قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل السابع والثمانون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل السابع والثمانون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل السابع والثمانون

هزت رأسها بنفي و كوبت وجهه بين يديها وهتفت مُبررة بحرقة وهي تشهق: لأ، مش زي ما إنت فهمت أنا والله مخدتش منه ومكنتش هاخد غير لما أقولك إنت نسيت أني مكنتش أعرف حتى شكله! والله عُمري ماخدت ومش هاخد أنا بحبك ومش كارهه إني أخلف منك أو كارهه أجيب ولاد تاني بالعكس انا بتمنى اخلف تاني بس، بس، خايفة!
سألها بلهفة: خايفة من ايه؟ ألم الولادة؟!

هزت رأسها نفياً وقالت وهي تبكِ: خايفة نبعد عن بعض لما نخلف كتير..
هز رأسه نفياً وسألها باستنكار: مين صور لك الفكرة دي؟ أنا شايف العكس! حتى إن معظم الستات المصرية بتخلف كتير عشان تربط جوزها وتخلص فلوسه عشان ميتجوزش عليها!.

ضحكت وهي تمسح عِبراتها وقالت مُعتذرة: أنا أسفة متزعلش مني كُله من البوست اللي ش، قاطعها وهو يحني رأسه مُقرباً أُذنه من شفتيها رُبما سمع خطأ ثم سألها بتهكم: بوست؟ بتقولي بوست؟ هتبوظى حياتنا عشان بوست تافه؟!

عبثت بأصابعها بتوتر وقالت مُبررة بصوت هادئ: مش تافه يا فراس دي دكتورة كانت عاملة استطلاع رأي للسبب اللي ممكن يخلي معظم الرجالة يزهقوا من مراتتهم ويتجوزوا عليهم ومعظم الأسباب كانت الملل، عدم التغيير، النكد زيي كده، واحد عينه زايغة، وفي الملل من الخلفة والروتين والإهمال عشان بتبقي في الوقت ده بتهتم بالبيبي أكتر و ده بيضايق وأنا خايفة عشان همه بيكبروا ومسئوليتهم بتكبر ومش عايزه أهملك عشان معني إني أهملك يعني بهمل نفسي!.

إبتسم وقربها منه مُحاوطاً إياها ثم هتف بعبث: طب بزمتك انا بديكي فرصة تهمليني؟ هو انا بستناكي لما تجيلي أصلاً عشان تقولي أهملك؟ تهملي مين مش هتعرفي أصلاً حتى لو معانا عشر عيال مش هسمحلك! الاهمال والزعل من الإهمال ده للرجالة التوتو مالناش دعوة بيهم أنا بعمل اللي انا عايزه على طول!
دفنت رأسها بصدره وهي تبتسم مع قولها بتساؤل: خلاص مش زعلان؟

إبتسم وقبل رأسها بحنان وقال بدفء: لأ، مش زعلان الزعل ده برضه للرجالة التوتو أنا باخد حقي على طول، قهقهت برقة ليقول هو ببعض الرجاء: ياريت الحاجات اللي تضايقك وتشغل تفكيرك تشاركيني معاكي فيها عشان نتكلم مع بعض ونحلها خلاص بقينا عشرة عمر ولا ايه؟
أومأت وهي تتحدث بخفوت وأسف: حاضر ياحبيبي هنتناقش مش هسكت تاني..
فصل العناق وهو يبتسم ثم سألها: أنا عندي ملاحظة كده على الكلام اللي انتِ قولتيه!

نظرت له بتفكير ثم قالت له بابتسامة عندما وجدته ينظر لها مُبتسماً: قول!
سألها بخفوت: إنتِ قولتي إن النكد بيدمر العلاقة زيك كده! عرفتي منين إنك نكدية؟
زمت شفتيها وقالت بحزن وهي تتأمله: عشان بعيط كتير!
حاوطها مُمرراً يديه على خصرها بأغراء: وممكن تكون عندك مشاعر فياضة مثلاً وعينك نهر جاري عاوز يغرقنا؟.
أومأت بخفة وهي تقترب أكثر مُبتلعة ريقها تُريد تقبيله لكنه هتف مجدداً يسألها: أنا عايز أتربي من جديد؟

أومأت بخفوت وهي تغمض عينها ووتيرة تنفسها بدأت تثقل بالتدريج مُستسلمة له بجميع حواسها فقبلها بخفة: دي عشان غيرتك عليا، ثم قبلها واحدة أخرى: ودي عشان: عصبيتك الزيادة، ثم قبلها مُجدداً قُبله لم يفصلها سوى بعد دقائق وهو يلهث: ودي عشان انا محتاج تربيه، ثم مد يده ووضعها على وجنتها وداعبها بإبهامه بنعومه وقال أمام شفتيها: واللي هتاخديها دلوقتي دي اهداء مني لأم العيال..

ابتسمت ولم تكتمل ابتسامتها وهي تشعر بشفتيه تكسح شفتيها بقوة ونهم قُبلة مُختلفة عن سابقاتها همجية جعلتها تعود إلى الخلف تلتصق بجزع الفراش وهي تُبادله مُحاوطه خصره بقوة ويده أخذت طريقها إلى خصرها أخذاً وضع الإستعداد كي يمزق ملابسها ففي الآونة الأخيرة أصبح لا يتحمل الانتظار بمعنى أن هذا منذ عودتها له تقريباً من سبع سنوات وقد بدأ بشق الأقرب إلى قلبها!، مد يده كي يبعد ذلك الفستان المزعج الذي يخفي عنه الكثير لكن يده توقفت بمنتصف الطريق وتجمدت الدماء في عروقه أثلجته مُبعدة تلك الحرارة التي كانت تسير في أنحاء جسدة عندما سمع ذلك الصوت الطفولي الناعس الثقيل يأتي من خلفه مستفهماً: إنتوا بتعملوا ايه؟، شهقت ألين ودفعته عنها بقوة وهي تجمع طرفي الثوب المُمزق من الأمام تخفي صدرها ولا تعلم متى فعل هذا! فهي لم تكن هنا!

مرر يده بشعره وهو ينظر له عاجزاً عن الرد ليعيد إيان سؤاله من جديد وهو يضيق عينيه بشك: بتعملوا ايه؟
نظر فراس إلى ألين التي كانت تبتلع ريقها بحلق جاف مُمرره لسانها على شفتيها تُبللها بحزن فهي بذلت مجهوداً بتلك السنوات كي لا يراهما بأي وقت يُقبلان بعضهما عندما كان صغيراً لا يفهم هل بعد إن كبر قليلاً يراهم هل هذا عدلاً! لقد ذهب تعبها هباءاً وتعذيب فراس معها أيضاً بسببه..

فقال فراس مُقترحاً بخفوت: انتوا متخاصمين زعقيلة هيخرج وبعدين نتصرف؟، أومأت له ثم قالت بنبرة خرجت مُرتجفة وكأنها هي الطفلة هُنا نبرة لم تصل إلى مسامعة من الأساس جعلت فراس يهز شفتيه للجانبين وهو يستمع لها: إن، ت، إنت، بتعمل ايه هنا؟ أخرج بره!
ضرب قدمه في الأرض وقال بحده يُريد تفسيراً وكأنها لم تطردة منذ قليل! هو لم يسمعها من الأساس: إنتوا مش بتتكلموا ليه؟

سألت ألين فراس بنبرة مُهتزه وكأنها تقف أمام والدها: إحنا، إحنا، كُنا بنعمل ايه؟
قطب ما بين حاجبيه وقال مُفكراً وكأنه يسألها إن كانت كذبه جيدة أم لا: كُنا! كُنت بركبلك الحلق؟
أومأت له فقال بصوت مرتفع وهو يتحمحم: كُنت بركبلها الحلق ياحبيبي في حاجة؟ صحيت ليه؟ وألين نايمه ولا صحيت؟
تنهد وقال بنعاس وهو يقترب فأخفت ألين نفسها تحت الغطاء: لأ، لسه نايمه وأنا صحيت عشان النادي مش يلا بقى؟

تنهد فراس وهو يقول بهدوء: طبعاً يلا بقي هنلبس أهو مش كنت بركبلها الحلق؟
أومأ له إيان ثم صعد على الفراش وأمسك الغطاء وأبعده ودثر نفسه داخله فأخفت ألين نفسها أكثر فحمله فراس من خصرة أعاده أمامه من جديد وسأله بامتعاض: عايز ايه؟
قال بحزن: اصالح ماما عشان زعلانه
فقال له فراس بكذب وهو يبتسم: معرفتش إنها صالحتك خلاص؟ دي صالحتك وانت نايم كمان..

ابتسم بسعادة وسأله بحماس جعلها تبتسم تحت الغطاء: بجد؟، أومأ له وهو يبتسم فقفز على الفراش وقال بسعادة: يبقي لازم أبوسها بدل اللي مخدتش بالي منها وانا نايم..
زفر فراس وقال بنفاذ صبر: خلص يا أخره صبري خلص، رفعت ألين رأسها وهي تبتسم ليميل عليها كي يُقبلها تحت مراقبة فراس له ليمسكه من ياقته فجأة ورفعه ثم سأله بتهكم: انت مركز على النص أوي كده ليه هتبوسها فين؟
قال بلطافة وهو يرمش: شفايفها!

هزه بين يديه وزجره بضيق: لا يا حليتها خدودها بوسها في خدودها بدل ما أزعلك خلص، أومأ ودني منها مُقبلاً وجنتها برقة وقال بحنان وهو يربت على شعرها جعل فراس يقضم شفتيه من الغيظ: متزعليش مني أنا أسف بحبك، وقبل وجنتها الأخرى تحت ابتسامتها الرقيقة ومع صعوده قبلت هي شفتيه جعلته يبتسم فحمله فراس وأنزله عن الفراش وركله بغيظ: يلا يا ممحون من هنا..
فقال بتذمر وهو يخرج: هي اللي باستني الله!

فصرخ بظهره: عشان إنت اللي شجعتها يا مايع أقفل الباب وراك ياخروف وخليك جنب أختك وخلص، أغلقه متذمراً وذهب..

ابتسم فراس بخبث ودني منها مُجدداً وأبعد الغطاء عنها وتساءل بمكر: كُنا بنقول ايه بقي؟ أقولك أنا، وقبل أن تتحدث عاد يُقبلها من جديد فدفنت أناملها بشعره وهي تبادله قبلته بشغف ليجفلهم فتح الباب من جديد وقوله بمكر طفولي وهو يضع يديه بخصره: ايه ده يا بابا الحلق لسه مركبش؟، إبتعد عنها ثم انحنى وخلع الحذاء عن قدمه وقذفه على طول ذراعه: غور من هنا يا جزمه يا إبن ال، أغلق الباب سريعاً وهو يضحك فارتطم الحذاء بالباب أصدر صوتاً مدوياً، زفر ووقف بضيق وخلع قميصه ثم دلف إلى دورة المياه وهو يتمتم بغضب: بوظلي اللحظة ابن..

تذمرت وهي تتقلب في الفراش: متشتموش بقي كفاية وبعدين انت بتشتم نفسك الله!
لوي شدقيه وقال بضيق: جهزي نفسك لحد ما أخرج عشان نمشي، أومأت بهدوء وتركته يدلف كي يغتسل وأخرجت ثياب لها وهي تتنهد بقلة حيلة فهو دمر نصف ثيابها بسبب ذلك التمزيق ولا تعلم ماذا ترتدي الآن؟.

بعد بعض الوقت سمعته يطلب المنشفة مع الثياب التي تركها عندما رأي الحبوب فأخذتهم بسلامه نيه وطرقت الباب ومدت يدها بهم ؛ فشهقت بخفة عندما أدركت وقوعها في الفخ وشهقت مرة أخرى مع خروج صرخة خافتة من بين شفتيها بسبب عجزها عن الهروب منه وهو يسحبها إلى الداخل معه فأي لحظة هذه التي تدمرت! فهو قادراً على صنع لحظاتٍ أكثر في أماكن أكثر وأكثر..
بعد مرور ساعتين..

ركض وهو يصيح بسعادة: خالو خالو، إبتسم جود وانحني فاتحاً يديه على مصراعيها يستقبله لكنه تخطاه وعانق جنات وهتف بسعادة: وحشتيني أوي..
وقف جود ساخطاً فتلك ليست المرة الأولي التي يفعل بها هذا وهو كل مرة يقع بالفخ بكل سهولة..
قهقهة عليه الجميع فقال بفظاظة: هقول ايه يعني تربيه فراس دي أقل حاجة ممكن أتوقعها منك..
عانق ألين بحنان وقبل جبهتها مع سؤاله: عاملة ايه؟
قالت بسعادة وهي تبتسم: الحمد لله ياحبيبي..

قال ممتعضاً وهو يحدق بفراس: كان نفسي تقولي غير كده؟
رفع فراس زاوية شفتيه بسخرية: بعينك بعينك مش هتحصل، تنهد جود بسخط بسبب ذلك الذي أنجبه فهو يشبهه اللعنة، داعب وجنتي روتيلا النائمة بحنان وسألها بابتسامة: هتصحي امتي؟
هزت ألين كتفيها وهي تبتسم: مش عارفة!

جلسوا على الطاولة معاً بهدوء يتبادلون أطراف الحديث ونصف ساعة فقط وجاءت جنات راكضة وهي تبكِ وإيان خلفها، وقفت نوران بقلق وسألتها بخوف: مالك ياحبيبتي بتعيطي ليه؟ حصل ايه يا إيان؟!
شهقت جنات وقالت بحرقة: وقعت وايدي اتعورت يامامي
وقف جود وأمسك يدها يفحصها بقلق ثم هتف بهدوء: ده خدش بسيط ياحبيبتي!
هزت رأسها نفياً وقالت بإصرار: لأ، اتعورت.

فأعاد وهو يقبل رأسها: لأ، خدش بسيط والله، هزت رأسها نفياً وأعادت بحرقة: لأ، اتعورت، قهقهة فراس وهو يُراقبها فإن الفتيات يهولون كل شيءٍ حقاً..
إقترب إيان وربت على ظهرها بحنان وقال بمواساة:
It s okay baby it s okay..

توقفت عن البُكاء وسألته: إنت شايف كده؟، أومأ فتوقفت عن البُكاء نهائياً وأمسكت يده وقالت إلى جود الذي يراقبهم بذهول وهي تقوس شفتيها: خلاص يا بابي حصل خير هنكمل لعب و نيجي، و ركضا الإثنان معاً من جديد فضرب جوب كفيه معاً وهتف بتعجب: طب والله احنا ما كنا عايشين إيه ده؟
شدت نوران يده وجعلته يجلس وهي تقول: قولتلك جيل ما يعلم بيه إلا ربنا مصدقتش..

تثاءبت روتيلا برقة وهي تفتح عينيها بتمهل فقبلتها ألين بنعومة وهي تبتسم وقبل أن تفعل شيءً أخر أخذها جود من بين يديها ورفعها إلى الأعلى مع قوله: صباح الخير..
ضحكت برقة وهي تتشبث به فكاد يرفعها مجدداً لكنها قوست شفتيها وظهر الخوف على ملامحها فسأل ألين: هي بتخاف؟
أومأت له فقال مُتذكراً: كنت بهشك إيان وعادي؟

فقال فراس بتهكم وهو يقف: ده جِبلة تعمل في كل حاجة لكن دي رقيقة هاتها لكنه رفعها مُجدداً وهو يبتسم فبكت بحرقة وهي تسمك به بخوف فابتسم مقوساً شفتيه مثلها وقال: حلوين أوي وهما بيعيطوا، هزت نوران رأسها بيأسٍ منه فظنت أنه مع إبنته فقط لكنه مع الجميع هكذا كُلما يرى طِفلاً يُبكبه!
أخذها فراس من يده بعد أن ضرب كتفه بغضب: هات، تبقي خلف واحدة ثانيه العب بيها..

فقال بثقة: أخلف مخلفش ليه عادي، ثم سأله بضجر: خطوبة أخوك الجملي دي مش هتتعمل ولا ايه؟ من رأيي خليها جواز بقي ولموا الليلة!
ضحك فراس وقال بهدوء: خلاص بُكرة هي أخر معاد ليها بكرة وعلى مش موافق على الجواز!

من المفترض أن خطبتهم تمت منذ عامين تقريباً ففراس وفارس ذهبا معاً واتفقا على كل شيء وكانت بعد أسبوع واحد فقط لكن ما حدث أن زينب والدتها أصابتها وعكة صحية وظلت في المستشفى فوق العام بسبب حالتها والغيبوبة التي أصابتها وكانت ألين قد أنجبت في هذا الوقت أيضاً، تعافت تماما وتم تحديد ميعاد آخر لكن هاله مرضت ومع ذلك لم تُمانع أن يفعل الخطبة فقد كانت حمى بسيطة لكن فارس رفض وبعدها هو مرض في فصل الشتاء ومع تعافيه جاءته مكالمة من وائل يحتاجه بعملٍ معه وهو لم يرفض لأنه يشعر أنه أكثر شخص منحوس منبوذ في هذه الحياة، سافر له لكن قبل سفره أخبر مها أنها منبوذة ونحس وسوف يرتاح تلك الفترة من نحسها وذهب، عاد منذ شهر تقريباً أراح جسده وتم تحديد هذا الميعاد الخاص بغداً والآن يجلس في المنزل ينتظر البلوة التي سوف تسقط فوق رأسه رُبما سقف الغرفة..

تحدث جود بشك وهو يُحدق بهما: شكلكم مش مريحني! في ايه؟ عايزين تقوموا؟!
أومأ فراس وقال بامتنان: ياريت والله بدل قعدتنا في وش بعض دى كل اسبوع..
فقالت ألين وهي تخرج الحليب من الحقيبة: لسه هأكل روتيلا، إبتسم جود وأخذها من بين يديها: سبيها هنهتم إحنا بيها يلا قومي..

نظر له فراس بشك وقال بازدراء: شكلك مش مريحني!، ثم وجه حديثه إلى نوران: أنا سيبها في حمايتك إنتِ، أومأت له وهي تبتسم ثم أخذتها من بين يديه وعانقتها بحنان: متقلقش عليها في عنيا..
أومأ مُبتسماً ثم أمسك يد ألين وأخذها وذهب فهناك ذكريات يُريد استعادتها..

توقفا أمام ملعب كُرة السلة فنظر له بامتعاض فهناك من يلعب في الداخل، قهقهت ألين عليه وهي تراقب نظراته إليهم لتختفي إبتسامتها عندما هتفت إحدي الفتيات من الداخل وهي ترفع الكرة أمامهم: تلعبوا معانا؟، نظرت لها ألين شزراً ثم كتفت يديها أمام صدرها وحدقت بفراس وهي ترفع حاجبها المُنمق تنتظر رده فعله لكنه لم يتحدث بل عقد يديه أمام صدره ونظر لها صامتاً فهناك رجال مع الفتاة أيضاً وليست وحدها..

تقدمت الفتاة منهما عندما تأخر ردهم وظلا يحملقان ببعضهم البعض دون حديث، وقفت أمامهما وهي تبتسم ثم أعطت الكرة إلى فراس مع قولها بهدوء: كده كده كُنا هنمشي اتفضلوا..
قال لها فراس مبتسماً: شكراً، غادرت فابتسم وهو يقلب الكرة بين يديه ثم رفع رأسه ليجد ألين تنظر له بغضب مع قولها بوجه مُحتقن: طالما هتمشي بتقولك تلعب معانا ليه قله أدب بصحيح!، ثم وبخته بضيق: وبتقولها شُكراً كمان؟!

هز رأسه نفياً ونظر خلفه وصاح: مش شكراً خالص فتاة وقحة، حلو كده؟، أومأت برضى وهي تدلف إلى ملعب كُرة السلة ووقفت أمامه فرفع الكرة وحرك يده كي يقذفها ممتنعاً عن القائها مع تحرك ألين بسرعة وتربصها لحركة يده كي تمسكها لكنه توقف وهو يقهقه عليها فأعاد تصنع قذفها مُجدداً مُمتنعاً عن إلقائها وهو يضحك بتسلية..
زفرت وقالت له متذمرة: هتلعب وتديني الكورة أنا الأول ولا أمشي؟!

إبتسم وقذفها لها فأمسكتها بحماس ثم ضربتها في الأرض بضعة ضربات وركضت كي تقذفها بتلك الحديدة الدائرية لكنه وقف أمامها كحائط سد، أخفتها خلف ظهرها وهي تعود بخطواتها إلى الخلف فمد يده اليمين كي يأخذها فابتعد وهي تصدر كتفها الأيمن له فمد اليسرى فابتعدت إلى الخلف ومالت ثم ركضت من أسفل ذراعه وقذفتها سريعاً لكنها ارتطمت بطرف الحديدة وارتدت إلى الخلف ليأخذها فراس وتنتهي اللعبة..

تذمرت وهي تضرب قدمها في الأرض وجسدها يتصبب عرقاً من ملاحقته من فتره كي تأخذها منه لكنها لم تستطع: هروح على فكرة حرام عليك كده؟
قهقهة عليها وهو يبعد خصلاته الرطبة الى الخلف ثم قذفها لها فأخذتها بسعادة وظلت تضربها في الأرض حتى توقف أمام العمود الحديدي تنظر للأعلى بتعب فهي لا تستطيع القفز مُتعبة لقد أتعبها..

نظرت له وهي تقوس شفتيها بحزن كطفليه فهي طفلته الكبري!، حاولت القفز ونجحت بإدخالها لكنها ظلت مُعلقة في الأعلى مُتشبثة في الحديدة كي لا تسقط فضحك وهو يتقدم منها وهتف بصوت مرتفع: منزلتيش ليه؟
لوحت بقدمها في الهواء وقالت بتعب: لو سبت هقع مش هنزل واقفة تعبت!
ابتسم وأمسك خصرها وأنزلها بتروي وهو يضحك عليها، ألصق ظهرها على العمود الحديدي خلفها وهمس أمام شفتيها المزمومتين: فاكرة النازلة دي؟

ابتسمت رغماً عنها وأومأت له ليهمس مُجدداً بمكر: طيب فاكرة الحمام؟، ضحكت وأومأت وهي تدفن رأسها بصدره مع قولها بهمس وهي تربت على صدره: هو أنا أقدر أنسى؟
رفع ذقنها بإبهامه وهمس بشغف وهو يداعب شفتيها محدقاً بعينها البراقة: كانت اول بوسة لينا هنا، أومأت وهي تبتسم برقة وأضافت قبل أن ترفع نفسها تُقبلة: ومش هتبقى اخر بوسه، وقبلته بنعومه وهي تحوطه بقوة ليبادلها برحابة صدر..

ابتعدت فجأة عندما سمعت صوت مارين فأخفت وجهها بصدره وقالت بعبوس فهي نست نفسها: مش تخلى بالك؟ وتفكرني إننا في مكان عام؟ نائل كان عنده حق لما زعقلنا أول مرة شفنا فيها..
إبتسم وقال متذكراً: صح، نائل كان بيعمل ايه هنا؟
هزت كتفيها وقالت بتلقائية: يمكن كان معجب بيا ولا حاجة؟
لو شدقيه وقال بسخط: ده اللي كان ناقص عشان تكمل الدسته، ضحكت وهي تقرص وجنته بخفة فمال يطلب بمكر: هاتي بوسه بقي عشان تبقي التالته..

ابتسمت وقبلت زاوية شفتيه ونظرت له بابتسامة عاشقة و كل ما يدور بخاطرها أنه يُجب أن يعلم ذلك السر الصغير الذي أخفته عنه وعن الجميع حتى نفسها كي لا تتذكره..
قالت بنعومه وهي تربت على وجنته: بوستنا هنا مكنتش البوسه الأولي يا فراس!.
حرك أهدابه رامشاً بتلك المراوح الطويلة وسألها بعدم فهم: أومال كانت الكام؟ إحنا متقابلناش غير في استغفر الله العظيم الكبارية؟

ضحكت وهي تربت على وجنته وقالت ما أراد قوله: وطبعاً هتقولي شفايفنا لمست بعض واحنا بنرقص بس دي مش بوسة صح؟
أومأ لها بتعجب ونظر لها بعمق وهو يضيق عينه: في ايه يا لئيمة انتِ إنتِ بقيتي تخوفي!

إزداد صوت ضحكتها الرقيعة التي جعلته يرفع حاجبيه وهو ينظر لها باستفهام فقالت بمكر وهي تنظر له: من خمستاشر ستاشر سنة كده وإنت في ثانوي اتخانقت مع ولد كان اسمه باين قُصي رشدان، ثم لكزته بصدره بغيظ وتابعت: بسبب بنات برضه وخصوصاً بنت إسمها نسرين وبعدين حواجبك اتفتحت و اتحجزت في عيادة المدرسة وكنت واخد بنج نصفي..
فقال متصنعاً الخوف: قمتي استغليتي الفُرصة ودخلتي اغتصبتيني مش كده؟!

ضحكت وهي تهز رأسها وقصت عليه ماحدث بنعومه: الممرضة سابت الأوضة وخرجت فا دخلت وراها بسرعة وقفلت الباب، فضلت قاعده جنبك أكتر من نص ساعة إتأملتك فيهم كأني بشوفك لآخر مرة و مش هشوفك تاني عشان كُنت عارفة إن مع نهاية السنة مش هشوفك تاني فعلاً وكُل واحد هيبقي في حته! عشان كده قررت هبوسك، وتابعت بتشفي وكأنها انتقمت منه: بوستك خمس بوسات يا فراس مش بوسه واحده بس..

أين هو الآن؟ بعالمٍ أخر يعتصر رأسه كي يعود لذلك اليوم من جديد يُجب أن يتذكر هذا!
تابعت تسأله وهي ترفع نفسها لكي تكون مقابلة: أعيد لك المشهد تاني؟، أومأ وهو يراقب تعبيرها المتأثر بتلك اللحظة كما كانت تماماً في ذلك الوقت..

وقفت على أطراف أناملها ثم قبلت جبهته برقة ومالت تقبل أرنبة أنفه ثم وجنته اليسرى ثم وجنته اليمني وتوقفت أمام شفتيه وهمست بأعين دامعة ونبره مرتجفة: بحبك، وقبلت شفتيه بقوة لكن ليس مثل سابقاً فهي كانت بريئه في ذلك الوقت ولا تعلم كيف تكون القبلة لقد كانت سطحية ليست مثل هذه فهذه تعلمتها من فراس..
فصلت القبلة وهي تنظر له بأنفاس لاهثة وصدرها يعلو ويهبط بعنف ليهمس بلهاث: إنتِ كذابه أوي..

ضحكت وهي تمحي عِبرتها ثم قالت له بأنف ووجنتين حمراوتين: وحياتك عندي ده اللي حصل بس أكيد البوسه مكنتش كده عشان كنت صُغيرة بس مشاعري ليك عمرها ما عرفت سن ولا حدود..
إبتسم وعانقها وهو يهز رأسه وقال بخوف: إنتِ مش بريئة لأ ولا سهلة أبداً بوستيني وانا نايم ياقادرة؟! خدشتي حيائي كده..

قرصت خصره الذي كانت تحوطه وقالت بامتعاض: وهو فين الحياء ده أصلاً، قهقهة وهو يعانقها ليتوقف وتوسعت عيناه فجأه ثم أبتعد عنها وضحك بقوة وكأنه حصل على اليانصيب الأن مع قوله بذهول: إفتكرت، شوفتك، ألين شوفتك!، وظل يضحك أمام نظراتها المبتسمة التي تحثه على التكملة ليتابع وهو يتذكر مشدوداً: كنتي فارده شعرك وخارجه صح؟ سعتها ندلك لكن قولت نسرين!، أومأت له مع انسياب عِبراتها ثم ارتمت بأحضانه وعانقته بقوة مع قولها بحزن: وده السبب اللي عصبني النهاردة يعني هيه مكفهاش إنك كنت معاها في المدرسة وكمان دخلت معاك الجامعة وجايه دلوقتي تفكرك بيها تاني! ينفع كده؟

هز رأسه بنفي ومازال يبتسم كالأبلة فهو رآها أولاً قبل نور لقد كانت الأولي، هي من حصلت على قبلته الأولي أيضاً هي، هي كانت قدرة من البداية، كانا سيتقابلان عاجلاً أم أجلاً لا محالة..
فصلت العناق ونظرت له ثم وضعت يدها خلف رأسه وقربته منها وهمست بتحدي مع تلك الحمرة المُحببة إلى قلبه و التي سيطرت على وجهها: خليك عارف ومُتأكد إني هفضل دايماً سبقاك بخطوة فاهم ولا لأ؟

إبتسم بمكر وهو ينظر لها فهي فازت تلك المرة وبجدارة مع قوله بخذلان متصنع: صدمتيني فيكي بجد عوض الله عليا عوض الصابرين وأنا اللي قليل الأدب اومال ده ايه؟!، وقبل أن ترد متذمرة حملها فجأه وتقدم بها للأمام فسألته: رايحين فين؟
قال وهو يلاعب حاجبيه بمكر: هنجرب الحمام بيقولوا إتجدد!
هزت رأسها وهي تضرب كتفه بتذمر: لأ، يا فراس هتفضحنا!

جلست على المقعد بارتباك وهي تبعد خصلاتها خلف أذنها وكأنها أجرمت فقهقه عليها فراس وهو يجلس على المقعد المُجاور لها جعلها تضرب ذراعه بغضب لتقع عينيها على أزرار قميصه المفتوحة فهي أغلقتها ماذا حدث؟

أخرجها من تفكيرها صوت روتيلا وهي تصرخ فنظرت إليها لتجدها تتحرك تريد أن تأتي إليها لكن جود ظل ممسكاً بها وهو يحدق بألين بتسلية لاحظتها فرفع يده وأمسك طرفي قميصة من الأعلي وهز رأسه وهو ينظر إلى مقدمة ملابسها، قطبت مابين حاجبيها ورفعت يدها تفعل مثله لتشهق ثم اغلقت أزرار ثوبها العلويه سريعاً بخجل فلكزته نوران بمرفقها بضيق بسبب تصرفاته الصبيانية تلك ليقول إلى فراس الذي نسي ترتيب شعره وإغلاق قميصة: إنت خدتها وروحت ورا النادي ولا ايه؟

هز رأسه وقال بأسف: ياريت كان في كنت خدتها بس للأسف مفيش!
قهقهة مشفقاً عليه فهو معه واحدة فقط ولا يستطيع الانفراد بنوران كثيراً مثل سابقاً وهو إثنان وإيان هذا بعشر فيحق له فعل أكثر من هذا..
استفاق من تفكيره على صوت بكاء روتيلا و تلك الصفعات التي أخذت تهبط على وجنته برقة فنظر لها وقال بتعجب: هو في ايه؟

اعتدلت ألين بجلستها وقالت: هاتها ياجود، أومأ وتحرك كي تأخذها ومازالت تضربه دون توقف وهي تبكِ فقال له فراس: خلاص هي كده غضبت عليك سِبها، أومأ وهو يبتسم وقبل أن يتحدث تقيأت عليه..

قضم شفتيه بقهر وهو ينظر لها كيف صمتت ونظرت له ببرائه ترمش وهي تحدق بما فعلت ثم ضحكت فجأه وهي ترفع أصابعها تلكزه بوجنته بخفة فقال لها بتهكم: لا والله، إزدادت ضحكاتها فابتسمت ألين بحنان ومدت يدها تأخذها من بين يديه وهي تقول بأسف: معلش ياجود..
نظر لها بسخط وقال بامتعاض مقلداً قول إيان:
It s okay baby it s okay..

ضحكت وهي تحملها بين يديها وتركت جود يذهب كي ينظف ملابسه، نظفت فمها واجلستها بأحضانها وأخذت تربت على صدرها بحنان فأدار فراس مقعده كي يكون مقابلهم وظل يُلاعبها...
عاد جود بعد بعض الوقت غاضباً جاراً إيان من ملابسه خلفه بخطوات شبه راكضة ثم دفعه عليهم بقوة سقط بين يدي فراس جعل ألين تشهق بخوف فقال له فراس بضيق: في ايه يا جود براحة عليه!
قال بحده: براحة على ايه؟ ده أنا قفشته وهو بيبوس البت وبيتحرش بيها!

هز إيان رأسه بنفي وقال بحزن: لأ أنا كنت بركبلها الحلق يا بابا!
شهقت ألين بينما فراس مرر يده على وجهه فهذا خطئه هو ولن يعاقبه..
أجلسه على قدمه وقال إلى جود بلا مبالاة: معلش يا جود وانت ياحبيبي متعملش كده تاني عيب، أومأ له بحزن وأسند رأسه على كتفه فقال جود بتهكم: لأ، ماشاء الله عليك أقولك بيبوس البنت تقعده على رجلك وتقولي معلش؟

حرك فراس لسانه داخل فمه ثم قال له بتهكم: إنت محموق على ايه ونبي بنت خاله وباسها!، وتابع بازدراء: وبعدين فيها ايه يتمسك يعني ل، قاطعه صراخ ألين به بحده: فراااس، إنت بتقول ايه؟ وقدامهم كمان؟.

قبض جود على ياقته وهتف بتهديد: وحياة أمك اللي قاعدة هناك دى لو عملت كده تاني هعلقك فاهم يعني ايه هعلقك؟ أبوك بيقولك هعلقك وبيسكت لكن أنا هوريك بجد فاهم؟، أومأ له بحزن وأعين دامعة فتابع بحده: ومش هخليك تشوفها تاني كمان أحترم نفسك و متعملش كده تاني؟، أومأ له مجدداً وهو ينظر إلى فراس بحزن كي يساعده فقال بسخط: تلاقي النص متر سوكة هي اللي أغرته أصلاً..

هتف جود بضجر وهو يجلس: أصلها تفهم يعني ايه إغراء ولا تعرف تعمله! وبعدين هتعملة بإيه؟
ضحك فراس وقال بسعادة وهو يغيظه: أديك قولتها هتعمله بإيه مفيش حاجة أعترفت خلاص، ورفع يده أمام إيان وهو يضحك: كفك، ضحك إيان وضرب راحة يده معه بسعادة..
عقدت جنات يدها أما صدرها وجلست على قدم والدتها تحدق بإيان بغضب فربتت نوران على شعرها المجعد بحنان وهي تبتسم ثم قبلتها..

وقفت ألين وهي تحمل روتيلا من خصرها فسألها فراس وإيان معاً باستفهام: رايحة فين؟
تنهدت وهتفت بهدوء: رايحة الحمام وهمشي روتيلا شويه عشان زهقانه وممكن ألاعبها خليكم انتوا هنا..
أومأ لها فراس وهو يبتسم ليقول إيان فجأة عندما رأي قرطها عالقاً بأحد أزرار قميص فراس: ايه ده يا بابا لسه مركبتش الحلق؟

أخذه فراس من يده وقال مبتسماً بنفاذ صبر: أه يا حبيبي لسه وأسكت خلاص، لكنه أمسك قبضة فراس وحاول فتحها كي يأخذ القرط مع قوله بحزن من قوة يده: سبني أركبهولها يا بابا، يا ماما قوليله حاجة!

زفر وفك قبضته وقال بحنق: إخلص، أومأ وقال بلطافة إلى ألين التي كانت تراقبهم: ممكن تنزلى شويه عشان أركبلك الحلق؟، أومأت وهي تبتسم ثم مالت عليه ليضعه بأذنها بتركيز ثم شهق فجأه مع قوله بقلق: ايه ياماما العلامات دي رقبتك مالها؟، حسناً هي تريد أن تصرخ الآن..
أمسكه فراس وقيده وهتف بضجر: إمشي يا ألين إمشي، تركتهم وذهبت ليتملص إيان من يديه وهو يقول بابتسامة: سبني أطمن على ماما!

شدد قبضته حوله وقال بسخط: ياحنين إنت ياحنين، ماما كويسة دي بس نموسة قرصتها؟
فعدل جود قائلاً بسخط: قصدك جاموسة يا فراس..
فقالت جنات وهي تبتسم: متقلقش يا إيان ماما برضه ساعات بتقرصها جاموسة زيها..

إنفجر فراس ضحكاً بتشفي وأومأ لها وقال: جواميس فعلاً معلش بقي، فشد جود شعرها بغيظ فعلق زر كُم معصمه بشعرها جعلها تتأوه وضربت يده وهي تكاد تبكِ فاقترب وهو يحاول إخراج يده وهو يتأسف لها بينما فراس وإيان كانا يضحكان بسعادة وهما يُراقبانهم إستفزا جود فأخذ حقيبة ألين التي تضع بها متعلقات روتيلا وقذفها عليهم وقال بسخط: اليوم خلص يلا في داهيه من هنا..

ضحكت برقة وهي تراقب الطريق من خلف كتف ألين فهي أخذت تسير بجانب ملعب كُرة القدم بعد إن عدلت نفسها في دورة المياه، جلست على أحد المقاعد واجلستها بجانبها وظلت تشاهد الأطفال وهم يلعبون الكرة وهي تضحك كل برهة وأخرى بطفولية حتى لفت نظرها فتى بعمر إيان تقريباً خرج من الملعب ومعه حقيبته يحملها على كتفه يرتدي ملابس كُرة القدم ثم جلس على العشب الناعم يربط حذائه الرياضي الفسفوري اللامع، تحركت روتيلا تُريد النزول والذهاب له وهي تبتسم فأوقفتها ألين بجانب قدمها وهي تسندها كي لا تقع وهي تبتسم حتى سمعت صوت يهتف بإسمها بتعجب: ألين؟

رفعت ألين نظرها ترى من لتبتسم وهي تقول بعدم تصديق: نهي! مش معقول!، وتركت روتيلا ووقفت تعانقها بسعادة وتبادلت معها أطراف الحديث غير منتبه إلى طفلتها التي بدأت تسير بعدم اتزان إلى ذلك الفتي الذي كاد يذهب لكنه توقف عندما وجدها تقف أمامه ثم سقطت على ركبتيها مع أخر خطوة تخطوها فابتسم وأوقفها برفق وهو ينظر لها ليجدها تنظر إلى راحة يدها التي سقطت عليها واتسخت قليلاً بسبب هذا ثم رفعت نظرها له زامه شفتيها بحزن فأبعد شعرها الأسود الغزير إلى الخلف وأمسك راحه يدها ونظفها بطرف كنزته فعادت تبتسم له برقة وهي ترمش ناظرة إلى عيونه الكحيلة ورموشه الكثيفه و مُقلتيه البُنية شبيهه والدها فمدت أصبعها الصغير تريد إدخاله بعينه وهي تبتسم فأنزله وهو يضحك جعلها تضحك معه بسعادة، أجلسها برقة بجانبه وربت على شعرها بنعومه ناظراً لها بتركيز مُراقباً تحديقها بحذائه بانبهار طفولي وخاصتاً بسبب ذلك اللون الجديد عليها..

أنهت ألين حديثها مع صديقة دراستها التي لم تراها سوى مرة واحدة بعد التخرج في الملهي الليلي ثم إختفت كل تلك السنوات وظهرت الآن من جديد أو ألين هي من كانت مُختفيه عن الجميع بسبب المشكلات التي واجهتها، نظرت بجانبها لتهشق بخوف عندما لم تجدها فكيف أختفت وأين ذهبت وإلخ، إلخ..

أدمعت عيناها وبكت بألم وهي تبحث عنها بكل مكان عدي أمامها، سارت وبحثت لبعض الوقت هُنا وهُناك بهستيريا كالمجنونه فلم تجدها، عادت مكان جلوسها من جديد لكنها لم تجدها أيضاً! شهقت بحرقة ثم أخرجت الهاتف بأنامل مرتجفة كي تحادث فراس وتخبره لكن يدها توقفت عن النقر مع توقف عِبراتها عن الإنسياب عندما لمحتها تجلس قريباً منها مع ذلك الفتى كيف لم تراها؟

ركضت لها بلهفة وخوف، حملتها وضمتها إلى صدرها وهي تجلس مكانها بأعصاب تالفة، ظلت تُقبلها وهي تبكِ وتضمها لها أكثر ضايقتها!، نظر لها بحزن مُتأثراً ثم ضحك عندما أطلقت روتيلا صوتاً منزعجاً من كل تلك القبلات والعناق القوي مابها؟
نظرت له ألين بتفحص بعد إن قامت بمحي عِبراتها تحاول معرفة من هذا الفتى لكنها لم تتعرف عليه!

نظر لها بحزن وحرك شفتيه كي يتحدث مُبرراً موقفة كي لا تظن أنه هو من أخذها وقال بتلكئ ضاغطاً على حروفه التي يخرجها فيبدو أن لديه مشكلة في النطق: ه، ه، هي، ال، لي، جت، و، وقعدتت، جن، جن، بي
أومأت له ألين وربتت على كتفه وهي تبتسم وقالت له بهدوء: ولا يهمك يا حبيبي حصل خير..
إبتسم لها وتحدث يسألها بتقطيبه حاجبيه الكثيف: ه، هي، إس، إس، مها، إي، ه؟

ابتسمت بحنان وقالت له بهدوء فهو ذكرها بإيان: إسمها ألين و بندلعها نقولها روتيلا تمام؟

أومأ لها وقال بابتسامة أظهرت أسنانه اللؤلؤية: ت، تم، ام، كادت تتحدث لكنها سمعت صوت مرتفع يهتف بإسم فتى وعلمت من إنتباهه ووقوفه أنه هو ذلك الفتى: يزيد، يزيد، وقفت ألين وربتت على شعره بحنان وقالت له بابتسامة: ماما بتدور عليك روحلها ومتخليهاش تقلق عليك وفرصه سعيدة يا يزيد، أومأ لها بابتسامة فتركته وذهبت فظل نظره مُعلق عليها وعلى تلك الفتاة الجميلة التي مازالت تنظر له من خلف كتف والدتها بابتسامة وهي تسير..

أخرجه من شروده إمساك والدته ليده مع سؤالها بحنان: خلصت التدريب يا حبيبي؟
أومأ لها بهدوء فأخذت حقيبته عنه وحملتها هي وسارت معه بهدوء قطعه سؤال صديقة المُقربة: هتعملي ايه في موضوع سيف؟
نظرت لها وقالت باستفهام: سيف مين؟
لوت شدقيها وقالت بتهكم: مش عارفة إسم أبو إبنك؟ سيف، سيف كمال الدين، جون يا ستي جون!

أطلقت أهه خافته عندما تذكرت ثم قالت بعصبيه: انتِ عارفة إني عرفت إسمه متأخر أوي ومتعوده على جون خلاص، ثم هدأت وتنفست بانتظام وقالت وهي تزفر: معرفش عنه حاجة ومش مهم أهم حاجة إن في فلوس بتجيلي من أمريكا كل أول شهر مظبته بيها حياتي وحياة ابني وبس..

أحني يزيد رأسه بحزن فهو لم يرى والده من قبل ولا يتحدث عنه أحد حتى والدته لا تأتي بسيرته وذلك النقص الذي يشعر به لا يستطيع أحداً تعويضة عنه وخصوصاً عندما يجتمع الأباء في المدرسة أو في إحدي الحفلات، وإكتمل ذلك النقص عندما سمع إمرأتين يتحدثان عن والدته خلف ظهرها وقالوا الكثير من الكلمات التي لم يفهم معناها مثل عاهرة! تبيع نفسها! وأشياء من هذا القبيل وأخيراً كونه طفل غير شرعي حرام، لم يفهم شيء لكنه يسمع ويصمت حتى إن تحدث ماذا سيقول كلمه؟ إثنان؟ وينفجر الجميع ضحكاً عليه!

نظر خلفه مرة أخيرة ليبتسم بسعادة من كل قلبه وهو يراها مازالت تنظر تجاهه وهي تبتسم ثم رفعت يدها ولوحت له وهي تضحك فابتسم لها وقبل أن تختفي عن أنظارة عاد ينظر أمامه من جديد ومازالت الابتسامة لا تُفارقه، فهو لن ينسى هذه الدقائق وخصوصاً معاملة ألين الرقيقة والحنونة له دون أن تسخر منه وتخبره أنه بنصف لسان مثلما يفعل الجميع معه حتى أصدقائه! وتلك الرقيقة الجميلة ألين روتيلا لن ينساها مهما حيي ستظل ذكرى جميلة مُخلدة بذهنه يسترجعها كُلما شعر بالحزن كي يبتسم..

رُبما سيكون لهم لقاءً قريباً! ورُبما في المستقل؟!
العاشرة مساءً..
كانت تقف في المطبخ تحدق في الحليب الموضوع على الموقد تنتظر انتهائه ترفع شعرها بأحد مشابك الشعر بإهمال ترتدي منامتها المكونة من بنطال وكنزه ستان لونها أبيض، فزمن المنامات العارية ذهب..

فمنذ أن كبر إيان وهو لا يتوقف عن الهجوم على غُرفتهم وكأنه مُسلط عليهم لكن فراس لا يهمه لايحتاج منامه كي يرى ما يريد تكفيه نظرة واحدة من نظراته الوقحه التي يمسحها بها وينتهي كل شيء..

صرخت روتيلا بانزعاج وهي تجلس على البار أمام الطبق الممتلئ بثمرات الفراولة عندما أمسك فراس واحدة كي يطعمها إلى ألين، تركها ممتعضاً فإيان عندما كان بذلك السن كان يتحكم به ويجعله يتوقف عن تناولها لكن هذه يا إلهي إن إقترب أحداً من شيء تريده أو تمسكه تصرخ وتبكِ ولا تتوقف حتى يعود لها فهو وألين يتقان شرها عدي ذلك اللعين الذي لا يضيع الفرصة كي يراها تبكِ..

أنهت ألين تحضير الحليب وصاحت باسمه بصوت مرتفع: إيااان، جاء راكضاً وهو يمسك بجهازه اللوحي فأخذه فراس من بين يديه ووبخه: إرحم نفسك وعينك بقي إرحم..
تنهد وقفز على المعقد وجلس أمام ألين وحدق بالكوبين أمامه وسألها: مين هيشرب معايا؟
قالت بهدوء: أنا، أومأ لها وأخذ كوبه كي يرتشفه لكنه توقف وقال بانزعاج: وبابا مش بيشرب ليه؟
تنهد فراس وسأله بهدوء: مش أنا وماما واحد يا حبيبي؟

أومأ موافقاً، فتابع فراس: طيب طالما إحنا واحد وماما شربت يعني أنا شربت بس!
رمش إيان قليلاً يُفكراً ثم إبتسم وسأله: مش أنا وجنات واحد يا بابا؟
تنهد فراس وقال ساخطاً: مع اني بسترخمها بس ماشي إنتوا الاثنين واحد..
فقال إيان بسعادة وهو يأشر على جهازة اللوحي الذي يمسكه فراس: أنا كنت لسه بكلمها وكانت بتشرب لبن وهي شربت يعني أنا شربت يااي مش هشرب لبن..

حك فراس طرف ذقنه مُفكراً ليقع نظره على ألين التي تنظر له بغضب تنتظره أن يحل تلك المُشكلة فهي محقة عندما أخبرته أنه من يفسده وهو لا يملك رداً الآن سوى هذا..
إبتسم وقال له بإعجاب: لا طمرت فيك التربية هات حضن، ضحك بسعادة وعانقة ثم أخذ جهازه اللوحي وركض إلى غرفة الجلوس من جديد..

رفع سبابته أمام وجه ألين كي لا تتحدث واخذ الكوب و إرتشفة كاملاً بتقزز ثم وضعه أمامها وقال بامتعاض: شربته أهو وده إبني زي ما إنتِ شايفة واحنا الاثنين واحد وانا شربت كإن هو شرب وانا طالع أرجع بقي، وتركها وركض إلى الأعلي فصرخت به بصوت مُرتفع حانق: تعالي خُد بنتك اللي غرقت نفسها فراولة وحميها دلوقتي..
جاء لها إيان راكضاً وقال بسعادة: الله هتحموها؟ يلا بسرعة عشان اتفرج عليها وهي بتعيط..

فهي عدوه المياه لا تُحبها بتاتاً..
تقدم كاللص وخطف طبق الفراولة من أمامها وركض إلى الأعلي فبكت بحرقة وهي تأشر عليه تنظر إلى ألين وملابسها جميعها مُتسخة فهي كانت تعتصرها بين يديها أولاً قبل أن تأكلها، حملتها ألين كي تهدأ وهي تتنهد بتعب وتكاد تبكِ معها بسبب ما يفعلانه بها الإثنان فراس وأبنه ستجن منهما..
صباح يوماً جديد..

كان يركض بأنفاس لاهثة يرتدي ملابسه الرياضية يمارس رياضته الصباحية التي انقطع عنها منذ زمن وعاد لها من جديد..
يضع سماعة أذن يستمع إلى موسيقي هادئه الموسيقى الخاصة به صوت أنفاسها وهي تركض خلفه يعلم أنه سوف يسبقها لهذا فعل هذا كي يظلان مُتواصلين طوال الوقت وكم كان هذا مُسلياً وهو يستمع إلى تذمرها و أنفاسها التي كان يشعر بها تدفئه وليس مجرد صوت فقط..

قفزت فوق ظهره وقبضت على رقبته بقوة وقالت بتذمر: سايبني لوحدي ورا ليه؟ محدش عنده صحه غيرك يعني؟
ضحك نادر ووضع يديه حول فخذها وحملها جيداً وقال مُبرراً وهو يسير بهدوء: ده مش موضوع صحة موضوع انك مش بتعملي رياضة فكُل حاجة عندك واقفه عندها خمول وانا بصحصحك بس عشان تبقي رياضية!

وضعت رأسها المُتعرق على كتفه وقالت بتنهيدة طويلة مُتعبة مُتمنيه: صحصحني وانا قاعدة في البيت وباكل نوتيلا، قهقهة عليها ثم سألها فجأه بعد إن أنزلها بخفة: فين فادي؟

انفجرت ضاحكة وقفزت من على ظهره وأشرت خلفها ثم إبتعدت من أمامه كي يرى بوضوح ما خلفها ليجده يستلقي على الأرض بمنتصف الطريق ويتنفس بعنف وجسده يعلو ويهبط بقوة تبينت له من هُنا فابتسم وركض عائداً له ثم تسطح بجانبه وتوسد يديه ونظر لأعينه المُغلقة بانفعال وسأله له بلهاث: جاهز يابطل؟
فتح عينه لتتبين مُقلتيه البُندقية اللامعة وسأله: جاهز لإيه؟
قال نادر بهدوء: فؤاد وسجي جايين النهاردة!

تهجمت ملامحه وشعر بالأنزعاج وليس هو وحده بل لارا أيضاً إنزعجت، تركتهما ووقفت بعيداً عنهما ثم أولتهم ظهرها وظلت تنظر إلى المياه من خلف السور الحديدي بصمت فحاوطها نادر برقة وسألها بخفوت: سرحانه في ايه؟، ربتت على يديه وقالت برقة: ولا حاجة يا حبيبي، ثم نظرت بساعة معصمه وسألته: مش هنرجع بقي عشان فادي يفطر قبل المدرسة؟

أومأ لها وربت على ظهرها بحنان يواسها بصمت فهو يعلم أن عودتهم هي ما تزعجها إضافة إلى شجار سجى معها كل مره تعود بها بسبب نفور فادي منها ظناً أن لارا من تعجله يفعل هذا كي تمل منه ولا تعود مُجدداً لكن تلك المرة أخبرته في الهاتف أن عودتها نهائية ولن تذهب مُجدداً وهذا المُقلق أكثر فالطبيعي أنها عندما تعود تأخذ فادي ويمكث معها تلك الشهور حتى تذهب وهو يأخذ لارا ويسافر تلك الفترة كي لا تشعر بالحزن والفراغ يلهيها عنهم لكن فادي لا يتوقف في تلك الفترة عن مراسلتها ورجاءه كي يعودان ويأخذوه من جديد وهذه هي المشكلة إن كان شهراً أو إثنان يفعل به هذا ماذا سيفعل بقية حياته؟ فهي لن تعود إلى السفر مُجدداً؟ ولارا ماذا سيفعل معها؟ كيف يملأ ذلك الفراغ؟ بالتأكيد لن يُسافر طوال عُمره مُتنقلاً هُنا وهُناك كي تنسي!

وضعت الملعقة من يدها وهي تتنهد فاقدة الشهية ورغبتها في الطعام، ربتت سارة على ظهرها بحنان وقالت لها بنبرة مُطمئنه: إن شاء الله مفيش حاجة هتحصل وكل حاجة هتعدي متقلقيش..
ربت يوسف على ذراعها وقال بحنان وابتسامة مُشرقة: متقلقيش ياعمتي انا دعيتلك وأنا بصلي إن المرادي مفيش حاجة تحصل..
أبتسمت مها وقبلت وجنته بحنان وسألته: إنت بتصلي يا حبيبي؟

أومأ لها وقال بسعادة: أه بصلي بابا علمني وعلى طول بصلي انا وهو وماما وساعات تيته معانا بس انتِ بتبقي نايمة أو بتكلمي عمو فارس في الموبايل ومش بتبقى فاضيه بس المرة الجيه هاجي أخدك بنفسي حتى لو مشغولة إتفقنا؟
أومأت له وهي تربت على وجنته بنعومه: إتفقنا ياحبيبي انا مُستعده من دلوقتي كمان..
أومأ وقال بحماس: خلاص صلي انتِ الصبح ولما أجي من المدرسة نصلي الظهر سوي اتفقنا؟

رفعت إبهامها وقالت بحماس مماثل: اتفقنا، صفق بسعادة وعاد يتناول طعامه تحت أنظار سارة الحنونة التي تُراقبه وعلى الفخورة بما صنعه فيجب عليه أن يتربى بتلك الطريقة هذه هي الطريقة الصحيحة يُجب أن يفكر بربه أولاً وتأتي الأشياء الأخرى بعده هو لا يجبره على هذا ولن يجبره هو فقط سوف يجعله يُجرب تلك الحياة مع الله وتلك الحياة الأخرى دونه ويختار ما يشاء لكنه مُتأكد أنه سيعود مع الله، فمن جرب الشعور وهو يقف بين يديه لن يروقة الشعور الأخر بتاتاً وهو لم يكن لديه خيار! لقد وجد حياته هكذا ولن ينصحه أحد أو يتحدث معه وهو صغيراً ولا عندما كبر لكن الأن لا يُجب أن يجعل طفله مثله؟ يُجب أن يكون أفضل منه ويختار الحياة الصحيحة وهذا مايفعله ويُحاول بقدر الإمكان أن يكون مثالاً جيداً يفتخر به في هذه الأشياء، هو الآن لم يعد يترك فرضاً حتى الفجر يستيقظ له، أوقات يوقظ سارة ويوسف وأوقات أخرى يشفق عليهما ويتركهما نائمين وخصوصاً في فصل الشتاء، وهناك مُناقشة تدور بينه وبين سارة تلك الفترة عن الحجاب وهو يتركها تُفكر على مهل دون تعجل وما تُريده سيحدث إن وافقت وافقت وإن لم تُوافق هذا يعود لها لن يجبرها فإن إرتدته غصباً لن تكون سعيدة وهو لن يكون سعيد وخصوصاً أنه تزوجها هكذا! لكن عندما تقتنع سيكون لكل شيء طعماً أخر ؛ ويعلم أنها ستوافق ويعلم أن إبنه سيواظب وهو لن يمدح في نفسه لكنه شخصية نادرة لا يعلم بماذا تقريباً لكنه يشعر أنه شخص جيد وليس سيء على الأقل؟ فإبنه لن يكون سيء وخاصتاً كونه مُشترك بينه وبين سارة، سارة التي سيقضي بقية عُمره يركع شاكراً ربه أنه رُزق بامرأةٍ مثلها فكيف سيكون أولادهم إذاً؟ سيكونون جيدين جداً وستكون الصلاة والطريق المستقيم هو ماينقصهم لهذا وفر عليهم ذلك الطريق الطويل الذي سيكون شاقاً عليهم إن بدأوه من الكبر فليبدأوا به من الآن أسهل وأفضل، وسبباً أخر دفعه إلى هذا سارة، سارة تستحق الأفضل والأجمل هي وطفلتها التي تتكون بداخلها الآن يُجب أن ترى والدتها ماذا تفعل كي تُقلدها، لقد علم من وقتٍ قليل فقط جنس الطفل وهذا شجعه على التكمله في ذلك الطريق فهي ستكون خديجة..

هو ماذا حدث له؟ لقد فاق من غفلته! متى أفاق ربما منذ ذهابه إلى بيت الله الحرام لقد تغير شيئاً ما بداخله ربما تغير بداخل الجميع لكن لكل واحداً منهم ما يلهيه والأولويه لديه تكون من وجه نظره بشيءً آخر غير هذا! لكن نحن نعلم أن على لطالما كانت حياته هادئة وربما سار في الطريق الذي استحقه في النهاية•~
دارت بالمقهد وهي ترتشف قهوتها بتلذذ شاردة الذهن مشغولة البال مُشتتة الأفكار..

بينما مايكل كان يستلقي على الأريكة بتعب من كثرة العمل لكن كل هذا تلاشى عندما دلف نائل دون أن يطرق مُبتسماً لها ثم قال بسعادة: خلاص، حجزت و طيارتنا بُكره..
ازداد اتساع ابتسامتها وهي تراه سعيداً وسألته: خلاص جهزت كل حاجة؟
أومأ بهدوء وقال دون أن يلتفت إلى مايكل: اتصلت بصاحبي دكتور في مستشفي كبيره في مصر هشتغل معاه وإنتِ كمان لو حابه بس لما تجربي الأول عشان هناك أكيد أكيد مش زي هنا نهائي..

هزت رأسها متفهمه وسألته: هنقعد فين؟
إبتسم وقال وهو يذكرها: في ال?يلا اللي نمتي فيها وإحنا في مصر قصاد بتاعة فراس لما وقعتي ورجلك اتلوت؟!.
ضحكت برقة وهي تنظر له: فاكره فاكره جميلة و الأوضة كانت جميلة اوي..
ابتسم بمكر وسألها بخبث: إنتِ إيه حكايتك مع الأوض بقي عرفيني بس عشان أفهم؟

هزت رأسها وهي تضحك بقوة وقالت مُبررة وهي تضع راحتي يديها على وجنتيها تطبطب عليه من الخجل ليقطع اللحظة مايكل الذي قال مستفهماً: أشعر أن هذا الحديث جميل وسعيد كما أنه أيضاً أنه لن يروقني!، وحدث حقاً ولم يروقة..
هتف بانفعال بعد أن أخبرته نائل أنه سيستقر بمصر: كيف؟ ولما؟ والدتك! هل ستتركها بكل تلك السهولة؟ أنا لستُ موافق!

ضحك نائل بقوة ثم تحمحم وصمت ثم قال له بابتسامة: أُقدر لك هذا الحُب حقاً لكن سوف نستقر بمصر وأُمي أنت معها ما المشكلة؟ هل تُريدني أن أخذها؟ أخبرني وسوف أخذها فقط إن أردت!
هز رأسه نفياً وقال بضيق: لا، لا تأخذها وأذهب إلى الجحيم ولا تُعود مُجدداً..
ضحك نائل وهو ينظر له ثم إقترح: لما لا تأتي أنت معنا؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة