قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل السابع والسبعون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل السابع والسبعون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل السابع والسبعون

ركضت له وقفزت عليه لتسقط بأحضانه وهي تضحك بسعادة فقبلها وهو يعانقها بحنان وسألها بلوم: ينفع كده تدخلي من غير ما تخبطي؟!
هزت رأسها وهي تقوس شفتيها وقالت بأسف: آسفة، مش هعمل كده تاني، إبتسم ثم قال بمكر متصنعاً الحزن: بس انا مش هستفاد حاجة من آسفة دي هعمل بيها ايه؟!
فقالت بحزن وهي تربت على وجنته بيدها الصغيرة الناعمة: طيب متزعلش هعملك اللي انت عايزه..

ابتسم وهمس بأذنها بمكر: النهاردة بليل هقولك تعملي ايه ماشي؟!، أومأت وهي تقوس شفتيها وقالت: طيب يلا عشان نفطر، إبتسم والتقط كنزته ارتداها ثم حمل مليكة على كتفه مُتجهاً بها إلى الأسفل..
فتحت عيناها بوهن لتجد أحدهم يربت على شعرها بحنان، حركت رأسها قليلاً فوجدت سارة تجلس بجانبها تنظر لها بحنان فقالت بابتسامة واهنة: ساره
ابتسمت ساره وقالت وهي تميل رأسها عليها: كايا..
ضحكت بوهن وعانقتها بخفة: وحشتوني..

ربتت على ظهرها بحنان وقالت بدفء: انتِ أكتر يا حبيبتي، يلا خفي كده وصحصحي عشان تشيلي يوسف..
قهقهة مها ثم قالت بمكر: بس النهاردة مش الخميس؟!، قرصتها سارة من وجنتها بخفه وقالت بغيظ: بطلي قلة أدب بقي، ثم عادت للتحدث بحنان: تاكلي هنا ولا تقدري تنزلي؟!
قالت بحلق جاف وهي تعتدل جالسة: مش جعانة انا بس عايزة ميه وماما ماما فين؟!

قالت سارة بهدوء وهي ترتب خصلاتها بحنو: ماما كانت سهرانه جنبك طول الليل من خوفها عليكِ وأنا قومتها بالعافية ترتاح من شوية..
ابتسمت مها وقالت بامتنان وهي تعود للتسطح مجدداً من الخمول: ربنا يخليك يا ساره انتِ قمراية خالص والله، عشان كده ربنا رزقك بعلى، ثم صمتت وتابعت كي تغيظها: ايه كنتِ فاكراني هقولك على محظوظ بيكِ! ده سُكر ومفيش منه اثنين!

ألقت عليها الوسائد بغيظ وقالت بشراسة: طيب نامي بدل ما اخنقك نامي..
دلف على عليهم لتبتسم سارة بدفء عندما أبصرته فقالت مها بمكر: شوف شوف الخبيثة كانت هتموتني عشان بشكر فيك من شوية و دلوقتي بتضحكلك!
ضربتها مجدداً بغيظ وهي تقطب حاجبيها بضيق فعانقها على بحنان وقبل جبهتها: بس يا مها متضايقيش سارة..
لوت شدقيها وقالت بحزن: امتي حد يدافع عني كده انا كمان!

نظر لها على باستياء وقال بسخط: أعوذ بالله منك يا شيخا! عارفه لو اتخانقنا صدقيني هنفخك..
أولته ظهرها وهي تدثر نفسها بالفراش وأغمضت عينيها وقالت بحزن: اخص على الأخوات اخص..
قهقهة عليها وجلس بجانبها وربت على وجنتها بحنان وقال برفق: هتفضلي نايمة كده كتير! في ضيوف جايين النهاردة..
فتحت نصف عينها وتساءلت: ضيوف مين؟!

قال بهدوء: فارس وط، وتوقف عندما وجدها تنتفض وجلست أمامة وسألته بضيق: ليه؟ ليه؟ هيطلبني للجواز ولا ايه؟
رفع حاجبيه وتبادل النظرات مع سارة ثم سألها: اشمعنا يعني؟ بتقولي كده ليه؟!

هزت كتفيها وقالت بنبرة عادية: لا مفيش عادي كنت بتوقع بس على العموم أنا مش موافقة أصلا، وعادت للنوم وتركته يحدق بها بتعجب فلكزها بكتفها بغيظ: قومي كلميني زي الناس مش موافقة على ايه ومالك قومتي فجأه كده لما جبت سيرته ولا كأنك تعبانه ولاحاجة تكونيش بتحبيه؟!
فغرت فاهها ونظرت له باشمئزاز قائلة: مين ده اللي أحبه الهمجي الشوارعي ده! انا مش هنزل اصلاً طول ماهو هنا سربة من بره بره مش ناقصة..

إقترب وقبض على ياقة ملابسها وقال بشك: بت يا مها أنا شاكك فيكِ ومش مصدق كلامك مش مقنع؟!
هزت رأسها بنفي وقالت باستخفاف: اعملك ايه يعني متصدقش!
زفر بعصبية وهو يهدأ من نفسه: مها الكلب متعصبنيش وتستفزيني وتمثلي انك عيانة عشان هتلاقي القلم نزل يزغرط على وشك..
انتفخت أوداجها بضيق وكتفت يديها أمام صدرها وقالت: والمطلوب دلوقتي؟!

دفعها والقي عليها الغطاء وقال بسخط: ولا حاجه نامي، ومتسأليش عليا عشان مسافر بليل..
انتفضت مبعدة الغطاء عنها وقالت بلهفه لا يعلم متى ستنتهي: رايح عند فراس صح؟
أومأ لها بهدوء فقالت بتوسل وهي تسمك يده: خدني معاك وحياتي عندك خدني معاك..

هز رأسه برفض وقال بصرامة: لأ وألف لأ وبطلي زن عشان مفيش أمل اني اخدك ومتقوليش اني مسافر قدامهم على العشا عشان محدش يعرف ماشي؟! واتغطي كويس بقي، وقبل جبهتها تحت صمتها وهي تحاول تجميع حروفها وعندما انتهت كان هو قد ذهب وسارة خلفه وهي تقهقه على تعابيرها..
تنهد وهو يراقبها كيف ترمقه بجانب عيناها كُل برهة وأخرى وهي تأكل وتطعم فادي معها ويعلم أنها تتساءل لما لم يذهب لعمله مثلما كان يفعل كل يوم..

فقال بهدوء وهو يتناول فطوره: أنا أجازه معنديش شغل، وياريت بدل النظرات دي ممكن تسأليني وهرد عليكِ عادي ده حتى انتِ مراتي يعني!
تركت ما بيدها ونظرت له بابتسامة صفراء وقالت ببرود: تروح ماتروحش ده ميشغلنيش ان شاء الله تفضل قاعد طول عمرك مش موضوعي..
أسند مرفقة على الطاولة ثم قال وهو يضع وجنته على راحة يده: ما أنا هفضل قاعد معاكِ طول العمر يا قلبي، وبعث لها قبلة في الهواء بنهاية حديثة..

فأبعدت نظرها عنه بانزعاج وقلبها يخفق بقوة متابعة تناول الطعام بهدوء حتى قطع الصمت بقوله: مش حابه تسافري تغيري جو شوية؟!
نظر له بدون تعبير وقالت بفظاظة: شكراً..
إبتسم وقال ببرود وحزم مبتسماً بوجهها: بس انا زهقت وحجزت وهنسافر المرة الجيه ابقى اقولك قبلها عشان مضيعش فلوسي على الفاضي، وترك الطاولة وغادر لكن ثوانِ قليلة وعاد مجدداً: اقوم ليه ومراتي حبيبتي هي اللي هتجهز الشنط صح يا سجى صح؟!

وعادت يتناول الطعام بهدوء تحت نظراتها النارية التي ترمقه بها لكنه لم ينتبه..
: بابا ينفع أطلب منك طلب؟!، نظر وائل إلى نور الباكية بجانبه وقال بدفء: طبعاً أطلبي..
فقالت بحزن ونبرة مهتزه: لما ألين وفراس يبقوا كويسين ينفع تسيبهم يرجعوا وكفاية عليهم كده؟!
هز رأسه موافقاً وقال بحزنٍ لم يُخفيه عنها: ده اللي كُنت هعمله، ثم نظر لها مراقباً انكماشها على نفسها وقال بأسف ممزوج بالندم: أنا أسف..

رفعت نظرها له وقالت بعدم فهم: ليه بتتأسف؟!
فقال بأسي وهو يكوب وجهها بين يديه مُتذكرا ماحدث لها: أنا كُنت مسافر مكُنتش موجود، لم تفهم حديثة في بادئ الأمر لكنها فهمت من الجملة الأخرى: أنا لو كُنت موجود والله مُستحيل كان حد يلمسك أنا آسف مقدرتش أحميكِ، تساقطت عبراتها وهي تنظر له كاتمه شهقاتها فعانقها بقوة لتبكِ على صدره بألم وهي تنتحب وهو لم يكف عن إعتذاره لها بكل عبارات الأسف..

: ولما لم تُخبرني كي أساعدك؟ لما؟!، هذا ما قاله مايكل وهو يحدق بنائل القابع أمامة بحنق..
زفر نائل وقال بعدم اهتمام: لا داعي لذلك لقد انتهى كل شيء..
فسأله مايكل بتفكير: وانجي؟!
زفر نائل بحده وقال بعصبيه: لا تقُل انجي إنها والدتي!
رفع مايكل جانب شفتيه بسخرية وقال: وهي زوجتي ماذا أقول هل عزيزتي وحبيبتي جيداً!

ضرب نائل جدار المكتب بقبضته بغضب وقال بحده: فقط لا تتحدث عنها أمامي وكأنك تعرفها، ثم تابع باستحقار: كيف تزوجت شخصٌ مُثلك يا ألهي!
رمش مايكل بتفاجئ ثم قال بحده: ما بك؟! أنا مُديرك هُنا أيها الوقح من تظن نفسك كي تتحدث هكذا؟ أستطيع أن أطردك الآن لكن لن أفعل لأنني كوالدك..
صرخ به بغضب: ماذا؟!
رد مايكل بخوف وهو يبتلع ريقه: ماذا أمزح نحن أصدقاء لا أكثر لا تتأمل كثيراً..

فتح عيناه بوهنٍ فمُنذ أمس وهو يمكث معهم بالغرفة فالدماء التي أخذتها ألين من جسده ليست قليلة وهو لن يستطيع الوقوف ولا استجماع قوته سوى الآن..
ترك الغرفة والقي نظرة سريعة عليهما وهم راقدين دون حركة قبل أن يذهب نهائياً..
لمح وائل يجلس بالممر فاتجه إليه لتبتعد نور عن أحضانه وقالت هي تمحي دموعها: أنا هرجع البيت أطمن على إيان وبعد كده هاجي تاني، أومأ لها بحنان فذهبت وتركتهم معاً..

تنحنح محمود وحرك شفتيه كي يتحدث فأصمته قول وائل الحاد: انت مطرود، و عشان أنقذت حياة بنتي بس هسمحلك ترجع خدام ولما فترة عقابك تنتهي ابقي سعتها أفكر إذا كُنت ترجع تاني ولا لأ، ثم تابع بتحذير: وأخر مرة تدي لأي حد أوامر أنا بحذرك!، ثم لكزه بجانب جبهته بسبابته جعل رأسه تهتز وتابع بتهكم: متديش حد أوامر تاني غير لما تستشرني دماغك دي متشغلهاش لوحدك؟ وخلاص وهي مش هتشتغل تاني أصلاً عشان هتفضل تحت في المطبخ ومش عايز اشوف وشك فوق ولو مش عاجبك امشي خالص، وتركه واقفاً بمنتصف الممر وذهب..

هتف بإسمها بتعجب عندما رآها تسير مبتعدة للخارج: نور، نور، التفتت وهي تنظر حولها بتشوش لا تراه بسبب مُرور الأشخاص من أمامها فسحبها من يدها فجأه كي تنتبه: أنا هنا!
أومأت وهي تتنفس بسرعة وسألته بإرهاق: في حاجة؟!، أومأ بحزن وهو يداعب وجنتها بحنان: رايحة فين؟!
قالت بنبرة مرتجفة حزينة: هطمن على إيان وهرجع تاني..
هز رأسه موافقا وأخبرها برفق: اطمني عليه وارتاحي وتبقي تعالى بكره انتِ تعبانه!

هزت رأسها برفض لكنه توسل قبل أن تتحدث: عشان خاطري ارتاحي وتبقي تعالي بكره انا موجود هنا متخافيش هاا؟!
أومأت له فأمسك يدها واخذها خلفه للخارج فسألته بمنتصف الطريق: انت رايح فين؟!، قال بهدوء: هركبك..

فتح عينيه ببطء مفرجاً عن مقلتيه البُنية يلتقط أنفاسه ببطء، ظن أنه وحيداً بالغرفة فرفع يده كي ينزع قناع الأكسجين لكنه توقف عندما رآها راقدة على الفراش المحاذي له فتوقف يتأملها ولا يعلم كم مر عليه من الوقت وهو يحدق بها ولم يُحيد بنظره عنها وكأن الزمن توقف به فما زالت شاحبة ولم تبدر عنها اى رده فعل، لم ينتبه سوى على هز نائل لكتفه برفق وهو يسأله بهدوء: فراس انت كويس؟!

هز رأسه بإيماءة بسيطة ومازال ينظر له وسأله بخفوت: هي، هي، ليه مش بتفوق؟!
طمأنة برفق: متقلقش هتبقي كويسه و هتفوق كلها شوية وقت بس و هتكون كويسة، ثم صمت وتابع باستياء: لكن إنت مش كويس ومحتاج علاج وطريقتك دي مش هتنفع في اى حاجة فوق لنفسك بقي!
لم ينتبه لما قال بل كان يصب تركيزه على أناملها التي تحركت فهي أوشكت على الاستيقاظ فقال: عايز، اروح اوضه تانيه..

نظر له بتعجب وقال بعدم فهم: ليه؟ مش عايز تفضل جنبها؟!
هز رأسه برفض وقال بوهن وتمنى فقط لو كان بخير ليبقى بجانبها: مش عايزها تشوفني كده، و ديني اوضه تانيه..
جثا أمامها واضعاً يديه على ركبتيها وعينه تتجول على وجهها المرهق من قلة النوم وعينيها الحمراء الذابلة بندم فهي إلى الآن لم تبدل ثيابها ويشك انها حتى فعلت شيء غير البكاء طوال الليل..

قال بأسف وتوسل وهو يحتضن يدها بين راحة يده: روان، أنا عارف اني معنديش عذر ولا حاجة تغفر لي عندك بس أنا بحبك وإنتِ عارفة ومتأكده صح؟! أنا بحبك إنتِ..

جذبته من ياقة ملابسه بقوة وتحدثت بحرقة جعلته يبتسم: لو هي فاكره اني هسيبك تبقي غلطانة، إنت جوزي و بتاعي أنا لوحدي و بحبك ومش هسيبك فاهم؟! وتابعت بحده وهي تقرب رأسه منها: هي كانت معاك وسبتك فرصتها ضاعت مش ذنبي دي فرصتي أنا ومش هضيعها؟، أومأ لها والأبتسامة تكاد تشق فمه فهذا مالم يتوقعه بتاتاً، تابعت وهي مازالت تبكِ: أنا عارفة انك بتحبنى عشان كده مُتمسكة بيك بس صدقني لو حسيت في أي وقت انك رجعت تميل ليها تاني هخرجك من حياتي والمرادي بجد..

عانقها بقوة جعلها تسقط على ركبتيها أمامه وقلبه يخفق بقوة أكبر من سعادته، فتابعت بكائها على صدره وهي تنتحب فاعتذر من كل قلبه وهو يستمع لصوت أنينها: أنا آسف والله عارف اني تعبتك كتير و مستاهلكيش بس مهما حصل مش هسيبك مش هتخلي عنك تاني مش هتحصل، انتِ دخلتي حياتي ومش ذنبي انا كمان مش هسيبك، بس خلاص اهدى كفاية عياط كفاية..

هدأت قليلاً فأجلسها وهو معها ثم سحبها لأحضانه وحاوطها بحنان مربتاً على شعرها برفق وطلب منها برجاء: روان، يلا نعمل الفرح ونمشي من هنا؟!
نظرت له بأعين دامعة وقالت بحزن: كده عمو مدكور مش هيبقي حضر ولا كتب الكتاب ولا الفرح؟!
محي تلك العبرة بحنان وقال بدفء وهو يقبل طرف شفتيها: هيحضر مين قال مش هيحضر! هيرجع من السفر قريب..

طلبت منه بهدوء وهي تمرر يدها على وجنته برقة تتفحص رقبته بنظرات ثاقبة: طيب وريني الشقة..
قطب حاجبيه بعد أن كاد يستسلم لتلك المداعبة: شقة ايه؟
فقالت وهي تنظر له بلوم: الشقة اللي اديتها المفتاح بتاعها وقولتلها تستناك فيها هناك..
تنهد مُمسداً جبهته بضيق ونظر لها قليلاً وقبل أن يتحدث قالت: أنا مش بشك فيك وعارفه انها عندك دلوقتي عشان كده عايزه اتكلم معاها اتعرف عليها ده هيضايقك؟!

نظر لها باستنكار وقال بتهكم: أكيد هيضايقنى هي كانت حبيبتي و خطيبتي وايام وكانت هتبقي مراتي! و دلوقتي انتِ مراتي وانتوا الاثنين شبه بعض عايزاني ابقي فرحان؟! روان أنا بحبك بس مش بكرهها برضه وقربها ليا مش كويس ولا عشانك ولا عشاني! لازم تبعد..
امسكت يده وقالت برجاء وهي تتوسله: طيب اشوفها مره واحده بس عايزه اتكلم معاها عشان خاطري مش هطول..
سألها بضيق: ليه؟ هتتكلمي معاها في ايه؟!

تركت يده وسألته بشكٍ: انت في حاجه مش عايزني اعرفها؟
نظر لها وصمت وكان هذا أكثر من كافي لتفهم
فوقفت لتذهب لكنه أمسك معصمها وأعادها بجانبه وقال بهدوء متحكماً بالغضب الذي بدأ يزحف إلى جسده: حاجات كتير مخبيها ومتعرفيهاش عني بس مش ده السبب اللي مش عاوزك تشوفيها عشانه!
سألته بنبرة مرتجفة وهي على وشك البكاء: ومخبي عني ليه الحاجات دي؟!

قال بحنان وهو يمحي عبرتها الساقطة: عشان ده ماضي المفروض إنه إدفن معاها! لكن لو عايزاني أحكيلك احكيلك، هزت رأسها بنفي وقالت برفض: خلاص مش عايزه أعرف، خدني ليها بقي..
أومأ لها باستلام وأخذها إلى الشقة...
دلفت بهدوء ونظرها يتجول على كل إنش بالشقة حتى توقفت أمام غرفتها التي أشر عليها شريف وأدارت المقبض ودلفت بهدوء..
لتتصنم مكانها عندما إقتربت من الفراش ورأتها!.

كانت جنات نائمة بعمق بأحضان نوران على الأريكة بغرفة المستشفى بينما جود كان ينام جالساً على المقعد بطريقة غير مريحة مع تساقط رأسه كل برهة وأخري بسبب النعاس تجعله يجفل..
اعتدل وهو يكتف ذراعيه أمام صدره مرجعاً رأسه للخلف لكن صوت جنات الباكِ بانزعاج أيقظة وجعله يهرول لها بقلق فصمتت عندما رأته يجلس أرضاً بجانب الأريكة فالمقعد أتعبه..

نظر لها مطولاً مراقباً مقلتيها الخضراوتين الدامعة التي تحدقان به بحزن مقوسة شفتيها فمد أنامله وفرق بين شفتيها من الجانبين كي يجعلها تبتسم فضحكت ودفنت رأسها بأحضان نوران ثم عاودت النظر له وهي تبتسم فأمسك يدها التي لم تتوقف عن الحركة وقبلها بحنان مُداعباً شعرها بأنامله يتأملها بابتسامة تكاد تشق وجهه وكل تفكيره محصور حول المستقبل أين سيذهب بها عندما تكبر! أين سوف يخبئها عن أعين الناس؟! لما يجب عليها أن تكون جميلة كوالدتها بتلك الطريقة؟! هي قابلة للأكل فكم يشفق على زوجها، أي زوج هذا؟ أقسمَ أنه سوف يجعله يسف التراب قبل أن يحصل عليها؟ من هو ليأتي ويأخذها من بين يديه بتلك السهولة؟! لن يفعل لن يتركها سوف يُعذبه حتى يحصل عليها أياً يكن..

تنهد وهو يداعب وجنتها ثم أخرج هاتفه وهو يبتسم ملتقطاً صورة لكلتيهما معاً يراقب التشابة بينهم وهو يبتسم فهي نوران بثوبها الصغير فمن سيسأله عن حياته سيقول أنها تكمن بهذه الصورة..
أسند وجنته على طرف الأريكة محدقاً بنوران التي إلى الآن مازالت نائمة فالتعب تمكن منها حتى أنها لا تشعر بحركة جنات التي كانت توقظها بسهولة..

كاد يغفي من جديد لكنه سمع صوت جنات تبكِ تنهد وهو يحاول أخذها من بين يدي نوران لكنها ترفض وتدثر نفسها بأحضانها فكاد يشد شعرها بغيظ وتركها وغادر لكن قبل أن يغلق الباب وجدها تبكِ عاد لها ولا يعلم ما المشكلة لا تريده وتبكِ عندما يذهب؟!

ضحك بخفة بعد تفكير عندما أدرك ما تريد فقرص وجنتها بخفه وهو يبتسم: مش عايزه تقعدي لوحدك يا لئيمة انتِ ماشي، ظل يلاعبها ويضحكها حتى تستيقظ باسمة لكنها لا تستيقظ وهذا أقلقهم وقول الطبيب جعل ذلك القلق يتفاقم عندما أخبرهم أن تلك المرة ليست بسيطة مثل كل مرة ومن المحتمل أن تدخل في غيبوبة..
ولا يعلم أين اختفى شهاب هو الآخر؟!.
مساءاً..
صرخت بفزع أجفلتهم فجاءوا ركضاً إلى غرفتها..

ارتمت بأحضان ريم ترتجف بخوف فربتت على ظهرها بحنان وهي تسألها بقلق: في ايه يا حبيبتي شفتي كابوس؟!
هزت رأسها بنفي وهي تنظر إلى يحيي بطرف عينها وتابعت بهيستيريا: فار في فار هنا وخايفة ومش هنام فيها تاني!
هدأتها ريم بحنان وقالت بدفء: خلاص نامي معايا..
هزت رأسها برفض: لا عايزه أنام لوحدي، أنا مش صغيره..
فقال يحيى: وعشان انتِ كبيرة خليكِ هنا..

هزت رأسها وكادت تبكِ فكوبت ريم وجهها وسألتها برفق: طيب انتِ عايزة ايه؟!
قالت بهدوء: عايزه اخد الاوضة بتاعتك..
فسألتها ريم وهي تقوس شفتيها: طيب وأنا أنام فين؟!
فقالت وهي تمط شفتيها: نامي عند يحيى..
زجرها بحده: بنت يا مليكة عيب كده؟! مالكيش دعوة؟
ضربت قدمها بالأرض بغضب وعيون دامعة: مليش دعوة..
عانقتها ريم بحنان وقالت بابتسامة: خلاص يا حبيبتي خدي الأوضة مش مهم هنام أنا مع الفار..

هزت رأسها بنفي وقالت بحزن: لا مش بحب حد ينام في أوضتي!
تنهدت ريم بتعب: يا حبيبتي هتاخدي بدالها سبيلي انا دي!
هزت رأسها بنفي وستبكِ من جديد فأوقفتها ريم وهي تقول باستسلام: خلاص هنام على الكنبه تحت حلو كده؟!
هزت رأسها موافقة فقال يحيى باعتراض: لأ طبعاً خدي انتِ الأوضه وانا هنام تحت..
فقالت برفض: لا مش هخليك تسيب اوضتك عشاني مش هينفع..

نظر إلى مليكة وقال بصرامة: خلاص هتناموا مع بعض في الاوضه مش عايز دلع يا مليكة الله؟!
نظرت له بحزن ثم إلى ريم وقالت بلوم: انتِ ليه مش بتنامي عند يحيى؟ وبرضه مكنتيش بتنامي عند مالك انتِ مش بتحبينا، وتركتها وركضت الى الأسفل..

إبتسم يحيى وهو يوليها ظهره هم لم يتفقوا على قول هذا لكنه قولٌ قوي حقاً، تحمحم وعاد للجديه مجدداً وأستدار قائلاً بهدوء عندما رأى ملامحها الحزينة: متقلقيش هنام في اوضة المكتب وكمان عندي شغل كتير مش هحس بالوقت، وتركها وغادر لكنها أمسكت يده أثناء مُروره من جانبها جعلته يتوقف ونظر لها بتعجب فقالت بندم: هي عندها حق أنا غلطانه وغلطت مرة و بكررها تاني لازم نبدأ من جديد ونعيش حياة طبيعية عشان مالك لما يكبر كمان، ممكن تساعدني؟!

ابتسم وعانقها بقوة مقبلاً رأسها بحنان وقال بحب: أنا معاكِ دايماً ومش هسيبك أبداً..
خرجت من دورة المياه بعد إن أخذت حماماً دافي تبعد به أثر النوم عنها..
فهي عندما عادت وجدت إيان نائم بعد وصلة بكاء جيدة أرهقته حتى تعب وغفي، وغفيت هي الأخرى عندما رأت الفراش واستيقظت الآن بكل نشاط و ستذهب إليهم لن تبقى هُنا حتى الصباح فهي كادت تبكِ عندما رأت عبراته مازالت دافئة على وجنته فهو الخاسر الوحيد هُنا..

=: سيدتي لقد أستيقظ ولا يكُف عن البكاء. أومأت لها نور وهي تجفف شعرها وقالت بهدوء: سأقوم بتبديل ملابسي وآتيه خلفك، هزت رأسها بطاعة ثم غادرت..
بعد بعض الوقت، اتجهت إلى غرفة ألين فوجدته مستيقظاً يمتص يده بجوع وعيناه مبللة أثر البكاء..

حملته برقة وهي تربت على ظهره بحنان فعاد إلى البُكاء مُجدداً بخفوت رقيق بجانب أذنها فضمته إلى صدرها أكثر بأسي لحالته وهي تقبله ثم جلست قليلاً على الفراش منتظرة الحليب كي تطعمه..
كانت تداعب وجنته بنعومة وهي تراقبه بابتسامة كيف يرتشف الحليب مُبعدة شعره إلى الخلف وعبراتها تنساب على وجنتيها بصمت فكم هو رائع شعور الأمومة الذي لن تجربة يوماً..
حملته بهدوء بعد ان انتهي واتجهت به إلى المستشفى..

كان يجلس على المقعد أمام الطاولة في المطبخ يحدق من النافذة بشرود تاركاً قدح القهوة الذي يتصاعد منه الدخان حتى برد..
همست تلك الخادمة الشقراء بفظاظة إلى صديقتها وهي تحدق به: ذلك عديم الذوق لقد تركته ينام بغرفتي ليلة كاملة وعندما استيقظ ذهب دون أن ينتظرني أو يقول شكراً حتى!
فقالت صديقتها بهمس مُماثِل: لا تتطاولي عليه فهو ذراع سيدك الأيمن لكنه مُعاقباً الآن وسيظل معنا لبعض الوقت..

ابتسمت بتشفي وهي تحدق به وقالت بسعادة: حقاً! هذا جيد لأنه متعجرف يستحق يستحق..
توقف بالممر وهو يلهث من التعب فهو عانا الأمرين حتى وصل إلى هُنا..
فلوح إلى نائل هاتفاً بإسمة عندما وجده يخرج من إحدى الغرف: نائل، نائل، التفت له بتعجب ثم توسعت عيناه عندما أبصره فتقدم وهو يبتسم وقال: على جيت هنا ازاي؟!
قال بتعب وهو يهز رأسه: ليه تِلفِفُوني مَحد يرد على الزفت حرام عليكم قطعتوا نفسي..

فقال نائل وهو يربت على كتفه: معلش، مشغولين او معكوكين يعني مش هتفرق..
أومأ له وسأله بهدوء: فين فراس؟!
أشر على الغرفة وقال بهدوء: هتلاقيه فايق اتكلم معاه عشان جبت أخرى والمرة الجاية هضربه!
قهقهة على وهو يسير إلى الغرفة..
كاد يذهب لكنه توقف عندما رأى نور تسير بالممر تحمل إيان من خصره أمام معدتها يراقب الطريق معها بنظرات طفولية منبهره لا يفهم ما يرى وخاصتاً خطواتها التي تتقدم بالتناوب..

توقفت فجأة عندما وجدت نائل يقف أمامها ينظر لها باستياء: برضة مفيش سمعان كلام!
قالت بتبرير: صدقني ارتحت ونمت كويس، وإيان بيعيط دايماً كان لازم أجي بيه يمكن تفوق..
أومأ لها على مضض وهو يربت على شعر إيان جعله يرفع رأسه وينظر له بابتسامة جعلته يبتسم هو الأخر
ثم انحنى وقبل وجنته ورفع رأسه امامها مقبلاً وجنتها هي الأخرى وابتعد عن طريقها كي تذهب..
نظرت له بتعجب قليلاً ثم ذهبت إلى غرفته ألين..

أسند مرفقة على إطار الباب وقال بابتسامة: فراس موجود؟!
ابتسم فراس عندما رآه وانتصب جالساً نصف جلسه متكئاً على جذع الفراش هزاً شفتيه للجانبين وقال بسخرية: بقايا فراس موجوده تنفع؟!
قهقهة عليه وهو يتقدم منه وجلس أمامه على المقعد وقال بابتسامة: مالك بس يابطل!
هز رأسه قائلاً بسخرية: سيب البطل في حالة طيب..
ابتسم بحزن وربت على كتف وقال بغيظ: عامل نفسك مهم، لازم ادوخ عليك يعني؟!

هز رأسه وقال بغرور: طبعاً لازم تدوخ عليا، وتابع بسخط: انت مسلمتش عليا ليه؟ كنت بايت في حضنك انا؟! ايه قلة الذوق دي؟
ضحك وهو يحدق به: انت مش تعبان احضُنك أكسر عضمك يعني؟!
فقال بلا مبالاة وهو يفتح يداه على مصراعيها: مش مهم احضني عايز حنان..
ابتسم وترك المقعد وجلس مقابلة على طرف الفراش وعانقة بقوة مربتاً على ظهره بحنان لبعض الوقت ثم قال: حلو كده شبعت حنان ولا لسه؟!

فقال بخفوت: لسه؟!، اتسعت ابتسامته على ثم قال مواسياً: عارف إني اتأخرت عليك متزعلش، وتابع وهو يضحك: كنت في المزرعة يا فراس!
ضربة بغضب وقال باستياء: مقضيها يعني..
نفي سريعاً بصدق: لا، لا، أمي كانت معانا يا عم مخدناش راحتنا أوي، ويوسف مش بيسكت هو كمان..
فصل فراس العناق وسأله بابتسامة: خلفت خلاص؟
أومأ وهو يضحك: كان نفسي أستناك لما تبقي موجود بس للأسف كان عايز ينزل..

فقال فراس بابتسامة: طيب ما أنا كمان خلفت قبلك!
فقال بتفاجئ مصطنع: بجد وولدت طبيعي ولا قيصري؟!
رمقة باستياء وعاد للاستلقاء مجدداً: امشي يا على مش عايزك، ضحك وهو يربت على ذراعه: طيب شد حيلك بقي عشان أشوفة..
أومأ له فراس وهو يبتسم وصمت، ثم قال على بعد أن حدق بساعته: زمان دلوقتي فارس عندي في البيت..
فسأله فراس بتعجب: ليه؟!

فقال بتفكير: مش عارف والله هو اللي عزم نفسه وانا كنت هاجي بعد العشا بس مقدرتش أصبر!.
ابتسم فراس وقال بعبث: للدرجادي مش قادر من غيري؟!
رفع على حاجبيه وعانقة بقوة: طبعاً ده انت اللي في الحته الشمال..
سأله فراس وهو يضحك: طيب هو شبهي أوي؟!، أومأ له على فتابع باستياء: يعني ممكن ألين تتلخبط بينا؟!
ضحك وهو يهز رأسه نفياً: لا مش للدرجادي؟! هو شعره قصير وانت شعرك طويل..
فسأله مجدداً: طيب مين احلى انا ولا هو؟

ضحك على بعدم تصديق وهو يحدق به: ده بجد؟! لأ خليك واثق في نفسك أسد يلا في ايه؟!
زفر فراس بإحباط وصمت وقبل أن يتحدث وجد أحدهم يدلف عليهم فاعتدل على وجلس على المقعد..
قال بهدوء وصوت خشن: حمدالله على السلامة..
نظر له فراس مُتعجباً قليلاً ثم قال بهدوء مُماثل: الله يسلمك..
قال وهو يحدق بعلى: مش هتعرفني؟!

نظر إلى على وقال بهدوء: على ده عمي، هز رأسه بعدم فهم فأعاد فراس بتنهيده: حمايا؟، هز رأسه مجدداً فزفر وقال: أبو ألين يا على!
أطلق على أهه من بين شفتيه دلالة على فهمه ثم قال باستنكار: أبوها الميت؟!
كاد فراس يبكِ لكنه قال موافقاً: ايوا هو الميت سلم عليه..
أبتسم على وصافحه بهدوء: أنا على صديق فراس؟!

أومأ وائل بابتسامة: اه اخدت بالي من الذكاء المشترك بينك انت وهو، أومأ له على وقال بابتسامة: ربنا يخليك يا عمي..
بينما فراس كان يحدق بعلى المبتسم بدون تعبير أهو أحمق أم يتحامق؟!
دلف نائل وهو يحدق بفراس بدون تعبير وحرك شفتيه قائلاً شيئاً ما بغيظ مُسمعاً نفسه فقط وقد تأكد فراس أنه يسبُه عندما رآها فهو يستحق..
سأل نائل على بهدوء: فرفشته ولا لسه يا أستاذ على؟!

ابتسم على وقال محدقاً بفراس: هو مفرفش لوحده مش محتاجني صح يا فروستي؟!.
قلب عيناه وأولاهم ظهره فقال نائل بغيظ: انت تتكلم معاه عشان يكمل علاج ويمشى من هنا ولا عجبتك القاعدة يبو أوصه!
نظر له وائل رافعاً حاجبيه بينما فراس التفت له بعصبيه وكاد يترك الفراش بغضب لكن على أوقفة وهو يضحك: لا فهموني في ايه؟! لو مش عايز ياخد الحقنه انا ماسكه اهو يلا..
زفر فراس وقال بعصبيه: اوعي يا على سبني اقوم اضربه..

قال نائل بعصبيه مُماثلة يشكوه لهم: عايز يخرج ولسه حالته مش مستقرة وفوق كل ده مش عايز يعالج دارعة الغبي، اتفلق أنا غلطان، وترك الغرفة وغادر لكن الطبيب الذي دلف أوقفه عندما تساءل وهو يبتسم: كيف حاله اليوم؟!
قال نائل بضجر: مثل أمس لا جديد!

قال الطبيب بصرامة وهو يحدق بفراس: يُجب ان تظل تحت المُراقبة لمدة أسبوعان لن تترك تلك الغرفة قبل ذلك الوقت، وتابع باستفهام وهو يحدق بعلى: لما تُقيده هل أتته نوبة صرع مُجدداً؟!
نظر له على بقلق لكن الطبيب تابع: لا تقلق ستتم معالجتة بالعقاقير و سيكون بخير لا تقلقوا بتاتاً..
فأضاف نائل: أنت تعلم مشكله ذراعة صحيح؟!

أومأ له بهدوء وقال: نعم لقد تحدثتُ مع طبيباً مُختص وفحصة عندما كان غائباً عن الوعي مثلما أخبرتني وقال إن معالجته ليست مستحيلة لكن يُجب أن يبدأ الآن..
كاد فراس يصرخ بهم بغضب لكنه توقف عندما جاءته تلك الفكرة فسأل الطبيب وهو يبتسم: كم المُدة التي من المفترض أن أقضيها هُنا إن بدأت العلاج؟!
قال الطبيب بتفكير: ربما شهر وأكثر لما؟!

ابتسم فراس وعاد للاستلقاء مجدداً وقال بخضوع: طيب أنا هطر أني أفضل هنا الفتره دي، وتابع بتسلية وهو يحدق بنائل: كان نفسي أرجع معاك بس شكلك كده هتشتغل خدام لوحدك..
فقال نائل باستنكار: ده كل اللي يهمك؟!
أومأ له وتابع بغرور: برستيجي ميس، وبتر قوله عندما وجد وائل يحدق به يستمع لما يقول فأولاهم ظهره كالأطفال وصمت..
هز نائل رأسه بقلة حيلة وترك الغرفة: انا رايح اطمن على ألين ونور..

هب فراس من على الفراش عندما سمع إسمها فتأوه بسبب حركته السريعة فوبخه على بضيق: براحة في ايه؟!
فقال بألم: قوله استنى هروح معاه..
استدار له نائل وقال بهدوء: يلا..
ضحك بسعادة وتحرك من يدها باندفاع..
نظرت له بتعجب لتفهم ماحدث له عندما وجدت ألين تحدق اتجاههم..
ابتسمت وتركت الأريكة مُتجه لها..
ربتت على وجنتها بحنان وسألتها بقلق: انتِ كويسة؟!

أومأت لها وهي تشعر بالدوار ثم ابتسمت بخفة وهي ترى إيان معلقاً بيد نور فقالت بخفوت: ممكن تنيمية جنبي؟!

أومأت لها نور وهي تبتسم: طبعاً، ووضعته بجانبها برفق ليتحرك مدثراً نفسه بأحضانها مُتشبثا بقميص المستشفى الخاص بها بيده الصغيرة فقبلت رأسه بدفء مُحركة وجنتها ضد رأسه تُداعبه بحنان وهي تستنشق رائحته بانتشاء مغمضة العينين تبث حنانها له وقالت بأسف ممزوج بالندم وهي تبكِ: أنا آسفة، آسفة، أدمعت عينا نور وكادت تبكِ معها لكن طرق الباب أوقفها فذهبت كي تري من وهي تأخذ شهيقا كتمته عندما وجدت شخصاً غريباً يقف أمامها وقبل أن تتحدث قام بسؤالها: هل أنتِ ألين؟!

هزت رأسها بنفي فقال باستياء: إذاً أين هي فأنا أريد أن أراها، أريد أن أخذ الطفل إنه ابن أخي!
نظرت له بعدم فهم فأعاد كي تفهم: جون، جون، إنه شقيقي وأريد طفلة!، صرخت بفزع عندما وجدت من يدفعه من الخارج بقوة أسقطه أرضاً أمام قدمها: ابن من؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة