دموعها وهي تبتسم وتحدثت بود: إنتي روان؟، أومأت ومازالت تبكي فتابعت المرأه بابتسامة: قالولي إنك متعلقه بيه وبتحبيه أوي!، أومأت لها بوجه حزين فتابعت المرأه: متخافيش عليه هشيله فعيني..

أمسكت روان يديها وتحدثت برجاء: أرجوكي متخديهوش مينفعش تاخدي حد تاني أنا مش هقدر أعيش من غيره والله مش هقدر.

سقطت دموع الأخرى وهي تهز رأسها بألم وتحدثت برجاء: أرجوكي إنتي متحسسنيش إني وحشه بالطريقه دي أنا كمان مش هقدر أعيش من غيره أنا إبني مات من كام شهر بس، كان هو كل حاجه فحياتي حاولت أموت نفسي أكتر من مره لحد ما جوزي قالي هنتبني طفل ومن سعتها وأنا بلف في الملاجئ لحد مشفت الطفل ده وده شبهه أوي وكل حاجه بيعملها بتفكرني بيه مش هقدر أسيبه حسي بيا أنا أم ومش هقدر أكمل كده، عاودت البكاء ووضع رأسها على الفراش تنتحب كطفلٍ فقد والدته فربتت الأخرى على ظهرها وهتفت بصدق: ليكي وعدي إن بيتي هيفضل مفتوح ليكي في أي وقت تيجي تشوفيه وتخرجيه بس يفضل معايا أرجوكي إنتي قلبك كبير وهتحسي بيا..

أومأت لها روان بقله حيله وهي تبكي فشكرتها بإمتنان قبل أن تذهب: شكراً ليكي..
جلست بجانبها بهدوء وتوجس وملامح الحزن هي ماتكتسي وجهها وتسائلت: برضه مش هتاكلي؟!
تقلبت ريم بالفراش ودموعها تنساب بصمت رافضه التحدث والموت هو ماتتمناه..
فأعادت مليكه بحزن وهي تزم شفتيها: ريم مش بحب أشوفك كده؟!

تحدثت ريم بتعب من أعماق روحها: لو بتحبيني بجد سبيني سبيني ي مليكه، أومأت لها بصمت ثم نزلت من على الفراش وإرتدت خفها البيتي وذهبت..
فوضعت ريم يدها على معدتها الخاويه وهي تبكي متذكره السبب الذي أوصلها إلى ماهي عليه الان..

Flash back:
وصلت لمطعم الفندق الذي أخبرها به شادي ووجدته جالساً على إحدي الطاولات فتقدمت منه وهي تبتسم بتوتر فابتسم ورحب بها وتحدث سريعاً: أنا عارف إنك مش هتطلبي لو سألتك عشان كده طلبتلك أنا عصير..
أومأت بهدوء وإبتسامه رقيقه إرتسمت على وجهها فباشر بالتحدث: أنا كنت عاوز أقولك إني مش زعلان ومش شايل منك ولا حاجه وبدأت من جديد وحبيت واحده وهنتخطب وبس كده.

إتسعت إبتسامتها وتحدثت معبره عن سعادتها: طيب كويس، ثم ضحكت وتابعت: كويس جداً أنا مبسوطه عشانك بجد مبسوطه جداً
فابتسم مأومئاً لها وأشر على كوب العصير: إشربي العصير، أومأت وإلتقطت الكوب ترتشف منه بهدوء وسعاده تحت نظراته المنتصره بما يفعل..
بعدها ظلوا يتبادلون أطراف الحديث حتى شعرت برأسها يثقل ورؤيتها تتشوش فارتشفت بعض المياه لكن الكوب سقط من يدها وتهشم فوقف شادي وتقدم منها وتسائل بقلق: إنتي كويسه؟!

هزت رأسها بوهن فأمسك حقيبتها وأوقفها محاوطاً خصرها وأخذها معه وبهذا الوقت تحديداً دلفوا أصدقاء لينا الذين إلتقطوا صوراً له وهو يأخذها لغرفه النوم محاوطها بحميميه..

بينما مالك عاد للمنزل بوقتٍ متأخر خصوصاً كي يجدها بالمنزل ولايظل يفكر أين هي وماذا تفعل إن جاء قبلها ولكن مع تأخره هذا لم يجدها وهذا جعله يدور حول نفسه فهو يعلم أنها معه ويعلم أنها كذبت عليه لكنه يثق بها لكن شعوره بالقلق لم يستطع كبحه فذهب إليها وبالتحديداً مطعم الفندق لكنه لم يجدها فظل يدور حول نفسه يبحث عنها حتى فكر قليلاً بتلك الفكره لكنه نفاها سريعاً وظل جالساً يدخن بشراهه هازاً قدمه بتوتر لبضع ساعات فاستسلم لتلك الفكره وتوجه للإستقبال وسئل إن كان هناك غرفه بإسمها لكنه لم يجد وهذا أراحه قليلاً وأقلقه بنفس الوقت فإن كانت لاتملك غرفه بإسمها ربما هو يملك؟

ثم تسائل إن كان هناك غرف بإسم شادي فوجد واحده فأخذ الرقم وتوجه للأعلي بخطوات ثقيله وهو يحدق بكل أرقام الغرف من حوله متمني أن لايصل وأن يأتيه إتصال منها تخبره أنها بالمنزل وأنه تأخر لكن لم يحدث أياً من هذا فظل واقفاً أمام الغرفه محدقاً بها رافضاً أن يدخل..
وقبل أن يحاول فتح الباب وجده يفتح وشادي يخرج منه وهو يغلق أزار قميصه بريبه فتجمد مكانه عاجزاً عن إصدار أي رده فعل..

تفاجئ شادي في بادئ الأمر لوجوده ثم إبتسم بتشفي وهمس بجانب أذنه: ده درس صغير كده عشان تبقي تلعب ب أختي كويس، وغادر تاركه يتنفس بعنف وعيون جاحظه فصفع باب الغرفه بقوه ودخل ليستمع لصوت كسر قلبه وهو يراها نائمه بالفراش عاريه وملابسها ملقيه بكل مكان بالفرفه..

وضع يده على قلبه وترنح للخلف محاولاً تجاهل الألم الذي يشعر به لكنه قاومه وأغلق الباب عليهم وتقدم منها فوجدها نائمه بكل هدوء وكأنها لم تفعل شيء لكن صفعته لها جعلتها تنتفض بفزع فنظرت حولها بتخبط وهي تضع يدها حول رأسها بألم ثم وجنتها وهتفت بتعجب: مالك؟!

إبتسم بإجرام وهو يتابعها تحدق بنفسها باستفهام وعاودت النظر له وكأنها تسأله ماحدث فرد عليها بصفه أخرى جعلت أنفها تنزف وسقطت على الفراش فاعتلاها وقبض على شعرها بقوه جعلها تتأوه بألم وهي تحاول فك شعرها من براثنه وتسائلت وهي تبكي: مالك أنا عملت إيه بتعمل فيا كده ليه؟!

رد عليها بعصبيه جعلت عروقه تبرز وهو يقبض على شعرها أكثر: مش عارفه بتعملي إيه هنا؟ مش شايفه نفسك؟! كذبتي عليا ليه؟ مقولتليش ليه إنك هتقابليه هاا لزما مش عايزاني وافقتي تتجوزيني ليه بدل روان الرفض عندي أهون من الخيانه ليه ليه؟، ثم صفعها مجدداً بقوه أكبر فتحدثت وهي تبكي بحرقه محاوله إلتقاط أنفاسها: أنا، أنا، أنا، والله مش عارفه بتتكلم عن إيه أنا مش فاكره حاجه مش فاكره والله..

تحدث بقهر وهو يقبض على شعرها أكثر: دنا مقربتلكيش وسبتك عشان بحبك منعت نفسي عنك عشان مجبركيش على حاجه إنتي مش عايزاها وإكتفيت بوجودك معايا تيجي ببساطه كده تضيعي كل حاجه هاا؟ بس أنا السبب أنا الغلطان بس وديني مش هرحمك مش هرحمك..
وشق قميصه بعنف وألقاه أرضاً فتحدثت برجاء وهي تشهق ضامه جسدها متوقعه ماسيفعل ودماء أنفها أغرقت فمها: مالك متعملش معايا كده أنا بحبك متكرهنيش فيك متكرهنيش فيك!

صفعها بعنف وهتف بتهكم: ولما هو لمسك قولتيله كده هاا؟!
أمسكت يده وهتفت بصوت مذبوح وهي تنتحب: ولله مفاكره حاجه بس مفيش حاجه حصلت أنا زي منا والله مالك..

لكنه لم يستمع بل قبض على شعرها بقوه وهتف بكره أمام وجهها مباشرة: إكرهيني إكرهيني أوي عاوزك تكرهيني زي منا بقيت بكرهك دلوقتي، وقام بدفعها بغضب وإختصبها بدون رحمه ولم يلقي بالاً لصرخاتها المتألمه ولا رجائها له أن يتركها بل سيطر عليه الغضب ولم يعد يرى غيره فقدت الوعي بين يداه فابتعد عنها وهو يحدق بها بألم فهي من جعلته يفعل هذا بها هي المسئوله عن هذا..

وضع يده على قلبه بألم وهو يحاول إلتقاط أنفاسه بصعوبه فسقط أرضاً بوجه محمر لا يستطيع التنفس وظلت تلك النوبه التي كانت تظل لخمس دقائق سابقاً لنصف ساعةٍ الان فهو يهمل صحته ولا يأخذ الدواء..

هدأ قليلاً ثم إرتدي ملابسه وتقدم منها وهزها بعنف كي تفيق فشهقت بخوف عندما رأته وإبتعدت للخلف وهي تبكي بضعف ولا تكاد تصدق أن مالك تحول لذالك الوحش فدمائها من صفعاته قد جفت على وجهها ووجنتها الملتهبه بسبب الصفعات وشعرها المشعث الذي كاد يقتلعه من رأسها وجسدها الذي أنهكه فقد قام بتدميرها الان..
ألقي ملابسها على وجهها لتنتفض بخوف وهتف بحده: إتنيلي إلبسي عشان نمشي..

ضمت جسدها بخوف وهتفت بإنسكار ألمه مع كل هذا: مش عاوزه أرجع معاك مش عاوزاك..
هتف بقسوه إستشعرت منها حزنه وكأنه يأنبها: ومن إمتي كنتي عايزاني من إمتي! خلصي متعصبنيش عليكي أكتر من كده..
back.

قبضت على معدتها وهي تشهق بعذاب قاضمه شفتيها فهي متأكده أنه طفل مالك طفله لكنه قتله بكل سهوله دون أن يكلف نفسه عناء التأكد إن كان طفله أم لا؟!
خرجت مليكه من الغرفه بحزن وتوجهت للأسفل بخطوات محبطه وهي تتأفف بطفوليه حتى وصلت لغرفه الجلوس فشهقت وتهللت أساريرها وهي تري شقيقها الأكثر مرحاً يجلس بغرفه الجلوس مع مالك فهتفت بصياح وهي تركض له: يحيي يحيي يحيي..

إنحني وإلتقطها من الأرض وحملها بين أحضانه بابتسامه وهتف بحنان وهو يحاوطها: حبيبه يحيي وحشتيني أوي أوي..
طوقت عنقه وظلت معانقتاً إياه لوقتٍ طويل دون التحدث فابتسم وعاد للجلوس وهي بأحضانه تحت أنظار مالك الذي يبتسم بهدوء لكنها إبتسامه ميته ولاروح بها فتسائل يحيي بإزدراء: إيه الضحكه الصفره دي مالك؟! وفين مراتك إللي دوشتني بيها؟!
تنهد مالك بحزن وهتف برجاء: سيب مراتي في حالها والنبي..

فتحدث يحيي بحزن وهو يربت على ظهر مليكه: مالك إنت لسه زعلان مني عشان إختارت أعيش لوحدي وسبتك؟!
إبتسم مالك وهز رأسه بنفي: إنت كل مره هتيجي تشوفني فيها هتسمعني البؤقين دول؟!
تنهد يحيي بضيق: عشان أنا ضميري بيأنبني كل مره لما باجي ولما بمشي عشان كده مش همشي تاني!
نظر له مالك بعدم فهم فأومئ له يحيي وهو يبتسم ملاعباً له حاجبيه وأردف: أيوه إللي ف دماغك مش همشي هقعد على قلبك..

فصلت مليكه العناق نظرت له قائله بسعاده وهي تبتسم بطفوله: بجد ي يحيي؟!
أومأ لها بسعاده وهو يقبلها بحنان وعانقها بقوه: بجد ي عيوني هفضل معاكي على طول..
أومأت وهتفت بحزن: ياريت عشان مالك بقي وحش وبيعامل ريم وحش وبيزعقلي لما بكلمه..

نظر يحيي لمالك فتهرب من نظراته فعلم أن معها حق فمالك عندما يكذب لاينظر بعين من يحب وهذا جعله يدرك أن مالك بحاجتة الان أكثر من أي وقتٍ مضي وقد تفاقم ندمه وهو يراه يدخن أمامه فهو لايدخن سوي عندما تشتد حالته سوءاً فربما جاء في الوقت المناسب وربما بعد فوات الأوان!.
توجه للباب الذي يطرق وهو يتأفف: خلاص خلاص جي جي ولله لو طلعتي مها هعلقك مه، صمت عندما وجده رجل يراه لأول مره فتسائل باستفهام: عاوز مين؟!

فظل الأخر يبتسم بخبث وهو يحرك رأسه محدقاً بالداخل بوقاحه فطرقع على أصابه أمام وجهه وهتف بتهكم: في إيه يبو الشباب إنت مين؟!
همس الرجل بأذنه وهو يبتسم: أنا عشيق مراتك..
رفع على حاجبيه وأمسك ياقته وأعاد: إنت إيه؟!

أعاد بنفس الأبتسامه: عشيق مراتك ولو مش مصدقني خد دول يثبتولك إننا بنتقابل، وأخرج له مظروف من سترته ووضعه بيده وتابع: دول ميت ألف جنيه ختهم منها وخطتنا إننا نقشطك وجيت أقولك أهو عشان تطلقها دي مش كويسه..
إبتسم على محدقاً بالأموال وتحدث وهو يشدد قبضته على ياقته: إنت بقي المستفز إللي بتبتزها وبتهددها مش كده تعالي تعالي ده إنت حماتك بتحبك عاملين محشي إدخل إدخل، ودفعه للداخل وأغلق الباب خلفه.

عادت مها من جامعتها منهكه وهي تلعن كل شيء حولها فسمعت صوتهم يأتي من غرفه الجلوس فتوجهت إلى هناك ثم شهقت بسعاده وهي تري الطعام: واااه محشي لا لا دنا هاكل كده، وحركت المقعد وجلست وبدأت تتناول الطعام بشراهه فتوقف الطعام بحلقها وجعلها تسعل فأمسكت كوب المياه ترتشفه بهدوء لكنها بصقت كل المياه بخضه عندما رأت شخصاً ما مقيد يجلس على المقعد المقابل لها وأصبح مبتلٍ الان بسببها حدقت بووجهه المشوه من كثره اللكمات بتعجب ثم نظرت ل على باستفهام فأشر لها بلا مبالاه: كلي كلي وتبقي إرمي العظم عليه..

ألقت نظره على ساره التي كانت تأكل والإبتسامه الشامته لم تفارقها فهزت كتفيها بلا مبالاه مثلهم وكل ما لا يعجبها من الطعام كانت تلقيه بوجهه فشعرت حقاً أن والدتها تعمدت صنع كل تلك الأصناف التي لاتحبها لتفعل هذا فقط..
ألقت الأوراق من بين يديها بضجر وهي تمرر يدها بخصلات شعرها بنفاذ صبر فهي كلما تذكرت ماحدث معها وكيف كانت غبيه لتستنشق المنديل مجدداً تلعنه فهي ظلت تنتظره حتى تتقاتل معه لكنه لم يعد..

نظرت إتجاه الباب عندما سمعت صوت فتحه فزفرت بضيق عندما رأته يتقدم والإبتسامه تعتلي ثغره..
فجلس أمامها وتحدث بابتسامة: كيف حالك؟
هتفت بامتعاض: أفضل منك..
إبتسم وهتف بنعومه لم تعتادها منه: هذا ما أتمناه دوماً..
زفرت وهي تبتسم له باصفرار فتحدث بكل صراحه: سجى، لقد أخبرتك من قبل أنني أحبك والان سأخبرك أنني أريد أن أتزوجك ما رأيك؟

إنفجرت ضاحكه وهي تحدق به بتعجب لكنها توقفت عندما رأت نظرته الجاده فهتفت وهي تقلب عينها: أنت لا تمل حقاً أنا أكرهك! لما تستمر بإزلال نفسك بتلك الطريقة لما؟!
لكنه هتف بابتسامة: هل أصبح الحب الان مزله؟! أراهن أنكِ السبب بتخريب حياتك بسبب تلك الأفكار الحمقاء التي تملكينها؟!

إهتزت مقلتيها مبتلعه ريقها وصمتت مبعده نظرها عنه فتابع بتهكم: فقط لتعلمي أنه لايوجد مزلةً في الحب فمن يحبك لن يقوم بإزلالك وإن فعل وأنتِ تحبينه فلن تري هذا زُلاً هل فهمتي؟ فإن رأيتي هذا زُلاً فهنا تكمن المشكله فأنتِ يوجد لديك مرض الكبرياء تظنين أن كبريائك فوق كل شيء! لكن لأخبركي فقط ستكونين أنتِ الخاسره فكبريائك ماذا سيفيدك عندما يكبر طفلك دون والده؟ ماذا سيفيدك عندما يعود طفلك من مدرسته باكياً بسبب عدم حضور والده إجتماع الأباء؟ ماذا سيكون شعوره عند التخرج وهو يرى جميع أباء أصدقائه بجانبهم وهو لايوجد بجانبه أحداً هل فكرتي بهذا حقاً يا ملكه الكبرياء؟! حتى من تملك كبرياء ترفض أن تكون أنانيه بحق طفلها يجب أن تعيدي التفكير بما تفعلي!، ثم غادر تاركها تفكر بندم وهي تعلنه أكثر بسبب تلك الكلمات التي جعلتها تفكر مجدداً..

توقف بالسيارة أمام المنزل فترجل بهدوء ثم ساعد ألين بالنزول وتوجهوا للداخل..
فجود كان يقطع غرفه الجلوس ذهاباً وإياباً بقلق وباسمه كانت تجلس وتبكي بحزن لما وصلت له حالته ونوران كانت بغرفتها بالأعلي مع طفلتها فهي متعبه..
إلتفت الإثنان عندما رأوهم فتقدم جود منهم والحزن يكتسي ملامحه فسألته ألين بقلق: جود هو حصل إيه بابا ماله؟!
رد بإيجاز: شوفيه بنفسك، وتحرك من أمامها لتذهب هي للأعلي كي تراه..

كانت تصعد الدرج بتمهل مستشعره الطاقه السلبيه والكئابه التي سيطرت على أجواء المنزل فهي لم تأتي منذ شهور فالمنزل لاتوجد به حياه..
وصلت لغرفته فتوقفت أمامها تلتقط أنفاسها بهدوء ثم حركت المقبض ودخلت بهدوء..

كان مستلقي على الفراش صدره يعلو ويهبط بهدوء ملتقطاً أنفاسه بوهن فتح جفنيه بتعب يتصبب عرقاً أخرج لسانه يلعق شفتيه المشققه لكنه جافاً أيضاً فحرك رأسه قليلاً يريد أن يرى كوب الماء كي يرتشف قليلاً فابتسم بتعب عندما رأي ماهو أجمل من المياه ألين كانت تتقدم منه ودموعها تنساب مغرقه وجنتها فهو قد نحل وشحب كثيراً فلا يكاد يظهر بالفراش فهي لم تتوقع أن يحدث كل هذا بتلك الفتره القصيره فمهما فعل بها ستظل تحبه فإن قبوله لها بحياته كابنته سواء أحبها أم لا كفيل بجعلها مدينه له طوال حياتها فهو له الفضل بكل شيء هي عليه الان كل شيء..

جثيت على ركبتيها بجانب فراشه رغم صعوبه تلك الوضعيه عليها بسبب الحمل لكنها لم تهتم فمتي كانت تهتم فدائماً ماكانت تفضل من تحب عليه!
أمسكت يده المرتجفه بيدها ثم قبلتا وبيدها الأخرى كانت تربت على جبهته المتعرقه لمقدمه شعره وهتفت بابتسامة كالتي ينظر لها بها: وحشتني أوي..
إبتسم بتعب وهتف بوهن وصوت متقطع: س، س، سا
سامحيني، سامحيني ي بنتي..

قبلت يده مجدداً وهي تستنشق مابأنفها محاوله التوقف عن ذرف تلك الدموع وقالت مبتلعه غصتها: أنا مش زعلانه أصلاً وبعدين في حاجه إسمها سامحيني بين أب وبنته برضه؟!

أومأ لها وهو يقبض بأنامله على يدها الممسكه به وتحدث بندم وهو يلتقط أنفاسه بصعوبه: متزعليش مني أنا بحبك وهفضل أحبك أنا كنت بقسي عليكي عشان فاكر إني هعلمك حاجه بس طلعت غلطان صدقيني عمري مكنت هحكيلك الحقيقه ولا هقولك إنك مش بنتي بس كان لازم أعمل كده وأخليكي تكرهيني عشان متزعليش عليا لما أموت..
شهقت وهي تشدد قبضتها على يده وهتفت برجاء: متقولش كده ربنا يديك طوله العمر وعمري م هكرهك مهما عملت..

تابع بوهن: أنا عندي ورم في المخ، توسعت عينها وتوقفت عن البكاء لوهله ثم أنفجرت في وصله بكاء أخرى مرير وتحدثت بحرقه وهي تلومه واضعه يدها على قلبها بألم: ليه؟ ليه بتعملوا كده وتيجوا تقولوا في الأخر ليه حرام عليكم حرام عليكم..
ترقرقت الدموع بعينه ورفع يده بتمهل ومحي دموعها
بحزن وهتف برجاء: متعيطيش متعيطيش هتعيطي في الأول وفي الاخر هتتمني لو كنتي إتكلمتي معايا الشويه دول بدل العياط..

محت دموعها بعنف تسائلت بقلب متألم: ليه متعالجتش ليه؟!
إبتسم وهتف بتثاقل: عشان زهقت من الحياه كفايه عليا كده؟!
هزت رأسها نافيه: لا مش كفايه جود خلف وأنا هخلف وهتلعب مع أحفادك وباسمه هنا بتحبك وموجود علشانك عايز تسبنا ليه؟!
هتف بابتسامة وهو يبتلع ريقه: عشان عايز أبقي مع سعاد، نظرت له وهي تبتلع ريقها منتظره تكمله حديثة فتابع وهو يبتسم: سعاد بتجيلي على طول بس مش عارف إتأخرت عليا ليه المرادي؟!

توقف صوت بكائها لكن دموعها لم تتوقف فهتف بحنان: متزعليش مش هتبقي لوحدك كملي حياتك بسعادة كلهم بيحبوكي..
أومأت له وهتفت بألم: أيوه كلهم بيحبوني وكل إللي بيحبوني بيسيبوني بسرعه وبيبعدوا عني..
فتابع بحنان وهو يحدق بها بابتسامة: تعرفي إني فرحت بيكي لما إتولدتي أكتر من فرحتي بجود!
أومأت وهي تشهق وتبسمت باكيه: عارفه أنا كل الناس بتحبني مفيش حد بيكرهني مش كده؟!

أومأ لها بابتسامه حنونه ثم هتف وهو يحدق بالأريكه التي خلف ألين بابتسامه: سعاد..
نظرت ألين خلفها على الأريكه الفارغه وشعرت بالخوف حقاً ثم عاودت النظر له فتابع وهو يبتسم: سعاد جت..
هزت رأسها وهي تبكي بحرقه محدقه به وتعلم أن تلك ستكون المره الأخيره..
أسندت رأسها على الفراش تبكي بحرقه متشبثه بيده فوضع يده على شعرها وظل يربت عليه بهدوء وهتف وهو يبتسم: سعاد بتقولي ناخدك معانا..

رفعت رأسها ونظرت له بعدم فهم لكن إنتفاضه جسدها جعلته يبتسم مدركاً خوفها فربت على وجنتها بحنان وطمئنها: متخافيش مش هسبها تاخدك لسه قدامك الحياه طويله بس هنستناكي، وسقطت يده من على وجنتها لتعلن لها أخه فارق الحياه..
عاودت البكاء بحرقه حتى بح صوتها وهي تمسك يده تقبلها بألم..

تركت يده ووضعتها تحت الغطاء ثم تشبثت بحافه الفراش ولم تتوقف شهقاتها قط وأنفاسها بدأت تضيق فسارت بخطوات مترنحه والرؤيه أصبحت مشوشه لديها وكم شعرت أنها مبتعده عن الباب ألاف الأميال أنفاسها كانت تضيق مع كل خطوه تخطوها حتى وصلت للباب أخيراً فحكرت المقبض وفتحت الباب لكن ليس المقبض وحده من تحرك بل فراس وجود أيضاً فهم كانوا يقفون بالخارج ينتظرونها..

أمسك فراس يديها بقلق عندنا رأي هيئتها وكيف لا تستطيع أخذ أنفاسها وقبل أن يتحدث سقطت فاقده للوعي بين يداه فأردف بذعر وهو يصفع وجنتها بخفه: ألين، ألين، ألين..
ركض جود لداخل الغرفه بينما فراس حملها وأخذها لغرفه أخرى وهاتف الطبيب من أجلها..
زفر الطبيب المعتاد لتلك المواقف: الضغط الضغط الضغط قولت بلاش الضغط النفسي عليها مش كويس ومفيش سمعان كلام أقولهالك بأني لغه يعني مش عارف؟!.

تسائل فراس بقلق: هتبقي كويسه لما تفوق؟!
أومأ الطبيب وهو يتنهد بقله حيله: أه هتبقي كويسه وإبعدها عن الضغط، وتركه وغادر فتنهد فراس وربت على وجنتها بقلق وهو يدثرها بالفراش جيداً ثم قبل رأسها بحنان وغادر فكم أراد أن يظل بجانبها لكن الأوضاع ليست جيده..

ترك الغرفه متوجهاً لجود فوجده جالساً بجانب الفراش واضعاً رأسه بين يديه وباسمه جالسه بجانب عادل المفارق للحياه تبكي بحرقه تنتحب وهي تترجاه: عادل فوق عشان خاطري متسبنيش وإنت زعلان مني عادل عشان خاطري فوق فوق..

تبدلت ملامح فراس للحزن وهو يراقبهم وأخذ خطواته إتجاه جود وقبل أن يتحدث وقف جود وتحدث بنبره خرجت مرتجفه مبتلعاً غصته: أنا، أنا، هروح أجهز عشان عش، صمت عندما عانقه فراس بقوه فأدمعت عيناه رغماً عنه وهتف: أنا كنت مزعله ومش بتكلم معاه كان لازم يسامحني مش هيسبني كده مش هيسبني كده!
إكتفي فراس بتربيته على ظهره فالكلمات لن تخفف عنه مايشعر به فلن يشعر أحداً بوجعه سواه..

أخذه فراس وترك الغرفه تاركين باسمه تبكي بقلب مفتور وهي تحدق به..
حل الليل وتم تجهيز كل شيء خاص بالتأبين وقد علم الجميع سواء من القنوات الاخباريه أو مواقع التواصل الإجتماعي..
عانقته بقوه وهتفت بحزن: البقيه فحياتك..
أومأ لها جود بهدوء: وحياتك البقيه..
فقامت بسؤال فراس الذي يقف بجانبه: ألين جوه صح؟!
أومأ لما وقال: أه بس نايمه عشان تعبانة شويه..

أومأت وتوجهت للداخل فتقدم أحدهم يصافح جود وتحدث بهدوء وصوت بارد كما يفعل دائماً: البقيه فحياتك..
صافحه جود وتحدث بهدوء وهو يرفع رأسه: وحياتك ال، فؤاد؟!
إلتفت له فراس سريعاً عندما سمع إسمه ثم إلى الإتجاه التي سارت به سجى فوجدها إختفت وهذا أراحه قليلاً بسبب المشاحنات التي يعلم أنها ستحدث إن تقابلوا
تحدث بهدوء وهو يبتسم لهم: كان لازم أجي مينفعش مجيش!
أومأ له جود وهو يبتسم ورد: وحياتك البقيه..

جلس فؤاد بجانبه وعينه أخذت تتجول بلهفه على جميع من يخرج ويدخل من النساء فكم إشتاق لها يريد رؤيتها ولو من بعيد فقط يكفيه هذا..
علت ضربات قلبه عندما رأها تقف مع إحداهم تتحدث وملامحها هادئه فكانت ترتدي ثوب أسود بأكمام متسع يصل لركبتيها فلم يلاحظ بروز معدتها لكنه لاحظ تغير ملامحها قليلاً للأجمل وهذا جعله يفكر أن يذهب ويأخذها عنوه ولايعطي بالاً لمزاجيتها المزعجه لكنها هي من تركته وإختارت هذا..

قلب عينه للمره الألف وهو يرى مها تجلس على الفراش بجانب ساره تحدق بانعكاسه بالمرآه برجاء وعيون القطط خاصتها..
فهتف بضجر وهو يقفل قميصه الأسود: ريحي نفسك مش هتيجي مش لعب عيال هو..
ضمت قبضتها بغضب وهي تكاد تنفجر ثم هتفت جازه على أسنانها: هعزي إنت زعلان ليه؟!
ضحك بسخريه: تعرفيه أصلاً؟!
تحدثت بإمتعاض: هو مش أبو البرنسيسه هروح أعزيها بقي..
فتسائل بسخريه مجدداً: وإنتي تعرفيها برضه؟!

إبتسمت بغضب: لا أعرف جوزها وهيعرفني عليها..
فقال بتهكم: جوزها فراس!
أومأت وهي تبتسم فابتسم باصفرار لها ثم قال بدون تعبير: لا، خليكي مع ساره عشان لو إحتاجت حاجه..
وقفت وتحدثت برجاء: بص هجبلها كل حاجه وهخليها جنبها هتبقي ملكه زمانها بس خدني معاك ونبي ونبي..
زفر بضيق: قولت لا الله..

ترقرقت الدموع بعينها وتحركت تاركه الغرفه: مش عايزه منك حاجه كفايه إنك كنت مزعلني ومصلحتنيش وبرضه جيت كلمتك ودلوقتي مش عايز تخليني أروح حته نفسي أروحها..
زفر وهتف بضيق: إستني، توقفت منتظره أن يتحدث فتابع: أنا مكلمتكيش عشان تركزي وتذاكري الفتره دي مش أكتر من كده ولو زعلانه هبقي أخرجك ف أي حته مش أوديكي عزه ولا تكوني عايزه تروحي عشان حاجه معينه؟!
إلتفتت له وتحدثت بعيون دامعه: أيوه عشان حاجه معينه..

فابتسم وهتف بسخرية مع تساقط دموعها: فراس رايحه عشان فراس، هزت رأسها بإمائه بسطيه فتنهد وهو يمرر يده على وجهه: ده مش وقت الكلام ده بس إللي لازم تعرفيه إنك بتضيعي وقتك وبترهقي قلبك وبتستنفزي كل مشاعرك على حاجه مستحيل تحصل فاهمه؟!
أومأت وهي تمحي دموعها وهتفت بنبره مرتجفه: فاهمه و عارفه كل حاجه هتقولها بس خدني معاك..

إقترب منها تحت أنظار ساره التي كانت تحدق بها بحزن فهي تشعر بها كوب وجهها بين يداه وقام بمحو دموعها المتساقطة بحنان: مها إنتي حبيبتي و روحي ومش عايزه حاجه ليكي غير الأحسن بس مش هينفع لو كنا في ظروف ثانيه صدقيني كنت شجعتك عشان أنا عارف فراس لما هيحب هيحب بجد وكان هيشيلك فعينه ويخلي باله منك بس فراس مش ليكي كل الحجات إللي بتتمنيها وبتحلمي بيها عنده بس هو مش ليكي لازم تنهي كل ده زي مبدأتيه!.

أومأت وهي تحني رأسها فرفعها وعانقها بحنان لتعاود البكاء مجدداً فهتف بحزن وهو يربت على ظهرها: متزعليش كل ده لمصلحتك والله، أومأت وهي ترفع رأسها ماحيه دموعها كالأطفال فابتسم وقرص وجنتها: وعشان متزعليش هاخدك معايا يلا إجهزي..

توقفت عن البكاء ناظره له بعدم تصديق فأومأ وهو يبتسم ثم رفع يده وبدأ بالعد: واحد إثن، ضحك عندما وجدها ركضت لغرفتها ثم حدق إتجاه ساره التي كانت تنظر لها بابتسامةٍ رقيقة مثلها فهز كتفيه بقله حيله وهو يتنهد..
حرك رأسه قليلاً وهو يتأوه بألم فتنبهت جميع حواس لارا وأخذت تصفع وجنته بخفه وهي تهتف بإسمه بلهفه: نادر، نادر، حبيبي، حبيبي إنت كويس؟!
حرك رأسه وهو يتأوه بألم: اااااه..
فأعادت بقلق: نادر، إنت كويس؟!

نظر حوله بتغبط وحرك رأسه ينظر حوله بتمهل بسبب الألم ثم رفع يده لكنه وجدها مقيده فهتف بتعب وهو يحدق بها بعيون زائغه: إحنا فين؟! إنتي كويسه؟!
أومأت له سريعاً بعيون دامعه ومررت أناملها على وجنته: المهم إنت إنت كويس؟!
هز رأسه بتعب ثم أراحها على فخذها كما كانت ثم شردت بحزن وهي تربت على رأسه..

تقدم ذالك الشاب بحلته الرسميه المهندمه البين ثرائه حتى من لمعه حذائه فلفت الأنظار حتى توقف أخيراً أمام جود ومد يده وتحدث برزانه: البقيه في حياتك..
بادله جود المصافحه بهدوء: وحياتك الباقيه، ثم تسائل وهو يقطب حاجبيه مفكراً: عفواً هو أنا أعرفك؟!
هز الاخر رأسه بنفي وعرف عن نفسه: وليد وائل الدسوقي، قطب جود حاجبيه يحاول تذكره بينما فراس إنتفض من مكانه ووقف وتسائل بلهفه وهو يحدق به: قولت إنت مين؟!

أعاد مجدداً وهو يتفحص فراس: وليد وائل الدسوقي، ثم قطب حاجيه وتابع: إنت فراس جوز ألين مش كده؟!
أومأ له ومازال يحاول إستيعاب مايحدث: إنت تعرف ألين؟!
إبتسم بهدوء وهو يضع يديه بجيب بنطاله: أكيد عارفها مش أختي!
حملق به جود قليلاً ثم قال بدون تعبير وهو يحدق بفراس: إيه إللي بيحصل؟!

ضحك الأخر بهدوء: أكيد محتاجين تفهموا، تنهد وهو يخرج يده من جيبه وشابكهم معاً وتابع حديثه: أنا أخو ألين ومش هي لوحدها ده لسه في تلاته غيرها كمان..
تبادل فراس و جود نظرات متحيره..

لكن إندفع فراس بالحديث بعد تفكير دام لخمس دقائق فقال: إزاي ووائل مات في الحرب وإتذكر ده ف الجواب إن، توقف عندما وجد وليد يضحك على أخره وهذا أزعج جود فأوقف الضحك قليلاً وهو يعتذر: أسف أسف بس بجد أنا بضحك لسبب معين بس الأول مش هشوف ألين ولا إيه؟!، حدق فراس وجود لبعضهم مجدداً فتنهد وتابع بهدوء: مش مهم دلوقتي كده كده هشوفها، و دلوقتي بقي هفهمكم حاجه بسيطه أوي، رفع حاجبيه قائلاً: وائل راح الجيش ومرجعش ل سعاد مش للحياه!

فتسائل فراس مشدوداً: يعني إيه؟!

فتحدث وليد ببساطه: يعني وائل عايش وعنده خمس ولاد وأنا واحد منهم وهو موجود وعايش وحياته تمام التمام، صمت قليلاً ثم أعاد وهو يراقب ملامحهم التي بهتت ولاتفسر: ومش معني كده إنه كان خاين ولا حاجه لا هو كان بيتجوز كتير بس كل إللي إتجوزهم حبهم ولسه بيحبهم، ثم رفع سبابته مأشراً على فراس وتابع: وده إللي لازم تعرفه وتعرفه لمراتك، ثم أخرج مظروف من جيبه ووضعه بيد فراس وأوصاه: ده في كل المعلومات إللي هتبقي محتجاها عشان تفهم وتصدق لازم تدهولها في أسرع وقت وقولها متقلقش وائل مش هيسبها هتشوفه قريب أوي هو بيحاول دلوقتي يجمع ولاده ويلم شمل العيله من تاني عشان نبقي كلنا مع بعض، صمت قليلاً وحدق بهم ثم قال بنبره ذات مغزي: يلم شملنا دلوقتي وعلى طول..

هز فراس رأسه وتسائل باستفهام لتلك الجمله: يعني إيه؟!
نظر وليد لساعة يده وهتف بتعجل: عندي معاد ولازم ألحقه، وتركهم وغادر تاركاً أفكارهم تتخبط معاً بسبب بحيره..

لكنه إلتفت وقال لفراس الذي كان يحدق بظهره باقتضاب: كل حاجه في وقتها حلوه بس خليك متأكد إنها مش هتعجبك وائل عمره مشافها وأكيد مش هيقابلها ساعتين ويسلمهالك تاني!، وأنهي حديثه بتلك النظره المحذره وتركهم وغادر فنظر فراس إلى جود منتظراً رأيه بما يحدث فتحدث ببرود: دي مبقتش حياه ده بقي فيلم هندي على دماغكم..

أعاد فراس نظره لذالك المظروف وهو يقلبه بيده متنهداً بإحباط مفكراً قليلاً فهو متأكد أنه إذا تم فتح ذالك المظروف بالتأكيد ستحدث أشياء لن تعجبه مثلما أخبره الان لكن الجيد أن هذا سيلهي ألين قليلاً عن الحزن ولكن ربما يخسرها هو كذالك فماذا سيفعل الان؟!

توجه للداخل فوجد باسمه أمامه ممسكه بالطفله ونوران بجانبها فابتسم لها بهدوء لكنه توقف متعجباً عندما وجد باسمه تضع الطفله بيده وتحدثت وهي تمسك بيد نوران: خلي بالك منها هاخد نوران للدكتور عشان تعبانة ومش هنتأخر..
فعرض عليها: ممكن أخدها أنا وخليكي إنت، لكنها قاطعته بحزم والتوتر بادي عليها: لا متتعبش نفسك و عشان تفضل جنب ألين، وتركته وغادر أخذه نوران التي لا تفهم شيء خلفها..

تسللت بهدوء حتى وصلت لسياره عادل المصطفه بالمرآب وأخذتها بهدوء لكن جود كان قد لمح طيفهم وهو يسيرون فتوجه إلى هناك فوجد سياره والده منيره فتعجب وإقترب للسياره أكتر وقبل أن يتحدث وجد الباب يفتح وخرجت نوران مندفعه لأحضانه معانقتاً إياه بقوه وهي تبكي وتشهق فأبعدها وهتف بقلق: إيه بتعيطي ليه؟!
هتفت بحزن وسط بكائها: عشان مش عارفه أبقي جنبك وأخفف عنك..

عانقها بحنان وهو يربت على ظهرها بهدوء وكأنه يخبرها أن لا بأس بهذا ومظهرهم هذا جعل باسمه تتأنب لما هي قادمه عليه لكنها أخذت قرارها وإنتهي الأمر..
فتحدثت بهدوء: مش يلا بقي إنتي تعبانة؟!
نظرت لها نوران بعدم فهم محاوله معرفه سبب كذبها عن الجميع بتلك الطريقة حتى جود!
تحدث بقلق وهو يربت على وجنتها: تعبانه أجبلك الدكتور؟!
كادت تتحدث لكن والدتها قامت بالرد: لا مني وخداها المستشفي أهو..

فتسائل بتعجب: مين هيسوق؟!
تحدثت باسمه بكل هدوء: أنا هسوق..
رفع حاجبيه متعجباً فظن أنها مزحه فهي لم تخبره من قبل أنها تستطيع القيادة لكن لايبدو عليها المزاح بتاتاً
فأومئ بهدوء ثم ساعدها باستقلال السياره لكنه قال بقلق: أنا هبعت معاكم حد عشان متبقوش لوحدكم..
فانفعلت باسمه قائله: لا مش عايزين إحنا مش أطفال.
قطبت نوران حاجبيها وهي تنظر لها فمنذ متي تحدث جود بتلك الطريقه؟!

بينما هو تصنع عدم الإهتمام وكأن نبرتها كانت عاديه وإبتسم بهدوء: ماشي روحوا لوحدكم بس خلي بالك وإنتي سايقه، وتركهم وغادر وألاف الافكار تتلاعب برأسه بسبب توتر باسمه وعصبيتها الغير مبرره؟!
ضغطت على المكابح بقوه متوقفه بمنتصف الطريق بسبب هستيريا نوران وأسئلتها التي لا تنتهي عليها فصرخت بوجهها: في إيه مش مبطله أسئله ليه؟!

فردت عليها بعصبيه: إنتي إللي في إيه عماله تكذبي وواخداني ورايحه فين وإحنا في الحاله دي؟!
هتفت بحزم: واخداكي وماشيين عشان مش هترجعي لجود تاني فهمتي رايحين فين؟!
حملقت بوجهها بعدم تصديق وهتفت بنبره مرتجفه: يعني إيه مش هرجعله تاني وبنتي بنتي أنا مكملتش معاها إسبوع على بعض!
فهتفت باسمه بجمود: بكره تنسي..

صرخت بوجهها مع تساقط دموعها: أنسي إيه أنسي إيه نسيتي إبنك وإنتي عارفه إنه ميت عشان أنسي أنا بنتي إللي لسه والداها؟! أنا مش هسامحك والله عمري ما هسامحك، وظلت تبكي بحرقه وهي تضع يدها على وجهها ووالدتها عادت تقود بهدوء وكأنها لم تفعل شيء وكم هذا أستفذها فصرخت بها مجدداً أجفلتها: إنتي إنتي بتعملي فيا كده ليه؟ جود مش هيسامحني المرادي بسببك كل مره تبوظي حياتي كل مره بسببك بس مش هسمحلك فاهمه ولا لا مش هسمحلك نزليني نزليني، حاولت فتح السيارة لكنها أغلقتها من الداخل فلم تستطع فصرخت بها بحرقه: ليه ليه سبيني سبيني..

صرخت بها هي الأخرى بصوت حاد: عشان خايفه عليكي خايفه عليكي العيله دي كلمهم بيموتوا بأمراض وحشه سعاد وعادل وألين كانت وخفت مش هستني لما يجيلك الدور فاهمه ولا لا؟
هزت رأسها بهستيريا وتكاد تفقد صوابها: إنتي إنتي بتفكري كده إزاي إزاي ده نصيبه وعمره!
فردت عليها ببرود: هو ده إللي عندي ومش عايزه مناقشه عشان مش هرجع في قراري تاني فاهمه ولا لا؟

شهقت بحرقه وهي ترجع ظهرها على المقعد تكمل بكاءاً: ماما إنتي كده بتدمريلي حياتي بتدمريها..
ردت عليها بحزن وهي تطالع هيئتها: والله كله عشانك وعشان خايفه عليكي مش هسمحلك يحصلك حاجه..

فصرخت بها بصوت مذبوح: وبنتي بنتي! خايفه عليا طيب وبنتي بنتي مش أنا أم زيك برضه حرام عليكي حرام عليكي مش هسامحك والله العظيم يا ماما عمري ما هسامحك حتى لو رجعت لجود وهرجعله على فكره ومش هسامحك ومش هتشوفيني تاني مش هتشوفيني..
فهتفت بجمود: مش هترجعي أنا مش مستغنيه عنك فاهمه..
فهتفت وهي تكاد تجن: مش ده عادل إللي بتحبيه وجود إللي بتعتبريه زي إبنك إزاي بتعملي كده إزاي؟!

إبتلعت غصتها هي الأخرى: أيوه بحبهم بس عادل خلاص مات والحي أبقي من الميت وجود بكره ينسي زي ما هتنسي..
هتفت بحرقه: إنتي مصدقه نفسك؟ مش ده جود إللي كنتي مأمنه بيه وقولتيلي ده مناسب ليكي؟!
صرخت بوجهها بعصبيه: أيوه هو وقولت ولحد أخر لحظه هيفضل هو الأحسن ليكي بس أخرتهم كلهم وحشه مش هسيبك معاهم!
فهمحت دموعها وتسائلت: منين هتخفيني ومنين واخده عربيتهم؟!

توقفت بالسياره أمام البنايه الفارهه فهتفت نوران عندما رأتها بتعجب: شهاب كده هتخفيني؟!
إبتسمت ببرود قائله: ومين قلك إني هخفيكي مين؟!
جود مشغول ومش فاضي يجيلك ويتحايل ويواسي وزي منتي قولتي مش هيسامحك وأنا إتأكدت من كده لما سبتلوا الجواب في قوضتكم..
شحب وجهها وهتفت بنبره مرتجفه: جواب إيه؟!
عاد مكانه مجدداً لكنه لم يستطع الجلوس أكثر من التعب فصعد لغرفته وإرتمي على الفراش وغفي من كثره التعب..

بينما بالغرفه المجاوره كان فراس يجلس بجانب ألين يربت على شعرها بهدوء ويضع بمنتصفهم الطفله الصغيره نائمه بهدوء فابتسم وهو يداعب وجنتها برقه هي الأخرى ويتمني لو يعيش مثل تلك اللحظة مع طفلهم..
إنتفضت ألين وهي تشهق بخوف جعلت الصغيره تبكي وأجفلت فراس الذي ربت على شعرها بهدوء: إهدي أنا معاكي إهدي..

أومأت وهي تتنفس بعنف واضعه يدها على قلبها بينما هو حمل الطفله وهزها بيده بهدوء كي تهدأ حتى عادت للنوم مجدداً فوضعها على الفراش بجانبهم بهدوء وهو يبتسم تحت مراقبه ألين له وهي تبتسم برقه فهو سيكون والد رائع ولكن هل ستراه يوماً وهو يحمل طفلها بتلك الطريقه؟!
أخرجها من شرودها قبله فراس لها على وجنتها فابتسمت وهي تمرر يدها على خصلاته ثم قربته وقبلته قبله مماثله فتسائل بهدوء: حلمتي بإيه؟!

تنهدت وهي تسند رأسها على ظهر الفراش: ماما، كانت بتقولي مش هتيجي بقي..
تنهد وأسند رأسه مقابلها وهتف بإحباط وهو يحدق بالسقف: كل الناس عايزاكي مش هيه بس..
نظرت له بقلق عندما إستشعرت من نبرته أن هناك شيء فتسائلت بهدوء وهي تجعله ينظر لها: في حاجه عاوز تقولهالي؟!
هز رأسه ثم وضع المظروف بيدها وقال بهدوء: ده جالك ولازم تشوفيه وخليكي عارفه إن أنا معاكي في أي قرار تاخديه، أومأت بقلق وهي تفتحته بهدوء..

وبعد بعض الوقت كانت تمسك الورقه بيدها ودموعها تنساب ولا تعلم علام هل على والدتها التي كانت تحبه لأخر لحظه بحياتها وتدعو له بالرحمه وهو حي متزوجاً بغيرها أم لحياتها التي قضتها تعيسه أم لكون والدها حي ولم يبحث عنها يبحث عنها ماذا فهو كان يعلم أين هي ويستطع إخبارها ومساعدتها بكل مامرت به لكنه لم يفعل و جاء الان يخبرها أنه يحبها بتلك البساطه؟!

نظرت إلى فراس الذي كان يتابع حالتها بحزن وتحدثت وكأنها تأنبه على قوله: هتبقي معايا في أي قرار أخده إهي بس! ده ميستاهلش أفكر فيه أصلاً ومعنديش أبهات أنا أبويا مات إمبارح، ومزقت الورقه بقوه وهي تتنفس بعنف وألقتها أرضاً فربت على كتفها بهدوء: متتسرعيش كل واحد عنده أسبابه على الأقل إعرفي إخواتك..
قطبت حاجبيها وتسائلت باستفهام: إخوات إيه؟!

أشر على الورقه وهو يتنقل بنظره بينها وبين الورقه: المفروض إن فيها كلام عن إخواتك وليد قلي كده تحت..
تحدثت بعصبيه: أنا مش فاهمه حاجه فهمني..
تنهد ثم تحدث بهدوء وهو يمسك المظروف بيده: في واحد جه تحت إسمه وليد وده أخوكي وقالي إن بباكي عايش وده فيه معلومات هتفهمك كل حاجه!
أومأت بهدوء: أنا فهمت كل حاجه بس مفيش أي حاجه مكتوبه بتدل على إن فيه عندي إخوات!

فتح المظروف مجدداً يبحث به فوجد مجموعه صور فابتسم وأخرجهم لها وتحدث وهو يشاهدهم: صور أكيد دي صور أخواتك، وليد أهو والصوره مكتوب عليها إسمه من وري، وأعطاها الصوره بهدوء حتى توصل للصوره الأخيره ففرغ فاهه بعدم تصديق وهتف بذهول وهو يحدق بها: ألين، شوفي دي..
أخذتها من يده بهدوء ومالبثت أن حدقت به بعدم تصديق وهي تهز رأسها..
تحدث بهدوء وهو يحدق بنيكولاس: هل تم كل شيء.

أومأ بهدوء: نعم تم كل شيء والان رأسهم بالطريق متوجهه إلى أليخاندرو كما أمرت..
أومأ بهدوء ثم تابع: عندما أذهب إجعل الطاهي يترك المكان لأن النهايه ستكون قريباً ولا أريده أن يخوض كل هذا، أومأ له بطاعه فتابع نائل متسائلاً: هل تم الرد عليك أم أن الهاتف مازال مغلق؟!
هز رأسه بنفي: لا سيدي إنه يعطي جرس لكن لارد..
أومأ نائل له: حسناً يمكنك الذهاب الان..
لكنه توقف وتحمحم وتحدث بتردد: سيدي هل لي بسؤال؟!

تنهد نائل: بالطبع تحدث
تحدث بتوتر: هل الرجالان الذي تم قطع رأسهم هم من قامو، قامو، بالاعتداء على زوجتك؟!
فرد ببرود: نعم هم هل هناك شيئاً أخر؟، هز رأسه نفياً فأمره بهدوء: إذاً إذهب وباشر عملك الان..
بينما بالجهه الأخرى دلف جون الغرفه وهو يحمل بيده صندوقين أنيقين بشكل ملفت وقبل أن يتحدث وجده يجلس مع فارس يتهامسون بصوت منخفض فرفع حاجبيه وتوقف يشاهدهم حتى رفع فارس رأسه فتسائل بشك: هل تتسمع علينا جون؟!

ضحك بسخريه وهو يتقدم ثم وضع الصندوقين أمامهم على الطاولة وتحدث: وهل سأستطع أن أستمع لشيء وأنتم تتهامسون كالعاشقان بتلك الطريقه؟!
إبتسم فارس بهدوء فدحجه جون بغضب: فقط لاتبتسم تلك الإبتسامه اللعينه أمامي فأنت تشبه..
عقد يديه أمام صدره وتحدث بتهكم: إن كانت ضحكتي لا تعجبك فابعد نظرك فأنا أيضاً لا أطيق رؤيه وجهك اللعين..

حدق به بغضب وكاد يرد لكن إليخاندرو تحدث بتهكم: لما لا تتقاتلان الان أيضاً هيا، وما تلك الصناديق؟!
تحدث بضيق: لقد جاءت لك لا أعلم مِن من!
فتحدث إليخاندرو وهو يأشر عليها: إذاً إفتحه من أجلي..
فابتسم بعصبيه وهتف: ولما لا يفتحهم فارس من أجلك؟!
إبتسم بسخريه وهتف: إذاً أنت واحد وهو واحد إبدأ..
لكنه إعترض: أنا وهو وأنت ماذا ستفعل؟!

إبتسم وهو يهز كتفيه بقله حيله: لاشيء فأنا قعيد هيا عزيزي إفتحه ولا تقلق فإن كان بها مفجر أو شيء من هذا القبيل سنموت معاً لاتقلق..
فتحها بهدوء ليضع فارس وأليخاندرو يدهم على أنفهم بتقزز بسبب الرائحه بينما جون قام بتغطيته مجدداً وهو يلعن بغضب وقال: من اللعين الذي فعل هذا واللعنه ومن هؤلاء هيا إفتح الأخر لنري من هذا؟!

إقترب فارس وعلامات التقزز باديه عليه فأوقفه أليخاندرو: توقف أنا أعرف هويه الأخر لا داعي لنستنشق تلك الرائحه الكريهه مجدداً، فعلينا أن نفكر الان بالقادم فهذه بدايه الحرب..

=: فراس، فراس، فراس، فراس، إنت فين؟!، هذا ما أردفت به مها وهي تبحث عنه بالمنزل فتوقفت أما الغرفة الأخيره التي لم تبحث بها واضعه يدها بخصرها منحنيه قليلاً وهي تتنفس بأرهاق فوضعت يدها على المقبض ودلفت بهدوء وهي تبتسم بحماس حل محله الحزن عندما وجدت فراس يحاوط ألين النائمه وتضع بحضنها طفل رضيع وهو يبتسم تاره وتاره أخرى يقبل رأسها..

فعادت أدراجها للخارج بخيبه أمل لكن فراس إنتبه لها وهتف بتعجب: إنتي مين؟!

إلتفتت له فابتسم ثم أخذ الطفله من يد ألين ووضعها على الفراش ثم أراح رأس ألين على الوسادة كي يذهب لكنها حاوطت عنقه جعلته ينحني عليها فابتسم وحاول فك يدها التي تحاصره وهو يضحك تحت نظرات مها التي إلتمعت عينها بالدموع وهي تراقبهم وقلبا تمزق لألاف القطع فولت ظهرها لهم ماحيه دمعه سقطت وتوجهت للأسفل وبعد فك فراس حصاره توجه للأسفل خلفها فقابل على الذي سأله عن جود المختفي لكنه أخبره أنه لا يعلم وإقترح أنه ربما ذهب إلى نوران المشفي..

سأل فراس على: فين مها كانت فوق وإختفت قبل ما أسلم عليها..
تنهد على وأشر عليها من وسط النساء الجالسات: هناك أهي هناديهالك، ثم أشر لها عندما وجدها تنظر إتجاههم فتوجهت له بهدوء والحزن بادي على ملامحها: نعم..

علم على أنها رأت ما أحزنها ولهذا جلبها معه يعلم أنها ستتألم لكن هذا أفضل كي تري أن ماتفكر به شبه مستحيل إستفاق من شروده على مصافحه فراس ل مها وهو يتحدث بابتسامه: إزيك ي مها عامله إيه وأخبار الدراسه إيه؟!
إبتسمت بهدوء: الحمد لله، ماشيه ماشيه..

فبعثر شعرها وهتف مشجعاً: شدي حيلك بقي عشان أشغلك معايا في الشركه، أومأت بهدوء وهي تبتسم مقاومه رغبتها في البكاء: إنشاء الله، ثم نظرت إلى على وقالت: على أنا هروح عشان تعبانة مع السلامة، ثم نظرت إلى فراس: تبقي سلملي على ألين لحد منتقابل، وتركتهم وغادرت تحت أنظار على القلقه عليها..

كانت تسير بخطوات سريعه لا تري أمامها بسبب دمعاتها التي أغرقت وجهها فارتطمت بشهاب وكادت تقع لكنها تماسكت وتابعت سيرها بدون أن تلتفت له بينما هو لم يهتم بل تابع ودلف للداخل وكأنه لم يراها فهو إنشغل بدراسته وقد تناساها ربما كان معجباً بها فقط وليس حباً..
جاء صباح يوماً جديد..

فتح جود عيناه بسبب الضوء فوضع يده بجانبه فوجده فارغ فتقلب ونظر بمكان نوران الفارغ وهو يفكر مرر يده على وجهه وهو يتنهد ثم أخرج هاتفه من جيب بنطاله كي يهاتفها فهو لم يبدل ثيابه من أمس، هاتفها لكنه سمع الرنين يأتي من جانبه فأخذه من على الكومود فأسقط تلك الرساله وهذا جعله يتبنه لها فانحني كي يرى ماذا أسقط فأخذها من الأرض وأدرك مايحدث فقط عندما وجد إسم نوران عليها من الخارج..

أغمض عيناه متذكراً ماحدث أمس بأدق تفاصيله وعصبيه باسمه وبكاء نوران هل كانت تودعه؟ لكنه يعرفها هذا لم يكن وداع هي لن تتخلي عنه وطفلتها لن تتركه وحتى لو أرادت فما عذرها؟! أين السبب؟! إبتسم بسخريه فلايهم لقد إعتاد على الخزلان لن يشعر بالألم لفترةٍ طويله، نظر للورقه وفتحها لكنه ضم قبضته عليها ثم قام بتمزيقها قبل أن يقرأها فهو لايريد أن يقرأ مايحطمه أكثر يكفي مايحدث بحياته إن أرادت العوده ستعود من نفسها لكنها لن تجده بإنتظارها..

أخرجه من شروده رنين هاتف المنزل فوضعه على أذنه بهدوء ليأتيه صوتها الباكي: جود، تنبهت حواسه لصوتها وكاد يتحدث لكنه وجد الخط قد أغلق..

ضغطت على الزر كي بهستيريا تراه يعمل أم لا وهي تتحدث: ألو، جود، جود، ألقت السماعه بغضب عندما أدركت أنه تم فصله من الخارج من قبل والدتها فركضت إتجاه الباب وظلت تطرق عليه بقوه وهي تبكي بحرقه: إنتي مش هتحبسيني هنا إنتي فاهمه والله هموت نفسي أنا مش فارقه معايا حاجه ومش عايزاكي بكرهك بكرهك ربنا ياخدني عشان أرتاح منكم، وسقطت على الأرض تبكي بحرقه وهي تضع يدها على قلبها مستنده رأسها على الباب..

وضع سماعه الهاتف مكانها مجدداً ثم وقف وذهب لغرفه إبنته يبحث عنها لكنه لم يجدها فسقط قلبه وظن أنها أخذتها لكنه تذكر لم تأخذها معه لكنه قد غفي ولا يعلم ماحدث فسأل الخادمه التي وجدها تمر من أمام غرفته: فين بنتي؟!
تحدثت وهي تبتسم: متقلقش مع ألين هانم من إمبارح، أومأ براحه وهو يتنفس الصعداء ثم توجه إلى غرفتها فوجدها نائمه بأحضان ألين وفراس ليس معهم.

فابتسم ثم جلس على الأرض وأسند ذراعه على الفراش وتوسده ثم مد إصبعه لطفلته فأمسكته بيدها الصغيره فابتسم أكثر وتحدث براحه لم يشعر بها سوي معها بعد نوران: طلعتي فقريه أوي، تنهد ثم تابع وهو يربت على رأسها بخفه مبتسماً بحب وهو يرى جمالها: جنات، هسميكي جنات بس هتفضلي فقريه برضه، ضحك بخفه وهو يراها إستيقظت تبتسم له فابتسم لها بحنان فيبدو أنها تملك عين والدتها ولون شعر والدتها أيضاً فقط يدعو ألا تملك بكاءاً مثل والدتها فلن يحتمل هذا..

شعر بيد تربت على شعره فرفع نظره قليلاً فوجد ألين تحدق به وهي تبتسم بحنان فابتسم لها بالمثل فهتفت بنعومه أثر النوم: عامل إيه النهارده؟
هز كتفيه وهو يستند وجنته على يدها: زي الزفت والله كان نفسي أقولك أنا تمام بس أنا مش تمام
الحمدالله..
ربتت على وجنته بحزن: أنا معاك وهفضل معاك متقولش كده هتبقي كويس وكمان نوران معاك..
ضحك بسخريه عندما سمع إسمها وهتف وسط ضحكاته: ألين صدقيني كلمه كمان وهعيط إسكتي إسكتي..

قبلت رأسه بحزن فتسائل هو: عملتي إيه في موضوع أهلك ده؟!
هزت كتفيها: مش هعمل ومش عاوزه أعمل وأنا معنديش غيرك دلوقتي إنت وفراس والكميله الصغننه دي وماما هاله ون، توقفت فجأه وسألته: سميتها إيه صح؟!
إبتسم وهو يحدق بوجهها الملائكي: جنات..
إبتسمت ثم غمزته: أول حرف من إسمك وإسمها..
رفع حاجيه مفكراً: تصدقي مختش بالي لا هغيره بقي
ضحكت بخفه ثم تسائلت: فين فراس؟!
هز رأسه بعدم معرفه: مش عارف أنا لسه صاحي..

أومأت له ثم عادت تحدق بجنات الصغيره بابتسامه..
=: يعني إيه مش عارفه، هذا ما أردف به فراس وهو يحدق بوالدته ببعض التهكم..
فتحدثت بهدوء: أنا مالي ي فراس قلي مسافر وهيتأخر شويه المرادي ومقالش فين؟!
مرر فراس يده بشعره بعصبيه ثم تسائل وهو يجز على أسنانه: وبعدين؟
هزت كتفيها وقالت: ولا قبلين دي مش أول مره يسافر من غير ميقول رايح فين وأنا إتعودت منه على كده
فتسائل بتهكم: ولزما متعوده بتجبيني على ملي وشي ليه؟!

إبتسمت ثم جلست بجانبه وهمست بخفوت وهي تضرب كتفها بكتفه: عشان إنت وحشتني وكنت عاوزه أشوفك..
فلم يستطع أن يكبح إبتسامته وحاوطها بحنان فأسندت رأسها على صدره كأنها طفلته فربتت على صدره بحنان وقالت ببعض الرجاء: خلي بالك من نفسك عشان خاطري أنا مليش غيرك..
ربت على ذراعها وتسائل: ليه الكلام ده دلوقتي؟
تنهدت تنهيده حاره وقالت بهدوء: عشان بحبك يحبيبي هقول كده ليه يعني..

إبتسم وقبل رأسها بحنان: متقلقيش هبقي كويس، فين نور؟!
أيقظته بهدوء وهي تربت على ذراعه: شهاب شهاب حبيبي قوم..
إعتدل بالفراش بقلق وهو يفرك عينه: خير ي ماما في إيه؟!
تسائلت: عملت إيه إمبارح؟!
تنهد وقال بهدوء: مشفتش جود خالص ودورت عليها ملقتهاش..
فقالت بقلق: أنا كنت سيباها مع فراس هتكون فين يعني؟!

هز كتفيه بحيره: فراس كان مع على طول الوقت ومكنش معاه أطفال، وعلى فكره انا مش موافق على إللي بتعمليه ده وعشان تعرفي يعني أنا مكنتش هجبهالك وياريت متدخلنيش في مشاكلكم دي..
وولاها ظهره وعاد للنوم مجدداً..
فتركت الغرفه بحزن وأخذت تسير في غرفه الجلوس بتوتر تفكر كيف تأتي لها بطفلتها..

أدمعت عيناها وهي تستمع لأنين بكائها الذي لم ينقطع منذ أمس حتى بح صوتها فهي خسرتها وخسرت جود هو الأخر وقامت بتفريقهم بكل برود وكأنها لا تشعر فلن يسامحها تلك المره هي الأخرى..
بعد مرور أسبوع..
حدقت بتلك الرساله التي بعثها لها شادي ودموعها مازالت تتساقط بألم فهي منذ إن رأتها من إسبوعٍ تقريباً وهي تحدق بها كل يوم باكيه بألم متذكره كل ما مر عليها من ألم وقسوه حطمت فؤادها..

قاطع بكائها دخول مليكه غرفتها وهي تبتسم ثم جلست مقابلها على الفراش لكن إبتسامتها إختفت عندما وجدت الطعام كما هو: برضه مش هتاكلي ي ريم؟!
ربتت ريم على وجنتها بحنان: أنا كويسه ي حبيبتي متقلقيش عليا، ويلا بقي قوليلي إيه سر الإبتسامه الجميله دي؟!
ضربت مليكه جبهتها بطفوليه: أنا نسيت أقولك أبيه يحيي جه ومش هيسافر تاني خالص خالص وهو بيلعب معايا على طول وبيخرجني ويفسحني مش زي أبيه مالك مش بيهتم بيا كتير..

أومأت لها ريم وهي تتسائل بنفسها عنه فمالك لم يخبرها أنه يملك أخاً..
فأمسكت مليكه يدها: تعالي إتعرفي عليه هتحبيبه أوي..
لكنها جزبت يدها وتحدثت بإرهاق: معلش ي مليكه وقت تاني بس عاوزاكي لما تشوفي أبيه مالك في أي وقت تقوليله إني عاوزه أرجع مصر ماشي يحبيبتي؟
أومأت لها بحزن ثم قالت وهي تغادر: إحنا هنبقي في الجنينة لو هتنزلي، أومأت لها بابتسامه ذابله وعاودت الإستلقاء مجدداً على الفراش..

كان هذا تحت أنظار يحيي الذي مر بالصدفه من أمام الغرفه فلم يستطع تجاهل تلك النبره المنكسره التي سمعها فوقف يسترق السمع غير قادر على رؤيه وجهها فقط ظهرها وخصلاتها المنسدله عليه بنعومه وتلك النبره الرقيقه التي جعلته يدرك كيف سيكون شكلها تماماً وهذا أخافه لذا عندما إلتفتت تحدق بمليكه وهي تسير إختفي خلف الحائط كي لايراها وهو يتنفس بإضطراب عاجز عن معرفه سببه وبعد ذهاب مليكه مباشرة تاركه الباب مفتوح وقف يحدق بها وهي تضم نفسها وصوت أنين بكائها قد على ووصل لمسامعه وكم كان هذا ذا تأثير عليه فزفر وتوجه للاسفل..

فتحت عينها بإنزعاج عندما سمعت صوت مليكه تضحك وصوت أخر معها صوت رجولي خشن يضحك فأبعدت خصلاتها خلف أذنها وإرتدت خفيها المنزلي وسارت إتجاه النافذه بتثاقل حركت الستار قليلاً ووقفت تتابع مايحدث بحديقه المنزل..

فرفعت حاجبيها دون إراده منها عندما تبين وجهه لها هل هذا يحيي إذاً؟ وسيماً مثل شقيقه لكنه مختلفاً قليلاً يملك شعراً بُنياً بذقن مازالت تنبت وبشره شاحبه قليلاً مثل مليكه وبنيه قويه ولقد سأمت البنيات القويه حقاً إبتسمت لا إرادياً وهي تراه يضحك هو ومليكه وقد لمحتها مليكه بتلك اللحظه وهي تجلس على كتف يحيي فصرخت بحماس وهي تلوح لها: ريم، ريم..
شهقت ريم وإلتصقت بالحائط وهي تتنفس بحده قاطبه حاجبيها..

فتسائل يحيي وهو ينزلها: فين ريم دي؟!
أشرت على النافذه: ريم كانت بصه علينا وبتضحك..
نظر لها يحيي بشك وعيون نصف مغلقه فهي كانت تبكي؟: يشيخا؟!
أومأت بطفوليه: أه والله، رفع نظره إتجاه النافذه وحدق بها قليلاً ثم إبتسم بهدوء وهز رأسه بإمائه خفيفه كأنه يعرف عن نفسه ولايعلم أنها أومأت له من الداخل بالمثل وهي تبتسم مرحبه به..

إستيقظت بإنزعاج بسبب طرق على الباب بقوه فزفرت وهي تعاود وضع رأسها تحت الوساده مجدداً لكن الطرق لم يتوقف فانتصبت جالسه وظلت جامده لبعض الوقت كي تفيق ثم نظرت لثيابها التي لم تبدلهم منذ يومان بسبب إكتئابها وخمولها فهي لم تخرج من غرفتها منذ ذهاب شريف وما أحزنها أكثر أن شريف الذي مازالت تحبه إلى الان لم يتحدث معها ويأتي كي يواسيها قليلاً فهي مرهقه وإن أجبرها أن تستمع له ستستمع لكنه لم يهتم ربما كان يجب عليها أن توقع تلك الاوراق وتنتهي من كل هذا..

إنتفضت من على الفراش وهي توبخ نفسها بحده عندما تذكرت: أنا متجوزه متجوزه إزاي مفكرتش في كده وكنت إتبنيته أنا ليه غبيه غبيه، وظلت تضرب جبهتها بقوه وهي تسير بالغرفه ذهاباً وإياباً فالمرأه قالت لها يجب أن تكون متزوجه وقد كانت كذالك لما لم تتذكر بذالك الوقت لما؟! قضمت أظافرها بتوتر مكمله تجولها بالغرفه بمنامتها المكونه من بنطال وكنزه وخصلاتها القصيره المبعثره ووجهها الشاحب أثر الإرهاق والهالات السوداء التي إنتشرت حول عينها بسبب بكائها ليلاً وعينها المتورمه فكانت حالتها مذريه..

علا صوت طرق الباب مجدداً فضمت قبضتها وقضمت شفتيها بغيظ وهمست لنفسها: مين المقرف ده..

وتوجهت إلى الباب حافيه القدمين وفتحته بعصبيه فتطايرت خصلاتها بسبب إندفاع الهواء فضربت قدميها بالأرض بغيظ عندما لم تجد أحداً لكنها عادت لتبتسم بحزن فشريف كان يفعل هذا دائماً عقدت يديها أمام صدرها وهي تستند على الباب وشردت بحزن حتى تنهدت عندما ألمتها قدمها فزفرت وهي تفك عقده يدها كي تعود للداخل فسارت خطوتين وأغلقت الباب خلفها لكنها أمسكته باللحظه الأخيره قبل أن يغلق عندما لاحظت ذالك الصندوق الضخم أمام غرفتها وعليه بطاقه معايده كتب عليها: كل سنه وإنتي طيبه..

رفعت حاجبيها لقد نست عيد مولدها لكن من هذا الذي تذكره لتري من فتقدمت وجثيت أمامه بهدوء وهي تحدق بجميع زواياه تستكشفه قبل أن تفتحه..
زفر فراس بضيق وهو يتقدم يفتح باب المنزل الذي لم يتوقف لا هو ولا الجرس عن إزعاجه فهو سيصفع من أتي أياً يكن..
فتح الباب بقوه وملامح منزعجه لكنها تحولت للذهول عندما وجده يقف أمامه يحدق به بغضب فهتف بتعجب: نائل!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة