قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثاني والسبعون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثاني والسبعون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثاني والسبعون

ل يقطب حاجبيه بتعجب ثم اقترب من الفراش و ضغط على زر الضوء ل تجحظ عيناه مما رآه!
هل جلبت محتوى الثلاجة إلى هُنا؟!

القي بالهاتف ومفتاح السيارة على الكومود وهو يصعد على الفراش ل يستمع صوت قرمشة شيء يصدر من تحت ركبتيه فابتعد ورفع الغطاء ل يجد أكياس خاصه بالمقرمشات من أجل التسلية فارغة ومحتواها لم تتناوله بل كان ساقطاً على الفراش فالتقط بعضهم بيده وأخذ يأكلهم بتعجب وهو يحدق بتلك الفوضى حتى أبصرت عيناه تلك التفاحة الساقطه ب جانب رأسها تلك الدُبه المستغرقه في النوم فالتقطها ل يجد أنه تم قضم فضمه واحدة فقط منها فنظر لها وهو يهز رأسه ثم قضم منها وأكمل تناولها هو وهو يتقدم منها على ركبتيه وعيناه تتجول على الفوضى التي أحدثتها حولها..

قال بتعجب وهو يلتقط برطمان ناظراً إلى محتواه: ايه ده نوتيلا كمان، انتِ يا بندا يلي نايمة، همهمت.

ب إنزعاج وسط نومها بعمق وهي تدثر جسدها العاري نسبياً بسبب منامتها التي لا تخفي الكثير تحت الغطاء بنعومة فتقدم على ركبتيه أكثر ل يشعر بشيء طريّ تحتها فأبعد قدمه رفع الغطاء أكثر ل يسقط فكه أرضاً قائلاً باستنكار لذلك المنظر: بيتزا! ايه ده كمان، ثم أمسك تلك العلبة الفارغة ل يجد قطره مثلجات أخيره تسقط مع شعوره بِبللٍ تحته أبعد الغطاء مجدداً ل يجد المثلجات ذائبه أغرقت الفراش ومعلبات العصير الفارغة لقد تم تدمير الفراش تماماً لكزها بكتفها بغيظ: انتِ ياهانم يلي نايمة، همهمت بانزعاج فقال بضجر: هو ايه اللي اممممممم اممممممممم اصحي!

نظرت له من فوق كتفها بانزعاج قائلة بنعاس: في ايه يا نادر بس؟!
قال بغيظ وهو يقضم من قطعة البيتزا: نادر اي، وصمت ثم بصقها من فمه قائلاً بتقزز: ايه ده أكلتيها ازاي دي؟
نظرت لها بحزن قائله: كانت سُخنه بس بردت..
أومأ له ثم رفع حاجبيه قائلاٌ باستفهام: انتِ جبتيها منين؟
شردت محاولة التذكر لكنها هزت رأسها بنفي: مش فاكرة!

ابتسم بعصبية وهو يكاد يمسك وجهها ويدفنه بالمثلجات ويجعلها تلعقها: مش فاكرة ازاي؟ اوعي تكوني طلبتيها ونزلت لهم كده؟!
ابتسمت بعبث ثم قالت بهدوء استفزه وهي تحرك كتفها بعدم اهتمام: ماله شكلي؟! منا حلوه أوهو؟!
اقترب وضم قبضته أمام وجهها جعلها تبعد رأسها وهي تضحك ليقول جازاً على أسنانه: حلوة ليا انا هنا مش للناس يا بارده!
ضحكت بفمها الملوث ب الشوكولا الداكنة قارصة وجنته بخفه متسائلة بتسلية: بتغير!

زفر متنفساً بعنف وقال بتحذير: انطقي بدل ما انطقك أنا! وقبل ما أنطقك انا هسففك اللي انتِ عملاه على السرير ده، وتعالي هنا في حد يعمل كده؟ افرضي بقى النمل جه شالنا بليل؟!
ضحكت وهي تحاوط عنقه بنعومة: انت هتحمينى..
عانقها بحنان وهو يربت على ظهرها العاري ب نعومة: وحشتيني، فصلت العناق ظناً ان الوقت مازال مبكراً وقالت وهي تقرص وجنته: انت جاي بدري وحشتك ايه؟!

ضحك بسخرية وهو يضع معصمه أمام عينيها كي تري كم الوقت من ساعتة: مساء الغيبوبة بدري ايه؟!
شهقت بتفاجئ وقالت بحزن: انا نمت كل ده؟!، أومأ لها وهو يمد ابهامه ل زواية شفتيها ماحياً تلك الفوضى قائلاً باستفهام: أقدر أسمي حالتك إنها حالة إكتئاب؟
أومأت له بحزن فقال بمرح كي يخرجها من حزنها: ياحبيبتي طظ ف كل الشغل متروحيش لكن متدمريش الثلاجة والسرير معاكِ حرام كده؟!

ابتسمت له برقة قبل أن تسأله وهي تقطب حاجبيها بسبب ابهامه الذي توقف بجانب شفتيها: كل ده أكل باقي حولين بؤئي؟!
ابتسم بعبث وهو يقرب شفتيه منها: لا دي حجه عشان أبوسك، ولم يترك لها مجال الحديث بل قبلها برقة بادلته إياها بشوق حتى فصلها قائلاً بأنفاس لاهثة: شوكولاتة بالقشطه يا ناس، ابتسمت وعانقته بقوة فيا إلهي كم تحبه فلا أحد غيره يستطيع إخراجها من حزنها وجعلها سعيدة سواه هو..

أخرجها من شرودها قوله بحزن وبعض الحسره وهو يتحسس ظهرها العاري: انتِ بجد نزلتِ كده؟!
ضحكت بنعومة وهي تفصل العناق ثم ضربت جبهته بخفه قائله كي تذكره: انت اللي طلبتها امبارح لما الاكل اتحرق ونسيت وماكلتش..
قرص خصرها بعبث وهو ينظر له بمكر جعلها تشهق وقالت بتوجس وهي تغطي جسدها: ايه؟
أمال رأسه عليها وهو يبتسم: ايه؟!، وقبل أن يمسك بها كما أراد هربت راكضة إلى دورة المياه..

فقال بغيظ: ماشي يا لارا، وانا اللي كنت هساعدك! نضفي لوحدك بقي..
خرجت بعد بعض الوقت وهي تتسلل باحثة عنه بعيناها غير متجاهله عوده الغرفة نظيفة من جديد
ل تشهق بخضه تلاها ضحكاتها السعيده وهو يحملها من خصرها فقالت بتذمر وهي تلوح بقدمها في الهواء: ايه يا نادر بقي؟!
فقال بإزدراء وهو يأخذها ل غرفة أخرى: عايز حق المرتبه اللي بوظتيها
فقالت وهي تحثه على تركها: طيب نزلني وهدفع حقها..

ف لاعب حاجبيه مبتسماً بخبث وأردف ب مكر: مش عايز فلوس لأ..
دفنت رأسها بصدره وقالت بحزن: طيب كُل الأول انت كل يوم بتنام من غير اكل وانا بتعكنن لما مش بتاكل..
ابتسم بحنان وأردف بعبث: هو حد يشوفك ويجوع برضه؟ وبعدين انا لسه واكل بيتزا معفنه اهي ايه المشكله؟!
لم يأته رد بل سمع شهقتها ل يعلم أنها تبكِ فأنزلها وهو يتنهد وكوب وجهها بين يديه وتساءل بحزن: مالك بس يا لارا مالك؟!

فقالت بألم وهي تشهق: كفايه اني مبخلفش مش هبقي مُقصرة معاك من كل حته!
محي عبراتها بحزن وقال بضيق: حد قالك انك مُقصرة معايا؟ انا اشتكيت؟
هزت رأسها بنفي وقالت بنبرة مُلتاعه مزقته: حتى لو مش هتقول عشان متجرحنيش..

أجلسها على الأريكة القابعة أسفل النافذة وجثا أمامها وقال برفق وهو يحتضن كفيها بين راحة يده: يا حبيبتي هو في ايه اشتكي منه أصلاً؟، لكنها ظلت تبكِ ولم ترد عليه فقال بحنان وهو ينظر لها بحزن: طيب عايزة ايه وانا هعملهولك؟!

قالت بنحيب وهي تضع يدها على وجهها: عايزه أخلف، تنهد قبل أن يقف ويجلس بجانبها وسحبها لأحضانه ل تتابع بكائها على صدره بحرقة ولم يمنعها بل تركها تبكِ مربتاً على ظهرها بحنو لعلها ترتاح وينتهي عذابها الذي يشك أنه سيذهب يوماً أن ظلت هكذا؟ يجب أن تتقبل فكرة أنها لن تنجب كي تعيش براحة!هي لن تكون راحة بالمعني الحرفي ولكنه سيخفف عنها قليلاً على الأقل..

هدأت قليلاً فقال بحزن وهو يسند فكه فوق رأسها: إحنا مش اتكلمنا في الموضوع ده قبل كده؟!
لم يأته رد فتابع بقلة حيلة: إحنا عملنا كل حاجه نقدر عليها والباقي من على ربنا وإنتِ خلاص معندكيش مشكلة متعيطيش كل شويه وتقولي مبخلفش لأ إنتِ بس متأخره شويه عادي ومش لوحدك أنا متأخر معاكِ كمان و بتحصل عند ناس كتير بيفضلوا فوق الخمس سنين ميخلفوش مفيهاش مشكلة عادي!

فرفعت رأسها وقالت بنبرة مرتجفة وأغرورت عينها بالدموع: بس أنا مش عايزه أفضل خمس سنين..
ابتسم وهز رأسه ماحياً عبراتها: ياحبيبتي مش بمزاجنا، ثم تصنع الغضب وتابع: وبعدين انتِ السبب في التأخير ده؟ انا مش كنت بشوف شغلي وبقضي واجبي الوطني جيتي تعيطي عشان الأكل وتعملي مندبة وقلبتيها نكد أعملك ايه؟!
رفعت رأسها له وقالت وهي تزم شفتيها: أنا عطلتك؟
أومأ لها بازدراء ثم نهض وتركها فجأه فسألته بضيق: إنت رايح فين؟!

فاستدار لها وقال بتكلف: رايح اكل عشان متحسيش انك مُقصرة معايا ف حاجة!
ضربت قدمها في الأرض متذمرة وتناست بكائها
ل يبتسم وهو يستمع لها وقلبه يتراقص فرحاً فهاهي تعود لطبيعتها بالتدريج: ولما تعملوا إنت ل نفسك يبقى أنا لزمتي ايه؟!، ثم وضعت يدها بخصرها وقالت بغضب لطيف: خدني معاك؟
عاد بخطواته لها مجدداً ووقف أمامها مولياً ظهره لها فرفعت حاجبيها وقالت بغيظ: وده ايه بقي إن شاء الله؟!

نظر لها من فوق كتفه وقال بعبث وهو يحرك كتفيه معاً: يلا حليب يا لبن!
اتسعت ابتسامتها وقفزت فوق ظهره مطوقة خصره بقدميها ورقبته بأناملها وقالت بسعادة: يلا بينا..
فتح عينه ببطء ورفع يده الدافئه نسبياً وفارق بين حاجبيه ب إبهامه وسبابته بسبب شعوره ب تشنجها أثر تقطيبه لها بسبب الحمى..

شعر بتحرك رأسها ضد صدره فابتسم بوهن وهو يدفن أنامله بخصلاتها بنعومة جعلها تفتح عينيها رامشة بنعاس قبل أن تتذكر وجوده فانتفضت جالسه نصف جلسه متحسسه جبينه بقلق وقالت بخمول وهي تحدق به بقلق: إنت كويس؟ حاسس بإيه؟
ابتسم بحنان ورفع يده مداعباً وجنتها برقة أغمضت عينها أثرها وهي تحرك وجنتها ضد راحة يده ك قطة مدللة فهي اشتاقت ل عبثه وجميع ما كان يفعله بها..

تصلب جسدها عندما تذكرت أنها لاتحادثة فماذا تفعل الآن وقد قرأ أفكارها عندما لاحظ تصلبها وقبل أن تتحرك سحبها ل تسقط بأحضانه قائلاً برجاء وهو يقبض على خصرها بقوة دافناً رأسه ب رقبتها مقبلاً منكبها بحرارة: خليكي جنبى، وحشتيني، رق قلبها له ولم تتحرك حتى شعرت بانتظام أنفاسه الدافئه تضرب عنقها تصيبها ب قشعريرة لذيذة فأي حركة تصدر منه تلهب مشاعرها وخاصتاً تلك الفترة بسبب اشتياقها له. تقلبت ل تكون مقابلة عندما تأكدت من ثباته العميق.

ف حركت أناملها و مررتها على وجنته بنعومة وهي تتأمله بدءاً من ذقنه المشذبة حتى جبهته ل تستقر نظراتها في النهاية على شفتيه وهناك صراع داخلها تريد أن تقبله قبلة خاطفة فقط لكنها تخشى أن يمسك بها..
قضمت شفتيها وهي تمد يدها تتحسس جبهته
ف حرارته انخفضت وهذا حمسها ل تقبيله أكثر طبعت قبلة خاطفة على زاويه شفتيه وابعدت رأسها سريعاً كي لايشعر بها وهي تتنفس باضطراب ناظرة.

إلى ملامحه الرجولية الهادئة وإغراء شفتيه ل شفتيها الوردية كي تتقدم وتقبلة مجدداً وقد طاوعت نفسها وانحنت تنهل من رحيق شفتيه التي اشتاقت لها.

ل تتوسع عينيها بتفاجئ عندما وجدته يثبت رأسها من الخلف يبادلها قبلتها بنهم وشوق سلب أنفاسها جعل قلبها يثور بيد وبالأخرى كان يفك أزرار بجامتها العلوية حاولت دفعة بشتي الطرق بخجل بسبب مبادرتها بالقبلة هذا المخادع لقد صدقت تمثلية، حاولت دفعه بيد مرتجفه بسبب عبثه بجسدها لكنه أضعفها ولم تستطع دفعه بل جعلها تخضع له بكل رضى يبث أشواقه بها بطريقته الخاصة مبعثراً مابقى لها ثبات، أهدم جميع حصونها ل يبقي فقط مشاعرها الملتهبه التي جعلتها تطالبه بالمزيد ل غيبا معاً تحت غيمة الحب معبراً كل واحداً منهما عن شوقه بطريقته الخاصة..

كان نائماً بعمق وراحة وهو يضم جسدها الناعم
ل جسده وابتسامه سعيدة تكاد تنفلت من بين شفتيه أثناء نومة حتى صدح صوت الهاتف المزعج مصدراً أزيزاً بسبب وضعه على الكومود، فتح عينيه بانزعاج وفك حصاره عنها ووضع الهاتف على أذنه بنعاس.

ل ينتفض بخوف أيقظها وهو يستمع ل حديثها وهي تبكِ بحرقة في الهاتف فقال يهدئها: طيب اهدي اهدي أنا جيلك، وأغلق الهاتف وهو يلعنه بغضب ضاغطاً على رقمه ل يقاطعه همسها القلق الرقيق أثر النوم وهي تربت على ذراعه: شادي مابك؟ ماذا هُناك؟
أبعد خصلاتها الذهبيه الحريرية خلف أذنها بنعومة وقال بنبرة مطمئنة: لا شيء حبيبتي فلتعودي للنوم..

أومأت بقلق ووضعت رأسها على الوسادة وهي تنظر له بقلق هدر بحدة عندما سمع صوته الناعس: انت عملت ايه يا حيوان؟ روان منهارة من العياط؟!
فقال شريف وهو يحدق بالإطار الذي وضع به صورتها على الكومود المحاذي للفراش: عملت اللي اتفقنا عليه!
فوبخه شادي: احنا متفقناش النهاردة؟
فقال شريف بأسف: اختك استفزتني وكان لازم اعمل كده، ثم صمت وقال بخبث: مالك مدايق ليه قطعتك عن حاجه مهمه؟!

زفر شادي بحده وهو يمرر يده على وجهه بنفاذ صبر: أقفل عشان هغلط فيك دلوقتي اقفل، وأغلق الهاتف بوجهه ونهض وارتدى ملابسه سريعاً بعجله وعاد يلتقط متعلقاته من جانب الفراش ل تقع عينه عليها
ل يجدها تنظر له بحزن فانحني مقبلاً جبهتها بحنان قائلاً ب أسف: أسف للذهاب بهذا الوقت لكن يجب أن أذهب ولتعلمي فقط أنني أصبحت أكره تلك البلدة كثيراً..

ارتمت بأحضانه تبكِ بقهر تحت ذهوله وهو يرى هيئتها وكاد يصدق أنه فعلها حقاً فقال باستفهام متصنعاً الجهل: حصل إيه؟ مالك؟!
فقالت وهي تشهق: شريف أغتصبني..
نظر لها بدون تعبير فهزت رأسها ومازالت تبكِ: أنا لقيته فجأه اتهجم عليا حاولت اهرب لكن معرفتش وبعدها حصل اللي حصل..
اسودت عيناه بغضب جاهد أن يكون طبيعياً مقنع لها وصرخ بحده هو يمسك ذراعها بقوة: وانتِ كنتِ بتعملي ايه؟ سبتية بسهولة؟!

فقالت ب هيستيريا: لأ والله مسبتهوش بس أغم عليا ولما فوقت لقيت نفسي ك، لكنه صمتت عندما صرخ بغضب وعيناه تكاد تخرج من محجريهما: أنا هقتله، أنا هقتله، وتركها وذهب متحجرة مكانها ثم تهاوى جسدها ساقطة على الأرض بضعف وعيناها تحدق بتلك الفوضى المحدثة بحسرة ولا تعلم من تصدق ف قلبها يخبرها أنه لم يفعل هذا فهذا ليس من شيمة! وعقلها يخبرها بالحقيقة البينة أمامها أنه فعلها! لكن هل هو بلا قلب لتلك الدرجة كي يستغل عدم وعيها ويفعل مايريد؟!.

: متتأخرش الصبح عن المعاد اللي اتفقنا عليه لما نشوف اخرتها معاك، هذا ما أردف به شادي وهو يتحدث في الهاتف ثم أنهى المكالمة وعاد للداخل من جديد فوجدها غافية ب الأرض ورأسها تضعها على الفراش وعبراتها مازالت عالقة بأهدابها فحملها برفق ووضعها على الفراش وهو يحدق بتلك الفوضوي هازاً رأسه من جنون الآخر فلولا أنه يثق به ويعلم أنها تحبه لم يكن ل يرضي ب قهرتها على نفسها بتلك الطريقة ووقوفه ومشاهدتها بصمت ولكن حالتها أيضاً ليست ثائرة كثيراً بالنسبة ل فتاةٍ تم الإعتداء عليها ف بماذا تفكر حتى تنام بتلك السرعة؟! ولما هاتفته إن كانت غير متأكدة؟!

صباح يومٍ جديد..
تنهد وهو يجلس بجانبها في الحديقة ومازال يلتقط أنفاسه المتسارعة بسبب ركضه صباحاً..
فقال بهدوء وهو يحدق أمامه مباشرةً: أنا فكرت
ف حكايتك إنتِ و مالك..

نظرت له بهدوء تستمع لما سيقول فتابع وهو يستدير محدقاً بوجهها مباشرةً: إنتوا الاثنين غلطانين! وبعدين مسمعتيش المقولة اللي بتقول لن يلتقي الساكنان على أحدهما التحرك !، ثم ابتسم بحزن وتابع: يعني مالك كان فاكر انك مجبوره عليه عشان كده كان بعيد عنك ومستنيكي انتِ تقربي وللأسف انتِ كمان كنتِ مستنياه يقرب وادي النهاية زي ما انتِ شايفاها؟!

عادت للتحديق أمامها مجدداً تفكر ب حديثة حتى قال بنبرة شعرت أنه يقصد نفسه بها ولا تعلم لما: متكرريش الغلط تاني! لو بدأتي إنتِ بالخطوة الأولى ده عمره ما يقلل منك أبداً، ثم تابع معبراً عما يشعر به: ساعات يا ريم مش انا بس الرجاله عمتاً يعني لو حد حس انه مش مرغوب فيه بيبعد لوحده حتى لو بيحبك وده بيتفهم انه غرور وتكبر منه وده اللى خلاكى فضلتي بعيدة كل الوقت ده عن مالك! متكرريش نفس الغلط تاني ولما تحسي بحاجة قوليها عشان الفرص مش بتيجي غير مرة واحدة، أومأت له بهدوء ولا تعلم ما فائدة هذا الحديث الآن؟

أخرجها من شرودها قوله وهو يبتسم: على فكره أنا موافق..
نظرت له بعدم فهم قائلة باستفهام: موافق على ايه؟!
فقال بمرح وهو يضع يده على كتفها: موافق أتجوزك!، نظرت له مطولاً تحاول قراءة ما يدور برأسه ولا تنكر كم السعادة التي تشعر بها الآن ودقات قلبها التي تعالت فجأة فقالت وهي تحدق بابتسامة: شكراً ل كرم أخلاقك بس ينفع تقولي السبب؟

أومأ ومازال يبتسم تلك الابتسامة العابثة جعلها تبتسم لا إرادياً وهي تنظر له: الصراحة قلت ل نفسي ايه ياواد يا يحيي أنت بتدور على عروسة لازم اتجوز قبل ما أعنس وملقتش حد مناسب ويزيده الشرف غيرك انتِ!
رفعت حاجبيها وهي تنظر له قائلة بازدراء: بجد؟
أومأ لها وتابع: مليكة مش هتلاقي حد تحبه زيك بسهولة، وأنا كمان!

اختفت ابتسامتها وأصبح صدرها يعلو ويهبط أثر تنفسها العنيف وقالت بنبرة مرتجفة ظنت أنها ثابتة: وإنت كمان ايه؟!
تأكد من شكوكه وهو يتابع انفعالاتها وهذا جعله يكذب بكل سرور: انا كمان مش هلاقي حد مليكة تحبه كده!، أومأت له بهدوء وهي تنظر بالاتجاه الأخر مهدئه من نفسها التي لعنتها بسبب ارتباكها بتلك الطريقة المُخذِية..

فتحت عينيها ببطء وهي تشتم رائحة المشفى والمعقمات بكل مكان لكنها أغلقتها سريعاً بسبب شعورها ب حرقتها فهي لم تستخدم الدواء بعد تأوهت بصوت مكتوم بسبب غرز المحلول بيدها وهذا نبه نور وتقدمت تسألها بقلق وهي تربت على شعرها: انتِ كويسة؟!.

فهي كانت تسير إلى غرفتها وهي تبكِ بعد سماع الحديث الذي دار بين والدها ونائل وفراس ولا تصدق ما يحدث حتى سمعت صوت بكاء إيان ب حرقة ظنت انه وحده بالغرفة ف دلفت إلى الغرفة ل تجد ألين مغشي عليها وهذا أفزعها بسبب رؤيتها للدماء وشكل الغرفة هكذا..

ركضت للأسفل تستنجد بأحدٍ ما ولم تجد سوى محمود الذي حملها إلى السيارة سريعاً وطلب من الخادمات الاعتناء ب إيان وعندما طلب سائق لم يجد سوى نائل الذي ترك فراس نائماً على الأريكة القاسية وقلهم هو إلى المستشفى وطوال الطريق كان يحدق ب نور
ب مرآه السيارة وقد لاحظته وتجاهلته بطريقة من المفترض أن تجعله يخجل ويتوقف لكنه ظل يتأملها كل تارة وأخرى دون التوقف..

ابتسمت بتعب وهي تنتصب جالسه: الحمد الله، ثم قالت بلهفة: إيان فين؟!
طمئنتها نور برفق: متخافيش عليه ف البيت هيبقي كويس، إنتِ اللي مش كويسة!
هزت رأسها بنفي وهي تفرك عينيها: أنا كويسه مفيش حاجة عيني بس بتوجعني..
فاقترحت عليها بقلق: أجيب لك دكتور؟!

هزت رأسها بنفي: لأ، أنا عندي العلاج ف البيت هاخده، أومأت لها نور وهي تعانقها مريحة رأسها على صدرها ل تتنهد ألين وهي تدفن رأسها بأحضانها أكثر وقالت بحنان وهي تربت على شعرها: مش
كفاية ألم بقى؟، كادت تتحدث وترد لكن دخول محمود كي يطمئن عليها أصمت الأثنتان فتساءل بهدوء: بقيتي احسن تقدري تخرجي؟!

أومأت وهي تبتعد عن أحضانها ل تساعدها نور بالنهوض ف هربت من بين شفتيها آه متألمة عندما وضعت قدميها المضمدة على الأرض فقال محمود وهو يراقب حالتها: خليها ترتاح ل حد ما اخلص الأجراءات وبعدين نمشي، أومأت له نور بينما هو تركهم وذهب..
ل يتسلل نائل بضجر من السيارة و صعد خلف ومحمود واختبأ عندما رآه يخرج من الغرفة وظل يدعو أن تخرج هي الأخرى قبل أن يعود ويراه هُنا.

ارتجفت يديها بين راحة يد نور ف تحسست نور جبهتها ف وجدت جسدها مُثلج وليس بارد فقط فقالت بقلق: ألين متأكده إنك كويسة؟!، أومأت لها بهدوء فقالت بحزم كي لا ترفض: أنا هروح اجبلك حاجه سُخنه تشربيها..
تركتها وغادرت متجه للأسفل بعقل شارد فصرخت صرخة لم تكتمل عندما قبض على خصرها بقوة أرعبها واضعاً يده على فمها كاتماً أنفاسها بيده وأخذها إلى غرفة فارغة..

أغلق الباب وحاوطها خلفه ولم ينزل يده من على فمها بعد لكنها كانت تحدق به بفزع حقيقي والتمعت عينها بالدموع ربما قد نسي ما تعرضت له لكنها لم تنسى يوماً لن تنسى فهي تظل تري ما حدث معها بأحلامها ولا أحد يشعر فهم يظنون أنها بخير!

تساقطت عبراتها وهي تحدق به وقد رأي الألم بعينها فأسند جبينه على جبينها وهو يتنهد بحرارة مغمضاً عينه: وحشتيني، وحشتيني، حركت شفتيها تريد أن تتحدث لكنه ضغط على شفتيها أكثر: متتكلميش دلوقتي، مش دلوقتي، مش عايز أسمع منك حاجه أو أقول حاجه نندم عليها بعدين، هزت رأسها بإصرار تريد التحدث فأبعد يده قليلاً ل تلتقط أنفاسها بعنف ثم محت دموعها بحده وقالت بشجاعة لم تمتلكها يوماً لكن نبرتها كانت مهتزة مع هذا: نائل أنا واحدة وعيت على الدنيا لقيت نفسي لوحدي! تعبت كتير لِحد ماوصلت وبقيت دكتوره، ولما حبيت حبيت واحد انا مش من مستواه وسبته في نُص الطريق! ولما رجعت ندمانه لقيته حب واحدة ثانيه واتجوز! وقبلتك بعدها وحبيتك رغم معاملتك ليا وبرودك معايا وكنت راضيه! اتبهدلت بسببك وبرضه كنت راضيه ووافقت اتجوزك، ضربتي واستحملت وهنتني وعادي كنت بعديها، كنت بستسلم ليك كل مرة بعد صراع طويل جوايا انك مش هتقرب لي عشان متجرحنيش بس مكنتش بقدر، حبستني زي الأطفال عشان محدش يوصلي ومع كده كان بيوصلى! إترجيتك عشان نمشي من هنا ونعيش بعيد مع بعض بس انت موافقتش وسبتني تاني، ثم شهقت وهي تمرر يدها على رقبتها بضيق و تابعت بنبرة مختنقة: اتخطفت وأربعة اغتصبوني بأبشع الطرق واستحملت! فقدت النطق وعادي محصلش حاجة، بعدتني عنك ونزلت مصر واستحملت نظرات الشفقة وقلت معلش عادي مينفعش حد يبصلي بطريقة غير دى احسن ما يبصولي بصه تانيه تجرحني ومقدرش أتحملها، رجعت تاني و اتصدمت صدمة عمرى لما شوفت المكان كله انفجر وانت جوه ومستحيل تكون عايش! بس اتغلبت على ألمي وحزني واستقبلت صدمة إن عندي أب عايش وجي يحميني دلوقتي وغصب عني أو برضايا هعيش معاه!، لتسأله بتهكم: تفتكر إن واحدة استحملت كل ده مش هتقدر تستحمل بعدك عنها يعني؟ تبقى غلطان اوى! وفكت قبضته عن خصرها وهي تحدق به بتحدي واضح رآه بعينها ويعلم أن ما ستفعله هي لا يساوي شيئاً أمام ما سيفعله والدها..

استفاق على صوت إغلاق الباب واختفائها من أمامه فزفر وضم قبضته وضربها بالحائط بعنف شاعراً بتحرك عظم يده ثم غادر ينتظر في السيارة وبرأسه تدور آلاف الأفكار عما سيحدث..
توقفت ب منتصف الرواق عندما وجدت محمود عائداً فسألها بقلق: في حاجة؟!
هزت رأسها بنفي معقبة: لا كنت هجيب حاجة سُخنه ل ألين بس..

فقال بهدوء: ممكن ناخدها دلوقتي العربية وهبقي أجبلها في الطريق، أومأت له وعادت معه إلى غرفتها ف وجدتها غافية ربتت على وجنتها برقة: ألين اصحي اصحي، فتحت عينها بتثاقل ف حثتها نور على الوقوف و حاوطت خصرها تساعدها في السير لكنها تأوهت وكادت تسقط ب منتصف الطريق لكن يد محمود منعتها ومن دون تردد وضع يده تحت فخذيها والأخرى حول خصرها وحملها بين يديه ف حاوطت عنقه بيدها وأسندت رأسها على كتفه بوهن تحت نظرات نور المتعجبه ل هذا لكنها سارت أمامهم بصمت..

ضربت أنفاسها الحارة عنقه ل يبتلع ريقه مستمر في السير وچل ما يجول بخاطره أنها ملكاً لأخر هي تشبه زوجته المتوفاة لكنها لا تحبه لا توجد فرصة أمامه
ولن يخسر كل شيء بسبب علاقة واضح وضوح الشمس أنها ستفشل وخاصتاً ثقة رب عمله لن يخسره فهو أصبح بمكانه لم يحلم أن يكون بها يوماً لهذا فقط سوف يتجاهل كل ما سيشعر به كأنه لم يكن..
غضب نائل عندما رآه يحملها بتلك الطريقة ف فراس لو رآه سيقتله!

وضعها بالمقعد الخلفي للسيارة وظل رافعاً رأسها بين يده حتى جلست نور فأراح رأسها على فخذها ثم أغلق الباب وجلس بالمقدمة بجانب نائل الذي لايطيقة فهو منذ رؤيته ولم يحبه لكنه ممنون أنه ليس ب خائن..
بدأ القيادة بهدوء وكل تارة وأخرى يحدق في المرآة حتى شرد ب نور وهي تربت على وجنة ألين بحنان متذكراً اول مرة رآها بها بعد أن خربت علاقة ألين وفراس ولا يستوعب أنهم مروا بكل هذا؟ لقد تغير الكثير من الأشياء!

استفاق من شروده على طرقعة محمود لأصابعه أمام وجهه قائلاً بهدوء: ركز في الطريق، دحجه نائل بنظرات غاضبة وتابع قيادته بهدوء وهو يلعنه..
أوقف السيارة بعد دخوله من بوابة المنزل مترجلاً منها بهدوء ثم استند على مقدمة السيارة عاقداً يديه أمام صدره يراقب ما يحدث بعدم رضي..

ترجلت نور من السيارة وتركت المجال إلى محمود الذي انحنى وحمل ألين مجدداً متجهاً بها للداخل تزامناً مع خروج فراس من الغرفه وهو يمسد جبهته من الألم
ل تتوقف يده عن الحركة وتسود بغضبٍ عندما رآه يمر من أمامه يحملها بين يديه! من ألين؟!
شعر بدمائه تغلى داخل عروقه من الغضب وهو يراه يطوق خصرها بذلك التملك وهي نائمة على صدره بكل هدوء!

اندفع بغضب إليهم لكن نائل وقف عازلاً أمامه ودفعه للخلف بضيق وقال بحده: رايح فين؟!
فصاح بغضب: إنت مش شايفهم؟ هروح أطلع
فأعاد نائل دفعه بضجر: كانت في المستشفى وتعبانة اهدي بقي، سقط قلبه وقال بخوف: مالها؟ وامتي وازاي؟ مقولتش ليه؟

فقال بضيق: كنت نايم وبعدين هتعمل ايه لما اقولك يعني؟ فراس بجد ده مش وقت غضب واندفاع اهدي لحد ما نشوف هنعمل ايه وملكش دعوه ب ألين خالص عشان فيها اللي مكفيها ومش مستحملة سِبها الفترة دي لما تستعيد نفسها تاني..
ضم قبضته باعتراض وقال بوجوم: انت مش شايفة شايلها ازاي؟
فقال وهو يربت على كتفه: معلش استحمل، رجلها متعوره ومش قادرة تمشى..
تبدل غضبه ل لهفة وسأله مجدداً بقلب متألم: مالها؟

دفعه نائل من أمامة بضجر: روح صحيها واسألها هعرف منين انا؟!، ثم تابع بتحذير: وخليك فاكر إحترام محمود من إحترامه تبقى روح اضربه بقى..

تركة وركل إطار السيارة بقوة متنفساً بعنف مغموماً والهم يطبق على صدره شاعراً بالاختناق ل يفك أزرار قميصه العلوية وهو يلهث وكأنه كان يركض بماراثون منذ ساعات! قلبه أصبح يؤلمه مع خفقانه بقوة فاستند على مقدمة السيارة يحاول تهدئة نفسه حتى سمع صوته الذي جعل غضبه يتفاقم: فراس إنت كويس؟!

زمجر بغضب وضم قبضته و باغته بلكمه وهو يستدير أسقطه ارضاً مع قوله الحاد بتحذير: متقربش منها تاني فاهم ولا لأ؟!، وتركه ودلف إلى الغرفة بخطوات تحرق الأخضر واليابس..
نهض بغضب وهو يلمس طرف شفتيه النازفة بأنامله وقال بوعيد: ماشي..

بعد بضع دقائق قليلة فقط كان مستلقي على الأريكة بالغرفة ويسند رأسه على ذراع الأريكة ممسكاً بيده بعض المديات التي جاء بهم من المطبخ مصوباً إتجاه الرأسين المعلقتين أمامه على الحائط يمارس لعبة (السهام المريشة) لكنها بأداة أكثر إختلافاً تخترق
أكثر الأماكن مُتعه بالنسبة له وهي رأس جون!.

فأمس كانت مفاجأة بالنسبة لهم عندما رأوا رأسهم معلقة بذلك الشكل المقزز صحيح أنها مقززة وأكثر من مقززة و تصيبك بالغثيان إن نظرت لها قليلاً لكن مع هذا كُلما حدق بهم يشعر بالأنتشاء حقاً فلا مزيد من جون وأليخاندرو وهذا يعني نهاية جميع مشاكل حياتهم وفقط ما يمرون به الآن ليس سوى المرحلة الأخيرة بها فلا مانع من التحمل فهو تحمل الكثير لن ييأس هُنا..

توقفت الخادمة أمام الغرفة تلهث وقالت بحزم كما تم إخبارها: سيدي يخبركم أنه تم طردكم خمس دقائق فقط وتكون الغرفة فارغة، و تركتهم وغادرت ل يقذف فراس المدية الأخيرة من يده ل تخترق جبهة جون المدمرة فصرخ نائل به بغضب: روح بقي صلح اللي عملته ده قولتلك متجيش جنبه يا غبي..
فاعتدل فراش بجلسته وقال بحده: متقعدش تتكلم وخلاص عشان لو دي نور مكنتش هتسكت..
فقال نائل بوحدة: ده أنا كنت هعمله كفته..

فقال فراس بغضب: وانا ضربته بس معملتوش كفته!
فهز نائل كتفيه بقلة حيله: انت كده ضربت حماك مش محمود..
فقال فراس من تحت أسنانه: متستفزنيش بلا حمايا يلا زف، وماتت بقية كلماته عندما سمع صوته الخشن يأتي من خلفه: انتوا لسه هنا؟ وكنت بتقول ايه كده عشان مسمعتش؟!
تنهد وقال بثبات وهو يقف: مكنتش بقول حاجة، ونمشي ليه؟
فقال ببرود وهو يسير مبتعداً عنهم: انا حذرتكم!.
فصاح فراس به ب عصبيه: انا بتكلم رايح فين؟!

توقف وائل واستدار رافعاً حاجبيه وأخذ يتقدم منه حتى توقف أمامه وقبل أن يتحدث لكمة بقوة جعله يترنح للخلف و من صدمته لم يستطع التحدث لقد فاجأة حقاً!
فقال بغضب وهو يحدق بذلك المذهول أمامة: قولتلك مره أنا مش واحد صاحبك هتتعامل باحترام على عيني وراسي مش ها تحترم نفسك يبقى بره بيتي..

هز فراس رأسه بعصبيه وقال بغضب وهو يضم قبضته وعروق رقبته برزت من الأنفعال: أنا فعلاً هبقى مش محترم لو سبت واحد يشيل مراتي ويلمسها بالطريقة دي!، وتابع بغضبٍ أكثر جعله يشعر ب كم قهرته وهو يقول بتهديد: أقسم بربي لو لقيته جه جنبها تاني هموته من الضرب ومش هخليه ينفع تاني و محدش يلومني، وصمت يلتقط أنفاسه بعنف يتبادل هو ووائل نظرات الغضب بأخرى متحدية حتى قاطعهم نائل قال وهو يبتسم بتوتر: عمي، معلش ممكن حد يجى يشيل دول عشان هرجع!

فقال وائل بوجوم وهو يذهب: ما ترجع!
زفر براحة بعد ذهابه ثم قال إلى فراس بتوبيخ: عجبك كده؟!
مسد فراس فكه بألم وقال بضيق: بتوجع أوي جايب منين الصحه دي ابن ال، وشحب وجهه عندما قال نائل بتفاجئ: عمي!، نظر خلفه سريعا فوجد المكان فارغ ونائل يضحك فدفعه بضيق وقال بسخط: بايخ..
: حضرتك طلبتنى؟، هذا ما أردف به محمود باحترام وهو يقف أمام مكتب وائل ينتظر أن يتحدث..

فقال بغضب أول مرة يتحدث به معه فالاحترام كان دائماً هو المتبادل بينهم: أنا قولتلك تخلي بالك من منها مش تشيلها وتروح تغيظ جوزها بيها؟!
فقال بتبرير وصدق: أنا مكنش قصدي حاجة هي فعلاً مكنتش قادرة تمشي وانا نفسي مشفتهوش عشان أغيظه، ثم تنهد وتابع: آسف على الخطأ ده ومش هيتكرر تاني، أومأ له وهو يحدق به ثم قال: أنا لسه بثق فيك متضيعش الثقة دي اتفضل روح شوف شغلك، أومأ بطاعة ثم تركه وذهب..

كانت تجلس على الأريكة تجلسه بأحضانها وتطعمه بعض حبيبات الأرز التي كان يبصقها بضيق ورفض
فأعادت وضعها بفمه وهي تلاعبه لكنه بصقها مجدداً
وتحرك بضيق يريد أن ينزل فتركته وهي تتنهد.

ل يحبوا بأرجاء الغرفة فراقبته وهي تبتسم ثم ركضت خلفه ل يضحك ويحبوا أسرع هارباً منها حتى رفعته من خصره ل تزداد ضحكاته فقالت وهي تقبله: تعالى نصحى ماما بقي، واتسعت ابتسامتها عندما وجدت ألين تستيقظ: هي صحيت أهي، وتقدمت واستلقت بجانبها على الفراش ووضعت إيان بينهم فتحرك وصعد على معدة ألين حتى توقف عند صدرها ونام عليه مثلما كان يفعل مع فراس ف قلبت رأسه بحنان وهي تربت على شعره لكنه تحرك بإنزعاج ف فراس صدره مستقيم لكن هُنا يوجد عوائق لاتريحه فابتعد وهو على وشك البكاء ف اعتدلت وحملته بين يديها بحنان فهدأ وبدأ يطلق تلك الهمهمات الرقيقه مع نفسه.

فقالت نور بعد صمتٍ دام لفترة وهي تحدق ب ملامح ألين الحزينة: ألين، رفعت نظرها لها باستفهام فتابعت بجدية: ألين لازم أتكلم معاكي، اومأت بخفه تحثها على الحديث فقالت وهي تحتضن كفها بين يديها: ألين مش ملاحظة ان فراس رجع وحالتك لسه زي ماهيه؟!

ترقرقت الدموع بعينها ف زجرتها نور وقالت بحزم: ايه هتعيطي ليه دلوقتي؟! مش هيبقي في عياط تاني خلاص فاهمة ولا لا؟ ألين أنا عارفه انك زعلانه ومقهوره من فراس بس ده رجع من الموت مش المفروض تحمدي ربنا وحالتك تبقى أحسن من كده؟
كنتِ هتفضلي طول عمرك متشفهوش بس هو لسه موجود مش ده سبب يخليكِ تضحكي على الأقل؟!
هزت رأسها بنفي وقالت بنبرة مرتجفة: هو مات بالنسبالي فعلاً يا نور انتِ متعرفيش أنا حاسه ب إيه!

ابتسمت نور وقالت بهدوء وهي تربت على شعرها: انتِ بس عشان مدايقة منه مش أكتر ألين إنتِ بتموتي علية في إيه؟! كلها وقت وكل حاجه هتتحل ولازم تتحل عشان ابنك لازم يتربي وسطكم عشان
ميكبرش و يطلع معقد بسببكم لازم تفكري فيه دلوقتي قبل نفسك انتوا مش مخلفينه عشان يتعذب معاكم!
ف ضمته لصدرها وقالت بحنان: أنا هعوضه عن غيابه وهبقي ليه كل حاجه..

ابتسمت نور بسخرية: بجد؟ انتِ شايفة كده انا مش هتكلم عشان انتِ اكتر واحده عارفه ان هو محتاج تكونوا مع بعض أد ايه؟ ألين أنا مش هقولك الكلام ده غير مره واحده بس انتِ بتحبي فراس ووحشك جداً بس زعلانه منه جامد و عايز تعاقبيه و تفشي غلك فيه صح؟ وانا زيك بالظبط بس مرحتش قولتله طلقني ومش عايزاك انا هطلع عينه من غير ما احسسه اني مقهوره منه واعيط واكتئب ده عبط يا ألين متعمليش كده!

فقالت لها ألين بتعب: وانا معنديش طاقة أعمل اللي انتِ هتقولي عليه برضه يا نور؟!
فقالت نور بعبث: وأنا هقول ايه؟
فقالت بضيق: هتقوليلي اضحكي واهتمي بصحتك وانسي إن في اي حاجه حصلت وتّصرفي بطبيعتك عادي صح؟!
ضحكت نور وأضافت بنبرة ماكرة: و هضيف حاجه كمان ظبطي نفسك اصبغي شعرك غيري في شكلك بصي سبيلي نفسك وهظبطك؟
هزت ألين رأسها رافضة تلك الفكرة وقالت: لا مش بحب اغير لون شعري وبعدين هشوفه فين؟

ضحكت نور وهي تضرب كتفها جعلتها تتعجب وقالت: انتِ متعرفيش؟! دول شغالين عندنا سواقين يا ألين!
شهقت ألين بتفاجئ وقالت بعدم تصديق: سواقين؟!
أومأت نور وقالت بتسلية: طيب مش بذمتك هتتبسطى لما تصحي الصبح كده وتفتحي البلكونة وتلاقيه واقف يغسل العربية؟!.
هزت رأسها بنفي وقالت بحزن: مش عايزه أشوفه..

تنهدت نور وقالت برفق وهي تربت على وجنتها كالأطفال: ألين ياحبيبتي أعملي كل حاجه انتِ عايزاها وعذبيه براحتك بس حسسيه برضه انك باقيه عليه عشان هو مقبلش الوضع ده غير عشانك ولو حس انك اتخليتي عنه هيفقد الأمل و هيسيبك زى ما انتِ عايزة فعلاً..
فتساقطت عبراتها وقالت بألم: يسبني مش عايزاه..

تنهدت نور وقالت بابتسامه وهي تمسح عبراتها: إنتِ طيوبه ومش هتعملي كده صح؟ صح؟ وعلى فكره كنت عارفة انك ه ترفضي كل كلامي ومش هتخرجى عشان كده هما جايين لحد هنا..
نفخت ألين وجنتها بضيق وهي تنظر لها فقالت نور بقلة حيلة: مش بتيجي غير بالعين الحمرا..
وعانقتها وهي تضحك ف أبعدتها ألين بضيق: اوعي كده ابعدي، فازدادت ضحكاتها: يا حبيبتي كله عشانك على الأقل ساوي الطراطيف؟!

فهزت رأسها ب نفي وقالت بحزم: محدش هيلمس شعري!
فاقترحت مجدداً: طيب اعمليه طيب؟
هزت رأسها بنفي وإصرار قائلة بحنق: محدش هيلمس شعري كلام نهائي خلاص..
فقالت نور بمكر وهي تضرب كتفها بكتفها: عشان فراس بيحب الشعر الطويل مش كده؟!

زفرت وقالت بعناد: ممكن اقصه كله على فكره متفكريش كتير، ضحكت نور ثم أمرتها: طيب ادخلي خدي دش عشان جايين و من غير نقاش هما جيين يظبطوكي حتى لو مش هتعملي شعرك خلصي بقي ومتتعبنيش وقبل ماتقولي انا هخلي بالي منه هاتيه يلا، أومأت ألين موافقة وقامت بإعطائها إيان وهي تنهض ثم توقفت وهي تنظر بأرجاء الغرفة بتعجب: ايه ده؟ اوضه مين دي؟

ابتسمت نور وقالت وهي تضيق عينها: تخيلي كده معايا؟، أعادت ألين نظراتها إلى أثاث الغرفة الأنيق والفخم والوانها المتوافقة الهادئة وتناسق كل ما وجد بالغرفة مع الآخر وترتيب الأشياء ببراعة وبطريقة معينة لاتليق سوى بشخصٍ ذو هيبه ووقار وحكمة ولايوجد هُنا شخصٌ بتلك المواصفات سواه هو والدها فقالت بعدم تصديق: بابا!
أومأت لها نور وهي تبتسم وأضافت: ومش كده وبس دي بقت الاوضه بتاعتك خلاص..

فغرت فاهها وقالت بذهول: بجد؟!، أومأت لها وهي تضحك على تعابير وجهها ثم قالت وهي تربت على وجنة إيان النائم بحنان: متقلقيش لو صحي وعيط ومعرفتش اسكته هديه ل فراس..
ل تتفاجئ بحده ألين وهي تتحدث بتحذير: لأ، مش هياخده ولا هيشوفه تاني ولو عرفت إنك السبب إنه يشوفه أو ياخده هتخسريني بجد، وتركتها متجه إلى دورة المياه تسير بعرج بين بسبب قدمها المضمده..
بعد مرور ثلاث ساعات تقريباً..

كان يجلس على الأريكة التي لا يوجد غيرها هُنا فسمع صوت تحمحم أنثوي فالتفت ناظراً إتجاه الباب فوجد سيدة أنيقه ترتدي ملابس العمل الخاصة بها تتقدم منه ثم قالت وهي تحدق به قبل أن ينتبه نائل لوجودها: شخصٌ ما أخبرني أن واحداً منكم يملك غره يجب عليّ قصُها!، ضحك نائل وهو يحدق ب فراس وأشر عليه بينما فراس كان يحدق بها بسخط يلعنها بسره ويلعن حياته ويلعن وائل بصفة خاصة..

كانت تتكئ على المكتب بمرفقها واضعه راحة يدها تحت وجنتها بملل ترتشف بعض العصير من العود المجوف الموضوع بها الذي تضعه بفمها وتسحب السائل به فهي طلبته ل نفسها بهدوء فلا شيء تفعله هُنا! حتى إن فارس توقف عن طلب المشروبات التي هي عبارة عن قهوة و قهوة و قهوة سحبت آخر مابقى لها بهدوء وهي تضحك على الصوت الذي يصدر عندما ينتهي المشروب ثم ألقته ب سلة المهملات وهي تدور بالمقعد بضجر ثم توقفت محدقة بالحاسوب الموضوع أمامها وابتسمت فجأة عندما خطرت لها تلك الفكرة ف طرقعت أصابعها بحماس ثم بدأت بالنقر فوق الأزرار ببراعة وهي تبحث عن صورةٍ لها كي تضعها خلفية للحاسوب حتى أخذت واحدة وبحثت عن أخرى تخص فراس! حتى وجدت واحدة جميلة فضحكت بسعادة ووضعتها جانب صورتها جعلت منهم ثنائي ثم وضعتها على شاشة الحاسوب وهي تبتسم بسعادة وكأنها حققت أعظم انتصاراتها الآن..

كان هذا تحت أنظار فارس الذي يراقبها بتركيز من الداخل كفريسة يتربص بها ولا يعلم لما كل تلك السعادة هل يجب عليه أن يلقي نظره على ذلك الحاسوب الذي يجعلها سعيدة كثيراً؟!
أسودت عيناه بغضب عندما وجدها تعانق تعانق أحدهم في الخارج بكل عفوية والإبتسامة تكاد تشق وجهها تلك اللعينة!
قالت بسعادة وهي ترحب به: بقالى كتير مش بشوفك من ساعة ما جبتلي الجدول..

أومأ لها شهاب وهو يبتسم ثم تساءل بهدوء: عاملة اية؟ ماشيه في المذاكرة كويس ولا؟!
ضيقت عينيها وقالت بتكلف: يعني شويه نِفسي مسدوده، ثم غمزته بمزاح: متفحتهالي بما انك خريج السنه دي؟، ضحك وهز رأسه موافقاً: أكيد هفتحها لك بس لما تفتحي انتِ نِفسي وتعرفيني على الشغل هنا الاول!

فقالت بتفاجئ: ايه ده هتشتغل هنا؟!، أومأ لها بهدوء وبدأ بالشرح يفهمها ماحدث: المفروض إني هبقى مع نادر بس النصاب قالي اجي هنا أبوظ معاكم الشغل شوية وعشان لما أشتغل معاه أكون استفدت خبرة ومغلطش عند نادر!.
ضحكت بسخرية وقالت: خبرة اية الحق نفسك وخليك معاه انا مستنيه على يرجع عشان أشتغل معاه نادر ده كذاااااااب قال خبرة قال؟!
فقال بتعجب وهو يلتفت حوله: للدرجادي؟ وبعدين مالها الشركة فاضيه كده ليه؟!

فأشرت له كي يقترب ف قرب رأسه منها وهو ينحني على المكتب وهي فعلت المثل ووضعت يدها بجانب شفتيها وكأنها حاجز كي لا يستمع لهم أحداً قائلة بهمس: الشركة فاضيه عشان في بغل قاعد جوه مبيفهمش ف حاجة وعم، وصرخت بفزع عندما وجدت فارس يجلس على المقعد الآخر المقابل إلى شهاب يحني رأسه ويستمع لها معه فركضت بخوف بينما شهاب وقف وهو يبتسم بتوتر وقال باستفهام: مش حضرتك فراس؟!

وجد يد فارس تنزل على كتفه بقوة ألمته وهو ينظر له بغضب وعروق بارزه قائلاً بتهكم: لا أنا البغل!
ضحك شهاب بتوتر وهو يقول: بجد، تشرفنا يا فندم انا كنت جاي عشان الشغل في ولا أروح؟!، وياريت تقدر إني جي بواسطة من معرفتك متأذيش!
فسأله وهو يتفحصه من أعلاه لأخمص قدميه: وانت جي من أنهى داهية؟!
فقال بقلق يتفاقم: نادر نادر صاحبك؟!
فانحني فارس هامساً بإذنه ببذاءة: قولة فارس بيقولك.

شحب وجهه وهو يبتلع ريقه بصعوبة وقال بخوف: طيب، طيب، أنا نظامي ايه؟ ياتري هروح ولا ايه؟!
دفعه بعنف من بين يده جعله يترنح للخلف وزجره
ب لغة آمره: خد حاجتك وامشي من هنا يلا..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة