قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل السادس والأربعون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل السادس والأربعون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل السادس والأربعون

لتشهق نوران بقوه وهي تسقط أرضاً على ركبتيها فهي تعلم ما سيحدث؟.
عادل بتوتر: أنا، أنا..
لتقاطعه باسمة وهي تتحدث سريعاً: كان بيساعدني ألاقي إبني، أيوه ي جود شهاب إبني وأخو نوران..

ليقطب حاجبيه بعدم فهم لكن عادل تحدث بحده: أظن إن كفايه كده ولازم يعرف مش هخبي أكتر من كده، جود أنا وباسمة بنحب بعض ومش من دلوقتي من زمان المفروض كانت هي إللي هتبقي مراتي بس أهلي موافقوش عشان كانت فقيره ف إختارولي واحده من مستوايا وكانت والدتك، نظر له متصنماً فهو كان يعلم أن هُناك خطباً ما فوالدتة ليست سعيده..
جود ساخراً: والمفروض إن إنت جي ترجع حبك بعد السنين دي كلها؟!.

عادل بحزن: أنا عمري مظلمتها وحسستها إنها مش مرغوب فيها بالعكس أنا بحبها ولو مكنتش بحبها مكنتش خلفت منها متظلمنيش عشان أنا إستحملت كتير..
جود بتهكم: بتحبها؟ عشان كده هنا؟ بعد كل السنين دي مقدرتش تنساها؟ طيب مفكرتش فيها دلوقتي هي عامله إيه وإنت قاعد هنا تحب؟.
عادل بترجي: جود الكلام مش هيغير حاجه أنا بحبها وهفضل أحبها ومش هبعد عنها تاني..

نظر لها بكره من كل قلبه لكنها رأت الألم أيضاً بعينه ليتحدث: إنتي؟! أنا أعتبرتك أمي الثانية! وهي أعتبرتك أخت ليها ليه كده؟! إنتي عارفه لو مكنتش عارفكم كويس كنت قولت إنكم نصابين هي الإبن وإنتي الاب، ليكمل بألم: بس المشكله إني عرفكم كويس ليه كده؟!

مبسوطين إنتو دلوقتي؟، ثم سخر وهو ينظر لها: هااا ي نوران ماما هتلاقيها دلوقتي نايمة! إيه ده بتعيطي ليه؟، ثم رفعها بيده وهو يتحدث ساخراً: بتعيطي ليه مش تباركلي ل ماما أخيراً حبيبها رجعلها بعد ثلاثين سنه! ودفعها عليها لتسقط بأحضانها لتبكي أكثر وهي تنظر لها بلوم فحياتها قد تدمرت الان..
باسمة برجاء: متظلمهاش ي جود هي معملتش حاجه..

جود بحده: عملت وهي عارفه عملت إيه كويس؟ ثم نظر لها وتابع بنبره متألمه: قولتلك إني بسقط من نظر نفسي ومع كده وفنفس اليوم كذبتي عليا وكنتي تعرفي قصتهم وبرضه خبيتي عليا ومقولتيش إنتي إللي عملتي ف نفسك كده مش أنا!، ثم تابع وهو ينظر لهم: الظاهر كده إن إنتو متعرفوش أمي بالنسبالي إيه؟ متعرفوش؟، ثم تنهد مكملاً: على العموم بنتك عندك مش عايزها وهدومها هتجلها لحد عندها وهطلقها بس بمزاجي ولو عايزه تيجي الشغل عادي بس خليكي عارفه إنك مش هتبقي غير موظفه زي أي حد عندي، وخليكم عارفين إنتو كمان إني عمري ما هسمحكم، ولو أمي حصلها حاجه تعتبرو نفسكم ميتين بالنسبالي عشان لو حضرتك كنت جنبها دلوقتي كانت هتستنجد بيك ومكنتش طلبتني أنا ومكنش كل ده هيحصل بس معلش كان لازم أعرف منا مش هفضل مخدوع فيكم أكتر من كده، وتركهم وغادر لكنه توقف أمام الباب وإلتفت يحادث باسمة بحقد: وزي ما حصلك زمان هيحصلك تاني بس ف بنتك، وصفع الباب خلفه وذهب..

بكت بصوت مذبوح محادثه والدتها: أنا مش قولتك مش هيسامحني هعمل إيه دلوقتي أنا مش هقدر أعيش من غيره مش هقدر، ثم إنتفضت من حضنها مبتعده عنها وتحدثت بهيستريا: إنتي السبب إنتي السبب ومش هسامحك مش هسامحك، ووقفت لتذهب لغرفتها ولكن قبل وصولها سقطت فاقده للوعي..

بينما هو كان يجلس بالسياره بالأسفل يبكي؟ هذا قليلاً على مايشعر به الان، فهو قد أحبها من كل قلبه ولم يرد أكثر من حبها له إن طلبت منه نجمه من السماء لم يكن ليتأخر عنها لكنها صفعته بدون رحمه، والأخري التي أحبها أكثر من والدته حتى هي السبب ف تعاسه والدته طوال تلك السنوات، ووالده الذي لا يخطئ أصبح يتحدث عن أخطائه بكل وقاحه ولا يهمه شيء، هو ماذا يفعل الان هو يشعر بالقهر منهم جميعهم لما الألم يأتي دائماً من أقرب الناس إلى قلبك لما؟ فالألم عندما يأتي منهم لا يكون ألماً! بل يكون تحطيم كمصل حاد غرز بقلبك أردتك قتيلاً، وأحياناً يتحول لحقد يدمر صاحبه ومن حوله، ليستيقظ من شروده مزيلاً دموعة بعنف ساخراً من نفسه فهم لا يستحقون، ليبدأ بالقياده لمنزل والدتة، وبعد وصوله تصنم وهو يترجل من السياره عندما رأي حشد من الصحافه يقفون أمام المنزل وسياره الاسعاف تقف ليركض إلى الداخل متخطي كل هذا الحشد ليجد والدته ساقطه بوجه شاحب والدماء تغرق فمها الخدم حولها يناظرونها بقلق ليصرخ بعنف بهم وهو يركض إليها: إنتو بتتفرجو ي حيوانات بتتفرجو، ليتحدث أحدهم بخوف: والله ي جود بيه هي إللي رافضة تتحرك غير لما حضرتك تيجي..

جود بخوف وهو يرفع رأسها على قدمة: ماما ماما أنا هنا، لتبتسم له بوهن ثم فقد الوعي ولا يعلم أوعيها أم حياتها، ليحملها بهلع راكضاً لسيارة الأسعاف..

بينما لدي ألين كانت تتقلب بالفراش بتملل حتى فتحت عينها لكنها لم تجد فراس بجانبها و لا يوجد صوت بدوره المياه هل ذهب للعمل دون أن يقبلها إنتصبت جالسة بملامح حزينة لكنها تبدلت لإبتسامة وهي تتذكر أمس فهو كان يوماً جميلاً بالنسبه لها فهي قضته بالفراش وفراس لم يفعل شيء سوي تدليللها فجلب لها الطعام بالفراش ثم جلب لها المثلجات ليتناولوها معاً تحت مزحاتة ومشاكستة لها وخجلها اللطيف الذي يفقده صوابة فكانت أمسية رائعه حتى غفيت بحضنه كطفله وجدت ملجأها أخيراً..

نظرت بجانبها على الكومود لتجده تاركاً لها الهاتف وبجانبه ملاحظه وورده حمراء، لتبتسم ملتقطه الورده أولاً لكنها تأوهت بألم بسبب بروز بعض الأشواك التي نغزتها وقد أخرجت بعضاً من الدماء من أصبعها لتمسكها بإنتباه ثم إلتقطت الورقه لتضحك وهي تقرأها: مكنتش هسيب ورده عشان عارف هتخديها قبل الملاحظة وهتتعوري يلا ي مجنونه على الحمام عشان الجرح..

لتضع قدمها بالأرض ذاهبه لكنها شعرت بشيء تحت قدمها لتجد ورقه أخري وورده بيضاء لتأخذ الورقه أولاً تقرأها بابتسامة عاشقة: شطوره بس دي مفيهاش شوك دي بيضة ونقيه زي قلبك بالظبط، لتأخذها بسعاده متوجهه لدوره المياة لتشهق بسعاده عندما وجدت حوض الاستحمام مليئ بالورود تنبعث منه رائحة طيبه.

ثم إبتسمت بعشق عندما نظرت إلى المرأه لتجده نقش علية بأحمر الشفاه: صباح الخير بقي، لترد عليه بخفوت: صباح الجمال، لتكمل قرائه: سمعتك على فكره، لتضحك وفقط تمنت لو هنا لأغرقته بوابلٍ من القبلات، أكملت وهي تنظر على كل حرف نقش أمامها وكأنه هو من يلقيه عليها: كان لازم أروح الشغل بس وعد هاجي بدري عشانك وإنتي عارفه قلبي الطيب مقدرتش أصحيكي عشان تاخدي بوسه بس سبتهالك هنا، لتنظر للمرأه بتركيز لتجد بزاويتها بالأسفل شفتين تم طبعمها هُنا، لتضحك بعدم تصديق وهي تضع يدها على فمها لقد وضع أحمر شفاه فقط ليفعل هذا؟ كيف ذهب فهو لايزول بسهوله؟! لتهتف بعشق: مجنون..

نظرت حولها بسعاده ليلتقط نظرها باقه ورود بيضاء تم إخفائها جيداً لتستنشقها بسعاده حتى سمعت رنين هاتفها فركضت للخارج سريعاً متأكده أنه هو، لتتسع إبتسامتها عندما وجدته هو لتضعه على أذنها سريعاً: بحبك، بحبك بحبك، ليصل لمسامعها صوت ضحكاتة الرجوليه لتصمت تستمع لها بقلب يدق بعشقه حتى إنتهي ليتحدث بحنو: عجبك الورد؟
ألين بسعادة: إلا عجبني يجنن، بس إنت عرفت كل ده إزاي وعرفت منين إني صحيت؟

فراس بدرامية: قلب الام بقي..
ألين بحزن: وحشتني..
فراس بحنان: وإنتي كمان، هرجع بدري وعد، أومأت بحزن وكأنه أمامها، لتتذكر شيء لتحدثه بابتسامة: فراس عملت إيه ف الروج؟
ليتنهد وهو ينظر للمرأه التي أخذها من مساعدتة يراقب شفتيه بضجر: عمال ألحس فيها مش راضي يروح، ليصل لمسامعه قهقهاتها الناعمة: ماشي ماشي إضحكي..
ألين بعبث: لو كنت موجود وإدتني بوسه هيروح!

فراس بمشاكسة: بجد! طيب هنادي سهي دلوقتي وهغرقها بوس، ليبعد الهاتف عن أذنة واضعاً يده عليها بألم بسبب صراخها به: ليه كده ي ألين بس؟.
ليسمع شهقه هربت منها هل تبكي؟ ليحدثها بتعجب: ألين إنتي عبيطه أنا بهزر ألين؟!، لكنها أغلقت الخط بوجهه ليعاود الاتصال بها أكثر من مره لكنها لم ترد ليلعن نفسه فبعد إن أضحكها أبكاها ليجفله دخول سهي..
سهي بتعجل: الاجتماع ي فندم..
فراس بضجر: هروح إزاي دلوقتي..

سهي بقله حيله: بس ده مهم وإتأجل أكتر من مره؟
فراس بضيق: طيب روحي أنا هحاول أغسله وجي..
ودلف لدوره المياه وخرج بعد الوقت واضعاً يده على شفتيه بألم فهو كان ينتقم من نفسه لكنه أزاله بطريقه أو بأخري وتوجه للأجتماع بعقل شارد بها فبالتأكيد مازالت تبكي الان..

بينما هي جففت دموعها بظهر يدها بعنف بسبب مزاحه الثقيل بالنسبه لها نظرت لباقه الورود بغضب وكادت تلقيها لكنها وجدت هاتفها يرن لتظفر ظناً أنه هو مجدداً فهي ستعاقبه حتى يأتي مبكراً لكن خطتها ذهبت هباءاً عندما وجدته جود، قطبت حاجبيها وهي تلتقطه لتتحدث لكن حديثه أسكتها لتتوسع عينها بخوف وسقطت الورود من يدها لتركض للخارج دون أن تعبئ بمظهرها ولا ملابسها المكونة من بنطال منزلي وكنزه خفيفه ذات حمالات رقيقه وخرجت من المنزل لتركض على درج ولم تنتظر المصعد بل أكملت حتى وصلت لبوابة البنايه لترتطم بصدر أخر شخص من المفترض أن تراه ليرمش هو بتفاجئ وهو يري ملامحها تحت ضوء الشمس عينها، رموشها، وجنتها، شفتيها، ليتحدث بتيه: إيه ده؟، لكنها لم تنتظر وأكملت ركضها وأوقفت سيارة أجره وذهبت بينما هو توجه للداخل وهو مازال تحت تأثيرها وعبقها مازال عالقاً بأنفه، ولما قلبه يدق هكذا ليهز رأسه بنفي فهو لن يعاود الكره مجدداً لن يحدث هذا..

ليحدث نفسه بهمس: لا، مش هتحصل ولو أخر واحده مستحيل، ليصعد بضجر من المفترض أن ينتقم من زوجها لا أن يقع بحبها! ولكن أليس الوقوع بحبها وخطفها منه إنتقام؟!.
وصلت للبناية أخيراً وكانت قد فترت من كثره البكاء فوالدتها بالمشفي بين الحياه والموت الان لتتحدث للسائق برجاء: أنا مش معايا فلوس بس جوزي صاحب الشركه إستني هجبلك فلوس وهاجي على طول والله..

ليتنهد الاخر: روحي يبنتي شوفي حالك روحي وإستري نفسك بأي حاجه، لتنظر لنفسها وشهقت ف فراس سيقتلها، لكنها نظرت له بإمتنان: شكراً أوي..
ترجلت من السيارة لتدلف لمدخل الشركه لكنها لا تعلم بأي طابق لتوقف أحدهم: لو سمحت فين مكتب فراس..
ليرد عليها بتهكم وهو يطالع هيئتها: فراس حاف كده..
لتحدثه برجاء وهي تبكي: لو سمحت فين المكتب..

ليهدر بسخريه: يلا ي ماما من هنا شوفي مين خد هدومك، لتصرخ به بإنفعال جذبت الانظار لها: بقولك فين مكتب فراس..
ليرفع يده بإنفعال وهو يكاد يصفعها بعنف لكن يده ظلت معلقه بالهواء بسبب أن أحدهم الذي أوقفه: إنت إتجننت دي مرات فراس بيه؟، ليشحب الاخر هو ينظر لها مجدداً فهي جميله لكن الملابس ليست جميلة لكي يصدق، لتحدث الاخر ببكاء تعجب له: فين مكتب فراس؟ ليتحدث بهدوء: أنا هوصلك ليه حضرتك هو ف إجتماع دلوقتي..

ألين وهي تنفي بهستيريا: لا، لا. أنا عايزاه مش هتكلم عايزاه هو فين الاجتماع أنا هرحله..
=: طيب إهدي أنا هاخدك ليه إتفضلي، أومأت وهي تسير معه، ليوقفها الاخر بتردد: أنا أسف..
لكنها لم تلتفت حتى لتجعله يقف على أعصابه فإن علم فراس ربما يطرده..
=: ده المكتب ي فندم ف، لكنها لم تنتظر أن يكمل وركضت للداخل..

بينما فراس كان شارداً طوال النصف ساعه الماضيه بها لتهتف به سهي عندما لاحظت ضيق الجالسون منه: فراس بيه، ي فندم، لكنه لم يرد بل جفل عندما وجد الباب يصفع وألين تقف أمامة تبكي وحالتها مذريه ليقف فارغ الفاه ولم يتحرك بل تحجر وهو يراها هل كل هذا بسبب حديثة، ليقع نظره بالصدفه على أبانوب ذاك الذي يتأكلها بنظراته، لتكون تلك إشاره ليهرول لها بغضب لكنه تحول لقلق عندما رأي دموعها، ليزيلها إبهامة بحنان ليسألها بقلق: مالك ي حبيبتي بتعملي إيه هنا؟!

وكان ذالك بمثابه أذن لها لتنفجر بالبكاء لتتحدث وهي تشهق: ف، فراس، ماما، في المستشفي جود إتصل بيا قالي وأنا مقدرتش أروح من غير م أقولك عشان عشان، لكنه هدأها وهو يعانقها بحنان: هشش إهدي إهدي هنروحلها إهدي، وأخذ يربت على ذراعيها لكي تهدأ لكنه لاحظ إرتجافها وبروده بشرتها ولاحظ ثيابها! ليرفع نظره لها يتحدث بتعجب: ألين إنتي!.
لكنها قاطعته متأسفه مستمره بالبكاء: أنا أسفه مختش بالي غير لما وصلت هنا..

لكنه هدأها مجدداً وهو يربت على خصلاتها: خلاص إهدي إهدي، وخلع سترته وضعها على كتفها وهو يعانقها بحنان ثم إلتفت يعتذر عن الاجتماع..

سهي بإعتراض: بس ي فندم، لكنه رمقها بتحذير معيداً: يتلغي ده إللي عندي، وأخذها وخرج، ليمرر أبانوب يده على ذقنه متحدثاً بهمس غير منتبه لجميع الجالسين معه: عنده حق يلغي الاجتماع ويفضل قاعد جنبها كمان أنا لو معايا واحده زيها مكنتش سبتها لحظه، ليفيق من شروده عندما وجد الجميع صامتاً لينظر لهم بابتسامة متكلفه ليقع نظره على سهي التي ترمقه بحده ذالك المتبجح لكنه لم يعطها إهتمام وذهب.

بينما بالخارج أوقفهم ذالك الموظف الذي ساعدها هنا ليتحدث بأسف: بجد إحنا أسفين على إللي حصل منه هو مكنش يقصد..
فراس بتساؤل: هو إيه إللي حصل؟
ليتوتر الاخر هي لم تخبره ليتوقف عن الحديث مفكراً قليلاً ليجفله فراس بحده: حصل إيه؟
ليتحدث الاخر بتلعثم: هو، هو..
فراس بحده: خلص إنت لسه هتهوهو؟
ألين برجاء: فراس مش ضروري مفيش حاجه حصلت..
فراس بإصرار: حصل إيه؟

=: الصراحة ي فراس بيه لما ألين هانم جت تحت محدش إتعرف عليها تحت وفي واحد من الموظفين تطاول عليها، لتسود عيناه بغضب وهتف مزمجراً: عملها إيه؟
=: رفع إيده وكان هيضربها بالقلم، بس أنا لحقته قبل ميعمل كده..
فراس بنبره جهوريه: مين ده هتهولي، أومئ له وذهب ليمسك معصمها وهو يرمقها بحده وأخذها خلفه..

بينما ببهو الشركه بالأسفل كان يقف ينتظره وعندما رأه ضم قبضته بقوه وتمني لو يشبعه لكمات الان لكنه موظف لديه بالنهاية..
ليتقدم هو بخجل: فراس بي، لكنه قاطعه بحده: إعتذر دلوقتي..

لتنظر لتعابيره النادمه فهو سيحرج إن فعل لتحدثه برجاء: فراس أنا مش زعلانة هو عنده حق أنا شكلي مش لطي، لكنه رمقها بحده لتبتلع بقية حديثها وتصمت، ليتحدث بندم: أنا أسف، ليتقدم منه فراس ثم جزبه من ياقته بعنف وتحدث: أنا مِحترم إنك من الموظفين بتوعي ومش هعملك حاجه وهكتفي بفصلك بس إنت مرفود..

لكنه تحدث برجاء: أنا بجد أسف بس بلاش الفصل أنا محتاج الشغل جداً، ي مدام قل، لكنة لكمه بعنف ليترنح للخلف وهدر بغضب: ملكش دعوه بالمدام..

لتحدثه برجاء وهي تمسك ذراعه: فراس، عشان خاطري متفصلوش عشان خاطري عشان خاطري، ليظفر بضيق وهو ينظر لتعابيرها المترجية وبالتأكيد لن يرد طلبها لكي لا تحزن وأيضاً بسبب كل ذالك الحشد الذي يشاهد مايحدث ليلقي عليه نظره حاده أخيره وتحدث بضيق: تقدر تفضل، وأخذها وذهب ليتنفس الاخر الصعداء فكان على وشك أن يكون عاطلاً الان ليتفاجئ بصفعه من صديقه: تستاهل عشان تبطل تدخل نفسك ف كل حاجه، ليظفر بضيق وهو يعدل ثيابه ثم صرخ بالحشد الذي يشاهده: بتتفرجو على إيه؟ كل واحد على شغله!، ليقهقه صديقه فهو لن يتوقف عن فعل هذا..

بينما بالسيارة كان يقود بسرعه يقبض على المقود بعنف وهو يحاول أن يظل صامتاً يكفي حالتها لكنه لم يستطع ليصرخ بها بعصبيه جعلها تنتفض: مقولتليش ليه؟! لكنها لم ترد عليه بل بكت برقه وهي تضع يدها على وجهها ليتوقف بجانب الطريق وتحدث برجاء: كفايه عياط إنتي متعبتيش؟!
لتتحدث بإنفعال وهي تشهق: عشان إنت مش حاسس بيا جيالك بقولك ماما في المستشفي ومش عارفه حالتها عامله إزاي وإنت واقف بتتخانق!

فراس بحده: أومال عايزاني لما أعرف إنه كان هيمد إيده عليكي أسكت؟
ألين بإنفعال: ومحصلش خلاص..
أدار محرك السيارة وهو يتحدث بتهكم: ده ف المشمش بقي، وإنتطلق للمشفي بسرعه متسابقاً مع الرياح..

وصل أخيراً ليقومو بالسؤال بالاستقبال ليخبروهم برقم الغرفة ليتوجهو إلى هُناك سريعاً، لتصل إلى الغرفه وأخيراً لتدلف بهدوء وفراس خلفها لتجد جود يجثو على ركبتيه أمام الفراش الذي ترقد عليه والدتها يمسك يدها بين يداه لتربت ألين على كتفه بهدوء ليرفع نظره له بعيون محمره دلاله على البكاء وفقط همس بكلمتين: إتأخرتي أوي ي ألين..

لتشحب وهي تنظر له لتأخذ يدها من يده تستشعر برودتها لتهز رأسها بنفي لتربت على وجنتها بهستيريا وهي تبكي: ماما، ماما، إنتي بتهزري صح؟، جود بيهزر و إنتي موجوده مروحتيش ف حته ماما؟ لا لا مش هتسيبيني بالطريقه إفتحي عينك ماما ي ماما، لتلقي برأسها على صدرها وهي تنتحب فهي ماذا ستفعل؟ دون أم؟، لترفع رأسها مربته على وجنتها برقه ومحتضنه يدها جهه قلبها تلقي عليها النظره الاخيره وهي تبكي لكي تودعها وإلي الأبد، أو حتى تذهب هي إليها!

جثيت على ركبتيها مقابله لجود تضمه إليها بحنان ليكي يهدأ ويجعلها تهدأ معه لكنه بكي بقوه أكبر لتبكي معه ليتشبث بها فهي المتبقيه لديه الان لقد خسر الجميع هي فقط من لديه الان، لتترقرق الدموع بعين فراس وهو يراقبهم بحزن فلا شيء مؤلم أكثر من فراق الأم..
ليرفع جود رأسه وهو يقطب حاجبيه مبتعداً عنها عندما تذكر حديث والدته فليس هم من كذبو عليه فقط بل هي أيضاً: إنتي حامل؟!

نظرت له بتفاجئ ولا تعلم ماذا تقول ليعيد مجدداً: إنتي حامل؟، لتأومئ بخفوت ليصفع يدها عنه بعنف ليحدثه فراس بضيق: براحة عليها..
ليهدر جود بحده وهو ينظر له بكره: ملكش دعوه فاهم ولا لا؟، لتنظر ألين إلى فراس برجاء لكي لا يتشاجرو ليأومئ لها بحزن فهو مقدراًحالتة ليترك الغرفه وذهب ليشاهدهم من الخارج ليخرج هاتفه يحادث والدتة وعندما سمع صوتها فقط أردف بحنان: أنا بحبك أوي، ربنا يخليكي ليا..

هاله بابتسامة: وانا كمان بحبك ي حبيبي بس مالك..
ليتنهد وهو يقص عليها ماحدث ويعلم أنها ستصاب بالهلع من أجل صديقتها...
بينما لدي نوران كانت ممدده على الفراش شارده بما حدث حتى أجفلها دخول والدتها الغرفه تتحدث بوجه شاحب: نوران، إلحقي..
ألين برجاء مستمره ف البكاء: جود إنت مش هتبصلي جود..
جود بنبره متألمة: كنتي خايفه أحسدك؟ لو عرفت؟

لتكوب وجهه وهي تنفي: لا، والله مش كده كل الموضوع إن فراس ق، ليضحك الأخر بسخرية مكملاً: فراس! كل حاجه فراس؟ عارفه ي ألين إنتي مبتحبيش حد ف حياتك غير فراس، عمر محد هيوصل لمكانة فراس ف قلبك حتى أنا!
ألين بنفي: جود إسمعني عشان خاطري كل الموضوع إن أنا لسه ف أول الحمل وجالي نزيف مرتين، هو بس قلي لما أطمن إن أنا كويسه أقولكم وأفرحكم مش أكتر من كده والله مستحيل أفكر بالطريقه دي..

ليبعد يدها عن وجهه: لا فكرتي لما مقولتليش، إنتي متعرفيش أنا كنت هفرح قد إيه، ثم إبتسم متذكراً ساخراً من نفسه: فاكرة لما كنتي بتقوليلي على كل حاجة؟، ثم ضحك بسخريه مكملاً: حتى ف دي مكنتش كل حاجه؟نسيت إن أي حاجة خاصه بفراس بتبقي سر بالنسبالك حتى عني، زي معرفت إنك كنتي بتحبيه برضه من زمان معئني سألتك قبلها وأنكرتي؟ عادي عادي إتعودت منك على كده بس مش للدرجة دي؟ أنا مكنتش أعرف إن فراس هيفرقنا بالطريقة دي مكنتش أعرف، مش كفايه إنك أول مرجعتي مكملتيش تلت شهور وإتجوزتي خدك مني وبعدتي عني، جيه إنتي بقي تكمليها عليا؟!

ألين برجاء فهي أرهقت يكفي: جود إفهم أنا مقولتش لحد غير ماما لما عرفت إن هي تعبانة مقدرتش مقلهاش محدش غيرها يعرف..
جود بجمود: ودي مش مشكلتي، لو كنتي عايزه تقولي كنتي قولتي؟ ثم قبض على معصمها وكأنه يذكرها: أنا أخوكي عارفه يعني إيه يعني أبوكي التاني، أه معلش أصلي نسيت إنك مبقتيش تعتبريه أبوكي من ساعه مغصبك ترجعيله مش كده؟

ألين برجاء وهي تبكي: جود إنت ليه بتعمل كده ليه؟ أنا لو مكنتش إتجوزت كنت إنت إتجوزت وسبتني! إنت دلوقتي متجوز وبتحب مراتك إيه الشكله؟ أنا جيت إشتكيت؟
ليكمل هو بقهر من أعماقه: ومش هتشتكي عشان مش بتيجي تحضنيني تروح هي تخطفني من حضنك وتبصتلك بقرف كأنك واحده من الشارع عرفتي الفرق؟ مش بتغير عليا منك عشان إنتي أختي عرفتي الفرق؟ثم أكمل بصوت متحشرج متألم: لو خيروكي بيني وبينة هتختاريه ي ألين من غير متفكري..

شهقت وهي تبكي معانقه إياه بقوه: ليه بتقول كده أنا بحبكم إنتو الاثنين، إنت أخويا من قبل معرفه أصلاً كبرت معاك وضحكت معاك وزعلت معاك كل حاجه كانت معاك إنت إزاي تفكر ف كده مش هسمح لحد يخيرني بينكم عشان مش هقدر أعيش من غير حد فيكم..

ليبكي هو وهو يضع يده على قلبه المحطم بسبب مايشعر به من خذلان وحزن تحدث بقهر أول مره تراه به: أنا خسرت كل حاجه ي ألين خسرتهم كلهم ومكنش فاضل غيرك إنتي وماما، ثم نظر لوالدته الراقده وبالتأكيد تعلم مايحدث لأطفالها الان ليكمل: خسرتها هي كمان، مفضليش غيرك بس إنتي خذلتيني زيهم بالظبط، أنا مش عايزكم مش عايز حد ف حياتي مش عايزكم..

لكنها أمسكت يده برجاء وهي تبكي بهستيريا: جود عشان خاطري أنا مش مستحملة أي حاجة ومحتجالك جنبي متسبنيش..

لكنة أبعد يدها وتحدث وهو يقف: هو معاكي وهينسيكي كل حاجه متخافيش، ومتتعبيش نفسك عشان دي كانت أخر حاجه قلتهالي، قالتلي متزعلهاش عشان حامل، ثم أكمل وهو يشدد على كل حرف: متزعلهاش عشان كانت عارفه إن أبوها بيحب أم مرات إبنة، متزعلهاش عشان عرفت إن أمها كانت عايشه تعيسه ف حياتها ومحدش قدملها الحب، متزعلهاش عشان متحسش بالندم! متزعلهاش عشان خبت عليك وسكتت عشان متتقصرش على أساس إن أنا كده متقصرتش؟!، بتعيطي؟ إنتي أنانية أوي على فكره..

لتصرخ به بإنفعال: عايزني أقولك إيه؟ أقولك حاجه هتدمر حياتك وأنا شيفاك سعيد هتتبسط لما تدمرها..
جود ببرود: هي خلاص إدمرت مش محتاجة كده كده كان هيحصل بس إتأخرت شويه بفضلك طبعاً بس للأسف خسرتيني أنا كمان..
ألين بحده: جود، متتصرف بالطريقة دي دي حاجة حصلت زمان ومتعاقبهاش عليها..

جود بتهكم: لو مكنتش تعرف كان ممكن لكن كانت عارفه وأبوكي كان بيرحلها البيت ي ألين وهي برضه كانت عارفه، أكمل بحده وعروقه برزت بشده بسبب شعوره: إنتي عارفه أنا قبل مجيلك كنت فين؟ كنت بوديها لمامتها لقيته هناك هناك ي ألين و قاعد سرحان ف عينها ومش حاسس بحاجه حواليه؟ وماما بتموت في البيت وهو بره معاها حتى إنها متصلتش بيه هو وكلمتني أنا عايزاني بقي أسمي عليهم؟ ثم ضحك وهو يمسكها من معصمها يهزها بعنف محدقاً بعينها: إنتي مش مستوعبه إنها ماتت مش كده؟ مش مستوعبه إنك مش هتشوفيها تاني، مش مستوعبه إنك طول حياتك عايشه ومش حسه بيها ولا عارفه هي عانت قد إيه؟

عشان إحنا أنانيين وبنحكم بالمظاهر ماما بتضحك تبقي ماما حلوه مش كده؟ لكننا منعرفش كانت مخبيه إيه جواها عشان راجل بجح وبكل بجاحه بيقولي ف وشي متحاولش الكلام مش هيغير حاجه أنا بحبها مش هسبها! بيقول لإبنة كده ومقدرش قهرتي على أمي وهو قاعد معاها هناك!، أعمل بقي إيه أرجعها؟ على جثتي إن ده يحصل على جثتي..
وتركها ليغادر لكنها أمسكتة من يده وتحدثت برجاء: طيب أنا عملت إيه؟ أنا أستاهل منك كل ده؟

إبتسم لها ثم ربت على وجنتها: متستاهليش ولا حد يستاهل أنا إللي إنسان مش طبيعي، وتركها مجدداً ليقاطعم دلوف هاله وهي تركض بخوف: في إيه مالها هي فين وإنتي بتعيطي ليه كده؟ مش الدكتور قال غلط عليكي؟، لتنساب دموعها أكثر مغمضه عينها وهي تهز رأسها فهو لن يسامحها وقد منحته سبباً الان..

ليحدثها بسخرية: ماما بس إللي تعرف مش كده؟! شكراً ي ألين، وترك الغرفة لتنهار ساقطه على الارض تبكي فهو لن يسامحها لتعانقها هاله بحزن وهي تنظر لرفيقه ضربها متذكره لحظاتهم معاً لتنساب دموعها بصمت وهي تعدها أنها ستكون أماً جيده لإبنتها..
بينما هو توجه للخارج من أجل أن يبادر بتحضير مراسم الدفن لتقابلة نوران أمام الغرفه وهي تبكي ليمسكها من ذراعها بقسوه وهدر بعنف: إنتي إيه إللي جابك هنا؟.

نوران وهي تحاول إلتقاط أنفاسها: ج، ج، جود، إسم لكنه قاطعها مزمجراً بغضب: تقدري تقولي للهانم إنها ماتت وسبتهولك إشبعي بي ودفعها لتسقط أرضاً بقوه لتصرخ بألم لكنه لم يعبئ بها وتركها وذهب كل هذا تحت أنظار فراس الذي تعجب لذالك العنف والقسوه؟ لكنه هرول لها سريعاً يساعدها بالوقوف ليلتفت جود بذالك الوقت ليعود إليه بملامح متهجمة ثم لكمة بحده لتسقط مجدداً، وتحدث بغضب وهو يقبض على ياقتة: مراتك دي عشان تلمسها؟ أختك؟ حتى لو أختك متلمسهاش عشان بقت مراتي وملكي أنا إنت فاهم؟!، ودفعه بعنف ليترنح للخلف وهو ينظر لأثره بذهول هو ماذا فعل ليلكمة ولما كل هذا التهجم؟ هل له علاقة به عندما يأخذ ألين من أحضانة؟

لتقف نوران بترنح وهي تدلف للغرفه تحت نظرات فراس المتفحصة لحالتها بالتاكيد هُناك شيئاً حدث، لتتقدم لتقف أمام الفراش وهي تبكي بإنهيار ثم أمسكت يدها وهي تهتف بندم: أسفه، أسفه، فهي لن تجد منها سوي الوجه البشوف والحنان ولم تجرحها لمرةٍ قط، لتنتفض بخضه عندما وجدت يد تنزع يدها من يدها وتبعدها بضعف ولم تكن سوي ألين التي تحدثت وهي تبكي بحرقه: إنتي جيه ليه؟ جيه ليه؟ أنا خسرت أخويا بسببك عشان أداري عليكي وجوازكم ميدمرش بس أنا إللي خسرتة ف الأخر وخسرت أمي إللي أكيد ماتت مقهوره وهي عارفه كل حاجه بتحصل حواليها، حرام عليكم ليه كده؟، لكنها لم ترد فقط شهقاتها هي من تسمع بالغرفة تريد التحدث لكنها عاجزه لتلتفت موليه ظهرها لهم لكي تعود من حيث أتت مجدداً فوجودها هُنا بلا فائده، لكن مع خروجها وجدت جود يدلف مزمجراً بحده عندما رأها، ولم يتحدث بل قبض على خصلاتها بقوه جعلها تصرخ بألم وأردف بحده: إنتي إيه إللي دخلك هنا؟ ثم قبض أكثر على خصلاتها هازاً رأسها بيده لتتألم صارخه وهي تنظر له برجاء ليتركها لكنة لم يهتم فقلبه أصبح فارغاً الان من كل شيء ليكمل: أنا مش قولتلك مش عايز أشوف وشك؟ هاااا مبتفهميش؟ ولا لازم تاخدي قلمين على وشك عشان تفهمي؟ ورفع يده يصفعها لكن يد أخري أوقفته ولم يكن سوي فراس الذي حدثه بحده: إنت إتجننت؟

جود بحده: متدخلش ف حاجه متخصكش ملكش دعوه، لكنه لم يبتعد بل ظل واقفاً حائلاً بينهما ليهدر الاخر بغضب: إبعد وخليك ف نفسك دي مراتي..
فراس باستنكار: مراتك؟ وفي حد بيعامل مراته بالطريقه دي؟ قدام الناس؟

جود وهو يظفر: خليك ف نفسك ومتدخلش، ليدفعه فراس بعنف لكنه أصر وهو يقبض على معصمها بيده بينما صوت بكائها أدمي قلبه لكن لا يهم سيجعلها تتألم كما يتألم، لتتقدم منهم ألين وهي تحدث فراس بخوف: فراس عشان خاطري إبعد، ليكمل جود ساخراً: إبعد قبل معضك إسمع الكلام وإبعد..
لتصرخ به بحده بسبب مايفعل: جود، إنت مش هتبط، لكنها صرخت بألم بسبب صفعه لها بظهر يده متحدثاً بتحذير: متعليش صوتك وإنتي بتكلميني..

ليباغته فراس الذي إسودت عيناه بغضب بلكمه أسقطته أرضاً ثم إعتلاه وهو يسدد له اللكمات بعنف: إنت إزاي تمد إيدك عليها ي حيوان إزاي؟ وأنا واقف كمان!، لتصرخ بهم هاله بعنف التي كانت تشاهدهم بعدم رضي: إنتو إتجننته إنتو بتعملو إيه بتعملو إيه؟ ليبتعد عنه فراس بغضب وهو ينظر إلى ألين التي تجلس أرضاً تضع يدها على وجنتها تبكي بصدمة ليتقدم منها معانقها بحنان لتتشبث به بخوف وصوت بكائها علا ليحدثها بحزن: إهدي إهدي، أنا معاكي لتكمل بخوف وهي تدفن نفسها بحضنه أكثر: جود ضربني؟ جود بقي بيكرهني بيكرهني..

ليشدد على عناقها وهو يربت على ظهرها بحنان: إهدي إهدي هو إللي عامل زي الطور الهايج من الصبح حصل إيه؟
لكنها دفنت رأسها بصدره أكثر وتتمني لو كان هذا كابوساً لتردف بألم: مش عاوزه أتكلم مش عاوزه..

فراس بحنان وهو يقبل رأسها: متتكلميش بس إهدي إهدي، بينما نوران كانت قد هربت للخارج من اللحظه التي إعتلاه فراس لأنها تعلم أن صفعته الثانيه ستكون من نصيب وجنتها، بينما هو ظل بالخارج ولم يدلف لكي لايري بشاعه مافعل وخوفها منه وإحتمائها بأحضان ذالك اللعين فهو لم يتوقع أن يصفعها بيومٍ ما لكنه حدث..

مر بعض الوقت كان الخبر قد إنتشر والجميع علم بوفاتها، ليقومون بالصلاه عليها بإحدي المساجد وقامو بدفنها فكان فراس وجود هم من يتقدمون بحملها وقد أصر جود على أن ينزلها إلى القبر بنفسه لينزلها فراس معه بهدوء وطوال تلك الساعات لم يتحدث أحدهم للأخر فقط الصمت مايحدث بينهم، وبعدها عادو للمنزل لكي يأخذو العزاء، فكانت ألين قد بدلت ثيابها المنزليه لأخري سوداء ذالك اللون الذي كانت ترتديه دائماً بسعاده بخلاف مايحدث معها الان، فكانت تجلس بغرفه الجلوس بمنزلهم وقد حضر كثيراً من السيدات لا تعرفهم لكنها تعلم أنهم أقرباء والدها من بلدتة الريفيه، لكنها لم تحادث أحداً ولم تلقي نظره عليهم حتى فقط شارده ودموعها تنسات على وجنتها بصمت..

حتى تحدثت إحداهن تقوم بهز فمها بطريقه شعبيه: بقي هي دي بقي بنته إللي هيجولو عليها كيف الجمر؟!
=: مالها ي أم ماهي كيف الجمر أهي..
=: وهنعمل إيه إحنا بالجمر وهي مهتجدرش على شغلنا ولا العيشه ويانا؟
=: مش مهم دلوك بوصي شعرها حلو كيف ولا أم شعر احمر إللي هناك دي؟

=: أم شعر أحمر دي مرت أخوها المحروس مش عارفه أني بنات البندر دول ماسخين جوي إكده ليه؟ وفين رجالتهم دول يخلوهم يلمو شعرهم الفارحنين بيه ديه؟ مش رجاله دول إياك؟.
بينما بالخارج كان جود يقف وفراس بجانبة حتى لمح والده لتسود عيناه بغضب وهتف به بحده دون أن يلقي بالاً لجميع من حوله: إنت بتعمل إيه هنا؟ جي ليه؟ مش مراتك إللي ماتت دي أمي!
فراس وهو يهدأه: جود الناس..
جود بعصبيه: بلا جود بلا زفت، إمشي من هنا!

لينظر والده له بصمت ثم توجه للداخل ليسير خلفه بحده: وهو يهتف إنت ملكش حاجه هنا ي عادل بيه داخل جوه تعمل إيه؟، لكنه لم يرد بل أكمل الطريق وهو خلفه وفراس خلفهم وهو يلعنهم جميعاً..
ليدلف للداخل لتتحدث تلك المرأه: واه إزاي تدخل إجديه على ولايا منك ليه؟! شكل حياتكم إهنه نستكم أصلكم أستغرل الله العظيم ربنا يغفرلكم، ومين دول كومان إللي واجفين وراك إزاي تدخلهم على حريمك إكده بتك ومرت ولدك؟

ليصرخ بها جود بحده: إنتي يست إنتي إسكتي ولو مش عاجبك إمشي..
لتتحدث بعدم تصديق: واه واه واه بجي إجديه ي عادل على اخر الزمن بتعمل إجديه ف لحمك؟
جود بحده: هو خارج دلوقتي ياريت ياخد لحمه معاه كمان، ثم لمح طيف باسمة لكنة ظن أنه يتوهم لكنها حقيقة ليصرخ بحده أجفلت الجميع: إنتي بتعملي إيه هنا؟ ثم نظر إلى نوران بحده: وإنتي بتعملي إيه هنا إنتي كمان؟ بره أخرجوا بره..
عادل بحده: جود..

أغمض عيناه بنفاذ صبر وتحدث بنبره جهورية مهدداً: أقسم بالله لو مخرجوش من هنا دلوقتي هدخل كل الصحفيين إللي بره دول وهفضحهم وهفضحك معاهم إنت كمان خدهم من هنا وإمشي..
لتتحدث المرأه: هيطرد أبوه ي وجعه مربربه الجيامة هتجوم خلاص إرحمنا برحمتك ي الله، ليصرخ بها أصمتها: أخرسي، لتبتلع حديثها وهي تحدق أمامها بصمت ليظفر مكملاً: لو سمعت صوتك تاني هطردك..

لينظر كلاً من ساره وسجي ولارا لبعضهم هُناك شيئاً خاطئ يحدث أين ذالك الجود المرح؟!.
فراس بضيق: كفاية كده و يلا عشان الناس..
جود متحدياً: لما يخرجوا همه الاول..
تركت هاله ألين الشارده بعالم أخر. بهدوء بيد ساره لتربت على خصلاتها بحنان لتشرد بوالدتها التي أخبرها فؤاد أنها تتعالج بالخارج ألن تراها؟!
هاله برجاء: جود معلش ينفع تسبهم همه مش هيفضلو هنا دول هيخلصو ويمشو زي أي حد كفايه عشان منظركم قدام الناس..

جود بحده: إنتوا مش فاهمين حاجه وأنا مش هتكلم وإلا بقي لو عادل بيه عايزني أتكلم، ليأشر عادل إلى باسمة بيده لتقف وتذهب للخارج وذهب خلفها وهذا جعل جود يشعر بالقهر أكثر وجعل الجميع يتعجب ماذا يربطهم معاً، لينتظر أن تخرج الاخري محدقاً بها ببرود لكنها لم تتحرك ولم ترفع نظرها له بل ظلت محدقه بالارض تبكي، كاد يصرخ بها لكن هاله أمسكت يده وتحدثت برجاء: سبها ي جود متحرجهاش بالطريقة دي سبها، ليظفر وهو يعود للخارج مجدداً، بينما فراس كان ينظر إلى ألين بقلق فحالتها ليست جيده كاد يتقدم ليأخذها ترتاح بالأعلي لكنه وجد المرأه تحدثه بحده: رايح فين عاد؟ إوعي تكون مش عارف طريج الباب إياك؟، ليحدق بها بدون تعابير ولم يتحدث لكن جود إلتفت لها يرمقها بغضب لتصمت مجدداً ليرفع فراس حاجبيه ساخراً منها هل جود أصبح مخيفاً الان؟

ليتقدم منها بهدوء وهو يتحدث بهدوء: ساره ممكن..

لتأومئ وهي تتركها له ليريح رأسها على صدره لتضع يدها بإرتجاف حول خصره دافنه رأسها بصدره أكثر ليربت على على ظهرها بحنان لكنه قليلاً فقط وشعر بتبلل قميصة بفضل عبراتها ليرفع رأسها مكوباً وجهها بيده متحدثاً برجاء وهو ينظر لها بحزن محدقاً بعينها التي أنهكها البكاء وتلك الزرقه اللامعه التي تحولت لباهته ونقائها الذي شوبتة الحمره: إهدي شويه وكفايه عياط مش شايفه عينك بقت عامله إزاي؟ عشان خاطري إهدي، لكنها هزت رأسها بنفي مكمله بكائها ليعانقها بقوه علها تهدأ..

تحت نظرات تلك المرأه التي منذ جلوسها لم تتوقف عن هز شفتيها للجانبين بشعبيه: شوفي ي بت بيعملوا إيه جدام الناس من غير ميختشوا حتى، ثم نظرت لها بغيظ: شايفه مياعة البت وهي عماله تحط يدها ف شعره كيف وسيباه يحط يده على جسمها كيف..
لتتحدث إبنتها بهيام: شايفه شايفه، ده جشطه ي أم جوزيني واحد زي ديه..
لتصفعها الاخري: عشان أبوكي يجتلنا عاد! عايزه واحد مربي شعره كيف النسوان يبت..

لتتحدث الاخري بتذمر: نسوان كيف يما، مش شايفه راجل إزاي ملو هدومة ده بميت راجل من عندنا أنا عارفه الرجالة دي تلاجيه بيموت فيها يما هي كيف الجمر إجديه متفهميش إنتي يما الحجات دي أنا عارفه متتحدسيش كتير بجي عشان دماغي صدعت وسبيني أتأمل فلجه الجمر ديه..
=: خليكي إحلمي كتير وفي الاخر مهتخديش غير واحد كيف الجرد..

بينما بالخارج كان يسير بابتسامة تعتلي ثغره متقدماً خطوه بخطوه ليتوقف أمام جود لينظر له بتعجب وليس هوفقط بل كان نادر وعلى يتابعون الموقف معاً بسبب مزاجيه جود الحاده فجأه، ليتحدث متسائلاً الرجل متسائلاً: هل أنت جود؟.
نظر له جود بضجر فهذا لا وقت التباهي بلغتة الان: نعم أنا ماذا؟
إبتسم الأخر مصافحاً إياه بحزن متحدثاً: أنا أسف لخسارتك حقاً لكنها بمكانٍ أفضل الان..
جود بضيق: شكراً ولكن من أنت هل تعرفني؟!

إبتسم له ليظفر جود بضيق فهذا ليس وقت البرود والإبتسامة في هذه الاثناء: إن لم تتحدث سأجعلهم يلقونك بالخارج هل فهمت؟!
=: نعم نعم إهدأ أنا جون، جون، صديق ألين
جود بتعجب: ألين!
وبعد بعض الوقت كان يجلس بجانبه ثم تحدث مجدداً بتساؤل: ماهذا الذي تستمعون له؟
جود بتهكم: الانجيل يرحمك..
ليقطب حاجبيه بعدم فهم: ماذا؟ أنا لا أفهم..

جود بحده: لما أنت كثير التحدث مابك؟ هل هذا وقت للتعارف وتلك الاسئله؟ وماهي دايانتك وما الذي جاء بك إلى هُنا؟
جون بتسلية: وهل أنا الذي كثير الأسئله هكذا؟
جوود بضيق: إذن إذهب من هنا فرائحتك كريهة..
جون بطاعه: نعم سأذهب أوصل لها تحياتي ولزوجها أيضاً، وذهب ليبصق جود خلفه وهو ينظر لأثره بتقزز..
ليأتي فراس ليقف بجانبة مثلما كان، ليتحدث جود بجمود: تبقي قول ل ألين زميلها جه وبيسلم عليها وعليك..

فراس بإستفهام: زميلها مين؟
جود بضيق: إسمه جون، إلتفت له بسرعه: مين جون فين؟ راح فين؟
جود بتعجب بسبب إنفعاله: مشي، لم يتنظر فراس ليركض للداخل مجدداً يبحث عن ألين لكنه لم يجدها لتتحدث الفتاه: طلعت جوضتها فوج، أومئ لها وركض للأعلي، لتضع يدها على وجهها بخجل وهي تخبر والدتها: هزلي راسه يما هزها، لتهز والدتها رأسها بقله حيله..

فتح غرفتها بخوف لكنه لم يجدها ليشعر بالذعر أكثر ليفتح جميع الغرف يبحث عنها ليتنهد براحة عندما وجدها نائمة بإحدي الغرف ويبدو أنها غرفه والدتها ليتقدم منها بهدوء وجلس بجانبها ليرفع يده يربت على ظهرها بحنان لتبعد نظرها عن صوره والدتها الممسكة بها بيدها لترفع نفسها قليلاً ليعانقها متنهداً بحزن: ألين كفايه عشان خاطري إنتي بتعذبيني أنا كده، لكنها لن تتوقف ليفصل العناق مكوباً وجهها بيده: ألين إسمعيني، يمكن مش هتقدري تنسي الألم بس تقدري تتعايشي معاه، مش هقدر أقولك إنسي عشان دي مش لعبه ضاعت منك دي أم بس برضه مش هتدمري نفسك هي لو موجوده مش هتبقي مبسوطه بحالتك كده؟

ألين ربنا مش بيعمل حاجة وحشه وده عمرها ومحدش هيعيش أكتر من عمره ومحدش فينا بإيده حاجه غير إننا ندعلها ونقرأ لها قرأن دايماً هي مش محتاجه زعلك عليها قد ماهي محتاجه دعوتك ليها دلوقتي..

ألين وهي تبكي بحرقه: فراس المفروض إن أنا دلوقتي أكون قاعده بفتكر ذكرياتنا مع بعض وأضحك وأعيط لكن أنا أنا مليش أي حاجه معاها ي فراس أنا عمري مكنت قريبه منها هي كانت أمي بس مكنتش صحبتي مكنتش بتكلم معاها كتير، لتبكي أكثر: أنا أصلاً معملتش معاها حاجه خالص مليش حاجه أنا فعلاً أنانيه كنت أنانيه أوي..

فراس بإعتراض: ي حبيبتي مكنتيش أنانيه ولا حاجه إنتي بس ك، لكنها قاطعته: لا كنت أنانيه أنا لحد دلوقتي مقولتلهاش أنا بحبها قد إيه وغلاوتها عندي قد إيه سبتني من غير متعرف سبتني قبل م أقضي معاها وقت أكتر سبتني أنا مش هسامح نفسي أنا مكنتش بنت كويسه وهبقي برضه أم مش كويسه أنا منفعش ف حاجه منفعش ف حاجه..

لكنه عانقها بحنان نافياً بحزن: لا إنتي هتبقي أحسن أم في الدنيا مين قلك كده؟، ألين هحكيلك حكايه، ليصمت قليلاً ثم يبدأ بالحديث مجدداً: زمان من خمستاشر سنه ستاشر سنه كده..
وشرد وهو يقص يتذكر ماحدث...

Flash back:
كان نائما بعمق بفراشه ليجد شيء سقط عليه ليظفر بضيق متحدثاً: فارس قولتلك سبني أنام..
ليردف شقيقه الذي يصغره بدقيقتين فقط وهو يقوس شفتيه: قوم ي فراس بقي هتسبني قاعد لوحدي كده؟
فراس بضيق وهو يدخل رأسه تحت الوسادة: أه وإمشي بقي بابا هيجبلك البلاستيشن إلحق..
فارس بعدم تصديق وهو يقفز عليه مجدداً: بجد، إحلف كده؟!
فراس بضجر وهو يلقيه من على الفراش: متعصبنيش وأخرج..

فارس بحزن: ماهو عشان إنت الأقوي مني بتستقوي عليا..
ليقضم فراس شفتيه بغيظ وهو يجزبه معانقاً إياه: كده حلو؟، أومئ بابتسامة لطالما كان هو مدلل العائله ففراس كان دائماً مايتحمل المسئولية ويعتبره الاصغر دوماً بحجه تلك الدقيقتين لكنه لم يحزن فالجميع يعتبره شقيقة فراس وليس شقيقه وهذا يعجبه بسبب طلباته المجابه دائماً..
ليتحدث فراس بكذب: إيه ده مش ده صوت عربيه بابا؟ هتلاقيه جيبلك البلاستيشن معاه..

فارس بسعادة: بجد؟
فراس بكذب: بجد..

فارس بحماس: طيب أنا هروح أقابله على الطريق التاني زي مبعمل أنا وإنت كل يوم وركض للخارج ليتنهد فراس عائداً للنوم لكنه إنتفض عندما تذكر رهاب شقيقه فهو لا يستطيع أن يقطع الطريق وحده ليركض للخارج بذعر وهو يبحث عنه بهستيريا حتى وجد زحام ليركض إلى هُناك ليجده ساقطاً غرقان بدمائة ووالده يجلس أمامه متصنم لايتحرك وهو يراه ليتقدم منهم بخطوات مرتجفه وهو يحمل رأسه على قدميه يطالعة بصدمة ربت على وجنته ليستفيق لكنه لا يفعل نظر للسيارة التي ضربته ولم تكن غيرها سيارة والده نفسها لكن هل الذنب هنا ذنب والده أم كذبته الذي جعلته يركض للخارج؟.

back.
.
سقطت دموعه وهو يتذكر ليكمل: ومن اليوم ده وأنا بكره الكذب لو مكنتش قولتله كده مكنش خرج، ولحد دلوقتي مش عارف أسامح نفسي وبتعذب يمكن لو كان لسه موجود كان دلوقتي هيبقي معايا ومتجوز وسعيد؟

بس عرفت إن حزني وتأنيب ضميري مش هيفيدوني ف حاجه، في حجات أهم ممكن نعملها عشانهم، بس مقدرتش لحد دلوقتي منستش إللي حصل فاكر كل حاجه بتفاصلها وكأنة حصل إمبارح، لترفع يدها تمحي تلك الدموع التي تغرق وجنته بضيق ليكمل وهو يمسك يدها بين يداه: عارفه ي ألين لما عملتي الحدثه وشفتك لما كنتي واقعه في الارض كنت شايفه هو قدامي عرفت سعتها إني خسرتك ومعرفتش أعمل إيه بس إنتي مسبتنيش زيه، إفتكرتة لما كنتي قاعده مع جود جوه بتواسيه حسيت بالنقص هو لوكان موجود مكنتش هحس النهارده بالإحساس ده..

لكنها عانقته بحنان مواسيه إياه: إنت صحابك مش مخليينك تحس بالنقص ده إنتو إخوات ربنا عوضك بيهم..
ليفصل العناق وهو يمحي دموعها موافقاً: وده إللي أنا بقوله يمكن محدش هيقدر ياخد مكانها بس ماما والله بتحبك جداً وبتحاربني عشانك كمان، لتبتسم ليمكل: إحنا كلنا بنحبك وكلنا جنبك ومحدش هيسيبك وجود مش هيفضل زعلان منك كتير، وأنا جنبك مش كفاية؟

ألين وهي تعانقه دافنه رأسها بتجويف رقبته: لا كفاية، ليرن بأذنها حديث جود فجأه: هو معاكي وهينسيكي كل حاجه متخافيش، لو خيروكي بيني وبينة هتختاريه ي ألين من غير متفكري، مبتحبيش حد ف حياتك غير فراس، عمر محد هيوصل لمكانة فراس ف قلبك حتى أنا!، أنا خسرت كل حاجه ي ألين خسرتهم كلهم ومكنش فاضل غيرك إنتي، مفضليش غيرك بس إنتي خذلتيني زيهم بالظبط، فراس! كل حاجه فراس؟، أنا مكنتش أعرف إن فراس هيفرقنا بالطريقة دي مكنتش أعرف، إنتي أنانية أوي على فكره، متعليش صوتك وإنتي بتكلميني، لتنساب دموعها مجددا هل حقاً هي بتلك البشاعة لكي لا تفكر بشخص سوي به مثلما أخبرها؟!

فراس بضيق وهو يبعدها: بتعيطي ليه تاني؟.
لكنها عانقه مجدداً: أنا بحبك ومش ذنبي إني مش بحبك مش ذنبي..
فراس بتساؤل: بتقولي إيه؟
ألين ببكاء: مفيش مفيش..
فراس وهو يربت على ظهرها: طيب إرتاحي شويه عقبال م أجيب أي حاجه تكليها إنتي مأكلتيش حاجة من الصبح..
ألين بنفي: أنا مش عايزه مش عايزه، خليك جنبي..
فراس باعتراض: ألين..
ألين برجاء: عشان خاطري متضغطش عليا..

تنهد بإستسلام لكنه سمع طرق على الباب ليأذن له بالدخول ليجد ساره تحمل طعام متقدمة منهم: عارفه إنها مأكلتش حاجه عملتلها حاجه خفيفه..
فراس بإمتنان: بجد شكراً جداً أنا كنت هعمل كده كمان شويه..
ساره بابتسامة: أهم حاجه تاخد بالك منها إنت بس..
أومئ وهو يأخذ منها الطعام.

بينما لدي نور كانت تقف تتسمع على غرفه ذالك المريض ألم يخبروها أنه لا يتحدث إذاً من يتحدث بالداخل؟، لتشهق بخوف عندما وجدت يد تجزبها بعنف لتجده نائل ينظر لها بحده ساحبها خلفه لمكتب مايكل ليصفع الباب خلفه متحدثاً بزمجره: إنتي بتعملي إيه هناك أنا مش قولتلك متروحيش هناك؟!
لتبعد يده عنها بعنف متحدسه بألم بسبب قبصته عليها: إنت ملكش دعوه، إنت مش واصي عليا هنا أنا إعتبرت نفسي مطلقه منك كمان..

ليبتسم ضاحكاً بسخريه وهو يتقدم منها لتعود للخلف بخوف حتى إرتطمت بالحائط: لا بجد؟ و معاكي بقي ورقة طلاقك؟
نور بتحدي: لا مش معايا بس هخدها منك برضه..
نائل وهو يلف إحدي خصلاتها على أصابعه: بجد! هنشوف، لكنها دفعت يده بعنف وتحدثت بشراسه: متتجرأش وتمد إيدك، ليرفع حاجبيه متعجباً: أنا جوزك لو نسيتي فأنا جوزك..
نور بحده: لا منستش بس الظاهر إنك إنت إللي نسيت إننا هنطلق وهبدأ من جديد..

ليمرر يده على وجنتها متحدثاً بخفوت: بس إنتي لسه مراتي..
لتبعد يده عنها وهي تظفر: لو سمحت متقربليش تاني، عشان مش هسمحلك ترخصني بالطريقة دي تاني، ليرفع يده بغضب يريد صفعها ألم يخبرها ألا تقول هذا عن نفسها؟ لكن يده ظلت معلقه في الهواء بسبب رؤيتها وهي تضع يدها على وجنتها بخوف فقد أصبحت تخافه الان، ليضم قبضته وهو ينزلها لكنه قبض على فكها بقوه وهدر بعنف: أنا مش قولتلك متقوليش كده عن نفسك تاني..

نور بنبره مرتجفه على وشك البكاء: إنت مسبتليش حل غير إني أشوف نفسي كده، ولو الكلمة مديقاك أوي مش هتكلم بس من جوايا عارفه أنا إيه..
نائل بحده: بطلي تتكلمي بالطريقة دي عشان مندمكيش..
نور بتحدي: إيه هتضربني إضربني خلاص إتعودت..

لتتبدل ملامحه لأخري حزينة وإقترب منها أكثر حتى تلاصقت أنوفهم، من المفترض الان أن تدفعه عنها لكن مابها متحجره هكذا وتريد حسه على التكملة؟ ليجفلهم دخول مايكل ليتحدث بأسف: أسف لم أعلم أنكم هنا..
ليطب حاجبيه لما يعتذر فهذا مكتبة، : أنتهم ماذا تفعلون هنا؟! ليتركة نائل متوجه للخارج ليحدق بأثره لكنه تأوه عندما ركلتة بغيظ: لقد كنا على وشك تبادل القبل أيها اللعين..

مايكل بتذمر: وما دخلي أنا هذا مكتبي؟ فالتأخذيه لإحدي الغرف الفارغه يوجد بها فراش أيضاً، لتضربه بغيظ ثم توجه للخارج تكمل عملها وهي شارده تتذكر الحديث الذي سمعته...
مر يومان ليحادث مالك روان ويخبرها أنه يريد تأجيل الخطبه قليلاً ولم تمانع فاليأجلها كيفما شاء وكأنها ستموت عليه لكتمل حياتها بطبيعيه كما كانت تفعل!

بينما لدي جود لم يتركه أحداً منهم بل ظل الجميع معه يساندونه رغم جموده وبرودتة خاصتاً فراس لكنه حقاً ممنون لهم لكونهم معه، حتى فؤاد فقد عاد ومن المفترض أن تستقبله سجى بالمطار لكنها أخبرته ليأتي إلى هنا مباشرة، ونوران مازالت تأتي كل يوم وتذهب بنهايته دون أن تنبث ببنت شفه، وألين حالتها لم تتقدم فدائماً شارده تبكي أو تحدق بالفراغ لكن فراس كان ينتشلها من كل هذا يحدثها قليلاً يمازحها لكنها لم تتفاعل معه لكنه يظل يحاول ف نفسيتها ليست جيده..

وفي منتصف جلوسهم وجد على هاتفه يرن ليصفع نفسه لعدم إغلاقه ليخرجه من جيبه يريد إغلاقه ليجدها ساره ليدق قلبه بعنف بالتأكيد هناك ماهو سيء ليضعه على أذنه يستمع لما يحدث ليشحب وجهه ويقف سريعاً لكي يذهب لكن أوقفته يد فراس: إنت رايح فين..

على بتعجل: بابا ي فراس مش كويس لازم أروح أشوف ماله، لينظر له فراس بحيره ليربت على كتفه متفهماً وضعه: خليك معاها هي محتجالك أكتر لو إحتجتلك هكلمك متقلقش، ليأومئ له ثم تنهد وهو يجلس بهدوء يفكر بشيء فيجب أن يخرجها من حزنها ذاك..

وصل أخيراً للمنزل ليركض إلى غرفه والده بالأعلي ليجد ساره تجلس بجانب الفراش تبكي ليتقدم منها بقلق يرفع رأسها له ليراها لكن نظرتها أخبرته أن كل شيءٍ إنتهي ليهز رأسه بصدمة وهو يتطلع على والده الذي تم تغطيه وجهه ليتحدث وهو يبتلع غصته: هو ماله ي ساره هو كان كويس حصلة إيه؟ إنتي مش لسه مكلماني إمبارح وطمنتيني عليه..

ساره وهي تبكي بحرقه: والله كان كويس أنا فجأه لقيتة بيناديلي أتكلم معايا شوية وبعدها، لتصمت وهي تضع يدها على فمها تكتكم شهقاتها، ليجلس بجانبها بضعف وهو يشاهد والده أخر شيء يملكة ميتاً أمامه ولم يره ولم يحدثه هل يمكن أن يشعر بسوءٍ أكثر من هذا؟، ليرفع نظره لها ليتحدث ببرود رغم كل الألم الذي يشعر به رغم حرقه عينه التي تنم على حاجته للبكاء رغم تحطيمة لقلبها وقلبه لكنة أخبرها: ساره إحنا هنتطلق، لتتوقف عن البكاء وهي تنظر له بصدمة غير قادرة على الحديث هو ماذا يريد؟!، ليترك الغرفه بعدها يبدأ بالتحضيرات...

نادر بصدمه: إيه؟ طيب إحنا جيين..
فراس بقلق يكفي أحزان: في إيه؟
نادر بحزن: عمو يوسف إتوفي..
لتتوسع عين فراس بصدمة: إيه؟، ليمرر يده على وجهه وهو يظفر متمتماً: لا إله إلا الله، إنا لله وإنا إليه الراجعون..
نادر بتساؤل: مش هتروح؟
فراس نافياً: لا طبعاً هروح بس أطمن على ألين الاول..

وتركه وتوجه للداخل لم يجدها ليعلم أنها بالأعلي ليصعد إلى غرفه والدتها ليجدها مستلقيه على الفراش ليربت على شعرها بحنان وهو يتساءل: عامله إيه دلوقتي؟، هزت رأسها بنفي ليعانقها بحنان متحدثاً: هتوحشيني لحد بكره، لترفع رأسها متسائله: إنت رايح فين؟
فراس بحزن: والد على توفي لازم أكون معاه، شهقت بتفاجئ وهي تأومئ بتفهم: خدني معاك..

فراس وهو يربت على وجنتها: مش هينفع النهاردة خالص، بكره يبقي حد يجيبك ولو مش عايزه تيجي بلاش كله عارف الظروف، أومأت وهي تعانقه بقوه: خلي بالك من نفسك، أومئ بابتسامة وقبل جبهتها وذهب، ليخطر ببالها فجأه هذا السؤال ولا تعلم لما؟ هل ستكون قبلته تلك هي قبلته الاخيره لها؟!لتنفض تلك الافكار من رأسها معاوده النظر لصوره والدتها بحزن..

بينما بإحدي الشوارع المظلمة كان يتحدث وهو يقدم لهم الأموال: التنفيذ يبقي بكره، وتركهم وغادر ليخرج هاتفه يحدث من أمره بفعل هذا: نعم تم كل شيء سيفعلون هذا غداً إلى اللقاء..
فؤاد بحده: سجى متعصبنيش تيجي فين محدش رايح النهارده كلة رايح بكره..
سجى برجاء: فؤاد عشان خاطري..

فؤاد برجاء: عشان خاطري إنتي إسمعي الكلام وخليكي، أومأت بحزن ليكمل: همه جيين بكره تبقي تعالي معاهم، ليتركها ويذهب وكان الجميع قد ذهب عدي جود فهو لن يترك هنا ليذهب إلى هناك فالينتهي من هنا ويذهب له بعدها..
تم دفنه وقت الفجر فلن يعود أحداً منهم سوي صباحاً ليبادر كل واحداً منهم بالجلوس معه وأخذ عزائه مع على الذي لم يتحدث نصف كلمة مع أحدٍ فقط يأومئ لم يتحدث..

ليتركهم ويتوجه للحديقة ليجلس خلف إحدي الأشجار يجلس وحده كما كان يفعل بطفولتة لينفجر بالبكاء الذي كان يكتمة كل ذالك الوقت، ليجد يد رقيقه تربت على كتفية بحزن ولم تكن سوي ساره التي عانقها بقوه وهو يتساءل ماذا سيفعل من دونها ماذا سيحدث له من سيعانقه لكي يهدأ بتلك الطريقة، لتفصل العناق وهي ترجع خصلاته للخلف وتحدثت بتحشرج: كل حاجه هتبق، لكنه قاطعها مكملاً: أنا هسافر ومش هرجع هنا تاني..

ساره بنبره متألمة: وإيه المشكله سافر بس هكون معاك مش كده؟، ليهز رأسه بنفي وهو يزيل دموعة: أنا هبقي لوحدي مش عايز حد معايا ولا ف حياتي..
ساره وهي تتحدث بإرتجاف: ليه؟ ليه؟ ي علي؟
على وهو يتنهد: ساره إحنا جوازنا كان غلطة وهو إللي جوزنا من الاول وهو دلوقتي مش موجود..

ساره بابتسامة مؤلمه: يبقي نطلق! جوازنا كان غلطه؟ كل حاجه كانت كذب يعني وإنت محبتنيش زي مقولتلي، كنت بتضحك عليا وبتتسلي بمشاعري مش كده؟ بس أنا مكنتش بتسلي عشان أنا بحبك وهفضل أحبك طول عمري ومش هجبرك عليا براحتك إعمل إللي يريحك، وتركته ودلفت للمنزل وهي تبكي بحرقه حتى إرتطمت بصدر صلب لترفع رأسها وتجده شقيقها لترتمي بأحضانه وهي تتحدث بألم: على هيطلقني هيطلقني..

فؤاد وهو يحاول تهدئتها: إهدي إهدي مين قلك كده على بيحبك..
ساره وهي بنفي: لا مش بيحبني هيسافر وهيسبني..
لتنظر لها سجى بحزن فهي لاتستحق شي مما يحدث الان، ليدلف هو بذالك الوقت لتحدثه سجى بغضب: إنت قولتلها إيه؟
على ببرود: هنطلق؟، ليقطب فراس حاجبيه بتعجب لما تلك القرارات هو وجود هل هم لا يجدون مايشفي غليلهم ليخرجوه بتلك الطريقه؟ جود يبدو عليه أن هناك خطباً ما لكن هو ماذا فهو سعيد منذ زواجة؟!.

سجى بحده: وده ليه إنشاء الله..
على بضيق: كده إنتي عايزه إيه دلوقتي..
سجى بعصبيه: بطل برود ومتبقاش غبي زي فراس..
لينظر لها فراس رافعاً حاجبيه هل شتمتة الان؟ هي بالتأكيد تقصد ماحدث من قبل لينظر إلى ألين وهو يتنهد فهو أين كان والان أين..
على بحده: ولا فراس ولا غير فراس هو ده إللي هيحصل..
سجى بصراخ: على إفهم بقي..
لكنه صرخ بها بعنف: سجى مالكيش دعوه..

ليصرخ به فؤاد بحده: متزعقلهاش كده، لتتركهم ساره يتشاجرون معاً وهي تسير بترنح صاعده الدرج لعلها تصل لغرفتها حتى أخرجهم من شجارهم رؤيتها وهي تتهاوي ساقطه من على الدرج بسبب فقدها لوعيها..
ليركض إليها على بذعر وهو يحاول إفاقتها بخوف: ساره ساره، لكن ألين هتفت بخوف عندما رأت دماء تحتها: إلحقوها دي بتنزف ممكن تكون حامل بسرعه..

ليحملها على بخوف وهو يركض بها للسياره وفؤاد خلفه أخذاً سجى معه، لتنظر ألين بطيفهم بحزن ووضعت يدها على معدتها فحقاً قد تناست أنها حامل بهذا الوقت لتعد نفسها أنها ستهتم به أكثر من هذا..
لتحادث فراس: فراس لو عاوز تروحلهم روح أنا هبقي كويسه أنا كويسه أصلاً..
فراس بنفي: لا مش هسيبك لكن ممكن أروحك وأروح أنا..
ألين موافقة: طيب يلا روحني وروح خليك معاه..

أومئ ليأخذها ويذهب لكنه إقترح عليها: ألين ماما إتصلت بيا إمبارح كانت عايزاني أوديكي تخليكي معاها شويه عشان خايفه عليكي رأيك إيه؟ أوديكي النهاردة وأخدك بكره؟، أومأت له بابتسامة فهي تريد أيضاً أن تعود لسابق عهدها لكن هل ستعود؟ وبالتحديد بعدما سيحدث لهم اليوم؟!.

كان يقود بهدوء وطوال الطريق شارده تنظر من النافذه ليقطب هو حاجبية عندما وجد الطريق مظلم لا يري منه شيء؟! لتصدر عنها رده فعل أخيراً بعد كل ذالك الوقت لتتحدث بخوف: فراس الشارع ده ليه ضلمة كده إحنا عمرنا ممشينا منه قبل كده؟
فراس مبرراً وهو يضيء السيارة لكي يري: ماهو الدنيا زحمه جداً وده أكتر حاجه مختصره..
لتحدثة بإنفعال تعجب له: حد قلك عايزين إختصار زحمة زحمة..
فراس بضيق: في إيه ي ألين؟

لتنساب دموعها وهي تتحدث بخوف: في إني خايفه مفيش حد حوالينا وإحنا لوحدنا!
كاد يعانقها لكي تهدأ لكنه وجد بعض الدراجات النارية تدور حول سيارتة مصدره ضجيج لتبكي أكثر وهي تراهم: هنعمل إيه دلوقتي هنعمل إيه؟.

=: للأسف فقدنا الطفل هي كانت ف أواخر الشهر الثاني، ليغمض على عينة لقد خسره لقد كانت أمنيته وأمنيتها وأمنيه والده أيضاً لكنة خسره ماذا سيخبرها عندما يدلف لها؟!، ليكمل الطبيب: والظاهر إنها مكنتش تعرف لأنها كانت بتاخد براشيم وعلاج وده كان ممكن يخلي الطفل مشوه ربنا يعوضكم، وتركهم وغادر ليلقي نظره أخيره على فؤاد وسجي الذين ينظرون له بلوم، ليتوجه إليها ليفتح الباب بهدوء متقدماً منها بخطوات ثقيله لايريد أن يصل ليقف أمامها بصمت يتابع حالتها المذريه التي وصلت إليها بسببه لترفع نظرها له بعيون متورمة وأردفت بصوت مبحوح من كثره بكائها: أنا عمري م هسامحك، ومش عايزه أشوفك مش عايزه أشوفك، وولته ظهرها مكمله بكائها واضعه يدها على معدتها الفارغه، ليتوجه هو للخارج بقلب محطم وملامح مرهقه ليحدثه فؤاد قبل ذهابه: خلي بالك منها..

ليمسك الأخر يده: إنت رايح فين؟
ليبتلع غصته متحدثاً بإيجاز: مش عايزه تشوفني وتركه وغادر..
سجى بتساءل: مش هتدخلها؟
فؤاد بحزن بسبب حالتها فهي النقيه الوحيده بنظره ليحدث بها كل هذا: لما تهدي شوية وترتاح..
فراس بهدوء: إهدي إهدي، أنا هخرج أش، لتصرخ به بهستيريا وهي تمسكه: لا، لا، مش هتخرج، مستحيل أسيبك تخرج مستحيل، لتبكي متحدثة برجاء: أنا مليش غيرك متعملش فيا كده عشان خاطري متخرجش متخرجش..

فراس وهو يظفر: أومال هعمل إيه هنفضل قاعدين كده لحد ميدخلو همه العربيه؟
لتهز رأسها بنفي متحدثه برجاء: متخرجش أنا قلبي مش مطمن هيأذوك..
فراس بحنان وهو يمحي دموعها: أهون عليا من إنهم يأذوكي إنتي، أنا لازم أخرج معاكي المبايلات لو حصل حاجه وإقفلي العربيه من جوه ومتخرجيش لأي سبب من الأسباب..

لكنها لم ترد عليه بل كانت تبكي بإنهيار فهو يلقي بنفسه للموت، ليبتلع غصته شاعراً بتلك القبضه التي تخبره أنه لن يراها مره أخري ليعانقها بقوه لتبكي أكثر متحدثة بين شهقاتها: حاسس باللي حاسه بيه مش كده حاسس إنك مش هتشوفني تاني؟
فراس برجاء: ألين عشان خاطري، لكنها قاطعته وهي تتشبث به بقوه أكبر: عشان خاطري إنت بلاش..

لكنه فصل العناق مقبلاً إياها بقوه خائفاً من فقدانها ليبتعد مقبلاً جبهتها وهمس قبل خروجه فقط بكلمه واحده: بحبك، لتغلق على نفسها جيداً بعد خروجه مباشرة ممسكه الهاتف بيدها تهاتف شقيقها وتتمني فقط أن يرد عليها لكنه الان بدوره المياه يأخذ حماماً من إرهاق ثلاثة أيام وهاتفه بالخارج يضعه عالصامت هل سيقوم بالرد؟ وإن فعل هل سيكون بالوقت المناسب؟!.

ليقف فراس بالخارج أمام مقدمة السياره ليتقدم منه أحدهم الذي ترجل من على الدراجة ليحدثه فراس عندما إقترب منة: ف حاجه؟ إنتو سدين عليا الطري، لكنه لم يكمل عندما باغته أحدهم من الخلف يضرب رأسه بعصي ضخمه لينحني متأوهاً بألم وهو يهز رأسه فهو يشعر بالطنين فقط لا يستمع لما حوله لتقع عينة عليها وهي تبكي بهستيريا بالداخل ليأشر لها بإبهامة أنه بخير بخلاف شعوره فهو لن يتمني لها ولو للحظه أن تراه يموت أمامها، ليرفع ظهره مجدداً لهم ليتحدث لكنة وجد ضربه أخري على رأسه ليشعر بالدماء على جبهته ليتم ركله بمعدته وإلقائه أرضاً ليحاول الوقوف وفعل أي شيء لكنة وجد حشد منهم يتقدم ليبدأ كل واحداً منهم بالتحية عليه من يركل بقدمة ومن يضرب بالعصي لن يتركو مكاناً بجسده لم يستوعبه الألم، بينما هو كان فقط يحدق بإتجاه السيارة وهو يراها تضرب زجاج النافذه بهستيريا بيدها ناظره له تتحدث وتبكي وتصرخ لكنة لايسمعها لكن قلبه سمعها، ليجد قدم تتحرك وصاحبها يستند على النافذه لتختفي ألين من وقع نظره ليرفع عينه بوهن ليجد ذالك العاهر ينظر له بابتسامة متشفيه وهو يلعق شفتيه متحدثاً بصوت مرتفع: ألم تسمع تلك المقوله التي تقول أن الكثره تغلب الشجاعة أيها البطل، أنا أسف لهذا، أنت لاتريد تركها وأنا لن أتركها لهذا يجب على أحدنا الموت وأنا إخترتك لتكون ضحيه تلك القصة الرائعة، ليأشر بيده للرجال لكي تتوقف ليكمل: فقط لكي تمسعني جيداً فصوت إرتطام العصي بجسدك يشوش عليّ السمع فأنت تملك بنيه قويه لكن لا تقلق سيتم تهشيم تلك العظام القوية اليوم، مارأيك أن نجعل ألين تستمع معنا فليس من العدل أن تظل بالسيارة وحدها كل الوقت؟.

ليهتف به بألم وهو يحاول الوقوف لكنة سقط: ت، توقف لا، تجع، ليقاطعه بضجر مأشراً لهم ليعودون لضربه مجدداً ليطرق هو على الزجاج بابتسامة لتبعد هي للخلف بخوف وهي تبكي ليقهقه متحدثاً بصوت مرتفع لكي تسمعه: لما الخوف فأنا مازلت بالخارج ماذا ستفعلي إن دخلت إليكي؟، لكنها لم تستمع فالزجاج عازلاً للصوت ليخرج هاتفه يهاتفها لكي ترد لتلتقطة بيد مرتجفه وهي تضعه على أذنها ليصلها همسة المرعب: فقط فالتقومي بفتح تلك اللعينة وتخرجي لأنني سأقوم بقتلة، لتفتحة سريعاً بيد مرتجفه وهي تخرج لتركض إليه لكنة حاوط خصرها بسعاده جعلها ملتصقه به بحميميه ليتحدث بجزن متصنع: لما أنتي خائفه؟ فما يحدث الان يحدث بسببك لهذا لا تحزني وأخبريني ماهي طريقة الموت المفضله لديكي، لتنظر له بشحوب وهي تهز رأسها وتحدثت برجاء: أرجوك أتركة..

جون بتسليه: ماذا لم أسمع ليأشر لهم ليتوقفو ليتوقفو مبتعدين عنه بينما هو كان يجاهد لإلتقاط أنفاسة فهو لايشعر بشيء جسده مخدر ويريد النوم فقط النوم..
ليتحدث جون مجدداً بتسلية: هيا أنا لم أستمع جيداً ماذا قلتي؟!
ألين بصوت مذبوح: أرجوك أتركة أتركة لا تقتله هو ماذا فعل؟ وأنت ماذا تريد؟ أرجوك، لتسمع صوت صراخة المتعب الذي جاهد لإخراجه ليوبخها به: إنتي بتعملي إيه؟ ده كلب إبعدي عنه! إبعدي عنه!.

لتدفعه بتلقائيه مبتعده للخلف ليبتسم بإجرام وهو يمسك معمصها محاوطاً خصرها مجدداً بقوه جعلها تتأوه بألم: هو من اخبركي أن تبتعدي بلغتكم اللعينه تلك أليس كذالك؟! ليقبض على خصرها أكثر جعلها تصرخ بألم ليهتف هو بتقزز وصوت مرتفع: سيأتي يوماً وسأجعلكي تصرخين بأسمي ألين هل سمعتي لتصفعة وهي تبتعد عنه بتقزز ليرد لها تلك الصفعه بغل لتصرخ بألم وهي تسقط أرضاً من قوتها ليجن جنونة وهو يحاول الوقوف لكنة سقط لا يستطيع أن يتحرك لا يستطيع ليغمض عينه بقهر فهو لن يستطع حمايتها لن يتسطيع ألم يتشاجر معها لكي لاتكون وحدها؟ هاهي معه الان ولا يستطيع التحرك حتى؟ فألمة الان لايضاهيه ألم فشعور العجز أسوأ شيء قد تشعر به أمام من تحب..

ليصل لمسامعة صوت أنينها وهي تتحرك بجسدها بهدوء كي تصل له ليمد كفه بجانبه لكي تمسكة لتتوقف وهي تحدق به باكيه بحرقه من أعماقها بسبب حالته لتترقرق الدموع بعينة وهو يراها تحبو إليه بتلك الطريقة، لتصل أخيراً ومدت يدها لتسمك بيده لكنها وجدت فراس يتأوه بألم عندما دهس الأخر يده بقدمة وهو يهتف بحقد: أإلي الان مازلت تستطيع تحريكها ليستمر بدهسها بشكل دائري بحذائة تحت تألمة لكنة لم يصرخ لمره واحده حتى عندما كان الجميع يبرحونة ضرباً ليكمل: هل بعد كل تلك الضربات مازلت تستطيع تحريكها أنت صبور حقاً، أم أنها قوتك؟، أم قوه الحب، ليرفع جانب شفيته بسخريه: حب هااا أنا سأشوه هذا الحب الخاص بكم لأنني أكاد أتقيئ، ليرفعها من خصلاتها بقوه وهي تصرخ بألم واضعه يدها خلف رأسها تحاول إبعاده لكنه هتف بابتسامة: إصرخي إصرخي فأنا أحب سماع صوت صراغ الفتيات وخاصتاً الرقيق مثلك، ليدفعها لتسقط أرضاً صارخه بألم ليجثو على ركبتية أمامة وهتف بحقد: تلك المره عندما أتيت لغرفة نومك هل تذكر، لينظر له الاخر نظره مميتة رغم ألمة جعلته يقهقه بتسلية: حقاً أنت لديك كبرياء يعجبني وغرور يروقني لكنه لن يفيدك، عندما أجعلها ملكي، أنت ذالك اليوم كنت تعلم أنني أراقبك لهذا فعلت هذا جعلتني أراكم لكي تريني أنها ملكك صحيح؟ لاتقلق ستكون بيد أمينة فأنا لن أجعلها تفتقد لمستك تلك، ليبصق بوجهه وهو يرمقه بتقزز ولم تكن سوي دماء ليزيلها الأخر بفقدان صبر ثم لكمه بقوه لترتطم رأسه بالأرضيه ليتأوه مجدداً وجسده قد تشنج من كم العنف الذي تعرض له لتأتي هي ركضاً إليه لتجثو على ركبتيها ترفع رأسه على قدمها بيد مرتجفه ودموعها سقطت على وجهه وهي تربت على وجنتة بأسي فالدماء تغرق وجهه لتتحدث بإرتجاف: ف، فراس فراس، لكنها تحولت لصرخه عندما حذبها من شعرها بقسوه ليسقط على الأرض مجدداً..

ألين برجاء وهي تصرخ به بقهر: لما تفعل هذا؟ لما؟
جون بحده وهو يقبض على فكها بعنف: لأنني أريدك هل فهمتي لما؟ أريدك ولن أتركك..
ألين بصراخ: فقط أتركه أتركه أرجوك وسأفعل ماتريد سأفعل لكن أتركه..
لكنة صرخ بها بوهن: إنتي بتعملي إيه بتعملي إيه؟
ليقهقه جون: حقاً حقاً، إذاً هل أقتله الان حتى نحيي بسعادة..
ألين برجاء وهي تنظر إلى فراس بألم: أرجوك، أتركة..

ليبعده عنها قليلاً وهو يخرج من جانبة مسدس لتتصنم مكانها وهي تراه يضع به بعض الرصاصات بتسلية لتركض هي إلى فراس بذعر تخفيه بجسدها وهي تنحني عليه معانقةً إياه بقوه وهي تبكي لكنها شقهت بخوف عندما وجدته مغمضاً عينه وأنفاسه قد ثقلت: فراس، فراس، فوق، فراس، فراس خليك معايا فراس..
ليتحدث بتثاقل ووهن: هششش ص، صوتك مزعج..

لتبتسم وسط دموعها متسائله بلهفه: إنت كويس كويس؟، أومئ بوهن وهو يحاول أن يظل متيقظ، لكنة وجده يتقدم منهم بابتسامة جانبيه متسائلاً بتسليه: هل ستفدينة بحياتك؟ هذا جيد لكنني لا أريد موتك لهذا، ثم أشر على الرجال مجدداً ليعودو إليهم لكي يبرحوه ضرباً لكنها تعانقة بل تشبثت به أكثر مغمضه عينها فهي لن تبتعد مهما حدث، ليقم أحدهم برفع عصاه مجدداً التي من المفترض أن تسقط على رأسها لكنها وجدت نفسها تحته والدماء تتقطر من رأسه على وجهها بغزارة لتصرخ برعب وهي ترفع يدها تضعها على جبهتة علها توقف الدماء لكنها لم تتوقف ليبتسم جون وهو يرفع يده لكي يصيب رأسه لكنه سمع صوت ليقطب حاجبيهه هل هذا صوت الشرطه ليأشر لهم ليهربو وهرب هو الأخر..

لتتحدث بهستيريا وهي ترفع رأسه الساقطه على صدرها صافعه وجنته بخفه: فراس، فراس فوق فراس خليك معايا فوق همه مشيو وهتبقي كويس، ليفتح عينه بوهن وتحدث بتعب: أنا تعبان، عايز أرتاح، وعاد ليغلقها مجدداً لكنها صفعته بخفه وهي تتحدث بصوت مبحوح من كثره البكاء: خليك معايا عشان خاطري، هتبقي كويس، ليحاول فتح عينة مجدداً وتحدث بأنفاس ثقيله: أنا بس عاوزك تعرفي إن أنا مش ندمان عشان إتجوزنا! عمري م ندمت على حاجه عملتها معاكي، لتهز رأسها وهي تزيل الدماء من على وجهه: عارفه عارفه، متتعبش نفسك متتكلمش، لكنه إنحني يريح رأسه على كتفها: أنا تعبان، عايز أرتاح، عايز أنام..

ألين برجاء وهي ترفع رأسه بيدها: فراس، خليك فايق هتصل بالأسعاف بالأسعاف وهتيجي وهتيجي، لتحاول التحرك لتأخذ هاتفها الساقط بعيداً عنها لكنها لم تستطع فهو يستلقي عليها بثقله: فراس فراس، إبعد شويه عشان أعرف أتصل، لكنه هز رأسه وهو يستند بجبينه على جبينها متحدثاً بوهن: مش هيجو مش هيجو، وأنا مش عايز دوشة وأنا بتكلم معاكي لأخر مره..

ألين برجاء: فراس، متقولش كده إنت كويس، أنا مش هقدر أعيش من غيرك مش هقدر، ليكمل بتعب وصوت خافت: خلي بالك من نفسك، ثم حرك يده بألم يضعها على معدتها: أنا مش سايبك لوحدك، خلي بالك منه وعرفيه إني كنت بحبه، وأوعي تخليه يقربلك بلغي عنه لو شوفتية..

ألين بصوت مذبوح: فراس، متقولش كده إنت هتبقي معايا وهنتخلص منه سوي وهنربي إبننا سوي برضه فراس. إبتسم بألم مكملاً: بس أحنا مش هبقي سوي لتهز رأسها بنفي وهي تتشبث به بقوه ليكمل بحزن: محدش بيموت ناقص عمر زي منتي عارفه، لتعانقه بقوه لاتريد إفلاتة وقد بدات تتذكر حديثه وكأنه شريط يمر أمامها الان: مهما حاولت أشرحلك مش هتفهمي عارفه ليه؟ عشان إنتي مشفتنيش بموت قدامك مرتين، عارفه ي ألين هتعرفي أنا بتكلم على إيه إمتي؟ لما تلاقيني ميت قدامك هتعرفي أنا بتكلم على إيه لما تلاقيني غرقان ف دمي هتعرفي بتكلم على إيه؟بس سعتها للأسف مش هبقي موجود عشان تعاتبيني وتقوليلي إنت مفكرتش فيا ليه؟، كادت تخبره الان أنها شعرت بما شعر بل أكثر لكن رأسه سقطت عليها ولم تعد تشعر بدقات قلبه ولا أنفاسه التي لطالما كانت تضرب عنقها لاشيء..

لتتوسع عينها غير قادره على التحدث لكنها رفعت رأسه تري سكون ملامحه وإنقطاع أنفاسه، هل إرتاح الان؟.
ألين بنبره هادئه تحولت إلى صراخ أذهب بصوتها: فراس، فراس، فرااااااس، لأ، لأ، فراااااااااااااااااااااااااااس.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة