قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الخامس والسبعون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الخامس والسبعون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الخامس والسبعون

صباح اليوم التالي..
كانا يجلسان على المقاعد التي بالممر ينتظرانِ خروج الطبيب الذي تأخر كثيراً بأعصاب تالفة حتى فتح الباب فجأة و أطل عليهم الطبيب..
فوقفا سريعاً والقلق بادي عليهما وقد تفاقم أكثر وهما ينظرانِ إلى تعبيرات الطبيب الأسفةِ لهم..
ماذا يعني هذا؟!.

أخذ الطبيب شهيقاً طويلاً مراقباً تشنج فك نائل الذي ينتظره أن يكمل بأعصاب مشدودة فتحدث بهدوء: حالته ليست جيدة لقد أسعفناه لكن يُجب أن ننتظر حتى يستيقظ تماماً كي نري الأثار الجانبية!
مرر نائل يده على وجهه بعصبيه وتساءل: هل هُناك أثار جانبية؟!
هز الطبيب رأسه وقال بأسف: وسيئه للغاية؟
زفر نائل وهو يقطب حاجبيه بعصبيه وقال بحده: تحدث مرة واحدة؟! هل سأظل أسألك؟!

أومأ الطبيب وقال بهدوء: لقد تضرر رأسه بشدة هُناك احتمال أن يفقد بصرة، ويفقد الذاكرة ويصاب بنوبات صرع كلي وربما جزئي، وهُناك احتمال لحدوث اضطرابات في الوعي، وربما الموت! يبدو أن تلك المرة ليست الأولى له فالارتجاج يؤدي للموت أحياناً.

يجب أن تنتبهوا له، عندما يستيقظ إن لم يشعر بضعف سمعه أو بصره أو أطرافه جميع حواسه عمتاً! وان لم تتغير لون بشرته ولم يشعر بعدم الاتزان وب، وجفل عندما صرخ به نائل بحده: أصمت أصمت لا تتحدث حتى يستيقظ هل فهمت؟ لا ينقُصك سوى دفنه حياً أُصمت!، هز الطبيب رأسه بطاعة خوفاً ثم ذهب مختفياً عن الانظار..
ألقى بجسده على المقعد بجانب وائل ثم قال بغضب وبُغض: لو حصله حاجة محدش هيشيل ذنبه غيرك إنت ومحمود بتاعك..

فتحت عيناها بهدوء وهي تتقلب بالفراش بنعومة مستعيده أحداث أمس برأسها لتمتلأ عيناها بعبرات حاره تخصها وحدها وثوانِ قليلة انتفضت معتدلة بقلق وهي تستمع لصوت إيان الباكي من هُنا! هل ألين فقدت الوعي مجدداً؟! وهذا جعلها تنهض راكضه إلى غرفتها بقلق..
اندفعت إلى داخل الغرفة مهرولة إلى إيان بقلق فحملته بين يديها وهي تهدأ بكائه بانتفاضة فيبدو أنه يبكِ منذ فترة وهي لا تعبأ به اين هي؟!

وزعت بصرها بأرجاء الغرفة وهي تربت على ظهرة بحنان باحثة عنها بينما هو دفن رأسه بكتفها وبكائه بدأ ينخفض بالتدريج..
الصدمه الجمتها عندما أبصرت عيناها ألين تجلس على الفراش تضم نفسها تهتز بعنف دون أن ترمش مُحدقة في الفراغ بقلب خاوي لا تشعر بخفقاته.

و ملامح شاحبة كالموتى في عالم آخر ليست هُنا لا تستمع لشيء سوى صوت الضربات القاسية التي كان يتلقاها لتسقط عليه تنخرعظامه بقوة، ولا ترى سوى جسده المسجى أرضاً بإستسلام ودمائه التي أغرقت ثوبها و ملامحه الشاحبة كالأموات..

شعرت بالقلق وهي تراقبها وإيان الذي يتحرك بين يديها يريد الذهاب لها وهو يبكِ بحرقة مأشراً عليها بيده فضمته نور لصدرها أكثر متجه للخارج وأعطته لإحدى الخادمات كي تعتني به قليلاً وعادت هي كي تري مابها! لما تتصرف كالمرضى؟!

جلست أمامها ومدت يدها تمسد على شعرها لكنها أمالت رأسها للجانب جعلتها تبعد يدها وهي تتنهد ثم صعدت على الفراش بركبتيها وحاوطت كتفيها لكنها ابتعدت للخلف وما زالت تهتز بعنف ولم تتحدث فقبضت نور على فكها ببعض القوة: ألين، ألين، فوقي وبُصيلي ألين!، لكنها لم تستجب لها بل ظلت تهتز بعنف أكثر وهي تتذكر ماحدث أمام عيناها كفيلم يعرض أمامها..

وضعت يدها على أذنها مُطبقة جفنيها بقوه حاولت نور إيقافها مبعدة يدها وهي تتحدث برفق: ألين، ألين، فوقي فوقي في ايه مالك؟ ثم تابعت بحده وهي تكاد تجن من حالتها: مالك في ايه؟ لكنها لم ترد بل صرخت بقوة حتى ذهب صوتها ثم صرخت مجدداً أجفلتها وجعلتها تخاف عليها فحاوطتها بقوة تهدأ من روعها لكنها لم تهدأ بل ظلت تصرخ بقهر كُتم من عناق نور لها وهي تقبض على ملاءة الفراش بقوة حتى هدأت بالتدريج وتحول كل هذا الثوران إلى شهقات أنهكتها الحياة وقد فاض بها منها تلك الحياة ليست عادلة!

فقالت نور بحزن وهي تربت على شعرها: مالك يا حبيبتي في إيه؟!
رفعت ألين رأسها قائله بحرقة وقلب مُدمي وهي تشدد على عناقها بقوة: والله فراس لو حصله حاجه المرادي هموت، هموت مش هقدر اتحمل..
مسدت ظهرها بحنو ولم تفهم ماحدث لكنها واستها: هيبقي كويس ان شاء الله، إهدي، إهدي، هو فين وحصل ايه؟!
بدأت بقص ماحدث عليها وهي تشهق باكيه مُلتقطه أنفاسها بصعوبة وهي تضع يدها على قلبها..

ضمتها نور بقوة أكبر وقالت بحزن: هيبقي كويس ان شاء الله متقلقيش..
قالت برجاء وهي تتشبث بها بإنهيار: أنا عايز اروحله عايزه اطمن عليه هتجنن لو فضلت هنا!
فقالت نور بقله حيله: انا معرفش همه في أني مستشفي لازم نستنى لما حد يتصل يقولنا، متخافيش هو هيبقي كويس إن شاء الله، وبعدين غيري هدومك ونضفي الدم ده وانزلي اقعدي مع إيان إنتِ مكنتيش سمعاه؟
هزت رأسها بنفي قائلة بندم: لا كنت سمعاه..

نظرت له نور بلوم وقالت بإستياء: وبعدين معاكي يا ألين! إنتِ من ساعة ما ولدتي وإنت مقصره في حقه؟! حرام عليكي كده؟!
بكت أكثر بندم ولم تتحدث فتنهدت نور وساعدتها بالوقوف وهي تتحدث: تعالي معايا طيب، تعالي
دلف إلى غرفة العناية المشددة..
اتكأ على الحائط محدقاً بفراس الراقد كجثه هامده لا يسمع سوى صوت الاجهزه الموصله بجسده..

ربما لم يكن يحبه من البداية بسبب علاقته بنور السابقة! لكن الآن أصبحوا أكثر من أشقاء فإن فراس قد أخذ مكانه بقلبه كشقيق لم يملكة يوما فمساندتهما لبعضهما جعلت علاقتهم أقوى ورؤيته بين الحياه والموت هكذا تخنقه حقاً فهو قد أخبره بقصة حياته في تلك التسعة أشهر ورغم ماحدث له هو الآخر لكنه أشفق عليه فالمشكلات لم تتركهم منذ زواجهما هو حياته مُدمره و مليئة بالتوتر ويعلم هذا لكن هم ماذا فعلوا؟! لا يستحقان كُل ماحدث..

لمح تحرك يده مع تحريك رأسه للجانبين فهرول له وهو يبتسم، توقف أمامه مبعداً قناع الأكسجين عن فمه وتسائل بقلق: فراس إنت كويس؟!
هز رأسه بألم وهو يحرك جفنيه ببطء ليفرج عن مقلتيه التي أخذت تتجول على سقف الغرفة و أنفاسه بالكاد تخرج فقال بوهن وحلق جاف: هي، هي، الدنيا ضلمة ليه؟
تيبس نائل محله وهو يحدق به مراقباً تحريك مقلتيه بأنحاء الغرفة وسأله مُجدداً بتوجس: فراس إنت كويس؟ شايف كويس؟!

فقال بتعب وهو يحاول تحريك يده مجدداً: مش شايف حاجة مش شايف؟!
إقترب منه أكثر وقال بعصبيه ولا يريد التصديق: لاً، غمض وفتح تاني حاول..
فقال بفقدان أمل وهو يهز رأسه: مش شايف مش شايف!
رفع نائل رأسه بين يديه بحزن وقال بأسي: فراس، إنت بجد مش شايف؟!، أومأ له بتعب فتركه وظل يدور حول نفسه في الغرفة لا يصدق فماذا سيحدث؟!

سمع رنين ضحكاته المتعبة التي تكاد تصم أذنه وهو يضع يده على قلبه بألم، فعاد له نائل وقال بشك: إنت شايف؟!
نظر له وقال بابتسامة: بتخاف عليا يا قلبي؟
صفعة نائل بغضب جعل ضحكاته تزداد مع ألم قلبه في أنٍ واحد: غبي وسخيف موت يلا، وبعدين جتلك الفكره السخيفه اللي زيك دي امتي؟!

قال بوهن وألم قلبه يزداد: س، معت، سمعت، الدكتور وهو بيكلمااااااه، جفل نائل وسأله بقلق: مالك حاسس بإيه؟!، لكنه ظل يتأوه بألم قابضاً على قلبه بقوة غارزاً أنامله بجلده وملامحه تنكمش أكثر فأكثر غير قادراً على تحمل الألم والتنفس بآنٍ واحد. احتقن وجهه بزرقة كالموتى وهو يحاول أخذ أنفاسه.

فضغط نائل زر الإنذار أعلى الفراش بقلق وهو يراقب حالته وركض للخارج لكنه وجد الطبيب وبعض الممرضات يتوافدون على الغرفه و أغلقوا خلفهم وتركوه في الخارج و القلق حليفه..
سأله وائل بقلق: في ايه؟!
هز نائل رأسه بنفي وهو يسير على اعصابه امام غرفته..
بعد نصف ساعة بالتحديد خرج الطبيب وهو يجفف جبينه فهرول له نائل بقلق: ماذا أصابه لم كان يتألم؟!
قال الطبيب موضحاً حالته: إنها جلطة قلبية..

توسعت عينا نائل بعدم تصديق ليتابع الطبيب: لكننا سيطرنا على الوضع لا تقلقوا يُجب عليكم أن تبعدوه عن الضغط ويجب أن يقلل من انفعالاته ومن الكتمان بنفسه فهذا مُضراً له، فسأله وائل: هل سيكون هُناك مضاعفات؟!
تنهد الطبيب وقال بهدوء: سيظل تحت المراقبة يوماً كامل وعندما يستيقظ سيتم فحصه مجدداً كي نرى كم الضرر الذي أصابه..
فتسائل نائل وهو يزفر: متى سيستيقظ؟!

فقال الطبيب بهدوء: لا اعلم لكن ليس قريباً فجسده مُعتب، وتركه وغادر لكنه عاد أدراجه مجدداً وسأله باستفهام: هل أنت تعمل هُنا؟ أشعر أنني رأيتك من قبل!
زفر نائل قبل أن يقول: عندما تري مايكل ابعثه الى هُنا، أومأ له بهدوء وتركه وغادر..

سقط إيان بأحضانها أثناء محاولته للسير باتزان لكنه سقط فعانقته بحنان وهي تبكِ بصوتٍ مكتوب ليرفع نظره لها رامشاً ببراءه وهو يتشبث بملابسها فابتسمت له برقة وهي تقبلة مسنده فكها على رأسه بخفه وهي تمرر يدها على صدره بحنان لكن عقلها وقلبها معه..
أخرجها من شرودها جلوس نور أمامها تحمل بيدها بعض الطعام ويدها الأخرى تخبئها خلف ظهرها قدمته لها بهدوء: خدي لازم تاكلي أي حاجة!.

هزت ألين رأسها برفض وقالت بتثاقل: مش عايزه كُلي إنتِ..

ابتسمت نور بعبث وقالت وهي تحدق بإيان: لا أنا جبت فراولة ليا أنا وإيان، وأخرجتها من خلفها لتجده يضحك بسعادة وترك ألين وحبي إليها تحت ابتسامتها هي وألين بنعومة، حملته نور وضمته لصدرها بقوة وهي تقبله برقة وأعطته ثمرة فراولة فأمسكها بين يديه الإثنان معاً ووضعها بفمه يمتصها ببطء ولطافة جعلها تُعاود تقبيله وهي تبتسم: فراولة بتاكل فراولة يا ناس، ضحك بسعادة وهو يحبو متقدماً من طبق الفراولة مستعداً لإغراق وجهه به مثل المرة السابقة أبعدته نور بتوجس: شوفي ابنك ده هيغرق نفسه فيها تاني..

أومأت لها ألين وقالت وهي تحدق به: طالما
هيتبسط خلاص سبيه..
وضعت نور يدها بخصرها وقالت باعتراض: وفي الاخر تقوليلي ساعديني؟!
هزت ألين رأسها وهي تبتسم فقالت لها نور بحزن وهي تراقب ملامحها المرهقة بسبب قلة النوم: اطلعي نامي شويه عشان ترتاحي ولما تصحي يكون ربنا سهل وعرفنا في أني مستشفي؟
هزت رأسها برفض وقالت برجاء: أنا كده كويسه اتصرفي إنتِ وأسألي أي حد ممكن يكونوا فين؟!

فقالت بقلة حيله: مش عارفة والله يا ألين بس اقرب مستشفى ليهم المستشفي اللي انا كُنت شغاله فيها ومش عارفة إذا كانوا هناك ولا لأ؟!، صمتت قليلاً بإحباط ثم قالت فجأه: محمود اكيد عارف هو فين؟!
فقالت ألين متذكره ماحدث أمس: فراس ضربه ومش عارفه هو فين؟
فتح عينيه بتثاقل شاعراً بتخدر وجهه بسبب كم اللكمات التي تعرض لها ليلعن تحت أنفاسه عندما تذكر ماحدث أمس..

انتصب جالساً وهو يتأوه موزعاً أنظاره على أرجاء الغرفة الصغيرة التي تبدو كغرفة الخدم، بالفعل هي غرفة الخدم، تنهد وهو يقف غالقاً ازار قميصه الأمامية ولا يعلم متى تم فتحها وقبل أن يتحرك وجد يد ناعمة تدفعه فسقط على الفراش البسيط مجددا..
ولم تكن تلك سوى الشقراء التي عادت له بعد أن جلبت علبه الاسعافات كي تقوم بتغيير ضمادة جرحه.

وقد بادرت بفعل هذا دون أن تسأله حتى فتساءل بتعجب وهو يحدق بملامحها الهادئه مستشعراً خفه يدها على وجنته: هل تعملين هُنا؟! أنا لم أراكي من قبل؟!
ابتسمت وقالت بهدوء: ولن تراني لولي هذا الحادث فأنت بعيداً كل البُعد عن الخادمين كي تلاحظ وجودي!، ثم تابعت وهي تبتسم بعبث: هل عليَّ أن أشكر فراس بسبب مافعله كي نراك قليلاً؟!

غضب وشعر بالدماء تغلي في عروقه وقال بصوت مرتفع حاد: ذلك ال، وصمت رامشاً بتعجب عندما وضعت سبابتها على شفتيه قائلة بتحذير لطيف: لا يُسمح بالسُباب هُنا! هل نسيت! تلك أوامرك التي كُنت تلقيها على مسامعنا بصرامة؟!
أومأ لها بهدوء فأنزلت سبابتها بخجل طفيف ثم عادت لتضميد جراحه مجدداً..
ومن جديد كان يقف يراقبه ينتظر أن يستيقظ بفارغ الصبر فهو أصبح يشعر انه حبيب وليس صديق!

حرك رأسه ببطء وصدره العاري الموصل بالأجهزه يعلوا ويهبط ببطء تقدم نائل ووقف أمامه مراقباً حالته بقلق فقطب حاجبيه وهو يرى تحرك يد فراس يريد إخباره بشيء لكن حركته الواهنة لا تسعفه فسأله نائل: عايز تقول حاجة؟!
أومأ له بخفه إماءه لا تكاد تظهر فمد نائل يده رافعاً عن فمه قناع الأكسجين ليقول بأنفاس لاهثة وصوت بالكاد خرج متقطعاً: و، و، وائل..
مسد نائل على رأسه المضمدة وقال بهدوء: متتعبش نفسك في الكلام..

لكنه أعاد بإصرار مُتعب: و، وائل..
تنهد نائل وقال: ماله..
از در فراس ريقه بتعب ثم قال بتقطع: هو، هو، اللى دمر لي، حياتي الصحية يا باشا..
إبتسم نائل وقال ببعض الراحة: طيب ما انت كويس اهو في ايه بقي؟ شد حيلك وقوم..
فقال بوهن غير قادراً على تحريك رأسه كي ينظر له: أنا، الزمن هدني. ولا حد بيودني!
ضحك نائل وهو يحدق به وكل تفكيره منحصر في
هل هو يهذي؟!
فأعاد بتثاقل: أنا، أنا، حاسس إني مضروب على دماغي!

ضحك نائل وهو ينظر له: طيب ما انت مضروب على دماغك؟!.
قال بتفاجئ ولم تعلو نبرة صوته عن الهمس: بجد؟! أومأ لها نائل فهز رأسه بتعب وقال قبل أن يستسلم للدوار الذي داهمه والنعاس الذي باغته من المحلول المحقون بيده: عايز ألين، هاتوها لي..

تنهد واستدار كي يذهب إلى وائل ويخبره لكنه وجده يقف خلفه وارتطم بيده التي كانت ممتدة له وبها الهاتف الخلوي فأخذه منه بعدم فهم فقال وائل بهدوء وهو يحدق بفراس: اتصل بيهم وخلى ألين تيجي، وغادر وتركه مذهولاً محله..

=: سيدتي سيدتي إتصالاً لكِ، هذا ما قالته الخادمة وهي تضع الهاتف بيد ألين ترددت قليلاً قبل أن تضعه على اذنها لكن توسعت عيناها عندما سمعت قول نائل وقد عاد لها الشعور بالحياة مجدداً فقالت بلهفة: هنيجي على طول مع السلامة، وأغلقت الهاتف ثم أمسكت بيد نور وقالت وهي تبتسم بسعادة مع تساقطت عبراتها: نور فراس كويس و هنروحله دلوقتي هنروح، ابتسمت لها نور ووقفت معها حاملة إيان بيدها وقالت باستفهام: هناخده معانا كده؟!، ألقت ألين نظرة سريعة عليه ثم اقتربت وقامت بتنظيف فمه بأكمام قميصها بخفه وقالت سريعاً: مش مهم لما نيجي أبقي أحميه أو خليكي إنتِ هنا معاه وأروح أنا!

هزت رأسها برفض وقالت وهي تقطب حاجبيها: لا هاجي هاتيه معاكِ معفن كده انتِ حُره!
نظرت له ألين وهي تقوس شفتيها مُمسده على خصلاته بحنان وقالت بحزن: ماهو حلو أهو يا نور!
ضحكت نور وهي تقبله: قمر يا قلبي يلا..
في الخارج أمام السيارة..
تساءلت نور وهي تحدق بالسيارة الفارغة أمامها: مين هيسوق؟!
أخذت ألين المفتاح من يدها: انا بعرف أسوق هس، وصمتت عندما اختطفت نور المفتاح من يدها وقالت بنفي: مش هتسوقي وإنتِ كده؟!

فقالت ألين باعتراض: أنا كويسه اهو هاتي المفتاح؟!
هزت رأسها وقالت برفض تام: لأ يعني لأ!

ضربت ألين الأرض بقدمها بضيق وتقربت منها تريد أخذه عنوة وقالت بحده: هاتي المفتاح ده هاتيه، هضربك هاتيه، لكنها ظلت تتملص وهددها قائله بحزم: هوقع إيان وشوفي بقي هتسكتي ازاي ارجعي ورا يلا، ارجعي؟!، كادت تجذبها من شعرها بغيظ لكن أحد الحراس تحدث باحترام وهو ينظر خلفهم جعل كُلاً منهما تلتفت خلفها: سيدي يريدك أن تذهب له، أومأ له محمود بوجه مكدوم من كل إتجاه فقالت له ألين عندما رأته: ممكن توصلنا المستشفى؟!

قال باستفهام: مستشفى ليه؟!
فردت ألين بضيق وقد تذكرت قول الحرس أمس بعدم تدخلهم به بسبب أوامره: عشان فراس في المستشفى..
وتركته واستقلت السيارة بعد أن أخذت إيان من يد نور واجلسته بأحضانها..
تهاوت ساقطه على المقعد بضعف وعبراتها لم تتوقف محدقة بنائل بعدم تصديق بعد قصِه لها ما حدث فقالت بنبرة مرتجفة في محاولة تجميع ما تريد قوله: ي، ي، يع، يعن، يعني إيه جلطه؟! جاتله منين؟!

جثا نائل أمامها وقال مواسياً: مش مهم دلوقتي جتله منين المهم إنك تفضلي جنبه..
هزت رأسها موافقة فربت على يدها بهدوء وأوقفها كي تدلف له وأكتفت فقط بارتداء قميص المشفي..

كانت تسير ببطء تقدم قدم وتأخر الأخرى لا تستطيع الصمود أمام رؤيته راقداً هكذا! وسماع صوت تلك الأجهزة التي تُأكد لها أنه ليس بخير ولن يكون شيء من دونها! وتلك الأقطاب التي يتم وضعها أسفل جلد صدره للتحكم بضربات قلبه هي من تبقيه حياً وهذا أكثر ما تكرهه سكونه وعدم حركته تخنقها وبشده..
فقط لما تستمر برؤيته يموت كل فترة والأخرى وتعيش هي كل ذلك العذاب وحدها؟! ألا يوجد غيرهم بهذه الحياة!

لو يعلم فقط ما يحدث بداخلها وتلك النيران التي تنشب بصدرها تتآلكها بدون رحمه كُلما يحدث له شئ لكان عذرها ولم يكن ليحزن من رده فعلها ولا موقفها ضده!.

فأعصابها تعبت من كثرة المشاكل وتلك الهواجس التي تجعلها تتوقع بأي لحظه عندما تهاتفه أن يُجيبها شخصاً غريباً ويخبرها بكل بساطة أن صاحب هذا الهاتف في المستشفى! وربما لقي حتفه؟! هذا أصبح متوقع كثيراً بالنسبة لها من كثرة ما عانته بتلك السنوات و خوفها الذي لن ينتهي؟!
جثت أمام فراشه على ركبتيها و أمالت رأسها على يده تقبلها بشفاه مرتجفه وهي تبكِ بحرقة..

ثم قالت بأسف ممزوج بالندم وهي تحدق بوجهه الشاحب أسفل قناع الأكسجين وصدره الذي يعلوا ويهبط ببطء وكأنه يسارع كي يتنفس: أنا آسفة، أنا آسفة، أنا السبب، أنا السبب، أنا السبب، وظلت تبكِ على يده بقوة دون توقف ونصف جسدها بالأرض تقريباً تحدق به بعيون ذابله ورجاء مُشددة قبضتها على يده تريده أن يستيقظ علها ترتاح قليلا..

بينما في الخارج كان نائل يقف متكئاً على الحائط عاقداً يديه أمام صدره يحدق بنور التي تقف مقابلة بتركيز منذ أن أتت ولم يُحيد بنظره عنها وهذا كان مربكاً لها قليلاً لكنها تجاهلته قدر الإمكان لكن إيان لم يتجاهل تلويحه له وملاعبته له عن بعد كي يقترب منها فقط..

وقد نجح عندما تحرك بين يديها ملاعباً قدميه في الهواء يريده هو فاقترب منهم برحابة صدر حتى وقف بجانبهم ملامساً كتفه بكتف نور فابتعدت قليلاً وهي تزفر فعاد للالتصاق بها ونظرة معلق على إيان يتجاهلها تماماً..
فعادت للتحرك لكن تلك المرة وجدته يقف أمامها محاصراً إياها بالحائط مائلاً عليها وأنفاسه أصبحت تلفح وجنتها قائلاً بابتسامة: ايه؟
فقالت بضيق وهي تتحاشى النظر له: ايه انت؟ ابعد عني هتخنق؟!

اختفت ابتسامته وحل محلها الحزن وقال وهو يبعد بعضاً من خصلاتها خلف اذنها بلوم: قُربي منك بقي يخنقك خلاص؟!
ابتلعت غصتها وقالت بمرارة: أنا مقولتش كده؟!
فقال بهدوء: بس كلامك معنا كده؟
قالت مبررة بنبرة مرتجفة: نائل أنا، قاطعها وهو يضع سبابتها على شفتيها كي تصمت لكنه هو صمت عندما استمع لصوت وائل من خلفه جعله يتحجر مكانه: بتعملوا ايه؟!
فتح عينيه وهو يضم جسدها له بقوة، شعر بتحركها فقال بتثاقل: صباح الخير..

ردت بنشاط: صباح النور..
فتسائل وهو يطبع قبله على منكبها العاري: صاحيه؟!
استدارت له وداعبت أنفها بأنفه وهي تبتسم: من بدري بس كنت نايم مردتش ازعجك..
عانقها بقوة وتحدث بحنان: تزعجيني ايه بس أنا تحت أمرك يا عمري..
ابتسمت بنعومة وهي تقرص وجنته: والنبي انت اللي عمري..
ضحك وهو يربت على وجنتها قبل أن يقترب منها أكثر قائلاً بعبث: ما تجيبي بوسه؟

إبتعدت للخلف وهي تدفعه من صدره بتذمر: بس يا نادر بقى ويلا قوم عشان انا جعانه..
تذمر هو الأخر: طيب ما أنا جعان..
مطت شفتيها بحزن: بس أنا جعانه أكتر منك..
تنهد قبل أن ينهض تاركاً الفراش وأرتدي ملابس بيتيه فسألته باستفهام: إنت مش هتروح الشغل؟!
هز رأسه بنفي وهو يبتسم وقبل أن تصرخ بحماس مثلما أرادت وجدته قفز عليها أجفلها قائلاً بمكر: يلا نحتفل بقي؟
هزت رأسها بفقدان أمل: يعني لما أموت من الجوع هتستريح؟

مط شفتيها بحزن وقال برجاء: طيب بوسه واحده بس اخويه اخويه..
تنهدت باستسلام قبل أن تقبله القبلة الأخوية التي دامت لأكثر من خمس دقائق فدفعته عنها بغيظ فقهقة عليها وقبل جبهتها بحنان ونهض عنها متجهاً لدورة المياة..
إرتدت منامتها القصيرة وظلت جالسه على الفراش تنتظره حتى يخرج من دورة المياه..
وضع يده على كتفها وسألها بقلق عندما وجدها شاردة: سرحانة في إيه؟!

هزت رأسها وهي تبتسم له: مفيش، أومأ لها وهو يداعب وجنتها بحنان: طيب يلا، أومأت له وهي تضع راحة يدها بين يديه متجهان إلى الأسفل..
توقف على منتصف الدرج محدقاً بتوجس على الأريكة التي بغرفة الجلوس: عندنا حرامي ولا ايه؟! اطلعي فوق لحد ما أشوف ده مين ده؟!
هزت رأسها بنفي وهي تتشبث به: لا هنزل معاك يلا..
فقال بتهديد: لو طلع معاه سلاح وهددني هسيبك وهجري براحتك بقى!
ضربت كتفها بكتفه قائله بعبث: لو قدرت سبني..

فقال بإزدراء: بتمسكيني من ايدي اللي بتوجعني يعني؟
عانقته بحنان وهي تبتسم: هو أنا أقدر!، إبتسم وحاوطها متجهان للأسفل بتسلل دون إحداث صوتا حتى توقفوا أمامه فزفر نادر وأمرها بهدوء: اطلعي غيري..
قالت بضيق وهي تمسد رقبتها: هو لازم؟
د حجها بنظرات ناريه وأمرها بحزم: اطلعي غيري يا ماما يلا، ضربت قدمها بالأرض بتذمر فرفع حاجبيه ودفعها بخفه من أمامه وقال صراً على أسنانه بغضب: يلا اطلعي غيري، ذهبت من أمامه بضيق.

ليحدق بساقيها وهي تتمايل بغنج أنثوي صاعدة إلى الأعلى ومنامتها القصيرة التي لا تخفي الكثير عن أعينه الجائعة التي تظل تآكلها بنظراته متلهفاً لها دائماً حتى وهي معه..
فقال بازدراء وهو يبتلع ريقه: كتك نيلة وإنتِ مُزه كدة!، ثم زفر وهو يلكزه بكتفه بضيق: إنت يا عم إنت قوم؟!
تقلب للجهة الأخرى بانزعاج فأعاد نادر بضيق قبل أن يلقي علية الوسادة: قوم يا بابا قوم!

تتأفف بضيق وهو يعتدل جالساً وقال بنعاس: في ايه؟ مش شايف بني آدم نايم؟!
لوي نادر شدقيه وقال بسخط: نايم هنا ليه أصلاً؟!

فقال فؤاد بضيق: مش إنتوا اللي سبتوني وطلعتوا فوق؟ أعملك إيه يعني؟! قُلت العربيه عطلت محدش صدق براحتكم وانا مش ماشي، وعاد للاستلقاء مجدداً لكن رأسه توقفت في الهواء عندما أبصرت عيناه تلك الخطوات الرشيقة التي تنزل الدرج بهدوء حتى تبينت له هيئتها الرقيقة وهي تحمل طفلهم من خصره تسير بتثاقل وأعين نصف مغلقه ترتدي منامتها الفضفاضة التي تصل إلى ركبتيها ويحتضن قدمها خُفها الناعم مع خصلاتها التي ترفعهم بإهمال..

أجلسته على الكاونتر وهي تحوطه محركة يدها من تحت إبطه كي لايسقط تصنع لها قدحاً من القهوة مع بدئها لتحضير حليباً له فهي كانت منشغلة أيضاً فلم يتسنى لها الفرصة أن ترضعه..
إنتهت أخيراً وسارت مُتجه إلى غرفة الجلوس تحمل فادي والحليب بيد وبالأخرى قهوتها التي كانت تستنشق رائحتها بانتشاء..

جلست على الأريكة بهدوء وهي تطعمة بابتسامة ثم أطلقت تنهيده حزينة عندما تذكرت ماحدث أمس مع ارتشافها للقهوه بهدوء وعينها تتجول على الغرفة
فبصقت القهوة من بين شفتيها فجأة وهي تسعل عندما رأتهم يحدقان بها نادر بتسلية وفؤاد بحنان..
ابتلعت ريقها بارتباك وهي تنظر له لثوانِ قليلة فقط ثم أبعدت نظرها وهي تشغل نفسها بطفلها..
إقترب نادر وجلس بجانبها وهو يبتسم بتسلية: ايه بقى!

نظرت له بطرف عينيها وقالت ببرود: ايه؟ خد صاحبك وأخرج بره..
ضحك و هو يحدق بها: حلوه خد صاحبك وأخرج دي! أنا هسيبكم بقي، وتركها وغادر صاعداً إلى غرفتهم.

ادار المقبض لترتطم لارا بصدره وهي تخرج نظرت له بتعجب ليقابلها بأخرى خبيثة وهو يدفعها للداخل وأغلق الغرفة خلفه وهو يتقدم منها لتعود للخلف كرده فعل وهي تنظر له بتوجس بسبب نظراته التي تعرفها جيداً وتعرف ما سيفعل بعدها رفعت سبابتها بتحذير أمام وجهه: ايه؟ عايز ايه؟!
فقال هو بتحذير: تعالى من غير مقاومة أحسنلك يلا..
هزت رأسها بنفي وهي تعود للخلف حتى ارتطمت بالنافذة وقالت بتهديد: هفتحها وهوقع نفسي!

رفع حاجبيه مستمراً بالتقدم منها وقال باستنكار: ايه حجتك؟! هترمي نفسك عشان جوزك عايز يبوسك؟!
فقالت باستياء وهي تمط شفتيها: لا انت مش عايز بوسه بس!، شهقت وهي تشعر بنفسها بين قبضتيه هامساً أمام شفتيها بأنفاس ثقيلة: او مال عايز ايه؟!
قوست شفتيها بحزن وهي تمرر يدها على صدره: والله حرام عليك أنا جعانه!

رفعها لتقف على قدمة وقال بتهدج ويده تعبث بظهرها جعلها ترتجف بين يديه: طب ولله حرام عليكِ إنتِ! أنا هسلي جوعك لحد مايخلصوا تحت هاا؟!.
هزت رأسها برفض وقبل أن تتحدث ابتلع اعتراضها بين شفتيه قبل أن تُبديه وهو يحملها بين يديه متجهاً بها إلى الفراش..
تحدث بهدوء بعد صمتها الذي لن تُنهيه: مش هتكلميني؟!

نظرت له بدون تعبير ثم أبعدت نظرها عنه ولم تتحدث فترك الأريكة وجلس بجانبها حتى أنه حاوط كتفيها عنوة تحت تململها بضيق لكنه ظل محاوطها بقوه محدقاً بها بهدوء فزفرت وهي تهدأ نفسها وقالت بحده: إبعد عني!

تركها بهدوء وأخذ فادي من بين يديها ووضعه على الأريكة الأخرى بعد أن قبلة قائلاً بحنان: لسه لينا قاعده مع بعض، وتركه وعاد لها مجدداً محاوطاً كتفيها من جديد فدفعته بعنف وقالت بعصبيه: فؤاد لو سمحت متقربش مني ولا تلمسني! إحنا كل حاجه بينا إنتهت لما مديت ايدك عليا و، صمتت عندما وجدته يداعب وجنتها بنعومة ومتأكده تماماً أن تلك الجهة هي التي تلقت الصفعة..

قال بندم وهو يريح جبينه على جبينها: أنا أسف، عُمري ما هعمل كده تاني كانت غلطه ومش هتتكرر..
هزت رأسها وقالت بأعين دامعة: إنت كل يوم كنت بتجرحني، تسيبني لوحدي عادي ومش بتهتم، أهم حاجة عندك شغلك و حفلاتك وبس أن، لكنه أصمتها عندما قال بحزن: أنا مكنتش بروح حفلات ياسجى أمي ماتت لما كانت بتعمل العملية ومحدش يعرف ومقولتش لحد كُنت كل يوم ببقى قاعد عند قبرها!

والحفلات مرحتش غير مرة مرتين وكنتِ معايا في كل مرة أنا مسهرتش لوحدي قبل كده! مكنتش بخرج و اسيبك غير لما كان بيجيلي إتصالات مستعجله بالنهار وكان لازم أروح..

سقطت عبراتها وقالت بنبرة متألمه: كُنت ممكن تقولي بدل ما تشيل لوحدك هم زي ده! أنا مراتك والمفروض تشاركني كل حاجة الحُزن قبل الفرح! إنت حتى في دي فضلت تفضل لوحدك ورغم زعيقي معاك كل يوم كُنت بتسكت وتسبني أحرق في دمي معاك وانا فاكره إنك كنت مع ستات غيري؟! أنا أستاهل منك كل ده؟ ده ذنبي عشان حبيتك؟!
عانقها بقوة وقال بحنان مُشوب بندم: طيب ما أنا كمان بحبك والله ومقدرش اعيش من غيرك..

ابتعدت عنه وقالت بسخرية وهي تمسح عبراتها: وأكتشف انك متقدرش تعيش من غيري بعد سنه؟!
وذهبت لكنه جذبها من معصمها أسقطها بجانبه وقال بندم: عارف اني غلطان بس رجعت ندمان وإعتذرت مش كفاية؟!
أومأت له وهي تبتسم بحزن: لا كفاية بس مش ليا!
فقام بسؤالها بترجي: طيب قوليلي أعمل ايه؟ وانا هعمله؟!
فهزت رأسها وقالت بنبرة متزنة: طلقني وأنا هبقى كويسة..

قبض على خصرها بقوة جعلها تتأوه بصوت مكتوب وهي تقضم شفتيها وقال بحده: قُلتلك بحبك ومش هسيبك فاهمة؟ أنا عارف إنك عايزاني أتذلّلك أكتر من كده بس مش هتحصل عشان مش أنا الغلطان لوحدي مش لوحدي! حاولت دفعه عنها بضعف وهي تبكِ لكنها لم تستطع وإنتهي المطاف بإنسدال شعرها بنعومة حول وجهها وهو لم يتسطع تجاهل هيئتها المُغريه بالنسبةِ له أكثر من هذا فانحني ملتقطاً شفتيها بقوة يقبلها بنهم مجبراً إياها على مبادلته تحت تلويها في محاوله لإبعاده..

إبتعد وهو يلهث بقوة محدقاً بشفتيها بدكونٍ تعلمة جيداً
رفعت يدها بعصبيه كي تصفعه لكنه وبحركة سريعة منه امسك يدها وقيدها خلف ظهرها بقوة شلاً حركتها وقبلها من جديد بقوة مُصراً لجعلها تستسلم لكنها لم تفعل ولم تبادله بل ظلت جامده كحجرٍ بين يداه وهذا أغضبه وجعله يبتعد عنها محدقاً بملامحها الباردة التي تخترقها كالسهام!.

فابتعد عنها وهو يهز رأسه بعصبيه يعلم أنها عنيدة ولن تأتي معه، نهض وانجه إلى فادي وحمله معه وقال بجمود لايمت للمزاح بصله: أولاً مش هطلق ثانياً بقي ده إبني هاخده ومش هتشوفيه تاني..
وذهب لكنها ركضت خلفه وأوقفته وهي تتحدث بهستيريا: واخده فين؟ ده إبني أنا ومش من حقك فاهم؟ هاته هاته!
لكنه أبعدها من أمامة وأعاد وضع يده خلف ظهر فادي مطوقة بقوة وقال بحده: زي ما بعدتي ابني عني هبعدك عنه نفس المدة!

فصرخت به وتساقطت عبراتها بإنكسار: إنت مسألتش علينا عشان أقولك إني حامل ده مش ذنبي ومش هتاخده على جثتي؟!
فقال ببرود متجاهلاً بكائها: أديني ماشي دلوقتي لما تسألي علينا هبقي أطمنك عليه وهبقي اخليكي تشوفيه؟!
شدت شعرها بقوة وصرخت به باستنكار: إنت مجنون؟ بأي حق بتتكلم كده؟ بأي حق واخده معاك بأي حق؟!

فقال بخشونة وبرود: بحق إني أبوه واوعي تفتكري ان انا مش عارف انك مش مهتمه بيه وبتهمليه وانا بظلمك بكلامي دلوقتي؟! تقدرى تقوليلى مش بيرضع طبيعي ليه؟ عشان الهانم مش فاضية ومغرقة نفسها في الشغل حتى في الشركة كنتي سيباه مع لارا وأكيد هي بتهتم بيه عشان حضرتك مش مشغولة! فا متجيش دلوقتي و تلوميني عشان حضرتك بتحبي الشغل زي ما أنا بحبه بالظبط واديكي أهو مُهملة! ومتلومنيش عن بُعدي عنكم عشان إنتِ اللي خبيتي عني انك حامل حتى لو مش عايزاني على الأقل كُنا نفضل مع بعض عشانه هو! أنا جيت العزا يا سجى لو كنتِ عايزة تعرفينى كنتِ عرفتيني حتى إنك مخلتيش أختي اللي هي اختي تقولي هشِم أنا على ضهر إيدي؟! طب بذمتك لو كُنت اتصلت بيكِ كنتِ هتردي؟!

ضحكت بسخرية وهي تبكِ مستمره بالتحديق به: خلاص قلبت الطرابيزه عليا وطلعت انا الوحشة الغلطانه؟!
فقال بابتسامة بارده: انتِ مقتنعه انك مش غلطانه وأنا مقتنع إني مش غلطان أوي يعني يبقي ولا أنا ولا إنتِ غلطانين وهاخد إبني و ماشي؟!
وقفت أمامه وقالت برجاء وهي تبكِ بحرقة على طفلها: فؤاد مش هقدر أعيش من غيره أنا مهملة ماشي بس مقدرش أعيش من غيره ده إبني وحته منى حرام عليك!

تحدث مقترحاً ببرود خلفه يتمنى أن توافق: خلاص ارجعي معايا!
هزت رأسها برفض وقالت بعصبيه: قولتلك مش عايزاك إنت مبتفهمش؟!
إبتسم وقال ببرود اثلجها: لا بفهم عشان كده ماشي، بس هستناكي في العربيه نص ساعة يا سجى وبعدين همشي و براحتك، وذهب وتركها تسقط أرضاً تبكِ وحدها تفكر ماذا ستفعل معه..
حدثتها بلوم وهي تضع المنشفة المبللة على جبهتها: ليه كده بس؟ مين قلك تفضلي في الميه لحد الصبح!

تحدثت مها بخمول بسبب الحمى: إبنك، إبنك منه لله هيموتني وانا لسه ورده مفتحه جميلة أشوف فيه يوم فارس ابن عزيز..
ضحكت وهي تربت على وجنتها بحنان: معلش يا حبيبتي ده بينا غشك بس.

فقالت وهي على وشك البكاء: بيناغشني ايه ده هيموتني قريب هيموتني ناقصة عُمر، كلميه وسمحيه يا طنط مش هيسبني عشان قولتلك ان فراس عايش مش هيسبني ده مُرعب اوي مُرعب، ثم تابعت بعويل: فينك يا فراس يا حنين فينك، سمعت صوت فتح الباب فقالت بحزن: أهو المتوحش جه متوحش ايه؟ ده هو الوحش نفسه جه يبلعني..
ضحكت هالة وقالت بمكر: هو الوحش وانتِ الجميلة!.

قالت مها بانتحاب وهي تهز رأسها للجانبين: جميلة إيه بس! اه يانى ياما يانى ياما يا صغيره على الموت يا لوزه..
ضحك على وهو يراقبها متكئاً على الباب وقال بسخرية: بقي شويه برد يعملوا فيكِ كده؟

قطبت حاجبيها وقالت بتعجب: ده مش صوت فارس، ثم شهقت بسعادة وهي تعتدل بوهن وقالت بلهفه وهي تفتح ذراعيها على مصرعهما: على مُنقذي تعالى في حضن اخوك يا فواز، ضحك وهو يتقدم منها صعد بجانبها على الفراش لترتمي بأحضانه محاوطه خصره بقوة دافنه رأسها بصدرة وقالت بنبرة مرتجفة: وحشتني أوي متسبنيش تاني متسبنيش..
ابتسم وهو يربت على ظهرها بحنان وقال بإستياء: إنتِ اللي اصريتي تفضلي هنا!

شهقت وبدأت تبكِ قائله بحرقة: المرة الجيه خدني معاك بالعافيه واضربني كمان لكن متسبنيش..
أبعدها عنه وكوب وجهها بقلق ماحياً عبراتها بحنان وقال بحزن: حصل ايه؟ بتعيطي ليه حد دايقك؟
هزت رأسها بنفي تحت مراقبة هاله لها بحزن فذلك الثور الذي أنجبته أخافها حقاً..

فقالت بحزن وقد هدأت قليلاً: محدش عمل حاجه بس إنت وحشتني، قبل جبهتها بحنان وعانقها بحب: وإنتِ كمان وحشتيني، فقالت مها بحزن: فاكر لما قولتلك إنك عمرك ما هتكون زي بابا أبداً؟!
همهم لها بهدوء فتابعت بندم: أنا بسحب كلامي إنت زي بابا انا الغبيه اللي مش بفهم!
ابتسم وهو يربت على شعرها بحنان وقال ممزاحاً: همه ربوكي من جديد هنا هنا ولا ايه؟!
ضحكت وهي تدفن رأسها بصدره: خدني معاك..

ربت على ظهرها بحنان: طبعاً هاخدك معايا إنتِ كويسة؟!
أومأت له بلهفه وقالت بتعجل: حتى لو مش كويسه هاجي برده، فقال بشك وهو يبتسم: انتِ متأكده إنهم مكانوش بيعذبوكي؟!، هزت رأسها بنفي فضحك وهو يربت على كتفيها: طيب يلا جاهزه؟!
أومأت وهي تقف متحاملة على نفسها فحاوطها حتى السيارة وجعلها تستلقي على المقعد الخلفي وسألها بقلق عندما شعر بحرارتها تزداد: إنتِ كويسة؟!

هزت رأسها بتثاقل فاستقل السيارة بعد أن قام بتوديع هاله متجهاً بها إلى المستشفى دون أن تسأله عن فراس كي تريح قلبها فهو منشغلاً الآن..
قضى ساعتين تقريباً معها بالمستشفى حتى تم خفض حرارتها قليلاً وأصبحت قادرة على السير أخذها وعاد بها إلى للمنزل..

صاح بإسمها مثلما يفعل كل يوم: مهاااا، لكنه توقف زافراً عندما تذكر ماحدث أمس عندما غفي في الحديقة و تناساها في المياه وعندما فتح عينيه صباحاً وجد جسدها يطوف فوق المياة فسقط قلبه ظناً أنها غرقت وماتت حقاً لكنه وجدها تهذي ولكم يكن هذيانها سوي سبِه وشتمه وهي شبه فاقدة للوعي فأمسك يدها وسحبها من المياه وحملها صاعداً بها للأعلى مباشرة ووضعها بالغرفه ثم أيقظ والدته..

تنهد وهو يخرج رسمته من درج مكتبه التي لم تكتمل بعد ولم تكن سوى مها وهي تقف أمامه بثوب السباحة عندما كان يختطفها..
وكل ما كان يدور بذهنه الآن وهو يحدق بالرسمه بعدم رضى أنه لم يتقن رسم مفاتنها بشكلٍ جيد مثلما رآها وهذا جعله يهمس لنفسه بضيق: لازم أبص مره كمان مش هينفع كده!
فتح الباب الذي يطرق منذ أكثر من عشر دقائق وهو يتأفف لقد أيقظه من نومه..

فتحة بملامح متجهمة تحولت إلى تفاجئ عندما رآه يبتسم له باصفرار: جود!
دلف جود وقال بضيق ساحباً نوران خلفه التي تشعر بالخجل حامله جنات بيدها: هنخلل على الباب يعني! كل ده نوم؟
قال شهاب بضيق وهو يفرك عينه بنعاس: كنت سهران بدور على شغل يا عم!
فسأله بهدوء: مش كُنت مع نادر؟

قضم شهاب شفتيه بغل وقال بوعيد: ده أنا لما أشوفه أقسم بالله، مش هقولكم هعمل فيه ايه؟ بعتني عند فراس اللي مش فراس اصلا و هزقت نفسي على الفاضي!
أوقفه جود وقال بعدم فهم: يعني ايه فراس مطلعش فراس؟!
فقال بضيق: طلع اخوه التوأم بس ايه أخر قرف..
رمش جود بتفاجئ: هو جه مصر؟!، أومأ شهاب له.

فظل يفكر حتى تذكر تلك الليلة عند سفرهم وتوقف على بمنتصف الطريق أمام سيارتهم وتحدثة مع فراس على إنفراد لقد كان هذا! ذلك فراس اللعين الذي خبأ عليه هذا بعد كل ما عاناه معه سيُريه عندما يعود!
أخرجه من شروده صوت ضحكات جنات الرقيقه فنظر لها وهو يبتسم بينما شهاب نظر لها بتفاجئ وعيناه تلمع وهو يبتسم فسأله جود باستنكار: اوعي تقول إنك مشفتهاش انت كمان كل الفتره دي؟

قام شهاب بلوي شدقيه بضيق ولم يتحدث فصفعه جود بخفه موبخاً إياه: لما انا مش موجود مكنتش بتروح تشوفها ليه؟
فقال بضيق وهو ينظر إلى نوران باستحقار: هقول ايه غير اني مبقتش اطيقها و سقطت من نظري لما عرفت اللي عملته مع ماما ملهاش حق تعمل كده هي اتجننت؟!
أمسكه جود من ياقته عندما رأى إلتماع أعين نوران بالعبرات وهي على وشك البكاء: انت مش ملاحظ انك بتغلط فيها قدامي؟!

دفع شهاب يده وقال بحده: وتستاهل أكتر من كده!، ثم تقدم منها وأمسك ذراعها بقوه: إنتِ لما كنتِ محبوسه مش مشيتك وخليتك ترجعي! مكنش في داعي انك تُطرديها عشان لو عملت كده تاني كنت هرجعك زي المرة الاولانية بس الظاهر ان الفلوس خلتك تنسى نفسك وتنسي انك كنتِ بتبوسي رجليها عشان تنولى رِضاها!
ودفعها عنه بحده عندما لاحظ بكائها بندم غير قادرة على رفع عيناها بعينيه..

تنهد جود وهو يراقبها بصمت فهم أشقاء لا يجب عليه التدخل سوى عندما يفكر الآخر بصفعها وقد تنبهت حواسه عندما وجد شهاب يرفع يده فضم قبضته وكاد يلكمه لكن وجده يأخذ جنات من بين يديها فزفر وعاد أدراجه وهو يراقب ابتسامة شهاب وهو يحدق بجنات بينما هي مدت يدها إلى منابت ذقنه وهي تضحك بسعادة بسبب خشونته ضد راحة يدها الناعمة..
حسناً حسناً عقد جود يديه أمام صدره مبتسما بثقة
ففتاته جميلة..

تقدم الى نوران وأخذها بأحضانه لتبكِ على صدره بحزن، ربت على ظهرها بحنان وهو يهمس بأذنها بعبارات مطمئنه مستغلاً الفرصة أيضاً فهي لن تسامحه نهائياً لكن حديثه عن والدتها وتأنيبه لها جعلها تأتي معه إلى هُنا..
سأله جود بجدية: فين حماتي؟!
فقال بدون تعبير: مش هنا قاعده في شقتها القديمة الحارة اللي اتربيتي فيها..

زفر جود وقال بعدم فهم: ايه الإهانة في انك تقولها حاره يعني مش فاهم؟! ده احنا كلها يومين وهنعيش معاها هناك متخافش نوران منسيتش نفسها ومش هتلحق تنسي، وتركه وغادر لكنه عاد مجدداً وأخذ جنات من يده فتشبث وقال باعتراض: ايه؟
قال له جود بعدم فهم: ايه انت سيب بنتي!
فضمها لقلبه وقال باعتراض كي يتركها: طيب ماهي بنت أختي!

فأخذها جود عنوة جعلها تصرخ بوجهه فقال بلوم: عاجبك كده تخليها تصرخ فوشي من دلوقتي؟! مفيش بنات اخوات عايز تشوفها تعال لها الحارة، وتركه وغادر فالتقط مفتاح الشقة وحافظة أمواله وركض خلفه..
كان يقود وهو يتنهد بضيق متذكراً سيارة وائل الذي كان يقودها هُناك فهي حقاً أعجبته ويشعر بالضيق من تلك السيارة التي يقودها يريد تهشيمها..

توقف بالسيارة في تلك المنطقة الشعبية من جديد متذكراً رؤيته إلى نوران أول مرة وهي تسُب ذلك الرجل وهذا أضحكته من كل قلبة ظن أنها لا تملك أخلاق عند رؤيتها لكنه لم يتخيل يوماً أن تكون بتلك الرقة واللباقة فهذه غير التي كانت تسُب بأبشع ما سمع يوماً!.
وجد من يضرب كتفه بغضب نظر إلى نوران الغاضبة بجانبه وقد فهمت ما يدور برأسه فقال بعبث: ما تيجي تتخانقي معاه وسمعيني صوتك الجميل وهو بيشتم!

كشرت بوجهه وقالت بضيق: أنا مش كده، مط شفتيه وهو يحدق بوجهها الحزين وقرص وجنتها بخفه: زعلتي! انا كنت بهزر؟!
سقطت عبراتها بحزن وقالت بحرقة: أنا بكره نفسي أوي يا جود، أوي، عانقها بحنان وهو يقبل رأسها بعمق يحاول تهدئتها فهي لن تتوقف قبل وجنتها ثم أرنبة أنفها ثم زاويه شفتيها وخطته تقبيل شفتيها لكن أجفله صوت شهاب المستاء من المقعد الخلفي وهو يلاعب جنات: يا عم الحبيب إنزل مش وقته!.

رمقه بحده وقال بسخط: انت مالك انت؟!
ترجل من السيارة وهو يتأفف محاوطاً نوران متجهاً إلى الأعلى بهدوء وشهاب خلفهم..

طرق الباب عدة طرقات متفرقة لكنهم ظلوا فوق الخمس دقائق لا يستمعون إلى صوتٍ في الداخل وهذا أقلقهم فكاد جود يكسر الباب لكنهم سمعوا صوت خطوات تقترب ببطء ثم بعدها صوت فتح المقبض لتطل عليهم باسمة بحالتها المذرية على وشك أن تفقد الوعي فساعدتها نوران بيد مرتجفه وهي تبكِ بندم ومعها جود دلفوا بها للداخل لكنها تهاوت من بين أيديهم واضعه يدها على قلبها تلتقط أنفاسها بصعوبة فركضت نوران بخوف إلى غرفتها وأتت لها بالدواء سريعاً بينما جود حملها ووضعها على الأريكة محاولاً جعلها تظل مستيقظة حتى لا تفقد الوعي..

لحقتها نوران بالدواء سريعاً ثم حملوها متجهين إلى المستشفى كي يتم فحصها فكانت نوبة من نوباتها التي تأتيها دائماً بسبب عدم أخذها للدواء باستمرار..
تحدث برجاء وهو يحاول تهدئته: باس، باس، متعيطش متعيطش، لكنه لم يتوقف فحمله برفق وهو يسير به بأرجاء الغرفة حتى سمع صوت رنين جرس المنزل فهبط إلى الأسفل وهو يحمله ولم يتوقف عن البكاء قط..

فتح الباب وهو يزفر ليفرغ فاهه بتعجب عندما وجد سجى تقف أمامه ومعها حقيبة ملابسها ووجهها متورم من كثرة البكاء تنظر له باستحقارٍ تجاهله..
جفل عندما ألقت حقيبتها بعنف بجانب قدمه أصدرت صوتاً قوياً جعل فادي يصمت ناظراً إلى الحقيبة..

تقدمت وأخذته من يده بحدة وهي تضمه لصدرها صاعدة به إلى غرفتها في الأعلى ثم صفعت الباب بقوة خلفها جعلته يشعر باهتزاز المنزل أثره فأغمض عيناه وهو يزفر مهدئاً نفسه: إهدي، إهدي، ريلاكس، ريلاكس انت بارد إهدي..
مساءاً
: بارك الله لكُما وبارك وبارك عليكما وجمع بينكما في خير، نزع شريف يده من يد شادي سريعاً بعد أن وصلت إلى مسامعة تلك الكلمات الأجمل ما سمع على الإطلاق في تلك الأشهر التي لا تطاق..

لتدمع عينا روان وقلبها ينبض بعشقه فهي أصبحت زوجته مجدداً ربتت لينا على كتفها برقة وهي تنظر لها بحنان..
ابتسمت لها روان ثم محت تلك العبرة التي سقطت من سعادتها وهي ترجع طرف حجابها الفضي الذي ارتدته على شعرها وألقت طرفه خلف ظهرها حتى ينتهي عقد القران المتماشي مع ثوبها المغلق الطويل الذي زادها رقة واكتفت بوضع القليل من مساحيق التجميل فقط..

اندفع شريف معانقاً روان التي كانت تنظر له بابتسامة حنونه بقوة حتى لم تعد قدمها تلامس الأرض وهو يهمس بأذنها بكل كلمات العشق التي عرفها يوماً جعلها تعشقه أكثر فأكثر فلن تندم يوماً على تلك الفرصة التي منحتها له فالجميع يستحق فرصة ثانية..

فصل العناق متأملاً ملامحها بهيام ليقرب رأسه من شفتيها فأغمضت عيناها تنتظر تلك القبلة وهي متأكدة أنها ستكون مختلفة عن سابقاتها تماماً فبعد تلك المُعاناة يكون كل شيءٍ جميلاً له طعم آخر..
لكنها لم تتذوقه بسبب حمحمة شادي لهما جعلهم يستيقظان من ذلك الحلم الوردي للحصول على قبلة واحدة فقط!.
حاوط شادي كتفها وقال قبل أن يتحرك صاعداً للأعلى: مبروك، نقابلك في الأفراح..

أوقفه شريف بضيق وقال باستياء: دي افراح أهي واخدها ورايح فين؟
فقال شادي مبرراً وهو يبتسم: بما ان لسه فاضل وقت على الفرح لازم اخلي بالي منها عشان متتهورش وشكلك شقي معلش..
فقال شريف بسخط: دي مش اول مرة اتجوزها يعني؟.

ابتسم شادي وقال بهدوء أغضبه: ماهو عشان كده لازم تبقى بعيد! الجوازه الاولي مكنش فيها اي حاجه تبع الاصول وانا شخصياً مكنتش معاها لكن دلوقتي انا معاها وكل حاجة هتمشي زي ما المفروض تمشي، ثم نظر إلى شريف الصغير الذي يحدق بهم قائلا متقصداً إغاظته: يلا ياحبيبي قول لبابي باي، لوح له شريف الذي تم تسجيله بإسمه وأصبح طفله من اليوم بسعادة: : باي بابى. لوح له شريف وهو يصر على اسنانه محدقاً بشادي بغيظ تلاشى سريعاً وحل محله إبتسامة حنونة لا تخرج سوى لها عندما بعثت له قبلة في الهواء وهي تضحك فالتقطها ووضعها على قلبه بدرامية لتزداد ضحكاتها الناعمة وهي تنظر له قبل أن أن تأشر لها بخنصرها وابهامها بجانب أذنها كونها ستحادثة في الهاتف فأومأ لها وهو يبتسم حتى إختفت عن وقع أنظاره فلعن شادي مجدداً وهو يسبه سُباب لاذع فهو كان يأمل أن يحصل على قبلات عديدة لكنه فشل..

أخبرهم أنه يريد الزفاف الآن واليوم لكن شادي من وقف له كاللقمة بحقله وأخبره أن ينتظر قليلاً كي تستعيد روان نفسها وتتحسن أكثر كي لا تتأذى فيما بعد فتلك الفترة بالنسبة لها جديدة لأنها سابقاً تزوجت سريعاً دون مقدمات فهو يأمل أن تكون تجربة جيدة ويستطيع شريف الأحمق أن يعوضها الآن وفيما بعد فما عانته ليس قليلاً من وجهة نظره..

وشريف لم يمانع بل أحب الفكرة لأنه سيجعلها تنسى كل ما عانته، سيقوم بمحيه من ذاكرتها تماماً ولن يبقى لها سوى تلك الأيام الجميلة فقط..
أخذ شهيقاً طويلاً ثم اتجه إلى الخارج يبحث عن سيارته التي أمام منزل روان ومن سعادته نسي أين صفها..
كان هذا تحت إبتسامة روان التي تراقبه من نافذة غرفتها وشريف الصغير الذي كان يقف بجانبها على المقعد بسبب قصرة..

تراقبه بعشق وهي تبعد خصلاتها خلف أذنها بابتسامة اختفت عندما وجدت فتاةً ما تسير بعدم اتزان ارتطمت به..
اعتدل شريف بوقفته بعد أن كان منحني يبحث عن رقم سيارته نظر إلى هيئتها وملابسها العارية الفاضحة الملتصقة بجسدها بطريقة مبالغاً بها وحذائها المرتفع الذي تتعثر به يبدو أنها ثملة وعاهرة أيضاً ليست ثملة فقط نظر إلى وجهها الذي لم يتبين منه شيء من شعرها الأسود القاتم المتناثر حولها بهمجيه: انتِ كويسه؟!

رفعت رأسها له وهي تبتسم تلك الابتسامة الماكرة التي عشقها من عينيها يوماً ما ليتيبس مكانه غير قادراً على الحراك ولا أخذ أنفاسه مراقباً تقدمها منه بعين جاحظة لا تصدق ماترى حتى طوقت عنقه بيدها وأناملها تعبث بشعره من الخلف ملتصقة بصدره بحميمية تنظر له بأعين ناعسة قائلة بهمس أمام شفتيه لتضرب أنفاسها الممزوجة برائحة الخمر أنفاسه كما كانت تفعل سابقاً وكم كان يتلذذ بهذا: وحشتني يا شريف! انا موحشتكش؟!

لكنه لم يطلع معه سوى تلك النبرة المرتجفة هامساً بعمق دافناً وجهه بعنقها مُخرجاً حروف إسمها من بين شفتيه متلذذاً بنطقة رغم تعجبه وهو يحاوط خصرها بقوة: مريم!
تحت مسامع وأنظار روان التي وصلت إلى هُنا عاقدة يديها أمام صدرها تراقبه بدءاً من تيبسة وضعفه حتى خُذلانها بكل سهولة وكأنه لم يتزوجها منذ قليل!
هل قال أنه سيجعلها تنسى كل شيء مُنذُ لحظات؟!

حرك جفنيه ببطء قبل أن يفرج عن مقلتيه رامشاً قليلاً قبل أن يبتلع ريقه بحلق جاف متذكراً أخر شيء فعلة محادثته مع نائل وطلبه رؤيته ألين أين هي الآن؟
حرك يده ببطء لكن شعر بشيء ثقيل عليها لكنه جاهد حتى رفعها فلا يملك غيرها الآن..

أبعد قناع الأكسجين عن فمه بوهن ثم حرك رأسه للجانب قليلاً محدقاً إلى جهاز تنظيم ضربات القلب المعلق بجانب الفراش وتحديداً على تلك الشروط المائلة غير المتساوية غيرالمستقيمة الدالة على كونه مازال حياً فهو لا يحتاج إلى أن يسأل عن ما قد حدث له هو ليس غبياً لتلك الدرجة!.
ابعد نظره عن الجهاز المرتفع في الأعلى هابطاً بنظره للأسفل قليلاً وهو يلعق شفتيه الجافة كي يرى من سبب ذلك الثقل على يده!

لتلتمع عيناه بسعادة رغم تعبه شعوراً بالدفء تسلل إليه غمرُه من رأسه لأخمص قدميه فإن روحه قد عادت له من جديد وهو يراها نائمه بجانبه تنتظره أن يستيقظ وكم كان هذا له تأثيراً جيداً عليه وعلى حالته..
لقد أعادت إحياء الأمل بداخله من جديد بسبب وجودها هُنا معه، كونها مازالت تحتاجه ولم تتخلى عنه كما جعلته يشعر هي لا تكرهه كما تخيل!

وضع يده على أنفه يستنشق رائحة شعرها التي التصقت بظهر يده بانتشاء فهي هدأت قلبه الثائر وروحه المتألمة من فراقها الذي طال كثيراً عليه تلك المرة! فهو الأكثر طولاً والأكثر ألماً وعذاباً للنفس هو فقط لا يحتاج سوى عناقاً فقط عناقاً ولا مانع لديه إن مات بعدها..

فهى حورية ناعمة نائمة سقطت عليه ليست بشراً بالتأكيد؟! إبتسم بخفة وبدأ يشعر بضيق تنفس لكنه لم يهتم بل هبطت يده على رأسها مربتاً على شعرها بحنان ورقة كرقتها تماماً..

فتحت عينها بتثاقل وهي تشعر بتلك الانامل الحانية التي تتغلغل خصلاتها بنعومة تمسده برقة جعلتها تحرك رأسها براحة مع حركته لكن صوت الأجهزه أيقظها وجعلها تتذكر لما هي هُنا ومن فاقداً للوعي أمامها جعلها تنتفض بهلع وهي تنظر حولها بتخبط حتى رأته يبتسم لها بخفه جعل قلبها يثور بداخلها مثلما
ثار أول مرة رأته بها وهي مراهقة..
أمسكت يده بين يديها وقبلتها بلهفه وهي تسأله بأعين باكيه: فراس، إنت كويس؟ كويس؟!

أومأ لها بخفه وهو يبتسم يتأملها بحنان وحب لم ينقص بداخله ولو قليلاً فقط بل يزداد أكثر كُلما رآها..

حرك جسده قليلاً للجانب وتاركاً مكاناً متسعاً في الفراش وحرك يده لتفك قيدها فأمسك هو بيدها جعلها تقف معه وهو يقربها أكثر فتوقفت أمام الفراش و سألته بقلق وهي تمحي عبراتها: إنت كويس؟ مش عارف تتنفس أحطلك ده؟!، وأشرت على قناع الاكسجين بنهاية حديثة فهز رأسه بوهن وهو يقربها أكثر حتى جلست على طرف الفراش فهز رأسه موافقاً وأشر لها كي ترفع قدمها لكنها لم تفهم فمد يده ووضعها على فخذها محاولاً جعلها تفهم لكنها كالحمقاء دق قلبها و فهمته خطأ ظناً أنه سيقدم على فعل شيء ما وهُنا وهو بذلك الوضع حقاً انه يملك سمعة سيئة..

أبعدت يده وقالت بتوتر: انت عايز ايه؟
تنهد بتعب وقال بعصبيه محاولاً إخراج صوته وقلبه عاد يؤلمه من جديد: نا، نامي، نامي جنبي، خلعت حذائها بخوف وهي ترى حالته وصعدت بجانبه ومسدت صدره بحنان وهي تهدئه ولم تكف عن ذرف الدموع: إهدي، إهدي عشان خاطري..
لكنه تابع بلهاث وتعب وهو يلومها: انتِ، انتِ بتفكري في ايه؟ هعوز، هعوز منك، ايه، غير حضنك؟!

عانقته وهي تبكِ بأسى دافنه رأسها برقبته قائلة بندم: أنا اسفه والله مكنش قصدي، مكنش قصدي..
أبعد رأسه قليلاً للجانب الآخر وقال بمرارة وهو على وشك البكاء متنفساً بتثاقل: لو، لو، عايزه تخرجي، اخرجي مش عايزك، لكنها زادت من تشبثها به وهي تبكِ وفقط كلمة واحدة ظلت ترددها له: آسفة..

: ايه بقي؟!، هذا ما أردفه نائل للمرة الآلف اليوم وهو يحدق بنور التي اكتفت منه ومن ثرثرته لتتساءل بنفسها هل عندما كان يخبرها ان تصمت و تكف عن الثرثرة كانت مزعجة هكذا؟ فهي لا تطيق سماع صوته حقاً؟!
زفرت وقالت بنفاذ صبر: نائل بالله عليك كفايه انا مش مستحمله كلام؟!
فسألها بأمل: طيب هترجعي معايا؟!

هزت رأسها بقلة حيلة وقالت بهدوء: نائل أنا قولتلك اللى عندي وكمان مامتك رجعت وكل حاجة زي ما كانت وتقدر تعيش الحياة اللي اتمنتها معاها!
فقال بحزن وهو يحدق بها: حياتي مش هتبقى حياه غير وإنتِ فيها؟

تنهدت وقالت متقصده جرحه: نائل بلاش كلام الأفلام ده بجد عشان انا فيا اللي مكفيني وكل واحد يروح لحاله أحسن، وحملت إيام وتركته وذهبت إلى المقعد الآخر بجانب والدها وكل مايجول بخاطرها أن يسامحها فهي تتحكم ببكائها بصعوبة بالغة يجب أن تكمل هكذا حتى لا تخسر أمامه مثل كل المرات التي خسرت بها واستسلمت!..
زفر براحة خرجت من أعماقه وهو يدفن رأسه بصدرها واليد تطوق خصرها بتملك لن ينتهي يوماً.

فالاثنان افتقدي إلى هذا الشعور المريح للأعصاب وهما معاً حقاً! افتقدي إلى كل شيء كان يحدث بينهما وهما معاً..
فكانت يد ألين كانت تطوقه من أسفل عنقه مرره يدها على وجنتها براحة واليد الأخرى كانت تربت على شعره بحنان وكل برهة وأخري تقبل رأسه وهي تبكِ مُسقطه عبراتها على وجنته كانت تخترق لحمه ولم تمر واحدة فقط مرور الكرام قبل أن يتعذب من أجل ذرفها تلك العبرات بإسراف على كل شيء يحدث حولها!.

هو لم يرد أكثر من ضمة لصدرها وقد حصل ما يريد لكن هُناك شيئاً صغيراً جميلاً رقيقاً كوالدته متغيباً وهذا جعله يسألها بخفوت: فين، فين، إيان؟!

سألته بحنان وهي تداعب خصلاته الغزيرة بأناملها: عايز تشوفه؟! أومأ بخفه فأبعدت رأسه ووضعتها على الوسادة بحرص لتميل عليه قليلاً تعدل الوسادة فتتراقص خصلاتها على وجهه ليستنشقها بإنتشاء مغمض العينين تاركاً العنان إلى الخدر الذي يزحف إليه كما يحدث دائما عندما تقترب منه، فهو يشعر إنه أصبح مُدمن على رائحتها فهي أفضل من مائة مُخدر قد يحصل عليه اليوم!

ابتسم عندما وصل إلى مسامعه صوت ضحكاته ذلك المشاكس الصغير وضعته ألين على طرف الفراش كي يراه فراس لكنه تحرك وحبي متجهاً إلى جسده يحاول الصعود كي يستلقي على صدره كما كان يفعل
وهذا جعل ألين تشهق بخفه وحملته بين يدها بخوف كي لا يفعل هذا..
لكنه بكى بحرقة وهو يحدق بفراس بزرقاوتيه مقوساً شفتيه وكأنه يطلب مساعدته!.
ابتسم فراس لتلك النظرة التي لا يستطيع تجاهلها ولا مقاومتها وقال بهدوء: سبيه، يا، ألين..

هزت رأسها باعتراض وقالت بحده وهي تحاول تهدأته: لا مش هسيبه! انت تعبان؟!
فقال بوهن كي لا ترهقه بكثرة الحديث: أنا، أنا، عودته، على كده سبيه..
رفضت بحزم لا يقبل النقاش: قُلت لا؟! مش ذنبي إنك عودته مش ذنبي!
تنهد بتعب مراقباً بكائه بحرقة وهو يمد يده له يريد أن يأخذه وقد كره نفسه أضعاف مضاعفة وهو يراه يبكِ بتلك الحرقة ولا يستطيع مساعدة ولا أخذه..

فقال بألم وهو يحدق بها برجاء علها تشعر بعذابه: سبيه، سبيه يا ألين! أنزلته على الفراش وهي تكاد تبكِ بسبب عِنده مراقبة تقويس إيان لشفتيه بحزن وهو يحبو إتجاه فراس بعبرات لم تجف ومازالت عالقة بأهدابه حتى صعد على معدته حابياً بركبتيه الصغيرة التي كانت ثقيلة بالنسبة لحالته..

تأوه بصوت مكتوم عندما ألقي إيان برأسه على صدره كي ينام فتقدمت ألين تأخذه بجزع لكن يد فراس أوقفتها عندما أشر لها أن تتوقف فتوقفت وهي تهز قدمها بتوتر تراقبهم بعدم رضى..

ربت فراس على وجنته بحنان ثم شعره الكثيف الناعم وهو يبتسم عندما وصل إلى مسامعه صوت همهماتة اللطيفة و انتظام أنفاسه فحملته ألين من على صدره بهدوء كي لا يستيقظ فقطب حاجبيه عندما أبصره جيداً فقالت بتبرير متحاشية النظر له: كان بياكل فراولة..

ابتسم بعبث ابتسامة لم تكتمل بسبب ضيق أنفاسه فوضعت قناع الأكسجين على فمه بخوف وهي تربت على شعره بحنان تنظر لما وصل إليه بحزن ثم نظرت إلى إيان الذي غفى في أقل من خمسة دقائق ثوانِ قليلة فقط مع فراس ومعها يظل يشاكسها لساعات حتى تغفى هي ويبقي هو..
تحركت كي تعطيه إلى نور في الخارج لكن يد فراس التي أمسكت برسغها أوقفتها..

نظرت له باستفهام فأبعد يده وخلع قناع الأكسجين وأشار لها أن تنحني إليه فامتسلت له بهدوء وقربت إذنها إلى شفتيه لتتخدر حواسه لتسمع بعدها إلى قوله الهامس المتعب الذي تعلم ما غايته: عايز. فراولة، أنا كمان!، رفعت رأسها عنه مجاهدة لإخفاء ابتسامتها وقالت بهدوء وهي تداعب وجنته بحنان: بس انت تعبان!، نظر لها بحزن قاطباً حاجبيه بعدم رضى كإيان تماماً فابتسمت له إبتسامة ناعمة ثم قبلت جبهته هابطة إلى أرنبة أنفه ثم يميناً قليلاً إلى وجنته ثم يساراً لوجنته الأخرى وأخيراً زاوية شفتيه بخفه كي لا يتعب ثم ابتعدت بهدوء فقال باعتراض: ده، ده كده، كرز مش فراولة؟!، ضحكت بنعومة وهي تقبل جبهته بحنان ثم قالت برقة: إنت تعبان دلوقتي!

نظر لها بهيام و قال بحب وهو لا يكاد يصدق أن هذه ألين لقد انتهى كل شيءٍ الآن وقد سامحته: ألين، أنا، حاسس إني بحلم؟!
اتسعت ابتسامتها الناعمة وانحنت هامسة بأذنه بخفوت وهي تداعب وجنته بأناملها قبل أن تبتعد: طب ما انت بتحلم!
انتفض جسده أثر تلك الصاعقة الكهربائية في محاولة يائسة من الأطباء لإبقائه حياً..

تزامناً مع ركض نور بمدخل الطوارئ خلف الناقلة التي تحمل ألين تحدق بملامحها الشاحبة كالأموات والدماء ما زالت تقطر من رسغيها بغزارة بسبب قطعها لهم أمس مباشرة بعد صعودها إلى غرفتها وإغلاقها باب دورة المياه على نفسها من الداخل ولم يكتشفها أحداً سوى نور بمحض الصدفة في منتصف النهار عندما سمعت بكاء إيان لتتفاجئ بكم الدماء الذي يخرج من أسفل باب دورة المياه فهي فقدت أكثر من نصف دمائها تقريباً!.

والله حاولت اخليها حياة طبيعيه بس مقدرتش ايدي بتاكلني ودماغي عماله تلف؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة