قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل السادس والثلاثون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل السادس والثلاثون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل السادس والثلاثون

بعد ذهاب نوران مباشرة للمطبخ، نظر شهاب خلفه ليجد لارا تقف بقرب نافذه وحدها ليستغل الفرصه ويذهب إليها لأنه إن لم يحدثها لم ينم براحه وهو يعلم هذا..
شهاب بهدوء: ينفع أتكلم معاكي شويه؟
لارا بضيق: لا..
شهاب بهدوء: عارف إن أنا مليش حق أتكلم معاكي ولا اخليكي تشوفيني بس مش هقولك غير حاجه واحده..
كل واحد عنده ظروفه الخاصه وأنا إنسان مش وحش، وتركها ليعود للطاوله مجدداً، تحت نظراتها المتردده بشأنه..

ساره وهي تأكل من الطعام بتلزز: الاكل بجد تحفه أوي ي ألين تحفه..
نوران بتذمر: ساره كل م أغرف طبق تاكليه مش بتاكلي ف بتكم ولا إيه؟
ساره بحزن: أخص عليكي أنا نفسي مفتوحه الايام دي ومش عارفه ليه؟
سجى بتساؤل: إشمعنا؟
ساره بضيق: مش عارفه وكمان كسلانه ببقي عاوزه أفضل نايمه طول الوقت..
نوران بمشاكسه: وطبعاً على بيدايق عشان الجمال ده كله سايبه لوحده..
ألين وهي تقهقه: أكيد هو مش صاحب فراس..

ساره وهي تقلب الطاوله عليها: ليه هو فراس بيدايق لما بتبقي نايمه ولا إيه؟.
ألين وهي تضحك: أهااا ومين فيهم مبيدايقش؟ ولا إيه ي سجي؟
سجى بشرود: هاا..
ساره بمكر: دي مش هنا شكلها مع فؤاد، وظلو يقهقهو مكملين حديثهم بتسليه حتى سمع من بالخارج صوت ضحكاتهم وقد تعجب كل واحداً منهم هل زوجته تملك مثل تلك الضحكه ولم يسمعها من قبل بالتأكيد هُناك حديث خاص يحدث بالداخل حديث نسائي بحت...

جود وهو يقف: شايفين دول بيضحكو ومش هناكل النهارده أنا هدخل أساعدهم، لتمسك باسمه يده بابتسامة وهي تتحدث: شهاب هيروح مش كده برضه ي شهاب؟
جود: شهاب قام من شويه؟
شهاب بابتسامة: لا أنا جيت أهو، أقولهم إيه؟
باسمه: إننا جوعنا، أومأ ليتحرك لكن جود لفت نظره للسلسال..

جود وهو يأشر على صدره: السلسله بتاعتك خرجت، لينزل نظره لها ويمسكها بيده، لتتوسع عين باسمه عندنا رأتها لتقترب منه وهي تمسكها بيد مرتجفه ثم ضغطت على زر مخفي بها لتفتح السلسله وتظهر صوره لأربع أشخاص يبدون كعائله..
لتهتف بنبره مرتجفه باكيه وهي تنظر له: أحمد..
شهاب بعدم فهم: نعم! أحمد مين؟ أنا شهاب..
باسمه وهي تبكي: إنت جبت منين السلسله دي؟
شهاب بتعجب من حالتها تلك: معايا من وأنا طفل!

باسمه برجاء: طيب إسمك كامل إيه؟
شهاب بهدوء: شهاب كمال الدين
باسمه بنفي: إزاي شهاب كمال الدين إزاي؟
جود وهو يهدأها: ماما إنتي كويسه؟ إهدي..
شهاب وهو يأخذ السلسله من يدها: ممكن تسبيها؟
لتتركها له وهي تبكي بينما أخذها شهاب وإستأذن ليذهب من هُنا نهائياً وهو يلعن نادر لأنه جلبه إلى هُنا عائلته وأصدقائه مادخلي أنا؟!
سعاد بوهن: فراس الحمام فين؟

فراس وهو يخرج من شروده ب باسمه وجود: فوق ف القوضه إللي على اليمين..
جود متسائلاً: ماما إنتي كويسه كنتي بتعيطي ليه؟ ومين أحمد؟.

باسمه وهي تجفف دموعها: مفيش ي حبيبي مفيش، وإلتفتت تبحث عنه ليخبرها نادر: مشي ي طنط بس متقلقيش لما تعوزيه قوليلي هجبهولك بعرف أوصله على طول، أومأت بإمتنان ليقع نظر جود على والده الذي يحدق ب باسمه بطريقه جعلته يشعر بالغرابة ليبحث عن والدته بعينه لكنه لم يجدها ولكن أخيراً وجد الطعام يأتي، ليلوي شدقيه وهو يرمق بكل من تاتي بجانبه بسخط، حتى إنتهو من وضع الطعام ليبدأ الجميع بالجلوس لتتقدم لارا وهي تخلع معطفها وجلست بجانب نادر الذي رمقها بغضب لترمقه بابتسامة صفراء وهي تأكل وكأنه لم يحذرها من قبل هي من أرادت هذا، ليضع يده على فخذيها لتسعل بقوه.

?يوليت بقلق: خدي ميه ي حبيبتي مالك؟.

لتهز رأسها بنفي وهي ترمقها بعينها لكي تجعلها تنظر لقدمها لكنها لم تنظر ولم تفهم وبنهايه الامر بدأت تأكل ولم تعطها إهتمام ليبتسم نادر وهو يمرر يده على فخذيها صعوداً ونزولاً بجرأه غير غافل عن تنفسها السريع وإضطرابها وإرتجافها، بينما هي كانت تقضم شفتيها وهي تحاول الصمود لدفع يده فهي تشعر بالحراره تدب بأوصالها وهناك ألم بمعدتها ألم لذيذ فقلبها أوشك على الإنفجار فهو يجعلها تشعر بأشياء أول مره تشعر بها ولكن أين هنا وأمام الجميع وأثناء تناول الطعام؟!.

لتحاول التملص منه قليلاً وهي تهمس بشيء بأذن والدته لتأومئ لها بينما هو أبعد يده قليلاً لكي تاخذ أنفاسها، وبعد مده أعاد يده مجدداً لكنه لم يشعر بقدمها هل إرتدت شيء؟ هذا ليس جسد لكن عيناه توسعت وهو يتمني ألا يكون ما يفكر به قد حدث ولكن كل هذا تدمر عندما وجد لارا تجلس مكان والدته وهي تلوح له بابتسامة رافعه حاجبيها بتسليه، لينظر هو لوالدته وهي تنظر له بحده ليبتلع ريقه وهو يحاول أن يفهمها لكن نظرتها له أكدت أنها تراه بلا أخلاق وهذا جعله يرمق الاخري بحده وهو يكمل الطعام..

فراس وهو يلتفت حوله: ألين فين؟
ساره بهدوء: قالت هتجيب ميه وجيه أشوفها؟
فراس وهو ينتصب واقفاً: لالا خليكي أنا هروحلها..
جود وهو يغمزه: والعه معاك، ليلقي فراس عليه المناشف الورقيه بضيق وهو ذاهب ليقهقه عليه..
دلف إلى المطبخ يبحث عنها وجدها تستند على الحوض وهي تغمض عينها بألم..
فراس بقلق: ألين ألين، مالك في إيه؟
ألين وهي تقضم شفتيها بألم: بطني بتوجعني..

فراس بقلق: إنتي كالتي حاجه؟، هزت رأسها بألم ليرفعها على الكاونتر لكي تجلس ثم وبخها: عشان تعبه نفسك متعمليش حاجه تاني خلاص، ثم تنهد بحزن وهو يراها تتألم. : تاكلي حاجه طيب؟
ألين وهي تنفي: لالا مش عاوزه بطني بتوجعني..
فراس متنهداً: منا مش هديكي أي علاج غير لما تاكلي أه ختي الفيتامينات؟، هزت رأسها بتوتر ليهز رأسه بنفاذ صبر: كنت عارف كنت عارف..
ألين بحزن: والله ي فراس نسيت..

فراس بحده: متعصبنيش نسيتي إيه هي دي حاجه تتنسي؟.
ألين بحزن: طيب أكلني عشان أخده، ليتنهد بضيق وهو يملئ لها طبقاً بالطعام وبدأ يطعمها بيده بينما هي كانت تتملص وتجعله يأكل معها هو أيضاً بحجه أن طعامه بالخارج حتى أنتهي الطبق..
فراس بابتسامة: دلوقتي على فوق خدي معاكي كبايه ميه والبرشام هتلاقيه على الكمودينه تاخدي من كل نوع واحده هاا، أومأت بابتسامة ليوقفها وهو يهتف: هاتي بوسه عشان أنا تعبت النهارده..

لتبتسم وهي تحاوط عنقه مقبله إياه بشوق فهو منذ الصباح لم يقبلها مثل كل يوم وقد إفتقدته..
ليفصل القبله بابتسامة وهو يستند بجبينه على جبينها وهمس بحزن: هنقضيها بوس بس، لتقهقه عليه وهي تداعب وجنته بإبهامها ثم قبلت ذقنه بخفه، ليحملها لتقف أرضاً وسار معها للخارج..
ألين وهي تنظر للجميع: فراس هي ماما فين؟
فراس وهو يتذكر: أه سألتني قبل الاكل الحمام فين وقولتلها على إللي ف قوضتنا هتلاقيها هناك..

أومأت بهدوء ثم توجهت للأعلي لكي تراها بينما فراس عاد إلى الطاوله وهو يتحدث بتحذير: تاكلو وكل واحد يغسل طبقه ألين مش هتعمل حاجه تانيه دي تعبت طول الليل ف الاكل ده..
هاله بتفاجأ: هي ألين إللي عامله؟
فراس بابتسامة: أه وقولتلها إنك هتفرحي بيها أوي، أنا إتخنقت معاها بسبب إنها عاوزه تأكلكم من إيديها أصلاً..
باسمه بابتسامة: ربنا يحفظها
جود بمكر: بس مقولتليش الاكل ف المطبخ أحلي ي فراس مش كده؟

فراس بإمتعاض: أقولك ومتزعلش..
جود وهو يقهقه: بيكرهني أوي الكائن ده..
بينما طوال الوقت وبعد رمق نادر إلى لارا بغضب إنتقل بنظره إلى سجى يرمقها بحده وتحذير ولكنها لم تعطعه إهتمام وكأنه لم ينظر لها، فالطعام دسم وسيتعبها لكن الدعوه لكي يتناولو العشاء فبالطبع لن تمتنع عن الطعام ولن تخبرهم أنها أكلت وقد رأت تحمس ألين وهي تتحدث كيف صنعته أمس عندما كانت معها بالمطبخ وبعد كل هذا لن تأكل هل يمزح معها؟.

ألين وهي تبحث عن والدتها: ماما، ماما، ماما إنتي فين؟، لكنها لم ترد لتجلس هي على الفراش تخرج الدواء لكي تأخذه ثم وقفت تبحث عنها حتى سمعت صوت سعال حاد قادم من دوره المياه لتفتحه بقلق لتتصمنم مكانها وهي تري والدتها جاثيه على الأرض بألم تستند بجبينها المتعرق على للحائط وبيدها بعض المناديل الورقيه البيضاء التي تحولت للون الاحمر الداكن..

لتجثو ألين بجانبها بإرتجاف وهي تلتلقط تلك المناديل: م، م، ماما إيه ده إيه ده؟
سعاد بوهن وهي تنظر إليها لتمد يدها تجعلها تقترب منها لتعانقها بحزن: حبيبتي..
ألين وهي تبكي بحرقه: ماما إيه ده إنتي عندك إيه وليه مش قايله لحد ليه ليه؟
سعاد وهو تربت على ظهرها بهدوء: مش عاوزه أتعبكم معايا وأنكد عليكم حياتكم..

ألين بإنفعال وهي تبكي: وكده مش نكد لما أدخل وأشوفك بالحاله دي عاوزاني أعمل إيه بعدها؟ المفروض إن أنا أكمل حياتي عادي بعدها؟
سعاد بحزن مترجيه: ألين إهدي عشان خاطري إهدي، متعمليش ف نفسك كده؟ إنتي أكتر واحده مكنتش عاوزاها تعرف بس إنتي إللي عرفتي الاول شوفتي بقي..
ألين وهي تترجاها بشهقات باكيه: ماما، ماما، هتبقي كويسة هتتعالجي كل حاجه بقي ليها حل دلوقتي؟

سعاد وهي تربت على وجنتها: مش حالتي ي حبيبتي مش حالتي إنتي فاكره إني محولتش بس أنا في المرحله الاخيره..
ألين وعينها توسعت بصدمه: يعني إيه؟
سعاد بابتسامة وهو تربت على خصلاتها: يعني فاضلي شويه صغيرين خالص هقدر أشوفك فيهم وأحضنك لقلبي عشان هتوحشيني..
ألين وهي تتشبث بعناقها وتبكي بحرقه: لا، لا، لا مش هتسبيني..

سعاد وهي تربت على خصلاتها: هتبقي كويسه متخافيش، فراس معاكي وجود وبابا كلهم حواليكي وبيحبوكي مش هتحسي بغيابي مش هتحسي بيه..
ألين وهي تهز رأسها بنفي: لا محدش هيعوضني عنك محدش!.

سعاد وهي تفصل العناق لتجعلها تنظر لها وتحدثت بابتسامة وهي تتأملها وكأنها تحفظ ملامحها عن ظهر قلب فهي نسختها المصغره صغيرتها التي تجسدت بها ولكنها أجمل بكثير فالمرض قضي على جمالها هذا وجعلها شاحبه: ألين ي حبيبتي إنتي كبرتي دلوقتي وبقي عندك بيت وبكره هيبقي عندك ولاد وهتفمي إللي هقولك ده مش كده؟
ألين وهي تنظر لها بتوجس: هو، هو إيه؟

سعاد برجاء وهي تمحي دموعها: بس إللي هنقوله هنا هيفضل سر ومحدش هيعرفه غير لما أموت وحصل حاجه بعدها هاا ي حبيبتي؟، أومأت بتوجس لتكمل: جود أكتر واحد عايزاه يسمع الكلام ده بس دي هتبقي مهمتك إنتي؟، أومأت ألين وهي تبكي بحرقه محنيه رأسها فهي لن تتحمل أكثر ربما لن تكون معها لتخبرها هذا بنفسها لهذا تحدثت: ماما أنا حامل..

سعاد بسعاده: بجد ي ألين؟، أومأت وهي تبكي لتكمل: المفروض إن محدش هيعرف دلوقتي بس مقدرتش مقولكيش، لتعانقها والدتها وهي تتنهد براحه: أنا كده أمنياتي إتحققت ومش محتاجه حاجه تانيه من الدنيا صدقيني، أومأت وهي تتشبث بعناقها أكثرث لتبدأ هي بالحديث معها بما أرادت...
بينما بالأسفل كانت سجى قد بدأت تتألم تحت نظرات نادر الذي يلعنها لغبائها ونظرات فؤاد الذي علم أن هناك خطب..
فؤاد بقلق: إنتي كويسه؟

سجى بألم: بطني بتوجعني بس
فؤاد بتنهيده: ولزما الاكل بيتعبك بتاكي ليه؟
سجى بألم: عشان ألين متزعلش وبعدين أنا أستمتعت بالاكل..
فؤاد بتهكم: تستمتعي أول الليل وتتألمي أخره مش كده؟

سجى بضيق: خلاص بقي ي ف، لكنها لم تكمل عندما رأت ?يوليت ولارا يضحكون معاً ويبدو أنهم منغمسين بالحديث وهذا أزعجها أليست تلك والدتها هي لما الاخري تأخذ راحتها معها بتلك الطريقه أم أنها أخذت مكانها أيضاً ولن تترجاها والدتها لكي تسامحها مجدداً؟!
لاحظ نادر كل تلك النظرات وهو يري غيرتها وتجدد الامل لديه أن كل شيء سيكون بخير بالتأكيد سيكون فيكفي إلى هُنا؟ ولكن هل هذا شيء؟.

وقفت سجى بألم ليلحقها نادر سريعاً فذهب خلفهم فؤاد تحت تعجب لارا و?يولتيت لتلكزها ?يوليت بذراعها بغيظ: قومي وراه يلا..
نادر وهو يربت على معدتها بحنو: مش هنبطل عند بقي ونخلي بالنا من أكلنا؟
سجى بضيق: نادر مش هينفع دي عزومه والأكل عجبني كمان..
نادر بمشاكسه وهو يقرص وجنتها: عاجبك؟، أومات بابتسامة ليكمل: خلاص مش مهم لزما عجبك..
فؤاد بقلق: هي كويسه..

نادر وهو ينظر خلفه بابتسامة: إنت جيت خد مراتك أهي أنا خارج بقي، وإلتفت ليذهب لترتطم لارا بصدره بقوه وهي تندفع للداخل..
نادر بضيق: بتعملي إيه هنا؟
لارا وهي تنظر إلى سجى بقلق: جيه أطمن عليها وأشوف لو محتاجه حاجه؟
نادر وهو يمسك يدها أخذها للخارج: لا شكراً وتعالي فين البالطو بتاعك..

لارا وهي تلوي شدقيها: ليه؟، نظر حوله وجد كل واحداً من الجميع مشغولاً بشيءٍ ما ليلصقها بأحد الزوايا الضيقه وهو معها وتحدث بتحذير وهو يحرك حماله زيها بين يداه: عشان ده مبيتخرجش بيه ده تلبسيه ليا لما تبقي عاوزه تصالحيني لما نكون هنقضي ليله حمره لكن مش قدام الناس ووسط قاعده فاهمه ولا لا؟
لارا بانفاس لاهثه مختنقه بسبب قربه: طيب ممكن تبعد؟

نادر وهو يلتصق بها أكثر فجينهم وأنوفهم أصبحت متلاصقه فهم يستنشقون نفس الهواء الان: ولو مش عازو أبعد..
رفعت نظرها له تنظر له برجاء أن يبتعد ليري بعينيها بريق دليل على أنها ستبكي الان ليبتعد دون إراده منه ويعود إلى والدته بهدوء..
بينما هي تنفست الصعداء وهي تمرر يدها على قلبها الذي يدق بذعر لتهدأ نفسها بكلمات خرجت من بين شفتيها مرتجفه: هو مش زيه مش هيعمل فيكي زيه مش زيه..

?يوليت متسائله عندما رأته قادم وحده: فين لارا..
نادر بهدوء: جيه ورايا، وظل جالساً بهدوء شارداً بها فهي بها شيء فهي عندما يقترب منها ترتجف وتخاف وتصبح على وشك البكاء لما؟.
حتى عادت هي بهدوء وقد إرتدت معطفها وهي تغلقه بهدوء..
?يوليت متسائله: ليه بتليسيه؟
لارا بابتسامة: أنا بردانه بس شويه..
جود وهو يحادث فراس: أومال فين أبويا وأبوك إوعي يكونو قتله بعض وإحنا مش واخدين بالنا؟

فراس وهو يقهقه: باين بيلعبه طاوله ف البلكونه وعلى معاهم..
جود وهو يلتفت: وماما فين؟
فراس وهو يبحث عنها هل إلى الان في الأعلي: فوق مع ألين، أهي نازله أهي، هي ألين فين ي ماما..
سعاد وهي تربت على يده بابتسامة: هي تعبت شويه ونامت متقلقش، أومأ بابتسامة ليذهب لكنها أمسكت يده ليتوقف متعجباً إبتسامتها بالتأكيد ليس كما يظن: مبروك، ليغمض عينه متنهداً وهو يتوعدها تلك أل، سيريها..

سعاد بحنان وهي تشدد قبضتها على يده: خلي بالك منها..
فراس بابتسامة: دي ف عنيا، وكاد يكمل لكن قاطعته وهي تهتف بابتسامة: محدش هيعرف وعد، أومأ لها وهو يضحك لتتركه وهي تتوجه إلى جود تجلس معه قليلاً..
جود بابتسامه: الله كنتي فين ي ماما دنا معرفتش أكل من غيرك..
سعاد وهي تضيق عينها: يشيخ، فين نوران؟
جود بتأفف: كانت هنا معرفش كله إنتشر في المكان وكل م ألاقي حد التاني يضيع..

نوران وهي تركض باتجاه على: على ساره تعبانه أوي وعمال، لكنها لم تكمل بسبب ركضه لها سريعاً فكانت بدوره المياه التي بغرفه الضيوف تتقيء بألم..
على وهو يربت على وجنتها: ساره ساره إنتي كويسه؟
ساره بألم: لا، لا، ل، وعاودت التقيء مره أخري..
نوران بحزن وهي تتحدث بتأنيب: كل ده بسببي حسدتها وقولتها عماله تاكلي كتير..
ساره بوهن: حسد إيه يشيخا بس أنا إللي معدتي إتقلبت فجأه..

على وهو يربت على وجنتها بقلق: أخدك للدكتور..
ساره وهي تهز راسه نفياً: لالا أنا هبقي كويسه لما أشرب أي حاجه دافيه دلوقتي متقلقش..
نوران وهي تمسكها: تعالي أنا هعملك تعالي..
على معترضاً: لا أنا هعملها..
نوران باستسلام: لا، خلاص خدها وانا هعملها وهجبهولك، أومأ وهو ياخذها خارجاً ليقابل جود..
جود متسائلاّ: نوران كانت في المنطقه دي دلوقتي راحت فين؟
على وهو يأشر على المطبخ: هتلاقيها في المطبخ..

أومأ وهو يذهب إلى هُناك بمكر فكانت تقف أمام السخان الكهربائي تنظر له بشرود حتى حاوط جود خصرها لتشهق متفاجأه: جود، جود، إنت بتعمل إيه؟
جود وهو يدفن رأسه بعنقها: هكون بعمل إيه يعني؟
نوران وهي تحاول إبعاده: ج، جود، في حد، لكنه قبلها لكي تصمت، : وحشتيني..
نوران وهي تلهث: جود، أخرج من هنا دلوقتي.

جود وهو يحاوطها أكثر: بقولك وحشتيني، ليسمع صوت حمحمه رجوليه لينظر أمامه بتفاجأ ليجد فؤاد ينظر له بإزدراء وسجي تنظر بخجل للجهه الاخري..
جود وهو يقهقه بإحراج: إيه ده مش تقولي..
نوران وهي تخفي وجهها بخجل: والله حرام عليك
فؤاد بهدوء وهو يمسك بيد سجى: أحنا كنا خارجين خد راحتك.
جود بتهكم: راحتي إيه بقي، وبعد خروجهم مباشرة حاوطها مجدداً: وحشتيني..

نوران بضيق وهي تبعده: إوعي ي جود كفايه كسوف وخليني أدي ده ل ساره..
جود وهو يقطب حاجبيه: ليه مالها ساره؟
نوران بحزن: كانت تعبانه شويه..
جود متسائلاً: ومين نضف المطبخ ده؟
نوران بهدوء: أناو وهي قبل متتعب..
جود وهي يقرص وجنتها: طيب زعلانه ليه؟
نوران بحزن: عشان تعبت..

جود وهو يعانقها: يسلملي الحساس أبو قلب قشطه ي قشطه، لتبتسم وهي بحضنه ليكمل، : متخافيش هي هتبقي كويسه يلا روحي إديها ده وسملي على ماما عشان نوصلها ونمشي..
نوران بتفاجأ: بسرعه كده؟
جود بضجر: اه بسرعه ومش هنتجمع كلنا كده تاني أنا مش عارف ألاقيكم من وسطهم، لتقهقه عليه وهي تقبل وجنته بحنان وتركته وذهبت إلى ساره..
على متسائلاً: وهتعمل معاه إيه؟

فراس بضيق: مش عارف بقي هو لسه مظهرش تاني لحد دلوقتي والتاني ده لسه متجبس..
على وهو يربت على ظهره: طيب متسيب الشقه هنا وتعالي جنبي؟
فراس وهو يتنهد: مش موضوع شقه محنا قبل منتجوز قبلناه ف النادي وده إللي خلاني أعمل فيه كده سواء شقه أوغيرها هو عاوز يعمل وحاجه ومصمم..
على بتهكم: وإنت هتستناه لما يعمل وتقف تتفرج عليه؟
فراس بتأفف: متجبليش سيرته وأقفل على الموضوع أه صح هو نادر إتجوز إمتي وإزاي؟.

على وهو يقهقه: متفكرنيش متفكرنيش..
فراس وهو يبتسم: إيه؟
على وهو يضحك: مش قولت متفكرنيش مش هقول..
فراس وهو يضرب كتفه بغيظ: خلص بقي..
على وهو يضيق عينه: لما تقولي الاول كنت تعرف إن فؤاد صاحب مجموعه R&m؟
فراس بابتسامة: إنت عرفت؟
على وهو ينظر له بخزلان: يعني كنت عارف ومقولتليش؟
فراس وهو يقهقه: والله هو إللي جه قالنا عشان الفرح وكده وكنا لازم نعرف ده مين أنا وجود وكل حاجه جت بسرعه وسفرت أقولك فين بقي؟.

على بسخط: كمان جود يعرف وأنا لا..
فراس وهو يضع يده على كتفيه: معلش مش إنت إللي سبقت وإتجوزت الاول لو كنت معانا كان زمانك عارف..
على وهو ينفض يده عنه بعنف: إوعي كده، وتركه وخرج، ليلحقه وهو يقهقه عليه..
فراس بضيق: إيه ده ماشيين؟
هاله وهي تقبله: معلش ي حبيبي بابا عنده شغل الصبح بدري إنت عارف، فين ألين عشان أسلم عليها؟
فراس بهدوء: فوق عشان تعبانه شويه..
هاله بقلق: هي كويسه؟

فراس وكاد يخطئ: أه ده عادي عشان هيه بس ح، ليتحمحم وهو يكمل: حميه عامله حميه..
هاله بقلق: حميه إيه؟ دي خسه خالص خلي بالك منها وبلاش الحميه والكلام ده..
فراس وهو يعانقها: حاضر ي ماما، إيه ده ي جماعه كلكم ماشيين؟
على بإعتذار: معلش ي فراس ساره تعبانه شويه..
جود معتذراً: وانا مش عارف افرق بينهم..

فراس بغيظ: لا إنت إمشي عادي، ليقهقه عليه وهو يصافحه وذهب وبعدها والداه والجميع بدأ بالذهاب واحداً تلو الاخر، لكنه نزل معهم حتى مدخل البنايه وبعدها صعد ليتحدث شخصاً ما..
=: ده كان عازمهم عنده باين، أومال فين مراته..
ليردف الاخر بتأفف: موجوده يعني هتكون فين..
=: إنت لسه مصر على إللي ف دماغك؟
: أه بس أفك الخره ده الاول
=: براحتك بقي بس إعرف إني حذرتك..

صعد فراس أخيراً إلى الشقه وهو يتنهد ناظراً لتلك الفوضي التي تركها الجميع خلفه وهو يتنهد على وشك البكاء فهو لن يجعلها تفعل شيء بسبب حملها لهذا خلع سترته لينظف وهو يتوعدها وفوق كل هذا خلافها لوعدها معه وقد أخبرت والدتها أنها حامل لن يمررها لها مرار الكرام، إنتهي وهو يأخذ الستره صاعداً للاعلي ويعلم أنه سيجدها نائمه لكنه وجد الغرفه مظلمه وهي جالسه على الارض تستند بجزعها على الفراش وتبكي بحرقه، ليركض لها بقلق وهو يجثو أمامها وهو يكوب وجهها بيده بخوف..

فراس بلهفه: ألين! مالك؟ حصل إيه؟ بتعيطي ليه؟ وليه قاعده هنا؟، لكنها لم تتحدث بل ظلت تبكي وهي تعانقه بقوه..
فراس بخوف: ألين عشان خاطري قوليلي حصل إيه متخوفنيش عليكي..
ألين وهي تحاول أخذ أنفاسها: م، م، م، ا، ما، ما، ماما ي فراس ماما..
فراس وهو يحاول تهدأتها: طيب إهدي إهدي عشاني إهدي إهدي..
ألين وهي تهز رأسها وتبكي بحرقه: فراس فراس، ماما.

فراس بحزن وهو يعانقها: طيب إهدي إهدي، وبعدين قاعده ف الارض كده ليه؟ قومي تعالي معايا..
وحملها ليضعها على الفراش وظل جالس جانبها يربت على خصلاتها بهدوء لكي تهدأ لكنها كلما تهدأ تبكي مجدداً بقوه وكأنها تذكرت أن لا تتوقف عن البكاء أبداً..
فراس برجاء وهو يزيل دموعها: مش كفايه بقي؟ متوجعيش قلبي عليكي عشان خاطري..
ألين وهي تتشبث به مكمله وصله بكائها: غظبن عني والله غظبن عني..

فراس بحزن: مين زعلك؟ حد ديقك لما كنتي تحت؟ أنا طيب إللي زعلتلك؟
ألين وهي تنفي برأسها: لا، محدش محدش عملي حاجه محدش..
فراس بحزن وهو يزيل دموعها مجدداً: طيب كفايه كفايه، وظل يربت على ظهرها بحنان حتى بدأت تهدأ تدريجياً وغفيت بهدوء وكأنها لم تفعل شيء وتركته هو يحدق بها بقلق طوال الليل وهو يفكر مابها وماذا حدث لكي تبكي كل هذا البكاء..
على بقلق: أجبلك دكتور؟

ساره وهي تربت على يده بحنان: لا ي حبيبي أنا كويسه والله هرتاح لما أنام شويه..
على بابتسامة: طيب تعالي، وحملها للغرفه ووضعها على الفراش وأخرج لها ثياب للنوم وساعدها بارتدائها..
ليجدها تحاول النهوض ليسألها بتوجس..
على بتساؤل: رايحه فين؟!
ساره ببرائه: هغسل سناني!
على بتهكم: يعني أنا عملت كل ده عشان تقومي تغسلي سنانك نامي ي ساره مش هيحصلها حاجه بقالك سبعه وعشرين سنه بتغسليها..

ساره بتذمر: لا مش هينفع مش هعرف أنام، وبعدين أنا دكتوره إنت هتهزر..
على وهو يقضم شفتيه: تعالي، وشد قدمها بقوه لتسقط على الفراش ثم حملها وهو يقهقه عليها وساعدها بغسلها أيضاً ودثرها بالفراش مجدداً بابتسامة عاشقه، لتقبل رأسه بحنان: ربنا يخليك ليا ويديمك ف حياتي..
على وهو يقبل رأسها: أمين ي حبيبتي أمين، ثم تحرك ليذهب لتساله بلهفه: إنت رايح فين؟

على بابتسامة: هغير هدومي وجي إرتاحي إنتي، أومأت بابتسامة وهي تعانق الوساده لكي تنام وفقط دقائق وكان على مكان تلك الوساده وهو يضمها إليه بتملك...
?يوليت برجاء: يبني شلها طلعها دي نايمه إنت حيوان ولا إيه مش فاهمه أنا؟
نادر بضجر: وتنام ليه طفله؟ أنا هصحيها، ومد يده ليوقظها لكن والدته أمسكت يده وهي تجز على أسنانها: يبني حرام عليك متصحيهاش شلها زي الناس وطلعها فوق وهخلي حد يركن العربيه يلا بقي..

نادر بضيق: لا، ولكزها بكتفها لكي تستيقز لتفزع وهي تصرخ بخوف حتى إن دموعها سقطت تحت تعجبه هو لم يفعل شيء، نظر لأصبعه بتعجب هل هذا فعل بها كل هذا؟!

?يوليت وهي تتنهد: والله حرام عليك، قومي يبنتي قومي، لتأومئ لها لارا وهي نصف نائمه وهي تخرج من السياره ليصفها نادر بالجراج بهدوء وهو يذهب خلفهم يراقبها بتركيز كادت تسقط ليسقط قلبه معها لكن والدته أسندتها ليظفر براحه لكنها أعادت الكره مراراً ليظفر وهو يحملها لتشهق بتفاجأ لكنه نظر لها بسخط وهو يحملها للاعلي بينما ?يوليت ظلت تهز رأسها بقله حيله فهو مجنون..

ألقي بها على الفراش بقوه ليتركها ويتوجه لدوره المياه يغتسل بينما هي لم تعبأ به بل دثرت نفسها بالفراش لتنام فهي مرهقه، خرج بعد بعض الوقت وجدها نائمه ولم تبدل ثيابها كاد يرفع الغطاء ويوبخها لكي تبدل ثيابها ولكنه توقف وهو يظفر عندما وجدها مستغرقه ف النوم ليتركها وينام هو الاخر موليها ظهره..
لكنه فزع بمنتصف الليل بسبب صراخها مجدداً..

نادر بتضجر مغلق نصف عينه: أم الرعب إللي أنا فيه ده؟، ليضيء الاضواء وهو ينظر لها بنصف عين وجدها تبكي بخوف ليكمل بهدوء: في إيه يبنتي هو كل يوم؟ إبليس شغال ليكي إنتي بس؟، لكنها لم ترد عليه بل ظلت تبكي بخوف ليقترب منها بهدوء يربت على خصلاتها حتى تهدأ..
نادر مخيرها: هتيجي ف حضني على طول ولا إيه عشان عاوز أنام كده كده مش بتفتكري تاني يوم وأحسن أصلاً تعالي، وحاوط خصرها ليعانقها وذهب بنوم عميق مجدداً..

فؤاد وهو يستيقظ بسبب إرتجاف سجى: سجي؟ سجي؟ إنتي كويسه، لكنها لم ترد ليضيء الغرفه ليجدها ترتجف ومتعرقه بشده تضم جسدها بألم..
فؤاد بقلق: سجى مالك؟ دي مش أول مره تحصلك في إيه؟
سجى وهي تنفي بألم: مش عارفه والله مش عارفه أنا بس عاوزه أنام وهبقي كويسه أنام بس عاوزه أرتاح، وظلت تطلق بعض الهمهمات الغير مفهومه حتى هدأت وغفيت مجدداً..

فؤاد وهو ينظر لها: هتنامي إزاي؟ وإنتي كده؟، لكنه وجدها نائمه ليتنهد وهو يقيس حرارتها فحالتها تلك ليست طبيعيه وليست المره الاولي التي يجدها هكذا بمنتصف الليل...

كان الجو بارداً كثيراً والامطار كانت تهطل بغرازه، بينما هي كانت تقف أمام النافذه تشاهد النجوم بشرود لتنزل بعينها على زجاج النافذه لتنقش إسمه بسبابتها بابتسامة منكسره ومن غيره معذبها نائل لتتنهد وهي ترمش ناظره للأعلي لكي لاتبكي فهي وعدت نفسها لن تبكي لن تبكي، لكنها لم تستطع لم تستطع لتنفجر باكيه وهي تفتح الشرفه لتقف بها وهي تبكي بحرقه وقد صرخت كما لم تصرخ من قبل صرخت حتى كادت تفقد صوتها...

نور بألم: ليه كده؟ ليه بيحصلي كده؟ أنا ليه مليش حد مليش أهل؟ أب أم أخوات؟ أي حاجه مليش ليه؟ ليه حياتي كده ليه؟ إشمعنا أنا إللي أتعرض لكل ده من كل الناس إشمعنا أنا؟ ليه؟ ليه؟.

وظلت جالسه بالشرفه تبكي بالبروده وخصلاتها تتطاير بفعل الهواء بينما نائل كان يستمع لها من شرفته ويشعر بكل حرف نطقت به يشعر بكم الالم الذي سببه لها فوق ألامها هي وقد مزقه بقدرها وأكثر، تمني لو يواسيها ألان أكثر من أي وقتٍ مضي تمني لو يعانقها بحنان لكي تهدأ مثلما يحدث عندما تكون خائفه وترتمي بأحضانه لكي يطمئنها لكي يشعرها بالأمان! تمني الكثير من الأشياء الان له هو وهي وبهذه اللحظه! لكنه لم يفعل أياً منهم لم يفعل، ليدلف لغرفته يلتقط الهاتف ليرن عليها..

لكي تدلف للداخل بسبب البرد وهذا ماحدث عندما سمعت رنين الهاتف لتدلف للداخل وعند دخولها مباشرة توقف الرنين لتري من وتعجبت عندما وجدته هو أليس هو بالغرفه التي بجانبها لما يهاتفها؟ لكنها أدركت أنه يهاتفها الان لأنه بالغرفه التي بجانبه لقد رأها وسمعها بالتأكيد، لتغلقها بغيظ ثم توجهت للأسفل تجلس أمام التلفاز هل ستقتل نفسها؟ أم أنها ستظل مختبأه طوال الوقت هي ستفعل ماتشاء ولن يتدخل...

تحرك فراس بتكاسل إلى دوره المياه فهو لم ينم ومازال يفكر لكن كل هذا ذهب هباء الريح عندما رأي تلك المناديل الورقيه الممتلئه بالدماء ليهرع إليها سريعاً وهو ينظر لها بقلق ولن يتحمل الصمت ليوقظها بهدوء..

فراس بهدوء وهو يربت على وجنتها بخفه: ألين ألين ألين، همهمت له نصف نائمه ليهتف بها بنفاذ صبر: ألين قومي لازم نتكلم، لتفتح عينها بهدوء وهي تجلس ثم نظرت له باستفهام ليتحدث بقلق: إنتي كويسه؟ المناديل إللي جوه بتاعت مين دم مين ده؟.

لترتجف شفتيها مهدده لبكائها لتتحدث وهي تقاوم رغبتها في البكاء: ده، ده دم ماما، ماما تعبانه أوي ي فراس وكانت بتكح دم وفي المرحله الاخيره من مرضها وقدامها وقت قليل أوي، مقدرتش أسبها كده من غير مقولها إني حامل يمكن تكون المره الاخيره..
فراس بحزن وهو يزيل دموعها: لازم يعرفه مينفعش كده جايز فيه أمل؟
ألين وهي تبكي: حاولت معاها حاولت لكن هيه مش عاوزه شكلها فقدت الامل ف كل حاجه ومش عاوزه تعيش أكتر..

فراس وهو يهدأها: طيب إهدي عشان الزعل غلط عليكي إهدي..
ألين وهي تبكي بإنهيار: عاوزني أهدي إزاي أهدي إزاي؟
فراس بحزن: مش عشاني ده عشاانك إنتي غلط عليكي الضغط النفسي والزعل كل ده مضر ليكي لازم تهدي!، تيجي طيب نخرج نتمشي شويه؟.

هزت رأسها بنفي ليتنهد حاملها للأسفل ليضعها بغرفه الجلوس بهدوء وبدء بصنع الطعام لها لكي تأخذ الدواء وبعد إنتهائه مباشرة وضعه أمامها بهدوء وهو يربت على ظهرها بحنان: يلا عشان تاكلي!
ألين بإعياء: مليش نفس..
فراس وهو يتنهد: ألين لازم تاكلي عشان الفيتامينات يلا..
ألين بإصرار: مش هاكل ي فراس مش جعانه.
فراس بحده: ألين، خلصي وإبدئي أكل..

ألين وهي تقف لتذهب بحزن: مش عاوزه، وتحركت لتذهب لكنه أمسك معصمها بقوه وهو يرجعها أمامه مجددا: متعصبنيش عليكي دلوقتي وكلي، ولزما مش قد الحمل مكنتيش تحملي فاهمه ولا لا؟ ولا هو لعب عيال وبتسلي نفسك وخلاص؟

ألين وهي تصرخ به بغضب: لا مش لعب عيال ومش واكله أنا حره، لتتحرك للذهاب لكنه أمسك معصمها بقوه ألمتها وهو يتحدث بحده: لا مش حره عشان ده روح جواكي؟ وأخر مره هحذرك ي ألين إنك تعلي صوتك وإنتي بتكلميني فاهمه ولا لا؟.
لتتحدث بخفوت وهي تبكي: فاهمه!
فراس بحده وهو يترك يدها: إتفضلي كلي..

لتمتثل للأمر وهي تأكل على مضض ف فراس أخر شخص تريد أن تتشاجر معه فهي تشعر باليتم عندما يتجاهلها حقاً، بينما هو كان يراقبها بجانب عينه وهو يراها تأكل بضيق كالأطفال التي تجبرينها على أكل الخضروات عنوه فهي لاتختلف كثيراً بتلك التعابير التي تصنعها حتى تحدثت بهدوء: خلصت..
فراس ببرود: الطبق لسه مليان أكل..
ألين بحزن: بس أنا شبعت..

فراس وهو يقربه أمامها: قولنا في روح تانيه معاكي إنتي أكلتي ليكي إنتي بس لكن هو نظامه إيه؟ يلا كلي..

ألين برجاء وهي تمسك يده: أنا شبعت والله مش هقدر أكل تاني، لكنه نزع يدها عنه وتحدث ببرود قبل أن يتركها ويذهب: براحتك، وتركها تقف بمنتصف الغرفه بحزن حتى تحركت بخيبه أملها للأعلي لكي تأخذ الدواء بهدوء لكنها لم تجد ماء لتعود إلى الاسفل مجدداً ثم صعدت للأعلي لكي تأخذه وهي تتنهد بحزن حتى خرج فراس من دوره المياه وهو يجفف خصلاته بملامح مقتضبه حتى بدل ثيابه لملابس رسميه فنظرت له متسائله بحزن: إنت هتروح الشغل وهتسبني؟

فراس بجمود: لا..
ألين بحزن: أومال رايح فين طيب؟
فراس ببرود: عند الدكتور، لتقترب منه بقلق وهي تكوب وجهه بيدها: إنت كويس؟، لكنه أبعد يدها وهو يتحدث بضيق: خليكي ف نفسك، لتنظر إلى يدها التي أبعدها لتوه بحزن لتتحدث بحنان وهي تقترب منه أكثر: إنت نفسي..
فراس بتهكم وهو يبعدها عنه: لو كنت نفسك فعلاً كنتي سمعتي الكلام!

ألين برجاء وهي تجعله ينظر لها: طيب أنا مليش نفس أعمل إيه؟ إنت عارف أنا حسه بإيه؟ أنا مخنوقه مخنوقه أوي عاوز تبقي رده فعلي إيه بعد كل ده أكل وكأن مفيش أي حاجه حصلت؟ إزاي عاوزني أبقي طبيعيه بعد م أمي قالتلي إنها بتموت إزاي؟
و?نفجرت باكيه ليعانقها بحنان وهو يوبخ نفسه لكنه ماذا يفعل فهو خائفاً عليها أيضاً؟!
فراس بحنان وهو يربت على ظهرها: إهدي إهدي.

لكنها أكملت وهي تبكي بنعومه: أنا مش عاوزه أعاندك ولا أتخانق معاك ولا أعلي صوتي وأنا بكلمك بس غظبن عني إنت بتقول حجات مش مظبوطه؟
فراس بحنان وهو يقبل رأسها: إهدي خلاص أنا أسف
ألين وهي تجفف دموعها بظهر يدها بنعومه: أنا إللي أسفه..
فراس وهو يمرر يده على طول ذراعيها: طيب يلا غيري هدومك عشان نمشي
ألين بابتسامة: هتخدني معاك للدكتور؟
فراس وهو يهز رأسه: واخدك الملاهي أنا! ده دكتور.

ألين بسعاده: مش مهم أهم حاجه معاك..
فراس بحنان وهو يقبل جبهتها: طيب يلا غيري وإلبسي هدوم تقيله، ثم شدد على نبرته مكملاً: وواسعه، لتقهقه وهي تأومئ..

فتح عينه بهدوء وهو يتقلب بالفراش ليقع نظره عليها وهي نائمه بحظنه بهدوء دافنه رأسها بصدره براحه تأملها قليلاً وهو يمد يده يبعد تلك الخصلات التي تقف في طريق تامله لها ليداعب وجنتها بإبهامه برقه ومن دون إراده منه إنحني يطبع قبله فقط واحده لكنها تحولت إلى قبلات عديده، حتى فتحت عينها بنعاس تنظر له لتجده وجهه قريباً جداً من وجهها يتأملها بتعابير أول مره منه ليدق قلبها بعنف وكادت تتحدث باستفهام لكنه إلتقط شفتيها يقبلها برقه محاوطاً خصرها بنعومه بينما هي كانت متشبثه بكنزته بقوه مغمضه عينها بعنف وكأنها أول مره تقبل بتلك الطريقه ألم تكن متزوجه؟ فصل القبله بأنفاس لاهثه وهو ينظر لها بتهدج وإلي موضع يدها بعدم فهم لما تلك التصرفات التي تفقده صوابه لما؟ ليعود لتقبيلها مره أخري برغبه ويده أخذت طريقها إلى ظهرها يمرر أنامله عليه بإغراء حتى بدأ بفتح سحاب فستانها بهدوء غير متجاهل إضطرابها وتشنجها بين يداه لكنه ظل مكملاً ونزل بقبلاته لرقبتها مكملاً نزع ثوبها لكنها شهقت وهي تبكي ليستفق هو من لذته ونعيمه مبتعداً وهو ينظر لها متعجباً بكائها هو لم يفعل شيء بعد؟.

لتعتدل هي بجلستها وهي تضع الملائه على صدرها بخوف وإرتجاف لاحظه بسبب سقوط نصف فستانها وهي تبكي برقه: أنا أسفه أسفه عارفه إن ده حقك ومقدرش أمنعك بس إديني شويه وقت بس شويه وقت..
ليأومئ وهو يمرر يده بخصلاته بضيق وهو يتحرك لدوره المياه لاعناً نفسه بسبب إقترابه منها لما إقترب من الاساس اللعنه على ذالك الاحراج هو ليس شهواني لعين لتتحكم به غرائزه؟.

بينما هي ظلت تبكي بالفراش وهي تهتز ذهاباً وإياباً تضم نفسها وتحدث مجدداً: هو مش زيه مش زيه مش هيعمل فيكي زيه مش هيعمل زيه..
بينما هو كان يقف تحت المياه مغمض عينه بقوه وعروقه بارزه بسبب الغضب اللعنه عليه هل تم رفضه بتلك الطريقه وعلى يدها متزوجه من قبل اللعنه اللعنه.

تذكر شعوره مجدداً وهي بين يداه لتعود الحراره لجسده مجدداً ليلعن وهو يحاول نسيان تلك الرقه اللعنه إن ظل هكذا سيقبل التراب الذي تسير عليه ولن يحبها فقط لكن لما كل هذا الخوف لما كانت خائفه لتلك الدرجه؟!.

ليخرج بعد بعض الوقت ليجدها مازالت على حالها شارده ودموعها لم تجف بعد ليطالع هيئتها مجدداً وهو يبتلع ريقه ثم تنهد وهو يمرر يده على وجهه بضيق وتحدث بهدوء: لو عاوزه تاخدي دش الحمام فاضي دلوقتي، لتأومئ له سريعاً وهي تلملم الملائه بسرعه هيستيريه وهي تركض للداخل ليتعجب لها أكثر فهي بها خطب بالتأكيد بها خطبٍ ما؟!..
جود وهو يرتدي سترته: يلا ي نوران الله..
نوران وهي تنزل راكضه: جيه جيه أهو مستعجل ليه؟

جود وهو يمسك يدها ليذهب: بقولك ماما إتصلت بيا وتعبانه ولازم أروحلها بسرعه..
نوران بشهقه: وبتقولي دلوقتي يلا بسرعه..
جود وهو يبدأ بالقياده: إنتي مش جيه معايا..
نوران بتساؤل: أومال واخدني فين؟
جود: هوديكي لماما تقضي معاها اليوم وهاجي أخدك بليل..
نوران برجاء: خليني معاك ي جود..

جود بهدوء: معلش ي حبيبتي مش هينفع وبعدين مش من إمبارح بتقولي ماما وحشاكي هوديكي أهو روقي بقي، أومأت بهدوء حتى وصل ليوصلها للأعلي وهو يرن الجرس..
جود لكي لايتركها حزينه: طيب مش هتجيبي بوسه دنا مش هشوفك طول اليوم..
نوران وهي تعانقه بحزن: خدني معاك أنا مش مطمنه..

جود وهو يربت على خصلاتها: مفيش حاجه هتحصل إنشاءالله هاتي بس إنتي البوسه؟، لتبتسم برقه ورفعت رأسها لكي تقبله لكن الباب فتح لتطل عليهم باسمه بتوتر لاحظته نوران وحدها..
باسمه بابتسامه مهزوزه: صباح الخير ي حبايبي إتفضلو..
جود بابتسامة: لا أنا جيبهالك وهاخدها بليل إشبعي منها بقي عشان مش هتتكرر كتير مع السلامه، وقبلها بهدوء وذهب للأسفل ليوقفه ذالك الرجل الذي إشتري منه الشقه..

=: جود بيه مقعدتش يعني؟ ده حتى عادل بيه فوق..
جود وهو يقطب حاجبيه: عادل بيه مين؟ أبويا؟
=: أيوه ي بيه ده لسه جي من نص ساعه بالظبط وطلع للست باسمه، أومأ جود وهو يفكر وإلتفت ليصعد للأعلي لكن الهاتف رن برقم والدته ليركض للسياره ويذهب لها سريعاً..
بينما بالأعلي تبعد ذهاب عادل مباشرة كانت نوران تسير بالغرفه ذهاباً وإياباً تفكر..

نوران بنبره متألمه وهي تحادث والدتها التي تنظر لها بحزن: جود لو عرف عارفه هيعمل إيه؟ أنا أول واحده هيسبها أنا إللي هخسر مش إنتي أنا إللي هخسره ي ماما ومش هقدر أعيش مش غيره مش هقدر..
باسمه بحزن وهي تهدأها: إهدي ي حبيبتي مفيش حاجه هتحصل ومفيش حاجه حصلت لكل ده؟

نوران باستنكار: مفيش حاجه حصلت؟ أومال هو كان هنا بيعمل إيه؟ جود لو كان دخل ولقاه كان هيقوله إيه عذره إيه سايب مراته تعبانه في البيت وقاعد هنا بيعمل إيه معاكي؟
باسمه بحده: نوران!عارفه إنتي بتقولي إيه؟

نوران وهي تمسكها من يديها برجاء: ماما عشان خاطري إبعديه عنك عشان خاطري عشان محدش هيسمح بأي حاجه هو بيفكر فيها محدش هيوافقله عليها ماما ده مش صغير عشان يتجوز تاني ويكون عيله عشاني إبعديه عنك ي ماما أنا حياتي هتدمر لو فضل متعلق بيكي أنا إللي هدفع الثمن..

باسمه وهي تهدأها: إهدي ي حبيبتي إهدي مش هسمح بده مش هيحصلك حاجه بس لازم تفهمي إن أنا مش بفكر كده مش عاوزاه مش عاوزاه يتجوزني ومش عاوزاه يفضل يحبني أنا بس كنت عاوزاه يساعدني ألاقي أحمد!
نوران بتعجب: أحمد!
باسمه وهي تأومئ ببكاء: أيوه أحمد اخوكي مش ميت مماتش أنا متأكده ولو طلع فعلاً لسه موجود هيطلع شهاب..
نوران وهي تهز رأسها باستنكار: شهاب! بتاع إمبارح؟

باسمه وهي تزيل دموعها: أيوه هو ده فاكره السلسله إللي كنت ملبسهاله يوم الحدثه كان لبسها وميعرفش حاجه عن الصوره إللي جواها ولامكان الزرار حتى بس أنا فتحتها وشوفت صورتنا إحنا الاربعه هو أحمد ولو كل الناس هتكذبني أنا مش هكذب قلبي إللي عرفه أول مشافه..
نوران بتيه: يعني إيه؟

باسمه بحزن: يعني أخوكي لسه عايش وأنا كنت بطلب مساعدته بس مش أكتر والله عمري م أفكر أعمل حاجه زي كده أو أخطفه من مراته وعيلته ده جود إبني إللي مخلفتهوش ي نوران إزاي أعمل معاه حاجه زي دي؟
نوران وهي تبكي: بس أنا خايفه!
باسمه وهي تعانقها بحنان: متخافيش إنشاء الله كل حاجه هتبقي كويسه كل حاجه هتبقي كويسه تفائلي خير..

كان فراس وألين يسيرون بإحدي المتنزهات الخاصه للأطفال بابتسامة فبعد ذهابهم للطبيب وتفاجأها أنه طبيب من أجلها هي لكي تتطمئن على صحتها وصحه طفلها الذي أكمل ثلاثه أسابيع فقط اليوم طلبت أن يسيرون قليلاً تحت سخريه فراس منها فهو أخبرها صباحاً لكنها رفضت وتتحدث الان وكأن هذه فكرتها..
ألين وهي تهتف بسعاده: فراس أيس كريم!
فراس وهو يلتفت مأكداً: أه أيس كريم!
ألين وهي تدفعه للأمام: روح هاتلي طيب..

فراس بضجر: متذوقيش طيب..
ألين وهي تقبل وجنته بابتسامة: سوري روح بقي..

فراس بتهديد: إدلعي إدلعي ماشي، وتوجه إلى هناك يعبر الطريق وتركها على الطريق الاخر لتراقبه بابتسامة حتى لفت نظرها طفل صغير يركض وخصلاته تخفي نصف وجهه بسبب نعومتها يبدو أنه يركض وراء هرته التي ركضت بمنتصف الطريق وسط السيارات وهو خلفها، فشهقت بخوف وهي تلوح له لكي يبتعد لكنه لم يراها بل كان يبتسم وهو مكمل ركضه حتى هتفت بإسم فراس بصوت مرتفع لكنه لم يسمعها فهو يحادث بائع المثلجات الان، لتركض هي إلى الطفل قبل أن تضربه السياره..

ليدوي بعدها صوت إحتكاك إطار سيارة بالأرضيه بعنف لتسقط المثلجات من يد فراس بجانب قدمه ليتأفف بضيق: هو يوم فقر أصلاً معلش ممكن تجيب إتنين تاني، ولف وجهه للجهه الاخري ليهتف به بائع المثلجات لينظر له مجدداً وهو يأخذهم من يده وعاد مجدداً لكنه وجد ضجيج يبدو أنه حادث سياره والجميع ملتم حولهم ليحاول الرؤيه وهو يبحث عن ألين لتتوسع عيناه وتسقط المثلجات من يده عندما رأي جسدها ممد أمامه غارقه بدمائها..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة