قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل السادس والستون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل السادس والستون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل السادس والستون

إستيقظت صباحاً وإبتسامة رقيقه تعتلي ثغرها فأمس كان أجمل يوم قد مر عليها بعد حزنٍ دام لفترةٍ طويلة ومن سعادتها لم تعد للمنزل بل قضت الليلة بغرفه شريف هُنا بينما هو إختفي ولا تعلم أين! لكن ربما ستجده الان فهذا معاد تناول الفطور وهو لن يمرره بل سيأكل مع والده..
فهي سوف تخبره بموافقتها الان فيكفي فراقاً يمكنها أن تنتقم منه وهو معها على طريقتها هي وليس وهو بعيداً هكذا..

إغتسلت، ثم توجهت للأسفل بحماس ذهب هباءاً عندما تجمدت مكانها لرؤيتها شريف يجلس على طاولة الطعام وبجانبه فتاةٍ ما يتناولون الطعام معاً وهاهي الان تهمس له بأذنه فجعلت ضحكته الرنانه تصل لإذنها فأغمضت عينها وهي تضم قبضتها بقوة حتى تحدث مدكور: واقفه ليه ياحبيبتي تعالي.

إغتصبت إبتسامة وهي تتقدم وجلست على المقعد المقابل لهم وأمسكت ملعقتها بيد مرتجفة لاحظتها فألقتها من يدها كي لايلاحظ أحد لكن صوتها الذي صدح جعل الجميع ينتبه لها فقال مدكور: إنتي كويسة؟
أومأت بخفه فتحدث شريف وهو يمضغ طعامة: مش هتقولها ي بابا وتعرفها ولا أعرفها أنا!

تحمحم مدكور وهو ينظر له بتحذير وكأنه يخبرة أن يتراجع عما هو قادم على فعله لكنه ولده ويعلم أنه لن يتنازل لهذا قال: متهيقلي تقولها إنت إنت صاحب الشأن..
أومأ له ثم إنتقل بنظره إلى روان التي تحدق به بهدوء عكس النيران التي تتأكلها وأعصابها التي تلفت وهي تحدق به منتظره المفاجأه التي سيفجرها بوجهها الان فهي إعتادت على هذا منه..

وضع يده على كتف الفتاه التي تأكل بجانبة وقال وهو يحدق بها بابتسامة بادلته إياها: أقدملك سونيا خطبتي وقريب أوي هتبقي مراتي..
إبتسمت بانكسار وهي تهز رأسها ثم تسائلت بنبرة مرتجفه: وإمبارح ده كان إيه؟!
تنهد وهو يضع بعض اللقيمات بفمه وقال ببرود إستفزها: أنا مسافر قريب وإنتي مدتنيش عقاد نافع وأنا مستعجل!

إغرورت عينها بالدموع ثم قالت وهي تبتلع غصتها: مكُنتش أعرف إنك عايز تتجوز وخلاص، إبتسمت بألم وهي تقضم شفتيها كاتمة شهقتها وقالت: بس عادي كل الرجاله كده مجتش عليك، مبروك عن إذنك ي عمي..
وتركتة وصعدت إلى الغرفة كي تأخذ هاتفها وحقيبتها وتذهب..
ألقت الهاتف بالحقيبة وهي تبكي بحرقة ناهره نفسها: أنا الغبية عشان سامحتة أنا الغبية وأستاهل..

وتحركت تفتح باب الغرفة لتذهب فوجدته يقف أمامها فتخطته وهي تمر من جانبه متحاشية النظر له لكنه سحبها من يدها وأعادها لداخل الغرفه مجدداً وسألها بضيق: رايحة فين؟!
محت دموعها وقالت متجنبه النظر له: راجعه مكان ماجيت، وتابعت بسخرية: عشان زي منتي شايف كده ده مش بيتي..

تنهد وقال بهدوء: لا ده بيتك وهيفضل بيتك ودي مش خطبتي ومفيش واحده هتبقي مراتي غيرك إنتي، أنا بس كنت بعاقبك عشان إللي عملتيه إمبارح عشان تعرفي حسيت بإيه لما تجاهلتي طلبي كأني مطلبتش حاجه؟

صمتت قليلاً ولا تشعر بشيء سوي إنسياب عبراتها على وجنتها تليها ضحكها بهستيريا ثم إقتربت وضربت صدره بقوه وهي تتحدث بقهر: بتعاقبني! بتعاقبني! بعد كل ده وإنت إللي بتعاقبني! بأي حق بتعاقبني هاا؟ دخلت حياتك صدفه وخليتك تحبني؟ ولا كنت بناديلك بأسم راجل تاني وأنا فحضنك؟ ولا طلعت في الأخر كذابة هاا؟! ولا دمرتك نفسياً وكنت هتموت نفسك بسببي!، ثم إنخفضت نبرتها مع حشرجه صوتها بسبب البكاء وقالت بقلب مفتور: مستخسر فيا إني أحسسك بالعذاب إللي كنت عايشاه! كام ساعه علقتك فيهم ماستحملتهمش بس أنا إستحملت شهور وأنا روحي بتتحرق جنبك وإنت مش حاسس!

قبض على ذراعها بقوه وقربها منه وقال بحزن وندم علها تعلم أنها ليست وحدها من تعذبت: مين قلك إني متعذبتش! مين قلك إني كنت مبسوط معاكي وأنا كذاب! أنا مكنتش ببص ف عينك ي روان عشان ذنبي، مقدرتش ألمسك وأنا كذاب معئني كان قدامي فرص كتير بس معملتش كده مستغلتش حبك ليا مستغلتهوش! أنا كل يوم من غيرك كان عذاب، نظرتك ليا لما عرفتي الحقيقة كانت عذاب، هروبك مني عشان مش عايزاني وتعريض حياتك للخطر كانت عذاب، لما كنتي بتموتي قدامي ومش عارف أعمل إيه كان عذاب، طلاقي ليكي غظبن عني عشانك كان عذاب، كل يوم عدي عليا من غيرك كان عذاب، ولما رجعت وشوفتك عذابي إتضاعف مكُنتش عارف أبدأ منين أتكلم ولا أحضنك لحد ماشبع منك ولا أعمل إيه؟! بس لما تجاهلتيني كان عذاب من نوع تاني؟!

حاوط خصرها وقربها منه أكثر جعلها ملتصقه به وقال بحزنٍ وكأنه يلومها: عارفه يعني إيه أبقي شايفك قدامي ومش قادر أتكلم معاكي وأقرب منك عشان متأذيش نفسك بسببي، عارفه يعني إيه بعد ماكنتي بتاعتي وبين إيدي تبقي محرمة عليا ومش عارف أعمل حاجة عشان أراضيكي وكل يوم بتبعدي عني أكتر؟! شايفه كل ده مش عذاب وتدمير؟!

شهقت بقوة وهي تبتعد عنه وقالت بحرقة: وده ميدكش الحق إنك تعمل فيا كده، ثم صرخت به وهي تشد شعرها بفقدان صواب: مش من حقك تعمل كده مش من حقك إنت دمرتلي فرحتي دمرتها إنت عارف أنا كنت هقولك إيه لما أشوفك النهارده؟ عارف كنت هقولك إيه؟! كنت هوافق وهنبدأ من جديد بس إنت عملت إيه؟ عملت إيه؟، إبتسمت بألم وتابعت: شكراً على فرحتي إللي مكملتش، ثم نزعت القلادة من عنقها بعنف وألقتها أمامة لحقها سوارها وقالت بقهر من أعماقها: طلبك مرفوض للأسف وهديتك مش مقبولة وعلاقتنا من النهاردة إنتهت..

وتركته وغادرت وهي تمحي دموعها بعنف فأوقفها والده الذي كان يستمع لكي شيء وقال بحزن: أنا أسف يابنتي مكنتش أعرف إنه غبي كده أنا بتأسفلك بداله بس متمشيش هو غبي مش بيعرف يعبر عن حبه كويس مش بيعرف..
عانقته بقوة وهي تربت على ظهره كي تواسية لكن الحقيقة هو من كان يواسيها بذالك العناق وليس هي.

تركته عندما شعرت أنها ستنهار إن ظلت هُنا أكثر فقالت بحنان وهي تبتلع غصتها: هفضل أتصل بيك دايماً إنت زي بابا الله يرحمه، أومأ لها وهو يربت على وجنتها بحنان فقبلت يده ثم تركته وغادرت..
فنظر مدكور بأثرها بحزن ثم أعاد تحديقة بسونيا التي كانت تجلس على إحدي الأرائك تحدق بأثرها بندم بسبب ماحدث فتلك لم تكن سوي دراما هزيلة إنقلبت علية..

بينما بالأعلي كان شريف مازال يقف متصنماً يحدق بالقلادة التي تم نزعها غير مدركاً لكلاماتها الأخيره هل تم إنهاء كل شيءٍ الان؟!
إنحني وقام بلملته بين يداه ووضعه على الفراش ثم ركض تاركاً الغرفه سريعاً وإستقل السيارة ليذهب خلفها..
توقفت أمام الملجأ بسيارتها ليحتك إطارها بالأرض بعنف جعلها ترتد للخلف مع المقعد ثم أدارت المفتاح وأغلقتها بيد مرتجفه ولا تعلم كيف وصلت دون أن تفتعل حادث بنفسها...

ظلت جالسة قليلاً تقبض على المقود بقوه تكتم بكائها حتى إنفجرت مره واحدة من قهرتها في وصله بكاء أخرى لقد دمر سعادتها دون أن يشعر..
تركت السيارة وتوجهت للداخل وهي تسير ببطئ كسُلحفاء ولكن تلك الضجه وركض شريف الصغير لها بذعر أقلقها فانحنت وسألته بقلق: مالك يحبيبي في إيه؟!
وقبل أن يرد عليها وجدت رجال يرتدون زي الشرطة توقفوا أمامها ليتحدث أحدهم بخشونة: إنتي مديره الملجأ ده؟!

أومأت وكادت تتحدث لكن الصدمة ألجمت لسانها عندما سمعته يقول: معانا أمر بالقبض عليكي بسبب توريط الملجأ بعمليات غير مشروعه وبيع الأطفال وأخذ أعضائهم، لم تستطع التحدث بل وجدته يكبل يديها وسحبها من ذراعها معه للخارج تزامناً مع وصول شريف الذي نظر لهم بتعجب وتسائل: في إيه وخدنها على فين؟!
فقال الضابط بتهكم: وإنت مين إنت، إنت شغال معاها مش كده؟!

كاد يوافق ويخبره بنعم لكنها تحدثت سريعاً بنفي: لا مش ده مش هو..
فدفعه الضابط من أمامه قائلاً بإزدراء: يبقي توعي من هنا، وتركه وذهب تحت تعجبة لما يحدث لكنه ليس وقت الأسئلة فاستقل سيارتة وذهب خلفهم..
فتح عيناه تزامناً مع تأوهه بألم وهو يعتدل بالفراش بتعب. حدق حوله قليلاً حتى أدرك أنه بالمشفي فانتبه إلى سجى التي تنام على المقعد بوضعيه غير مريحة فابتسم وأفاقها برفق وهدوء: سجى، سجى، سجى!

فتحت عينها ببطئ ثم أغلقتهم سريعاً بانزعاج بسبب الضوء ثم عاودت فتحها بتروي حتى إعتادت على الضوء فتوسعت عينها عندما وجدت نادر جالساً يحدق بها فوقفت سريعاً وقامت بالجلوس على طرف الفراش وعانقتة بقوة وهي تهتف بسعادة: حمد الله على السلامة يحبيبي إنت كويس؟!
أومأ وهو يربت على وجنتها ثم تسائل عندما لم يجد سواها هنا فقط: فين لارا؟!

أبعدت نظرها عنه ولم ترد فقطب حاجبيه وهو يفكر فمن المفترض أنها معهم فإن كان هو هنا يجب أن تكون معه فهي كانت محتجزه فمن أخرجه أخرجها بالتأكيد!
فأعاد بنفاذ صبر: سجى فين لارا ردي عليا
فقالت بحزن: لارا قاعده فبيت طلِقها ي نادر ورافعة عليك قضيه طلاق..
صمت قليلاً ثم إنفجر ضحكاً وهو يحدق بها ثم قال وهو يمسك رأسه بألم: سجى متهزريش أنا تعبان فين لارا؟!

أومأت له وهي تفتح درج الكومود القابع جانب فراشه وأخرجت إحدي الأوراق منه: كنت عارفه إنك مش هتصدق أنا نفسي مصدقتش بس أهو فيه مُحضر جالنا البيت وسابلك ده
إختفت إبتسامتة وهو يأخذه من يدها ونظر له بقلب مفتور وقال بضياع: بس لارا بتحبني ومش هتسبني، مش هتعمل فيا كده؟!
عانقته بحزن مواسيتاً إياه فنظر لها وقال وهو على وشك البكاء: لارا مش هتسبني مش هتسبني أنا هروحلها لازم أروحلها..

أوقفته سجى باعتراض: رايح فين أستني لما نطمن عليك!
لكنه رفض وترك الفراش مصراً: لا لازم أروحلها هي مستياني عشان أخدها مستحيل تقبل إنها تفضل هناك أنتي متعرفيش هي بتكره المكان ده قد إيه مستحيل تكون سعيده هناك مستحيل..
فقالت له بنفاد صبر: طيب إفرض إنها قاعده برضاها ومبسوطه؟!
قال بحزن وهو يحدق في الورقة: لو سعيده هسبها سعيده ومش هجبرها تتنازل عن القضيه وهطلقها..
فقالت بتهكم: وإنت سعادتك فين؟!

فقال بهدوء: لما هلاقيها سعيده هبقي أنا مبسوط
نظرت له باقتضاب بعدم رضي لما هو مقبل عليه فهي أصبحت تكره الحب أصبحت تكرهه بشدة فهو لايجعل صاحبة سوي ضعيف يقبل بأي شيء حتى الخسارة والتعاسه وإن كانت مقابل سعادة من يحب فسيرضي بها..
بينما لارا كانت قد إستيقظت من غيبوبتها بسبب نومها الذي لا ينتهي وهاهي الان تقف بالحديقة تسقي الورود بشرود ترويها قبل أن تذبل مثلها..

تنهدت وهي ترفع رأسها للأعلي ترمش سريعاً محتجزه عبراتها كي لاتسقط فهي تعاهدت لنفسها بالقوة وليس البكاء كل خمسة ثواني يجب أن تتماسك..
تأوهت بألم عندما أمسكت إحدي الورود الجميلة لكن إنتهي هذا بوغزها بألم وكم هذا ذكرها بالحياة مثلها تماماً نظن أنها جميلة من الخارج لكن عندما نقترب ونتوغل بها لا نجد سوي الصفعات والصدمات والحزن والألم فارغه فانيه بدون معني..

تركت دلو السقي الذي كانت تروي به الورود من يدها عندما إستمعت لصوت مرتفع بالخارج وكأنها مشاجره..
أعاد بغضب: يعني إيه مش هدخل بقولك وسع عاوز مراتي..
دفعة الحارس الواقف على البوابة مجدداً بغضب ونفاذ صبر: لو سمحت إمشي عشان هأذيك..

فاقترب بإصرار ودفعة من صدره بقوة: هتأذي مين هاا وريني كده ولكمة بقوه، أطرحه أرضاً وسار صوب الداخل لكنه وجد من يحملة وألقاه أرضاً فسقط على جبهته المضمده فتأوه بألم بينما سجى خرجت من السيارة وركضت له بلهفه وخوف، إنحنت تساعده على الوقوف وهي تتحدث برجاء: نادر عشان خاطري يلا نمشي إنت مش كويس عشان خاطري..
هز رأسه بنفي وأمرها بحزم: روحي إنتي عشان ميحصلكيش حاجه روحي..

صرخت به بخوف: مستحيل أسيبك هنا يلا نمشي..
نظر لها برفض تام لكن إلتماع عينها بالدموع وإرتجاف يدها الممسكة به بخوف جعلتة يتراجع ويذهب معها بهدوء، لكن صوت لارا المرتجف الذي أتي من خلفهم أوقفهم: نادر
إلتفت ونظر خلفه بلهفة وشوق تبدل للحزن عندما رأي هيئتها الذابلة كما توقع فهي مجبره على ماتفعل لكن لما؟

تقدم منها وهو ينظر لها بحزن حتى أمسك يدها وقبلها بحنان بينما هي لم ترمش قط وظلت تحدق بوجهه كي تشبع نظرها من رؤيته وهو بخير إقترب أكثر كي يعانقها لكنها رجعت خطوه للخلف ونزعت يدها من يده تزامناً مع تساقط دموعها وقولها بنبره مرتجفه: إنت بتعمل إيه هنا؟!
عاود الاقتراب منها وأمسك يدها وقال بقلب مفتور: إنتي عاوزه تطلقي مني بجد وهتفضلي عايشه هنا؟!

أومأت وهي تطرق رأسها بالأرض متحاشية النظر له لكنه قال بعذاب: لا بُصيلي وقوليلي مش عايزاك وطلقني..
هربت شهقتها وهي تهز رأسها بأسي فوضع إبهامة أسفل ذقنها ورفع رأسها ليراها فانقبض قلبة بألم لحالتها فقال برجاء: لارا متحرقيش قلبي عليكي وأتكلمي أنا مش هجبرك تفضلي معايا بس مش هسيبك هنا لوحدك..
محت دموعها بظهر يدها وقالت بنبرة مرتجفة: أنا، أنا قاعدة هنا بمزاجي مش مُجبره وعايزاك تطلقني، كده.

أحسن ليا وليك إبدأ من جديد وإتجوز وخلف و..
لكنه قاطعها وهو يتحدث بتهكم: قولي كده بقي أخلف هنرجع للموضوع ده تاني إتجوز وخلف عشان إنت تستحق تكون أب، إبتسم بسخرية وتابع: أحب أهنيكي عشان عرفتي تستغلي الفرصه كويس وأستخدمتيها صح برا?و، ثم تركها وغادر أخذاً سجى خلفه وأستقل السيارة وذهب..

فعادت للداخل ولم تسير كثيراً حتى سقطت على الأرض تبكي بحرقة وقهر بسبب ما وصلت له بسبب ذالك اللعين الذي لم يعتقها حتى وهو محتجز مازال يسيطر عليها، كان هذا تحت أنظار مساعد زوجها المسئول عن كل شيء يحدث الان ولن يكذب ويقول أنه لم يشعر بالذنب عندما رأهم هكذا بل شعر بالذنب وخصوصاً رؤيته لمعامله نادر الرقيقه والمقدره لها بخلاف جلال الذي كان يشاهده يصفعها دائماً وهذا جعلة يفكر بأي حق يُفسد حياتهما من هو ليفعل هذا؟!

وكيف يمتثل لأوامر شخصٍ محتجز لبقية حياتة فإن كان محتجزاً وحياتة لا تطاق ليس من المفترض أن يجعل حياة الأخرين لاتطاق مثله فهذا ليس عدلاً!.
تحدثت سجى بعد تردد وتفكير: هي، هي، لارا مش بتخلف؟!
أومأ وهو يتابع قيادتة بضيق وقال: بس إتعالجت وعملت العملية و مفيش مشاكل دلوقتي هي إللي موهومة وكل اللي عليها أنا مبخلفش وسبني، وتابع بهمس لنفسه: غبية..

كانت نائمة بعمق تتنفس بانتظام غافلة عن الذي يتأملها في المرأه بحنان وهو يرتدي سترته مستعداً للذهاب للعمل حتى إنتهي أخيراً وعاد للجلوس على الفراش بجانبها وبدأ بطبع قبلات رقيقه في جميع أنحاء وجهها برقة جعلها تستيقظ من النوم فقالت بنعومة وهي تحاوط عنقة: صباح الخير..
إبتسم وقبلها مجدداً قائلاً: صباح القمر ي، قمر..
إبتسمت بنعاس وهي تربت على وجنته: مصحتنيش معاك ليه عشان نفطر سوي؟!

إبتسم بحنان وهو يداعب أنفه بأنفها: أنا مفطرتش أصلاً ومش عاوز أقلقك بس مقدرش أمشي من غير بوسه الصبح دي بتنشطني..
توسعت إبتسامتها قائله: طيب وختها بقي؟!
قوس شفتيه وهز رأسه بنفي: لا مستنيكي تدهاني..
إبتسمت بخجل وكادت تقبلة لكنها وجدت الباب فتح على مصرعيه فجأه فزفر وهو يبتعد قائلاً بنفاذ صبر: قليله الذوق، مش في باب تخبطي عليه؟!
بعثرت مها شعرها ببعض الخجل: معلش، كُنت فاكراك مشيت.

وضع يديه بخصره وهو يقف باعتدال: وعايزه إيه؟!
إبتسمت وقالت بهدوء: كنت هقولك إني رايحة الجامعة..
فقال وهو يرفع حاجبيه: تقوليلي إزاي مش فاكراني في الشغل؟!
إبتسمت بتوتر: ماهي ساره مكانك وإنت مش موجود ي على طبعاً..
نظر لها بشك وهو يأومئ: ماشي ولزما رايحة الجامعة متستأذنيش هتروحي فين عالصبح يعني غير الجامعة تيجي تستأذني في الخروجات والصرمحه بس يلا إمشي..

دحجته بضيق ثم تحركت لتذهب لكن حديث ساره أوقفها: إنت هتروح لنادر، وبعدين هتكلم لارا زي مقولتلي إمبارح؟
أومأ لها وفجأه وجد مها إلتصقت به وتشبثت بذراعة قائلة بتعجب: لارا إيه هي عايشة؟!
أومأ لها على وهو يكاد يلكمها ف إلى الان مازال يتذكر ضربها لها بكل وقاحه فقالت بذهول: يعني أنا لحد دلوقتي بأنب نفسي عشان ضربتها وهي عايشة؟!
دفعها من وجهها وقال بغيظ: ده لو عندك ضمير أصلاً..

ضمت قبضتها وكادت تضربه بكتفه لكنها تذكرت حاجتها للمال فيجب أن تكون مطيعه فتحمحمت وقالت برقه وهي تعانقة: على..
تنهد وقال بسخط: خير؟!

قالت بحزن وهي تقوس شفتيها: الكريدت كارد بتاعتي فيها مشكله ومش بتطلع فلوس كنت عاوزه فلوس وتعملي واحده جديده عشان دي مش عارفه مالها كإن حد وقفها عشان مفيش عطل الكتروني وأنا كسِلت أكلم البنك، نظر بالأتجاه الأخر وهو يبتسم فتعجبت له ثم شهقت بتفاجئ وقالت بتحذير: أوعي تكون إنت إللي عملت كده؟
ضحك وهو يأومئ فضربت قدمها بالأرض بغيظ: ليه دي بابا كان عملهالي إنت مالك بيها!

توقف عن الضحك ونظر لها بجديه ثم أصبح يتقدم منها كأسد سينقض على فريسته الان وهذا أخافها وجعلها تعود للخلف بخوف حتى إلتصقت بالحائط وقالت بتوتر: إيه، ي، على بهزر طبعاً إتدخل براحتك ده مالك وتعبك يحبيبي..
كتم ضحكتة من مظهرها وقال بشك: إتصلت بالبنك وعرفت إنك بتسحبي فلوس كتير بتعملي بيها إيه هااا؟! تكونيش مصاحبه واحد وبتصرفي عليه هاا قوليلي متخافيش..

ضحكت بسخرية وهي تهز رأسها: أصاحب مين يعم إنت أنا مش بتاعة الكلام ده أنا بحب على طول..
إبتعد ثم أخرج بعض النقود الورقيه من حافظتة وأعطاهم لها بهدوء فقالت باستنكار وهي تحدق بهم: أما مش بشحت منك على فكره إيه ده؟!
رفع حاجبيه وقال: مش هيقضوكي دول؟!
فقالت مبرره: إنت تديني كتير وأنا أصرفهم أخليهم براحتي..
هز رأسه وهو يدفعها للخارج: مفيش الكلام ده إنتي ساعتين وهترجعي مش هنهزر يلا..

ضربت قدمها بالأرض بعدم رضي فنظر لها بحده وأخذهم من يدها: مفيش فلوس خالص يلا إمشي..
وأغلق الباب وإستند عليه من الداخل كي لا تفوت إليه فقالت وهي تضرب الباب بقدمها محركه المقبض بضيق: ي على خلص بقي عاوزه أشرب قهوة..
فقال بصياح كي تسمع: خلي ماما تعملك وإشربي قبل متخرجي..
فقالت بحزن: طيب هاكل إزاي من الكافتريا دلوقتي؟!
فقال وهو يضحك: خلي ماما تعملك سندوتشات وخرجيها كُليها في الكافتريا محدش هياخد باله..

صرخت بغضب وضربت الباب مره أخرى وذهبت من المنزل نهائياً..
تنهد وهو يعود لساره كي تعطيه قبله الصباح فقالت له بحزن: زعلتها ي على..
فقال وهو يضغط على إحدي الأرقام بهاتفه: هصالحها لما أقولها إني شغلتهالها تاني، ثم صمت قليلاً وقال بتعجب لصدمتة منها: دنا جالي ذهول لما عرفت إنها دافعة خمس تلاف جنيه في حته جازمه تقوليش جزمه سندريلا!
ضحكت سارة برقه وقالت: يحبيبي كلمها براحه هتسمع الكلام..

هز رأسه بنفي: لا مش النوعيات دي مش دي لا كده عمرها ماهتنسي اللي حصل كل متيجي تشتري حاجه وهتفتكر إني مراقبها وهتهدي شويه..
فقالت مدافعة عنها: طيب لزما حاجه نفسها فيها هتجبها وإنت أكيد مش هتسبها نفسها في حاجه؟!
فقال بفقدان صواب من شقيقته: ياريتها تلبسها دنا من ساعه مشوفتها وهي مش بتلبس غير الكوتش المعفن ده مش بتغيره..

ضحكت وهي تربت على صدره: خلاص ي حبيبي إهدي إنت صح، وبعدين بقي متتعصبش عشان يوسف لما يجي يلاقي بابا فري...
إبتسم بحنان وقبل معدتها البارزه ثم قال: خلاص قررهي هتسمية يوسف؟
أومأت وهي تعانقه: هو في أحلي من يوسف وياريت لو يبقي شبه جدو يوسف مش هيبقي فيه حد أسعد مني..

ربت على شعرها بحنان قائلاً بامتنان: أنا إللي هبقي أسعد واحد في الدنيا لما يكون عندي ولاد منك، يلا هاتي البوسه بقي، ضحكت برقة ثم فصلت العناق وقبلته برقه...
بينما لدي مها كانت قد وصلت منذ وقت وظلت جالسه في مطعم الجامعه تحدق بالجميع بحزن وكأنها شخصاً محروم بينهم وبين كل هذا كان كرم يحدق بها بحده بنظرات غير مريحه تضمر لها الشر دون أن تنتبه له فهو لن ينسي مافعلت ووقاحتها معه عندما رأته..

ألقت برأسها على الطاوله بضجر حتى سمعت رنين الهاتف فاخرجته من حقيبتها ولم يكن سوي على فألقته بغضب ولم ترد عليه لكنه كان مصراً فأخذتة وتحدثت بضيق: نعم..

فقال وهو يبتسم خلف الهاتف: البطاقة أشتغلت هاتي اللي إنتي عايزاه، سقطت دموعها بحزن وقالت له بنبره مرتجفه: مش عاوزه منك حاجه، إنت وِحش أصلاً بابا مكنش بيعمل معايا كده وعمرك ماهتبقي زيه، وأغلقت الهاتف بوجهه ثم أكلمت بكائها فهي لطالما كانت مدلله والدها..
تنهد بحزن وهو يلقي الهاتف على مكتبة: محدش عُمره هيبقي زيه..

أنهت بكائها وهي تشعر بالغيظ منه فوقفت متوجه صوب المشروبات وقالت للرجل الذي يعمل بتحدي تعجبه: عاوزه قهوه أغلي حاجه عندك وكل اللي في الكافتريا معزومين على حسابي..
نظر من جانب كتفها على ذالك الحشد وأعاد بتخبط: إنتي متأكده؟!
أومأت وأضافت: وإنت معاهم كمان وهدفع فوري، وأخرجت بطاقتها ووضعتها أمامة، فأخذها وقام بأمرهم بما تريد ثم أخذ الأموال وأعاد لها بطاقتها..

بينما على وجد شاشه هاتفه مضاءه فأخذه ليري ماهذا فوجد رساله نصيه بما أنفقت فانفجر ضحكاً وهو يحدق بالهاتف: ي مجنونة، فهي لا تأتي بتلك الطريقه ولا بالرقه فماذا يفعل بها إذاً؟!
أنهت دوامها وخرجت منتظره السيارة التي طلبتها أمام الجامعه وهي تزفر وخطتها القادمة أن تشتري سيارة.

بينما بالجهه المقابلة كان فارس يسير بدون واجهه محدده وهو يفكر ماذا سيفعل بعودته بماذا يبدأ؟! حتى توقف عندما سمع إحتكاك إطار سيارة بعنف فنظر ليري من فوجد شاب يُكمم فتاةٍ ما لم يرى وجهها ووضعها بالسيارة وذهب..
فأخذ سيارة أجره سريعاً وذهب خلفة..

توقفت السيارة بالمكان الذي يعيش به كرم فخرج من السيارة ثم حملها بيده وصعد للأعلي فصعد فارس خلفه ببطئ كي لا يلفت النظر له حتى وصل للشقه فدلف وأغلق الباب بقدمة ثم توجه لغرفه النوم مباشرة ووضعها على الفراش وهو يتفرس جسدها بنظراتة بوقاحة تزامناً مع خلعه لقميصة إنحني عليها كي يقبلها لكنه سمع صوت جرس الباب فزفر وأخذ قميصة وإرتداه دون أن يغلق أزراره وتوجه صوب الباب، : نعم، هذا ماقاله عندما رأي فارس وهو يحاول التذكر من هذا فهو رأه من قبل أو إختلط عليه الأمر وظن أنه فراس..

فقال فارس وهو يحدق بجسده العاري: أظن إنك معاك حد يهمني جوه، نظر له بتوشويش وهو يفكر وقبل أن يتحدث ضرب فارس رأسه برأسه جعله يترنح للخلف فدلف وصفع الباب خلفه بقوه ثم ركلة بعنف بين قدماه جعلة يجثو على ركبتية من الألم ثم لكمة أوقعة أرضاً وإعتلاه وأصبح يسدد له الضربات بلا رحمه بدون سبب فهو ضيق الأفق ويصاب بالضيق والأختناق سريعاً ولايرحم من يقع بين يديه..

تركه وهو يتنفس بعنف بعد أن شوه وجهه الجميل ثم إلتفت وظل يبحث عن حبل بأرجاء المنزل حتى وجده وقام بتقيده بعنف جعلة يتأوه بسبب قوته ووضع شريط لاصق على فمه ثم توجه للداخل كي يرى من تلك الفتاة..

زفر وهتف بسخط عندما رأها: إستغفر الله العظيم يارب، لو كنت أعرف إن إنتي كنت سبتك كتك القرف، والقي الوساده على وجهها بضيق بأخر حديثة فهي نائمة الان ولا تشعر بما حولها فإن كانت متيقظه لألقت عليه وسادات الفراش أجمع..

تنهد وجلب مقعد وظل جالساً بجانب الفراش يحدق بها منتظراً أن تستيقظ فوقعت عينه على جسدها فلوك شفتيه بغضب وحدث نفسه متهكماً: يلبسوا ديق ويزعلوا لما حد يكلمهم، ثم تابع بسخط وهو يحدق بقدمها: لا ومقطع كمان وديق، فيبدو أن الملابس الضيقة مشكلة لدي رجال تلك العائلة حقاً!.

زفر ثم قام بتغطيتها بضيق وجلس وهو يحدق بها لكنه زفر ثم وقف مجدداً ونزع عنها الغطاء بضجر: متتفلق مش هغطيها أنا، وقام بإلقاء الوساده على وجهها مجدداً دون أن تشعر فيبدو أن المخدر كان قوياً..

ظل جالساً لبعض الوقت بدون أن يرمش حتى تنهد وإقترب عند رأسها وقام بإمساك بعضاً من خصلاتها القصيرة وجدلها باحترافية ثم تركها وأخذ بعض خصلات أخرين وقام بتجديلها مجدداً من ضجره حتى إنتهي من منتصف شعرها تقريباً فكل مكانٍ بشعرها يوجد به جديلة صغيره مختبئه مع بقيه شعرها المنسدل..

=: هذا ماحدث ولا شيء أخر أرجوكِ لا تفعلي هذا أنا أُحبك لينا، هذا ما أردف به شادي كي يُفهمها أنه لم يخطأ مثل ذالك الخطأ هو يُحبها هي فقط!
أومأت له وهي تبتسم ثم أمسكت يده وقبلتها برقة فتهلهلت أساريره وقال بسعادة: هل هذا يعني أنكِ موافقة؟
أومأت وقبل أن تتحدث عانقها بقوه فابتسمت بنعومة وهي تحاوطه فهي تحبه ولن تصدق عليه شيء مجدداً مثلما حدث هذه المره..
أردفت والدتها بسعادة: إذاً متي خطوبتكم؟

فقال شادي وهو يقبل يد لينا: سيكون زفافاً وليس خُطبة..
فقالت والدتها باستفهام: كيف؟، أليس مبكراً على الزفاف الان؟
فقال شادي وهو يتشبث ب لينا: لا هذا مناسب فأنا أريدها أن تكون بجانبي لأنني سأعود لمصر وسأخذها معي ومرحباً بكِ معنا أيضاً..
فقالت بتشويش: ولكن هذا مبكراً كثيراً، عزيزتي مابك لما لا تتحدثي؟!
فقال شادي وهو يضرب كتفه بكتف لينا: ماذا ستقول؟ أمي أحبه يا أمي أتركيني أرجوكِ..

توردت وجنتها وضربته بخجل فقبل جبهتها بحنان وهو يحاوطها: وافقي أرجوكِ، أومأت بقله حيلة وهي تبتسم فهي لا تريد لها سوي سعادتها بالنهاية..
فأضاف وهو يبتسم: شقيقتي ستحبك كثيراً لينا..
بينما بتلك الأثناء كانت جالسه وعبراتها تتساقط بصمت حتى أجفلها الضابط الذي يجلس مقابلها عندما ضرب يده على الطاوله بعنف: إنتي هتتكلمي ولا لا؟!

محت عبراتها وهي تشهق قائلة: أنا معرفش حاجه عن الكلام ده، أنا لسه جيه من كذا شهر بس ومن ساعتها مفيش ولا طفل خرج من عندي أنا معرفش حاجه مش مسئولة عن أي حاجه من دي..
إرتفعت زاوية شفتية بسخرية قبل أن يلقي أمامها ورقه مملوئة بأسماء لأطفالِ تم تبنيهم من وقت إدارتها للملجأ مع توقيعها أسفل الورقة..

هزت رأسها بنفي وهي تحدق بالورقه بأعين زائغه وعدم تصديق: دي أمضتي بس أنا معملتش حاجه زي دي والله مستحيل أعمل حاجه زي كده، ثم صمتت عندما أدركت شيء وتابعت من جديد بهستيريا: مفيش غيره منصور هو ده شغال معايا بس كل العاملين إشتكولي منه وقالولي إنه شخصيه مش كويسة بس أنا متعاملتش معاه ومعرفش عنه حاجه حضرتك أنا مقدرش أموت نمله عشان أبيع أطفال!

إتَّكأ على ظهر المقعد وهو يحدق بها بتفكير بينما هي لم تتوقف عن البكاء قط..
قال وهو يهز كتفيه بقله حيله وأسف: كان نفسي أصدقك بس الأدله كلها ضدك ومنصور ده هربان عشان لو مكانش هربان كان هيتشد معاكي ولزما مفيش غيرك إنتي اللي هتشيلي الليله..

فقالت برجاء كي تستعطفه: بس أنا ماليش دعوه بيه والله ممكن تسأل العاملين همه قالولي عليه ليه كده حققوا عشان توصلوا للحقيقه أنا بريئه والله بريئه، ووضعت يدها على وجهها وتابعت بكائها الذي لم يتوقف..
تركها وخرج كي يرى ماذا سيفعل بها فوجد شريف مازال جالساً على المقعد بالرواق مثلما تركه مُنذ وقتٍ طويل فقال بحده: أنا مش قولتلك تمشي من هنا؟!
فوقف شريف قائلاً: أمشي إزاي وإنتوا واخدينها بالطريقة دي؟!

فقال الضابط بسخرية: على أساس إن قعدتك دي هتخرجها! خليك قاعد، وتركة وذهب فأخرج شريف هاتفه بغيظ وهاتف أحد الأشخاص معرفته كي يبحث عن ذالك الهارب..
=: إيه يا جماعة كل الجثث دي هرجع!، هذا ماقالة جود بتقزز وهو يسير خلفهم فزفر نائل متجاهلاً تذمره لكنه لم يصمت بل قال مجدداً: طالما همه ميتين إحنا لزمتنا إيه هنا؟
توقف نائل وقال بضيق: إنتوا ماتفرقتوش ليه زي متفقنا!
فرد جود بازدراء: ربنا ميجيب تفرقة تف من بؤك..

تنهد نائل وقال بنفاذ صبر: أنا همشي كده شوفوا إنتوا حته ثانية، وتركهم وغادر وقبل أن يعترض جود وجد فراس ذهب بالجهه الأخرى فنظر إلى محمود الموشك على الذهاب وقال وهو يتشبث بذراعه: ماليش غيرك خدني معاك، ضحك محمود وهو يأومئ وذهبوا باتجاهٍ مختلفاً عنهم تماما..
ظلوا يسيرون حتى وجدو غرفه مفتوحه فدلفوا إليها وأول شيء قاموا بفعلة وضع أيديهم على أنوفهم بسبب الرائحة الكريهة التي أستقبلتهم..

فقال جود بتقزز وأستياء: إيه القرف ده بقي! وإيه المكان ده معمل ولا إيه؟!
هز محمود كتفيه وهو يقوس شفتية ثم توجه إلى طاولة بزاوية الغرفة وُضِع عليها أوراق وأشياء أخرى.

فبدأ يقلب في الأوراق بتعجل وكأنه يبحث على شيء ما وهذا جعل جود يفعل مثلة حتى وجد خاتم زواج بوسط تلك البعثرة فرفعة متعجباً أمام وجه محمود قائلاً: دول بيتجوزوا كم، وصمت عندما إختطفه محمود من يده محدقاً به بتأثر وهو يكاد يبكي فتسائل جود بتعجب وهو يربت على كتفه: مالك؟!
فقال محمود بخفوت: ده خاتم مراتي..
أومأ جود بتفهم قبل أن يدرك قوله ثم صاح به بتعجب: مين؟ مراتك إزاي وجت هنا إزاي؟!

فقال محمود وهو يبتلع غصته: كانت شبه ألين وكان جون زميلها زي ألين بالظبط بس هي صدقته وسافرت معاه على أساس إنها هترجع بس مرجعتش..
فقال جود بعدم فهم: سافرت معاه ازاي مش هي مراتك؟ ودرس معاها فين؟ درس كام مره الحيوان ده؟!
فقال محمود بحزن وهو يحدق بخاتمها قبل أن يضعة بجيب بنطاله: الحكاية طويله أوي بعدين عشان إحنا مش معانا وقت كتير..
توسعت عينا جود وقال بخوف: أيوه صح فاضل قد إيه؟!

فضحك محمود وهو يحدق بساعته: بلاش عشان متتخضش..
أومأ له جود وتسائل: مش المفروض هنزرع البتاعة دي هنا..
أومأ له محمود قائلاً: حط بتاعك إنت وأنا هحطها في مكان تاني..
فقال جود وهو يضيق عينه: طب متحط إنت الأول
فتنهد محمود وقال: حط إنت وأنا هحط في مكان تاني عشان ميفتناش حاجه!
فقال جود وهو يبتسم: لا مش هيفوتنا حاجة طول م إحنا مع بعض..

فقال محمود بدون تعبير وهو يخرج مسدسة من جيبة وقام بسحبه من الأعلي على وضع الأستعاد: لا م إحنا مش هنبقي مع بعض إنت أخرك معايا هنا.

إختفت إبتسامة جود وهو يرى الغدر بعيناه فقال وهو يقف: لا أوعي تكون هتقتلني أنا غلبان وإنت عارف بُص خُد القنبلة بتاعتي مش عايزها، لكن محمود تقدم منه كالفهد وهو ينظر له ببرود فمد جود يده بحزام بنطالة كي يخرج مسدسة لكن محمود باغتة بضربة على مأخره رأسه أسقطته أرضاً فاقداً للوعي وعاد لوضع المسدس بحزامة ثم توجه إلى هدفه الذي أتي من أجله فلن يذهب حتى يحقق مراده هو وسيده الذي كان قائماً على كل أفعاله بدءاً من مشاجرتة الأولي مع فراس حتى تحذيره من جون ومساعدته أكثر من مره فكل هذا لم يكن سوي أوامر من سيده الذي كلفة بمراقبتهم منذ أن تعرف فراس وألين تقريباً...

قبض على شعرها بعنف وهو يجرها خلفه بقوه: إذاً كيف حال أميرتنا هاا هل هي سعيدة أم أن زواجها أصبح تعيساً؟!
وضعت يدها على يده الممسكة بشعرها محاولة إبعاده وهي تبكي متحدثة برجاء: جون أرجوك، أرجوك أتركني، أتركني..

جز على أسنانة وهو يلف شعرها على يديه قائلاً بنفاذ صبر: أنا من أرجوكِ أن تكُفي عن النحيب لأنني أكره سماع صوتك وصوت رجائك هاا فهمتي إصمتي لا أريد سماع صوتك فهمتي؟!، ونهي حديثة وهو يدحجها بنظرات حادة جعلتها تهز رأسها موافقة وهي تكتم شهقاتها..

فربت على وجنتها وهو يبتسم قائلاً: فتاة مطيعة، هل علينا أن نجلس وننتظر زوجك الان؟!، ثم قوس شفتية وهو يتابع إنهيارها من البكاء فقال: لا تقلقي سيمر من هنا فجميع المخارج تؤدي إلى هنا، ربما لم يكن من المفترض أن تأتي إلى هُنا لأنكِ ستتأذين كثيراً أنتِ وطفلك المنتظر، ثم وضع يده على بطنها البارزه فشهقت بخوف لكنه إبتسم وربت عليها بهدوء قائلاً: من المؤسف أنه لن يرى والده أليس كذالك؟ وربما لن يأتي على الحياة نهائياً هذا وارد أيضاً أليس كذالك؟!

فقالت برجاء وهي تشهق: جون أرجوك ماذا تريد؟ وماذا ستفعل نحن لن فعل لك شيء لما؟!

هز كتفية وقال بدون تعبير وكذب كأنه يحبها: بلا فعلتم، لقد كُنتُ أريدك وينتهي كل شيء ولكن هو من إعترض طريقي، هو المخطأ لأنه لم يتخلي عنكِ، وأنتِ أخطأتي عندما لم تتركيه من أجلي، ثم قبض على رقبتها بعنف وقوه يخنقها وهو يقول بحقد: أخطأ عندما جعل شخصاً مُخنث مثلة يختصبني ثم قام بإلقائي بالطريق عارياً أخطأ كثيراً وأقسم أنني سأقهره هل تفهمي هاا سأجعلة يلعق حذائي كي أرحمك هل فهمتي؟!، لم تتحدث بل كانت تختنق فعينها جحظت ووجها إحتقن بالحمره غير قادرة على التنفس فدفعها للخلف وهو يتنفس بينما هي ظلت تسعل وتتنفس بعنف وكم ندمت لأتيانها إلى هُنا فإن كان لفراس نقطه ضعف فهي نقطة ضعفة وسيستغلها لِصالحة ويذله أمامها..

فقال بتهكم مستمراً بكذبة: كان يجب أن يتخلي عنكِ فأنتِ لستِ أخر نساء الأرض!
فقالت وهي تلتقط أنفاسها: هذا ما يجب أن تقوله لنفسك، فابتسم بإجرام وتقدم منها ثم صفعها بعنف جعلها تصرخ وقال: يبدو أنه قام بتعليمك الوقاحه أيضاً..

بينما بذالك الوقت كان فراس يسير وهو يحدق حولة بضجر فهو تخيل أن يكون الوضع أخطر من هذا حاسماً سيقاتل أحدهم لكنه لايجد سوي جثث هامده أمامة بسبب ذالك الدواء الذي كان نائل يضعة لهم بالطعام كل يوم فالجميع سيموت بذبحة صدرية دون أن يعلم واحداً منهم السبب فهو كان يدمرهم ببطئ وتروي..

أخرج المتفجر الذي معه كي يجعله يعمل ويلقيه ويذهب لكنه سمع صوت فاختبأ خلف الحائط قليلاً فسقطت من يده عندما إستمع لصوت يشبة صوت ألين كثيراً فلم يهتم وتركها أرضاً دون أن تعمل وظل يتقد وهو يلتفت حوله يبحث عنها بقلب يخفق بقوه وخوف ويتمني أن يكون هذيان ولا أحد هُنا.
إنتفض عندما وجد من يضع يده على كتفه فنظر خلفه سريعاً بخضة ثم فتنفس براحه: إيه ي نائل؟!
فتسائل نائل وبدئوا بالسير معاً: إنت بتتسحب ليه كده؟!

فقال فراس بقلق: مش عارف سامع صوت ألين!
فرد نائل بهدوء: ألين أكيد مش هتبق، توقف الكلام بحقلة وصمت عندما وجد جون يقف مقابلهم ممسكاً بألين وهو يحدق بهم بتسلية وهي تبكي بين يداه فتوقف عن السير جعل فراس يتعجب وسأله: وقفت لي، وألجمت الصدمة لسانة عندما سمع لصوتها المرتجف الباكي يهتف بإسمة: ف، را، س.

إلتفت بلهفة يتمني لو أن مجرد حلم وسيستيقظ لكن هيئتها التي فطرت قلبة وبكائها وخوفها جعله يدرك أنه بكابوس ولن يستيقظ منه فقال بنبره مرتجفه وهو يحدق بها: إنتي جيتي هنا إزاي جيتي إزاي؟!
وضعت يدها على وجهها وقالت وهي تبكي بحرقة: أنا أسفة أسفة..
فقال وهو يضرب يداه معاً ويكاد يلطم وجهه: أسفة إيه أسفة إيه بس مش شايفة حالتك! إنتي كده بتحميني يعني؟!.

إزداد نحيبها أكثر وهي تحاول الفرار من براثنه لكنه ظل قابضاً عليها وقال بابتسامة: لما تصرخ؟ لما؟
نظر له فراس بحقد وهو يضم قبضته معاً بينما نائل تسلل وعاد أدراجه للخلف وذهب كي يفكر بعمل شيءٍ ما فقال جون بسخرية: أخبر صديقك أنه لن يجد شيء ليردعني ليس تلك المره هل فهمت فلن يخرج أحداً منكم حياً من هُنا وسأكون حريص على ذالك..

أومأ له فراس بعدم إهتمام وأخذ خطواتة للأمام فأخرج جون مسدسة ووضعه على رأسها وقال بتهديد: لا تقترب فأنا لا أمزح هُنا؟!
توقف وهو يحاول الثبات وإظهار عدم خوفه كي لا يستغله فقال بثقة مع علمة إنه لايحبها وقد أخبره من قبل: أنت لن تؤذها فأنت تحبها!

ضحك جون بتسلية مع رفعة لحاجبية: حقاً معك حق لذا فأنا أؤذي من أحب دائماً، ومع نهاية حديثة دفعهافاكتفأت على وجهها فصرخت بقوة أسقططت قلبه معها وهي تتلوي من الألم باكية على طفلها وألامها التي لاتحتمل، مد قدمة ودفعها من خصرها بخفه كي تستلقي على ظهرها ثم ركلها بمعدتها بقوة فصرخت صرخة إهتز لها المكان فركض فراس بهلع كي يضربه لكنه كان مستعداً وأطلق عليه فجثي على ركبتيه متأوهاً بألم ثم نظر لذراعه الذي أصيب ووضع يده عليه كي يكتم الدماء ونظر صوب ألين التي إنتحب صوتها من كثره البكاء فترقرقت الدموع بعينة وهو يحدق بها فتلك ليست المره الأولي التي يعجز عن حمايتها وأمام ذالك العاهر..

توسعت عيناه وإحتل الخوف قلبة عندما وجدها تنزف وملابسها إمتلئت بالدماء ومازالت تتلوي من الألم..
إسودت عيناه محدقاً بجون الذي كان يراقب حالته بتشفي بنظرات قاتمة قاتلة فقط لو يبقي وحده لن يتركة حتى يمزقة ويقلتة بين يداه..

فقال جون بابتسامة وهو يحدق به: أريد أن أخبرك ببعض الحقائق الصغيره قبل موتك كي لا تموت وأنت مازلت على حماقتك تلك! فأول ما أود أن أخبرك به أنني لستُ أجنبياً كما يعلم الجميع بل مصري وأفهم كل ما تقولون لتعلم هذا..
فقال فراس باشمئزاز: عارف إنك مصري قذر من غير ماتقول..
فضحك جون بتسلية وهو يسير حولهم واضعاً المسدس على ذقنة يفكر بتقطيبه حاجبية: وعرفت منين يفالح زمانك..

فقال باستهزاء ساخراً منه: عرفت في اليوم إللي كنت حابسك فيه ورضا دخل فاكره، ثم قام بتقليد نبرتة في ذالك اليوم: توقف إلى أين خذو ذالك المخنث معكم. عرفت منين وإنت مش بتفهم إحنا بنقول إيه؟!.
وربما كان ذالك نفس السبب الذي جعل فراس وعلى يحدقون ببعضهم ذالك اليوم بالسيارة عندما أدركوا حقيقتة..
ضحك وقال بابتسامة: كويس إنك عرفت كنت فاكرك غبي!

ضحك فراس وقال بابتسامة إستفزته: عادي مش مهم قول اللي إنت عايزه أنا مقدر حالتك وعارف أنك مقهور على نفسك عشان راجل إختصبك معلش..
إبتسم جون بإجرام قائلاً وهو يصوب المسدس على يدية مجدداً: عندك حق، وأطلق على ذراعه المصابة مجدداً، فانحني فراس أكثر متأوهاً بألم مغمضاً عينة قاضماً شفتيه بقوه ويده السالمة قد بدأت ترتجف بسبب الألم الذي لا يحتمل..

بينما ألين صرخت مجدداً من قلقها عليه لكن ليس بيدها شيء لتفعله فالحركة أصبحت ثقيلة عليها..

فقال جون بتحذير: لما أتكلم تسمع وتسكت فاهم!، ثم تابع وهو يسأله: ودلوقتي بقي، تعرف أبوك فين ولا شغال إيه؟ ولا مصدر ثروتة الهايلة دي منين؟ والعداوه بينه وبين عادل سببها ايه؟! مين سبب تدمير سعادتك إنت وهي تعرف؟! أنا هقولك، عادل وعزيز شغلهم كان عادي زي أي أثنين شركاء شغالين مع بعض لحد ما مصطفي حضر معاهم إجتماع على أساس إنه شريك أجنبي وعجبه شغلهم وعرض عليهم يشتغلوا معاه وطبعاً زي إثنين شرفاء محدش وافق وعملوا نفسهم ولاد ناس زي أي حد في البداية لكن وافقوا في الأخر وإشتغلوا معاه وكل واحد عمل إمبراطورية ليه أصل محدش هيقول للفلوس لا! يعني بالبلدي كده فلوسكم اللي فرحانين بيها دي كلها حرام وجيه بطرق غير مشروعة، العداوه بقي، أبوك غلط في الشغل وكان لازم يتعاقب وعادل إتكلف بتنفيذ المهمه دي فعمل إيه بقي كلف واحد من رجالته يشتغل سواق عند عزيز المفروض كان يعمل بيه حدثة لكن بقدرة قادر طلع فارس في الطريق و العربيه خبطتة، طبعاً عرفكم وأقنعكم إنه مات بس لا لما عرف الحقيقه وعرف إنه لازم يدفع ثمن الغلطة اللي عملها ف سبلهم فارس سابة! بكل سهولة ماهو عنده واحد تاني بقي! بس مسكتش وقرر إنه هينتقم من عادل ومن هنا بدأت العداوه طبعاً عرفوكم إنها عداوه قديمة من أجدادهم بس طبعاً الكلام ده كذب في كذب، فعمل إيه بقي جالي أنا كان دوري بدأ هنا سعتها أبوك بعتني أمريكا بعد مالمِّني من الشارع وشغلني عنده سايس أمسح العربيه إللي حضرتك كنت بتروح بيها المدرسة لحد ما كبرت وجت فرصتي غيرلي شكلي وخلاني إنسان جديد، الكورة كانت في ملعبي في الوقت ده أمرني أروح لبنت عادل وأحصره عليها وبيني وبينك كنت مخطط لحجات كتير صدقني كُنت هخليها عشقتي وكنت هَعَمِلها برقة بس طلعت بتحب وصدتني بدل المره عشره وكل ما أجلها كده تجيلي كده لحد مارجعت وقبلتك ودخلت إنت اللعبة ورغم كل ده أبوك كان مصمم إنه يقتلها و عشان كده وافق تتجوزه بس اللي أنا مستغربلة عادل وافق ليه على الجواز وهو معندهوش سبب مقنع أصلاً وجو الفضيحة والكلام العبيط ده إنتوا صدقتوه بس محدش منهم يهزه ولا تفرق معاه فضيحه ولا مش فضيحة! ده أبوك نفسة هو اللي كان باعت الصحفي ده عشان يحصل كده وألين تبقي في إديكم بس عادل وافق ليه برضه؟!، ضيق عيناه بتفكير وتابع: يمكن كان عارف إنها بتحبك من سنين؟! ويمكن إفتكر إنك هتقدر تحميها من أبوك ومش هيقدر يضرها وهي في بيتة، ثم إبتسم وتابع بسخرية: بس أبوك كان ذكي وإستخدمني صح مش كده؟ كان أخر واحد ممكن تشك فيه صح؟ ودي أخرت الثقة!.

فكان فراس يحدق به بدون تعبير يحاول إستيعاب ما يقول وقد ألجمت كم الحقائق تلك لسانة فهي ليست حقائق بل صدمات فتابع جون وهو يبتسم ليصدمة أكثر: وعلى فكره هو إللي قالي أخبط حبيبة القلب بالعربية عشان تسقط والمفروض برضه إني كنت أخدها وأسافر لما حاصرتك وإنتوا خارجين من العزا بس محمود أنقذك، ثم ضحك بتسلية وهو يهز رأسه: محمود محمود ده حكايتة حكاية كان زيك كده فيوم من الأيام بس القدر مكنش معاه زي ما القدر مش هيبقي معاكم النهارده برضة متقلقش، صمت قليلاً وهو يحدق بهم رافعاً حاجبيه لذالك الصمت الرهيب ثم تابع: كنت هتموت كام مره؟! كل هجوم عليكم كان هو اللي بيأمر بيه مش حد تاني ولما عادل عرف الكلام ده إطَّر إنه يعاملها بقسوة يعيني ويقولها إنها مش بنته ويخليها تكرهه عشان عزيز يسبها لما يعرف وخصوصاً إنه قالها تروح تاخد المأخر بتاعها منك عشان يشوفها ويعرف! شوفت بقي إن بابا هو الشرير وعادل كان الملاك اللي في القصه دي كلها ظلمتة يفراس مش كده وضربتة بوكس فوشه صح ههههههههههه؟!، ثم هز رأسه بأسي وتابع باستهزاء: الله يرحمك ي أنكل مش بتتقال كده برضه؟! حدق به وقال بسخرية: إنت ساكت ليه؟! مش هتقولي أكمل أخر حاجه بقي!، ثم إبتسم مقوساً شفتية: مش لازم تقول هكمل أنا، أبوك فين سافر فين تخيل كده معايا ممكن يكون فين؟!، ظل صامتاً يتصنع التفكير حتى قال بضجر: غلب حمارك أقولك أنا؟

لكن فراس كان يحدق به بدون تعبير فقال: هقولك متبصليش كده، بابا هنا ههههههه مفجأه مش كده؟!
للأسف هو هنا جي يسأل مصطفي عن فارس عشان يطمن عليه هو كويس ولا لا؟!، ضحك وتابع بسخرية: هو ميعرفش إن فارس نزل مصر عشان يدمرله كل حاجه عملها ولا إيه؟!
=: يعني إيه سافر هو مش كان معاك؟!، هذا ماقاله عزيز بغضب وهو يحدق بمصطفي الذي كان يضع يده على قلبة بألم يلتقط أنفاسه بصعوبة: سافر، زي مسافر، إيه همسكهولك؟!

قطب نائل حاجبيه وهو يستمع لهم من الخارج ولا يعلم من هذا فكاد يدلف لكنة رأي إنهيار والده وسقوطه أرضاً ومحاولة عزيز لإيقاظة فهو كان يأكل معهم من ذالك الطعام المدسوس به الدواء، لن ينكر أنه شعر بالحزن علية لكنه لم يكن له أباً يوماً فمُنذ إتيانة إلى هُنا وقد تحجر قلبة عليه..

فالأن لايوجد أمامة خيار أينقذه هو ويعلم أن هذا مستحيل أم ينقذ فراس وألين وطفلهم؟! بالطبع سيختارهم هم حتى وإن كان فراس وحده سيختاره فهو قلبة تحجر مثلة تماماً فإن كان يريده أباً لم يكن ليجعلة يتناول الطعام معهم من البداية!

تحرك ليذهب فوجد إليخاندرو أمامة يحدق به باستفهام فابتسم لأنه كام يبحث عنه فتقدم ووقف خلفه ووضع يده على يد المقعد المتحرك الخاص به وبدأ يسوقة متقدماً به للأمام قائلاً بابتسامة: أتعلم شيء ي أخي أتصدق أنني سعيد لرؤيتك اليوم حقاً!
ضحك إليخاندرو وهو يأومئ له قائلاً: هذا جيد أن أكون سبب سعادة شقيقي الكبير إنه لشيءٍ أفتخر به حقاً، ولكن إلى أين تأخذني؟!
ضحك نائل مستمراً بالسير وقال: إنها مفاجأه.

فقال إليخاندرر بتفكير: لا تخبرني أنها مدينة الألعاب بسبب كوني شقيقك الصغير!
فابتسم نائل قائلاً وهو يسرع أكثر بالسير: لا ليست مدينة الألعاب بل رحلة إلى النهاية وربما الجحيم!.
إبتسم إليخاندرو قائلاً: هذا جيد لأنني مللتُ حقاً..

إنحني وقبض على شعر ألين بقوه وجعلها تقف معه بقوه خائرة كجثة هامده وهو يقول: ودلوقتي بقي هحكلكم حكاية حلوه كده يمكن تستفادوا منها ولا حاجة؟! كان في بنت وولد زمان والبنت كانت غنية شويه حبوا بعض وإتجوزوا، كانت البنت طموحه شويه وبتسافر كتير وبتدرس هنا وهنا لحد ماوقع واحد في طريقها زي متقولي كده شيطان عمل إيه ي ألين عمل إيه؟! لم ترد عليها فشد شعرها بعنف وهو يهز رأسها بقوه بين يداه: مش بسألك عمل إيه؟

صرخت بقهر وهي تبكي: مش عارفة مش عارفة..
فصفعها بقوة جعل وجهها يلتف للجهه الأخرى ثم أعاد القبض على شعرها: مش قولت إنك إتعلمتي قله الأدب بتعلي صوتك ليه؟!
فقالت بألم نابع من روحها: سبني بقي أنت عايز إيه سبني..

أومأ وقال بجدية: عندك حق هسيبك، ودفعها بعنف أسقطها على معدتها مجدداً فعضت يدها من الألم غير قادرة أن تتوقف عن ذرف الدموع والأخرى كانت تضعها على معدتها وشعورها بذالك السائل الذي يسقط منها بكثرة تضاعف وتلك الركلات المؤلمة تزايدت مضاعفة ألمها..

فقال جون وهو يحدق بفراس: الصدمة قصرت عليك وشكلك كده عايز حد يفوقك، صوب المسدس على رأس ألين وقال بهدوء: أهي البنت الغبية سلمت نفسها للشيطان ووقعها وعرف يلعب بيها وقتلها عشان كانت سهلة، طيب والبنت الصعبة اللي مستسلمتش! هقتلها برضة عشان مفيش حاجه تصعب عليا، وكمان عشان فراس ينتبة شوية بس أصله سرحان، وأطلق عليها فصرخ فراس بهلع: ألين..

توقف نائل عن السير بمنتصف الطريق وهو يقطب حاجبيه فقال أليخاندرو باستفهام: ما هذا الصوت؟!
هز نائل رأسه وهو يبتلع ريقة بقلق فصوت فراس لا ينم على خير!
تأوه بألم وهو يفتح عيناه ثم إنتصب جالساً وهو يتذكر ماحدث حتى قال بغيظ: أه يامحمود يبن ثم شهق عندما نظر بالساعة: ينهار أسود!، ثم ركض للخارج يبحث عنهم وعن أي مخرج أي شيء..

إنفجر ضحكاً وهو يحدق بفراس الهالع الذي يتنفس بعنف وعيناه التي جحظت من الصدمة وهو يحدق بها فقال بتسلية وهو يسند وجنتة على مسدسة مقلباً عيناة: متخافش مش هقتلها بالسهولة دي! مش قبل ما أخليك تتقهر عليها وتموت بقهرتك دي..
ثم نظر لذالك الثُقب الذي خلفته الرصاصه بالأرض بجانب رأس ألين ببعض السنتيمترات القليلة فقط قائلاً: بس خليك في وضع الأستعداد ممكن تكون الجية في راسها عادي..

فقال فراس بتعب: إنت عايز تموتني موتني وريح نفسك..

فضحك جون وقال بتسلية: أنا كده هريحك إنت مش هريح نفسي!، تقدم منه وجثي على ركبتية أمامة ومد مُسدسة وضغط به على ذراعه المُصاب بِغِل وحقد وخصوصاً مكان الجرح منتظراً أم يتأوه أو يترجاه لكنه لم يفعل بل كان متماسكاً وهو يضغط على أسنانة بقوه من الداخل محدقاً به ببرود وكأنه لايلمسة وهذا أستفزه فلكمة بحقد جعل أنفة ينزف ثم توجه إلى الين الموشكة على فقد وعيها فرفع رأسها بين يداه وهو يقول بغضب: مش بتحس مش كده؟، ثم ضرب رأسها بالأرض بعنف جعلها تصرخ وتابع: وكده لسه مش حاسس..

قضم فراس شفتية بقهر وهو يحدق بها بحسرة وقلبة ينبض بالألم متمزقاً لأشلاء وهو يراقبها تتألم بتلك الطريقة فهي تكون الضحية كل مره هي وطفلة للمره الثانية وهو كالمره السابقة أيضاً يشاهد عاجزاً عن فعل أي شيء..

أفاقة من شروده تشنج جسدها وحديث جون بتسلية وهو يراقبها: إيه هتولدي؟ مفكرتيش ليه قبل متيجي هنا هاا؟! فكرتي في إيه وأنتي جيه كده! إنك هتعملي إيه وبطنك قدامك مترين قوليلي بس عشان أفهم؟!، ثم تابع بابتسامة: بس تعرفي إنك محظوظة عشان بنت وائل الدسوقي محدش هنا يقدر يكسرلة كلمة أصلة شهم وجدع وإبن أصول وشغلة كله في السليم ومن الأعيان كمان وأكيد ليه إيد في اللي بيحصل ده وتجمعكم هنا مش طبيعي بس مش مهم عادي بقي، لو شوفتيه نصيحة ليكي خليكي معاه محدش هيعرف يحميكي غيره لو خرجتي من هنا عايشة طبعاً ودلوقتي بقي أعمل إيه؟!، قال بضجر ثم تابع: لو كنتي مش حامل كنت عرفت أعذبك كويس لكن دلوقتي هعمل إيه بقي؟ أولدك مثلاً؟!، وظل يضحك بتسلية فسمع صوت فراس يأتية مترجياً فقال وهو يغمض عينه بانتشاء متلذذاً: مش سامع قول تاني كده؟!

فأعاد فراس برجاء: سِبها..
ضحك جون ثم قال بعد تفكير: هسِبها بس بشرط، بصق على حذائة ثم قال بتسلية: بوس جزمتي تعلالي زحف كده وبوس جزمتي وهسِبها يلا مستنيك..
فحرك قدمية على وضعيتة تلك ممتثلاً لأمرة فضحك جون بعدم تصديق وهو يحدق به: تقدر تعمل أي حاجه بإسم الحب مش كده؟!

فقالت ألين برجاء وهي تلتقط أنفاسها بصوت مبحوح: فراس متعملش كده، متذلش نفسك عشان ده هو ميستاهلش عشان خاطري بلاش، وتابعت إنتحابها بخفوت فأحبالها الصوتيه تشعر أنها تمزقت..
فقال جون وهو يشد شعرها بغِل: شايف بتغلط فيا إزاي؟ بس أنا هكون محترم مش هعملها حاجه كفاية عليها كده..

وصل فراس أمامة وأحني رأسه قليلاً كي يجعلة يصدق أنه سيلعق حذائة حتى باغته برفع رأسه وضرب جبهته بجهته جعله يسقط للخلف فأخرج مسدسة بغضب وأطلق علية لكنه تفاداها عندما ألقي بجسده على الأرض فارتطمت الرصاصة بمقهد أليخاندرو الذي وصل الان ثم ردت عائده للحائط إخترقتة فقال أليخاندرو وهو يحدق بهم: ماذا يحدث هُنا؟!
قال جون وهو يبتسم: لا شيء أقوم بتصفية بعضاً من أعمالي المتبقية هُنا.

فقال فراس سريعاً موجهاً حديثه إلى أليخاندرو: ألن يخبرك أنه مصري وليس أجنبي؟ هل تم التلاعب بك من قِبلة!
فقطب إليخاندرو حاجبية وقال: ماذا؟ هل تمزح الان!
فقال فراس مأكداً وهو يضغط على يده أكثر بسبب الألم: نعم هذا حقيقي إنه مصري وكاذب ويستغلك..
فصرخ به جون بحده: أصمت واللعنة قبل أن أقتلك..

فقال نائل وهو يضع يده فوق رأس أليخاندرو والأخرى أسفل ذقنة بتهديد أخذاً وضعية كسر عنقة: توقف وألقي بذالك السلاح قبل أن أكسر عنقة هيا؟!
شحب جون فهو مازال لدية عمل معه فكاد يلقي بالسلاح ويستلسم لكنه تراجع عندما ضحك أليخاندرو وقال بتسلية: أنا سأمت الحياة حقاً فما فائدتها وأنا عاجز لا يهم، ثم تابع بنره ذات مغزي: لكن يا شقيقي العزيز ألا تريد والدتك؟!

تركة نائل وقد إرتجفت يده قائلاً بغصة: أنت لا تمزح صحيح؟!
فضحك جون بتسلية بسبب تركة له بتلك السهولة ثم قال: هذا هو أليخاندرو..
فدحجه بنظرات قاتلة وقال بتوعد: أصمت لأنني سأقتلك، إختفت إبتسامتة وإبتلع ريقة يتابع مايحدث فقال أليخاندرو وهو يحدق بنائل المنصدم: ماذا؟ والدتك حيه ومحتجزه هُنا مُنذُ زمن فالتقتلني الان كي لا تجدها نهائياً وللأبد..
فقال نائل بأعصاب تالفة: لا تتلف أعصابي وأخبرني مكانها؟!

فهز أليخاندرو كتفيه برفض: ألا أريد ماذا ستفعل؟

قبض على رقبتة بعنف مجدداً وأخذ يلفها بقوه تحت سكون أليخاندرو بين يداه وسماع صوت طرقعتها دون أن يُبدي أي رده فعل أو إعتراض لكن جون هو من إعترض وقال بخوف تعجب له الجميع: لا أتركة لا تقتلة أنا أعلم مكانها وسأخبرك، لكن نائل ظل مستمراً بما يفعل بقوه وكرهٍ له من أعماقة دون إهتمام بحديثة فقال جون سريعاً: إنها بالأسفل بالأسفل بجانب الغرفة التي أخذت منها زوجتك عندما إختطفناها، دفع نائل رأسه بحده ثم ركض دون تفكير متوجهاً للأسفل كما أخبره..

فقال بغضب وهو يمسد رقبتة: أقسم لو كان لدي سلاح لقتلتك الان من أذن لك أن تخبره..
قلب عينة بضجر: إذاً هل أتركه يقتلك؟!
فقال أليخاندرو بتوعد: لا لا تتركة يقتلني لأنني أنا من سيقتلك..
قال فراس بخوف وهو يراقب جسدها الهامد وغلقها لجفنيها بضعفٍ باستمرار: ألين إنتي كويسة؟!
سخر جون وهو يحرك المسدس بيده بتسلية: سؤال غبي أوي، من شخص أغبي!

ركل الباب بعنف للمره المئة يحاول فتحة لكنه قوياً جداً توقف يلهث بقوه وغضب ثم إندفع ودفع الباب بجسده كلة فوجده فتح أخيراً فتنهد براحه ثم ركلة بقوه جعله يرتطم بالحائط مصدراً ضجيجاً أجفلها وجعلها تنتفض باحثة بعينها عن الذي أتي فكانت تجلس بزاوية الغرفه تضم نفسها والظلمة هي تطبق على المكان كما تطبق على أنفاسها عدي الضوء الخافت الذي كان يأتيها من النافذه الصغيره بأعلي الحائط..

تقدم نائل وقلبة يدق بعنف وخوف حتى توقف على بُعد سنتيمترات منها وهي توليه ظهرها حتى إلتفتت ليهتز كيانة عندما رأها تحدق به ومازالت لا تستوعب مايحدث لكنها قالت بنبره مرتجفة وعيون دامعة وهي تهز رأسها: نائل!، نائل!، سقطت دموعه وهو يجثو على ركبتية أمامها فمدت يدها تتلمس وجهه بأنامل مرتجفة وهي تتأمله بعدم تصديق وعيون أغرورت بالدموع فهو طفلها يشبهها تماماً عينة ملامحة كل شيء به إنه هو! إنفجرت باكية وهي تقول بقلب مفتور: نائل، أغمض عينه وهو يشعر بلمستها على وجنته ثم أمسك يدها من على وجنتة وقبلها بلهفة وحنان وعانقها بقوه وهو يبكي فهذا أجمل ماحدث له بحياته فلايصدق أنها ستكون معه! وجودها معه يعوضه عن الكثير من الأشياء فهو لايصدق أنها مازالت حيه إلى الان كيف لا يعلم أنها هُنا وكُل تلك الفتره كان يمكث هنا هذا الغبي!

فصل العناق وأغرق وجهها بوابلاً من القُبل: وحشتيني وحشتيني أوي..
ربتت على شعره بحنان وهي تبكي: كنت عارفة إنك هتلاقيني في يوم من الأيام إنت مغبتش عني لحظة كنت واثقة فيك وعارفة إن تربيتي ليك مش هتخليك زيهم إنت أحسن منهم مش كده؟!.

فصل العناق وأومأ لها كطفلٍ صغير ضائع وقد وجد ملجأه الان، فابتسمت وهي تمحي دموعه بأناملها الرفيعة برقة كجمالها تماماً: متعيطش ياحبيبي خلاص أنا معاك خلاص، أومأ ثم عانقها مجدداً وبقوه أكبر فاستقبلتة برحابة صدر وهي تربت على رأسه بحنان ثم قبلت وجنتة وقبل أن تتحدث فصل العناق ووقف وأمسك يدها وأوقفها معه وقال سريعاً: لازم تخرجي من هنا دلوقتي عارفه طريق الخروج؟!

أومأت له وقبل أن تعترض قال لها برجاء كي لاتعترض: طيب ممكن تخرجي من هنا حالاً هاجي وراكي متخافيش بس لازم أطمن عليكي أخرجي ومتبُصيش وراكي أخرجي على طول محدش هيعترض طريقك، أومأت له وهي تضغط بيدها على يده بقوة فقبلها وقال بحنان: هاجي وراكي وعد، أومأت ثم ركضت للخارج فأمامها طريقاً طويل للخروج..

ظل يتابعها حتى إختفت عن وقع أنظاره وإبتسامة جميلة إعتلت ثغره إبتسامة كانت قد فارقتة مُنذ زمنٍ بعيد مُنذ أن أخبروه أنها ماتت فتلك الأبتسامة الخاصة بوالدته فقط لا تخرج لغيرها حتى نور فلِكل واحدة منهم إبتسامة خاصة لدية..
سار بِخُطاً سريعة عائداً إلى فراس مجدداً فارتطم بجسدٍ ما جعلة يرتد للخلف فقال نائل بتعجب: جود؟ إنت لسة هنا؟! وماسك دماغك ليه؟!
فقال جود بضجر وهو يتألم: محمود إبن ال.

طلع خاين وضربني ومشي..
فقال نائل وهو يعود للسير مجدداً: مقتلكش يعني!
فقال جود بسخط: عايزه يقتلني كمان؟!
فقال نائل بهدوء وهو يسير بسرعة: لو كان خاين كان قتلك يافهيم، وأسكت بقي ومتتصدمش من اللي هتشوفه..

فتسائل وهو يلحق خطواتة: ليه هشوف إي، وصمت قائلاً بذهول وهو يحدق أمامة: ألين؟!، ثم نظر حوله ولِحالة فراس المذرية ثم شهق بتفاجئ وهو يرى ملابس ألين المغطاه بالدماء فتقدم منها بقلق لكن جون رفع مسدسة بوجهه: إلى أين عُد للخلف..
فتوقف ثم صرخ بحده بنائل وفراس مستنكراً هدوئهم: إنتوا بتتفرجوا عليها القنبلة هتنفجر بعد شوية؟!

ضرب نائل جبهته بفقدان أمل ثم حدق به بتحذير كي يصمت لكنه أعاد بتهكم: مش عاجبك! ولما الدنيا تتهد فوق دماغكم تبقي أضربلهم قورتك كويس..
فصرخ به بحده: بس يا غبي بس..
فوقف جون بقلق وأوقفها معه وهو يضع المسدس على رأسها وقال بالمصري فهذا ليس بمزحة فاليعلم أليخاندرو لايهمه: قنابل إيه؟! إنتوا حَطين حاجه في المكان؟!
نظر له جود بريبة: إنت مش أجنبي؟!

فقال بنفاذ صبر وهو يضغط على الزناد بخفة: إتكلموا بدل ما والله هقتلها إنتوا فاهمين؟!
فقال نائل بتهديد وهو يطوق رأس أليخاندرو كي يسمعة ويعلم أيضاً: وأنا سأقتلة
فضحك جون وتصنع اللا مبالاه: إفصل رأسه عن جسده إن أردت..
فضحك أليخاندرو بسخرية ثم قال لِنائل وهو يأشر على جون: أقتلة وسأضمن لك سلامتها..
فقال جون بعصبية: إدفع لي ذالك المقعد اللعين الان هيا!

لم يتجاوب معه بل ظل جامداً يفكر ماذا سيفعل فصرخ جون وقال بتهديد ونبره لم يستمعوها منه من قبل أصابتهم بالقلق: والله هقتلها لو مجبتش الكرسي ده إطوحه دلوقتي..
نظر له فراس موافقاً وهو يحاول فتح عينه بسبب الدوار الذي يداهمة بفضل نزيف يده الذي أنهى نصف دمائه تقريباً..

فدفعة نائل بعدم رضي فوصل إلى يد جون فأمسكة ثم دفع ألين لهم ولكنه قال بحقد وهو يحدق بفراس: بس برضة مش هسيبك، ورفع مسدسة بوجهه وحدث مالم يتوقعة أحداً، أطلق علية فاخترقت الرصاصه صدرة إنتفض جسده على أثرها قبل أن يتهاوي ساقطاً على الأرض فصرخت ألين بذعر وجثيت أمامة وقالت بهلع وهي تبكي: فراس، فراس..
إبتسم جون وجر المقعد أمامة وخرج من باباً خلفة مباشرة لا يعلم به الكثيرون وبالتأكيد نائل منهم..

فابتسم جون بتشفي وهو يحدق بهم وكأنه يخبرهم أنهم أغبياء..
فوقف نائل متحجراً مكانة وهو يحدق بأثرهم وتسائل بنفسة هل هربوا مجدداً بعد كل هذا الان؟!
إستفاق من شروده على صياح جود بفراس أن ينتبة له وهو يصفع وجنته بخفة: فراس، فراس، فتح عينة بوهن وقال له بحزم خرج صوته متقطعاً: خ، رجها، من ه، نا دلو، قتي..
فهزت رأسها بنفي وهي تكوب وجهه بيدها المرتجفة قائلة بعذاب: لا مش هخرج غير معاك مش هخرج..

فأعاد وهو يحدق بجود برجاء مبتلعاً ريقة بتعب: خرج، ها من هنا، وخلي بالك منها، أومأ له جود بحزن فتلك الكلمات لا يستطيع إعتبارها سوي وصيته! إقترب كي يحمل ألين لكنها دفعتة باعتراض وهي تعانق فراس متشبثتاً به بقوه رافضة أن تفلته قائله بقلب مفتور: لا مش هخرج مش هخرج، فراس عشان خاطري خليك معايا فراس، لكن جود فصل يدها عنه وقام بحملها عنوة تحت مقاومتها الضعيفة لكنها ظلت تضرب كتفة وهي تبكي رغم ألمها قائله بصوت مبحوح: لا مش هسيبة لوحده سبني، سبني، لكنه لم يستمع وأكمل طريقة وخرج لكنه قال لِنائل قبل خروجة: هاته وتعالي ورايا..

ضحك بسعادة بعد إن ترك المكان هو و أليخاندرو معاً فقال أليخاندرو وهو يضحك: المفاجأه ألجمتة هل رأيت تعابير وجهه؟!

أومأ جون وهو يضحك فتابع أليخاندرو: وأنت أيها اللعين لما لم تخب، وصمت عندما إخترقت رصاصة رأسة أرتدتة قتيلاً فتوسعت عين جون وشحب وجهه وهو يبتعد عنه بخوف لكنه وجد أحدي الرصاصات إخترقت إحدي قدمية فصرخ بألم ثم بدأ يركض بِعرج فأصابت القدم الأخرى فسقط على وجهه إنكسرت أنفة فرفع رأسه بألم ودماء أنفه سالت بغرازه أغرقت يده فعاد للخلف بجسده جعلة يحتك بالأرضيه حتى إستند على الحائط وهو يتأوه من الألم محدقاً بقدمية وقبل أن يتحرك وجد واحده إخترقت معدتة فبصق دماء من فمه وهو يضع يده على معدته بقوه وألم متلفتاً حولة بعيون زائغة يحاول إيجاد من يصوب علية حتى إخترقت الرصاصة الأخيره بين عيناة أسقطتة كجثة هامده دون حراك..

=: فراس قوم معايا يلا، قوم، هذا ما أردف به نائل وهو يوقفة فأمسك يده السالمة ووضعها خلف رقبتة كي يتكأ عليه لكنه كان فاقداً للوعي، سار به بهدوء حتى المخرج الوحيد أمامهم وقبل أن يخطوا خطوه للخارج إنفجر المكان بأكملة لينقلب رأساً على عقب قبل أن يتحول كل شيءٍ به إلى فُتات...
إستفاقت من دوامة ذكرياتها المؤلمة وهي تمرر يدها على تُراب قبره بعذاب وعيون أرهقها البكاء رافضه التوقف عن ذرف الدموع من أجله.

لقد مر الان تسعة أشهر على موتة رفيق ضربها ونصفها الأخر كل شيء بحياتها روحها..

لقد أخذ روحها معه فحياتها توقفت منذ أن لفظ هو أنفاسة الأخيره توقف بها الزمان ولا تشعر بشيء حولها جميع الأيام أصبحت تشبه بعضها كثيراً فالإبتسامة أصبحت لا تجد طريقاً لثغرها سوي عندما تكون مع طفلها إيان أغلي شيء بحياتها بعد فراس الشيء الوحيد الذي تبقي منه لها هو الوحيد الذي يجعلها باقية على حياتها إلى الان كي لا تتركه وحيداً فيكفي أنها تحمل نفسها مسئولية ماحدث لفراس وكونها السبب بموتة فلن تأتي الان وتقتل نفسها كي تجعل حياتة بائسة!.

ضمت قبضتها على ترابة وهي تبكي بحرقة محدثتاً إياه بندم: أنا لو كنت أعرف إن كل ده هيحصل ومش هشوفك تاني مكُنتش عملت كده، ليه، ليه سبتني إنت عارف إني بحبك ومقدرش أعيش من غيرك، ليه تعيشني في ألم وعذاب أنا مش قدهم ومش هقدر أستحملهم ليه؟!، ثم قالت بروح تحترق من الشوق: إنت وحشتني أوي، أوي، وأسندت رأسها على رخام قبره الصلب تبكي وتشهق كطفله تائهة أضاعت عائلتها..

ظلت تبكي لبعض الوقت حتى سمعت تلك الضحكة الطفولية الرقيقة فرفعت رأسها وهي تبتسم بحنان محدقة ب إيان الذي كان يجلس بجانبها وسط ألعابة التي لا تخرج سوي بها كي لا يبكي إزدادت إبتسامتها وهي تراه يحاول الوقوف وهو يضحك بسعادة فحملتة وعانقتة بقوه وهي تستنشق رائحتة التي تشبه رائحة فراس بانتشاء مربته على رأسه بحنان فهي تضع له دوماً قليلاً من عطر فراس كي تشعر به معها..

قبلت وجنته فضحك ودفن رأسه بعنقها بخجل فابتسمت بحنان وهي تربت على ظهره حتى أبعد رأسه ورفعها محدقاً بها بزرقاوتية مثل زوقاوتيها تماماً كما تمني فراس لكن أين الان هو ليري..

إبتسمت وهي تجده يمسك خصلاتها بيده الصغيره تلك فقامت بتقبيلة مجدداً ثم أعادت خصلاته الحريرية الطويلة تحت قبعتة الصوفيه مجدداً فهم بفصل الشتاء والشتاء بخارج مصر يعادل عشر مواسم شتاء بمصر وهي تخشي عليه من الهواء نفسة فبعد كل ماحدث معها وما مرت به الخوف أقل مايكمنها أن تشعر به..

شردت وهي تربت على ظهره بحنان مهتزه بجسدها ذهاباً وإياباً بخفة تحت سكونة وهمهماته اللطيفة حتى قاطع شرودها جلوس جود بجانبها: كل ما أسأل عليكي ألاقيكي هنا؟!
فقالت بهدوء: إنت عارف إن أنا باجي هنا كل يوم!

تنهد وهز رأسه بقلة حيلة فهي لن تتوقف عن فعل هذا ثم إبتسم وهو يحدق بإيان الذي كان ينظر له بلطافة مبتسماً من على كتف ألين فقبل جود أنفه ثم أخذه من بين يديها والقاه بالأعلي ثم أمسكة ليضحك برقة وطفولية وهو يلوح بقدمة ويديه في الهواء بسعادة فقبلة جود بقوة وقضم وجنته الممتلئة المتدرجه بالحمره بسبب البروده بخفة وهو يكاد يلتهمة من جمالة..

بينما هي شهقت بخوف ودحجته بغضب قائلة: أنا مش قولتلك مترفعهوش كده تاني؟
فقال وهو يرفع حاجبيه: بهشكة مهشكهوش يعني؟!
ثم رفعة بين يدية وهو يحدق بملابسه التي جعلتة ككرة فراء صغيره لطيفة: إنتي حشياه لبس لية كده؟!
فقالت وهي تعدل الملابس على جسده: عشان مياخدش برد ومتقلعهوش الطقية عشان تلعب في شعره هيبرد..
أومأ بطاعة وهو يحدق بها بدون تعبير فهي لاتتوقف عن تلك الأوامر فهو حفظها بسبب سماعة تلك الكلمات كل يوم!

فقالت بشك وهي تأخذه من بين يداه: إنت بتاخده كل يوم توديه فين يجود؟!
إبتسم وأخذه من يدها وأجلسه على قدمة قائلاً: بفسحة بوريله الدنيا يحبيبتي..
فقالت بضيق: جود بجد مش بهزر..
فقال بتهكم: أنتي مش مصدقاني بيسليني وبيقعد معايا بصيعه عشان لما يكبر حلو كده؟!
هزت رأسها بقلة حيله ولم تتحدث لكنها أوصته: خلي بالك منه ومتتأخرش وياريت تبقي تطلعهولي بدل متنزلني كل ده عشان مش بحب أخرج من القوضه كتير..

فقال بإزدراء: لا مش بحب أبوكي وقولتلك ميت مره تبقي إنزلي خدية أحسن وبعدين هو دور واحد هنهزر، أنا همشي بقي عشان ريم مستنياني..
أومأت له وتسائلت وهي تبتسم: مالك عامل إيه؟!
إبتسم وقال متذكراً مايحدث: بيعيط طول الليل وقرفني والله مش عارف إيه ده؟!
أومأت وهي تبتسم ثم تسائلت بحزن: هتفضل سايب نوران كده؟!
تنهد بحزن وقال: وحشتني أوي هي وجنات تخيلي إني مشفتهاش من ساعة مجيت هنا أخر مره؟

أومأت وهي تربت على كتفة بحزن: أنا أسفة عشان رابطاك جنبي لو عايز تنزل مصر إنزل أنا كويسة والله هُمه محتاجنلك أكتر مني وجنات محتاجه إنك تبقي معاها لازم ترجع!
أومأ وهو يتنهد ثم قال بقلة حيلة: لازم قبل ما أرجع أتصرف وأفكر هنعمل إيه في الفلوس دي كلها وهنبدأ من الصفر تاني إزاي؟!
أومأت له وهي تربت على كتفة تدعمة فبالتأكيد لن يكمل أحدهم بقية حياتة بتلك الأموال!

عانقها بحنان ثم جعلها تودع إيان بوابلاً من القبل مثل كل يوم ثم أخذه وغادر..
نظرت صوب القبر وهي تبتسم ثم قالت وهي تربت على ترابة: هجيلك بكرة مش هتأخر عليك..
ثم وقفت ووضعت أشيائها بالحقيبة وسارت بضع خطوات قليلة حتى توقفت أمام أحد القبور فجثيت على ركبتيها بجانب شقيقتها وتسائلت وهي تحاوط كتفيها بحنان: خلصتي؟!.

أومأت نور وهي تمحي دموعها بصمت فمنذ وفاته لم تتحدث ورفضت التحدث للجميع! فهي كانت تتمني أن يعود صوتها من أجلة هو فقط لكنه عاد عند صدمتها بموته فلا تريده إذاً لقد إعتادت على الصمت هذا أكثر راحه من الثرثرة..

توجهوا إلى السيارة الخاصه بهم معاً كي تقلهم للمنزل وبعد نصف ساعة تقريباً توقفت السيارة بمدخل ال?يلا الفاخره التي لاتليق سوي بمركز والدهم فصعدت نور لغرفتها مباشرة بعد تخطيها لوالدها بعدم إهتمام وكانت ألين ستفعل مثلها بل فعلت لكن حديثة الخشن أوقفها: فين الولد؟!
توقفت وقالت دون أن تلتفت له: مع جود..
فقال باستفهام: وإنتي كل يوم هتسبية معاه؟! مش تعرفي بياخده وبيروح بيه فين؟!

إلتفتت إليه وقالت بدون تعبير: جود أخويا ومش هسمحلك إنك تشك فيه لحظة وتخليني أقلب علية إنت فاهم؟!، وتركتة وصعدت لغرفتها..
ألقت بالحقيبة على الاريكة بغضب ثم توقفت أمام المرأه تحدق بهيئتها الباهته وملابسها السوداء فلطالما عشقت ذالك اللون وأحبت أن ترتدية دوماً لكنها لم تتمني يوماً ولا للحظة أن ترتديه على شخصٍ عزيز على قلبها فحياتها أصبحت تشبهه كثيراً..

بدلت ملابسها لمنامة مريحة مكونة من قميص بحمالات رفيعه ومأزر وكم هذا أضجرها ولا تعلم لما جميع الملابس هُنا عاريه فهي توقفت عن أرتداء تلك المنامات بسبب وحدتها فلا تشعر بالأمان وهي ترتديها وتنام بمنتصف الفراش وحدها لهذا ترتدي المأزر علية دائماً ثم تغفي بعدها..

إنتهت من إرتداء مأزرها ثم توجهت إلى الشرفه وأغلقتها جعلت من الغرفة مظلمة كحياتها تماماً ثم إستلقت على الفراش مدثرة نفسها بالغطاء وعانقت الوساده التي لم تشتكي يوماً من كثره بكائها عليها وإخراج مكنون صدرها من ألمٍ وعذابٍ بها..
تساقطت عبراتها بصمت وهي تقبض على الوساده بقوة عائده لِدوامة ذِكرياتها من جديد..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة