قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثامن والسبعون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثامن والسبعون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثامن والسبعون

إبتعدت إلى الخلف بخوف...
توقفت بجانب تَخت ألين تُحاول مُساعدتها عندما وجدتها ارتعبت وضمت إيان إلى صدرها بخوف وهي تئن من ألم رسغها..
مُحدقة بنائل الذي يعتليه جالساً فوق ظهره رافعاً رأسه بقبضته يقتلع خصلاته بقسوة فكان كالذبيحة التي تنتظر ذابحها بين يديه..
هسهس بغضب وهو يهز رأسه بين يديه: تحدث مُجدداً من؟ ابن من؟!
فقال بألم وهو يحاول التحرك من تحته: إنه ابن، ابن أخي، ما مشكلتك؟!

قال فراس بهدوء وهو ينظر إلى على: أنا مش هضرب معاكم صح؟!
هز رأسه موافقاً وهو يساعده بالجلوس على أحد المقاعد: ايوا خليك هنا اتفرج بهدوء..
هز رأسه برفض وطلب بحزن: وصلني عند ألين طيب، إبتسم على وساعده على السير حتى توقف أمام ألين، اتسعت ابتسامته عندما رأي إيان لكنه لم يجرؤ أن يطلب رؤيته بسبب تمسُك ألين به بتلك القوة وهي لم تنتبه لهم من الأساس..

=: لما لا تصدق؟ أقسم أنني فقط أقول الحقيقة، لقد أخبرني أخر مرة تواصلت معه بها أن عشيقتة على وشك الولادة ويُريدني أن أذهب وأخذه منها وأقوم أنا بتربيته
شد شعره أكثر جعله يتأوه وقال وهو يصر على أسنانه: وماذا بعد؟
تابع وهو يتنفس بحدة: قال يُجب أن يثأر له عندما يكبر إن حدث له شيء..
فسأله بحده وهو يدفن رأسه بالأرض: ومِن من سيثأر؟!

قال بصوت مكتوم وشفتيه تلامس الأرض: أقسم لا أعلم لقد قال إنه عندما يبلغ عامه العشرين سيصل له مَظروف به كُل شيء يحتاج معرفته..
قضم نائل شفتيه بِغل أذلك المريض سوف يُزعجهم بحياته ومماته والآن يملُك طفلاً يُريده أن يُكمل فساده في الأرض؟!
همس بحنان وهو يربت على شعرها: ألين، انتفضت بخوف عندما شعرت بلمسة على رأسها..

إبتسامة حنونة اعتلت ثغرة وهو يهدئها: إهدي، أنا فراس، التمعت عيناها وهي تراه أمامها وقالت بعدم تصديق: فراس!، أومأ لها بحنان وهو يجلس على طرف الفراش وانحني مقبلاً جبهتها بدفء فأغمضت عيناها مع سقوط عِبرتها الحارة وهي تشعر بشفتيه الدافئة تداعب جبهتها برقة مع قوله الهامس الحزين: حمد لله على سلامتك..
أغمضت عيناها بندم وقالت بنبرة مرتجفة آسفه: الله يسلمك، ثم سألته بلهفة: إنت كويس؟!

أومأ وهو يبتسم مُمرراً أنامله على وجنتها الممتلئة يُداعبها بحنان فأغمضت عيناها وهي تحرك وجنتها ضد يده ثم قبلتها برقة، فتأوه بحزن لحالتها وإنحني وعانقها بقوة مقبلاً جيدها بدفء فوصل إلى مسامعه صوت إيان المنزعج لقد تناساه!
رفع نفسه وابتعد وهو ينظر له فوجده غافياً بأحضانها يقطب حاجبيه بانزعاج يبدو أنه يرى كابوساً مُزعج قبله بلُطف ثم فك تقطيبة حاجبيه بأصابعه وهو يبتسم..

انكمشت ملامحها بألم وهي تحاول النهوض فأعادها فراس إلى التسطح برفق وهو يقول: متتعبيش نفسك خليكِ مرتاحة..
أجفلهم صُراخ نائل بعصبيه: بقي أنا محموق عشانك هنا وانت قاعد بتدلع!
زفر فراس واستدار له ثم قال بجمود: سيبه أنا عارف مين اللي حامل منه وشُفتها مره خلاص..
ارتفعت زاوية شفتيه بسخرية: طالما كده ساكت ليه!
قال بهدوء: مش لازم استني لما يجيب اللي في عِبُه الاول؟!

وقف نائل من عليه بعصبيه وقال له بغيظ: هذا ابن أخيك النائم هُناك هيا اذهب وخُذه..
ضحك فراس ببحة رجولية لتتراقص دقات قلبها على انغامها وهي تتأمله بدفء تستمع لصوت خفقاتها التي جعلت جسدها يهتز من قوتها تُريد أن تعانقة الآن تريده أن يضمها إلى صدره فقط. ولا شيء آخر..
سأله فراس بهدوء: كيف تعرف اسم ألين؟!.

قال بخوف وهو يعدل ثيابه فمظهرة جيد مُختلف تماماً عن شقيقه: لا اعرفه هو فقط كان يُكرره كثيراً كُلما تحدثنا لهذا توقعت أن تكون هي عشيقته!
أومأ له فراس بابتسامة وديعة وقال بهدوء: حسناً يُمكنك الذهاب نحنُ لا نعرف من جون هذا، صديقي فقط يُحب المزاح لا تغضب منه، أومأ وهو يحدق بهم بشك ثم ترك الغرفة وغادر..
إبتسم بحنان وربت على شعرها بدفء وقال بنبرة مطمئنة: متخافيش، مش هيحصل حاجة متخافيش..

أومأت وهي تعيد تقبيل إيان بخوف، فربتت نور على كتفها وهي تبتسم لها كي تطمئن..
كاد فراس يتحدث لكنه شعر بتلك الأعراض تعود له من جديد تشنجت جميع عضلات جسده تشتد وترتخي مع ذلك الألم الذي لا يُحتمل، هذا ليس وقت مُناسب لأيّ نوبة صرع وخصوصاً أمامها ستنهار إن رأته..
هتف بإسم على بألم وهو يوليها ظهره: على، تعالي بسرعة، هرول له بقلق وأسنده: مالك في ايه؟!

قال بألم وهو يمسك يده بقوه يتحامل عليها: خرجني من هنا بسرعة، بسرعة..
أومأ وهو يسير معه بقلق تفاقم عندما شعر باهتزاز جسده بين يديه قبل الباب ببضعة سنتيمترات قليلة فقط..
توقف على بخوف لكنه حثه على التكملة وهو يكتم تأوهه المتألم: بسرعة، يا على!

أسرع بخطواته وحرك المقبض بقبضته حتى فُتح لكنه صُفع بقوة عندما استند فراس عليه وضرب الحائط بيده بقوة شهقت ألين بخوف وهي تنتصب جالسة بوهن بينما نور هرولت لهم بقلق فقال لها على سريعاً وهو يحاوط خصره: أفتحي الباب..
قامت بفتحه سريعاً وخرجت معهم..
تهاوي ساقطاً وجسده يهتز بعنف بين يديه، حاول على إفاقته وهو يصفع وجنته بخفة: فراس، فراس، خليك معايا، فراس..

لكنه لم يكن هُنا لقد فقد الوعي بعد انتهاء نوبتة التي أخذت بعض الدقائق..
ركض لهم نائل الذي كان يسير بأخر الممر عائداً لهم من جديد بعد أن لحق ذلك الرجل شقيق جون..
: حصل ايه؟!، قال وهو يجثو أمامه غير متجاهل تربيت نور الرقيق على وجنته وهو فاقداً للوعي والحزن البادي عليها وكم هذا أغضبه منه وجعله يشعر بالغيرة..
ضم قبضته بغضب وانقبضت عضلات صدره بقوة ثم رفعها من ذراعها برقة رغم غضبه وعصبيته وقال.

بأكثر نبرة هادئة تحدث بها يوماً: ادخلي خليكِ مع ألين وقوللها انه كويس يرتاح شوية و هيجلها تاني..
أومأت له ومازال مظرها مُعلق على فراس وهذا أفقده صوابه جعله يقبض على فكها بعنف كي تنظر له وقال بغضب: متخافيش عليه اوى كده هيبقي كويس..
وحمله مع على عائداً به إلى غرفته وتركها تحدق بظهره بألم وخذلان هل مازال يظن إلى الآن أنها تُحب فراس؟!

عادت إلى الداخل بأعين دامعة وشفاه ترتجف مقاومة رغبتها في البُكاء بسبب ذلك الغبي هل بعد كل ما حدث مازال يُشك بحُبها له؟!
سقطت عبرتها بألم فقامت بمحيها سريعاً وتقدمت إلى ألين وقبل أن تتحدث طمئنتها: متخافيش فراس كويس هيرتاح بس شويه و هيجيلك تانى متقلقيش..

أومأت لها بقلق وهي تفكر به حتى سمعت صوت همهمة إيان الرقيقة نظرت له وهي تبتسم بحنان و مدت أناملها إلى شفتيه تتحسسها بلُطف ثم قبلت وجنته الناعمة وهي تداعبة برقة فرؤيته بخير واستنشاق رائحته الطيبة وضمه إلى صدرها أكثر من كافي بالنسبةِ لها فكم كانت غبية عندما تهورت بلحظة يأس ولن تَعيدها مُجدداً..

قالت نور وهي تنظر له بابتسامة حزينة: الشغالة قالتلى إنه مكنش بيبطل عياط ولو نام ينام خمس دقايق ويصحى ويفضل يعيط تاني..
هزت رأسها وهي تضمه بقوة فتحرك بانزعاج وهو يلوح بيده فسقطت على وجنتها فكانت بمثابة صفعةٍ لها فضحكت بطريقة مبالغاً بها جعلت نور تتعجب وسألتها: بتضحكي على ايه يا ألين؟!

قالت وهي مازالت تضحك: إيان ضربني، أومأت لها وهي تراقب حالتها بعين ثاقبة وقبل أن تبتسم وجدت تلك الضحكات تحولت إلى بُكاء هستيري..
جلست مقابلها وعانقتها بقوة وهي تُربت على ظهرها بحنان تُهدئها: هشششششش، خلاص، إهدي، إهدي..
خلاص كل حاجه انتهت وهترجعي معاه لما تخرجوا من هنا وبابا موافق مفيش مشاكل تاني خلاص..

لكنها لم تهدأ وهذا أقلق نور عليها فأخذت الحُقنه المُعبئة بالمهدئ الذي طلبته سابقاً قبل أن تفيق ربما تثور وتبكِ لكنها كانت هادئه وهذا لم يستمر طويلاً..
حقنتها بها بهدوء وظلت تربت على ظهرها برفق حتى هدأت وغفيت تماماً..
أخذت إيان من بين يديها وسطحتها على الفراش بهدوء ثم وضعته بأحضانها وأغلقت ضوء الغرفة وذهبت تبحث عن والدها الذي اختفى..
تنهد نائل وسأله بهدوء: هتعمل ايه؟!

هز على كتفيه وقال بهدوء: هفضل معاه الفترة دى مش شهر؟!
أومأ له وأضاف: وممكن اكتر هو محددتش
هز رأسه بتفهم وقال: عادي مش هتفرق، هعمل مُكالمة وجي، ممكن ترجع انت تريح نفسك عشان شكلك تعبان..
أغلقت الهاتف وهي تكاد تبكِ حزناً هل سيتركها شهراً وحدها!
دلفت مها وهي تسألها بنعاس: سارة هتنامي ولا ايه؟ تعالي شوفي يوسف بيعيط ومش عارفه أسكته!
أومأت لها وهي تقذف الهاتف على الفراش بحزن قائلة بإحباط: حاضر جيه يا مها..

أوقفتها وهي تقول باستفهام: مالك في ايه؟!
سقطت عبراتها وقالت بحزن: على هيفضل مع فراس شهر وبعدين هيرجع..
أومأت لها بتفهم ثم سألتها بقلق: طيب بتعيطي ليه؟ أكيد في حاجه مهمه ولازم يفضل معاه!
شهقت وهي تبكِ قائلة بحرقة: طيب وأنا مين ياخدني في حضنه بالليل وانا نايمة وانا هحضن مين؟!
ابتسمت مها بحنان وعانقتها بدفء: أنا هحضنك ياستي أي خدمة وبعدين متزعليش أوي كده دول أربع خَميسات بس قُدامك الحياة لسه طويلة..

ضربت ساره كتفها بغيظ: بطلي قلة ادب بقى وحسي بيا..
ابتسمت مها بحزن قائلة بخفوت: حسه بيكِ أنا مستنيه من سنين يا سارة سنين..
دلفت إلى غرفته بعد أن طرقت عدة طرقات ولم يستجيب..
وجدت ملابسه ملقية على الفراش بإهمال وصوت انصباب المياه يأتيها من داخل دورة المياة فجلست تنتظره حتى يخرج ونظهرها يتجول في أنحاء الغرفة حتى عادت تحدق بالملابس مجدداً لتقع عيناها على سترته..

أمسكتها وهي تبتسم فسقط منها شيءً ما عندما رفعتها وهذا جعلها تتعجب لتلك الصورة المقلوبة التي سقطت أمام قدمها! انحنت تلتقطها بهدوء لتتسع عيناها بصدمة عندما رآت ألين هي من بالصورة! لكنها لم تسافر بخيالها بعيداً وفقط ظنت أنها أتته عن طريق الخطأ لهذا أخذتها معها وتركت الغرفة وذهبت سوف تُحادثة لاحقا..

كان يربت على شعرها بحنان وهي تتوسد صدره وكل تارة وأخري كان يقبلها بحنان حتى همست بنبرة مرتجفة أوقفت الدماء بعروقه: شريف، إتجوز مريم..
هب واقفاً وكأن عقرباً قد لدغه مُحدقاً بها باستنكار وقال بحده: روان انتِ مجنونه؟!
هزت رأسها بنفي وقالت بأسي: لأ مش مجنونه اتجوزها يا شريف هي تستاهلك..

هز رأسه باستهجان وهو يحدق بها وقال بغضب: كُنت عارف ان في حاجه هتحصل لما تقابليها قالتلك ايه خلتك عاوزاني اتجوزها قالتلك ايه؟!
صرخت به وهي تبكِ لقد فاض بها: ماقتلش حاجة انا اللي بطلب منك تتجوزها ومتخافش مش هسيبك هفضل مراتك ومعاك عشان بحبك..

ارتفعت زاوية شفتيه بسخرية وقال بتهكم: بجد؟ كتر خيرك والله، أنا ماشي ولما تبقي طبعية و تتكلمي زي الناس تبقى كلميني، وتركها وغادر لكنه توقف عندما سمع هتافها بصياح: مريم عندها سرطان يا شريف..
توقف عن السير وابتلع ريقه بصعوبة وقال بنبرة مرتجفة لم يستطع السيطرة عليها وهو يستدير لها: مريم مالها؟!

أعادت بانهيار: عندها ورم في المخ وفي المرحلة الأخيرة، أنا عرفت الصبح بالصدفة لما دخلت عليها وهي نايمة اللي بتلبسها دي باروكة مش شعرها شعرها كله واقع تقريبا، ثم اقتربت وكوبت وجهه بين راحة يديها وتابعت بمواساة: عارفه ان اللي بطلبه ده صعب بس هي لو حصلها حاجه انا مش هقدر اكمل معاك ضميري هيأنبني، ثم ابتلعت غصتها وقالت بألم: بس لو اتجوزتها هفضل معاك وبتاعتك دايماً..

فقال بنبرة حزينة وهو يمحي عبراتها: بس انا مش هبقي بتاعك لوحدك؟!
هزت رأسها وهي تبتسم بانسكار: مش مهم، مش مهم اهم حاجه اني اكون مبسوطه وأنا فعلاً كده هبقي مبسوطة..
هز رأسه برفض وقال نافياً تلك الفكرة: أنا مش هقدر اعمل كده؟ أنا عايزك انتِ مش هي، ثم أمسك ذراعها وقال بقوة وكأنه يترجاها أن تنتشلة من ذلك الضياع: أنا لو قربت لها او لمستها هتخسريني وأنا مش عايز اخسرك أنا أسف، وتركها وغادر..

سقطت على المقعد بعد ذهابه تبكِ بحرقة فهو يظن أن هذا سهلاً عليها ولا يعلم أن داخلها يحترق كُلما تفكر بما هي قادمة على فعله، لكنها لا تستطيع أيضاً تجاهل رؤيه حالتها هكذا وكأنها لم تراها ربما تتعافي عندما يكون شريف معها وهذا ما تتمناه لها..
لاتعلم كيف ستكون مشاعر شريف اتجاهها بعد ما يتزوجها لكنها متأكدة من مشاعرها هي هي لن تتوقف عن حبه يوماً حتى وإن فعل هو!

هي تؤمن أن الحُب يكون به كثيراً من التضحيات في بعض من الأحيان فلا مشكلة لديها من الخوض في هذا لا مشكلة أن تكون هي المُضحية و الخاسرة؟!
فالأقوياء فقط هم من يستطيعون ترك من يُحبون من أجل آخر..
هذه هي روان تمنح دائماً ولا تنتظر المُقابل..

كان يقف أمام المرآة في دورة المياة يحلق ذقنه بصدره العاري ووجه مُكفهر من الغضب بسبب تلك العنيدة التي لايعلم ماذا يفعل معها كي ترضي، حاول معها بشتى الطرق كي توافق وتُسافر معه لكنها لم توافق قامت بتجهيز حقيبته فقط ولم تتحرك هي وظلت على عِندها أنها لا تريد الذهاب ولا تُريدة هو أيضاً لكنه تخطي هذا ولم يتشاجر معها مازالت غاضبه منه ومعها حق لكنها تُبالغ بطلبها أن يطلقها كل برهة وأخرى!

كُلما فتح معها مُحادثة كي يبدأ من جديد ترد فقط بطلقني وهذا يغضبه لكنه يُمررها ولا يتحدث لكنها وقحة وتزداد وقاحة كُلما صمت لها ولا يعلم كيف يتصرف معها؟ لأنه إن غضب حقاً سيجعلها تقول تلك الكلمة بسبب وليس دون سبب مثلما يحدث الآن..
تأوه بغضب عندما جرح وجنته بسبب تفكيره بها فألقي مكينة الحلاقة من يده في الحوض بضيق وخرج باحثاً عن منشفة كي يمحو هذا عن وجهه..

فاصطدم بها عندما كادت تدلف لتنفلت من بين شفتيها شهقة مفاجئه وهي تعود إلى الخلف ثم شهقت بقلق واقتربت منه ورفعت وجهه بين يديها بخوف وهي تسأله: فؤاد مال وشك حصل ايه؟!
دفع يدها بضيق وولاها ظهره باحثاً عن منشفة في الخزانة وقال بجمود: مالكيش دعوة..
تركت الغرفة وذهبت، ليتنهد وهو يحدق بظهرها بحزن إنها حقاً لا تُريده..

عاد إلى دورة المياه لكن صوتها القلق أوقفة على الباب: استنى، التفت ليجدها تهرول له ومعها أدوات طبية من أجل جرحه فأوقفها قائلاً بضيق: مش مستاهلة ده موس يعني!
تجاهلت قوله واقتربت منه تنظف وجنته من تلك الدماء القليلة حتى تلاشت المسافة بينهما غير منتبهه
لتهدج أنفاسه أمامها ونظراته التي تتآكلها بدءاً ملامحها الناعمة ورمشها أثناء تركيزها بما تفعل إلى شفتيها التي تذُمها بعدم رضي..

إنتهت سريعاً ثم ورفعت رأسها تقول بهدوء: براحة بعد كده عشان مت، وصمتت مُرتبكة من نظراته الداكنة إتجاه شفتيها عائده إلى الخلف كردة فعل لكنه أعاد جذبها من خصرها جعلها ترتطم بصدره وهتف أمام شفتيها برغبة: وحشتيني..
أبعدت رأسها برفضٍ لكنه كان مُصراً..
رفع ذقنها بإبهامه جعلها تنظر له وقال بصدق: انتِ عارفة اني بحبك صح؟ مش كفاية؟!

هزت رأسها وهي تحاول الإبتعاد تدفعه من صدره بقوة لكنه لم يبتعد بل حاوطها بكلتا يديه وهو يميل رأسة عليها مُداعباً أنفه بأنفها جعل وتيرة انفاسها تتعالى باضطراب فأعاد وشفتيه تُلامس شفتيها: وحشتيني، ولم يمهلها فرصة الرد بل التقط شفتيها يقبلها بنهم هادماً جميع حصونها المنيعة مُتجاهلاً مقاومتها التي بدأت بالتلاشي حتى تمكن منها واستسلمت له بكل جوارحها فهي إشتاقت له بالمثل لكن ليس معنى هذا أنها ستتركه! بل ستأنبه أكثر بسبب ما يفعل الآن وكأنه يجبرها وليست هي من تتفاعل معه وبتلك اللحظة جعلته يفقد آخر مابقي له من صبر وثبات اتجاهها..

دلفت ريم إلى الغرفة بقلق فهذا معاد الغداء ويحيي لم ينزل على الفطور حتى! لقد كانت نائمة بجانبه لكنها لا تنظر اتجاهه ولا تسأله أن يستيقظ أم لا فقط ذهبت إلى الأسفل وخجلت أن تصعد كي توقظه ومليكة أخبرتها أنه يغط بنوم عميق فتركته!
هزت كتفه بقلق وهي تهتف باسمه: يحيى! يحيى!
لم يأتها رد بل استمعت إلى هذيانه بإسمها وهذا جعلها تتعجب هل هو محموم!

تحسست حرارتة لتتوسع عينها بقلق وشهقت وهي تركض الى الأسفل تأتي له بمياه باردة كي تخفض له تلك الحرارة..
بعد ساعة تقريباً، أنزلت المنشفة من على جبهته وهي تقبض عليها بضيق بسبب حرارتها التي امتصتها من جسده فهو كان بخير ماذا حدث له؟!

مررت يدها على جبينه بحنان مُبعدة خصلاته التي التصقت على جبهته بحزن وانتقلت تداعب وجنته بابتسامة لحقتها تنهيده حاره وهي تحدق به هي متأكده أنها تُحبه لكنها لا تستطيع أن تُخبره ولا أن تُقبل على تلك الخُطوه..
وقفت لتذهب لكنه أمسك يدها بضعف وهذا أوقفها فسألته بقلق: عاوز حاجة محتاج أكل؟!

هز رأسه بنفي وهو يبتلع ريقه بحلق جاف: لأ، لأ، خليكِ معايا هنا خليكِ، أومأت له بتردد وهي تجلس بجانبه ثم ثنت قدمها بجانبها لتتفاجئ برأسة تتوسد صدرها ويده تلتف حول خصرها دافناً رأسه بصدرها أكثر وهذه كانت أول مرة يقترب منها بتلك الطريقة الحميمية المُشتته للتركيز جاعلاً من ضربات قلبها قوية كالمطرقة وتضاعف خجلها وصدرها بدأ يعلو ويهبط باضطراب فهمس بابتسامة واهنة شاعراً بكل مايحدث بداخلها: هو كل اللي بيحصل جواكي ده بسببي؟!

هزت رأسها بارتباك وهي ترفع يدها تمررها بخصلاته الغزيرة بأنامل مرتجفة فاستشعر حركاتها تلك فقال بهدوء: لو عايزة تنزلي انزلي متربطيش نفسك بيا انتِ هبقى كويس..
هزت رأسها بنفي واستجمعت نفسها المبعثرة و شجاعتها ثم أخرجت حروفها بهدوء قائلة بانفعال: ازاي اسيبك وانت تعبان كده لا طبعاً ده واجبي..
فصل العناق وقال بوهن وهو ينظر لها: بس انا عايزه يبقي حُب مش واجب!

نظرت بالاتجاه الأخر وهي تبتلع غصتها ولا تعلم ماذا تخبره وهيئته حقاً مذرية لا تستطيع الخوض بحديث معه الآن هو ليس بخير ومتأكده أنه يهذي أيضاً!
نظرت إلى عيناه التي تترجاها أن تُخبره بأي شيء كي يُريح قلبه لكنها لم تجرؤ على فعلها..
قبلت جبهته بنعومة وهي تُمرر يدها على طول وجنته بابتسامة عذبة ثم عانقته وهي تستلقي بجانبة، توسدت رأسها صدره مُطوقه خصره بيدها وأطبقت جفنيها بقوة خجولة تحت ذهوله وتعجبه منها!.

أحنى رأسه قليلاً وداعب جبهتها بشفتيه الحارة شاعراً باضطرابها بين يديه ثم حاوطها بذراعيه المحمومين وهو يطلق زفيراً حاراً لفحها دون رحمة مُسبباً القشعريرة لها..
فقط لو تبقى هكذا! فما يشعر به الآن النعيم بعينه فقط لو يعلم أنها ستقترب منه هكذا لكان مرض مُنذ أمدٍ بعيد، لكن فقط لو تبقى..

فتحت عيناها ببطء وهي تتنفس بانتظام وما ان لبثت حتى سمعت صوتها الذي اشتاقت له كثيرا وهي تقبض على يدها بخفة: ماما، حبيبتي انتِ كويسة؟!
أدمعت عيناها وهي تنظر لها بحنان وقالت بنبرة مرتجفة: نوران، سقطت عِبراتها وهي تقف وعانقتها بقوة وقالت بندم: أنا آسفة، آسفة، سامحيني..
رفعت يدها بوهن وربتت على ظهرها بخفة وقالت بحنان: سامحيني إنتِ، متزعليش مني كُله كان عشانك انتِ والله..

رفعت نفسها وهي تكتم شهقتها ومدت يدها تعيد خصلات والدتها الحمراء داخل حجابها من جديد وهي تتأسف: مقدرش أزعل منك مقدرش، إنتِ أمي أغلي حاجة في حياتي سامحيني، وانحنت تُقبل يدها بندم تأوهت باسمة بحزن لحالتها ورفعت يدها تربت على شعرها بحنان: كفاية عياط يا حبيبتي أنا مش زعلانه كفاية..

أومأت وهي ترفع رأسها مبتسمة لكنها لم تستطع التماسك وهي تتذكر طردها لها فعادت تشهق ووضعت رأسها على معدتها تبكِ بحرقة فتنهدت باسمة بحزن ثم أخذت تربت على شعرها بحنان حتى سمعت صوت الباب وولوج جود ومعه شهاب يحمل جنات..
ابتسم وتقدم من الفراش ورفع رأس نوران برفق..
نظرت له بحزن ثم ارتمت بأحضانه تبكِ بانتحاب.

فهدئها بحنان ودفء: خلاص يا حبيبتي إهدي هي بقت كويسة الحمدلله وبعدين مش هتعرفيها على جنات، أومأت له وهي تمسح دموعها
تركها جود وتقدم من شهاب وقال بسخط: دي بنتي انا يعني سيبها بقي، وأخذها من بين يديه بغيره فهو لم يتركها منذ أن رآها سوى عندما غفيت فقط..

تقدم ووضعها بأحضان باسمه وهو يبتسم: جنات يا حماتي، أدمعت عيناها وهي تحدق بتلك الجميلة الصغيرة التي تضحك بجانبها فقبلتها بحنان وهي تضمها ثم قالت إلى جود وعبراتها تنساب على وجنتيها بحزن: مش بتقولي ماما ليه زي زمان؟! خلاص بقيت تكرهني!.
تنهد بحزن وجلس مقابلها ثم قبل يديها بحنان وقال بابتسامة: لا طبعاً إنتِ امي وهفضل احبك، يا امي..
ابتسمت نوران بدفء وهي تحدق بهما..

أعادت باسمة تقبيل جنات مجدداً وفقط الآن شعرت براحة الضمير لقد عاد كل شيء إلى مجراه الطبيعي من جديد..
بعد مرور شهر..
استنشق الهواء براحة وهو يمط يديه يتثائب بابتسامة إختفت عندما لكمه نائل بمعدته بخفة فقال بضجر: ايه ياعم الأمور اهدي في ايه؟!

فسخر منه وقال بفظاظة: ماتتكلمش انت يابو أو صه اسكت، رفع كُمي قميصه بغيظ وهو يتوعده: لا أنا خفيت وهفترى عادي، وركض خلفه عندما ركض تحت أنظار ألين التي كانت تراقبه من شُرفة غرفتها بابتسامة دافئة لقد أصبح بخيرٍ الآن..

لقد ظلت معه في المستشفى أسبوعين كانت تستعيد صحتها بهم وهو كان يتعالج في سرية تامة عنها فهي لا تعلم إلى الآن أنه قد أصابته نوبة قلبية ولا ذلك الصرع الذي تعافى منه لا شيء أكثر من أن رأسه تضررت كثيراً فقط وكان يتلقي العلاج وهي كانت تتلقى علاجاً عبارة فيتامينات وطعاماً فقط وقد تركها وائل في المستشفى كي تكون بجانبه ومُحفز له وهي بالمثل كي تراه بخير فكانت في بعض الأحيان تتسلل إليه أثناء نومه تطمئن عليه ثم تتأملة قليلاً وتعود إلى غرفتها بعد أن تطبع قبلة دافئة أعلى جبهته وهو كان يفعل المثل لكنها كانت تعلم بوجوده بسبب رائحته التي تُميزها بسهولة، إيان هو الذي كان يتنقل بين يديّ نائل وعلى ونور وقد أحب على كثيراً ومعه حق فمن هذا الذي سوف يكره على!

أخرجها من شرودها صوت نور الدافئ وهي تربت على كتفها: ألين، استدارت له وهي تبتسم لتسألها نور برفق وهي تمسك يدها بين يديها: عاملة ايه النهاردة؟!
ابتسمت وهي تهز رأسها: الحمد الله كويسة، هزت نور رأسها وهي تبتسم مُحدقة بيدها لتتحول إلى عبوس عندما أبصرت الندبة التي ظلت على معصمها رغم الجراحة التجميلية التي أجرتها لكن ظل هُناك أثر سيُذكرها بما فعلت دائماً وتستحق هذا هي تستحق..

توقف عن الركض عندما وجد على يقف أمامه يكتف يديه أمام صدره وقال بحنق: انتوا بلتعوا؟
قال فراس بضيق وهو يُمرر أنامله بخصلات شعره: يرضيك يقول عليا بأوصه يا على؟!
نظر له على بنظرات متفحصة ثم قال بهدوء: رجعها ورا ودانك ومش هتبقي أوصة!
ضحك نائل بسخرية جعله يهتف بغيظ: انت كمان هتعمل زية! يا خسارة يا على ياخسارة..

جذبه على من ياقته بقوه وقال بسخط وهو يحدق بوجهه مباشرة: لا ما انا مقعدتش معاك شهر وسبت مراتي وابني عشان تقولي خسارة ده انا اروح فيك في داهية أه..
إبتعد فراس وهو يعدل ياقته وقال برفق: ايه يا على يا حبيبي مكنتش كلمة يعني الله ربنا يخليك ليا..
صفعة على بخفة وهو يبتسم ثم قال وهو يغلف أزرار قميصه فراس الأمامية بخفة: مجهزتش ليه عشان السفر؟! وانت كمان مجهزتش ليه؟!
نظر له فراس بعدم فهم: هنسافر فين؟!

قال على وهو يبتسم: مصر فين يعني؟ يلا عشان جهزت العربية..
وضع فراس يده بخصره وقال باعتراض: مين قلك اننا هنسافر دلوقتي؟!
نظر على إلى يده التي يضعها بخصره بحنق ثم قال بشك: انت مش مظبوط من ساعة ما خرجت من المستشفى في ايه؟!
هز كتفيه وقال وهو يقهقه: لا بقلد رضا بس، ضحك على مُتذكراً ماحدث ذلك اليوم فقال نائل بعدم فهم: مين رضا ده؟!

قال فراس درامية: ده واحد شاذ انت متعرفوش، وتابع قهقهاته مع على جعل نائل يضجر منهم ثم قال بنفاذ صبر: مين قال اننا هنسافر..
=: أنا قولت، التفتوا جميعاً إلى وائل الذي خرج لهم فجأه وقبل أن يتحدث أحدهم قال بلهجة آمره وهو يسير: تعالوا ورايا..
ظل فراس ونائل جامدين لم يتحرك أحدهم فصرخ على بهم بسخط: انتوا بتتفرجوا على بعض! ما تشوفوه عايز ايه؟!

نظر فراس الى نائل واشر له بيده: اتفضل انت الاول أنا بأوصة هدخل وراك..
هز على رأسه بيأس: فعلاً الرجالة ماتت في حرب أكتوبر، وسبقهم هو إلى الداخل فهتف فراس بغيظ: ليك حق تدخل ما انت بقيت صاحبه خلاص و بيلاعبك طاولة بليل..

أنهت حمامها وجففت شعرها بشرود ثم ارتدت قميص أبيض وأدخلته ببنطالها الأسود الضيق من الأعلى وسيقانه مُتسعة بدءاً من ركبتيها إلى الأسفل وحذاء رياضي أبيض ثم جلست على الفراش بضيق تشعر بالاختناق تُريد أن تخرج قليلاً لكن مع من؟!
ابتسمت بنعومة و خطواتها أخذتها إلى مهد صغيرها أجمل وألطف شيء قد حدث لها..

داعبت وجنته بنعومة وهي تميل علية تربت على صدره بحنان مُحدقة بأنامله الصغيرة التي يحركها ببطء لتلاحظ سوارة الذي كشفهم عندما وجدته في المنزل تأملته قليلاً وهي تشرد مُتذكره ذلك اليوم فهو أخبرها أنه نادم على زواجها منها هزت رأسها وهي تبتسم بأسي تلك الكلمة لم تكن محلها بذلك الوقت لكن الآن هو وقتها المُناسب هي تستحق أن يتركها ويذهب لا أن يتحمل كل ذلك العناء من أجلها..

لقد انتهى كل شيء لكن داخلها خراباً لا تستطيع العودة إلى طبيعتها من جديد ليس بتلك السهولة..
قبلت وجنته بحنان ثم رفعت رأسها ليقع نظرها على الكومود المُحاذي إلى الفراش لقد وضعت به السوار الخاص بفراس..
اتجهت إلى هُناك وفتحت الدرج بهدوء لتجده أول ما قابلها، التقطته وقامت بفرده على أناملها تُحدق به بابتسامة حنونه وكيف لها ألا تفعل وهو الخاص.

بفراس كيف؟! لقد سقط منها واضاعته قبلاً لكنها وجدته بيد فراس ولا تعلم كيف أخذه؟ والآن ضاع منه مجدداً وأتي لها ولا تعلم القصة كيف نجى فراس وسقط منه! لكن لا يهم مادام هو بخير..
شهقت بخضه وهي تخبئة بجيب بنطالها عندما وجدت من يدلف فجأه فقالت نور بخبث: بتخبي ايه؟!
هزت رأسها بنفي وكم كانت لطيفة ابتسمت نور وهي تتقدم منها لكنها توقفت عندما سمعت قول الخادمة: سيدتي نور هُناك من يُريدك بالأسفل..

نظرت لها نور بتعجب: أنا؟!
=: نعم سيدتي، ولم يخبرني بهويته، أومأت نور بريبة ثم قالت إلى ألين قبل أن تذهب: هجيلك تاني بسرعة متغيريش علشان هخرج انا وانتِ شكلك مخنوقةً..
هزت ألين رأسها موافقة لها وأعادت نظرها تحدق من الشرفة بهدوء..
سار إلى غرفتها بخطوات شبه راكضة..
بقلب يخفق بقوة كُلما إقترب من غرفتها أكثر لا يستطيع الانتظار لقد ضاق به ذرعاً وهو ينتظر هذه اللحظة..

انتهى كل شيءٍ الآن ستعود لأحضانه من جديد لا شيء سوف يُعيقهم أخيراً سوف يحصل على نهاية سعيدة غير مأساوية سيعود ويبدأ من جديد وينتهي كل شيء لقد منحه وائل موافقته وهو لا يريد أكثر من هذا..
استدارت عندما وجدت الباب يفتح مجدداً..
لتبتسم بحنان وهي تراه يتقدم منها بخير سالماً كما تمنت أن تراه تماماً يبتسم لها بإشراق..

قبل أن تتحدث وجدته يُكبلها بين يديه ساحقاً عظام ظهرها من قوة عناقه حتى لم تعد قدمها تلامس الأرض مستمعة إلى صوت أنفاسه الثائرة التي تلفح أذنها جعلت بعضاً من خصلاتها تتطاير و تنهيدته الحاره المعبرة عن ما أساه لتُطوق عنقه بقوة وهي ترتجف دافنة رأسها بتجويف رقبته تتنفس باضطراب من هول تلك المشاعر التي لا نهاية لها وقبل أن تذرف تلك العبرة التي تحتجزها وجدته ينزلها أرضاً بهدوء مقبلاً عيناها برقة ماحياً تلك العبرة بشفتيه مداعباً وجنتها بابهامة مع قوله بحنان وعيناه تلمع بذلك الشغف الخاص بها وحدها: خلاص، كل حاجه خلصت، مش هيبقي في حزن ولا عذاب ولا أي حاجة تزعلك تاني مش هيبقي فيه، وقرب رأسها مريحاً إياها على صدره لتستمع إلى صوت خفقاته التابعة لها وهي تدفن رأسها بصدرة براحة أكبر مطوقة خصره بقوة ليردف وهو يسند ذقنه على رأسها ممسداً على ظهرها بحنان: اللي حصل ده مش هيحصل تاني!، وهذا جعله يبتسم ساخراً من نفسه لقد قال هذا من قبل لكن تلك المرة كان قوله صادقاً حقاً! ألم يكن صادقاً قبلاً؟!

زفر وأصمت عقله المريض الذي لا يتوقف عن التفكير..
أبعدها بقلق عندما وجد جسدها يهتز مبللة صدره بعبراتها التي لا تفعل سوى ذر فهم ببذخ: مالك بتعيطي ليه؟!.
محت عبراتها بأنامل مرتجفة وقالت بأسف من كل قلبها وهي تنظر إلى تعابير وجهه الحزينة: فراس، أنا مش هرجع معاك..

لم تبدر عنه ردة فعل بل ظل جامداً ولم يتحدث ظل يحدق بها لا يعلم ما يقول ينتظر أن تكمل بقية حديثها فتابعت وهي تنتحب: فراس، احنا فشلنا! عشنا في المشاكل أكثر ما عشنا مع بعض..
صمتت وهي ترى تبدله من السعادة العارمة إلى ذلك الحزن والإحباط فتابعت بأسى: فراس أنا متأكده اني مريضة نفسياً..
كوب وجهها بين يديه وقال برجاء متوسلاً: ألين، دي مش مشكلة كُلنا تعبنا وكُلنا محتاجين دكتور وده مش سبب يخليكِ تسبيني!

أبعدت يده وهي تهز رأسها برفض: فراس أنا خايفة، أخوه موجوده و مش هيسبنا..
هز رأسه بنفي وهو يتقدم منها وقال برفق يطمئنها: متخافيش مش هيحصل حاجه ده مش خطر هنسيب هنا ومش هنرجع تانى متخافيش..
هزت رأسها برفض وهي توليه ظهرها شاهقة بقوة: صدقني مش هينفع..
حاوط خصرها من الخلف بقوة هامساً بأذنها برجاء: ألين أنا مش هقدر أعيش من غيرك..

قالت بعذاب وهي تضع يدها على يده التي تطوقها: وأنا كمان مش هقدر بس غصب عني، و أبعدت يده بنهاية حديثها ودلفت الى الشرفة..
وقف يحدق بكفه الذي تعلق في الهواء بذهول هل ستتركه حقاً؟!.
أخرجه من شروده ولوج الخادمة إلى الغرفة وحملها إيان النائم من مهده بعد إن أومأ لها فراس بنظرة ذات مغزى..
دلف خلفها وسألها باستنكار: وإيان!

قالت بنبرة مهتزة وهي توليه ظهرها: لما يكبر شويه هبعتهولك يقضي معاك شهرين وأنا شهرين، ولو السفر مُتعب ممكن نقسم السنة أنا ست شهور وانت ست شهور..

أمسك ذراعها بقوة جعلها تستدير له وقال بغضب: وده حل ده؟! أومأت له بأسف فقال بخذلان: انتِ مرتبه كل حاجه بقي؟، لم ترد عليه متحاشية النظر له فهز رأسه بعصبيه وتركها: ماشي يا ألين براحتك مش هجبرك عليا، استدار وغادر لكنه عاد وقال بعصبيه بسبب تلك الحمقاء: أنا ماشي ومش راجع تاني وبيتي مفتوح لما تغيري رأيك وتحبي ترجعي هتلاقيني مستنيكي حتى لو بعد ميت سنه..

وتركها وذهب فتهاوت ساقطة أرضاً تبكِ بحرقة عندما سمعت صوت صفق باب الغرفة بعنف..
أمالت رأسها على الحائط بجانب إطار الشرفة تبكِ بأسى فيبدو أن الشقاء كُتب لهما طوال حياتهما؟!
شهقت فجأه عندما وجدته أمامها مُجدداً..

حملها من خصرها أوقفها بسرعة لم تستوعبها وقبل أن تتحدث ألتهم شفتيها وقبلها بعمق وشغفٍ سلب أنفاسها فكادت تسقط من بين يديه بارتجاف لكنه رفعها من خصرها لاصقاً جسدها به أكثر مستمراً بقبلته التي سلبت أنفاسهما معاً..
فصل القبلة وهو يسند جبينه على جبينها يلهث بعنف مراقباً ا طباقها لجفنيها بقوة وصدرها الذي يعلو ويهبط باضطراب مُلتهماً شفتيها المنفرجة بإغراء بنظراته الجائعة..

شهقت بخوف عندما وضع يده خلف ركبتيها وحلمها على كتفه قلبها رأساً على عقب لتتخطي خصلاتها ظهره وهو يسير إتجاه الباب..
تلوت بين يديه ملوحة بقدمها في الهواء وهي تضرب ظهره بيدها وقالت بوجه مُحمر حانق بسبب قلبها: فراس، نزلني، نزلني يامجنون!
لكنه لم يهتم بل تابع سيره مهرولاً إلى الأسفل وهو يقول بحزم: هترجعي معايا غصب عنك وعن عين اهلك كمان اخرسي مسمعش صوتك..

قالت بتذمر مُستمره بضرب ظهره: يا بابا، يا نور، الحقوني، ضحك بسخرية وصفعها على مؤخرتها جعلها تصمت قليلاً وهي ترمش ووجهها إكتسب حُمره خجولة ثم عادت للثوران مُجدداً وهي تصرخ وتضرب ظهره بقوة: ياقليل الأدب نزلني، نزلني، يا بابا الحقني..

ظل يقهقه عليها حتى وصل إلى السيارة والخادمة كانت تقف تمسك ببابها كي لايغلق انحني قليلاً كي لا تصطدم رأسها ووضعها على المقعد الخلفي لا بل ألقاها بغيظ ثم قبل شفتيها عنوة وصفع وجنتها بخفة وهو يبتسم تحت تحديقها به بعدم استيعاب لما يحدث تحركت كي تخرج من السيارة لكن الباب صفع بوجهها ثم سمعت صوت الأقفال من الأمام حاولت فتحه من جديد لكنه لم يفتح..

=: سوق سوق وسيبك منهم، قال فراس إلى نائل الذي كان يجلس أمام المقود ثم نظر إلى على الذي يجلس بجانبه يحمل إبان النائم على صدره بهدوء: قاعد كويس كده ولا أطلع قدام؟!
هز رأسه نفياً وقال وهو يربت على ظهر إيان بحنان: لا كده تمام..
ضربت الزجاج بيدها بضيق كي تلفت أنظارهم لكن لم يلتفت لها أحد وكأنها شفافة، نظرت بجانبها بغضب لتشهق بخضة وهي تجد نور مُقيدة بجانبها ويوضع على فمها لاصقة كي لا تتحدث تُحدق بها بحزن.

مدت يدها كي تنزع الشريط اللاصق لكن ملامحها انكمشت بألم فتوقفت وهي تربت على وجنتها بحنان: معلش يا حبيبتي، ثم صرخت بنائل بحده: انت عامل فيها كده ليه؟! اتفضل اقف و تعالي فُكها، نظر لها في المرآة بدون تعبير والقي نظرة باغضة على نور ثم تجاهلها سيُريها تلك الثرثارة ذات اليد الطويلة لقد صفعته اللعينة فاجأته لم يتوقع منها هذا! هو فقط لم يخبرها سوى أن تأتي معة لم يفعل شيء زائد على هذا لما صفعته؟ حسناً سوف يستفرد بها بعد بضع دقائق وليس ساعات ليعلم لما أخذ تلك الصفعه هو لايصدق إلى الآن كيف تجرأت أنست شخصيته المُرعبة تلك الحمقاء! هي كانت تتلعثم عندما تُحادثة هل تناست نفسها؟! لا لم تنسي لكن هذا فقط كان من أجل تشكيكة لحُبها وتصرفه الغبي..

توقف بعد بعض الوقت في تلك الغابة من جديد أمام منزلهم، تنهد وهو يطفئ المُحرك ونظر إلى فراس: هسيبكم أنا هنا بقي..
حرك فراس شفتيه ليتحدث لكن ألين تحدثت قبلة بحزن: ايه ده! أنا مش هشوفها تاني؟!، عانقتها بحزن وهي تكاد تبكِ: انا مش هشوفك تاني؟!
ادمعت عينا نور وهي تُحدق بها غير قادرة على التحدث فقال فراس بسخرية: يلا يا نائل خدها وامشى عشان هعيط..

تنهد نائل وأومأ له ثم قال: شوية كده اظبط شوية حاجات وبعدين هنزل مصر، هز رأسه متفهماً ثم قال بابتسامة: هتنورنا، وترجل من السيارة كي يقود هو لكن قبل هذا عانقه بقوة وهو يربت على ظهره مبتسماً فهو اكتسب شقيقاً وصديقاً لم يكن بالحسبان..

فتح باب السيارة ووضع يده حول خصر نور والأخرى حول فخذيها وحملها تحت تململها مُحدقاً بها بسخط فقالت ألين بحزن: خلي بالك منها، أومأ لها وهو يبتسم ثم قال وهو ينظر على المقعد بجانبها قائلاً: وانتِ كمان خلي بالك منه عشان ده مُهمل ودراعة لسه محتاج عناية، العلاج أهو متنسيش، أومأت له وهي تلوح إلى نور بحزن حتى دلف إلى المنزل بها..

جلس فراس على المقعد أمام المقود ثم تنهد بحزن وهو يحدق بعلى جعله يتعجب وسأله بتوجس وكأنه قد علم ما يريد: في ايه؟!، وقبل أن يتحدث قال على بسخط: لأ مش موافق..
نظر له فراس برجاء وقال بتوسل: على انا بحبك!
قال على بسخط: وانا مش عايز اعرفك تاني..

ابتسم فراس وقال بابتسامة: كمل جميلك بقي للآخر، واقترب مُقبلاً وجنته ثم أخذ إيان من بين يديه وترك السيارة وجلس في الخلف بجانب ألين التي تكورت على نفسها بالجانب وتُحدق من النافذة بصمت وترك على يقود وهو يلعنه..
شهقت بخجل عندما قرص خصرها نظرت له بحده ثم ولت نظرها عنه ثم أسندت رأسها على النافذة من جديد..

تنهد وهو يفكر ماذا يفعل كي تتحدث معه عوضاً عن ذلك الصمت لكنه لاحظ قبضتها تشتد على معدتها وملامحها تنكمش بألم فقطب حاجبيه بضيق وهو يُفكر هل هي تتألم مابها؟!
ربت على شعرها بحنان وسألها بقلق: ألين انتِ كويسة؟!
أومأت له لكنه أعاد عليها عندما وجد جبينها يتفصد عرقاً ليعرف ما أصابها: طيب عايزه برشام اي حاجة مُسكنه من الصيدلية؟!

هزت رأسها بنفي وقبضتها حول معدتها تشتد فتركها ولم يتحدث معها مُجدداً كي لا تتألم أكثر..
كانت ترتدي ملابسها بسعادة كي تذهب إلى منزل فراس كي تستقبله وكل مايجول بخاطرها عودته فراس عائد وسوف تراه هل هُناك أجمل من هذا؟!
ضيقت عينيها وهي تحدق بسارة الحزينة: مالك يا سارة؟ على خلاص راجع زعلانه ليه قومي البسي..
هزت رأسها برفض: لأ مش هروح هو سابني هنا وهيرجع يلاقيني هنا..

نظرت لها مها بدون تعبير: ايه يا ياسارة هو انت غضبانة ايه شغل العيال ده؟
تابعت بإصرار: لا مش رايحة روحي انتِ..
هزت كتفيها بقلة حيلة وصمتت ستذهب هي ما المشكلة؟!
حملها من خصرها وهو يضحك لتضحك بنعومة وهي تدفن رأسها بعنقه فقالت نوران بتذمر وهي تسير خلفهم في كل مكان: وبعدين معاك يا جود كفاية لعب وسبها عشان ألبسها بقي الله وانت كمان إلبس تعبتوني معاكم!

رفعها جود بين يديه وهو يبتسم يقربها من نوران سريعاً كطائرة جعلت خصلاتها تتطاير وهي ترمش بابتسامة: يلا نروح لماما، فتحت نوران يديها تستقبلها بابتسامة لكن جود أعادها مجدداً لأحضانه جعلها تصرخ ضحكاً وهي تضع وجهها على وجهه..
زفرت نوران وتركته وغادرت وهي تقول بغيظ: تبقى غيرلها أنت بقي، واختفت عن وقع أنظاره فقال جود إلى جنات وهو يسير بها إلى الداخل: حقوده أوي ماما دي مش لاقيه حد يلعب معاها..

صعد إلى الغرفة بعد إن شاكس باسمة التي كانت تجلس في الأسفل تقرأ في أحد الكُتب بهدوء..
كانت نوران تقف أمام المرآه ترتدي ملابسها تحت أنظار جود التي تُراقبها بوقاحة وهي ترتدي قطعة قطعة وكأنه هو من يرتدي ملابسة وليست هي..
د حجته بنظرات حارقة من المرآه ظناً أنه يستعطفها كي تُبدل ثياب جنات ولا تعلم نواياه السيئه كم هي بريئة كي تعرف أنه يريد تمزيق تلك الملابس التي ترتديها الآن ببطء يغوية..

تنهد وهو يشد ياقة كنزته الدائرية شاعراً بالحرارة تجتاح جسده فنظر إلى جنات وقال بتفكير: أعمل فيكِ ايه دلوقتي؟!
ضحكت وهي تمسك أصابع قدمها بيدها وهي تحدق به فابتسم عندما علم ما سيفعل فوقف واتجه إلى الخزانة واخرج ملابس لها ثم سأل نوران: ألبسها فستان ولا ايه؟!
تجاهلته ولم ترد عليه فظن أنها لم تسمع فأعاد بصوت مرتفع أكثر: نوران ألبسها فستان ولا ايه؟!

لم ترد فاستدار وحدق بوجهها في المرآة وقد علم أنها تتجاهله فتقدم منها بخطواتٍ بطيئة وملامح لا تُفسر جعلتها تتوقف عما تفعل وأنزلت يدها التي كانت تمسك بها قلادة ترتديها كادت تستدير لكنه حاوط من الخلف مُحدقاً بها في المرآة وقال وهو يداعب خصرها بإغراء: كنتي بتقولي ايه؟!
هزت رأسها بنفي وهي تبتلع ريقها في محاولة يائسة لتجاهل عبثه: م، م، مقولتش حاجه، مش، مش بقول، متهيألي، متهيألي الفستان حلو لبسها فستان..

اتسعت ابتسامته أكثر وهو يدفن رأسه في تجويف رقبتها وقبلها بحرارة بعثر مشاعرها جعلها ترتجف وأسقطت القلادة من يدها وهي تتنفس باضطراب
استدارت لتكون مقابلة ولم يكن هذا جيداً بتاتاً بالنسبة له حدق بملامحها الأسرة و مقلتيها الخضراء التي تنظر له بشغف وخصلاتها المبعثرة حول وجهها الحمراء النارية كالنيران التي تتأجج بصدره الآن.

رفع يده مُداعباً وجنتها ببطء وهو يرجع خصلاتها إلى الخلف مع بقية شعرها دافناً أنامله به ولم يتماسك أمام شفتيها القريبة منه بذلك الإغراء! قرب رأسها بكف يده وقبلها بنهمٍ وشغفٍ عاد به من سفرة عندما أدرك قيمتها وهي بعيده عنه في تلك الأشهر فهو حقاً يشفق على فراس الصامد الذي ظل ُمتماسك إلى الآن..

خلع عنها ذلك القميص والقاه بضيق ومازال يقبلها لتحوطه بنعومة واستسلام جعله يطمع بالمزيد لكن همستها المرتجفة بأذنه جعلته يتوقف: جنات..
توقف يلهث أمام شفتيها يتنفس أنفاسها مُمرراً يده على ظهرها العاري عدي من تلك القطعة الوحيدة تحت إرتجافها بين يديه وقبل أن يُبادر بفعل شيءٍ ما سمع صوت طرق الباب وتلك فرصته..

اتجه إلى الخزانة وأخرج ثوب لها كما قالت له نوران منذ قليل وحملها برفق وهو يقبلها ثم فتح الباب وقبل أن تتحدث باسمة بما تُريد قوله وضع جنات بحضنها وعليها الملابس وقال سريعاً بتعجل: لبسيها وهاتيها بعد تلت اربع خمس ساعات كده واسف، نظرت له بتعجب لتفهم مغزى ذلك الأعتذار عندما أغلق الباب بوجهها بوقاحة..
انحنت تلتقط قميصها ترتديه مجدداً وهي تلعنه لتجد يده تمنعها وألقاه مجدداً بضجر وهو يحاوطها: ايه؟!

تنهدت وهي تقول له باستسلام: ايه انت؟! عاوزه ألبس عشان نروح عند ألين زي ما قولت..
ابتسم وهو يقول بتفكير مُمرراً يده على طول ظهرها: انا مقولتلكيش صح؟، هزت رأسها بنفي فتابع: هُمه ممكن يوصلوا متأخر وأنا كده كده مخاصم ألين مش بكلمها يعني لو روحنا متأخر عادي، وعادت يده للعبث مُجدداً لتقول بتوجس: يعني هتعمل ايه؟!

جذبها لتلتصق به وهمس أمام شفتيها بحرارة تعملها جيداً: يعني هاخدك في حته تانيه خالص احلي حته ممكن تروحيها..
ليحملها وذهب بها إلى الخاص بهم وحدهم دون إزعاج من أحدهم وبكل رضي منها وليس استغلالاً لضعفها مثلما أخبرته سابقاً..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة