قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الرابع والستون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الرابع والستون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الرابع والستون

كان يقف خلف الحائط يراقبها وهي تتذمر كالأطفال غير قادراً على كبح إبتسامته بسبب طفولتها ولكن مع هذا كان يقف على أعصابه منتظراً أن تقوم بفتح الهديه فيجب أن تفتحها سريعاً يجب عليها هذا..

بينما هي إنحنت وجثيت أمامه بهدوء وهي تحدق بجميع زواياه تستكشفه قبل أن تفتحه فوضعت يدها حوله ورفعته لكنها سقطت فوقه بألم بسبب ثقله وشعورها بكسر عظام ظهرها تنفست بعنف ووجها أصبح كقطعه فراوله ثم جلست فوقه واضعه يدها أسفل ذقنها تفكر ماذا تفعل به..
بينما شريف كاد يذهب ويصفعها تلك البارده فالتنتهي سريعاً مابها؟!

تنهدت ووقفت ثم ركلته بغيظ عله يتحرك لكنه لم يتحرك فأخرجت البطاقه من جيب بجامتها وحدقت بتلك الحروف مجدداً لكنها قطبت حاجبيها وقربتها لأنفها فتلك رائحه عطره هل هو حقاً؟!
تحرك للجانب يخفي نفسه جيداً عندما وجدها تلتفت حولها وعادت تجثو أمامه مجدداً فيجب أن تري ماهذا.

حاولت حمله بقوه لكنها لم تستطع حاولت جره لكنه كبير على الباب ولن تستطيع إدخاله فهو كان صندوق طويل وعريض قليلاً مرتفع لونه أسود وحوله شريط من اللون الأحمر تنهدت باستسلام وفكت الشريط بهدوء فوجدت من قفز منه فصرخت بفزع ووقعت للخلف واضعه يدها على وجهها بخوف وكادت تبكي من الخضه لكن ذالك الصوت الطفولي وتلك النبره جعلتها تنزل يدها من على وجهها بصدمه: كنت هموت ي ماما نفسي إتكتم كل ده بسببه راج، أصمتته عندما عانقته بقوه وتساقطت دموعها فرحاً برؤيته أبعدته عنها وهي تنظر له بلهفه هل هو حقيقي حقاً كوبت وجهه بيدها: إنت هنا بجد مش كده؟ هتفضل معايا صح؟!

أومأ وهو يضحك فعانقته مجدداً بقوه وهي تشهق باكيه بسعاده ثم فصلت العناق وظلت تقبله بنهم وهي تتحدث: أنا بحبك أوي أوي..
زفر من خلف الحائط بغيره وهو يراقب لهفتها عليه وتقبيلها له بتلك الطريقه..
بينما هو عانقها بقوه وتشبث برقبتها وتحدث بخوف: متسبنيش تاني..
ربتت على شعره بحنان وفصلت العناق وحدثته بحب: مش هتحصل تاني إنت إبني أنا محدش هيقدر ياخدك مني محدش تاني..

أومأ لها ثم خرج من الصندوق وساعدته بالخروج وهي تضحك وسألته بهمس: مين إللي جابك ليا مين؟!
فرد بهمسٍ مثلها: ده سر همشي أنا بقي، توسعت عينها وتحركت لتمسكه بقبضتها لكنه ركض فحدقت بطيفه بإحباط وشردت لكن عينها إلتقطتت حذاء شخصاً ما يتقدم منها فرفعت رأسها تري من فجرت الدماء بعروقها عندما ظهر شريف بعد إختفاء شريف الصغير..

إبتلعت ريقها وظلت تتابع تقدمه منها بدون أن ترمش وربما صدمتها جعلتها غير قادره على الحراك توقف أمامها وهو يتبسم ومد يده لها كي تقف لكن عينها لم تبتعد عن عيناه قط فانحني هو قليلاً وأمسك يدها وجعلها تقف أمامه وتحدث بابتسامة: عجبتك الهديه؟!

إهتزت مقلتيها وزال ثباتها وجمودها أمامه حركت شفتيها التي بدأت ترتجف كي تتحدث لكن لم يطلع معها شيء فسقطت دموعها ثم إرتمت بحضنه الذي إشتاقت له كثيراً فحاوط خصرها بالمقابل رافعها من الأرض وهو يبتسم مشدداً على عناقها أكثر كلما سمع شهقاتها التي لم تتوقف فهي إشتاقت وحزينه بنفس الوقت وتريد أن تأنبه لكنها تدرك الوقت فالوقت الذي ستأنبه به تستطيع أن تكون بأحضانه سعيده عوضاً عنه فهذا الافضل..

هدأت بعد بعض الوقت فابتعدت وهي تمحي دموعها وأشرت على جهه صدره: أسفه بوظتلك التيشيرت دموع، إبتسم وهو يحدق بوجهها المتورد المرهق لكن مع هذا كانت ومازالت وستظل جميله بنظره أمسك يدها بين يداه وتحدث برجاء: ممكن نتكلم بقي شويه؟!
أومأت بهدوء فشابك يديهم معاً وتحرك أخذها خلفه لكنها أوقفته بسرعه وهي تعود أدراجها للداخل: رايح فين أنا بالبيجاما مش هينفع وحافيه كمان..

حذبها مره أخرى وبسب الصندوق تعركلت وسقطت لكنها سقطت بأحضانه ليصنعوا تواصل بصري أنهاهه وهو يحدق بشفتيها وخرجت نبرته هامسه: تعالي معايا..
إعتدلت بوقفتها وهي تتحمحم بخجل وقالت بهدوء: لازم أغير هدومي الأول، وتحركت لتذهب لكنه أوقفها باقتراحه: خلاص لزما كده هعزمك على العشي بليل إيه رأيك؟!
صمتت قليلاً تفكر وهذا أقلقه ربما ترفض لكن تهلهلت أساريره عندما أومأت ثم تحركت مجدداً فأوقفها: حاجه كمان..

إلتفتت تنظر له باستفهام فتابع بهدوء: بابا كان عاوز يتكلم معانا فقولت إننا بعد العشي نعدي عليه موافقه؟أومأت ثم تحركت لتذهب لكنها توقفت وإلتفتت له وتسائلت: في حاجه تالت ولا أمشي؟!
إبتسم لها ومد يده أمامها كدالٍ لها على الطريق: لا تقدري تتفضلي خلاص، أومأت له وهي تبتسم بهدوء محاوله التماسك والظهور بشكل رزين..

فتح عينه بانزعاج بسبب رنين الجرس فأبعدها عنه بعين نصف مغلقه لكنها ظلت متشبثه به بقوه فحاول مجدداً لكنه وجدها تتطوق رقبته وهي تهمهم بانزعاج فتنهد وبدأ بأفاقتها بهدوء: ألين، ألين، حبيبتي سبيني عشان أفتح الباب!
فتحت عينها بهدوء وتحركت تاركه الفراش تحت تعجبه فتسائل وهو يحدق بها: إنتي رايحه فين؟!
تحدثت وهي ترتدي مأزرها فوق منامتها القصيره: هنزل أفتح أنا..

إبتسم وتوجه إليها متحدثاً بهدوء: إنتي لسه مفوقتيش كويس وكمان السلالم هتتعبك خليكي هنا..
تشبثت بذراعه وهتفت برجاء: خلاص خدني معاك وسندني..
إبتسم وحاوط خصرها وأخذها معه للأسفل وهبطوا الدرج معاً بهدوء وكأنه لا يوجد أحداً منتظراً أمام الباب
وصل أخيراً وفتح الباب بهدوء فشهقت ألين بينما هو تحدث بتعجب: محمود!
إبتسم الأخر وسأله: مش هتدخلني ولا إيه؟

أومأ له وقبل أن يتحدث سمع شهقه ألين فكوب وجهها بقلق ومحي دموعها: بتعيطي ليه خايفه متخافيش أنا معاكي..
هزت رأسها بنفي وتحدثت وهي تبكي: أنا خايفه عليك إنت ده مش بيظهر غير لما تكون في مصيبه هتحصل بيظهر قبلها أو لما تحصل مشيه متقابلهوش..
إبتسم محمود وهو يراقبهم فرؤيتهم معاً تذكر بأشياء لايود تذكرها فهو سيبكي إن ظلوا هكذا أمامه..
همس لها بصوتٍ لا يسمعه غيرها: إنتي بتتكلمي قدامه ي ألين!

بكت أكثر وهي تترجاه: عشان خاطري..
نظر فراس له بغيظ فهز كتفيه بقله حيله وكأنه يخبره ماذا ماذا فعلت أنا الان!.
لكنه فكر قليلاً ثم قال وهو يبتعد للخلف كي لايكلمه: بس حلوه أوي المدام وهي لسه صاحيه من النوم!

ففهم فراس مايحاول أن يفعل فصفع الباب بوجهه: طب غور من هنا، ثم أعاد حديثه لها: خلاص خلاص مشي إهدي بقي، ثم حملها فحاوطت رقبته وصعد بها للأعلي وضعها على الفراش ثم دثرها بالغطاء جيداً وجلس بجانبها وأخذ يربت على شعرها بهدوء..
فأمسكت يده تضمها لقلبها وقالت برجاء: متقابلهوش..
أومأ لها وطمئنها: مش هقابله مشي أصلاً إهدي بس إنتي عشان صحتك والدكتور إللي كل شويه يهزقني ده أرجوكي..

ضحكت برقه وهي تتوسد صدره فظل يربت على شعرها بخفه حتى غفيت مجدداً فترك الفراش بهدوء وهو يتسلل كاللص وحدق من زجاج الغرفه للأسفل فوجده جالساً أمام المسبح بشرود..
فأغلق باب الغرفه وهبط للأسفل وفتح الباب مجدداً فأطلق صفيراً من بين شفتيه فالتفت له محمود فأشر له فراس أن يأتي..
وضع قدح القهوة أمامه وتحدث باستفهام: خير، وعرفت عنواني منين؟
إبتسم محمود: إللي يسأل ميتوهش وبعدين أنا بوصل لأي حد عايزه!

أومأ له فراس وقبل أن يتحدث وجد صوت طرق الباب يتعالي ومعه صوت الجرس..
زفر فراس بضيق وهو يتقدم يفتح باب المنزل الذي لم يتوقف لا هو ولا الجرس عن إزعاجه وسيوقظ ألين وستبدأ نوبه بكائها مجدداً إن رأته فهو سيصفع من أتي أياً يكن..
فتح الباب بقوه وملامح منزعجه لكنها تحولت للذهول عندما وجده يقف أمامه يحدق به بغضب فهتف بتعجب: نائل!

وقبل أن يتحدث بكلمة باغتة نائل بلكمه بقوه أسقطه أرضاً فركض محمود له ظناً أن أحداً يهاجمه بينما فراس وقف وهو يضع يده على أنفه التي نزفت وتحدث بحده: إنت غبي؟!
دخل وصفع الباب خلفه وتحدث بتهجم: إنت مش بترد على مو بايلك ليه؟ وقافله ليه؟ كل متصل ي إما مقفول ي إما مش بترد وأتفلق أنا بقي؟!.

تحدث فراس ببرود: أنا مش هرد عليك، وتركه وتوجه لدوره المياه كي يمحي تلك الدماء ويدعو ألا تترك ندبه فإن لاحظتها ألين يا إلهي لما سوف تفعلة يحدث..
توجه نائل للداخل بغضب ثم حدق بمحمود فجأه وسأله باقتضاب: إنت مين إنت كمان؟!
إبتلع ريقه وهو يحدق حوله ولا يعلم لما هم مخفيفين هكذا هو يريد المساعدة فقط..

كاد يتحدث لكن جاء فراس وهو يتأفف وجلس على الأريكة عاقداً يديه أمام صدره محدقاً بهم باقتضاب فبادله نائل نفس النظره فوقف محمود وهو يعتذر: أجي في وقت تاني بقي..
دحجه نائل بحده وأمره: أقعد أقعد، فأومأ وجلس وهو يبتلع ريقه فتابع نائل: نور فين ومقولتليش ليه إنك غيرت بيتك؟!
فقال فراس متهكماً: وأتصل بيك ليه لزما بقفل الموبايل وبتجاهلك؟
زفر نائل وتحدث بعصبيه: فراس بالله عليك مش ناقصه إستفزاز..

فرد بعصبيه مماثله: ماهي دي مش مقابله برضه؟
إعتدل وضرب الطاوله بيده بقوه: ماهو ده مش وقت مرقعه!
فحذره فراس وهو يأشر على يده التي تضرب الطاولة: بطل ضرب ألين نايمه..
زفر وعاد للجلوس باعتدال مجدداً ونظر لمحمود يتفحصه ثم تسائل: مين ده؟!
فلكز محمود فراس بذراعه وقال ببعض الخوف: متقوله ي عم بدل ميضربني..
فسخر منه فراس: عادي منتي متعود عليه..

فضحك محمود باستهزاء: متعملش نفسك جامد أوي كده وإنت لسه متكوم على الأرض زي الشوال..
فبرر له بهدوء: ألين نايمه ومش عاوز أعمل دوشه وبعدين ده خادني على خوانه وأنا مش مركز..
فأكمل نائل ساخراً بدلاً عنه: أه وقوله كمان إتعرفنا على بعض إزاي بالمره..

تأفف فراس وعقد يديه أمام صدره: سكت أهو إتفضل إتكلم، حدق نائل بينه وبين محمود وكأنه يسأله من هذا هل أتحدث أمامة؟! فتابع فراس عندما رأي نظرته المتسائلة: عادي إتكلم قدامه..
فقال بنبره أمره إستفزته: أول حاجه هتجيب نور هنا عشان أقابلها..
قضم شفتيه بغيظ وهو يستمع له فتابع: تعرف أبوك فين؟
إعتدل بجلسته وتسائل: إنت تعرف هو فين؟!
فقال نائل بهدوء: أنا إللي سألتك الأول؟

زفر وهتف بعصبيه: معرفش قال مسافر شغل ومعرفش فين؟
فألقي عليه سؤالاً أخر: طيب وأخوك؟
نظر له بعدم فهم وهو يفكر: أخويا؟ أخويا م، قاطعه هاتفاً بتهكم: متقولش مات عشان مش ميت وشغال مع أليخاندرو تمام..
تنهد عندما سمع بكائها الذي لايتوقف فهتف برجاء وهو ينظر لها: يحبيبتي مالك بس مش لسه واكله؟
= جاءت الخادمه راكضه ومدت له يدها: أللبن أهو يجود بيه..

أخذه من يدها وألقاه على الفراش ومسد جبهته وهو يحدق بها بحزن فصوت بكائها يؤلمه: مش جعانه مش جعانه، حملها بين يداه وأخذ يسير بها في الغرفه ذهاباً وإياباً وهو يهزها بخفه حتى صمتت فابتسم وهو يتنهد براحه: متقولي كده من الأول الله، إبتسم وهو يرى إبتسامتها فاقترح عليها: تيجي نروح عند عمتو يلا بينا..

وضعها على الفراش وهو يلاعبها وبدأ يبدل ملابسها وتحدث بسعاده: طيب ما الأطفال مش متعبين أوي أهو أومال في إيه؟!
إنحني عليها أكثر فوصلت لأنفه تلك الرائحه الكريهه فأبعد رأسه بتقزز وهتف وهو يسد أنفه بأصابعه: لا متفقناش على كده هعملك إيه دلوقتي بقي!
ضحكت بصوت طفولي ناعم فابتسم بحنان هاتفاً بغيظ: ثبتيني ثبتيني ماشي..

وبعد إنتهاء معاناته ومعافرتة معها أصبحت جاهزه فحملها وأخذ حقيبه خاصه بالأطفال وضعها بها ووضعها على المقعد المجاور له وبدأ بالقياده ببطيء من أجلها..
=: والمطلوب مني إيه دلوقتي؟!، هذا ما أردف به فراس بضياع فهو أصبح لايفهم شيء بعد حديثة معه لأكثر من نصف ساعة كي يفهم!
كاد نائل يتحدث لكن سمعوا صوت طرق الباب فهتف فراس: معلش ي محمود ممكن تفتح..

أومأ وتوجه إلى الباب وفتحه وظل واقفاً ساداً الطريق عليه فهتف جود وهو يضع بيده الحقيبه: خد دي وتعالي ورايا، وتركه ودخل.
فنظر محمود لنفسه وللحقيبة بسخريه وهتف وهو يغلق الباب: أنا مش شغال هنا ي أخ إنت!.
وصل جود لغرفه الجلوس فلوح له فراس فقال وهو يراقب الوضع: هطلع جنات ل ألين وجي..
جاء بعد بعض الوقت وجلس بجانب فراس وهو يتنهد ثم حدق بنائل ومحمود وقام بسؤال فراس: مين دول؟

تحدث نائل بهدوء معرفاً بنفسه: أنا نائل..
أومأ له جود وصافحه: أنا جود..
بينما محمود ظل على صمته فنظر له جود منتظراً أن يتحدث لكنه حك مأخره رأسه ولم يتحدث وهذا أغاظ نائل فهو يشك به..
وبعد ساعتين تقريباً ومحاولتهم إفهام جود مايحدث فهم أخيراً ثم حدق بفراس الشارد وهتف وهو يرفع حاجبيه: مش قولتلك ده فيلم هندي، على العموم أنا معاكم..
فسأله نائل: وإيه إللي يخليك تعمل كده؟!

فكر قليلاً وهتف ببساطه: أكيد مش عاوز أيتم بنتي بدري بس هتحتاجوني وكمان زهقان شويه يمكن لما أضرب كذا حد كده أفك شويه!
فهتف محمود مشجعاً: أنا معاه جداً وده أصلاً إللي أنا جي عشانه..
حدق به جود ونائل ثم هتفوا معاً: مين ده؟!، قلب فراس عينه وألقي برأسه على الأريكه وهو يفكر ثم تسائل: المفروض هنسافر إمتي؟!
قال نائل بهدوء: النهارده.

=: يعني إيه مش لاقينهم؟!، هذا ما أرف به على بعصبيه فهو منذ أسبوع يبحث عن نادر ولا يجده..
ألقي الهاتف على مكتبه بعصبيه: وإنتي إزاي مش عارفه هو فين كنتي قاعده معاه في البيت إزاي؟!
ردت سجى بعصبيه: وأنا أعرف منين هو ولارا مش موجودين مش ضروري يكونوا ف خطر ممكن يكون أخدها وسافر كام يوم..
هتف بتهكم: وقافل موبايله ليه ومقالش لحد ليه وسايب الباسبور في البيت إزاي؟!

تنهدت بضيق: تمام أنا الغلطانه ومش مهتمه وأديني بقولك عشان تساعدني..
زفر وهو يفكر ثم تسائل: هو حصل إيه بالظبط أخر مره شوفتيه؟!
هتفت بغيظ: متفكرنيش، خدرني بمنديل وسابني ومشي..
تسائل بعدم فهم: إزا يعني خدرك ومشي؟!
أعادت كي يفهم: الموضوع كله إن لارا خرجت وإتأخرت ولما جه ملقهاش كان هيخرج لكن لقي منديل واقع على الارض خده وقالي أسف وحطه على مناخيري فقدت الوعي ولما صحيت ملقتهوش..

توسعت عينه ووقف من على المقعد وهتف وهو يلتقط أغراضه: ي غبيه كل ده ومش عارفه حصل إيه؟ لارا إتخطفت وهو خرج يدور عليها وإختفي هو التاني يبقي إتخطف معاها دلوقتي بقي المفروض إننا نعرف هو مع مين وأنا تقريباً عرفت..
فسألته: مين؟!
هتف بنبره ذات مغزي: جلال طليقها محدش غيره يلا بينا..

إبتلعت ريقها الجاف وهي تشعر بتلك الحرقه بحلقها الذي لم يصله مياه منذ يومين فهم لايشفقون ويروون عطشها كثيرا هنا هتفت بشفتيها المشققه بضعف: ن، نادر، إنت، إنت، كويس؟!
لكنه لم يرد عليها بخفوت مثل كل يوم بل كان فاقداً لوعيه فهو المتضرر أكثر بسبب الدماء التي فقدها والله وحده من يعلم كيف هي حالته الان، أخبرها أنه اتي برجاله معه فأين ذهبوا وتركوه؟ هل هجموا عليهم أم ماذا حدث؟!

حركت رأسها وتتمني لو تستطع التحرك أكثر لكنها لم تستطع فهي مسطحه على تلك الوضعيه و لا تستطيع التحرك من الضعف فمن يختطفهم فاليقتلهم ويريح نفسه..
أغمضت عينها بسبب الضوء الذي سقط على وجهها فجأه أثر فتح الباب ففتحت نصف عينها عندما سمعت خطوات تتقدم منهم فانحني الرجل أمامها وهتف بابتسامه ساخراً: عامله إيه ي لارا هانم؟!
هتفت بوهن وأنفاس ثقيله وعيون زائغه: إنت، إنت عايز إيه؟

إبتسم وهتف بنبره هادئه: عارفه مشكلتكم إيه؟! فاكرين إن المشاكل هتنتهي لما جلال بيه يدخل السجن مش كده؟! بس إللي متعرفهوش إن جلال بيه جوه ورجالته بره..
فهتفت بتعب وهي تحاول التحرك: يعني عايز إيه؟!
إبتسم وقال برسانة: عايز إللي جلال بيه عايزه، بصي ي لارا هعرض عليكي عرض والأحسن إنك توافقي عشان حالتك متسمحلكيش إنك تقولي أه أو لا..

أومأت بوهن وتحدثت برجاء: أي حاجه بس خرجوه من هنا هو مالهوش ذنب أنا السبب في كل حاجه
إبتسم وقال: يبقي كده تسمعي العرض بقي إحنا هنسيبه وهنوديه المستشفى كمان وهنتصل بأهله تمام..

أومأت له محاوله عدم فقدان الوعي فتابع: والمطلوب إنك تطلقي هنرفعلك إحنا قضيه طلاق وإنتي قاعده هنا معززه مكرمه ولما يطلق وعددتك تخلص هنكتب كتابك على جلال بيه صحيح هو مش هيخرج بس فكره إنك تبقي مرات واحد تاني معصباه ومش بيعرف ينام تخيلي إنه إكتشف إنه بيحبك! عشان كده هتفضلي على ذمته حتى لحد أخر يوم في عمره رأيك إيه؟!

هزت رأسها موافقه مع تساقط دموعها بحرقه وهتف برجاء: طيب، طيب، خلوني أروح معاه هطمن عليه بس والله وهرجع تاني..
تحدث بصدق وكأنها صديقته: إنتي بتحبيه وهتضعفي لو رجعتي معاه الأحسن ليكي إنك تفضلي هنا ووعد هنجبلك أخباره لحد ميبقي كويس..
أومأت وهي تشهق ببكاء ومدت يدها المرتجفه وأمسكت بيد نادر بقوه..

فأشر لرجاله فدخلوا وحملوه معاً فسقطت يدها من يده على الارض ليزداد نحيبها أكثر وهي تراقبه يذهب أمامها بعيون أرهقت من البكاء قبل أن تسود الدنيا بعينها وتفقد الوعي..
فتحت عينها ظناً أن المساء جاء لكنها وجدت الشمس مازالت في كبد السماء لكن ماجعلها تبتسم شعورها بخصلاتها تجزب ببطء وسماع ضحكات رقيقه طفوليه.

فاعتدلت جالسه وهي تعيد خصلاتها خلف أذنها بنعومة وإنحنت تقبلها برقه: حبيبه قلبي هنا قمرايتي إنتي، ثم سألتها وكأنها تفهمها: بابا جابك صح هروح أشوفه بسرعه وهاجي..
تحركت كي تذهب وتقابله لكنها توقفت عندما شعرت بركله بمعدتها فتأوهت ضاحكه وهي تضع يدها على معدتها فهي أول مره تشعر به فراس أخبرها أكثر من مره أنه شعر بهذا أثناء نومهم لكنها ظنت أنه يتوهم..
ضحكت مجدداً وهي تشعر به يركلها وتساقطت دموعها بسعاده..

تمسكت بحافه الفراش ووقفت متوجهه إلى الأسفل تبحث عن فراس فوجدته يجلس على الاريكه هو وجود والصمت يخيم على المكان هتفت بإسمه بسعاده وهي تطوق عنقه من خلف الأريكة: فراس..
إبتسم ومد يده لها فأمسكتها ولفت وقامت بالجلوس بجانبه ثم هتفت بحماس وهي تضع يده على بطنها البارزه: حسيت بحركته شوف، إبتسم وهو يرى سعادتها فقبل رأسها وحاوطها بحنان..
فهتفت بحزن وهي تحدق به: مالك ي حبيبي زعلان ليه؟!

ربت على وجنتا: مفيش ي حبيبتي أصلي شوفت جود بس، ضحكت برقه ثم تسائلت: أه صح هو فين؟!
هتف بسخريه من مكان جلوسه على الاريكه التي مقابلها: قاعد بتفرج على فيلم أحاسيس إللي مش بيخلص ده..
حاولت التحرك والذهاب له لكنها تنفست بإرهاق: تعالي إنت بقي مش قادره، إبتسم هو وتحرك إتجاهها وعانقها بحنان: بقيتي دبه يقلبي دبه..
قرصت وجنته بغيظ ثم تسائلت بابتسامه مغتاظه: عامل إيه؟!

عانقها مجدداً وهو يبتسم: الحمدالله تمام، وظل جالساً بجانبها وهي في المنتصف وفراس بالجانب الأخر فتبادلوا أطراف الحديث وكانت تاره تتوسد صدر جود وتاره أخرى فراس كي لايحزن أحدهم..
فتحرك جود وقال موجهاً حديثه لفراس: طيب أنا هاخد جنات وماشي ونتقابل بليل بقي، أومأ له فراس فعانق هو ألين وقبلها تحت تعجبها وعدم فهمها وقبل أن تتحدث كوب وجهها وقال: هو هيفهمك، سلام.

وتركهم وغادر حركت شفتيها لتتحدث لكنها وجدت هاله تتقدم بيدها مشروب: إيه ده جود مشي؟!
فتعجبت ألين ونظرت لفراس فهناك مايحدث ولا تعلمه لكن قبل أن تتحدث وجدت هاله تعانقها بحنان: عامله إيه ي حبيبتي..
إبتسمت لها برقه: الحمد الله ي ماما..
فربتت على وجنتها بحنان ثم قالت لفراس: نور فوق مستنياك تتكلم معاها زي مقولت..
تنهد وقال وهو يرجع رأسه للخلف على الأريكه: نائل إللي هيتكلم مش أنا..

أومأت ثم تسائلت: نائل ده جوزها مش كده؟
أومأ لها وعاد لتحديقه بألين التي صمتت وعلامات الحزن باديه عليها بسبب جهلها بما يحدث فتركتهم هاله معاً وصعدت للأعلي فأمسك بيد ألين وتحدث بهدوء وجديه: ألين أسمعيني وأفهميني كويس ومش عايز إنفعال وعصبيه هاا؟
أومأت منتظره حديثه فبدأ بهدوء: نائل جه عشان ياخد نور وهيسافر وأنا مسافر معاه وجود جي معانا و، قاطعته وأكلمت هي وهي على وشك البكاء: ومحمود صح!.

أومأ وقبل أن يتحدث صرخت به وهي تبكي: حد قلكم إني مستغنيه عنكم عشان تروحوا للخطر برجليكم؟ هو محمود لعب في عقلك لما جالك قابلته ولعب في عقلك وهياخدك مني..
مرر يده على كتفيها كي تهدأ لكنها دفعتها بحده وهتفت بألم: إنت ليه بتعمل فيا كده إرحمني بقي إرحمني..
زفر ووضع رأسه بين يداه وصمت ففعلت مثله هي الأخرى لكنها لم تصمت بل ظلت تبكي بحرقه غير قادره على التوقف..

عاد جود للمنزل ووضع جنات بيد الخادمه وأمرها أن تضعها بغرفتها حتى يصعد لها ثم ألقي بجسده على الأريكه يفكر بشرود فكيف سيذهب وإبن، أخرجه من أفكاره سماع صوتها الباكي وهي تهتف بإسمه: جود..

وركضت له وعانقته بقوه وهي تبكي تحت نظراته البارده وعدم مبادلته لها العناق ثم دفعها عنه سقطت أرضاً بجانب قدمه فهزت رأسها بنفي ووضعت يدها على ركبتية وتحدثت بنبره مترجيه: جود، لكنه نظر لها ببرود جعلها تزداد بكاءاً وهتف بسخريه: رجعتي بدري!.

نظرت له برجاء وهتفت بحرقه: جود والله أنا مليش ذنب ومكنتش أعرف هيا واخداني على فين والله مكنتش أعرف، جود إنت عارف إن مستحيل أسيبك مقدرش أعيش من غيرك والله، توقفت تسعل بسبب بكائها الحاد تحت نظراته البارده التي لم تتغير فأعادت وهي تستعطفه: إنت متخيل إن أنا ممكن أسيب بنتي وأسيبك متخيل إن أنا ممكن أعمل كده؟!

دفع يدها من على قدمه وهتف ببرود: مش هتفرق عايزه ترجعي إتفضلي بس خليكي عارفه إنك هنا عشان بنتك وبس، وتركها وذهب لكنه توقف عندما أدرك شيء فعاد لها وأمسك يدها وسحبها خلفه بقوه وتحدث بقسوه: بنتك بنتك ليه؟ مخلاص بقت تشرب لبن من بره مش محتجالك إتفضلي خدي هدومك وإرجعي مطرح مكنتي وإعتبري العربيه هديه مني ليكي، ودفعها بعنف فترنحت للخلف لكنها لن تستلسم ليس الان فعادت له وكوبت وجهه بيدها وهتفت بألم من أعماقها: والله العظيم مكنتش أعرف حبستني ومنعت عني كل حاجه والله وكلمتك على التليفون الأرضي فاكر كلمتك بس ملحقتش عشان قطعت الحراره منه والله مش بكذب هو ده إللي حصل بس أنا هربت منها ورجعتلك أنا مقدرش أعيش من غيرك مقدرش والله..

أنزل يدها من على وجهه وقال وهو يبتسم ببرود: خليكي ي نوران إرجعي بس خليكي عارفه إن عمرنا مهنرجع زي الأول عشان من الأخر كده مش مصدقك ومبقتش أثق فيكي تمام، ثم تابع وهو ينظر لها بسخريه: بنتك إسمها جنات، وتركها وصعد للأعلي فجلست مكانها تكمل بكائها بحرقه..
كانت تقف بالغرفه عاقده يديها أمام صدرها وهي تزفر فطلب فراس بمجيئها جعلها تتوتر أكثر فلما يريدها؟!

زفرت مجدداً عندما سمعت دخول أحدهم وإغلاق الباب فالتفتت له وهي تفك عقده يدها لكنها سقطت بجانبها وهي تحدق أمامها بصدمه وعدم تصديق نظرت خلفها وعاودت للنظر أمامها مجدداً علها تتوهم لكنه هو نائل يقف أمامها رمشت أكثر من مره علها لا تري جيداً قرصت نفسها تريد أن تستيقظ من ذالك الحلم الجميل لكنها تأوهت بألم فضحك وهو ينظر لها بعيون باسمه تضخ حباً فهي عادت مشاكسه كما هعدها تماماً ومن دون مقدمات ركضت له وقبل أن تحاوطه كان قد حملها من خصرها معانقها بقوه وهتف بنبره متألمه وهو يدفن رأسه بحنايا رقبتها: وحشتيني وحشتيني أوي..

شعر بدموعها على رقبته وهي تتمسك به بقوه أكبر فشدد قبضته حولها كي تشعر بالأمان وظل واقفاً يعانقها بدون ملل ومن ماذا سيمل وهي معه؟
فصلت العناق وهي تبتعد قليلاً لكنه ظل محاوطاً خصرها وهو يحدق بكل إنش بوجهها بحب وحنان
فحركت شفتيها له قائله: وحشتني، فابتسم وعانقها مجدداً وهتف وهو يربت على ظهرها: خلاص كل حاجه هتنتهي وهتفضلي معايا على طول مش هسيبك لحظه بعد كده..

أومأت له وهي تبتسم مع تساقط دموعها الفرحه فمحاهم بحنان ودفن رأسها بصدره وهو يحني رأسه مقبلاً رأسها فهي كانت تشعر بوحده قاتله وحدها وألم رأس بسبب كثره التفكير فكل ماهو سيء حدث لها وهي بعيده عنه فلن تبتعد مجدداً...
تسائل وهو يأنبها: خلاص خلصتي عياط أكمل؟!
قبضت على الوساده بقوه تشفي غليلها وهتفت بيأسٍ منه وهي تبكي: إنت ليه مش بتخاف على نفسك ليه؟

إنت متعرفش أنا بحبك قد إيه ومن غيرك مش هقدر أكمل حياتي! لو مش بتخاف على نفسك عشانك خاف عليها عشاني أنا، ثم أمسكت يده ووضعها على بطنها البارزه وتابعت: عشان إبننا كل ده مش كفايه ليك؟!
رفع يده من على بطنها ثم أمسك يدهل مُمرراً إبهامه على ظهره يدها بنعومه: لا كفايه بس إفهميني أنا لو إتحطيت في نفس الموقف هيكونوا معايا ومش هيسيبوني!
هزت رأسها بنفي: لا مش هيبقوا معاك نائل رايح يجيب حق مراته إنت مالك إنت!

تحدثت بتهكم: طبعاً ليا ومش حقها هي بس حقك إنتي كمان إنتي متعرفيش كان هيحصلك إيه لو فضلتي مع جون ولا إتجوزتيه!
هتفت بألم: بس محصلش مفيش حاجه حصلت، لكنه أبعد نظره عنها والأصرار بين بعينه فتحدثت علها تجعله يتراجع: طيب قولي وعرفني وفهمني..
فهتف بضيق: بس دي قصه كبيره أوي ومحتاجه شرح
أومأت له ثم قالت ببساطه وهي تهز كتفيها: كده كده مش هتتحرك من هنا مش لازم أعرف مش لازم..

تنهد وهو يعتصر رأسه يبحث عن أفكار كي تقتنع لكن رأسه اللعينه المنشغله بالأفكار لا تعطه مجال..
فتحدث برجاء: ألين مفيش خطر إحنا دارسين كل حاجه إهدي مش كده؟!
فترجته هي بحزن: خلاص خدني معاك زي نائل م هياخد نور..
ربت على وجنتها بحنان وهو يبتسم: يا حبيبتي نائل ونور عايشين هناك أصلاً وبعدين قرب معاد ولادتك مش هينفع هتتعبي..
لكنها هزت رأسها برفض نافيه: لا مش هتعب أنا كويسه بس خدني معاك عشان أبقي مطمنه..

هز رأسه رافضاً بحزم: ألين، إنتي بتتعبي من السلم عايزه تركبي طياره مره واحده! لا طبعاً خطر عليكي وعليه مش هينفع..
فقالت وهي تلومه: لزما خايف عليا وعليه خليك جنبنا عشان مش هنقدر نعيش من غيرك..
قطب حاجبيه وسألها: هو معني إني هسافر يعني هموت؟ فهميني يعني إيه لازمه الخوف ده كله؟!
ألقت الوساده بوجهه بقوه وهي تبكي صارخه به بانفعال: عشان ده مش سفر عادي مش عايز تفهم ليه؟!

مرر يده بخصلاته بعصبيه وأبعد نظره عنها وهتف بجمود: الكلام ده مش هيغير حاجه أنا قررت ومسافر خلاص النهارده بليل..
توقفت دموعها وحملقت بوجهه بعدم تصديق وملامح الحزن والألم إجتمعوا بوجهها معاً اليوم!
هي لم تجلس معه كفايه وظنت أن السفر بعد فتره لكنه اليوم ووافق بتلك السهوله وسيتركها بتلك الحاله ويذهب كي يثأر لسببٍ لا تعلمه؟!.

هزت رأسها وتحدثت بمراره وهي تبتلع غصتها: براحتك ي فراس روح بس متجيش تسلم عليا عشان مش عاوزه أشوفك، وتركته ووقفت وهي تقاوم كل ألامها التي تشعر بها لكنه أمسك يدها وهو يهتف بإسمها برجاء: ألين، لكنها دفعته وذهبت وهي تضع يدها على وجهها تبكي بألم..

كاد يذهب ورائها لكنه سمع صوت الباب فتوجه إليه وهو يزفر فوجده جود فتطلع لما يرتدي فملابسه جميعها سوداء وقبعه نفس اللون ويحمل على ظهره حقيبه لونها أسود أيضاً فتسائل فراس وهو يحدق به باستنكار: إحنا مش رايحين نسرق بنك..
دفعه جود من أمام الباب ودلف وهو يبحث عن ألين بحماس وطاقة عادت له من جديد فسأله فراس: مالك مبسوط ليه كده في حاجه حصلت؟!.

هز جود رأسه وهو يحرك كتفيه بعدم معرفه لكن بأعماقه يدرك تمام الإدراك أنه بسبب نوران فوجودها بجانبه يشعره بالأمان وعودتها أراحته وأزالت هماً كبير كان يطبق على صدره يخنقه فلاينكر حزنه وغضبه منها لكنه لا ينكر أيضاً سعادته بعودتها..
=: نائل فين؟ هذا ماتسائله جود عندما جلس..
وبعد بعض الوقت من حديثهم معاً وجدوا نائل يتقدم منهم وتسائل: جاهزين؟!

أومأ فراس وطلب منه: ممكن شويه توضيح عشان معرفش دلوقتي لما نروح هنعمل إيه؟!
أومأ نائل وبدأ بالحديث: أولا كده إحنا مش هنبقي كتير بس والد نور هيساعدنا..
تسائل فراس باهتمام وهو يعتدل بجلسته: هو مصري؟! تعرفه ولقيته إزاي؟! وإسمه إيه؟!

قال نائل متذكراً مقابلتهم معاً: أنا شوفته بالصدفه ونيتي إنه يساعدني لكن موقف حصل كده فشاف صوره نور وقالي إنها بنته ووافق يساعدني بمقابل! صفوت إسمه صفوت، فرد فراس سريعاً بتفكير: يعني مش وائل؟!
هز نائل رأسه بنفي: مش عارف هو مقليش إسمه أصلاً أنا إللي فضلت أدور لحد موصلت للأسم ده بأعجوبة!

فقال جود بتفكير: ثواني مش إبنه قال إنه متجوز أكثر من مره؟! بس تبقي هي دي أكيد وائل إسم مستعار إسمه إللي كان بيه مع أمي بس مش الباقي ولسه عنده كذا إسم محدش يعرف عنهم حاجه وأكيد صفوت منهم!، شرد فراس ونائل بتفكير ثم قال فراس بتهكم: يعني بعد ما عرف إنها بنته عايز مقابل برضه! وإيه المقابل بقي؟
هز نائل رأسه: مش عارف قلي لما نخلص الخطه وكل حاجه تتم هطلب منك المقابل..

شرد فراس يفكراً قليلاً بشخصيه ذالك الرجل معيداً تلك الجمله التي قالها له وليد في العزاء بعقله أكثر من مره: يلم شملنا دلوقتي وعلى طول!
فهتف بشرود: عرفت المقابل إيه..
بينما بالأعلي بغرفه نور ترجتها ألين للمره الألف وهي تبكي: ساعديني وخديني معاكي من غير ميعرفوا ركبيني بس عشان خاطري..

لكن نور هزت رأسها بنفي وهي تأشر على بطنها وملامحها خائفه وكأنها تخبرها بمدي الخطر عليه فأمسكت يدها وهي تشهق بقوه: نور خديني معاكي والله مش هرتاح ولا هبقي مرتاحه غير وأنا معاكم ريحيني ربنا يخليكي..
لكنها هزت رأسها بنفي فصرخت بها ألين بعصبيه وفقدان أمل فهذا أملها الوحيد: لو قولتلك إني أختك هتساعديني؟!
هتف نائل بذهول بعد إستماعه للقصه: مش معقول إزاي؟!
سخر جود: زي الناس إيه إللي إزاي؟

فتسائل نائل بتفكير: وهنعمل معاه إيه؟!
هز فراس كتفيه وهو يقوس شفتيه بنفي أيضاً: معرفش وكفايه كلام كتير عشان أنا عمال أخد في أقلام من الصدمات إللي نازله على دماغي هو مفيش حد غيري يحصله كده!، ثم إعتدل بجلسته وتسائل بتفكير: طيب لو فارس بجد موجود وشغال مع أليخاندرو زي مبتقول وائل كده هيقتله معاهم عشان من رجلته صح؟!

تحدث نائل بعدم معرفه: مش عارف والله هيحصل إيه ومش متفائل كمان، ثم نظر بساعه معصمه: إيه مش هنمشي؟!
=: يعني إيه مشيت؟!
زفر شهاب وقال بإيجاز وهو يكتب بأحد الأوراق: يعني فتحتلها وسبتها تمشي عشان هي عايزه كده عرفتي!
دفعت الاوراق من أمامه بغضب وهتفت بحده: لما أكون بكلمك تبصلي فاهم ولا لا و حسابك معايا بعدين.
وتركته وذهبت..

كانت تضم جنات لصدرها بحنان وهي تبكي بحزن فنذ مجيئها وهي تحاول أن تطعمها لكنها ترفض ولا تتوقف عن البكاء فدخلت الخادمه وراقبتها قليلاً وهي عاجزه عن جعلها تتوقف عن البكاء فاقترحت: ممكن تجبيها أنا هسكتها؟!

أومأت ومدت يدها بطفلتها لها وراقبتها بحسره وهي تهزها بهدوء حتى صمتت معها وهذا لم يزيدها سوي ألماً فهي لم تفعل أكثر مما فعلته هي فلن تسامح والدتها بسبب ما فعلت وتلك الفجوه بينها وبين طفلتها وبين جود تركت الغرفه وتوجهت للأسفل كي تستنشق بعض الهواء فوجدت والدتها تنتظرها بغرفه الجلوس فتوجهت للبوابه وصرخت بهم بحده: فين الأمن إللي هنا فين؟!، ركض إليها بعض الأشخاص فقالت بغضب وهي تأشر على الداخل: إدخلوا خرجوها ولو رجعت تاني ماتدخلوهاش فاهمين؟!

أومأ الرجال بطاعه وذهبوا لها بالداخل بينما هي ظلت تنتظرها بالخارج بترقب ذهابها..
فهتفت باسمه بحزن وهي تسير معهم: نوران متعمليش كده أنا بحبك وإنتي عارفه، أنا جيه عشان أخدك إنتي وبنتك ونمشي نعيش لوحدنا ومش هسيبكم أبداً!.

هتفت نوران بقسوه مع تساقطت دموعها بسبب حديثها الوقح: بس أنا مش عايزاكي ومش عايزه أشوفك إعتبريني مُت وماتجيش هنا تاني عشان محدش هيقبلك في حياته، ودلفت للداخل وتركتها تبكي بقلب مفتور فسماع مثل تلك الكلمات من طفلك ليس بهين..
=: أمازلت تفكر بها إلى الان فؤاد؟!، هذا ما أردفت به مساعدته التي تقف معه بإحدي الحفلات التي لا تنتهي ولطالما كانت مصدر الشجار فهي السبب الرئيسي لضجر سجى..

إبتسم بحزن وهز رأسه: ولن أمل من التفكير بها، لقد رأيتها أمس وكم أزدادت فتنه وجمالا يبدو أنني كنت السبب بجعلها ذابله وحزينه دوماً!
تسائلت بحزن وهي تحدق به: لما تقول هذا؟!

إرتشف كأسه كاملاً وتابع بندم وحسره: لأنني مللت وسأمت من نفسي حقاً فهي على حق فأنا لم أري الوضع من وجهه نظرها فأنا لم أشعر بالملل كل ليله بعد عودتي من إحدي الحفلات بسبب رؤيتها تنتظرني بالمنزل لكن الان عندما أعود ولا أجدها أشعر بالوحده التي كانت تخبرني عنها وهي تبكي كل يوم وإخباري أنني لم أعد أهتم بها ولا أحبها فهي على حق أنا المخطأ الوحيد هنا وليس هي، يبدو أننا حقاً لا ندرك قيمه الشيء سوي عندما نفقده، فأنا الذي خسرت وليست هي! وأنهي حديثه وهو يبتسم إبتسامه باهته فتنهدت وجلست بجانبه وبدأت بصب كأساً له من جديد..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة