قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الخامس والثمانون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الخامس والثمانون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الخامس والثمانون

قالت مؤكده بثقة: أه، نظرت لها نوران بتحذير وقالت بحده: أنا مش قولتلك ميت مرة تتكلمي كويس؟ ونزلي ايدك دي وإنتِ بتتكلمي..
قطبت ما بين حاجبيها بانزعاج وهي تنظر لها فكادت توبخها مُجدداً لكن اوقفها جود بهدوء: خلاص يانوران سبيها، تنهدت ونظرت لها بطرف عيناها ثم عادت للعبث بالحقيبة وأخرجت صندوق الطعام الخاص بها وسألتها بحده: مكالتيش أكل ليه؟ كل يوم هتيجي بالسندوتشات كُلها كده؟

أخذها جود من بين يديها وهو يبتسم: أنا جعان هاكل أنا، وأخذ الصندوق وفتحه وقام بتناول الشطائر بجوع بينما جنات كانت تبتسم وهي تراه يأكل ثم مدت يدها تعبث بذقنه بنعومه فهي تحبهم منذ صغرها، مال برأسه كي يعض أناملها فأبعدت يدها وهي تضحك بسعادة فحملها جود على قدمه وهو يقبلها بحنان ثم سألها وهو يقرص وجنتها: مش بتاكلي ليه؟

قالت مُبررة وملامحها تتقلص بحزن: يا بابي باكل كويس كل ي، شهقت نوران بتفاجئ وهي تنظر داخل الحقيبة فأخذها جود لتتوسع عيناه فسأل جنات بصدمة: إنتِ بتقلبي الفصل ولا ايه؟ ايه الفلوس دي كلها؟!
قلبت عيناها بوقاحة فمدت نوران يدها وكادت تجذبها من شعرها من الغضب لكن جود منعها وهو ينظر لها بحدة: نوران! في ايه براحه عليها..

هزت رأسها بعصبيه وهي تقلب الحقيبة الوردية الخاصة بها رأساً على عقب تفرغ كل تلك الأموال على الأريكة وسألته بحدة: براحه على ايه جابت الفلوس دي كلها منين؟.
نظر لها جود وربت على وجنتها بحنان وقال مشجعاً كي تتحدث: منين الفلوس دي ياحبيبتي قولي ومتخافيش..
قالت بخفوت وبعض الرقة: مش خايفة دول من إيان..
نظر لها جود بعدم فهم وطلب بهدوء: لأ فهمي بابا ياحبيبتي عشان مش فاهم!

تنهدت وأعادت وهي تأشر على صندوق الطعام الفارغ لتتراقص مجموعة الأساور التي بمعصمها: إيان كل يوم بيديني السندوتشات بتاعته وبيديني فلوس وبيقولي أجيب اللي أنا عايزاه بس..
تبادل جود النظرات مع نوران قليلاً ولم يتحركان ومازالان يحاولان إستيعاب مايحدث هل يستطيع طفل فعل هذا؟
ليسألها جود فجأه بعد تفكير: طيب لما هو يديكي أكله ومصروفة بيعمل إيه؟
هزت كتفيها وقالت بحزن: مش بياكل بيشرب ميه بس..

فسألها مُجدداً: و بتعملوا كده من أمتي وليه مش بتخليه ياكل معاكِ!
قالت بحزن وهي تمط شفتيها: بقولة والله يابابي بس هو مش بيوافق وبيقولي أهم حاجة إنتِ تاكلي! من أول ما دخلنا المدرسة وهو بيعمل كده كل يوم..
لوي شدقيه وهو يبتلع اللقمة مع قوله بتهكم: يا محني يانا! ومقولتليش ليه إنه بيديكي من الأول؟
عبثت بأصابها بتوتر طفولي وقالت بخفوت: إحنا متفقين إنه يفضل سر بينا.

ضحك بسخرية وهو ينظر لها وسألها: وإن شاء الله لما توصلوا سته إبتدائي هتلبسوا الدبل ولا إيه النظام عشان يكون عندي خبر بس..
نظرت له وقالت باحترام: لسه مكررناش حاجه دلوقتي بس أكيد إنت وعمو فراس أول ناس هتعرف..
مرر يده على وجهه بنفاذ صبر وقال موجهاً حديثة إلى نوران: خُديها من وشي بدل ما أنا اللي هشدها من شعرها الأكرت ده دلوقتي..

ضربت قدمها في الأرض بتذمر وقالت وهي تكشر بوجهه: أنا شعري مش أكرت، ثم تابعت بلهفة وهي تركض كأنها وجدت منقذها ومأواها منهما: تيته، بابي بيقول على شعري أكرت..
عانقتها باسمه بحنان وهي تنفي ووبخت جود: لأ يا حبيبتي إنتِ زي القمر وإنت يا جود مش قولتلك متقولهاش كده تاني؟
هز رأسه بضجر وقال: يعني لما أحب ألعب في شعرها إيدي تخرج من غير الساعة!
فقالت له بحنق طفولي: وإنت تلعب فيه ليه؟ إيان بس اللي يلعبلي فيه!

وقف من على الأريكة بغضب فدفنت رأسها بحضن جدتها وهي تضحك فتوقف بمنتصف الطريق وهو يبتسم ثم عاد محله مجدداً على الأريكة وقبل طرف شفتي نوران التي كانت شاردة تحدق بطفلتها التي لا تجد لها حلاً ولا شيء يأتي معها لا الصراخ ولا الهدوء! فهي متعجرفة كثيرة الصراخ لكن لا يأتي معها شيء تستطيع الضحك عليها ببعض الكلمات فقط هشة ذات شخصية ضعيفة تتأثر بكل شيء وهذا يقلقها عليها..

شهقت وهي تضرب كتفه بضيق وقالت بتوبيخ: يعني ماما وجنات موجودين وإنت اللي فيك فيك!
قهقهة عليها وأسند رأسه على فخذها ورفع نظره لها وسألها بعدم رضي لحالتها: إيه اللي مضايقك كده؟

تنهدت بإرهاق وأشرت على طفلتها وهي تقول بتعب: مش عارفة أعمل معاها إيه هدوء مش نافع زعيق مش نافع مفيش حاجة نافعة بسببك كل ما باخد معاها موقف بتيجي إنت تبوظه بدلعك ليها وأنا مش عايزاها تكبر بالطريقة دي مش عايزاها تفقد برائتها وكل حاجة تبقي عارفاها والجيل ده جيل ما يعلم بيه إلا ربنا وأنا خايفة عليها..

ربت على وجنتها بحنان وقال بدفء: متخافيش كل حاجة ليها وقتها واللي انتِ بتقوليه ده لسه بدري عليه ومش معنى انى مدلعها اني هسيبها كده براحتها زي ما إنتِ فاكرة! متستعجليش وتكبتي حُريتها عشان الهواجس اللي في دماغك دي لسه طفلة دلوقتي نحبسها عشان خايفين عليها بقي؟

هزت رأسها بنفي وهي تحدق بها تري كيف تعانق جدتها بحنان وتتحدث معها دون توقف وكل برهة وأخرى تضحك بسعادة تنهدت وهي تبتسم بحنان لتجد جود يقبلها فجأه فدفعته بوجهه شاحب وقرصت وجنته بقوة: إنت مش بتفهم؟ ماما قاعدة وبنتك؟!
إبتسم بخبث و مد أنامله إلى عنقها البض لكنها دفعت يده بحدة ليقول بتذمر: ماما مش جديد عليها الكلام ده وبنتك أهي تتعلم!

ضربته بصندوق إيان الفارغ بغضب وقالت بوجه محتقن: يعني أنا بقولك مش عايزاها تفقد برائتها و انت بتقول ايه قوم قوم..
ضحك وقام وهو يقول: أنا هقوم فعلاً عشان أكلم فراس واحكيله بطولات إبنه الفالح إبن الفالح وإنتِ حضري الأكل عشان واقع من الجوع..

أومأت وهي تبتسم وتحركت إتجاه المطبخ لكنها توقفت أمام والدتها وقبلت جنات بحنان وعانقتها بأسف فهي تتعصب عليها كثيراً في الفترة الأخيرة فحاوطتها جنات وتشبثت بعنقها وقالت بحزن: سوري مامي، مش هكلم حد كده تاني و هسمع الكلام عشان انا مؤدبة..

ابتسمت نوران وقبلتها وأخذت تربت على شعرها وهي تقول بحنان: طبعاً إنتِ مؤدبة وأجمل بنوته في الدنيا كُلها محدش يقدر يقول غير كده، ابتسمت بسعادة وهي تنظر لها ثم طلبت برقة ولباقة: ممكن أجي أساعدك؟
ابتسمت نوران وأومأت وهي تمد يدها لها: طبعاً ممكن..
فتح عينيه بانزعاج بسبب صوت الهاتف، وضعه على أذنه يستمع إلى الطرف الأخر: سندوتشات إبنك بتروح فين هي ومصروفة؟

قطب ما بين حاجبيه وقال بنعاس: وانت عرفت منين انهم بيروحو في حته؟
ضحك بسخرية وقال له بإزدراء: ابنك عايشلي دور الخاطب، لأ، خاطب ايه ده متجوز وبيديها فطارها ومصروفها كمان والموضوع سِر بينهم خلي بالك يعني..
تنهد فراس وهو يحدق بذلك النائم بأحضانه ورأسه على ذراعه مُستغرقاً في النوم فهو كان يشك به لكن لم يخطر أنه قد يفعل هذا كيف خطر له فعل هذا بمثل ذلك السن المبكر فمازال صغيراً كي يفكر بتلك الطريقة!.

رد فراس بفظاظة: تلاقي بنتك النص متر هي اللي بتسرقه عارف أنا الأشكال دي..
رد جود ساخطاً: أشكال ايه ده انتوا يزيدكم الشرف إنها بتاخد منه أصلاً وهو اصغر منها! أنا مش موافق على العلاقة دي من دلوقتي عشان تبقي عارف..
فقال فراس ساخراً منه: لأ، ونبي وافق هيموت من غيرها عقلة الإصبع بتاعتك دي..

ضحك جود وقال متوعداً: خليك فاكر و عارف ومتأكد اني هسففه تراب الأرض عشان يوصلها وفي الأخر مش هوافق برضه وساعتها بقي تبقي دور على عُقلة إصبع ثانيه غير بنتي، يلا اقفل عشان أكل وقول لألين لو هيفضل يعمل كده تزود السندوتشات عشان ياكل معاها، وأغلق بوجهه الهاتف دون أن يستمع له..

لعنه فراس وهو يلقي الهاتف ثم حدق بإيان قليلاً يحاول فهم من أي شيء مُركب هو حتى قاطعته ألين التي جلست أسفل الأريكة أرضاً وقالت بحزن: ماليش مكان جنبكم؟

ابتسم فراس وضغط على زر جانب الأريكة فتم فردها كفراش مع قوله: أنا أقدر! يلا نطي، ابتسمت وقفزت بجانبه فوجدت القطة كانت تستلقي على ظهرها وترفع يدها عالياً غافية براحه هي الأخرى معهم فداعبت فرائها برقة وهي تبتسم فترك فراس إيان وولاه ظهره ليأخذ ألين بأحضانه بحنان مقبلاً جبهتها بدفء ثم سألها وهو يحدق بملامحها المرهقة بسبب شعورها بالأرق في الفترة الأخيرة بضيق: لسه برضه مش عارفة تنامي كويس؟، أومأت وهي تدفن رأسها بصدره فظل يمسح على شعرها بحنان حتى ارتخت أعضائها وكادت تغفي قليلاً لكنه شعر بإيان الذي تحرك بانزعاج وبدأ يصعد فوقه فقال بقهر: أنا عارف إني عملت حاجة وحشه في حياتي وده مش أكتر من عقاب عارف، ذنبي ايه أنا عشان أشيل كل ده على قلبي!

ضحكت برقة وهي تنظر له وقالت: ذنبك إنك عودته على كده، لو تعبان هاته أشيلة أنا..
رد ممتعضاً وهو ينظر لجسدها بوقاحة: تشيلي ايه؟ دى اشيائي أنا دي محدش يستخدمها غيري!، ضربته بخجل ثم سحبت الهرة وعانقتها وهي تستلقي على سيفها ليعاود فراس وضع إيان بأحضانه لكن من الداخل وسطهما معاً..
فقالت عندما تذكرت وهي تداعب القطة: ماما لما كانت هنا أخر مرة قالتلي إن القطة عايزة تتجوز..

أومأ لها بهدوء وصمت فأعادت بتعجب بسبب صمته: فراس بقولك عايزة تتجوز!
تذمر إيان بخمول وهو يحرك رأسه بانزعاج: مش عارف أنام من الصوت، ربت فراس على ظهره بهدوء ليعاود النوم من جديد ثم قال بازدراء خافت: يعني أنزل أجبلها فستان ولا اعمل ايه؟
ضحكت وهي تنفي: لأ، خدها عند المحل اللي جبتها منه وقوله وهو بيتصرف، أومأ لها بهدوء مع قولة: طيب بليل، ليصل إلى مسامعه صوت إيان الناعس المترجي بخفوت: هتاخدني معاك؟

هز رأسه بقلة حيلة مع قوله: أه يا أخرة صبري، إبتسم إيان وهو يعود إلى النوم فربتت ألين على شعره بحنان ليستدير وعانقها بقوة ينعم بدفئها ليعانقهما فراس معاً وقبل جبهتها ثم جبهته بالتناوب و برقة بالغة وهو يضمهم إليه بقوة فهما أغلى ما يملك..

ركض وعيناه تلتمع بسعادة عندما لمحها بأخر الرواق تسير وهي تُحادث إحدي الممرضات بابتسامة رقيقة لا تفارقها مهما حدث فصاح بإسمها بصوت مرتفع كي تنتبه لوجوده هو ووالده: ماما..
اتسعت ابتسامتها وانحنت بمنتصف الرواق وهي تفتح يدها على مصراعيها تنتظر وصوله، عانقها بقوة وهو يبتسم بعد اندفاعه لأحضانها، ربتت على ظهره بحنان وهي تقبله برقة: حمدلله على السلامة يا حبيبي عملت إية النهاردة؟

قال بابتسامة جذابة كخاصة والده: كل حاجة حلوة..
ابتسمت وهي تربت على ظهره وسألته: فين بابا؟
تحدث بابتسامة وهو يتوقف أمامهم: أنا جيت، وقفت وهي تبتسم ثم عانقته بحنان وهي تربت على صدرة برقة: حمد الله على السلامة يا حبيبي، يومك كان عامل ايه النهاردة؟!

قال بابتسامة وهو يحاوط خصرها: كان مُمل لحد ماشُفتك، ابتسمت وهي تحوطه بينما يوسف كان يراقبهم بابتسامة ؛ يراقب كيف يعامل والده والدته بكل رقة فهو هادئ يسمع كل ما يُقال له ولا يتحدث باعتراض ولا يتجادل فهو هادئ مؤدب يشبه هدوء وعقلانيه على ولباقة سارة واحترامها لذاتها فهو الأهدي من بين الجميع والأكثر عقلانية بعد فادي لكن فادي لا يكون عقلانياً هادءاً أكثر من كونه بارد ويحترق بداخله..

دلفت سارة إلى غرفتها وعلى ويوسف خلفها كي يتناولون الطعام معاً فمدت سارة يدها كي ترفع أكمام يوسف لكنه نفي وهو يبتسم كي لا يتعبها: انا هرفعه
ابتسمت بحنان وقالت بلطافة: بس أنا عايزه أرفعه!
إبتسم وهز كتفيه ثم مد يده لها وقال بابتسامة: إرفعي! إبتسمت وقامت بثني كُمي قميصه المدرسي ثم بدأوا بتناول الطعام بهدوء يتبادلون أطراف الحديث..

فعلى يأتي بيوسف كل يوم ثم يذهب إلى سارة المستشفى ويتناولون الطعام معاً وأحياناً تذهب معهم وأحياناً لا بسبب مناوبتها لكن في الكثير من الأحيان تذهب وهي أيضاً لا تعمل سوى ثلاث أيام في الأسبوع فقط كي لا تُقصر مع يوسف فمجيئه وتناوله الطعام في المستشفى عوضاً عن المنزل بعد أن يأخذ حماماً دافئاً يؤلمها وتشعر أنها تُقصر معه وحاولت أكثر من مرة ترك العمل لكن أسبابها تجعل على يضحك و يحثها على تكملة ما بدأته ويخبرها دائماً أنه هُنا يعتني به بجانبها وليست وحدها من يُجب عليها ان تعتني به فهو والده أيضاً ويوجد مها وجدته ماذا يحتاج أكثر؟ فهو لا يظل في المنزل كثيراً كذلك كي تحزن فلدية نشاطاته التي يقوم بها أيضاً إضافة لذهابة مع إيان التدريبات..

أنهى طعامه واستلقي على الأريكة كي يُريح جسده قليلاً حتى غلبه النوم بسبب استيقاظه مبكراً فغفي محله تحت نظرات سارة الأسفة له ثم نظرت إلى على وكأنها تخبره ماذا تفعل الآن فهذا الوضع لا يرضيها فليذهب العمل إلى الجحيم هو ليس أهم من طفلها الوحيد!.
ربت على كتفها بحنان وقال بمواساة: هو كويس صدقيني ده بس تعب كل يوم من اللعب والتنطيط قالي انه لعب كورة النهاردة كتير عشان كده همدان..

أومأت له وقبل أن تتحدث دلف فارس مرتدياً معطفة الطبي يرفع نظارته فوق شعرة وقبل أن يخبرها بما يريد تنفس الصعداء وقال بابتسامة وهو يدلف مُغلقاً الباب خلفه: كويس إنك جيت عشان أقنعك تاني، وتقدم منهم تحت حنق على وهو ينظر بالجانب الأخر من الغرفة..

تركت سارة الغرفة بعد إن قامت بتحيته بلباقة فهم أصدقاء عملٍ الآن ولن ينكر على فهذا يطمئنه لأنه يكون بجانب سارة في الكثير من الأوقات حسب قولها له وبالتأكيد لن يترك أحداً يزعجها ويشاهد صامتاً هذا إن حاول أحد فالجميع هُنا يُحبها وهذا يشعره بالغيرة في بعض الأحيان بسبب المديح الذي يسمعه من الرجال عند قدومه إليها لكن مع هذا لم يفكر يوماً في جعلها تتوقف عن العمل بسبب هذا فهو لن يقف في طريق سعادتها وإنقاذها حياة أحد الأشخاص فهذا سعادة بالنسبةِ لها ولن يحرمها منها مهما حدث..

تنهد على بنفاذ صبر وقال بحزم: فارس متحاولش عشان قولت مرة إنى مش موافق متتعبش نفسك وتتعبني في كلام عارفين نهايته إيه!
فقال معترضاً بضيق: ليه؟ مش موافق ليه؟ أنا اعتذرت أعمل إيه أكتر من كده؟
قال على ببرود: ولا حاجة إنت اعتذرت واحنا قبلنا اعتذارك مفيش داعي بقي إننا نقبلك إنت كمان!
فرد عليه دون تعبير: كفاية إنها تقبلني لو هتبقي انت وهي هيبقي كده كتير!

هز على رأسه متفهما وهتف بهدوء: عشان كده ولا أنا ولا هيه! أنا مش موافق ومش هغير رأيي ودي حاجة متزعلكش..
ضحك بعصبيه وهو ينظر له وسأله باستنكار: إزاي يعني ميزعلنيش؟ بقولك بحبها! ولو لسه متعرفش فاهيه كمان بتحبني وتبقي أسألها لو مش واثق فيا أوي كده
قطب على حاجبيه وسأله بعدم فهم: وإنت عرفت منين أصلاً وايه الثقة دى كلها؟

قال بهدوء وهو ينظر له بجمود: إتقابلنا من سنتين كانت تعبانه وجت المستشفى تتعالج، وبعدين إزاي تسبها تعيش وحدها برة؟
أمسكه على من ياقته وهدر بعصبية: ماهو كل ده بسببك وبسبب ضربك ليها! وبعدين ومقولتش من الأول ليه؟ وبقيت دكتور إزاي؟ و ليه محكتش حصل معاك ايه كل السنين اللي فاتت! رجعت فجأه ومشيت فجأه ورجعت تاني فجأه والمفروض كل مرة نكون مستنين حضرتك؟

أبعد يده ببرود وقال ساخراً: لو كنت إهتميت وسألتني كنت هقولك لكن إنت عبرتني حتى ولا بتليفون؟ لأ إنت مش شايف غير فراس بس ودي حاجة متزعلنيش عشان ده الطبيعي أنا واحد ميت أكيد مش هتعيش على ذكرياتي بقي وتتعقد عادي مش فارقة كتير..

رد على بضيق: على فكرة كان عندي مشاكل في الفترة دي وانت كانت عندك مشاكل مع أخوك فا مش هسيب كل ده وهاجي أتعرف عليك من جديد! إنت برضه لو كنت مهتم ولسه بتعتبرني صاحبك كنت اتكلمت من غير ما أسألك!
زفر فارس وقال بضيق ونفاذ صبر: خلاص اديني قدامك وشايفني وعرفت انا ايه وده مش موضوعنا دلوقتي!

أومأ له على وهو يبتسم بسخريه: وطول ما إنت كده مش موافق يا فارس، لما تتحكم في غضبك وعصبيتك تبقي تعالي اتكلم معايا وزي ماضربتها مرة تقدر تضربها تاني وزي ما استفزتك مرة هتستفزك تاني وساعتها بقي قضي حياتك ضرب فيها!، وتابع ببعض التوبيخ: مها هنا عايشة معانا ملكة فاهم يعني اية ملكة؟ أنا نفسي عمري ما عملتها ولا أبويا الله يرحمه عملها عشان تيجي إنت تضربها فاهم؟ ولما احب أجوزها هجوزها لحد يحبها ويحافظ عليها مش يضربها حتى لو في لحظة غضب! أنا عايز أطمن عليها مش أفضل قلقان طول الوقت دى أمانتي ولو مفيش حد يقدرها ويحترمها يبقى تفضل جنبي أحسن مُعززه مُكرمة مفيش حاجة تجبرها انها تتجوزك فهمت أنا عايز أقولك ايه؟ وشكلك اتأخرت عليهم برة روح شوف شغلك، وأولاه ظهره وصمت فصمت هو الآخر وضم قبضته بقوة جعلت عروقة تبيض وترك الغرفة وغادر وهو يتحكم في ثوران نفسه وربما هذه بداية طريقة لضبط نفسه..

اعتدل يوسف بجلسته بنعاس وقال له بتثاقل: بابا، عمتو مها بتحبه!
نظر له على بضيق وسأله: وإنت عرفت منين؟
قال بهدوء بعد أن ارتشف بعض المياه: موبايلها عليه صور ليه كتير ودايماً بتتفرج عليهم لما بكون نايم في حضنها..
تنهد على وسأله بلوم: مش المفروض بتكون نايم! ينفع كده؟
هز رأسه بنفي وقال بحزن: والله بتبقي صدفة..
أومأ وجلس بجانبه وربت على ظهره بحنان: خلاص ولا يهمك بس متأكد إنه عمو فارس مش فراس..

أومأ مؤكداً: أيوا بالنظارة كمان، أومأ له وهو يفكر ثم سأله بحنان: تكمل نوم ولا نروح؟
وقف وعدل ثيابه بأناقة: لأ، نروح وماما هتروح معانا النهاردة ده معادها، أومأ له وهو يبتسم ثم حثه على السير..
تنهدت وهي تتقلب في الفراش بضجر و أناملها تتحرك على شاشة هاتفها الذكي تحدق بكل صورة خاصة به لأكثر من خمس دقائق بتركيز ثم زفرت بغضب وهي تلعنه وقذفت الهاتف بقوة إتجاه الباب ليرتطم بجبهة على الذي كان يدلف لها..

تأوه بألم ووضع يده على جبهته وهو يرمقها بضيق فاختبأت تحت الغطاء وهي تقهقه عليه فانحني يلتقطه ليجده مضيء على صورة فارس، حدق بها قليلاً ثم أغلقه وقذفه عليها لكنها لم تشعر حتى بوخزه بل ظلت تضحك وإعتدلت وهي تحدق به بابتسامة، تقدم وجلس بجانبها ومن دون أي مقدمات قال: فارس عايز يتجوزك، التمعت عيناها ببريق يعلمه جيداً إنه الحب لكن متى؟! وربما بريق النصر واقترابها من هدفها او فراس مثلاً!.

سألها وهو يسند وجنته على راحه يده: حبتيه إمتي؟
تنهدت وقالت بهدوء وهي تتذكر كل ماحدث معها: لما كنت مسافرة قابلته صدفة في المستشفى وبعد كده كترت الصُدف بس!
فقال لها بتعجب: بس ده ضربك؟
ضربت كتفها بكتفه مع قولها بعبث: المسامح كريم وبعدين أنا أستاهل مش انت قولتلي كده لما حكيتلك صح؟
ضيق عيناه وقال بتهكم: بجد!

أومأت وهي تبتسم مع تورد وجنتيها بخجل فتنهد وعانقها بحنان وقال بقلة حيلة: أنا مش هقدر أمنعك من حاجة إنتِ عايزاها و طالما بتحبيه وهو بيحبك مع اني مش مصدقكم بس عادي مفيش مشكلة هديله فرصه وهعمل خطوبة بس خطوبة غير كده محدش يطلب مني حاجة تاني..
قبلت وجنته بسعادة وهي تضحك: ربنا يخليك ليا يا أحلي على في الدنيا، فرد بثقة وهو يمسح الغبار الوهمي عن كتفه: عارف، ضربته بغيظ ثم سألته بابتسامة: الخطوبة إمتي بقي؟

هز كتفه وقال ببرود: لما يجي يتقدم زي الناس نبقى نتفق، وبشرط يجيب ولي أمره معاه بطولة دي متنفعني، وصمت عندما سمع رنين هاتفها وعدم ردها عليه وإخفائه تحت الغطاء بتوتر فاخطتفه ورد على اللعين دون تحدث فاستمع لما يُقال: إنتِ ياست مها شوفي حل لأخوكي ده عشان جبت أخرى وهخطفك في الأخر وهختفي براحتكم بقى..
فرد عليه على بجمود: لو راجل تعالي أخطفها وأنا مستنيك..

زفر وهو يشد شعره بقوة وقبل أن يتحدث قال له على بفظاظة: تيجي بكره تتقدملها وتجيب ولي امرك معاك..
فرغ فاهه وقال بعدم فهم: ولي أمري مين إن شاء الله؟ أنا مش عجبك؟
قال له ببرود: أه مش عاجبني تجيب حد كبير أتكلم معاه أكبر منك بدقيقتين مثلاً..
غمغم فارس وقال بسخط قبل أن يغلق الهاتف: مش هتجوز اشبع بيها وخليها جنبك، وأغلق بوجهه جعله ينفجر ضحكاً فسألته مها بتعجب: حصل ايه؟ جي؟!

أومأ لها مؤكداً بثقة: هييجي هييجي جي بكرة جهزي نفسك..
صرخت بقهر وهي تركض خلفه بينما هو هبط الدرج ركضاً مع قولها بحده: أنا بكرة الأطفال بكرههم مش عايزه اخلف مش عايزاااااه..
قهقهة نادر الذي كان يدلف من باب المنزل بهدوء ليصطدم به فادي لكنه تملص قبل أن يمسكه وتابع ركضه إلى الخارج وهو يضحك..
كوب وجهها بين يديه عندما توقفت أمامه تلهث من الركض وسألها بحنان: مالك بس يا قلبي عملك ايه تاني الشيطان ده؟!

ضحكت وهي تمسد جبهتها ثم قالت بتذمر: واخد الكاميرا بتاعتك وعمال يصورني وشويه يقولي أووه ومره يقولى هو ده ومرة أيوا يا بطل ومرة أيوا كده يا وديع، رفع حاجبيه وسألها بتعجب: ايوا كده ياوديع! ودي عرفها منين دي؟
هزت رأسها بيأس وقالت أخر ما قاله: وأخر مرة قال يا بختك يا نادر..
وضع يده على قلبه بدرامية مع قوله: نادر حاف من غير خالو ولا اي حاجة؟، أومأت له فتابع يسألها: وأني كاميرا اللي واخدها دي؟

قالت بصوت هامس لأنه سينفجر: بتاعتك اللي عليها صوري، توسعت عيناه ثم ركض إلى الخارج وهو يتوعده فهي تحمل صور لارا التي إلتقطها لها يوم زفاف فراس غفلة وما أجملها غفلة وإن تم حذفها بالخطأ سيقتله، قهقهت عليه وهي تراه يركض له ودلفت تحضر الطعام وتركته يذهب يستعيد حقه منه..
حملة فجأة أثناء إلتقاطه صورة لكلبه جعله يتذمر: ياخالو بوظت الصورة بقي الله!

أنزله و ركل مؤخرته بخفه وهو يسأله: بتعمل ايه بالكاميرا بتاعتى؟ مش جبتلك واحدة؟
إبتسم وقال له بسعادة وبندقيته تلمع تحت ضوء الشمس: لأ، بحب دي وبحب أشوف الصور اللي عليها فيها صور عمو فراس يوم فرحه وجود و، توقف وتهجمت ملامحه بضيق فأكمل نادر عنه وهو يبتسم: وفيها صوره فرح ماما وبابا مش كده؟

هز رأسه باقتضاب ووضع الكاميرا بيد نادر مع قوله: خلاص خلصت مش هاخدها تاني، وتركه وغادر لكن نادر سحبه من يده وأجلسه باحضانه عنوه على العشب وفتح الكاميرا ووضعها أمامه وقال بابتسامة: يلا نشوف الفوتوغرافر بتاعنا عمل ايه، وبدأ بمشاهدة الصور التي إلتقطها فادي إلى لارا معاً وهو يقول بابتسامة مُتسلية: لأ، أوه فعلاً وأيوا كده ياوديع أوي لأ بطل جداً عندك حق يابختي والله، بس إيه الجمال ده يا عم إنت محدش هيعرف يكلمك تاني بقي، ضحك بسعادة وسأله بتلك الأعين البندقية البراقة: بجد تصويري حلو؟

أومأ له مؤكداً وقال بثقة: طبعاً حلو مش أنا إللي معلمك ولا إيه؟
أومأ له وهو يبتسم بسعادة ثم قال له فجأة: لارا جميلة أوي يا خالو، إبتسم نادر وحاوطة ثم أسند ذقنه على رأس فادي بخفة وقال بهيام: عارف يا حبيب خالو عارف، ثم قرص وجنته بخفه ووبخه: وبعدين لارا حاف كده؟
هز رأسه وقال بابتسامة: ينفع أقولها يا ماما؟

تنهد نادر وأدارة كي ينظر له وقال له بهدوء: إنت عارف إني أنا ولارا بنحبك أوي صح؟، أومأ له وهو يبتسم فتابع نادر وهو يربت على شعره البُني الغزير: مش معني كده اننا بقينا ماما وبابا! أنا خالو وهي مرات خالو ولارا لو عايز لكن ماما سجى يا حبيبي مينفعش تنادي حد غيرها كده؟ عارف إنك زعلان منها أوي بس برضه مينفعش! ثم شاكسه بمزاح: وبعدين إشمعنا لارا يعني تبقي ماما وأنا مش بابا؟ مش مالي عينك ولا ايه؟

هز رأسه بنفي وعانقه بقوة مع قوله بحب: إنت حبيبي مش بابا بس، إبتسم نادر وقبله بحنان ثم تابع: يلا بقي صورني مع الكلب الميت بتاعك ده! هو مش بيتحرك ليه؟، أمسك يده وألقاها وجدها تسقط دون حراك لكزه بمعدته بخفه فأطلق صوتا ضعيفاً واهن فرفعه نادر بين يديه بقلق: إنت عملته ايه ولا أكلته ايه ماله كده؟
هز رأسه بنفي وهو ينظر حوله يبحث عن شيء وخاصتاً على العشب ثم قال بتقزز وهو يأشر خلف نادر: ده مرجع وراك..

حملة نادر بين يديه ووقف محدقاً به بحزن: يبقي عيان يافالح تعالي نروح للدكتور، أومأ بحماس وركض أمامة يسبقة إلى السيارة..
هبطت الدرج وهي تتبختر بابتسامة بينما صغيرتها مارال صاحبه العام والنصف كانت تهبط خلفها درجه وتجلس الأخرى بتعب وهي تقوس شفتيها فكانت تقهقه عليها بابتسامة ثم هتفت بصوت مرتفع: شررررريف.

توقفا الإثنان أسفل الدرج ينظران لبعضهم البعض بتحدي فكل واحد يظن أنها تُريده هو وحقاً تريدهما هما الإثنين! تحب رؤيتهما معاً وهما ينتظرانها أن تأمرهما كي يقومان بالتنفيذ سريعاً فهي مُدللتهم ومنذ أن أخبرهم الطبيب أنها حامل من جديد يُدلِّلانها أكثر وهي تُحب هذا..

توقفت أمامهما وهي تبتسم بسعادة ثم عانقتها معاً بحنان وقالت بحب: إنتوا حياتي والله، حاوطها شريف الصغير ومد يده خلف ظهرها فدفعه شريف الكبير ونزع يده عنها وسحبها لأحضانه هو وقال بسخط: شوفلك مدرسة تلمك وتبقي أحضن هناك متقرفناش بقي..
رد عليه بفظاظة وهو يعانقها من جديد: قولت هدخل ايه انتوا مش موافقين بقي دي مشكلتكم إنتوا!

ربتت روان على وجنته بحنان وسألته بحزن: لازم مدرسة داخليه يا حبيبي؟ مالها المدارس العادية يعني كمل زي ما كنت في مدرسة عادية!
هز رأسه نفياً وقال بإصرار: أنا عايز كده وإنتِ وعدتيني انك مش هتجبريني على حاجة أنا مش عايزها!

عانقته بتأثر وأعين دامعة فتركها شريف وأخذ طفلتة التي أنهت نزول الدرج وظلت تتابعهم بحزن وحدها دون أن يلاحظها أحد، قبلها بحنان وهو يضمها ثم اتجه إلى غرفة الجلوس وجلس على الأريكة يشاهد التلفاز معها بحماس..
قالت بحزن: ليه عايز تبعد عني؟ إحنا مش اتفقنا نفضل مع بعض على طول؟.
رد متسائلاً: وإيه اللي هيخليني أبعد؟ هيكون عندي أجازات وهتبقي معاكم أنا مليش حد غيركم وإنتوا عارفين..

عانقته بحنان وقالت وهي تربت على ظهره: عشان كده مش عايزاك تسبنا وتفضل معانا ليه تبقي وحيد؟
إبتسم وقال لها بهدوء: مش هبقي لوحدي هتعرف على ناس جديده وتبقى ليا حياتي وبعدين مش كبرت والمفروض إني أعتمد على نفسي؟ هو مكبرتش أوي يعني بس أنا مش رايح في حته دي مدرسة وتبقي تابعيني بس!
أومأت وهي تداعب وجنته وقالت بنبرة مرتجفة حزينه موشكة على البُكاء: خليك عارف إن فراقك مش سهل عليا زي ما إنت فاكر!.

إبتسم وعانقها بحنان: ومين قال إني فاكر إنه سهل عليكِ! عارف إنك بتحبيني وشريف بيحبني ومش بيقول بس المواقف بتثبتلي دايماً إنه بيحبني، ثم عانقها من جديد بحنان وأغاظ شريف الذي كان يتابعهم وأخرج له لسانه وهو يضمها له أكثر فمد شريف يده تحت رقبته بتهديد كعلامة ذبح لكنه لم يعبأ به وفصل العناق وسألها: مش هنفطر بقي ولا ايه؟

رفعت حاجبيها وهي تتركه ثم جلست بجانب شريف وقالت لهم بلغة آمره: نسيتوا إن الأكل عليكم ولا إيه؟ وأنا جعانه وخطر عليا إني أجوع وماكلش خليكم عارفين يعني براحتكم بقى سيبوني جعانه..

رفع شريف الصغير كُميه ودلف وهو يقول: أنا داخل أعمل اهو خليه هو بقى قاعد جنبك من غير أي تعاون أو مساعدة، زفر شريف وهو يضع طفلته على قدمها وهتف بنفاذ صبر: أنا هدبحهولك دلوقتي، ودلف خلفه المطبخ تحت قهقهاتها الناعمة وهي تعانق طفلتها ذات الشعر الأسود الغزير النسخه المُصغرة منها، نظرت لها روان بحنان وقبلتها برقة فهي تعلم أنها صغيرة ولم يكن عليها أن تنجب الآن كي تهتم بها أكثر لكن ليس بيدها شيء فهي كانت تأخذ إحتياطاتها لكنها وجدت نفسها حامل فجأه فماذا تفعل! لا يهم ستعتني بالاثنتين بالتأكيد..

ركضت خلفه بأرهاق كي تمسك به و يتناول طعامة لكنه يركض دون ملل ولا تعب لكنها هي من تعبت..
توقفت وهي تتنفس بلهاث ثم صرخت به بحده: مالك والله لو مسكتك هضربك تعالي هنا دلوقتي!
توقف أمامها وهو يحني رأسه باحترام فسألته بحده: انت مش قولت انك جعان؟ بتجري ليه بقي؟
قال بحزن وهو يعبث بأصابعة: عايزك تلعبي معايا شوية إنتِ طول الوقت بتبقي مشغولة في البيت و بتفضلي مع براء أكتر مني مبقتيش تحبيني زي الأول..

تنهدت ومالت تكوب وجهه بين يديها: ايه يا حبيبي الكلام ده؟ أنتوا إخوات إزاي هحبه أكتر منك يعني؟ هو صغير دلوقتي يا حبيبي لازم أفضل جنبه زي ما كنت بفضل جنبك وإنت صغير برضه، ثم دغدغته وهي تبتسم: ولا انت اتولدت كبير كده؟

ضحك وهو يهرب منها لكنها ظلت ممسكةً به وقالت له بحزن: أوعي تقول كده تاني عشان هزعل منك إنت عارف إني بحبكم انتوا الاثنين تمام، أومأ لها وهو يبتسم إبتسامه مالك الجذابة فهو مالك بنفسه الذي يقف أمامها الآن وليس طفله..
هتف بسعادة وهو يركض إلى الخارج: بابا جه بابا جه، حمله يحيى وهو يبتسم ثم قبله بحنان وسأله: حبيب بابا مزعل ماما ليه؟

حرك شفتيه للكذب لكن يحيي نظر له بتحذير فاستسلم وقص له ما حدث بحزن فعانقه بحنان وهو ينظر إلى ريم بلوم لأنه أخبرها أكثر من مرة أن تعتني به أكثر ولا تظل فوق رأس براء تنتظره أن يستيقظ كي تعتني به فقط..
قبله ثم أنزله وحثه على الذهاب: إدخل إنت كُل دلوقتي ياحبيبي وهلعب معاك بعد الأكل يلا..
أومأ وركض إلى الداخل وجلس يتناول الطعام بجانب مليكة التي لم تتوقف عن مشاكسة..

سألها بلوم: أنا مش قولتلك اهتمي بمالك أكتر من كده يا ريم؟
تنهدت بتعب وقالت بنبرة مهتزة وهي على وشك البُكاء: انا مش ملاحقة على حاجة يا يحيي من الصبح لحد بليل بفضل واقفة وبلف وراكم واحد واحد وأشوف طلباتكم ألعب معاه إمتي؟ مش بلاقي وقت ولو جهة وقت فاضي بريح جسمي شويه وبنام ومش عاجب طيب أعمل ايه؟
عانقها بحنان وربت على ظهرها لتبكِ بألم وهي تتشبث بقميصه فسألها بضيق وهو يهدأها: مش بتخلي ملكية تساعدك ليه؟

محت عبراتها وهي تشهق: مش عايزاها تعمل حاجه هي مش زي مالك تعمل ليه؟
نفي بحزم: لأ، مش زي مالك مالك صغير وبعدين ولد هي بنت ولما يكبر يعمل مفيش مشكلة لكن دلوقتي تتفحتي إنتِ لوحدك؟ إنتِ عارفة إني لما بكون موجود بساعدك لكن دلوقتي أنا مشغول جداً وإنتِ عارفة كده كويس..

أومأت وهي تربت على صدره وقالت بحزن: أنا مشتكتش ومش مضايقة إنتوا اللي بتضايقوني لما بتفضلوا تأنبوني بالطريقة دي الإثنين ولا دي ومش بفضل حد عن حد وإنت عارف كده كويس فبلاش الكلام ده عشان بيخنقني..
أومأ وهو يعتذر بأسف: آسف متزعليش مني إنتِ عارفة إني مش بقدر اشوفه متضايق وأسيبه، ثم صاح بإسمها بصوت مرتفع جعلها تأتي راكضاً: مليكة..

أوقفته ريم باعتراض: يا يحيي مش محتاجة مساعده وبعدين هي بتجهز للمدرسة دلوقتي هتشغلها كده!
جاءت راكضة وهي تبتسم: نعم يا أبيه؟!
سألها بهدوء: مش بتساعدي ريم ليه؟
هزت كتفيها بقلة حيله وقالت بهدوء: قولتلها أكتر من مره بس مش بتوافق؟
فقال بتهكم: يعني تقول لأ تسبيها وتسكتي!

تنهدت وقالت بهدوء: حاضر هساعدها عايز حاجة تانية؟ أنا داخله أكمل أكل عن إذنك، وتركته وغادرت فغضب وكاد يذهب خلفها يوبخها بسبب تلك الطريقة في الحديث فأوقفته ريم: رايح فين تعالي هنا سِبها..
قال بعصبيه: ماشوفتيهاش بتتكلم ازاى؟
أومأت و هدأته برفق: هي برضه كبرت متعاملهاش كطفلة بالطريقة دي
نظر لها بعدم فهم وقال باستنكار: كبرت ايه دي لسه ذبله هتدخل ثانوي ايه ده؟!

ضحكت وهي تداعب وجنته بنعومه: ده بالنسبالك إنت لكن بالنسبه ليها هي كبرت في نظر نفسها وإنت عارف ولاد الأيام دي تفكيرهم عامل ازاي براحه بلاش عند وزعيق..

نظر لها بعدم تصديق وسألها باستنكار: أنا بعاند وبزعق؟ أنا مش بعملها غير كل حاجة بتتمناها حتى إني وافقت على المدرسة الزفت الداخليه عشان هي عايزة كده من غير ما أعرف السبب ثم إن مفيش حد بيتمنى يبقي لوحده مش فاهم أنا هي عايزه كده ليه ومع كده وافقت وسبتها لكن شُغل إنها مُستقلة ومحدش يكلمها والدور اللي هتتقمصه لما تدخل وتبقي لوحدها ده ميمشيش معايا عشان هتفضل طفله في نظري مهما كبرت ولازم تفهم إن مفيش حاجة إسمها بمزاجها ده بمزاجي أنا عشان بجد لو اتغابيت عليها مش هتعرف تروح ولا تيجي اتكلمي معاها إنتِ عشان بقت رخمة والكلام معاها بقي يسد النفس وهي سامعه كلامي دلوقتي وياريت تكون فهمت بقي، وتركها وصعد إلى الأعلي فتنهدت وهي تهز رأسها فعلاقته مع مليكة توترت في الآونة الأخيرة بسبب اختلاطها في المدرسة بالفتيان وليس كأصدقاء بل تخطت تلك المرحلة وتهاتفهم مساءاً في ساعات متأخرة وتكذب وتخبره أنها تدرس مع صديقتها وهي تخرج وتتجول هُنا وهُناك وقد علم من والده صديقتها نفسها عندما أخبرتها إبنتها بما يحدث وهي لم تقبل هذا وهاتفته ومنذ ذلك الوقت وهما لايتحدثان أكثر من دقائق لأن الأمر سينتهي بجعلها تبكِ وتكرهه وهو لايُريد هذا لهذا وافق على المدرسة الداخلية لكنه قلق بعض الشيء فهي لها مُميزاتها و لها عُيوبها أيضاً ولا يعلم ماذا يفعل فهي مازلت طائشة مُندفعة لا تفكر جيداً..

حاوط خصرها من الخلف وهو يبتسم وقميصة ذات اللون الأزرق الفاتح الذي تركه مفتوحاً يتطاير بجانبه بفضل نسمات الهواء مع قطرات المياه التي كانت تضرب جسديهما من مقدمة اليخت بسبب سيرها بسرعة في المياه، رفع يديهما معاً كتايتنك وهو يبتسم دافناً رأسه بشعرها الناعم المتطاير حول وجهها بنعومة لتهبط يده إلى خصرها النحيل فوق ثوبها البحري الأبيض الناعم الشفاف يتطاير مع الهواء ينسدل من على إحدي كتفيها الناعمين يصل إلى فخذها كالشورت الأبيض الخاص به فهذه المرة الأولى له التي يرتدي بها ألوان مبهجه كهذه..

همس بأذنها بنعومة: وحشتيني، وضعت يدها على يده التي تحاوطها بدفء وأسندت رأسها على صدره وقالت برقة: وإنت كمان، رفع يده ووضعها فوق يديها وعانقها بقوة ومال يقبل نحرها بحرارة ليقاطعه حمحمة مايكل من خلفهم مع قوله: هيا إلى الطعام..
وسبقهم هو إلى الأسفل وهما خلفه..

بدأوا تناول الطعام بهدوء يتبادلون أطراف الحديث فتوقفت نور فجأه ووضعت يدها على فمها وركضت إلى دورة المياه تتقيأ بإعياء، تبادل إنجي ومايكل النظرات قليلاً ليقول مايكل إلى نائل القلق وكأنه علم مالم يعلمه أحد: هل رُبما تكون حامل؟!
رفع نائل السكين بضجر ومدها أمام وجهه وهتف مهدداً بأعين داكنه: أقسم إن تفوهت بتلك الترهات أمامها سأقتلك هل فهمت؟

فقال مايكل بضجر: ولما ترهات أيها الأحمق لما لا تذهب إلى طبيبٍ مُختص؟
صرخ به بصوتٍ مكتوم: اللعنة عليك نحن نذهب منذ خمس سنوات والجميع يقول نفس الشيء وأنت تعلم ماحدث لهذا تلك المرة الأخيره التي أسمعك تقول بها هذا وخصوصاً أمامها هل فهمت؟ فأنت تتحدث بسهولة ولا تعلم أنها تظل تبكِ لأسبوعٍ كامل بسبب تلك الكلمات البسيطة فأرجوك توقف..

أومأ له بهدوء وقال معتذراً: أسف لك إن كانت كلماتي تُزعجك لكن لا تتوقف عن المحاولة فلا شيء مُستحيل! فأنا مازلت أُحاول..
أخفت إنجي وجهها بخجل بينما نائل رمش قليلاً يعيد حديثه برأسه ثم وقف فجأه ومد السكين بوجهه وصرخ به بحده: اللعنة عليك هل تُريدني أن أقضي خدمة عسكرية ها؟ أنت يُجب أن تموت الآن..

ضحك مايكل وهو يخفي نفسه خلف مقعد إنجي مع قوله بتذمر: هذا ليس سببي الوجيه بل حاجتي إلى طفل كي أراه قبل موتي، من المفترض أن تكون أنت طفلي لكن القدر لعب معي تلك اللعبه ولن توقفني أنت الآن هل فهمت؟ سأنجب رغماً عنك وعن أنفك المُدبب هذا..
سخر منه وهو يغرز السكين بمنتصف الخُبز المُنتفخ أمامه: هل تتغزل بي الآن؟

فقال بهدوء: وما والمشكلة فأنت كإبني وستكون شقيق طفلي في المستقبل!، غمغم بغضب وهو يلحق به حتى توقف هو خلف والدته والأخر خلف مقعده مع وصول نور فركض وأحتمي بها وهو يقول: أوقفيه نور سوف يقتلني..
ابتسمت ونظرت إلى نائل وسألته بضيق: في ايه يا نائل حرام عليك خليك هادي شوية إنت كل ما تنفرد بيه تتخانقوا؟ قولي حاجة يا طنط؟!

هزت رأسها بيأسٍ منهما فهي لا تراهم سوى طفلين أمامها لا تراهم سوى هكذا فإن رأتهم غير ذلك سيكون خطأ بحقهما، أخرجها من شرودها إمساك مايكل يدها وحثها على الوقوف: هيا فلنذهب من هُنا سوف نصعد إلى الأعلي كي أكمل القيادة وربما أُغرقك مازلت أُفكر بهذا..
كاد يصعد خلفه لكن نور أمسكت يده وهي تضحك ثم أخذته خلفها إلى داخل الغرفة وهي تبتسم مع قولها برقة بعد إن دلفت: الأوضه هنا حلوة أوي على فكرة حتى شوف..

توقف في منتصف الغرفة مُحدقاً بأثاثِها الفخم بإعجاب ثم إلى الفراش ذات الأغطية البيضاء الناعمة ليبتسم بعبث ثم حاوط خصرها بمكر وسألها بخبث: إشمعنا الأوضة يعني ها إشمعنا؟

قهقهت برقة وهي تُمرر أناملها على وجهه بنعومة صانعه تواصل بصري معه لتتحرك رأسه للأمام مُقترباً منها أكثر حتى تلاشت المسافة بينهما والتقط شفتيها في قُبلة ناعمة رقيقة فهو لن يكُف عن المحاولة وقبل كل شيء لن يكُف عن حُبها، وسكتت شهرزاد ع، حسنا هي لم تتحدث من الأساس..
تنهد للمرة الألف بسبب مقاطعته له أثناء حديثة مع الرجل بسبب شفتيه التي تتوقف عن الطلبات منذ أن خرج من المنزل..

زفر ونظر له وقال ببعض الحده: أنا مش قولتلك لما أتكلم مع حد ما تقاطعنيش لحد ما أخلص؟
أومأ له وهو يحني رأسه فسأله باقتضاب: عايز إيه؟
قال بخفوت وهو يلعق من المثلجات التي بيده: عايز كلب، تنهد ونظر حوله ثم قال بهدوء: مفيش كلاب هنا..
فقال بلهفه وتوسعت حدقتيه بانفعال وهو يأشر على المحل المُجاور: في كلاب في المحل اللي جنب ده هروح اتفرج عليهم ممكن؟
إبتسم فراس وربت على شعره وقال بهدوء: لأ، متتحركش من جنبي..

ضرب قدمه في الأرض بغضب فنظر له فراس بجانب عينه وقال بامتعاض: دبدب من هنا للصبح إياك تتحرك برضه، وعاد يُحاث الرجل كي يعلم معاد عودته كي يأخذ القطة منه، تجول في المحل بضيق وهو يُحدق بجميع القطط البيضاء الرقيقة حتى توقف أمام واحده تملك عينين خضراوتين ذكرته بجنات فعاد ركضاً إلى فراس وطلب من برجاء وهو يشد بنطاله ولم يكُف عن الحديث: بابا، بابا، بابا، عايز قطة، بابا، بابا، رد عليا، بابا، عايز قطة، بابا، باب، وصمت عندما حمله فراس من ياقته بضجر وخرج به من المحل نهائياً وهو يتوعده: ذقني أهي لو خدتك معايا في حتة تانية يا غتت..

ضرب قدمه في الأرض بغضب وقال وهو يقطب مابين حاجبيه: أنا مش غتت!
نظر له بازدراء وهو يفكر ثم أخرج منديلاً ورقياً ووضعه على شفتيه فالتصق عليها بسبب المثلجات مع قوله بسخط: أمسح بؤك..
مسح فمه ثم ألقي المنديل أرضاً بحنق فنظر له فراس بحده وسأله وهو يأشر عليه: إيه ده؟ إنزل شيلة..

هز رأسه بنفي وعقد يديه أمام صدرة فصرخ به بحده جذبت الأنظار: بقولك إنزل شيلة وأرميه في الباسكت دلوقتي!، انحني بغضب وحمله بطرف أصابعه بتقزز وألقاه بصندوق القمامة الذي يبعد عن هُنا ببعض السنتيمترات فابتسم فراس وهو يراقبه كيف يسير بذلك الحذاء الرياضي الصغير وبنطاله خامة الجينز الممزق ذلك المُتسلط سيعلمه الأدب، ألقاه بضيق وظل واقفاً أمام القمامة ولم يعود فصرخ به مرة أخرى جعلته يعود له مهرولاً وهو ينظر له بحزن فأمسك يده بقوة وسحبه خلفه وهو يقطع الطريق وقال بحزم: إعمل حسابك مش هتخرج معايا في حته تاني عشان إنت قليل الأدب و مفيش سمعان كلام وأنا هعملك إزاي تسمع الكلام من مرة واحدة..

صاح بإسمه بعدم تصديق من الخلف: فراس!، ابتسم إيان وركض له بسعادة بعد إن كاد يبكِ: عمو نادر
حملة نادر وهو يبتسم مقبلاً إياه بحنان: عيون عمو نادر عامل ايه؟
إبتسم وقال بحماس: الحمد الله، ثم قوس شفتيه بحزن وهمس له: خلي بابا يجبلي قطة وكلب، قهقهة عليه وسأله بهمسٍ مماثل: هو مش راضي يجبلك!

قال بأسف وهو يعبث بأصابعة: أصله زعلان مني دلوقتي، أومأ له وهو يربت على ظهره ثم قال إلى فراس الذي كان مشغولاً مع فادي: أنا معرفتكش لما شوفتك! كنت بتزعق ليه؟ أنا قولت مين الأب الصالح ده بيعلم ابنه النظافة طلع إنت لأ مش مصدق تعالي خد قلبي خلاص مش عايزه، قهقهة عليه فراس ثم عانقة بعد إن أنزل إيان منه بضجر فضربه نادر بضيق: مالك قالب عليه ليه؟ متزعلوش وهاتله قطة وكلب يلا بدل ما أجبله أنا..

نظر له فراس بعدم فهم ثم سأل إيان: كلب ايه وقطه ايه؟
قال بهدوء واحترام: عايز قطة لون عيونها أخضر زي جنات وكلب..

هز فراس رأسه بنفي وقال بصرامة: إنت متعاقب ومفيش حاجة هتيجي يلا عشان نمشي، تنهد نادر وأخذه معه وقال إلى فراس بامتعاض: إحنا هنروح نتفرج على الكلاب عشان ده شكله بيودع وبقالنا ساعات بنلف ومش لاقيين حل وهاخد إيان خليك واقف لوحدك بقي، وغادر وأخذه معه بينما فراس أخرج الهاتف بغضب وهاتف ألين يشتكي لها أفعال طفلها الذي لا يهدأ أبداً، ليبتسم بحنان ويتلاشي كل ذلك الغضب عندما سمع صوتها الرقيق والمتلهف وهي تسأله عن أخباره وعن طفلها وما كان له سوي أن يقص عليها ما حدث بنبرة متغاظة حانقه منه ومن أفعاله وما كان لها سوى أن تواسيه بحنان وأخبرته أن يصبر ولا يغضب فإيان لا يفعل الخطأ مرتين ولن يعيد ماحدث اليوم مُجدداً هو فقط يتدلل لأنه يعلم أنك لا ترفض له طلب وأشياء من هذا القبيل حتى أنهى المكالمة بعد أن جعل وجنتيها تتدرج بالحمرة من الخجل ثم أغلقت الهاتف لأنها تجلس مع والدتها الآن كي يتحدثانِ ففراس أوصلها إليها ثم تركها وذهب مع لعنة حياته..

عاد نادر بعد بعض الوقت وملامح الحزن تكتسي وجه إيان فسأله فراس: مجبتش كلب ليه؟
رد إيان بحزن: مش عايز..
فقال فراس بفظاظة: أحسن برضه
نظر إيان إلى نادر وإشتكي له بحزن: شوفت ياعمو؟
قهقهة نادر ورد مواسياً: شوفت ياروح عمو بس بيني وبينك كده أبوك أدري بيك و عارفك واللي بيحصلك حلال على فكرة، ثم نظر إلى فراس وقال له بتعجب: ابنك عايز كلب أبيض وعينه زرقة!
أومأ له وقال ساخراً: يبقى يجيبه من القطب الشمالي بقي!

نظر إيان إلى نادر وسأله بحزن مضاعف: شوفت يا عمو؟
ربت نادر على ظهره يواسيه بحنان: متزعلش يا حبيبي بيهزر معاك، براحة عليه يافراس بقي..
أومأ فراس وأنزله من بين يدي نادر وقال بهدوء: يلا سلم عليهم عشان اتأخرنا على ماما..
أومأ وهو يودعهم فسأله نادر: ما تخليك شويه متكلمناش!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة