قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الحادي والسبعون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الحادي والسبعون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الحادي والسبعون

تحجرت ألين مكانها غير قادرة على الحراك كمن سكب على رأسه دلواً من الماء البارد وهي تراه يوليها ظهره متفحصاً إيان بقلق فمن المستحيل أن تخطأ نبرة صوته! وإن أخطأت صوته فلا تستطيع أن تخطأ عينها التي تعرفه أكثر من نفسه! وإن أخطأت عينها فضربات قلبها التي تكاد تهشم قفصها الصدري لا تخطأ أبداً لا تخطئ..

ل تبدأ بربط الأحداث ببعضها ولا تريد التصديق أنه فعل بها كل هذا؟ لقد تركها كل ذلك الوقت تعاني وحدها بكل سهولة ولم يكلف نفسه عناء أن يطمئنها عليه حتى؟! تركها في أكثر وقت كانت تحتاجه بجانبها ولم يسأل عنها! تركها بأكثر أيامها بؤساً وضعفاً تُعاني وحدها معبراً عن ندمه على الأوراق أوراق! عوضاً عن إتيانه لها وطلبه للصفح حتى ترضي عنه مجدداً..

هربت شهقتها وهي تضع يدها على قلبها الذي فاض به من كثرة الألم ألا تستطيع أن تموت وترتاح؟!
توقف عن الحركة عندما سمع شهقتها تأتي من خلفه
ل يعلم أنه حان وقت المواجهة التي لا يعرف كيف يخوضها وكيف ستنتهي؟!.
ابتلع ريقه قبل أن يلتفت لها فلا رجعة الآن..
استدار بهدوء ل تتقهر للخلف بصدمة وهي تنظر له بعيون مُتسعة قابضه على ظهر المقعد الملحق
ب الطاولة الموضوعة بالحديقة بقوة تتكئ عليه كي لا تسقط..

: فراس أن، هذا ما أردف به نائل وهو يتقدم منه لكنه توقف عندما رأى ألين فاستدارت له ل يزداد خذلانها وهي تراه هو الأخر حي يمكثانِ معاً بالمنزل بكل هدوء وكأنهم غير تاركين خلفهم حطام إمرأتان أرهقهما البكاء ليل نهار على فراقهم!.
عادت بنظرها إلى فراس من جديد محدقة به بخذلان وهي تهز رأسها ولازالت لا تريد التصديق ليبادلها بأخري أسفه ونادمة لكن بعد ماذا؟!

عادت بخطواتها مبتعده للخلف ل يردف فراس برجاء بعد صمتٍ دام لوقتٍ طويل وهو يراقب ابتعادها:
ألين، اسمعيني..
ف بقدر تمنيها أن يكون حياً وتراه وتستمع لصوته من جديد بقدر كرهها لهذا الآن ف لِما الأشياء عندما تتحقق لا تبدو كما كنا نراها؟!
ركضت بكل ما أوتيت من قوة ولا تعلم إلى أين لكنها ركضت وسط الغابة دون توقف..
فهرول إلى نائل وأعطاه إيان ثم ركض خلفها وهو يصرخ بإسمها بصوت مرتفع: ألين، ألين، ألين..

كانت تركض ب أنفاسها المتسارعة لا ترى أمامها من عبراتها التي شوشت عليها الرؤية ل تضع يدها على أذنها وهي تشهق عندما وصل لمسامعها صوته القوي الذي يردد اسمها ل تزداد سرعتها أكثر هاربتاً منه لكن الحظ لم يكن معها عندما تعرقلت بحجرٍ ما قاسي أسقطها ل تصرخ بخوف وهي تتدحرج على الأرض الرطبة حتى انتهى الأمر ب ارتطام رأسها بإحدي الأشجار بقوة أفقدتها الوعي..

ركل الشجرة بقدمه بغضب وعينيه تتجول على المكان بإرهاق باحثاً عنها فحقاً قد فاض به..

توقف عن التنفس وجحظت عيناه عندما أبصرت عيناه جسدها مسجى أرضاً دون حراك فركض اتجاهها بهلع جاثياً أمامها بخوف مبعداً شعرها عن وجهها الذي شوش عليه الرؤية. أبعده للخلف وهو يحاول إفاقتها برفق صافعاً وجنتها بخفه: ألين، ألين، ألين، لكن لم يأته الرد سقطت غرتها على وجهها ل يتبين له الدماء الملتصقة بشعرها فأبعدهم وتفحص جبهتها ليجد الدماء تتقطر منها فوضع يده حول خصرها كي يحملها لكنه تناسى أمر يده التي حاول تحريكها بشتى الطرق لكنه لم يستطع فزمجر بغضب وحاول مجدداً لكنه فشل فأوقفها حاملها من خصرها معه محاولاً التحكم بغضبه بسبب عجزه ثم انحنى وحملها على كتفه عائداً بها إلى المنزل..

تفاجئ نائل وقال بقلق عندما رآه يحملها بهذه الطريقة: حصل إيه؟!
هدر بقوة وهو يصعد بها للأعلى: هات دكتور بسرعة..
نظر له بقلق ثم صعد خلفه بعد ان وضع وسائد بجانب إيان الذي غفي على حافة الأريكة كي لا يسقط..
وضعها على الفراش برفق محاولاً إفاقتها مجدداً: ألين، ألين، ألين، لكنها ساكنة دون حراك فوضع يده خلف عنقها جاذباً رأسها لأحضانه قائلاً بعذاب: فوقي عشان خاطري متقهرنيش عليكِ أكتر من كده.

: حصل ايه؟!، هذا ماقاله نائل وهو يقترب منها فأعاد فراس رأسها على الوسادة برفق وقص له ماحدث.
فقال نائل وهو يتفحص جبهتها: مش محتاجه دكتور انا هضمد لها الجرح هروح اجيب علبه الاسعافات من تحت وجي، أومأ له فراس وبدأ بنزع أوراق الشجر المتشابكة بشعرها أثر وقوعها حتى عاد نائل وعقم لها الجرح ثم حاوط جبهتها بالشاش ثم ترك الغرفة وغادر تاركاً فراس يتأملها بحزن محتضناً راحة يدها بين يديه..

شعر بتحرك يدها بين يديه بعد بعض الوقت مع سماع صوت تأوهها الخافت فسألها بلهفه وهو يربت على وجنتها: ألين، ألين، انتي كويسة؟!
اعتدلت بجلستها وهي تضع يدها على رأسها بألم محاولة تجاهل وجوده ف أبعدت الغطاء عنها وهي تنهض من على الفراش قائلة بنبرة مرتجفة متحاشية النظر له: أنا، أنا، بعمل إيه هنا؟ أنا لازم أمشي..

سارت بضع خطوات قليلة بترنح ل تجده طوق خصرها من الخلف قابضاً عليه بقوة دافناً رأسه ب عنقها هامساً برجاء: ألين، عشان خاطري متعمليش كده! أنا مش قادر استحمل بُعدك عني أكتر مش قادر..
ارتجف جسدها بين يديه فكم اشتاقت له وكل ذرة
ف جسدها تصرخ مطالبتاً به لكنها غير قادرة على تجاهل كل ما حدث والبدء من جديد لا تستطيع مسامحته لن تفعل..

هربت شهقتها لتبكِ كما لم تبكِ من قبل بكت بألمٍ وقهرٍ لم تبكِ بهم سوى عندما فقدته لأنها حقاً فقدته الآن..

أعاد عليها مجدداً برجاءٍ وهو يلصقها بجسده أكثر علها تشعر باشتياقه لها: متعيطيش، متعيطيش عشان خاطري، صمتت مبتلعة غصتها ثم مدت يدها المرتجفه ووضعتها على يده المطوقة خصرها و أبعدتها عنها قائلة بكل ما أوتيت من خذلان: انت ملكش خاطر عندي، وعادت للسير مجدداً فأمسك يدها لكنها جذبتها من قبضته وصرخت به بحدة: متلمسنيش، إنت فاهم متلمسنيش؟!، وعادت للسير من جديد فركض وأغلق الباب ووقف خلفه يمنعها من الذهاب قائلاً برجاء: ألين أسمعيني، مش هسيبك تمشي غير لما تسمعيني..

مررت يدها بشعرها بعصبيه وعادت للبكاء من جديد قائلة بنبرة كارهة: وأنا مش عاوزه أسمعك ولا أشوفك معندكش عذر ومش هقبل اي حاجة هتقولها فاهم؟ وسيبني أمشي سيبني امشي!
فأعاد عليها بأكثر نبرة مترجية تحدث بها يوماً مع ملامحه الحزينة: اسمعيني بس بالله عليكي وهسيبك تمشي اسمعيني..

نظرت له بصمت وعبراتها أخذت طريقها ل وجنتها بهدوء فبدأ بالحديث قائلاً: كنت في المستشفي و، وقاطعته بسؤالها وتتمنى فقط ألا يخذلها أكثر: فضلت في المستشفى أد ايه؟!
لم يتوقع هذا السؤال ولا ردة فعلها هذه؟ ظن أنها ستقترب تسأله بلهفة عما حدث له لكن هذا الهدوء لا يطمئنة، لكنه رد بنفس الهدوء: شهرين..

ضحكت وهي تبكِ بهستيريا أخافته عليها فاقترب منها لكنها عادت بخطواتها للخلف وأشرت بيدها له وصرخت به بتحذير: متقربش، متقربش..

لكنه ظل يقترب ناظراً لها بأسف وبعينيه ألافاً من الاعتذارات ف هزت رأسها بأسي تزامناً مع انهيارها وسقوطها أرضاً جاثية على ركبتيها وقالت بقلب مفتور وهي تحدق بوجهه مباشرة: إنت معندكش قلب ومش بتحس، لو كنت بتحس مكنتش عملت فيا كده! سبع شهور سايبني بعاني لوحدي وانت هنا عايش ومبسوط! إنت عارف كنت هموت كام مرة بسبب حزني عليك وانت ولا هنا! كان هيحصل ايه يعني لو عرفت إنك عايش! اديني سبب يخليك تعمل فيا كده وتفضل قاعد هنا ترسمني على ورق كأن علاقتنا انتهت وانت ندمان؟! ثم ابتلعت ريقها بمرارة: بس تعرف عندك حق عشان علاقتنا فعلاً انتهت هنا..

جثي أمامها وقال بنبرة خرجت مرتجفه: والله كان غصب عني ك، وصمت عندما قالت له بقهر: وانا برضه غصب عني عشان انا مش طايقاك ولا طايقه أشوفك كرهتك!، ثم ضحكت وقالت وهي تبكِ: بكرهك يا فراس بقيت بكرهك خلاص مش محتجالك في حياتي، ثم تابعت بصوت مبحوح وهي تنظر بعينه مباشرة: أنا بس كنت عاوز أسألك سؤال واحد بس، فاكر لما كنت تعبانه وقلت لي إنك عايز فرصه!، فرصه واحده بس عشان تعوضني عن كل حاجه؟!.

ضحكت بألم وتساءلت باستنكار: هو ده بقي التعويض؟! همه كده ب يستخدمه الفرص؟!هاا فين التعويض يا فراس فين؟! فين حياتي الجميلة والسعيدة فين؟! لكنه لم يرد عليها واكتفي بنظراته النادمة فلا يملك إجابة
ل تُتابع: مش بترد عليا ليه؟ ليه؟ قولي بس انك ضيعت فرصتك ومعملتش حاجه غير انك قهرتني أكتر! إنت أكثر واحد حبيته وأكتر واحد جرحني!

ل تهز رأسها بألم وتابعت: إنت دمرتني حبي ليك دمرني والله دمرني وأنا تعبت وفرصك عندي خلصت، ثم تابعت بكل هدوء وقالت نفس كلماتهِ التي ألقاهم بوجهها يوماً ما سابقاً قبل أن يطلقها بالمستشفى: إفتكر إنك إنت اللي قتلت حُبك جوا قلبي و ب إيدك..
هز رأسه بنفي وأمسك ذراعيها قائلاً برجاء: أنا عارف إني مستاهلش انك تسامحيني بس أنا مش هقدر أسيبك متبعديش عنى وتسبيني..

أبعدت يده عنها ووقفت من جديد وقالت وهي تسير اتجاه الباب: بس انت قدرت وعشت وانا مليش لازمة دلوقتي، لحقها ووقف عازلاً بينها وبين الباب مجدداً وقال بهستيريا مبرراً: ألين مين قلك اني كنت مبسوط من غيرك مين؟ أنا مقدرش أعيش من غيرك والله مقدرش! وكم هذا أضحكها وجعلها تنفجر ضاحكة غير قادرة على التوقف ثم قالت باستنكار: متقدرش! بجد؟! أومال أنا اللي كنت مستخبيه هنا؟!

مرر يده على وجهه فهو لا يستطيع أن يخبرها بعجزه لن يستطيع فيكفي عجزاً إلى الآن فلن يتحمل الشفقة منها أيضاً..
تبسمت بألم وهي تنظر له وقبل أن تتحدث قال هو برجاء: لو مش عشاني طب عشان إيان!
صرخت به بحدة قائلة بشراسة: إيان! انت تعرفه عشان تتكلم عنه أص، لكنها توقفت وهي تنظر له بعدم تصديق فالجميع لا يكف عن خذلانها: جود، جود كان.

بيجبهولك كل يوم!، وتابعت وهي تضع يدها على قلبها بألم: كان هو كفايه عليك مش كده؟!، إقترب منها وكوب وجهها بين يديه قائلاً بعذاب: مش مظبوط الكلام ده انا كنت بجيلك مفيش حاجه تقدر تغنيني عنك والله مفيش ومش هيبقي..
أبعدت يده وقالت مستمرة في البكاء: إنت كنت بتعذبني ب مِجِيَك ليا أكتر! كنت بتجنن لما بشم ريحتك وانت مش موجود أنا عمري ما هسامحك عمري..

نظر لها برجاء قائلاً بألم: ألين!، فهزت رأسها بنفي وقالت بصوت مبحوح: مفيش ألين، مفيش ألين، إنت دمرتها..

عانقها بقوة و التمعت عيناه بالدموع قائلاً بنبرة مرتجفة: متعمليش فيا كده انتِ الحاجه الوحيدة اللي مصبراني على اللي انا فيه، وصمت يستمع ل نحيبها واهتزاز جسدها بقوة بسبب بكائها الحاد و شهقاتها المتقطعة فتابع بإرهاق: والله بحبك ومقدرش أعيش من غيرك، وقوله هذا جعلها تتوقف واستجمعت قواها ودفعته عنها بقوة قائلة باستهجان: بتحبني؟ إنت ما بتعرفش تحب لو كنت بتحبنى كنت سمعت كلامي كنت قدرت خوفي عليك مش تروح ترمي نفسك في الخطر كل ما تجيلك الفرصة، وتابعت بعصبيه وهي تشد شعرها بفقدان صواب: لو كنت بتحبني نص الحب اللى حبتهولك مكنتش هتعمل كده والله مكنتش هتعمل كده!، وضحكت بسخرية قائلة بأسي على نفسها: فراس أنا بالنسبالك مش أكتر من واحده حلوه عجبتك! بتقول بتحبنى؟ فين الحب؟ بتعبر عن حبك ده ازاي عرفني كده؟! بالغيرة؟ ولا الزعيق ولا الشخط والنطر؟ لأ إنت بتعبر عن حبك ب إنك تنام معايا صح؟ مش ده كل اللي يهمك؟!.

نظر لها بلوم ولم يتحدث فقامت بمسح دموعها وتقدمت منه حتى توقفت أمامه مباشرة..
رفعت رأسها له قائلة بجمود عكس نبرتها المرتجفة الباكية منذ قليل: كلامي زعلك؟.

ابتسمت بتشفي ثم رفعت سبابتها و لكزته بصدره قائلة بابتسامة لا حياةَ بها: مش بس كلامي اللي هيزعلك! أفعالي هتزعلك أكتر، و نزعت خاتم زواجها ب نهاية حديثها وألقته بوجهه تزامناً مع قولها: طلقني، وهتطلقني برضاك أو غصب عنك فاهم؟!، ثم تابعت بقسوة ووعيد وهي تنظر بعينه بتحدي مباشر: وحياة ابني اللي معنديش أغلى منه هندمك يا فراس هدفعك تمن كل دمعة نزلت عليك كل دقيقه كرهت حياتي فيها من غيرك صحتي اللي ضاعت وتعاستي بسببك وحرقة قلبي وقهرتي عليك هتدفعهم غالي اوي، ودفعته من طريقها وذهبت قبل أن تنهار أمامه تركته وهو يجثو ملتقطاً الخاتم من الارض..

تشبثت بحافة الدرابزون وهي تكتم شهقتها لكنها هربت رغم ذلك ل تجلس بضعف على بداية الدرج تبكِ بألم مسندة رأسها على الدرابزون حتى أبصرت عينيها إيان الغافي على الأريكة ف لملمت شتات نفسها ونهضت وهي تشهق كالأطفال مُتجهه له فحملته برفق وضمته لصدرها وهي تبكِ فرأت سواره الملقي أرضاً ف انحنت وأخذته وذهبت وطوال الطريق لم تتوقف عن البكاء حتى وصلت إلى السيارة ف استقلتها ووضعت إيان بجانبها على المقعد الخلفي وظلت تبكِ جعلت السائق يتعجب لكنه لم ينبس بِبنت شفه..

قال بعصبيه وهو يحدق ب وائل الذي يرتشف من قدح قهوته بهدوء: يعني ايه مش عارف هي فين؟ ازاي تخرج من غير ماتعرف هي رايحه فين مش بنتك دي ولا هو اسم وخلاص وفعل مفيش؟!
ارتفعت زاوية شفتيه بسخرية قائلاً باستفهام: وانت مدايق اوي كده ليه؟ إتأخرت على فراس؟!

توسعت عينا جود ولم يستطع أن يتحدث من توتره هل يعلم؟! بينما نور أخذت تتجول بنظرها على ملامح والدها الذي كان يبتسم محدقاً بجود الذي بدا عليه الجمود ولم يستطع أن يتحدث وقبل أن تتسائل ماقصد والدها بحديثة عن فراس المتوفى وجدت ألين تدلف وهي تبكِ بصوت مرتفع وليست هي وحدها بل إيان يبكِ معها هو الأخر ولا تستطيع أن تفعل له شيء فهي بحاجة لمن يواسيها الآن..

هرولت لها نور وأخذت إيان من يدها وهي تسألها بخوف: في إيه يا ألين مالك؟ بتعيطي ليه؟ ومالها دماغك؟!
فقالت لها بحرقة: طلعت كل حاجه كذب محدش ميت فراس ونائل عايشين عايشين يانور و قاعدين ف بيتنا انتِ عارفاه قاعدين فيه بقالهم سبع شهور..

رمشت نور مبتلعة ريقها مع غصتها بصعوبة وترقرقت الدموع بعينيها وهي تراقب ركض ألين إلى غرفتها فأعادت نظرها إلى جود سألته بنبرة مرتجفة: الكلام ده صحيح؟!، أومأ لها جود وهو يمرر يده على وجهه بضيق فماذا سيفعل الآن؟!
أعاد نظره إلى وائل لكنه لم يجده لقد اختفى!.
ل تهرول الخادمة إتجاه نور وأخذت إيان من بين يديها بسبب ترنحها فيبدو أن الأوضاع لن تكون جيدة هنا بتاتاً..

كانت تسير في الغرفة ذهاباً وإياباً مستمرة في البكاء مُمرره يدها بشعرها بعصبيه تكاد تجن سيحدث لها شيء إن لم تشفي غليلها، ولم تجد أمامها سوى زجاجة العطر الخاصة به فأمسكتها بِغل وألقتها على طول ذراعها بقوة هشمت المرآة وهي معه ل يتناثر الزجاج بكل مكان وتقدمت ل تدفع كل ما وضع أمام المرآة بيدها بغضب وقوة أسقطتهم أرضاً وهي تبكِ بقهر: كذاب كذاب، كُله كِذب، كِذب، وانخفضت نبرتها بالتدريج حتى توقفت وهي تلتقط أنفاسها محدقة.

ب نفسها في المرآة المهشمة تطالع هيئتها وخصوصاً تلك الخصلات الطويلة حتى وقعت عينها على المقص فمحت دموعها بحده والتقطته وقامت بتجميع شعرها بعنف وقبل أن تضع المقص به وجدت يد أمسكت يدها تمنعها ولم يكن سوى والدها الذي كان ينظر لها بحزن هازاً رأسه بنفي كي لاتفعل هذا فشهقت بألم وهي تنظر له فلم يقابلها سوى بنظراته الحانية ورجائه البين كي تتركه يساعدها ولم يكن لها سوى أن ترتمي بأحضانه تبكِ بقهر فهو والدها ودائماً ما يكون عناق الوالد مختلفاً تماماً عن أى عناق قد تحصل عليه! فهو شعور بالأمان والدفء والحنان يجعلك لا تحمل هم غداً وكأنه يخبرك أنه سيكون جدارك الحصين المنيع الذي لن يمر أحداً منه دون ان يواجهني أولاً.

قبل رأسها بحنان وهو يمسح على شعرها برقة يضمها لصدره أكثر فكم تمني أن يعانقها مثل هذا العناق منذ أن رآها من سنواتٍ عديدة فهو لا يحصل على الأشياء بسهولة وربما هذا نفس ما يحدث مع ألين منذ بداية حياتها فكل ما تريده تحصل عليه بصعوبة بالغة..

ازدادت قبضته حولها أكثر وهو يستمع لصوت نحيبها المتألم وكم القهر الذي شعر به من صوتها ولم يكن له سوى أن يعدها بصدق أبٍ يشعر بالقهر على ابنته التي انطفأت: والله هجبلك حقك، هجبلك حقك بس متعمليش ف نفسك كده...

رفعت رأسها وقالت له بألم معبرة عما تشعر به: بابا، وكم تلك النبرة ألمته هل عندما تناديه بأبي كما تمنى تكون بتلك الحالة وربما ليست منتبهة لما يخرج من بين شفتيها حتى!، تابعت بألم: أنا حاسة إني هموت خلاص مش قادرة استحمل عايزه ارتاح، عايزه ارتاح
محى دموعها وهز رأسه بأسى وهو ينظر لها ل يعيد ضمها لصدره بقوة أكبر: بعد الشرعليكِ بعد الشر متقوليش كده..

=: سيدي يوجد شخصان بالأسفل يُريدون رؤيتك، قاطعته الخادمة، فقال بهدوء ومازال يربت على شعرها بحنان: ألم يقولوا من هم؟!
=: بلا، أحدهم يُدعي فراس والأخر نائل..
انتفضت من أحضانه وكأن عقرباً لدغها وقالت بهستيريا: ده جي ليه عايز إيه؟ مش هرجع مش هرجع معاه مش عايزاه، ثم تشبثت بملابسه قائلة برجاء ونبرة مرتجفه: طلقني منه مش عايزه اشوفه تاني مش عايزة اشوفه بالله عليك بالله عليك..

كوب وجهها بين راحة يديه قائلاً بحنان صادق قبل أن يقبل رأسها: هعملك كل اللى إنتِ عايزاه بس اهدي ومتعمليش ف نفسك كده، اهدي، اهدي، وعانقها بقوة لتبكِ على صدره وهي تتشبث به بقوة قائلة بين شهقاتها المتقطعة برجاء: خليك جنبي، أنا مليش غيرك دلوقتى مليش غيرك، قبل رأسها بحنان وهو يعدها بصدق: أنا جنبك ومش هسيبك أبداً، مش هسيبك إنتِ بنتي وحته من قلبي مش هسيبك، ثم أبعدها مكوباً وجهها بين راحة يديه جعلها تنظر له وأردف بوعدٍ وعيون اسودت من الغضب: هيندم على كل حاجه عملها فيكي من ساعة ما أتجوزك مش على الشهور اللى سابك فيها بس وحياتك عندي هخليه يركع عند رجلك ويطلب السماح عشان ترجعيله ومش هترجعى هيشرب من نفس الكاس اللي شربك منه ولما إنتِ تسامحيه سعتها بس هفكر انى اسامحه..

ثم قبل رأسها بحنان وتركها وذهب فجلست أرضاً مكانها وسط شظايا الزجاج وهي تفكر بحديثة وقد توقفت عن البكاء لكن جسدها كان ومازال يهتز أثره..
وجد جود يقف أمام الغرفة ينتظر دورة كي يدلف لها
فمر من جانبه دون أن يتحدث ل يدلف هو إليها..
وتمني لو لم يدلف كي لايراها بذلك الشكل مجدداً لقد حاول بشتي الطرق أن يساعدها كي لا تصل لتلك الحالة مجدداً لكن انتهى الامر بها أسوأ من ذي قبل.

جثا بجانبها وأمسك يدها بين راحه يده برفق وقال بهدوء: ألين، أن، صمت عندما ابعدت يده عنها وقالت ببرود متجنبة النظر له: اخرج بره..
تنهد ثم قال مبرراً: ألين كل واحد عنده عذر وفراس عنده عذر وانا مكنش ينفع اقولك..

نظرت له وعادت للبكاء مجدداً وقالت بنبرة مرتجفة: عذر أقبح من ذنب، أنا اختك وكنت بموت قدامك كل يوم وبرضه مقولتش وانت اكتر واحد عارف انا بتعذب أد ايه! كنت بتيجي وتاخده مني بمنتهي السهولة عشانه وسيبني هنا زي الكلبه أتفلق من العياط عايزني اعملك ايه لما أعرف؟!، ثم أبعدت نظرها عنه وقالت بدون تعبير ورفض الحديث معه: أخرج بره يا جود عشان مش عايزه اشوفك..

مد يده وأحتضن يدها بين يديه قائلاً بحزن: ألين، عشان خاط، قاطعته بحدة وهي تصرخ بوجهه دافعه يده من على يدها: ملكش خاطر عندي وقولتلك اخرج بره عشان مش عايزه اشوفك بجد، إبتسم بسخرية فماذا سوف يتوقع منها غير هذا؟! يستحق!، أومأ لها وقال بنبرة حملت بطياتها كل الألم على زوجته وطفلته: تعرفي إن انا غبي أوي يا ألين؟! غبي أوي! بس عادي محدش بيتعلم ببلاش يا ألين محدش بيتعلم ببلاش، ل يبتسم بحزن ثم تابع: أنا راجع مصر مراتي وبنتي اولى بيا ومتخافيش فراس رجع وكلها شوية وقت وهتنسي وتسامحيه عشان دي مش اول مره يغلط ومش اول مره تسامحيه هي عادتك ولا هتشتريها؟! كلها شوية وقت وكل حاجة هتتصلح بس ساعتها مش هتلاقينى، وترك الغرفة وغادر صافعاً الباب خلفه بقوة جعلها تنتفض بخوف وعادت تبكِ مجدداً على جرحها له فهو فعل كل ما بوسعه من أجلها وهي ستظل ممنونه له..

جلس على مقعده واضعاً قدم على الأخرى قائلاً بصوت خشن وهو يحدق بهم بنظرة أقل ما يقال عنها محتقرة: نعم؟
كانا يقفانِ معاً أمامه كطفلٍ ينتظر العقاب ف تحركت شفتا نائل كي يتحدث لكن تقدم جود منهم بملامحه المتهجمة ووقوفه أمام وائل جعله يصمت يستمع لما سيقول فقال جود بحدة ونبرة كارهه: اتمنى انك تبقي مبسوط بتدمير علاقتنا عشان تفضل معاك هنا اكتر، ثم سار من بين فراس ونائل ضارباً كتفيه
بمنكبه ما دون الحديث..

فأعاد وائل بجمود وهو يحدق بساعته: انا مش ورايا غيركم ولا ايه؟ خلصوني!
تنحنح نائل ثم قال بتردد: إحنا جايين عشان عشان عايزين نور وألين..
فسأله ببرود: ألين تخصك؟!
قطب نائل حاجبيه بعدم فهم مستفهماً: مش فاهم؟
فأعاد بجمود: ألين تخصك عشان تقول عايزها ولا مش عايزها؟ إتكلم ف اللي ليك بس وملكش دعوة.

بِ حد، أومأ نائل وهو ينظر إلى فراس الذي كان يحدق ب وائل ب ملامح متهجمة تظهر جلياً على وجهه وثوانِ قليلة فقط ويهجم عليه ويشبعه لكمات.
فأعاد نائل بهدوء وقد استجمع شجاعته التي لا يعلم أين ذهبت: انا عايز مراتي..
أبتسم وائل بهدوء ثم قال يذكره: فاكر أنا قولتلك ايه لما جيت تطلب مساعدتي؟!، أومأ نائل وقال ويتمنى أن يكون مايفكر به خطأ لكنه خيب أمله عندما قال: قولتلك هاخد مقابل صح؟!

فقال نائل بأعصاب مشدودة: صح..
فقال وائل وهو يبتسم بوجهه بطريقة استفزت هما الاثنان معاً: و المقابل اني هاخد بنتي ومش هترجعلك تاني، بمعني أصح معنديش بنات عشان تاخدها خلاص! كلامي معاك خلص..
فقال نائل باعتراض لم يكمله: بس كده م، وصمت عندما رمقة وائل بنظرات تحذيرية فصمت فقط من أجلها وهو يضم قبضته بقوة يتابع مايحدث بقله حيله..

فولي وائل نظره عنه محدقاً ب فراس واضعاً مرفقه على فخذه مسنداً وجنته على راحة يده وقال باستخفاف: ها هتفضل باصصلي كده كتير؟! مش عايز ألين؟! على العموم مش محتاج تتكلم عشان حسابك تقل ومفيش مجال للمناقشة، ثم أشر إلى باب المنزل قائلاً بتكلف: تقدروا تتفضلوا انا خلصت كلام خلاص..
وتحرك ليذهب لكن نائل قال ببعض الرجاء: لو سمحت معلش ممكن تسمعنا؟!

فقال ببرود: مش محتاج أسمع حاجة أنا عارفها؟! وقُلت إني رافضكم خلاص متكترش كلام معايا!
فلوح فراس بيده قائلاً بعصبيه: يعني ايه يعني رافض انت مالك اصلاً..
زمجر وائل بغضب وقال بحدة وخشونة: ايدك دي تنزل وانت بتتكلم معايا انا مش واحد صحبك ويلا بره معنديش بنات..
اقترب نائل من فراس وهمس له بضيق: اهدي يا فراس انت متعرفش ممكن يعمل ايه اهدي..
زفر فراس وصاح بغضب: مش ههدي انا عايز مراتي و دلوقتي..

ضحك وائل بتهكم قائلاً بسخرية: الكلام ده حد تاني يقوله مش انت! تحب اجبهالك من فوق تقولك انها مش عايزه تشوف وشك وطلقها ولا كفايه اللي هي قلتهولك؟ إنت آخر واحد تتكلم هنا متبقاش غلطان وبجح كمان..
فقال وائل كي يهدأ الوضع: اهدي ياحمايا مش كده..
نظر له وائل باحتقار قائلاً بِبغض: انا مش حمي حد ومديش بناتي لاشكالكم، انا مساعدتكمش وأنقذت حياتكم عشان تستخبوا!
فقال نائل بعدم فهم: ساعدتنا؟!

فرد متهكماً: اومال دخلتو المستشفى من غير اجراءات ومحدش سألكم حصل ايه ومحدش بلغ عشان جمال عيونك انت وهو!
فقال فراس بتهكم: طالما هي كده بتعمل كده ليه دلوقتي؟!
فقال وائل بأسف: عشان للأسف كنت فاكركم رجاله!.
ركل فراس الطاولة بغضب وقال بحده وهو يسير: انا ماشي، فأوقفه نائل بضيق: اهدي بقي!

فقال وائل بسخرية وهو يرمقه باستصغار: سيبه يهرب زي ما بيهرب على طول مش جديده عليه، توقف فراس وهو يتنفس بحدة وصدره يعلو ويهبط بعنف مرراً يده بشعره ثم استدار قائلاً بغضب: متفتكرش انك كده هتستفذني و تخليني أعمل حاجه تمسكها ضدي!
ضحك وائل بسخرية قائلاً باستخفاف ممزوجاً باستحقار: انت فاكر نفسك حاجه عشان أفكر فيك اصلاً؟! انت ولا تسوى عشان تبقي عارف بس ومتفتكرش إنك تقدر تتحداني عشان هتخسر!
يابو أوصه!

نظر نائل إلى فراس الذي يحدق ب وائل بغضب بين وواضح ثم وضع يده على رأسه يتفحص خصلات شعره و أعادهم للخلف وهو يتحمحم و قال: يا حمايا معلش اعتبرنا زي ولادك وادينا فرصه نشرحلك؟!
فقال بتوبيخ وهو يحدق بهم بغضب: ولادي مش هيبهدلوا بنات الناس معاهم زيكم، ثم نظر إلى نائل وسأله بعتاب: حافظت على مراتك وقدرت تحميها من اللي حصلها؟، ل تتبدل ملامحه لأخرى حزينة مع دكون عينه بغضب بسبب تذكره لما حدث بكل تفاصيله..

ثم نظر إلى فراس وقال بسخرية: وإنت يا شبح الحته فاتح صدرك عالفاضي! غبي ومندفع و مبتفكرش عايز ترجع لها ليه؟ عشان تفضل تعاقبها زي الأطفال؟ ولا عشان تخليها تعيط كل شوية؟ ولا عشان تضربها من غير ما تسمعها؟ ولا عشان تختصبها زي ما عملت قبل كده؟!
نظر له نائل وهو يقطب حاجبيه متسائلاً بنفسه هل فراس فعل هذا حقاً؟!
ضم قبضته بغضب حتى ابيضت عروقه بسبب ضغطه عليها قائلاً وهو يجز على أسنانه: انا اختصبتها؟!

ابتسم قائلاً باستحقار وهو يذكره بفعلته: فاكر اللي عملته في الفندق ولا لا؟!
فقال بحده: بس دي كانت مراتي وده ميتسماش اختصاب؟!

فقال وائل بتهكم: هي كانت تعرف إنها مراتك؟ جود اللى نزل ضرب فيها كان يعرف إنها لسه مراتك؟! انت شخص مش كويس عارف ليه؟! عشان بتستقوى عليها وهي مش محتاجه غير حنيتك عارف انها بتحبك ومتمسكه بيك وانت كل حاجه ف حياتها فراس فراس فراس وفراس مبيحسش وعمال يدوس عليها وعلى قلبها عشان عارف انها بتحبه! بيستغل نقطة ضعفها اللي هو انت عشان مش هتقدر من غيرك.

صرخ به فراس بحده وعصبيه ورغم ذلك خرجت نبرته مرتجفه: عارف اني غلط ف حقها كتير وزعلتها كتير بس ده مش معناه اني مبحبهاش انا مش ملاك عشان مغلطش وهي عارفه كويس اني بحبها ومش هقدر أعيش من غيرها وهي اللي بتستغل النقطه دي دلوقتي مش انا؟!، ثم انخفضت نبرة صوته قائلاً برجاء مبتلعاً غصته التي حاول التحكم بها: أنا بجد مش هقدر أعيش من غيرها رجعهالي، رجعهالي..

عقد وائل يديه أمام صدره وسأله بوجوم: وبعد مرجعها لك هيحصل ايه؟
فقال بلهفة ظناً أن كل شيء قد انتهي ووعده بصدق: مش هعيش غير عشانها وبس هبقي خدام تحت رجليها مش هزعلها تاني أبداً بس رجعهالي..
هز وائل رأسه وهو يفكر ثم قال باستفهام يذكره بوضعه المادي: وياتري بقي هتصرف عليها منين؟! بفلوسكم الحرام؟ ولا هتعمل ايه؟!
فقال فراس سريعاً: أنا عندي فكره شغل جديده واول ما هنزل مصر هنفذها على طول..

فقال وائل وهو يعود للجلوس على مقعده: احكيلي كده عن الفكره بتاعتك دي اصل لازم أتأكد من نجاحها عشان اطمن على بنتي أكيد مش هتعيش في مستوى اقل من اللي هي عايشه فيه! وزي ما انت شايف ده مستوى مش هتقدر توفره لها في الفترة دي هي وابنك هتعمل ايه؟!
أخذ شهيقاً بعصبيه ثم قال من بين اسنانه: ده مخطط ولازم يكون معايا اللاب والورق عشان اقدر افهمك!
فقال وائل بهدوء: وايه المشكلة روح هاتهم و تعالي..

ابتسم فراس بعصبيه وهو يقضم شفتيه بِغل متخيلها وائل فكاد يُِدميها حتى أخرجه من تفكيره قول نائل بحزن عميق: بس كده في ظلم من حقي أخذ فرصه زي فراس نور ضاعت مني غصب عني واكيد مفيش حد يتمني يحصل كده ل مراته حتى لو مش بيحبها!
فقال له وائل ببرود: بس ده كان اتفاق وساعدتك وخت المقابل خلاص ده ميزعلكش!
فقال نائل منفعلاً قليلاً فقط: بس احنا منعرفش همه ماتوا ولا لا عشان تقول خت المقابل؟!

ابتسم وائل وقال مقترحاً: تحب تشوف راسهم عشان تطمن؟، ثم تابع بعدم اهتمام: كده كده هتشوفهم متستعجلش، وصمت قليلاً محدقاً ب ملامح كل واحداً منهم على حدي فهي لا تفسر وكل واحداً منهم يكبت رغبته في سبه متحكمين بألسنتهم وانفعالاتهم وكم التعذيب النفسي الذي راقه فلن يكون وائل إن لم يعيد تهذيبهم وتربيتهم من جديد لهذا قال: ها ودلوقتي بقي عايزين ايه؟! بناتي أنا رافض و كفايه كده وامشوا بقي عندي شغل!

مسد فراس جبهته وهو يزفر بنفاذ صبر بينما نائل تحدث برجاء: طيب ينفع تدينا فرصه فرصه واحده بس ومش هنخليك تندم والله فرصه واحده بس؟

فقال بقلة حيله: مش انا المفروض اللي اديكم الفرص! عندكم ألين ونور!، ثم أشر على فراس قائلاً: هي ادتك فرصه قبل كده واستخدمتها غلط و دلوقتي مش مسامحاك و عايزه تطلق وطلبت مني اني اطلقها. اما انت بقي ي نائل انا هديلك فرصه وهجبلك نور لِ حد عندك دلوقتي تقولك انها مش عايزاك علشان مبقاش ظلمت حد فيكم! كده خلاص تمام؟!

قال نائل سريعاً بنفي: لو ممكن بعد إذن حضرتك مش عايز أقابلها دلوقتي هي اكيد متعصبه وده هيخليها ترفضني لو ممكن بس إذا سمحت تأجلها شويه لما تهدي وبرضه تبقى اسأل ألين تاني مش هنخسر حاجه ينفع؟!
نظر له وائل بتفكير وعلامات الرضى تبينت على وجهه لكنه قال إلى فراس بسخرية بسبب تكبره وعدم تحدثة باحترام معه مثل نائل: غرورك مش هيفيدك و براحتك.
زفر فراس بعصبيه وسأله: انت بتعمل كده ليه وجي تظهر دلوقتي ليه اشمعنا؟!

إبتسم وائل وقال بهدوء: قولتلك مره اني كنت فاكركم رجاله! لو كنتوا رجاله بجد وحفظتوا عليهم صدقوني مكنتش هظهر خالص لكن انتوا خيبتوا املي!
ضم فراس قبضته بغضب متحمكاً بإنفعاله فتلك الجملة تجعله يجن!.
ثم تابع وائل بسخط: أنا موافق..

حدق نائل وفراس لبعضهم البعض بتعجب قليلاً ثم قال نائل بابتسامة: شكرا، فنظر له باستخفاف وتابع ببرود: أنا مخلصتش كلام لسه عشان تشكرني؟ معاكم شهر واحد بس مليش دعوه هتعملوا فيه ايه بس اخر يوم في الشهر هسألهم ولو كانت إجابتهم لا مش عايز اشوف وش حد فيكم تاني ولو اه هتاخد وهم معززين مُكرمين فهمتوا؟!
فقال نائل بعد تفكير: بس لو فضلنا بعيد عنهم مش هنستفاد حاجه ومش هنعرف نعمل حاجة عشان
ي سامحونا!

فقال وائل بتهكم: اعملكم ايه يعني اقعدكم معايا في البيت ان شاء الله ولا ايه؟!
ابتسم نائل بتوتر وهو يفرك مؤخرة رأسه وقال: ياريت يا عمي والله..
ضحك وائل وهو ينظر لهم بتسلية لم تريحهم بتاتاً ثم قال ما لم يتوقعوه ابداً: أنا موافق..
نظر فراس ونائل لبعض البعض بعدم تصديق ليتابع: بس بشرط، فقال نائل بحماس: اتفضل ياعمي..

فقال بنبرة لا تقبل النقاش: هتشتغلوا عندي؟، ثم تابع بسخط: وتبطل تقولي يا عمي وحمايا مش ناقصه قرف..
أومأ نائل بلهفه ثم تساءل بهدوء: هنشتغل ايه؟!
فقال وائل وهو يحدق بهم بامتعاض مستخفاً بهم: مهندس ودكتور هشغلهم ايه يعني غير خدامين؟

نظر فراس ونائل ل بعضهم وكأن أحدهم قد قام بصفعهم تواً ثم أغرقهم بدلوٍ من الماء البارد في أنٍ واحد!، عادوا بنظرهم له بدون تعبير ليقول نائل بتوتر: بس ياعم، ثم صمت عندما رأي نظره الحادة له فاستبدل كلماته بأخري: احنا مش بنفهم في الشغل ده؟!

فضحك وائل وقال ببساطة: بكره تتعلموا مفيش أسهل من الشغل ده!، ثم تابع وهو يلوح لهم بتعجب وسألهم باستنكار: خدامين مش عاجبكم؟!، ثم نظر إلى فراس الذي هربت الدماء من وجهه وابتسم قائلاً: مش كنت بتقول من شويه هتبقي خدام تحت رجليها؟ حققتلك رغبتك أديك هتعيش خدام اهو إتبسط مش كده؟!، ثم نظر إلى نائل وقال مقترحاً: معندكش رغبة نفسك أحققها لك؟!
هز رأسه بنفي وتوجس منه وقال رغماً عنه: أنا موافق؟!

ضحك وائل وقال له باستخفاف: ده غصب عنك هتوافق، ثم أشر عليه قائلاً: انت هتبقي السواق بتاعى عشان سواقي كبر ومحتاج شاب هتنفعني..

أومأ له وهو يكاد يبكِ ل يُحيد وائل بنظره عنه ناظراً إلى فراس وقال: وانت هتظبط الشجر عشان طويل، ثم صمت يفكر قليلاً وأعاد: مش هينفع عشان دراعك صح؟ خلاص خليك سواق معاه تبدلوا مع بعض او تبقى تنضف العربية ولما يكون في حفلات هتشتغل معاهم انت وهو ف المطبخ عشان عندنا عجز معلش، ثم ابتسم وقال يستفزهم أكثر: و يومين بالكتير و هتلاقوني عامل حفله احتفالاً برجوع ولادي وتجميع شملنا من تاني جهزوا نفسكم، ثم تنهد وقال وهو يأشر على الخارج: و دلوقتي بقي هتلاقوا اوضه في الجنينة صغيرة فيها كنبتين خشب هتقعدوا فيها لِ حد المدة متخلص ومتخافوش هقبض كم بالاسبوع عشان لو حبيتوا تجيبوا سرير ل نفسكم ولا حاجة! وأهم حاجة من كل ده عندي القوانين هنا مفيش أسأله متدخلش.

ف حاجه ملكش فيها محدش يتحرك قبل ما ياخد أوامر مني او من محمود عارفينه طبعاً وده المسئول عنكم والتواصل بينا هيبقي عن طريقه مش عايز أشوف وشكم وتحترموه عشان ده دراعي اليمين واحترامه من احترامي ونقطه اخيره كمان عندي هنا، ثم ضغط على كلماته قائلاً بتحذير: الخدامين عندي هنا محدش منهم يقدر يتجرأ ويرفع نظره في وشي ولا لِ حد من ولادي وده ينطبق عليكم طبعاً عشان هنا إحنا اسيادكم أظن الرسالة وصلت ودلوقتي تقدروا تروحوا تشوفوا شغلكم..

وغادر تاركاً أوجه تتوهج بألوان قوس قزح من حديثة كمن تلقى صفعة قاسية وسط ألافٍ من الأشخاص.
أخرجهم من شرودهم صوت إيان الباكي الذي لم يتوقف عن البكاءِ منذ أن أتي إلى هُنا فاستدار فراس على صوته ل يجد الخادمة تصعد به للأعلى فظل يحدق بها وكل ما يجول بخاطره ماذا سيحدث إن ركض وصعد خلفها الآن؟!
أخرجه من شروده وضع نائل يده على كتفه وهو يتحدث: يلا بينا!
فقال فراس باستفهام: على فين؟!

فقال نائل بسخرية: على فين يعني تعال هنشوف الكرتونه اللي هنقعد فيها..
=: سيدتي، هذا ما قالته الخادمة بحزن وهي تحدق
ب إيان الذي لا يكف عن البكاء حتى بعد عودته لوالدته نظرت لها ألين باستفهام فتابعت الخادمة: أحدهم أخبرني أن هذا الوقت هو الوقت الذي يكون به مع والده لهذا هو يبكِ يريد الذهاب..
فقالت ألين بحده وشراسة: بأحلامه الورديه أن يراه أو يلمسه مجدداً هذا لن يحدث..

أومأت لها الخادمة بهدوء وتركتها وذهبت ف القوانين قوانين وليس لها دخل..

وقفت ألين بترنح وأخذت تسير به بأرجاء الغرفه كي يصمت لكن بكائه كان يزداد حتى بح صوته فنظرت له بحزن ثم ضمته لصدرها قائلة برجاء: عشان خاطري بقي كفاية كفاية، لكنه ولم يصمت وفي طريقها للفراش دهست إحدي شظايا الزجاج فتأوهت بصوتٍ مكتوم وتابعت السير وهي تكتم أنينها ووضعته على الفراش ف أعصابها لا تستطيع ضبطها ولا تضمن الصمود به وهي تحمله دون أن يسقط!

ألقى بجسده على الأريكة ل ينتفض متأوهاً بألم وهو يلعن حياته بسبب شدة وصلابة وقسوة الاريكة واضعاً يده على خصره من الخلف لاعناً وائل بسره فقال نائل بتوبيخ: مسمعتهوش وهو عمال يقول كنبه خشب وجي تترمي عليها زي الحمار!
نظر له فراس بغضب: انا مش طايق نفسي متكلمنيش دلوقتي، ثم سأله بنفس الغضب: هو انا ب أوصه؟!

ضحك نائل وهو يحدق به ولم يتحدث وأخذت عينيه تتجول على أنحاء الغرفه حتى ماتت ابتسامة وتوسعت عيناه هاتفاً بإسم فراس بقوة: فراس، فراس، قوم شوف..

وضعت رأسها على طرف الفراش تبكِ معه بانتحاب فحقاً لا تستطيع التحمل ولا مساعدته بشيء غير منتبه إلى باطن قدمها التي تشبعت بالدماء بفضل النزيف الذي لا تشعر به فألمها النفسي تلك المرة يفوق كل الألام التي شعرت بها يوماً ف خذلانها تلك المرة ليس كأي مرة فهي لا تستطيع تحمل المزيد لا تستطيع..
وقفت بترنح وهي تتشبث بطرف الفراش لكنها شعرت بالعالم يدور بها قبل أن تسقط ل يرتطم جسدها بالأرض بقوه وتفقد الوعي..

هز رأسه ب نفي رافضاً تلك الفكره السيئه: لا مش موافق افرض حصلك حاجه ومُت بجد تشيلني ذنبك؟!
فقال شريف بيأس: يعني عايزني اعمل ايه دخلت اكلمها مبصتش ف وشي أصلاً ومردتش عليا كأن شبح واقف بيكلمها وانا مش هسبها وهتجوزها غصب عنها نظر له شادي رافعاً حاجبيه فتابع شريف بإصرار: وغصب عنك انت كمان، ثم تحولت نبرته لرجاءٍ: شادي ساعدني أنا مسافر ومش هرجع هنا تاني ولازم أخدها معايا ساعدني..

تنهد شادي ثم قال باستفهام: انا بس نفسي اعرف انت عملت ايه؟!
ألقي شريف برأسه على الطاولة قائلاً بندم وهو يضرب جبهته بها بخفة: غباء عملت غباء بعد
ما رجعتها ضيعتها بعد كام ساعه بس بسبب غبائي انا بكره نفسي أوي! بكره نفسي!

أوقفه شادي عن ضرب رأسه قائلاً باستسلام: خلاص هساعدك بس احكيلي عملت ايه؟!، تنهد وقبل أن يبدأ ب قص ماحدث معه وجد شريف الصغير يأتي ركضاً وهو يبتسم بسعادة قائلاً: خالو شادي خالو شادي، ابتسم شادي وعانقه ثم رفعه وأجلسه على قدمة قائلاً بابتسامة: عيون خالو شادي..
فقال شريف بحسره وهو ينظر لهم: كمان بقيت خالو؟، فقال شريف الصغير وهو يأشر مكتب روان.

ف الداخل الذي يفصل بينهم وبينها الحديقة: ماما عايزاك جوا، فقال شريف وهو يكاد يبكِ وأعاد ضرب رأسه بالطاولة من جديد: كمان ماما؟
قهقهة شادي عليه ثم قال بتشجيع: شد حيلك عشان تبقي بابا، رفع نظره له ل يجد شريف الصغير يومئ له بحماس فقال بحسرة: انا اخطط وهو يتحضن ويقول ماما وخالو، والله ده ظلم..
قلب شادي عيناه قائلاً بضجر: ما خلاص قولنا هنساعدك بطل تندب مش ناقصه قرف!

فقال شريف بحسرة: ما انت متجوز وعريس جديد و مبسوط..
ضرب شادي بقبضته على الطاولة قائلاً بسخط: خمسه ف وشك هو أنا من ساعة ما رجعت عارف اتلم عليها بسببكم كتك البله اسكت بقي نكدت عليا..
ضحك شريف بسعادة وقال بتشفي: أحسن، أحسن عشان تحس بيا يا جبلة..
زفر شادي ووقف وأجلس شريف مكانه وقال وهو يستعد للذهاب: انا ماشي بقي، متمشيش قبل ما توصل روان هستناك، فقال شريف وهو يحدق اتجاهها بحزن: هي اكيد هتبات هنا..

فتساءل شادي: انت رجعت الاوضه تانى؟!
أومأ شريف بحزن قائلاً: ده انا خلتها لها شبه أوضه باربي يا شادي، قهقة شادي عليه ثم تحرك للداخل: هروح اشوفها الاول وبعدين هامشي..
قال شريف برفض: لأ، لأ، متروحش!، لكنه هرول للداخل فركض شريف خلفه ل يبتسم شريف الصغير ثم ركض خلفهم..

كانت تقف بمنتصف الغرفة ب فاه مفتوح تحدق ب كل ركن بها بذهول وعيون تلتمع ببريق سعادة هل فعل هذا من أجلها؟ إنها جميلة ومبهرة شبيهه ل غرفتها وهي طفلة فكم افتقدت هذا فهي دافئه وتلك الرسومات على الحائط لقد أعادها خمس عشر سنه للوراء بتلك الغرفه مع ذكريات طفولتها و وجود والديها معها وهذا جعل الدموع تترقرق بعينها وكادت تبكِ لكنها وجدت باب الغرفة الوردي يصفع بقوة فاستدارت بخضه وهي تنظر إلى شادي الذي ترك المقبض وأخذ يحدق بالغرفه بابتسامة لم تكتمل عندما دفعه شريف بقوة بسبب سرعة ركضه فأسقطه وهو معه فزفر شادي وهو يحدق ب شريف المستلقي عليه: عجبك كده قوم يا بغل قوم، ضحك شريف الصغيرة عندما وصل وهو يلهث فقام بالاستلقاء على جسد شريف بسعادة ثم لوح إلى روان من مكانه: ماما شايفاني بعمل ايه؟!

ابتسمت بحنان ولوحت له فصرخ شادي بغضب: قوم أنت استحليتها أنت وهو ولا ايه هتخنق!
اقتربت روان وساعدت شريف بالوقوف وهي تتحدث برفق: قوم يا حبيبي عشان خالو تعب يلا العب بره شويه عقبال ما أجيلك يلا، أومأ لها ثم قفز وهو ينظر لها ببرائه يريد شيء فانحنت ل مستواه وهي تبتسم
ل يقبل وجنتها برقه وركض للخارج فتبعته بنظراتها وهي تبتسم حتى التقطت اذنها همش شريف بحزن: يا بخته ب يتباس وب يتحضن كمان مش زيي..

ابتسمت وهي تستمع له ثم تحمحمت وعادت ملامحها للجمود مجدداً وقالت بدون تعبير وهي تلتفت: انا عايزه ابقي لوحدي يا شادي ممكن تخرج؟
أومأ لها ودفع شريف من عليه وهو يحدق به بسخط وخرج وتركه فظنت أنهم ذهبوا فتنهدت والقت بجسدها على الفراش وهي تحدق بالسقف لبعض الوقت حتى وجدت رأس شريف تطل عليها من الأعلى فشهقت وهي تعتدل قائله بغضب وقلبها يضرب قفصها الصدري بقوة بسبب الخضه وهي تنظر له: انت لسه هنا؟ اخرج بره..

فقال برجاء: روان ممكن تديني فرص، قاطعته بحده: أخرج بره يا شريف علاقتنا منتهيه من بدري اتفضل..
فاقترب منها أكثر وعيونه تقدح شراً جعلها تسقط جالسه على الفراش بخوف فأمسك يدها وأوقفها قائلاً بغضب: وانا من بدري برضه بتحايل عليكِ ترجعي لي مش كفايه ذُل أعمل ايه اكتر من كده؟

دفعت يده عن يدها قائلة بغضب وأنفاسها الدافئة تلفح وجهه مع شفتيها التي تحركت بعصبيه مثل قولها فلم يستمع لما تقول بقدر ما كان يحدق بشفتيها ب جوع وكل مايجول بخاطره أن يقبلها فقط فكلما تذكر جميع ماحدث معهم وكيف كانت بين يديه وزوجته ولم يلمسها حتى يسب نفسه بابشع الالفاظ من طلب منه أن يكون نبيلاً واللعنة فروحه تحترق ورغبته بها تنهش.

جسده بطريقة مؤلمة فإن لم يحصل عليها سيحدث له شيء وإن لم يقبلها الان سيحدث له أشياء وليس شيء واحد فقط.
ولم تدري بنفسها سوى وهو يقيدها بين يداه قابضاً على خصرها بقوة يرتوي من رحيق شفتيها بنهم غير عابئاً بمقاومتها الضعيفة التي لا تزيده سوى رغبةً بها.

فصل القبلة وأسند جبينه على جبينها عندما شعر بها ترتخي بين يداه بسبب عدم وصول الاكسجين لها تركها وهو ينظر لها متهدجاً وعينه تمر على وجهها بشوق حتى توقفت على شفتيها المتورمه بسبب همجيته فعاد للاقتراب من جديد كي يقبلها مجدداً لكن صفعتها سبقت شفتيه وقالت بنبرة مهتزة قبل أن تسقط عبراتها: إنت حيوان ابعد عني..

أمسك ذراعها الذي صفعته به وقام بلويهِ خلف ظهرها بقوة آلمتها وعينيه تقدح شراً قائلاً بتحذير: دي تاني مرة تمدي ايدك؟!
أومأت وهي تنظر له بتحدي قائلة بقوة: عارفه انها مش اول مرة..
فشدد قبضته عليها أكثر جعلها تتأوه بصوت مكتوم قائلاً بوجوم: وفاكره ساعتها قولتلك ايه؟!

أومأت وهي تبتسم بحزن قائلة بنبرة مرتجفة وعبراتها تنساب على وجنتيها ببطء: هو أنا أقدر أنسى! قولتلي انك هتدفعني الثمن ودفعته غالي اوي أغلى مما تتخيل ومعنديش حاجه ثانيه أدفعها..
فقال بحده وهو يدفعها على الفراش وعينه اسودت من الغضب: لا عندك، ركضت بخوف وهي تبكِ بهلع ولا تصدق أنه شريف الذي أحبته!.

صرخت بذعر عندما أمسك بها وألقاها على الفراش مجدداً مقيداً يديها فوق رأسها بيد والأخرى مزق ملابسها فهزت رأسها وهي تصرخ بحرقة وعقلها لا يستوعب ما يحدث مستحيل أن يفعل بها هذا مستحيل لكنها صرخت بقهر عندما إنحني وبدأ بتقبيل نحرها بطريقة كانت ربما ستجعلها تذوب بين يديه إن كانت ف ظرفٍ أخر مع مقاومتها و شهقاتها التي آلمته حتى استسلمت ولكن ليس له بل للإغماء الذي باغتها..

فتنهد وهو يتركها قائلاً بازدراء وهو يحدق بها فكاد يفقد حصونة حقاً: اتأخرتِ أوي كل ده عشان تفقدي الوعي!.

جلس على الفراش بجانبها وهو يتنهد ب حزن ماحياً عبراتها العالقة بأهدابها ثم بعثر شعرها حتى جعله يتشابك بهمجيه ثم قام ب بعثرة الملائه من تحتها والقي الغطاء في الأرض ولحقته الوسادة ثم تقدم أمام المرآه وأخذ أحمر شفاه وعاد لها وهو يتفحص لونة ثم وضع قليلاً على رقبتها وعلى ذراعها الذي شق ملابسها من عليه وهو يهز رأسه بأسى لما سوف يحدث لها عندما تستيقظ وتجد نفسها بتلك الحالة وبعد انتهائه خلع قميصه والقاء أرضاً ثم مزق بقية قميصها من الأعلى بخفه وأبعد الحذاء عن قدمها وقذفه خلفه بعدم اهتمام ثم تركها وغادر بعد أن قبل رأسها بحنان فيجب ان تنجح خطته تلك المرة..

: لينا لينا لينا، اين انتِ عزيزتي؟، هذا ماقاله شادي وهو يبحث عنها ب بهو المنزل حتى شعر بيد ناعمة تطوق خصره من الخلف قائلة بنعومة: عيون عزيزتك، ابتسم باتساع وجذبها من يدها لتقف أمامه ثم عانقها بقوة وهو يستنشق عبيرها بانتشاء: لقد إشتقت لكِ حقاً، فقالت وهي تضيق عينها بلطافة: لقد كنت معي منذ ساعاتٍ قليلة فقط؟!
داعب خصلاتها الشقراء بأنفه قائلاً بانتشاء: نعم لهذا إشتقتُ لكِ فماذا فعلتِ بي؟!

طوقت عنقه برقة دافنه أناملها ب خصلاته الغريزة قائلة بنعومة وهي تداعب أنفها ب أنفه: لا شيء أنت فق، وابتلع بقية حديثها بشفتيه مبعثراً ما بقي لها من مشاعر جعلها تذوب بين يديه قبل أن يحملها ويصعد بها للأعلى فهناك شعرعسلٍ لم يقضيه ب سلامٍ بعد..

انتفض جسدها مستيقظه من غفوتها القصيرة من على جدار المكتب عندما سمعت صوت الباب يصفع بقوة ويخرج منه ذلك الرجل وهو يعدل ربطة عنقه ووجهه محتقن بحمرة غاضبة هادراً بصياح وغضب: أما شركه زباله ب صحيح أنا غلطان إني جي أتعامل مع ناس معندهاش ذوق زيكم!

فقالت مها وهي تهندم مظهرها مبعدة النعاس عنها مُمسده رقبتها بألم بسبب نومتها الغير مريحة: في ايه حضرتك مدايق ليه يافندم تعالى اتفضل واحكيلي مشكلتك يمكن أقدر أساعدك..
فجلس على المقعد المقابل لها وهو يتنفس بعنف: المدير الغبي داخل أعرض عليه شغل عشان نتعاون مع بعض وانا متأكد إن الشغل هينجح لكن الغبي طردني وقلي مشروع فاشل ومش بعرف ارسم..

كتمت مها ضحكتها قائلة بتفاجئ: رسمك وحش! لا مش من حقه خالص، ثم اقترحت عليه: ما تروح ترفع عليه قضيه بسبب الألم النفسي اللى سببهولك!
هز رأسه قائلاً بتعجب ساخراً: انتِ مش مصرية ولا ايه ألم نفسي ايه ده انا لو روحت هيزودو لي ألمى أكثر، ثم ابتسم بعبث مقرباً رأسه منها جعل المقعد يرتفع من على الأرض بسبب حركته تلك: بس مش خسارة الجمال ده كله يشتغل مع واحد همجي زي ده؟!

إبتسمت بعصبيه وأمسكت القلم بقوة وقبل أن تضربه وجدت يد تجزبه من حاشية ملابسه بعنف أسقطت المقعد للخلف ل تنتفض بخوف عندما وجدت فارس يهدر بابتسامة مُميته وهو يحدق به: ومش خسارة واحد جميل زيك وشه يتشوه كده؟!، وسقط جسده بجانب المقعد بسبب لكمه فارس القوية التي كسرت أنفه فوضعت مها يدها على شفتيها بخوف وهي ترى الدماء تتقطر منه وهو يقف بترنح ل يباغته بلكمه أخرى تلقاها مع صرخه مها وهي تبعد للخلف بهلع..

فأردف بصوتٍ جهوري وهو يركل قدمة محاولاً التحكم بغضبه كي لا تخافه أكثر إن حرر الوحش الذي بداخله: غور من هنا يلا، أومأ بخوف وهو يقف بترنح ثم ركض للخارج سريعاً..
استدار ونظر لها بحده وصدره يعلو ويهبط بعنف من كثرة غضبه جعلها تعود للخلف وجسدها أصبح يرتجف حتى التصقت بالحائط خلفها وقلبها يكاد يخرج من قفصها الصدري من هلعها وذعرها منه وضعت يدها على وجهها بخوف عندما وجدته يتقدم منها.

ف أبعد يدها بقوة وقبض على فكها بقسوة جعلها تنظر له بعينيها الدامعة و أردف بنبرة مُميته دبت الرعب بأوصال ها مع عينيه التي جحظت من الغضب مبرزة عروقه الحمراء المتشابكة التي شوبت البياض حول بؤبؤ عينيه: اتعدلي و اتظبتى يا مها عشان لو شوفتي وشي التاني صدقيني هتكرهيني أوي فاهمه؟، أومأت بخوف مع تساقط عبراتها ف دفع وجهها بعيداً ثم تركها ودلف للمكتب صافعاً الباب خلفه جعل جسدها ينتفض فأخذت حقيبتها بيد مرتجفة ثم ركضت إلى المصعد وهي تكتم شهقاتها حتى فتح المصعد ووجدته فارغ فشهقت وهي تجلس على الأرض تبكِ بحرقة كالأطفال فهي لم تتعرض لهذا من قبل ف حياتها لطالما كانت هادئه مع والدتها ووالدها ب فرنسا لما جاءت كي تتعرض لهذا فربما يكون ماحدث عادياً وأي شخص ربما يتقبله لكنها كفتاه مدللة لم يصرخ أحداً بوجهها من قبل فما حدث كفيل ب جعلها تكتئب ويكفي رؤيته بتلك الهيئه شبيه الوحش اللعين فهي لا تعلم بوسط من تربى وما يستطيع أن يفعل بها من دون أن يرف له جفن بالتأكيد سوف تخافه أكثر لوعلمت..

توقف المصعد ل تلملم شتات نفسها ووقفت وهي تستند على الجدار ثم أوقفت سيارة أجرة بعد خرجت من المبنى وأخبرته بوجهتها ل يتوقف بعد بعض الوقت أمام المنزل ف ترجلت بهدوء ودلفت من البوابة الرئيسية مُتجه للداخل مباشرة وكل مايجول بخاطرها أنها ستأخذ الملابس الخاصة بها وتذهب وقبل أن تضغط على الجرس وجدت هالة تفتح الباب فابتسمت لها ثم تساءلت بقلق عندما وجدت عينيها أغرورت بالدموع: مالك يا حبيبتي، إرتمت مها بأحضانها تبكِ بحرقة ف ربتت على ظهرها بحنان وهي تأخذها للداخل..

بعد بعض الوقت كانت مها نائمة على قدم هالة شاردة محدقة بالفراغ دون أن ترمش وهالة كانت تربت على شعرها بحنان وهي تبتسم قبل أن تقول: تعرفي إنك بتفكريني ب ألين!
فقالت مها بهدوء وهي تفكر ب فراس: ليه ألين؟!
فقالت بابتسامة وهي تتذكر: كانت كل ما تيجي هنا بتنام على رجلي، ثم ضحكت بسخرية وتابعت: هي مرة واحده بس اللي جت هنا ونامت فيها على رجلي والمرة الثانية طردوها من هنا..

ف اعتدلت مها واستلقت على ظهرها عوضاً عن جانبها ونظرت ل وجه هالة مباشرة وتساءلت باهتمام: مين طردها؟!

قالت هالة وهي تربت على وجنتها بحنان: القصة طويلة ومش حلوة عشان احكيهالك، و دلوقتي بقي نيجي للاهم، وصمتت قليلاً ثم قالت بنبرة مرتجفة وعيون دامعة بحزن: مها يا حبيبتي متزعليش من فارس أنا كان نفسي أقولك أي حاجه تخليكِ متزعليش أو تشيلي منه بس مش أنا إللي ربيته عشان كده أنا نفسي مش عارفة ماله ولا واجه ايه لوحده وهو مقاليش حاجه لو تعرفي إنتِ تساعديه ساعديه مش قليل اللي اتعرض له لوحده برضه مش قليل..

عانقتها مها بأسى عندما وجدتها تبكِ قائلة بأسف: انا أسفه مكنش قصدي اخليكِ تعيطي أسفه..
إنتفض جسدها عندما سمعت صفع الباب بقوة تزامناً مع قوله بحده وهو يتقدم منهم: انتِ مين سمحلك تمشي وتسيبي الشغل؟
فوقفت وقالت بنبرة حاولت بقدر الإمكان أن تخرج متزنه: أنا مش هشتغل معاك تاني شركة أخويا أولى بيا..
رفع زاوية شفتيه بسخرية وقال بحزم: مش بمزاجك لما تخلصي شغلك تبقى روحي عند اخوكِ ولا روحي في داهية حتى..

ف أردفت بغضب وهي تنظر له: داهية لما تاخدك يا بعيد، وبعدين شركة ايه دي انت صدقت نفسك؟ انت دمرتها يامفسد ومشغلني خدامة يا همجي يا بلطجي يلى بتضرب العُملة بتوعك!.

فتقدم منها وهو يبتسم بعصبيه: انتِ اد اللي بتقوليه ده؟!فتابعت بعدم اهتمام وكأنه قام بفتح شريط مسجل مُحتمية بوالدته التي تركتها بمنتصف الطريق عندما سمعت رنين الهاتف ل تتسع ابتسامته المتوحشه وهو يتقدم منها أكثر قائلاً وهو يرفع حاجبيه: كنتِ بتقولي إيه بقي سمعيني كده تاني!
فقالت بتلعثم وخوف وهي تنظر تجاه هاله التي تناستها هُنا قائلة بخفوت: كنت بقول، كنت، بقول، إنت..

إنت، فاكر نفسك مين وخريج ايه عشان تتشرط على الناس كده انت همجي متربتش هنا ومحدش يعرف كنت بتعمل ايه بره يامجرم..

استند بمرفقه على يده التي عقدها أمام صدره واضعاً أنامله على شفتيه ولم يحيد بنظراته القاتلة عنها فعادت للخلف بتوجس وقبل أن تهرب اعتقل خصرها بين قبضته الفولاذية فحاولت التملص بخوف لكنه ابتسم بتسلية وهو يحدق بها حتى وصلت لأنفه رائحة شعرها الطيبه الناتج عن تحريكها ل رأسها بهستيريا محاولة دفعه بقوة لكنه لم يتحرك فرفعت رأسها له وهي تكشر بوجهه بغضب ثم قالت بتفاجئ وهي تنظر من فوق كتفيه: فراس!

قطب حاجبية و ارتخت قبضته عن خصرها قليلاً ونظر خلفه فدفعته وركضت للخارج وهي تقول بسعادة: عليك واحد، ضحكت هالة وهي تنظر له وهذا زاد من غضبة فركض خلفها فلن يتركها سوى عندما تتأدب تلك ال، سيريها..
صرخت بخوف وهي تجدة يركض خلفها مباشرة: على الحقني يا على إنت فين؟!.

مد يده ل يقبض عليها لكنها قفزت في المسبح فزفر بعصبيه وهو يمرر يده بشعره فرفعت جسدها من المياه وهي تعيد شعرها للخلف قائلة بتسلية وابتسامة متشفية: مالك واقف ليه؟
ضم قبضته بغضب حتى ابيضت عروقه ثم خلع سترته السوداء التي يكرهها كثيراً فما به القميص الذي يفتحه لنصف صدره ويذهب ما به؟! ثم خلع قميصه و قذفه بغضب ل يشحب وجهها وكل ما كان يجول بخاطرها بتلك اللحظة هل يستطيع السباحة؟!

قفز ف المياه ل تبتعد ل نهاية المسبح ب الجهة الأخرى وهي تنظر له بتوجس مستعده للخروج والهرب
ل يتحول ذلك الخوف ل ضحك هستيري وهي تراه يتشبث بحافة المسيح ناظراً إلى المياه بخوف جعل عيناها تدمع من الضحك هل هذا هو الذي جعلها تبكِ منذ ساعاتٍ قليلة يا إلهي مثير للسخرية؟!
شفقت عليه وهي ترى محاولاته اليائسة للخروج.

ل تغوص تحت المياة برشاقة ل يجد يد ناعمة تطوق خصرة من الأسفل مرتفعة به فوق المياه ل يحاوط خصرها بقوة متشبثاً بها وكأنه يستنجد بها وكم ترك هذا انطباع جيد بداخلها عنه فهو يستطيع الخوف مثلها أيضاً فالوحوش أيضاً لديها ماتخافه هذا إن كان وحشاً!.

استند بظهره على حافة المسبح وهي تحوطه بيدها فكانت هيئتهم كمن تحاصره كي تحصل على قبلةٍ ما فمن المفترض أن تكون هي من تُحاصر وليس هو! اشتدت قبضته حولها ل تزيد هي من قوتها وهي تمسك خصره لكن لما لا يشعر سوى بنعومة يدها أين تلك القوة؟!، رفعت رأسها له وهي تبتسم ل تختفي إبتسامتها بالتدريج وهي تري نظارته الداكنة المحدقة بشفتيها المبللة ب ملامحه شبيهه فراس كثيراً لكنها أكثر حدة وشراسة..

ترك حافة المسبح ومد يدة مُمراً إبهامه على شفتيها السفلية جعلها ترتجف ومن دون إراده منها غرزت أظافرها بلحم خصره غير منتبه ل تشنج جسده بسبب تشنجه من البداية ف أمال رأسه على شفتيها فهو لا يستطيع التحمل لقد فازت يجب أن يقبلها الآن
ف ألصقها بجسده أكثر ل تهرب من بين شفتيها شهقه متفاجئة خافته وهي تنظر له رامشة ويكاد يستمع.

ل صوت دقات قلبها المضطربة فوضع يده خلف عنقها مغلغلاً أنامله بشعرها القصير مع اهتزاز جسديهم بسبب المياه التي تضربهم بخفه مقرباً رأسه أكثر حتى التقت شفتيهم معاً ل ترفع يدها عن خصره صاعده بأناملها على طول ظهرة تلامس بشرته بنعومة غير متجاهلة ارتجاف جسده ل تتشبثت بكتفه من الخلف وحركت يدها قليلا قابضة على منكبه وأغمضت عينها مستعدة ل قبلته ل يلقي نظرة أخيرة على ملامحها الرقيقة مبتسماً بعبث قبل أن يقترب ويقبلها لكنه استفاق من حلمة الوردي على صراخ هاله بحده مجدداً: فااااااااارس، تركها وهو يزفر ل تختفي تحت المياة بخجل بعد أن صرخت بصوت مكتوم ل يقول بضجر وهو يتشبث بحافة المسبح: يعني مش بتشوفي غيري ولا ايه؟ مش شايفاها بتبقى واقفه هادية إزاي بتجرني للرذيلة؟!.

توسعت عيناها بغضب تحت المياة وفتحت فمها.

ل تتحدث لكن المياة دخلت بفمها مصدره فقاقيع صغيرة فوضعت يدها على فمها ب عيون متوسعة تمنع نفسها من الحديث لكنها رفعت رأسها للأعلى وهي تلتقط أنفاسها المسلوبة محدقة به بغضب فتجاهلها بكل وقاحة وهو يكافح كي يخرج ويرفع نفسه أكثر حتى زفرت وعادت لأسفل المياة وأمسكت قدمه ودفعت معه للأعلى تساعده حتى خرج ل يسقط على وجهه فضحكت ثم عادت للسباحة ليضم قبضته بغضب ل تنحني هاله وضمته مُجففة وجهه بوشاحها ل يصل.

ل مسامعة صوت مها وهي تهتف بإسمه: فارس، فارس، فارس
نظر لها بغيظ ل ترفع سبابتها والوسطي له ك حرف ?ي (V) وقالت بتسلية: عليك إثنين، ثم بدلت وضعية الأصابع للأسفل ك حرف ?ي(V) مقلوب وهي تضحك
فتحرك بعصبيه وهو يقول لوالدته: انا هنزل أغرقها سبيني، فضحكت هاله وهي تضمه قائلة بهدوء: ميه إيه بس يا فارس هتاخد برد، ضحكت مها بسخرية وهي تسبح ل ينظر لوالدته بعتاب: عاجبك كده المستفزه دي؟ هقتلها، هقتلها..

كادت ترد لكن مها قالت بسعادة: البسين بتاعكم جميل اوي يا طنط بجد..
فقال بسخرية: لازم يكون حلو مش هتلاقي حد يعبرك ولا يبوسك ف بسين غير هنا يا حسره، لكزته والدته بكتفه بحده بينما مها قذفت عليه المياه بغضب أغرقت وجهه فأغمض عيناه بغضب وهو يمسح وجهه بحده: جدعة وبنت راجل أخرجي يا عيوطه يا عُقلة الاصبع.

قذفت المياه بوجهه مجدداً وقالت بغضب وهي تخرج ب شجاعة من المسبح ب ملابسها المبلله والملتصقة بجسدها: راجل غصبن عن عين أهلك، ثم قالت بخفوت: سوري ياطن، وصرخت عندما وجدته يقف فجأة وركض خلفها فركضت تهرب كي تلوذ بالفرار بخوف وهو خلفها حتى وصلت خلف المنزل فشعرت بالعشب الناعم تحت قدميها ولم تنتبه ل قدم الطاولة الموضوعة بالمنتصف فارتطمت قدمها بها قبل أن يلتوي كاحلها تحتها وتسقط صارخة بألم فأخذت تبكِ بحرقة وهي تشهق غير قادرة على تحريك قدمها.

ف لمحها وهو يلهث بسبب ركضه ثم عاد للركض وهو يتوعدها لكنه توقف وقطب حاجبيه عندما سمع صوت نحيبها فجثا أمامها وهو يلتقط أنفاسه ل يجدها تمسك كاحلها باكية فأبعد يدها وسألها بهدوء وهو يمسك كاحلها: حصل إيه؟!
فقالت بألم وهي تبكِ: رجلي اتلوت!
لوى كاحلها عكس الإتجاه جعلها تصرخ وهي تسمع صوت طرقعه عظامها قائلاً ببرود: بجد..

أمسكت قدمها وهي تبكِ قائلة بغضب: إنت حيوان اوي، ثم توقف بكائها بالتدريج وهي تضغط على قدمها ولا تشعر بالألم ف تهللت أساريرها قائلة بابتسامة ناعمة وهي تحدق به وبقية عبراتها ظلت عالقة بأهدابها: ايه ده عالجتها!
نظر بالاتجاه الأخر قبل أن يقتلها فقالت وهي تقف وسارت بتعرج بسيط: ايه ده مش هعرف أروح الشغل تاني احسن، وتابعت بتلعثم وخوف عندما رأت نظراته الحادة: لا أكيد هرجع لما أخف طبعاً هرجع..

وتابعت سيرها بتعرج جعله يزفر فتقدم منها وحملها من خصرها على حين غرة جعلها تشهق وهي تطوق عنقه ملامسة قلادته بأناملها غير قادرة على رفع نظرها له بخجل ل تلاحظ تلك الشامات المنتشرة على طول عنقه فابتسمت برقة وهي تري تفاحة آدم الخاصة به بارزة ل تتجمد بين يديه عندما همس بنبرة ماكرة عابثة: عاجباكي؟!، قضمت شفتها بقهر غير قادرة على التحدث أو الحركة بين يديه فظلت صامتة وهي تطرق رأسها حتى وصل إلى غرفتها وانزلها على الفراش وتركها وغادر وأغلق الباب خلفه دون أن ينبس ببنت شفه...

توقفت سيارة الأجرة أمام المنزل تحديداً قبل مغيب الشمس ل يتحدث السائق ب خشونة وهو يحدق به بمرآة السيارة الأمامية: وصلنا يا أخ يلي نايم!، لكنه كان مستغرقاً ف النوم ف ضغط السائق على أبواق السيارة ب غضب جعله يفزع و فتح عينه بإرهاق قائلاً بتثاقل: في ايه بس؟
فقال السائق بتهكم: وصلنا، نظر جود حوله وأومأ له بهدوء ثم قال بأسف: بس انا مش معايا فلوس اديك الأجرة!

فصرخ السائق بغضب وهو ينظر له: وطالما مش معاك فلوس خلتني اجيبك من المطار ليه؟!
فقال جود وهو يعتدل بضيق: يعني أجي مشي؟!
فقال السائق بغضب: متيجي مشي ولا جري انا مالي عايز فلوسي؟!
فقال جود وهو يمسد جبهته بتعب: يعني ينفع تاخد فلوس حرام تصرف بيها على ولادك؟!

فصرخ به السائق بحده أجفله: انا مالي انت جيبها منين ده من عرق جبيني هات الفلوس، بحث بجيب سترته عن أموال وهو يلوي شدقية لكنه لم يجد ولا يرتدي ساعة معصمه ل يعطيها له فقال بحزن: مش معايا ياعمي..
فضرب السائق على المقود بعنف: أنا مش عمك دبب هات الفلوس، زفر جود ثم أطل من النافذة على حراس.

المنزل ولوح لأحدهم ل يتقدم منه بطاعة فقال جود وهو يترك السيارة: حاسبه وخد الباقي، أومأ بطاعة وقام ب دفع الأموال له ثم عاد إلى جود مرحباً به: حمد الله على السلامة يباشا..
أومأ له جود وهو يربت على ذراعه قائلاً بابتسامة: الله يسلمك انت مطرود..

نظر له الحارس ب عدم فهم فقال جود بصدق: مش معايا فلوس أقبض كم! هتشتغلوا ببلاش؟!، ثم أبتسم له صافعاً ذراعه ب مزاح ودلف للداخل ل ينظر الحارس إلى صديقه الذي يقف على البوابة ثم هز كتفه بقلة حيلة ووقف بجانبه يتابع حراسته بهدوء..

استنشق الهواء بعمق عندما دلف للمنزل مغمض العينين ثم فتحها ل يرتجف قلبه وهو يرى صغيرته تجلس أمام المسبح ترتدي ملابس السباحة وتلعب ببعض الألعاب بهدوء مولية ظهرها له و خصلاتها الحمراء شبيهه الخاصة ب والدتها منسدلة بنعومة تصل لأذنها..
هرول لها بلهفة وقلبه يدق بقوه حتى جثا أمامها وأقسم أنه كاد يبكِ من جمالها فلم تكن منتبه له بل كانت منشغلة بألعابها فأخذ ما كانت تمسك بيدها.

ف رفعت رأسها بحزن مقوسة شفتيها بطفولية حتى رأته ل تلتمع عينها الخضراء وتبتسم بسعادة وهي تنظر له جعلته يتعجب وقال بنبرة مرتجفة وكأنها شخصاً كبيراً أمامة: إنتِ عارفاني، وقفت بعدم اتزان وهي تبتسم مقتربة منه فعانقها بقوة وعينه التمعت ب دموع الفرح ل تضحك برقة بأحضانة وهي تدفن رأسها ب عنقه ل يعيد النظر لوجهها مجدداً ولا يصدق أنها معه وقد كبرت هكذا؟ نعم لقد ندم على فراقها لكن إيان طفلة أيضاً ولن تكون وحدها من ستحصل على إهتمامة..

قبلها بحنان وهو يضمها ل صدره بقوه ووقف بها واستدار تزامناً مع خروج نوران من الداخل مرتدية مئزره الأبيض الذي يبتلعها تعقده على خصرها النحيل تعقده بإهمال بسبب مقاسه الكبيرعليها ل ينسدل من على كتفها مظهراً بشرتها الناعمة فيبدو أن هذا وقت السباحة الخاص بهم ل يتفحص بقية هيئتها وهي ترفع شعرها الأحمر الناري الذي يتوهج تحت أشعة الشمس وقت مغيبها بإهمال ل تتمرد خصلاتها القصيرة منسدلة من ربطتها تتقدم منهم وهي تحمل بيدها مئزر وردي صغير من أجل طفلته تقوم بثنيه على يدها بابتسامة حنونه غير منتبه له..

رفعت رأسها على حين غرة عندما سمعت ضحكات جنات التي تبث بداخلها الأمل دائماً ل تختفي ابتسامتها مع توسع عينها بالتدريج ل يحل محلها الألم والحزن مع إلتماع عينها بالدموع لكن رغم كل هذا كان الشوق هو ما سيطر عليها..

إبتسم جود بحنان وهو يتفحصها من أعلاها لأخمص قدميها بشوق فهي خسرت بعض الوزن لكنها ازدادت فتنة رغم هذا فتح ذراعه لها وهو يبتسم ل تركض إليه حتى وصلت له ل ترتطم بجسده بقوة جعلته يترنج قليلاً للخلف وهذا لم يزده سوى إبتسامة وهو يطوق خصرها بيده والأخرى يحمل بها جنات ف وصل.

ل مسامعة شهقتها الباكية فدفن رأسه ب خصلاتها بحزن قائلاً بتنهيدة حارة وهو يستنشقها بانتشاء يملأ صدره الذي حُرم من تلك الرائحة الذكيه لأشهر: أنا مكنتش عايش و الله مكنتش عايش..
رفعت رأسها وهي تبكِ وكوبت وجهه بين يديها تتأمله وخضرواتها تمر على كل إنش بوجهه بشوق
ف الإرهاق هو ما سيطر عليه وقد خسر الكثير الوزن أيضاً فقالت بحنان وهي تعانقه بقوة: وحشتني وحشتني أوي..

مرر يده على ظهرها بحنان وهو يسند وجنته على وجنتها وشفتيه مقابلة لأذنها قائلاً بحرارة: مش أكتر مني مش أكتر مني، ثم قبل عرقها النابض البين أمامة بحرارة حتى كتفها العاري وقبل أن ينسى نفسه وجد جنات تضحك وهي تمسك ذقنه بأناملها الصغيرة
ف رفع رأسه وهو يبتسم بحنان ثم قبل جنات بسعادة وقال ل نوران باستفهام: أنا اول ماجيت ضحكتلي هي كده مع كل الناس؟!

هزت نوران رأسها بنفي وقالت وهي تربت على وجنتها بحزن: إنت كنت معانا ف كل ثانيه وكل دقيقه..
ضمها ل صدرة بحنان مداعباً أنفه بأنفها بحزن معبراً عن أسفه: أنا أسف، أسف عشان سبتكم كل الفتره دي، إبتعد ثم جذبها من يدها للداخل وأجلسها على الأريكة بجانبه وبدأ ب قص كل ما حدث معه لها.

وبعد نصف ساعة تقريباً كان قد إنتهى الحديث محدقاً ب نوران التي كانت تنظر له بلوم ثم قالت بنبرة مرتجفة: يعني إنت كنت بتساعد الكل وواقف جنبهم وسايبني أنا وبنتك هنا نتفلق مش كده؟! حتى إنك مرفعتش سماعة التليفون عشان تطمن علينا تشوفنا عايشين ولا ميتين!

فعانقها بحنان قائلاً بحزن: بعد الشر عليكم متقوليش كده، ثم تنهد بتعب وتابع بصدق: انا مكنتش عارف أواجهك ولا عارف أقولك إيه عشان متأكد إني غلطان و مكالمتي ليكِ صدقيني كانت هتتعبك أكتر..
فهزت رأسها بنفي وهي تبتعد عن أحضانه: ده مش مبرر! ألين لو مكنتش زعلت منك مكنتش هترجع ولا هتعبرنا..

هز رأسه بنفي: لا مش مظبوط الكلام ده، فقالت بعتاب وإصرار: لا مظبوط انت مكنتش هترجع لو ألين مكنتش زعلت منك، ثم سألته بحزن: لو كل حاجه بينكم كانت كويسه كنت هتيجي؟!
فتنهد وقال باستسلام وتعب وهو يشعر ب حراره جسده: مش عارف يا نوران بجد بس سواء جيت أو مجتش ده مش هيغير إني بحبكم وإنتوا حياتي!
فقالت بتهكم: بجد حياتك؟ والمفروض إنك تفضل بعيد عننا عشان بتحبنا؟!

فقال برجاء وهو يتحدث بإرهاق: نوران أبوس إيدك ممكن نتخانق بعدين عشان أنا مش شايف قدامي من التعب بجد، سقطت عبراتها وهي تحدق به بلوم وعتاب فمد يده كي يجذبها ل صدرة لكنها دفعتها وأخذت جنات من فوق قدمه التي كانت منسجمة باللعب بأزرار قميصه قائلة بحدة ونبرة مهتزة: الكلام انتهي ياجود ومفيش جنات ولا نوران كمان، ووقفت ل تذهب لكنه أمسك معصمها قائلاً برجاء: طيب ممكن تجيبى بوسه بس وبعدين خاصميني دول تسع شهور!

تملصت من بين يديه وقالت بحده: مفيش بوس كمان وحملت جنات وصعدت الدرج مُتجهه إلى غرفتها أو غرفتهما معاً ل يصل ل مسامعها هتافه بوعيد وصوت مرتفع خلفه تذمر بسبب عدم أخذه للقبلة: بكره تجيلي ملط واقولك بطلت، ل تبتسم وهي تهز رأسها واضعه جنات على الفراش كي تبدل ثيابها فلن يكون هناك سباحة لليوم..

إنتظرت ل نصف ساعة ف الغرفه تلاعب جنات حتى غفيت تماماً فوضعتها ب مهدها وهي تقبلها بحنان ثم بدلت ملابسها ل بيجاما بيتيه خامه الستان بأكمام ونزلت للأسفل ل تتنهد بحزن وهي تحدق بملامحه المرهقة وهو مستغرقاً في النوم على الأريكة ف جلست بجانب الأريكة و خلعت حذائه كي ينام براحه ثم قامت بفك أزرار قميصه العلوية كي لا يختنق لكن حرارته أخافتها فمدت يدها تتحسس عنقه ل تتوسع عينيها فهو يحترق صفعت وجنته بخفة كي يستيقظ: جود جود!

لكنه لم يرد بل كان جبينه يتفصد عرقاً يهذي بأقوال لم تفهمها ف حاولت حمله لكنها لم تستطع فاتجهت للخارج وطلبت من الحراس مساعدتها فذهبوا معها وحملوه حتى دورة المياه ووضعوه بحوض الأستحمام مثلما أخبرتهم أيضاً أن ينتظروا في الخارج كي ينقلوه إلى الفراش..

وضعت ألواح ثلج بالمياه لا تعلم من أين أتوا بها ثم خلعت ملابسه وفتحت المياه عليه ل تلاحظ انتفاض جسده بسبب برودة المياه ف ربتت على وجنته بحنان ثم ضمت رأسه إلى صدرها حتى إنتهى هذا العذاب بالنسبة له ف قامت بتجفيف جسدة وساعدته بارتداء الملابس! لا بل هي من فعلت كل شيء ولم يساعدها بشيء فهو ليس واعي، أخبرتهم بانتهائها ومن دون تردد حملوه إلى الفراش ف شكرتهم وغادروا بعد أن أخبروها أن تطلب منهم ما شاءت من مساعدة..

قامت بتذويب بعض الحبوب الخاصة بالحمى ورفعت
رأسه برفق وهي تخبره أن يرتشف بهدوء حتى نهاها بعد مُعاناه ثم دثرته بالغطاء وظلت جالسة بجانبه تراقب حرارته من وقتٍ لآخر حتى غلب عليها النعاس ف غفيت وهي تعانقه..
عاد إلى المنزل بعد إرهاق طوال اليوم بسبب عمله المكثف اليوم..
قوس شفتيه بحزن وهو يجد المطبخ فارغ من وجودها اليوم فنظر ب ساعه معصمة بالتأكيد لن تقف تنتظره كل هذا الوقت فهو تأخر اليوم..

صعد إلى الغرفة ببطء وهو يتسلل كي لا يحدث صوتاً ويرى ماتفعل في غيابه ف وجد الأضواء مغلقه
ل يقطب حاجبيه بتعجب ثم اقترب من الفراش و ضغط على زر الضوء ل تجحظ عيناه مما رآه!.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة