قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الخامس والستون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الخامس والستون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الخامس والستون

حل الليل سريعاً..
تنهدت بحزن وهي تربت على رأس نادر الراقد على فراش المشفي فاقداً للوعي وقامت بسؤال على: همه مقالوش مين إللي جابه؟!
هز رأسه بنفي وهو يحدق به بحزن: لا مفيش أي معلومات حتى لارا مش موجوده!
تنهدت بحزن وهي تنظر له: لازم نلاقيها قبل ميفوق عشان مش هيهدي لو ملقهاش جنبه..
تحدث باستسلام: بدور مش سايب حاجه مش بعملها متقلقيش..
أومأت له وقالت بإمتنان: شكراً ي على..

ضرب جبهتها بمزاح: شكراً إيه ي عبيطه إنتي، ثم نظر بساعة معصمة وتابع: أنا دلوقتي عندي حاجه مهمه هعملها وهرجعلك على هنا تمام، أومأت له وجلست على الأريكة بتعب وهي تضع يدها خلف ظهرها فمنذ أمس تقف على قدمها وهذا أتعبها مع حملها فاستلقت ترتاح قليلاً بينما هو تركها وذهب..
لكنه بمنتصف طريقه وجد هاتفه يرن برقم مجهول فأجاب بهدوء: ألو، وتابع بتعجب: فراس!

تحدث نائل وهو يغلق الصندوق الخلفي للسياره وتقدم للأمام: كده تمام، نمشي، أومأ له جود وفراس ومحمود لكن جود حدث فراس بتعجب: إنت مش هتتكلم مع ألين قبل ماتمشي!
هز رأسه بنفي وقال بحزن: مش هترضي تكلمني عشان زعلانه بس هتسامحني لما أرجعلها كويس مش كده؟!
فتسائل جود ببعض السخريه: هو إنت عامل حسابك إنك هترجع؟!
زفر فراس ولكزه بكتفه بغضب: وإيه إللي مش هيرجعني يافقر إنت، متقلقش هخليك تلزق فيا عشان نموت مع بعض..

فتحدث جود بنفي: لا لازم حد فينا يبقي كويس ويرجع، ثم ربت على كتف فراس وهتف بدراميه: هخلي بالي منها حاضر إوعي تقلق وإتكل إنت على الله بس..
دفع فراس يده من على كتفه بغضب متصنع وهو يبتسم وكاد يتحدث لكنهم سمعوا إغلاق صندوق الخلفي للسياره فقطب نائل حاجبيه وترجل من السياره يرى مايحدث في الخلف فهتف بتعجب عندما رأها: نور..

إلتفتت له سريعاً وهي تتنفس بتوتر لكنها إبتسمت ولوحت له ببلاهه ثم إقتربت منه وشابكت يديها معه فابتسم وقبل يدها ثم نظر لصندوق السيارت بريبه وهو يرفع حاجبيه ثم أدخلها السياره وهو معها وبدأ بالقياده لكنهم وجدوا سياره تأتي إتجاههم ثم توقف عندما رأت سيارتهم فتوقف هو الأخر وخرج الجميع من السياره عدي نور..
فزفر جود عندما وجده على وقال بإزدراء: وأنا إللي كنت فاكر هنضرب دلوقتي!

تقدم على منهم وسأل فراس بقلق: خير في إيه؟!
نظر له فراس بعدم فهم وإبتسم: مفيش إيه؟!
فقال على وهو يمسكه من كتفيه: إنت مش قولتلي أجيلك دلوقتي عشان في مشكله؟
هز فراس رأسه بنفي: لا مكلمتكش ولا قولت حاجه!
نظر له على ظناً أنه يكذب كي لايستمع أحداً لما يريد أن يقول لكن نظرات فراس المبهمه جعلته يخرج هاتفه ووضعه أمام وجهه: إنت مش إتصلت بيا برقمك الجديد كمان؟!

ضحك فراس ونفي: رقم إيه أنا متحركتش من البي، صمت عندما أدرك شيء فتوسعت عيناه وقال وهو يحدق بالهاتف: فارس!
تنهدت ساره وهي تعانق مها التي تبكي منذ أمس ولم تأكل شيء فقالت بيأس: يا حبيبتي إهدي والله مش مستاهله بكره هتحبي وتتحبي بجد وهتلاقي إللي يبادلك نفس المشاعر مستعجله على إيه؟!

هتفت بحده وهي تشهق بقوه: مش مستعجله أنا مش عايزه غير فراس أنا بس أطمن إن هو هيبقي ليا وهتعرفي سعتها إني مش مستعجله على حاجه ولو سمحتي متقوليش مش ليكي ومتجوز عشان أنا عارفه وشايفه وبحبه برضه..
وتركت الفراش وأخذت ملابس من الخزانه بعنف وإرتدتها بتعجل وذهبت تحت ذهول ساره ورمشها بتعجب فهي لم تلحق أن تنبث ببنت شفه..

وقفت أمام إحدي الشواطئ تحدق به بشرود وخصلاتها تتطاير بطريقه أزعجتها فوضعته خلف أذنها بنفاذ صبر كي يثبت وهي تنظر بجانبها فلمحته يقف يحدق بالمياه بشرود عاقداً أمام صدره وخصلاته تتطاير لكنها أقصر قليلاً! تقدمت منه وهي تبتسم بسعادة لرؤيتة وقالت: فراس..
فك عقده يديه ونظر لها وقبل أن يتحدث تساءلت: إنت قصيت شعرك ليه؟!

ظل محدقاً بها بدون تعبير وحدقتيه تمر عليها من أعلاها لأخمص قدمها وهذا أخجلها فضربت صدره بعفويه: فراس بتبصلي كده ليه؟!
لم يرد عليها بل إلتفت وهو يهز رأسه بقله حيله وذهب رمشت بتعجب وركضت خلفه ثم توقفت أمامه فاتحه ذراعيها على مصرعيهما كي تمنعه من الذهاب: مش بترد عليا ليه؟!

زفر وسار بالأتجاه الأخر فمدت يدها أمامه ليتوقف مجدداً فزفر بنفاذ صبر وسار عكس الإتجاه فمدت يدها الأخرى وهتفت وهي تقطب حاجبيها: مالك مش عاوز تكلمني!.
مسد جبهته بضيق ثم دفعها من وجهها: إمشي يبت من هنا..
وذهب بخطوات سريعه كي لاتلحقه لكنها صرخت بإسمه بغيظ: فراااس، نظر خلفه فوجدها تركض إتجاهه وهي تحدق به بشراسه فركض هو الأخر بسرعه يحاول الهرب فخلعت حذائها سريعاً كي تلحقه وركضت خلفه..

توقف خلف إحدي الحوائط بعد ركض دام لنصف ساعه وهو يلهث بتعب: الله يخربيتها جايبه الصحه دي من..
أغمض عينه بنفاذ صبر عندما وجدها تمسكه من ياقته ففتح عينه وقال بإزدراء: أنا لحد دلوقتي بعاملك باحترام ف سيبي التيشرت عشان الحركه دي بتدايقني ي متر ونص..

نظرت له بشراسه وهي تقطب حاجبيها بانزعاج وشددت قبضتها على ياقته أكثر بيدها الناعمه تلك فابتسم وهو يحدق بوجهها الطفولي ذاك وهذا جعل مقلتيها تهتز باضطراب وخففت قبضتها عنه فاستغل الفرصه ونزع يدها نهائياً والصقها بالحائط فخرجت شهقه مفاجئه خافته من بين شفتيها فتحدث أمام وجهها وهو يبتسم بمكر: إنتي قد إللي بتعمليه ده؟!

توترت وإرتخت أطرافها من قربه فرفعت يدها المرتجفه ودفعته من صدره بضعف فضحك وهو يراقب تورد وجنتها وتوترها وتنفسها العنيف الذي جعل أحد خصلاتها تتطاير فرفع يده وأبعدهم خلف أذنها هابطاً بيده حتى وصل لذقنها فرفع وجهها وحدق به وهو يبتسم جعلها تضعف أكثر هي تبتلع ريقها محدقه بشفتيه فاتَّسعت إبتسامته أكثر عندما لاحظ تلك النظره وظل يقترب من وجهها أكثر حتى تلامست أنوفهم فازدادت وتيره تنفسها وصدرها أصبح يعلو ويهبط بعنف وتلك الفراشات أصبحت تتطاير بمعدتها بطريقه مؤلمه فأغمضت عينها وحركت رأسها قليلاً وكان ذالك بمثابه مداعبه منها له فحاوط خصرها وألصقها به..

فكادت تصرخ به طالبه منه أن يقبلها وينهي كل هذا فلا تستطيع التحمل أكثر..

لكنها شعرت فجأه بالهواء يضرب وجهها وجسدها ترنح للخلف فتحت عينها فلم تجده فشهقت ملتقطه أنفاسها وكأن الحياه عادت لها من جديد وجلست في الأرض بسبب قدمها التي لم تحملها كثيراً وأخذت تلوح بيدها أمام وجهها بسبب الحراره وهي تتنفس بعنف باحثه عن الهواء فهي تشعر أنها تنصهر وليس حراره فقط قطبت حاجبيها وقالت بذهول وعدم فهم وهي تبحث عنه بعينها: يعني إيه ده يعني إيه؟!

إلتقطت حقيبتها التي سقطت منها بالارض وأخرجت الهاتف ونقرت على رقم فراس وظلت تنتظر الرد لكنه لم يرد فظلت تعيد الكره أكثر من نصف ساعه لكنه لم يرد أيضاً..
زفرت وظلت تفكر لكن صوت التمتمات والهمسات الجانبية التي سمعتهم من الماره الذين يسيرون بالطريق جعلها تتحمحم بخجل ووقفت وأخذت حقيبتها وذهبت..

عادت للمنزل ودلفت بهدوء تسير بعدم إنتباه وشرود غير منتبه إلى على الذي كان ينتظرها وهتف بإسمها ولم تستمع فهي بعالم أخر فهتف ببعض الحده: مهااا
إنتبهت ونظرت له: هااا، على خير في حاجه؟!
تسائل وهو يتفحصها: كنتي فين؟!
توترت وقالت وهي تتجنب النظر بعينه: كنت بتمشي شويه وجيت بس!
فسألها وهو يعبث بهاتفه: فراس قالي إنك عماله ترني عليه بإلحاح ليه في حاجه؟

إبتسمت بتوتر وقالت وهي تلوح بيدها تشرح له: دي صحبتي فراس، وصمتت وهي تعبث بغرتها بتوتر وتابعت: كنت برن عليها..
فأعاد وهو يرفع حاجبيه بسبب عدم تكملتها الأسم: صحبتك إيه؟!
ضحكت ببلاهه وقالت: صحبتي بحرف الفه وفراس برضه فأكيد دوست على إسمه غلط وأنا قصدي هيا وكده يعني، وأكملت ضحك وهي تنظر بالأتجاه الأخر لاويه شدقيها بقلق ثم أعادت نظرها له وهي تبتسم بتوتر
فأومأ وهو ينظر لها بشك ثم قال: إنتي شوفتي فراس..

إبتسمت وقالت بحماس: طبعاً شوفته، فتقدم منها بأمل أن يعلم شيء عن فارس: بجد، أومأت وهي تبتسم مضيفه: أه شوفته إمبارح..
قضم شفتيه بغيظ وضم قبضه وكم أراد أن يهشم وجهها وقال وهو يخرج أنفاسه الغاضبه بوجهها: طيب غوري على فوق غوري..

تنحنحت وهي تحدق به من أعلاه لأخمص قدمه: متذوقش طيب متذوقش، وتركته وصعدت للأعلي وهي تزفر براحه وبدلت ثيابها بأخري مريحة وقفزت على الفراش وعانقت الوساده بنعومه مسترجعه جميع ماحدث ببطء لتتسع إبتسامتها أكثر وأكثر ثم دفنت رأسها بالوساده بخجل وهي تضحك ملوحه بقدمها في الهواء بسعاده..
تنهد بهدوء قبل أن يقول بعدم تعبير: يعني إيه؟!

أرجعت خصلاتها خلف أذنها وتحدثت وهي تعبث بأصابعها متجنبه النظر له: يعني عاوزه أرجع مصر أنا مليش لازمه هنا وعايزاك كمان تطلقني..
أومأ لها وأضاف ببرود هو يخرج من الغرفه: هفكر في الموضوع، وأغلق الباب خلفه فارتجفت شفتيها وعيون دامعه على وشك البكاء فهو حتى لم يحاول أن يعتذر لها ويعود كسابق عهده معها فقط مازال يتعامل ببرود يبدو أنها خسرته حقاً..

أمسكت هاتفها الذي لم يسمح لها بأخذه سوي اليوم وضغطت على رقم جود..
أنهى حديثه معها وأغلق الهاتف فتسائل: هو ينفع أرجع في كلامي وتروحوني؟!
نظر له فراس بسخريه فتحدث سريعاً بتبرير: ريم محتاجه مساعدتي بس عادي ممكن لما أرجع مش مشكله..
فاستخدم فراس مقولته ضده وهو يرفع حاجبيه: هو إنت عامل حسابك إنك هترجع؟!

إبتسم وهو يرجع ظهره على المقعد: إعتبروني متكلمتش، ثم زفر بسبب طول الطريق: لسه فاضل كتير زهقت وبعدين طياره مين دي إللي هنركبها؟!
فتحت عينها بتعب فوجدت نفسها بالغرفه التي لطالما كانت تخنقها سقطت دموعها وهي تعتدل بالفراش محدقه بغرفتها القديمه بمنزل جلال طليقها..
نظرت حولها تبحث عن الهاتف لكنها لم تجده بحثت عن الخط الأرضي لكنها لم تجده هو الأخر..

نظرت أمامها عندما وجدت غرفتها تفتح فطل عليها مساعد زوجها الذي تحدث بهدوء: حمد الله على السلامه..
أومأت له بهدوء فقال عندما وجدها مازالت تبحث بعينها عن شيء ما: موبايلك معايا وللأسف مش هتتواصلي مع أي حد لحد مقابل جلال بيه ويقولي أتصرف إزاي؟ بس دلوقتي رفعنا قضيه طلاق..

أومأت ودموعها تتساقط ثم نظرت على الكومود بجانبها فوجدت مجموعه من الحبوب المنومه التي كانت تستخدمهم فيما سبق فكل شيء بالغرفه كما هو ولم يَمس وكأنه لم يدخل الغرفه من بعدها! أخذت واحده مع إرتشافها للمياه وإستلقت مجدداً مدثره نفسها بالفراش دون أن تتحدث موليه ظهرها له فهز كتفيه بقلة حيله ثم أغلق الغرفه وغادر..

كان جالساً يحدق بها وهي تتناول الطعام والإبتسامه تعتلي ثغره فتحمحمت وهي ترجع خصلاتها للخلف عندما لاحظت نظرته فتحدثت بتبرير: أصل اليومين إللي فاتوا كنت مكتئبه شويه ومانعه الأكل فدلوقتي بعوض بقي..
إتسعت إبتسامته أكثر وبعثر شعرها: بالهنا والشفا، فتابعت تناول الطعام وهي تبتسم حتى قالت فجأه: على فكره دي كانت أحلي هديه جاتلي في حياتي، إنت عملت كده إزاي؟!

تنهد وتحدث بابتسامة: دي أقل حاجه ممكن أعملها عشانك، بس دي مش هدية عيد ميلاد!
قطبت حاجبيها وتسائلت بهدوء: أومال إيه؟!
أمرها وهو يضع يده بجيبه: غمضي عينك وهاتي إيدك، أومأت وهي تمد يدها ثم أغلقت عينها شاعره بحركه يده وهو يضع شيء بأناملها، : فتحي..

فتحت عينها وهي تبتسم وقربت يدها لتراها فشهقت بسعاده وتساقطت دموعها بفرحه وتحدثت وهي تنظر بأناملها: كنت متأكده إنه معاك إنت متعرفش الخاتم ده غالي عليا قد إيه ده بتاع ماما الله يرحمها، ضحكت بعدم تصديق ثم محت دموعها وتابعت بابتسامه: الحاجات إللي حصلت نستني إني أسألك عليه بجد شكراً أوي ده أحلي يوم في حياتي، إبتسم لها بحنان ومد يده ماحياً بقية دموعها برقه: هشش متعيطيش، أومأت وهي تحدق به بامتنان ومسدت على يده التي كان يضعها على وجنتها برقه فابتسم وبعث لها قبله في الهواء ضحكت بسعاده وهي تستنشق مابأنفها ثم تسائلت: بس هو إنت ليه بتهاديني حجات بتاعتي!

ضحك وقال مبرراً: هو أنا قولتلك إن دول هديه عيد ميلادك؟!
هزت رأسها بنفي وقالت بتشويش: بس إنت قولتلي غمضي عينك لما سألت عن الهدية؟!
إبتسم وهو يرى تشوشها وقال بصدق: طيب غمضي عينك بقي عشان الهديه الحقيقه يلا..
إبتسمت وأغمضت عينها وهي تأخذ شهيقاً طويلاً فهو حرص على جعلها سعيده فلن تنسي ذالك اليوم مهما حيت..

شعرت بشيء بارد يوضع على عنقها فعلمت أنها قلاده وبعدها شعرت بنفس البروده على معصمها فعلمت أنه سوار: فتحي، فتحت عينها بهدوء لتلتمع ببريق سعاده وإعجاب وهي تحدق بذالك السوار الرقيق من الألماس ثم وضعت يدها على عنقها تتحسس القلاده المشابهه للسوار لكنها أثقل قليلاً ومرصعه بألماس أكثر فرفع هو هاتفه أمام صدرها لتري إنعكاسها بالمرأه فقالت بسعاده وهي تحدق بها: بجد بجد حلوين أوي، أنا مش عارفه أقولك إيه؟!

أمسك يديها بين يداه وقبلها برقه وقال بكل ما أوتي من حب وندم: متقوليش حاجه دول المفروض كنتي تاخديهم يوم فرحنا بس إنتي عارفه إللي حصل ومش محتاج أفكرك..
أومأت له وقد تأثرت متذكره جميع ماحدث معها لكنها وعدت نفسها أنها لن تنزع ليلتهم فتماسكت ثم قطبت حاجبيها بعد تفكير وتساءلت بتعجب: يعني دول كمان مش هدية عيد ميلادي؟!
أومأ لها وهو يضحك ثم أمسك يدها وقال ببعض الحزن: هي موجوده بس خايف متعجبكيش!

فقالت وهي تبتسم ضاغطه على يده التي تمسكها: مش مهم وبعدين إنت جبتلي إللي يعجبني كويس مجتش على دي!.
هز رأسه بنفي: لا مش هينفع لازم دي تعجبك وأكتر من دول كمان!
أومأت له موافقه وقالت وهي تحدق به بحب: إنت أي حاجه منك بتعجبني وبتسعدني...
إبتسم لها ثم قال بهدوء وهو يضغط على يدها مع كل كلمه: أنا، أنا هديتك هديه عيد ميلادك بقيت بتاعك وهفضل ليكي طول العمر تعملي فيا إللي إنتي عايزاه تقبليني؟!

تساقطت دموعها بتأثر وهي تضحك فنزعت يدها من يده بسبب إرتجافها وقامت بمحو دموعها بطفوليه قائله: ينفع أحضنك؟!، وقبل أن يتحدث وقفت متوجهه إليه فوقف هو الاخر منتظرها كي يعانقها فارتمت بأحضانه تعانقه بكل ما أوتيت من قوه وحب فهربت من بين شفتيها تنهيده حاره وهي تدفن رأسها بصدره أكثر معبره بها عن كل مامرت به من سوء وماتشعر به الان من راحه ربما ستظل تشعر بها دائماً..

همس بأذنها بحب وهو يربت على شعرها بحنان: تتجوزيني؟!.
فصلت العناق وهي تبتسم ولم ترد عليه وهذا أزعجه لكنه لم يتحدث وتصنع عدم الإهتمام كي لا تفسد الأمسيه وهي فعلت المثل وكأنها لم تستمع لشيء..
فعادت لتتناول الطعام تحت أنظاره المغتاظه فلم يستطع تصنع البرود وللا مبالاه أكثر فكاد يتحدث لكن هاتفه رن وذالك والده لن يستطع تجاهله فتحدث بهدوء يستمع له ثم قال لها وهو يقف: بابا عايزنا دلوقتي ممكن نروح؟!

أومأت وهي تقوس شفتيها محدقه بكم الطعام الذي ستتركه: والأكل ده؟!، ثم تابعت بحزن عندما وجدت النادل يفرغ بكأسها مشروب: وكمان شامبانيا!.
ومدت يدها كي تأخذه فأمسك يدها قبل أن تصل له بتوجس وحدق بها بتحذير: مستحيل تشربي عايزه تفضحينا؟! يلا قومي قومي..
أومأت بحزن مقوسه شفتيها وذهبت معه..

وصل للمنزل بعد بعض الوقت وطوال الطريق كان يقود بملامح متهجمه وهو يضغط على أسنانه بقوه وقد لاحظته لكنها ستلقنه الدرس وتتركه يعاني قليلاً..
دلفت للداخل بهدوء وقد عانقت والده عندما وجدته يقف ينتظرهم بحنان: وحشتني أوي عامل إيه؟!
فرد مدكور بحنان وهو يربت على ظهرها: الحمد الله ياحبيبتي أخبارك إيه؟!

تركهم شريف وصعد للأعلي بسبب ضيقه ولم يتحدث فاستغل والده الفرصه وأمسكها من معصمها وسحبها خلفه للأريكه تحت تعجبها وقال بحزن: إطلقتوا ليه يابنتي دي كانت أمنيتنا أنا ووالدك الله يرحمه إننا نجوزكم!
ضحكت بهدوء ثم قالت: بس إحنا ماكناش نعرف بعض وإتقابلنا صدفه هي مكانتش صدفه أوي يعني بس ماكناش نعرف إنكم بتخطتوا لكده من زمان!
تنهد وإقترح عليها: طيب مش هترجعوا؟

إبتسمت له ثم قالت بحنان: أنا بحب شريف أوي ياعمو على فكره وهو طلبني للجواز تاني وأنا موافقه بس مش هقوله دلوقتي، ثم تبسمت بشر وتابعت: بس زي ماتقول كده باخد حقي منه على حاجه كده حصلت..
أومأ لها وهو يبتسم وقد إرتخت ملامحه براحه فسيحدث مايريد بالنهاية، بينما خلف ذالك الحائط كان شريف قد إستمع لكل ما أردفت به فهز رأسه وهو يبتسم بغضب متوعداً لها ليري ماذا ستفعل..

وصلوا إلى المطار فترجل كلاً من جود ومحمود وفراس وبالطبع نائل فوقفوا يتناقشون قليلاً في الرياح القويه التي كانت تشوش عليهم الرؤيه جعلتهم لا يستطيعون فتح أعينهم كامله..
بينما بذالك الوقت تسللت نور ببطئ وهي تحدق خلفها بتوتر كل برهه وأخري حتى توقفت أمام الصندوق الخلفي للسياره وفتحته ببطئ وهي تغلق عينها بقوة تخشي أن يحدث صوتاً حتى فتح كاملاً فساعدت ألين التي كادت تختنق للخروج..

إستندت براسها على السياره تتنفس بعنف ثم وضعت يدها على معدتها بألم فهي كانت تجلس بطريقة غير مريحه والصندوق ضيق عليها وكان نائل يقود بسرعة البرق وهناك الكثير من المطبات التي كانت تنفض جسدها كل برهه وأخري وفوق هذا والهواء لم يكن يصلها فحالتها مثيره للشفقه..
شعرت نور بالندم لأنها وافقت أن تأتي بها فكل ما ستمر به سيشكل خطراً عليها كان يجب أن تستشير طبيباً قبل أن تقبل على فكره الإنتحار تلك!

أغلقت السيارة وهي تنظر لها بحزن ثم تركتها كي تبعدهم عن الطريق كي تصعد للطائره..
: أنا نسيت أجيب الباسبور بتاعي هروح إزاي دلوقتي هطر إني أرجع معلش بقي، هذا ما أردف به جود بأسف وإلتفت كي يعود للمنزل فأوقفه قبضه فراس التي وضعت على كتفه وقال بتسليه: إنت متعرفش إننا هنسافر بالطياره بتاعتي؟!
فتسائل بتعجب: إنت عندك طياره؟! من إمتي؟!

ضحك وقال وهو يحدق بتلك الطائره: أنا إكتشتفها فجأه بتاعت أبويا كان بيروح بيها فين بقي معرفش بس مش مهم أبقي أعرف بعدين يلا عشان نمشي!، وتحرك ليذهب فأمسك جود يده وتسائل: مش يمكن كان بيجيب فيها نسوان؟!
تنهد فراس بنفاذ صبر قبل أن يلكمه وتركه وغادر فذهب خلفه بإحباط كان يود العوده حقاً فبداخله ليس مطمئناً..

تجمعوا وسارو صوب الطائره لكن نور وقفت أمامهم عازالاً وهي تبتسم ببلاهه فحدق بها الجميع منتظراً أن تتحدث فتقدمت للأمام وأشرت لهم أن يأتو خلفها حتى توقفت عند نقطه معينه وجعلت ظهرهم هو مايقابل الطائره وبدأت تأشر لهم وكأنها تريد قول شيءٍ هام وعليهم بالتخمين وكانت هذه البدايه كي تتحرك ألين بوسط تلك العاصفة ومقاومتها الهواء كي تصل لكنها كانت تسير ببطئ بسبب ألامها والرياح القويه كانت تدفعها تجعلها تتقهقر للخلف وكم كان هذا درساً قاسياً لها كي تتعلم عدم التهور دون التفكير بالعواقب، وصلت أخيراً أمام الدرج..

=: العجل في بطن أمه!، هذا ماقاله جود بضجر وهو يحدق بها بينما هي كانت تصب تركيزها على ألين التي بدأت تصعد بتمهل فهيئتها المتعبه واضحه وضوح الشمس كيف تسمح لها بفعل هذا؟ تمنت لو تستطيع التحدث لكانت أخبرتهم الان حتى إن حدث لها شيء سيستطيعون التصرف بخلافها هي ستجلس تبكي بجانبها..

تبقي لها بضع درجات قليله فلم تنتبه أين تضع قدمها وبنطالها الذي تخطي قدمها الملحق ببجامتها البيتية خامه الستان بأكمان التي كانت تجلس بها في المنزل ولم تنتبه لها وتبدلها حتى، وصلت للدرجه الرابعة من الأعلي وقبل أن تضع قدمها عليها دهست على بنطالها لتتعركل فصرخت بذعر وجسدها يتهاوي للخلف مع شهقه نور الصامته وجحوظ عينها معها وتعجب الجميع؟

تشبست بسور الطائره باللحظه الأخيره بيد مرتجفه وهي تتنفس بعنف وعيون دامعه أفرجت عن عبراتها بندم لمجيئها لكن ندمها هذا لن يكون شيئاً يذكر أمام ماسيحدث!.
وضع نائل يده على وجنت نور وقال باستفهام: إنتي سُخنه ولا إيه مالك مش طبيعيه من الصبح؟!
هزت رأسها بنفي فأومأ لها بهدوء فوقع نظرها على فراس الذي كان يلتفت حوله بملامح قلقه فتسائل نائل: بتدور على حاجه؟

فرد فراس وهو يبتلع غصه لا يعلم مصدرها: مش عارف سمعت حد بيصرخ!
فنظروا حولهم وكلهم أذان مصغيه لكن لا أحد منهم إستمع لشيء ثم توجهوا للطائره وجلس كل واحداً على مقعد بهدوء شارداً يفكر بما سيقابلهم بينما نور تسللت تبحث عنها بدورة المياه لكنها لم تجدها فعاودت البحث حتى وجدتها بغرفه لا تعلم بما تستخدم هنا فيبدو أنها طائره خاصه غير الطائرات التقليدية فهنا لاتوجد مضيفات فليست رحله كي يأتو بهم!

فكانت تجلس خلف الباب تسند رأسها على الجدار بوهن وشعرها أصبح رطب من كثره العرق وهي تبكي بسبب الألم فجثيت نور أمامها بخوف وهي تكوب وجهها بين يديها بقلق ولا تستطيع التحدث لكن نظرتها واضحه فقالت ألين بألم وهي تبكي بحرقه: أنا، أنا، تعبانه أوي مش، مش قادرة أستحمل والله مش قادره.

عانقتها نور بحزن وهي تأنب نفسها وظلت تربت على ظهرها كي تهدأ لكن ألامها كانت تزداد فنظرت نور حولها بتخبط تبحث عن شيء أي شيء فوجدت فراش وقد تعجبت لوجوده لكن الان ليس وقت الأسئله فساعدتها بالوقوف وجعلتها تستلقي على الفراش كي تريح جسدها قليلاً وظلت جالسه بجانبها تربت على شعرها غير غافله عن صوت بكائها المكتوم..
تحدث جود بريبه وهو يأشر على الغرفه: أنا سامع خروشه في حد معانا هنا؟!

نفي فراس بهز رأسه فوقف جود وتوجه إلى هناك ووضع يده على المقبض وقبل أن يديره ويدلف وجده يفتح وتخرج منه نور فشهقت بخوف كرده فعل بينها هو تفاجئ قليلاً وقال بازدراء: إنتي! ثم عاد لمقعده مجدداً وعادت هي بجانب نائل، فربت على شعرها بحنان وسألها بقلق بسبب تصرفاتها الغير مفهومة: إنتي كويسه؟!
أومأت بابتسامة قبل أن تريح رأسها على كتفيه محدقه إتجاه فراس وهي تفكر كيف ستكون رد فعله إن علم؟!

وجد هاتفه يرن فجأه فأخرجه من جيبه ولم ينظر ليري رقم من المتصل وتحدث بهدوء: ألو..
فقالت هاله بخوف وهي تقف بغرفه ألين الفارغه: إلحق يافراس ألين مش موجوده؟
إنتفض من جلسته ولاحظه الجميع فانتبهوا له: يعني إيه مش موجوده إزاي يعني؟!
فقال جود بتوبيخ: إنت ياعم الأمور أقفل التليفون هتموتنا كده مشغله ليه؟!

لكنه لم يرد وظل يهز قدمه بتوتر فهو يعلم أنها لن تظل هادئه وتتركه يجب أن تقلقه وتجعله يعود لها كالطفل الذي فقد أمه فعاد صوت والدته مجدداً: دورت تاني والله ياحبيبي مش موجوده خالص مش عارفه راحت فين أنا كنت عملالها أكل طلعت مالقيتهاش؟!.

فقال بصياح وهو يكاد يفقد عقله: إزاي أنا سيبها في البيت، ثم وقعت عينه على نور فهربت من نظرته سريعاً محدقه بأرجاء الغرفة بتوتر وتصنعت عدم الإهتمام فقال قبل أن يغلق الخط: دوري تاني وإتأكدي كويس وإتصلي قوليلي لقتيها ولا لا، وأغلق الهاتف ثم قام بسؤال نور بشك وقلق: إنتي إتكلمتي مع ألين أو شُفتيها؟
أومأت وهي تبتلع ريقها فتقدم منها وقال برجاء: قالتلك إنها هتسيب البيت أو أي حاجه؟!

هزت رأسها بنفي وأشرت له دلاله على نومها وهي تحرك شفتيها: أنا سبتها نايمه في قوضتي أنا، نظر لها بعدم فهم وظل يعافر معها هو ونائل محدقون بشفتيها وهي تتحرك يحاولون الفهم وكم كره نائل نظرة فراس لشفتيها لكن وضعه وقلقه ومجاهدته كي يفهم ماتقول جعلته يهدأ فهو يريد أن يفهم فقط..

توصلوا للإجابة بالنهاية فأومأ لها وعاد ليهاتف والدته فأخذت نور هاتفها وذهبت لتلك الغرفه وأغلقتها خلفها سريعاً ثم هرولت إلى الفراش عند ألين وطلت تنقر بأصابعها على شاشه الهاتف تكتب لها ماحدث وبعد إنتهائها وضعته أمام أعين ألين التي أرهقت من البكاء فتوسعت عينها بخوف وقالت: لو فضل كده هيكشفنا وهيعرف إني هنا لما يسألك وتتوتري، إتصلي بماما هاله إتصلي بيها وهاتي أكلمها..

أومأت سريعاً وبدأت تبحث عن الرقم فهي قد أخذته منها عندما كانت تمكث معها بالمنزل..
كانت هاله تحادث فراس لكنها وجدت الهاتف المنزلي يرن بإصرار ولا يتوقف فتركت الهاتف من يدها وتوجهت له لتري من علها تكون ألين وتريح قلبها وقد كانت حقاً فهتفت هاله بلهفه وعدم تصديق عندما سمعت صوتها: ألين!
أنهت حديثها معها بعدم رضي ثم عادت لتحادث فراس مجداً فقام بسؤالها: مين يماما اللي كان بيتكلم؟!

فقالت بكذب كما أخبرتها ألين: دي كانت ألين..
إعتدل بجلسته وقال بلهفه: بجد كانت هيا؟!، ثم إبتسم بحزن وتابع: قالتلك مش عايزاني تاني صح!
إبتسمت بهدوء وقالت: لا يحبيبي مقالتش حاجه هي بس راحت عند نوران تقعد معاها شويه عشان زهقت بس، تنهد براحه وعادت إبتسامتة مجدداً ثم أنهى المكالمة وجلس براحه فتسائل جود: حصل إيه ألين كويسه؟!
أومأ وقال: اه عند نوران قاعده معاها شويه..

أومأ جود لكنه إعتدل بجلسته قائلاً بتعجب رافعاً حاجبيه: عند نوران فين معلش؟!
فرد بتعجب لذالك السؤال: في البيت هيكون فين يعني؟!
فقال جود باندفاع: أمك دي كذابه!
رفع فراس حاجبية وقال بتهكم: نعم؟ ووقف وأخذ يتقدم منه بملامح لا تفسر فأزدر جود ريقه قائلاً مصححاً ماقالة: هو مش بالمعني الحرفي بس أحب أقولك إن ألين مش هناك!
فتسائل بضيق: ليه؟

فقال جود بتهكم: أنا بقالي أسبوع رايح جي عليكم لوحدي ومسألتنيش عنها بالصدفه هتيجي دلوقتي وتروحلها؟!
فقال فراس مبرراً: عادي ما يمكن عشان مكَنتش بتسأل عليها قالت أروحلها! وبعدين إنت مكُنتش بتتكلم عليها ومش بتجبها معاك!
نظر له جود بعدم إقتناع وشعر بتردده هو الأخر فقال: إنت مش بتحاول تفكر بعمق عشان متقلقش عليها صح؟!

تنهد فراس مأومئاً بضيق فقال جود: بس أفرض إنها مش هناك؟! من الأخر كده إشمعنا هتروح النهارده لما إنت تسافر يعني مش من حقها إنها زعلانه ومكتئبه هتخرج تروح فين؟!
هز فراس رأسه بضيق وقال بسخط: حسبي الله لازم تلعب في عقلي لازم إتفضل إتصل بنوران بقي..
أومأ جود وأخرج هاتفه وقبل أن يضغط على إسمها أغلقه وألقاه بغيظ: والله ماهتكلم أنا مقاطعها أصلاً..

وعاد للتمدد على مقعده مجدداً وأغمض عينه قليلاً ثم فتحها بعد بعض الوقت أو هذا ماظنه فوجد الطائره قد توقفت فقال باستنكار: إيه ده وصلنا؟!
فهز فراس رأسه بسخرية: صح النوم يحبيبي
فرك جود عينه وقال بتعجب: نوم إيه أنا مش لسه رامي الموبايل ده!
قال فراس بسخريه: ده من 12 ساعه كده وبعدين إتقلبت زي الجردل يلا قوم..
تثائب ونظر من النافذة وقال بذهول وهو يمط جسده: الصبح طلع؟! ده إختلاف التوقيت ولا أنا نمت كتير؟!

بينما بالغرفه فكانت نور تمسد على معده ألين البارزه بحنان وهي تحدق بها بحزن فهي عانت الأمرين بتلك الساعات من شده الألم ولم ترتاح سوي منذ ساعه تقريباً عندما خف الألم وبدأ النوم يجافيها فغفيت علها ترتاح قليلاً..

=: فين نور؟ هذا ما أردف به نائل وهو يبحث عنها بأنحاء الطائره فالجميع ترجل عداها وعداه هو وجود فقال جود بتلقائيه وهو يأشر على الغرفه: شوفتها أمبارح دخلت هنا ومخرجتش تقولشي معاها حد مخبياه؟!، وتركه وغادر بعد أن أدخل الشك لقلبه فهي تتصرق بغرابة وألين مختفيه هل ربما تكون معها؟!

توجه للغرفه وقام بلف المقبض لكنه وجدها مغلقه من الداخل فطرق الباب بقوه وعنف جعل ألين تستيقظ بذعر منتفضة من على الفراش فربتت نور على وجنتها برقه كي لا تقلق وتوجهت للباب كي تفتفحه فقابلها نائل الذي كان يحدق بها بغضب فابتلعت ريقها مفكره بسرعه كي تخرج من ذالك المأزق قبل أن يدفعها لداخل الغرفة وهو معها وقبل أن تبدر عنه أي حركه تصنعت الألم وهي تترنح واضعه يدها على معدتها فتحول غضبه لقلقٍ فجأه فحاوطها بخوف وأخذها معه للخارج وهو يتسائل بقلق: إنتي كويسه؟!

هزت رأسها بنفي وملامحها تنكمش بألمٍ أكثر ثم دفنت رأسها بصدره ليحاوطها بحنانٍ وقلقٍ أكثر لتتسع إبتسامتها وهي تتوق عنقه بيدها فما أجمل أن تري نظرة القلق والخوف وللهفة بعين من تحب وكأنكِ أغلي مايملك فكل شيء سيمر طالما تلك النظره باقية..
قال جود بتعجب وهو يجول بنظره في الطريق الفارغ أمامه: إحنا فين بالظبط وإيه المكان ده؟ وفين المطار فين الناس!

ضرب فراس كتف بكتفه بغيظ: قولنا مش طالعين رحله إحنا الله، وظل يتابع سيره فقال جود بضجر: طيب رايحين فين قولي؟!
قال وهو يأشر على رجل يقف مقابلهم على الطريق الأخر وخلفه مباشرة منزل عتيق: هنروح للراجل ده عشان ناخد منه شنطه فيها حجات هنحتاجها وظل يتقدم وجود ومحمود معه ونائل قد أختفي مع نور عن الأنظار ليصل لهم أسرع فهذا المكان يعرف كل خطوه به وإلي أين سينتهي بك المطاف..

توقف فراس أمام الرجل مباشرة وقبل أن يتحدث قال هو: من منكم فراس؟!
قال فراس بهدوء: إنه أنا، فنظر له الرجل من أعلاه لأخمص قدمه ثم إتسعت إبتسامته قائلاً: وسيماً كما أخبرتني نور تماماً، ثم ضربه بيده على صدره بمشاكسه: تستحق أن يتم الشجار عليك يافتي..
رفع فراس حاجبيه بتعجبْ له فقال جود وهو يبتسم: ده شكله أجنبي روش، فتابع بهدوء وهو يضحك: أسف لم أعرفكم عن نفسي أنا مايكل طبيب..

فصافحه جود بابتسامة: وأنا جود مريض..
دفعه فراس ليقف خلفه وقال بضجر: بطل تفاهه مش هنهزر إحنا هنا!

فقال مايكل مستعجباً وهو يأشر على فراس: مابال تلك الحده هل هو حاد الطباع أخبرني فإن كان سأبتعد لأنني أكره أن ألكم حقا!، أومأ له جود وهو يبتسم وكم أراد التحدث لكن فراس دحجه بغضب فصمت ثم لوح لمايكل بتسليه وهو يبتسم فبادله مايكل الإبتسامة كالأبله ثم نظر حوله وتسائل: أين نائل ون، وقبل أن يكمل وجد من يلكز كتفه بخفه وهو يبتسم فالتفت ثم صاح بسعاده: نووور ياإلهي، وعانقها بقوه فبادلته العناق وهي تبتسم بنعومه فتابع وهو يربت على ظهرها ويكاد فمه يتمزق من إتساع إبتسامتة: لقد إشتقتُ لكِ حقاً ياإلهي، سقطت دموعها وهي تبتسم مربته على ظهرهه بالمثل ثم فصل العناق ومحي دموعها قائلاً بابتسامة: لا تبكِ اليوم سينتهي كل شيء وستبدئي من جديد ويمكنك ترك ذالك البارد والإتيان إليَّ فلن أردك خائبةً أبداً..

ضحكت برقه وأومأت له وهي تبتعد ليحل محلها نائل الذي أعاد حديثة مجدداً وهو يفكر: هل قُلت أن تترك ذالك البارد الان ولن تردها أبداً!
إبتسم مايكل بتوتر وعانقه بقوه كأنه والده قائلا: أنت لا تريد لكمي أمام الغرباء أليس كذالك؟!
فقال جود سريعاً نافياً: نحن لسنا غرباء لقد أصبحنا أصدقاءاً الان..
فقال مايكل وهو يبتسم يسأل نائل: من هذا لقد راقني؟!
ضحك جود وكاد يتحدث لكن فراس قاطعه: مش هنشوف هنعمل إيه ولا هنهزر؟!

دحجه مايكل بانزعاج موجهاً حديثة إلى نور: ما الجميل به كي تقعي بحبه فهو، صمت عندما نظرت له بشراسه وحركت شفتيها بكلمه إستطاع قراءتها: اللعنه عليك مايكل..
ضحك متسائلاً وهو يقطب حاجبيه: ماذا أمازال يملك تلك الغيره القاتله عليكِ هذا مؤسف عزيزتي، إنتظرت نور أن يلكمه نائل أو يقول أي شيء لكنه كان يبتسم وهذا جعلها تتعجب..

ألقي مايكل الحقيبه التي بيده بيد نائل وبدأ بالتحدث تزامناً مع فتح نائل لها: تلك الحقيبة ستجد بها الأسلحة التي طلبت وبعض المتفجرات التي ستقومون بزرعها بالداخل قبل خروجكم لتقوموا بإنهاء كل شيء..
فتحدث جود معترضاً: قنابل إيه يجماعه بقي لسه العيد مش دلوقتي!
أمسك فراس إحداهن وقلبها بيده ثم قال: ودي هتتحط فين؟
فقال نائل موضحاً: إحنا لما هندخل هنتفرق فا كل واحد يحطها في المكان إللي هو فيه..

فسخر جود قائلاً: ومنلحقش نخرج في المعاد المحدد ونتفجر بقي!
فقال محمود بهدوء: متقلقش هنبقي كويسين، فتابع جود مستهجناً قائلاً. : إنت مين؟!، صمت ولم يرد عليه فيبدو أنه لن يتوقف عن السؤال فأخذ كل واحداً منهم سلاحاً وإحدي المتفجرات التي كان المتحكم بها مايكل فقال قبل ذهابهم: عليكم أن تنتهوا قبل إنتهاء الوقت المحدد لأنها ستنفجر..
فتسائل نائل: وكم الوقت المُحدد لها؟!
قال مايكل وهو يزم شفتيه: نصف ساعه..

ضحك جود بسخرية ثم قال: طيب أنا مروح بقي تبقوا طمنوني عليكم ماشي يلا مع السلامه، وتركهم وغادر لكن فراس أمسك يده وقال بنفاذ صبر: إنت رايح فين؟!
نزع يده من يده قائلاً بتهكم: حد قالك إننا ساموراي ولا سلاحف النينجا نص ساعه إيه!

فقال مايكل لأنه شعر أن سبب الشجار هو الوقت فأضاف: لا تقلقوا فأنا سأكون المتحكم من هنا فوحده التحكم معي فعندما أراكم في الخارج بالوقت المناسب سأقوم بتفجير المكان وإن لم تخرجوا سأبطلها لا تقلقوا لن يمسكُم سوءاً..
فاقترح جود: لما لا تعطها لأحدنا ويبطلها هو فنحن أعلم بما سيحدث في الداخل!

رفض مايكل بحزم قائلاً: هذا الجهاز إن سقط أرضاً سيفجر كل شيء لا تقلق سأكون واعياً وإليكم تلك الساعات الرقمية أيضاً كي تنتبهوا على الدقائق و تعلموا الوقت وتنتهوا سريعا بالتوفيق..
تحرك كل واحداً منهم بهدوء وهو يرتدي ساعته عدي نائل الذي وقف أمام مايكل وقام بتوصيته وهو يحدق بنور بحب: فالتنتبه عليها ولا تجعلها تدلف للداخل تحت أي ظرف أياً يكن ولا تجعلها تَغِب عن عيناك!

أومأ مايكل وهو يبتسم قائلاً: ألايوجد شيء أخر؟!
إبتسم نائل وقال وهو يفكر: بلي هناك، يمكنك أن تمازحها فلن أُعنفك عندما أعلم لا تقلق..
ضحك ثم عانقه وهو يربت على ظهره بحنان ثم تركه إلى نور التي تساقطت دموعها بحزن خوفاً عليه غافلين عن ألين التي كانت تبكي بحرقه في الخلف ولا تستطيع أن تقترب ولا أن تودعهم مثلما فعلت نور..

ذهب نائل ولم يَسِر كثيراً حتى وصل فتوقف أمام باب المنزل عندما وجدهم جالسون دون فعل شيء يحدقون بالفراغ فقال جود بسخربه عندما وجد نائل يتقدم منهم: دي إيه مغاره على بابا إللي إنت جايبنا فيها دي؟! دنا لو نفخت فيه هيقع!، فكان يشبه كثيراً المنازل العتيقه المتهالكة فرد نائل ساخراً: طيب إدخل وأنفخ فيه ووقعه عايزين نتفرج..

زفر جود ونظر بالأتجاه الأخر ثم أعاد بضيق: يجماعه أنا مش مقتنع بأي حاجه من إللي بتحصل هنا وروحوني دلوقتي بقي مش لاعب..
نظر نائل إلى فراس وهو يزفر بضيق ثم قال: إنت جايبلي إبن أختك معاك كل خطوتين يقول روحوني!
فقال محمود وهو يحدق بساعته محذراً: الوقت يجماعه!

فقال جود بذعر: هي شغاله؟!، أومأ له فخلعا من يده وألقاها عليه بخوف وإبتعد للخلف فانفجر محمود ضحكاً عليه فقال بغيظ عندما أدرك أنه تم السخرية منه: بتروش كمان! حسبي الله، ثم نزع القنبلة من يده ووضعها بإحدي جيوبه ودلف للداخل وحده بصمت فتبادلوا الثلاثة النظرات معاً ثم دلفوا خلفه..

تنهد مايكل للمره الألف وهو يحدق بها تنظر إليه ببرائه وكأنها تستعطفه فقال بفقدان صواب: نور تحدثي واللعنه ماذا هُناك فتلك النظره لا تُطمئِنني فأنتِ لا تصنعين سوي المشاكل!

أومأت بحزن وهي تقوس شفتيها ثم أخرجت له الورقه التي كانت تحملها معها منذ أمس بعد كتابتها له هي وألين معاً ففتح الورقة وهو ينظر لها بريبة وبدأ بقراءتها بملامح لا تفسر مع ذهوله ثم أغلقها وقال بفاه مفتوح: لا تقولي أنكِ أتيتي بها إلى هنا؟
لم تتحدث بل نظرت له بندم فصرخ بها بحده: واللعنه ماذا فعلتي كيف تأتين بها إلى هنا ألم تقولي أنها بشهرها الأخير كيف تفعلين هذا هذا خطر هل تُريدين قتلها؟!

أبعدت خصلاتها للخلف وهي تقضم شفتيها بندم ولم تتحدث فقال باستسلام وهو يتنهد: أين هي؟!
أشرت على خلف السيارة فضم الورقه بقبضته بغيظ ثم ألقاها أمامها وذهب.
فوجدها تجلس تسند رأسها على السياره مغمضه عينها من التعب ماده قدمها التي تورمت بالأرض فانحني بجانبها وتحدث بنبره هادئة: هل أنتِ بخير؟!
هزت رأسها بنفي وعيون دامعه فحزن لحالتها وقال بجديه وهو يتابع ملامحها المتألمة: يجب أن يتم فحصك فأنتِ لستِ بخير!

هزت رأسها بنفي وتساقطت دموعها: أنا، أنا فقط أريد أن أذهب للداخل أرجوك..
مرر يده على وجهه بعصبية وقال محاولاً التحكم بأعصابه: ماهي عقلية النساء هذه واللعنة؟ أنا لا أفهم كيف تريدي الدخول إليهم كيف؟
بكت أكثر وقالت له برجاء: لا أرجوك أنا لم آتي إلى هنا كي أجلس بتلك الطريقة؟!

صرخ بها بحده مستهجناً: أنتِ حتى لا تستطيعين السير بانتظام أين ستذهبي! نور فالتري صديقتك هذه قبل أن أرتكب جريمةً بكما أنتما الإثنتان الان!.

جثيت نور على ركبتيها بجانبها وعانقتها بحنان مريحة رأسها على صدرها ولاتعلم لما تشعر إتجاهها بتلك المشاعر وهذا ليس من الان فقط بل منذ رؤيتها كانت تشعر إتجاهها بشيء ما من العاطفه والحنان لكن شجارهم على فراس حال بينهم وبين تلك الأحاسيس ولم تتفاقم بل لم تشعر بها من جديد لكن الان هناك ماهو مختلف فهي ستكون سعيده إن كانت شقيقتها حقاً!.

إبتسم مايكل وهو يتابعهم بحنان ثم هتف بمشاكسه: إنها أجمل منكِ نور فهو معه حق لتركك كي يتزوجها هي، ضربته على صدره بغيظ فضحك وهو يتابعهم وتمني لو تظل هادئة ولا تطلب الدخول مجدداً لكن هذا كانت بمثابه أمنيه بالنسبة له فلم يحدث هذا وقبل إنتهاء تفكيره بهذا وجدها تترجي نور من جديد..
فقال بحده وهو يحدق بألين: واللعنه إن صرخ بكِ أحدهم في الداخل ستلدين تعقلي قليلاً!

تابعت بكائها بأحضان نور بحرقة حتى شعرت بالإختناق فجأه وظلت تسعل ووجهها إحمر فقال بقلق: مابك؟!

فقالت وسط سعالها بتقطع: أن، أن، أنا، لدي ربو ستجد الأنبوب بالسيارة إجلبه سريعاً، وتابعت سعالها المتصنع فذهب وظل يبحث في السيارة بينما نور ظلت تربت على ظهرها برقه وقلق فسمعته وهو يهتف بإسمها: نور فالتبحثي معي، ومن دون تفكير تركتها وتوجهت لمقدمة السيارة تبحث بها هو في المقعد الخلفي وهي في المقعد الأمامي وألين قد تحاملت على نفسها وتحركت صوب المنزل عندما رأت إنشغالهم فتوقفت نور فجأه بعيون متسعة وقد أدركت شيء أدركة مايكل عندما نظر لها فقال بصياح لاعناً غباءه: اللعنه هذه سيارتي أنا!، صفع الباب بقوه وعاد لها لكنه وجد المكان فارغ نظر خلفة وهو يضرب السيارة بقدمة بغضب فوجدها تدلف من الباب حتى إختفت عن وقع أنظارة فقال بإنفعال وهو يحدق بنور بغضب: أنتِ السبب بما يحدث الان كيف تأتي بها، فإن حدث لها شيء ستتحملين أنتِ المسؤلية!، ثم أعاد نظره جهه الدخول مجدداً وقال بضجر موجهاً حديثة إلى نور: فتاة حمقاء؟! كنتُ أظنكِ الفتاة الحمقاء الوحيدة هُنا لكن وُجد من هو أحمق وأبله، ثم صمت متابعاً تحديق نور به بشراشة وغضب فتابع بسخط: نساء أغبياء، ضربته على صدره بقوه وغيظ فتابع كي تغتاظ أكثر: من الجيد أنكِ لا تتحدثي فلن تكُفي عن الثرثره الان هذا جيد، ضربتة مجدداً بقوه أكبر بغضب فضحك وهو يبعثر شعرها قائلاً بتسلية: لقد إشتقتُ لكِ أيتها المشاكسة، تبتسمت برقة ثم عانقتة بقوه..

كانت تسير بترنح وبطئ في الداخل ولا تعلم أين هي ذاهبه فلا يوجد هنا أكثر من الممرات الضيقه والإضاءات الخافتة والرائحة الكريهة فهي تشعر أنها بمعبدٍ ما أو مكانٍ أثريّ حتى الهواء هُنا قليلاً كضيق المكان جعلها تشعر بالأختناق بحق وليس تصنع، جففت جبهتها براحه يدها بوهن ثم أطرقت رأسها للأسفل مستنده على الحائط مغمضه عينها تتنفس بانتظام مقاومة رغبة الأغماء، فعاودت تجفيف وجهها بأكمام ملابسها وهي تتنفس بتعب وقدمها أصبحت ترتجف لاتستطيع الصمود أكثر تريد الراحة..

فتحت عينها كي تذهب لكنها وضعت يدها على فمها تكتم صرختها وهي تحدق أمامها بعيون زائغه خائفه بسبب رؤيتها لأحد الجثث الواقعة أمام قدمها فعادت أدراجها للخلف قبل أن تتقيء وسارت بممر أخر بوجه شاحب خائف فكلما تقدمت خطوه يزدات إختناقها أكثر، تشعر أنها تسير بطريق مسدود، لكنه طريق لانهاية له..

ترنحت بتعب وتوقفت مسنده يدها على الحائط مستسلمة للأغماء، لكن قبل حدوث هذا صرخت بذعر عندما وجدت من يطوق عنقها بقوه مُقيدها بيده هامساً بأذنها بتلك النبره المقززه التي لطالما أرعبتها وجعلت أوصالها ترتعد وهو يبتسم بانتصار: إنظروا من لدينا هُنا!.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة