قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثالث والسبعون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثالث والسبعون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثالث والسبعون

أومأ شهاب وهو يأخذ حقيبته سريعاً وركض للخارج فهو كلف نفسه واشتري حِله سوداء مخصوصة من أجل العمل وها هو يطرد بأبشع الطرق وأكثرها بذاءة، مرر يده على وجهه بغضب وعاد أدراجه لمكتبه لكنه توقف محدقاً بالحاسوب بتفكير قبل أن يقترب ويديره إليه وهو يريح راحة يده على جدار المكتب والأخرى فتح الحاسوب بحنق تحول إلى برود ووجوم وهو يحدق بصورتها هي وفراس فهو ليس أحمق.

ليظن أنه هو؟ هو لن يقارن به يوماً فكما أخبرته مها تماماً هو لاشيء لا أحد يعرف عنه شيء ولا من أين أتي فلن يكون يوماً مثل فراس بالنسبةِ لهم وهذا سوف يتأكد منه عندما يعود فراس ويخبرهم أين تربي وكيف كانت حياته! سيستحقرونة كثيراً وهو يعلم هذا؟ لقد كان مُدللهم يوماً ما لكن كل هذا ذهب هباءاً بعد ذلك الحادث الذي غير مجرى حياته..

أغلقه بعنف وهو يبتسم ابتسامته المُميته حتى أنه شعر بتشهم شاشته تحت يده لكنه لم يهتم عاد إلى غرفته وكأنه لم يرى شيء أو بالأحري غرفة فراس حتى يعود هو ثم صفع الباب خلفه..
ظهرت بعد بعض الوقت قضته وحدها بدورة المياة تفكر حتى ملت فعادت متسللة وهي تدعو أن يكون عاد لغرفته..

زفرت براحة وهي ترى المكان فارغ، عادت إلى الجلوس على مقعدها ولا تعلم لما شعرت بالذنب بسبب لسانها السليط تلك المرة فلا يجب أن تتخطى حدودها معه أمام أحد فإن كان يتجاهل ماتقوله بالمنزل لن يتجاهله هُنا؟! وقفت عازمة على الاعتذار منه وقد إتخذت تلك الخطوة بالفعل وها هي تقف أمام الباب طرقته بهدوء تستأذن ثم دلفت دون تردد فهي مساعدتة بالنهاية..

توقفت أمام مكتبه على بعد خطواتٍ قليلة فقط فكان يوليها ظهره يقف أمام النافذة يحدق بما يحدث في الأسفل بهدوء فكانت هيئته مغرية ورائعة لمن يراه فهي تراه دائماً آخذاً دور الفتى السيء وكم تحب هذا وخاصتاً شخصيته وأسلوب ملابسة بدءاً من قميصه الذي يترك نصف أزراره مفتوحة مبرزاً عضلات صدره الصلبة وقلادته التي تلمع كعضلاته تماماً وبنطاله خامة الجينز الممزق وحذائه الرياضي ومعصمه الذي من المفترض أن يرتدي به ساعة يرتدي عِدة أساور شبابية بألوان داكنة لا تعلم ما فائدتها بالنسبة له لكنها تروقها وصفونها به كل هذا الوقت جعلها تنفض رأسها من تلك الأفكار وقالت بتوتر وهي تعبث بأصابعها: أنا، أنا، أسفة عش، وصمتت عندما استدار لها ناظراً لها نظرات اثلجتها جعلت الكلمات تتبعثر من بين شفتيها والدماء جفت.

بعروقها عندما قال ببرود أتلف أعصابها: مين سمحلك تدخلي؟!
ازدردت ريقها وقالت بثبات: فارس أن، لكن قوله المتهكم أوقفها: فارس! بلعب معاكي أنا عشان تقولي فارس! إسمها حضرتك؟!
حسناً ماذا يسمي ماحدث أمس بالمسبح وقبل أمس وقبل قبل أمس ألم يكن لعباً؟! هذا ما كان يدور
بخُلدها قبل أن تنظف حلقها متنحنحه وقالت وهي تجز على أسنانها: أسفة حضرتك، بس المفروض إني المساعدة بتاعتك وأدخل في أي وقت ولا ايه؟

استدار بجسده كاملاً واضعاً يديه بجيب بنطاله الأمامي وقال بحده وهو يرمقها باستحقار: اخرجي بره ومتدخليش مش غير استئذان تاني، ثم صرخ بها جعلها تنتفض وهو يرمقها بنظراته الغاضبة بسبب عدم تحركها: بره، انتفضت وهي تضم قبضتها ضاغطة بأظافرها المطلية بالأسود راحة يدها بقوه وامتلأت عيناها بعبرات لائمه وخرجت بهدوء دون حتى ان تصفع الباب خفلها وهذا جعله ينظر في أثرها بتعجب فهي مجنونة وهذا كان متوقع منها لكنها لن تفعله بل ستفعل ماهو أجن من هذا!.

محت عبراتها بعنف وهي تسبه: الغبي الحيوان همجي!، وقامت فتح الحاسوب لتهرب صرختها بعدم تصديق وهي ترى نصف شاشته مهشم وخاصتاً صورة فراس وكم هذا قهرها فحملته بيدها ودلفت له بعصبية وسألته بحده وهي تضعه أمام وجهه: إنت اللي عملت كده؟!
رفع نظره عن الأوراق و نظر لها ببرود ثم عاد بنظر إلى الأوراق وكأنها ليست هنا وهذا جعلها تصرخ به بقوة أصابته بالطنين: مش بترد ليه انت اللي عملت كده؟!

وقف وسحب الحاسوب من يدها بعنف وقذفه على المكتب ليكمل على بقيته وقال بحده: اه انا اللي عملت كده اذا كان عاجبك دي كمبيوترات خاصة بالشركة ومالكيش دعوه! وبعد كده متلعبيش فيهم وتخلي كل حاجه مكانها ولا تحطي صورتك ولا غيره فاهمه ولا لا؟

ابتسمت وهي ترفع حاجبها: قول بقي كده؟ الصورة! طيب عايزني احط مين مثلا معايا انت، وكم كانت نبرتها مستصغره له جعلته يريد سلخها حية فقال ببرود: أخرجي بره؟!، أومأت له وهي تبتسم بعصبيه واستدارت ولم تسر خطوتين حتى عادت وأمسكت حاسوبه وقذفته على النافذة خلفه بقوة هشمتها وشعر بشظايا الزجاج ترتطم بجسده فقال بحده: إنتِ اتجننتي؟!.

ردت بحدة مماثلة وهي تلقي كل ما وضع على المكتب أرضاً: اه مجنونه وده يعلمك إنك متمدش ايدك على حاجة حد!

فقال بحده وهو يدفعها من وجهها للخلف: دي حاجة الشركة براحتي؟!، فابتسمت بخبث وهي تدفع الطاولة بقوة تهشم زجاجها تحت تحديقة بها ببرود متابعاً ثورانها وهي تتنفس بعنف: طالما الشركة اللي هتدفع انا حره، واعتبر ده مرتبي اللي مكنتش باخده خلصت بيه حقي ناشف يا همجي، وتحركت ذاهبة لكنها شهقت متأوه بألم عندما شعرت بقبضته تقتلع خصلاتها مُهسهساً بغضب بجانب أذنها: أنا فعلاً همجي وأحذريني، ودفعها من يده لتترك الغرفة والشركة نهائياً عائده إلى المنزل وجسدها ينتفض من الخوف..

سقط فكها أرضاً عندما دلفت إلى المنزل ووجدت المسبح فارغ ولا يوجد به مياه فضربت قدميها بالأرض بغضب واندفعت للداخل وهي تصيح بحزن: طنط يا طنط، يا طنط!
اندفعت هاله للخارج بقلق وسألتها: في ايه يا حبيبتي؟!
فقالت مها بتذمر: فين الميه اللي فالبسين راحت فين؟!

نظرت هاله له وقد تفاجأت مثلها تماماً فقالت مها بغيظ: وبيقولي انا بلعب معاكِ اومال ده ايه؟ والله هعرفة ماشي، ودلفت إلى المنزل بغيظ وصعدت إلى الغرفة تفكر بشيء تفعله كي تشفي غليلها فهو يستحق..
عاد بعد بعض الوقت والضيق هو ماكان يسيطر عليه صعد الدرج هو يحل بقيه أزرار قميصه بضجر...
توقف قدماه عن السير متوقفاً أمام غرفتها ويعلم أنها بالتأكيد تحتجز نفسها بالداخل..

تخطاها بضجر ودلف إلى غرفته متجهاً إلى دورة المياه مباشرةً فجسده ينصهر بسبب حرارة الطقس..
وقف تحت المياه يبرد جسده ثم التقط زجاجة الشامبو الخاص به ووضعه على شعره وبدأ يدلكه برفق تحت المياه حي شعر بحرقة عينه فأزالها بيده الممتلئة بالشامبو دون أن ينتبه فتأوه وهو يرفع وجهه للمياه لكن وجدها تتوقف بالتدريج حتى انقطعت تماماً فلعن وهو يعاود الضغط على المحبس لكن المياه توقفت.

حاوط خصره بالمنشفة وخرج من الغرفة وهو يصيح بغضب في محاولة يائسة لتنظيف عينه: ماما، ماما..
خرجت مها من الغرفه وهي تحمل هرة ألين بيدها مداعبه فروها بنعومة وهي تبتسم ومن دون أن تنتبه ارتطمت بصدره فأطلقت الهرة خريراً و خدشته بصدره ثم قفزت من يدها فتأوه وهو يحاول فتح عينيه: في إيه؟ إيه ده؟!
كتمت مها ضحكتها وهي تبعد نظرها عن جسده العاري بتوتر وقالت باستهزاء: فارس باشا مالك؟ في ايه؟!

فقال وهو ينظف عينيه: الميه اتقطعت فجأه عيني بتوجعني..
شهقت بتفاجئ متصنع: بجد معلش استنى ساعتين كده عقبال السباك ما يجي..
جاءت هالة وهي تتحدث بقلق عندما وصل لمسامعها صياحه: في ايه يا حبيبي؟!، ثم رفعت رأسه بقلق وهي تراقب ملامحه المقتضبة وإغلاقه لعينه بألم فأحنت رأسه قليلاً ورفعت طرف منشفته كي تنظف عينة فزمجر بغضب وقال بحده وهو يثبت المنشفه حول خصره: ايه ياحجه هتوقعيها ايه؟!

تنهدت بحزن هي تربت على شعره: طيب نضف عينك الميه مقطوعه من فتره مش عارفه ليه؟!
هاتي كده ده يا مها، نظرت مها حولها بتعجب تبحث عن ما تريده لكنها علمت ماذا تريد عندما شهقت بتفاجئ وهالة تنزع الوشاح القصير من حول رقبتها تنظف به عين فارس بهدوء حتى فتح عينيه لتتبين مقلتيه الحمراء الملتهبة وهذا جعل مها تشعر بالندم بسبب فعلتها..

أخذ فارس الوشاح ونظف به عينيه مجدداً وتركها وهبط الدرج: أنا هشوف الميه دي مالها!، أومأت هالة ثم نظرت إلى مها التي بدأت تقضم شفتيها بتوتر فسألتها برفق: مالك يا حبيبتي؟!
فقالت مها برجاء: بس متزعليش مني؟، أومأت لها بهدوء تحثها على الحديث فقالت بندم: أنا اللي بو، وصرخت واختبأت خلفها عندما سمعت صوت فارس الغاضب الذي هز أركان المنزل: مهااااااااااا..

فقالت لها برجاء وهي تتشبث بملابسها: احميني احميني هيموتني..
صعد إليهم بغضب وعيونه تضخ شرار فأوقفته هالة: ايه يا حبيبي حصل ايه؟!
فصرخ بغضب جعلها تخفي وجهها بظهرها: مقصوفة الرقبة هي اللي لاعبه في المحابس والله يا مها هعلمك الأدب..
ترجته هالة بهدوء: معلش عشان خاطري أخر مرة دي ضيفه عندنا متزعلهاش عشان خاطري..

زفر وقال بكذب: خلاص ماشي يلا أخرجي مش هكلمك، خرجت وهي تنظر له بأعين القطط البريئة الخاصة بها فقضم شفتيه بغل وهو يحدق بها تمر من جانبه بكل هدوء وتوجس ناظره له بجانب عينيها وعندما رأت عروق يده المِبيضة بسبب قبضة عليها بقوة خفق قلبها بخوف تحول لصرخة عندما رفع يده كي يمسك بها فركضت للأسفل وهي على وشك البكاء فإن أمسكها سينتهي أمرها..

تنهدت هاله وهزت رأسها بأسف وهي تراقب ركضه خلفها وعادت إلى غرفتها فهي تمكث مع طفل وليس رجل في الثلاثينات يجب أن يكون ناضجاً ما هذا!.
إكتفأت على وجهها لتشعر بالعشب داخل فمها فقامت مجدداً هي تبصق منظفه فمها لكنه أمسك كاحلها فتألمت وسقطت فاعتلاها وقبض على فكها بقوه وقال وهو يدفع رأسها بالأرض جعلها تحتك بها بألم: إنتِ عايزاني اموتك يعني؟ هاا؟

فقالت برجاء وهي تحاول إبعاد يده بألم: همشي خلاص على هيرجع وهمشي سيبني بقي!
ترك فكها وسألها بضيق: تمشي تروحي فين؟
فقالت وهي تحاول دفعه: هروح بيتنا بيتنا قوم بقي هفطس يا بغل..
صفع وجنتها بخفه لكن من غيظه كانت قوية فشهقت وهي تحدق به بصدمة فضرب جبهتها براحة يده قائلاً بتهكم: ايه ضربتك بالنار؟

وضعت يدها على وجنتها بألم وقالت بنبرة مرتجفة: جت جامده اوي، ربت على وجنتها بنعومة لا تليق بيده الصلبة بتاتاً وقال ببحة رجولية هادئة تعجبت لها: هتمشي إمتا؟!
ابتسمت بنعومة وقالت باستفهام: ليه هتفتقدني؟!
ابتسم لها ابتسامته الأسرة جعلت قلبها يخفق بقوة وهو ينظر لها بهدوء مراقباً تحديقها بملامحه الرجولية.

بتيه قبل أن يهمس بجانب أذنها: غوري في داهيه، وصفعها وهو يضحك ووقف عنها متجهاً للداخل تاركها ترمش بصدمة من فعلته ذلك أل، لقد صدقت ضحكته الرجوليه ذلك الوسيم اللعين..

إرتدت ملابسها بتباطؤ بعد أن اغتسلت بحزن تبعد أثر قبلاته ولمساته عن جسدها لها وحدثها يخبرها أن هذا لم يحدث هو لن يؤذيها بتلك البشاعة فجسدها لا يؤلمها حتى تلك العلامات اختفت جميعها لكنها مازالت خائفة ربما كان رقيقاً! هي فقدت الوعي ولا تذكر شيء، أخرجها من شرودها دخول شريف الصغير ركضاً فانحنت وعانقته بقوة وهي تكاد تبكِ فربت على وجنتها بكفه الصغير وسألها بقلق جعلها تبتسم: زعلانه ليه؟!

ضمته لصدرها بحنان وقالت بهدوء: مفيش يا حبيبي أنا كويسة..
أومأ لها ثم قال عندما تذكر: خالو شادي بيتخانق بره مع بابا شريف، سقط قلبها أرضاً وتوجهت للخارج ركضاً وهي تسحبه من يده خلفها..
أمره بحده وهو يطل عليه من شباك سيارته: أرمي نفسك في الأرض ياغبي بدل ما ادوسك بجد!
فصاح بغضب: انام ازاي وهو دخل يقولها بيتخانقوا يعني؟!

خرج شادي من السيارة وصفع الباب بقوة خلفه ثم ودفع شريف بقوة عندما وصل له أسقطه أرضاً وقال بحده: نام وملكش دعوه استفزتني روحت دوستك أنا حُر الله نام..
ترك شريف يدها وركض إلى الخارج كي ينبئهم بقدومها فركض شادي إلى السيارة وأدار المحرك وتحرك قليلاً للأمام ثم عاد للخلف مع خروج روان كي يوهمها أنه دهسه فصعقت وهي تراه مسجي أرضاً دون حراك وركضت له وهي تبكِ..

قامت بثني قدمها ووضعت رأسه على فخذها وهي تصفع وجنته بخفه في محاولة يائسه أن يستيقظ: شريف، شريف، فوق، شريف، صرخت وهي تضمه لصدرها ليخرج شادي بهذا الوقت وهو ينظر لها بأسف وقال: روان، أنا أسف هو اللي طلعلي فجأة..

فصرخت به بقهر: انت قولتلي امبارح انك هتقتله وقتلته مش هسامحك مش هسامحك، شريف قوم يا شريف!، أمسك شادي معصمه متصنعاً القلق ثم قال بتفاجئ: في نبض ضعيف قومي نلحقه على المستشفى أومأت له سريعا وهي تساعده..

بعد ثلاث ساعات تقريباً كانت ومازالت تقف أمام غرفة العمليات وهي تبكِ بقهر فهو قطعة من قلبها تشعر أن حياتها اسودت ولن تعود لسابق عهدها يوماً ولن تري السعادة أبداً فحياتها تتحطم كل يومٍ عن سابقة ولا تعلم لما؟ هي ماذا فعلت ليحدث لها كل هذا؟!
بينما مقابلها كان شادي يقف يهز قدمة بتوتر فهو لم يتفق معه أن يتأخر بتلك الطريقة! فإن كانت جراحة قلب مفتوح لكان انتهى الطبيب منذ مدة؟

أطل عليهم الطبيب أخيراً و قال بنبرة آسفه لا تحمل المزاح: للأسف كان عنده نزيف داخلي ومقدرناش ننقذه البقية في حياتكم، وتركها منصدمة وسار لتتحول ملامحه لضيق فهو لا يحب الكذب ولا فعل تلك الأشياء لكن شريف كاد يبكِ له في الداخل حتى يوافق ووافق!

ركضت إلى الغرفة وقدميها لا تحملها حتى توقفت أمام الفراش ورفعت الغطاء عن وجهه بيد مرتجفه وهي تهز رأسها تبكِ بانهيار، مررت يدها على وجنته بحنان وهي تشهق محدقة به بعدم تصديق: شريف، شريف، شريف، أنا بحبك سبتنى ليه؟! شريف!، و ارتمت على صدره تبكِ بانتحاب غير قادرة على التوقف لكن جسدها توقف عن الإهتزاز وعبراتها توقفت وهي تبتعد عنه رافعة جسدها عن صدره وسألت نفسها وهي تحدق به هل سمعت صوت دقات قلبه الآن؟!

استدارت باحثة بعينها عن طبيب لكنها وجدت شادي يقف خلفها وهو يبتسم ثم قال بضيق: انت استحلتها ولا ايه؟! قوم خلاص؟!
اهتزت مقلتي روان وهي تسمع زفر شريف بضيق فاستدارت مجدداً وصدرها قد ألمها من شدة ضرباته القوية وهي تراه يبعد الغطاء معتدلاً بجلسته وهو يبتسم لها، فتقهقرت للخلف وهي تبكِ بخذلان وقالت بقهر وصوت مبحوح: مقلب تاني؟ مش مِكفيك كل اللي عملته فيا ولسه بتكمل؟ إنت عايز تموتني؟!

ظل مبتسماً واكتفي فقط بكلمة واحدة تعبر عن حالته: بحبك، فردت عليه بعنف: وأنا بكرهك، واستدارت ذاهبه لكنه ركض وعانقها من الخلف وهو يسند رأسه على رأسها وقال بحزم ونبرة لا تقبل النقاش: هتتجوزيني مش هسيبك غير لما تتجوزيني..
فقالت وهي تبكِ بحرقة: بس انت اغتصبتني!
ضحك ببحة رجولية وهو يدفن رأسه بخصلات شعرها وقال بدفء: مقدرش أعمل كده مقدرش إنتِ حياتي ومستحيل أأذيكِ..

فاستدارت لتكون مقابلة ولم يفك حصاره عنها وقالت بحزن: طيب وشريف؟
محي عبراتها وهو يبتسم ويعلم ما سوف تطلبه: هنتجوز وهنتبناه أنا وإنتِ..
قالت بعدم تصديق وهي تستنشق ما بأنفها وكم كانت لطيفة: وهيفضل معايا على طول؟!

أومأ وهو يقبل وجنتها قائلاً بحنان: هيفضل معاكِ على طول، أومأت وهي تنظر له بأعين باكيه ووجه مرهق فرفع يده ومرر إبهامه على وجنتها بنعومة وهو يبتسم لها بحب فارتجفت شفتيها مع هروب شهقتها وهي تنظر له بألم فعانقها بقوة واضعاً يده خلف رأسها يقربها منه أكثر فأكثر وهو يقبلها قبلات متفرقة على رأسها وأذنها شعرها وجنتها رقبتها وأردف بأسف: أنا أسف، أسف على أي ألم سببتهولك أنا بحبك والله بحبك، هزت رأسها ضد رقبته بإمائه خفيفه وهي تبتسم فأبعدها وكوب وجهها بين راحة يده وقال بوعدٍ صادق: من النهاردة مفيش عياط ولا حزن تاني مش هسمحلك تزعلى تاني فاهمه ولا لا؟!

أومأت له وهي تبكِ وتضحك معاً بعدم تصديق فالحياة كانت سوداء قبل دقائق فقط ماذا حدث الآن؟
قالت بهيام وهي تنظر له بعشق: بحبك..
استند بجبينه على جبينها وقال بتنهيدة حارة مغمض العينين: أخيراً سأنول الشهادة!
ضحكت بنعومة وهي تداعب وجنته برقة لتتحول نظراته العاشقة إلى داكنة عندما وقع نظره على شفتيها قبل أن يقول: ينفع اخد بوسه، أومأت له بابتسامة وهي تقضم شفتيها وكأن هذا كان ينقصه!

انحني إلى شفتيها أكثر لكن سماع حمحمة شادي أوقفته: أنا هنا على فكره؟! ولسه مفيش جواز رسمي ابعد كده، ودفعه عنها وقال وهو يبتسم بسعادة: أخيراً هقضي شهر عسل زي الناس؟، عانقته روان بحنان
فربت على ظهرها مبتسماً وهو يحدق بشريف الذي كان يتأملها بحب حتى قال شريف: طيب تعالي بقي نتفق على فرحي عشان عايز شهر عسل زيك أنا كمان..
صباح يومٍ جديد..

كانت جالسة أمام مكتبها تباشرعملها بهدوء وهي تبتسم واضعة فادي على قدمها تحاوط خصره بهدوء
فسجى لديها إجتماعاً هاماً الآن..
سمعت صوتاً مألوفاً لها يقوم بتحيتها: صباح الخير!
ابتسمت وهي ترفع رأسها له راده التحيه: صباح الن..
فؤاد؟!
ابتسم فؤاد وجلس على المقعد أمامها وتساءل بهدوء: عامله ايه يا لارا؟!، أومأت له وهي تبتسم ببلاهه ومازالت لا تصدق أنه يجلس أمامها ويتحدث لقد فاجأها كما سوف يحدث مع الجميع الآن..

أشر على فادي الذي لم يراه سوى من جانب واحد فقط هو يبتسم وقال: ده ابنك ده؟! وقبل أن تتحدث وجدت سجى تأخذه من يدها بهدوء وهي تشكرها بامتنان تحت نظرات فؤاد الذي كان يتأملها بابتسامة: شكراً أوي يا لارا مش عارفة من غيرك كنت هكمل الاجتماع إزاي؟ ايه مش بتتكلمى ليه؟

أشرت لارا بإصبعها على فؤاد فنظرت سجى إتجاه إصبعها بتعجب لتتوسع عينها بتفاجئ و ارتجف قلبها بارتباك لا يحدث سوي له هو فقط! شحُب وجهها وبرأسها ألافاً من الأفكار ولم يطلع معها سوى أنها أعطت فادي إلى لارا وهي تنظر لها برجاء أن تجاربها وقالت بنبرة مهتزه: خلي ابنك معاكِ واكليه كويس!

أومأت لها لارا وهي تعيد التحديق بفؤاد الذي لم يحيد بنظره عن سجى فهو إشتاق لها بطريقة لا تجعله يريد أن يمزق شفتيها بشفتيه الآن وأن يخبرها أنه أسف وأن لا يفترقوا مجدداً فهو لم يتخيل يوماً أن يحبها كل هذا الحب فهي هزمته وبجداره..
أخرجه من شروده إجابة لارا على سؤاله الإجابة التي جمدته وأخافت سجى من رده فعله: ده فادي ابنك انت!

شعر بوجود أحداً بجانبه يحدق به أثناء نومة لكنه تجاهل هذا وتابع نومه بهدوء حتى تقلب وهو يفتح نصف عينة ليجفل ويبتعد للخلف لاصقاً نفسه بظهر الأريكة القاسي وقال باستفهام وهو يحدق بتلك الفتاه الاجنبيه الشابة المتمثلة أمامة: من أنتِ؟!

قالت بابتسامة وهي تمد يدها لخصلاته وكأنها تعرفه منذ زمن لكنه أبعد رأسه عن وقع يدها: أنا خادمة من المطبخ جئت لكم بالملابس الخاصة بحفلة اليوم لأننا سنبدأ العمل ويجب أن تكونا جاهزين!
فقال باستنكار: أي حفلة هذه التي ستكون في هذا الصباح الباكر واللعنه هل أنتم أغبياء هُنا أم ماذا؟

قالت وهي تبتسم ويدها امتدت لياقة قميصه: نعم الحفلات هُنا تبدأ من الآن إلى منتصف الليل لأننا لا نسهر لساعة متأخر فهذا مضر للصحه وأنت تعلم صحيح؟

أومأ لها وهو يدفع يدها بخفه متصنعاً الابتسامة: أنا قادم للعمل لا تقلقي، أومأت وهي تبتسم ثم نهضت من الأرض لتنحني عليه بدلال وغنج تريد تقبيله ليبتعد أكثر بتعجب: لا تتأخر علينا، أومأ لها بهدوء وهو يراقب ابتعادها بوجوم وقال بسخط وهو يحدق بنائل: وهنفضل في القرف ده كتير؟!

زفر نائل وهو يرتدي زي العمل المكون من بنطال أسود قماش وقميص أبيض و صدرية سوداء ورابطة عنق شبيهه الخاصة بالزفاف فقال فراس بسخط: إحنا شغالين في فندق؟!
رد نائل بتكلف: ياريت تبطل كلام كتير والاعتراض على كل حاجة؟ أنت هنا عشان تنفذ وبس إرحمني وارحم نفسك شويه مش كده؟ ويلا قوم البس.
فقال فراس متحججاً: ذراعي بيوجعني!
فسأله نائل: إنت بتاخد العلاج وبتعمل التمارين ولا لا؟

هز رأسه بنفي وقال بلا مبالاة: مش باخد حاجة!
فتابع نائل بحده يسأله سؤالاً أخر: بتحس بحاجة فيه؟!
أومأ وقال بتعابير متألمة وهو يتذكر وكأنه حدث الآن: بيوجعني جامد وبحس إنه بيتشنج!

هز نائل رأسه بيأسٍ منه وقال بعدم فهم: يعني انت مكنتش طايل انه يتحرك خالص وكنت مكتئب ولما جات لك الفرصة تخف تقول لا مش عايز إنت متخلف؟ لازم تبدأ تحركها وتعالجها مش هتفضل كده كتير قبل ما تموت خالص إلحق نفسك من دلوقتي قبل ما تندم في الأخر!، وتركه وغادر ذاهباً كي يرى ما سيكون عمله..

نهض من بعده وارتدى ملابسه على مضض ودلف إلى المطبخ ليجد الجميع يقفون مصطفين معاً وأيديهم خلف ظهرهم! فوقف أخر الصف يستمع لأوامر محمود التي كان يلقيها وهو يسير أمامهم يتفحص كل واحداً منهم على حدى وهو يقول: لا أريد أي أخطاء؟ حتى لو صغير ستتعاقبون جميعاً يجب أن تكونوا متعاونين معاً هل فهمتم؟

أردف الجميع بفمٍ واحد عداهم: نعم، ليتوقف محمود أمام فراس الذي كان يدحجه بنظرات قاتلة فتابع وهو يبتسم باستفزاز: وتذكروا من يخطأ سيطرد، والآن إلى العمل، هيا، تفرق الجميع ليباشر كل شخصٍ عمله عداهم فسأله نائل باستفهام: و احنا هنعمل ايه؟!
فقال محمود وهو يغادر: هتقدموا المشروبات بره ارتاحوا شويه عشان لما الناس تيجى مش هتعرفوا ترتاحوا..

زفرت بعدم رضي وهي تتطلع إلى هيئتها في المرآه بضيق فهي لا تريد النزول حتى أنها جعدت شعرها بعض التجاعيد البسيطه كي يقصر قليلاً بسبب طولة وترتدي فستان أسود مغلق دون مساحيق تجميل فكانت تحدق بنفسها بنظره كادت أن تكون كارهة قبل أن تدلف نور عليها..

إتسعت إبتسامتها وهي تراها تدلف عليها تسير بغنج ودلال فقالت بابتسامة: نور، لوحت لها نور وهي تقول بثقة: عارفة إني حلوه مفيش داعي للتفاجئ ده كله دي أقل حاجة عندي، تقدمت منها وهي تسير بتباطؤ جعلها تتأمل هيئتها بابتسامة فكان يحتضن جسدها فستان من اللون الأزرق الداكن يلمع يشبه المساء في عتمتها وإلتماع النجوم بها دون أكتاف يصل لمنتصف فخذها وإرتدت حذاء مرتفع نفس اللون.

وشعرها كانت تعقده كذيل حصان مع مساحيق التجميل الصارخة التي كانت تضعها وخاصتاً أحمر الشفاه القاتم الذي وضعته نفس اللون فكانت الأكثر جموحاً وإثارة هذا قبل أن تهندم ألين!.
شهقت بخفة قائلة باستنكار وهي تحدي بها: ايه ده؟ ايه اللي لابساه ده؟!
فقالت ألين بحزن: وحش؟!

أومأت لها وأمسكت يدها تديرها أمامها: أوحش من الوحاشه ايه ده؟، أنا كنت عامله حسابي و عارفه انك خيبة أقعدي، واجلستها على المقعد أمام المرآه وأشرت إلى الخادمة فدلفت حاملة ثوبٍ ما بيدها وحقيبة أخرى تخص مساحيق التجميل وطبق ملئ بثمرات الفراولة وضع أمام المرآة ولا تعلم لما؟
تركت الغرفة وغادرت لتجمع نور شعر ألين بيدها وهي تقذف الحذاء من قدمها قائله بضجر: الناس اللي هنا كانت بتعمل ايه انا عايزه افهم يعني؟!

بررت ألين ببراءة: عملتلي كيرلي خفيف عايزه ايه تاني؟
قضمت نورشفتيها بغيظ منها وبدأت بلملمة شعرها: أولاً كده شعرك ده هيترفع عشان الفستان، ثم التقطت إحدى ثمرات الفراولة وألقتها بفمها بغيظ وتابعت: كلي فرواله ياختي كلي، بتحبيها؟

أومأت ألين وهي تتذكر فترة حملها الأول الذي لم يخلو من تناولها للفراولة ومعظم لحظاتهم السعيدة معاً كان بها فروالة دائماً وكم هذا أضحكها جعل نور تتعجب وسألتها بقلق: إنتِ كويسة؟، أومأت لها وهي تمحي عبره سقطت من مقلتيها ثم سألتها بهدوء: هتعمليلي إيه؟!
قالت نور بمكر وهي تلاعب حاجبيها لها بالمرأة: خليها مفاجأه سبيلي نفسك خالص تمام، أومأ لها بهدوء.

فبدأت برفع شعرها للأعلى وأراحت رأسها على المقعد لتبدأ بوضع مساحيق التجميل لها بهدوء وتركيز.

لتفتح ألين عينها بعد بعض الوقت محدقة بإيان الذي إلى الآن مازال جالساً بكل هدوء كما وضعته على الأريكة واضعة بعض الوسائد خلف ظهره فكان يحدق بهم بهدوء يرمش كل برهة وأخري ممتنعاً عن البكاء كأنه يعلم أن هُناك مايشغلهم وخاصتاً أنه يرتدي ملابس نظيفة وجميلة مثله ابتسمت ألين بحنان وهي تتابعه بعينها وفقط تريد أن تلتهمه الآن ماذا سيحدث إن فعلت!

أنتهت نور من وضع مساحيق التجميل وتركتها متجه إلى الفراش وأخرجت الثوب ووضعته عليه بهدوء بينما ألين تحركت وذهبت تلاعب إيان وهي تقبله فهي تكره سكونه وعدم حركته حتى إن كان سوف يزعجها أفضل من صمته بهذا الشكل!

وجدته يتحرك مرتكزاً ببصره خلفها وهو يفتح فاهه وأشار بإصبعه الصغير خلفها وهو يطلق أصوات متحمسة فنظرت خلفها ثم قالت وهي تبتسم: فروالة عايز فراولة، أخذت ثمرة ووضعتها بين يده ورفعت أكمامة قليلاً وهي تبتسم ظانة أنه فقط يريدها بسبب لونها المختلف لكنه وضعه بقمه وظل يمتصها ويلوك بها بين شفتيه تحت مراقبتة ألين له بحنان وهي تسند وجنتها على راحة يدها حتى توقف وبصقها من فمه فالتقطتها وهي تبتسم محدقة بملامحه التي تسألها عن ما امتصه الآن فابتسمت وهي تجلب له أخرى فألقي بجسده عليها فضحكت وبدأت تطعمها له تستمع للأصوات التي يصدرها بضيق وكأنه يسألها لما لا يستطيع الأكل فعانقته بحنان وهي تواسيه بابتسامة: بكرة تطلعلك سنان ياحبيبي وتاكل براحتك..

أخذته نور من يدها ووضعت أمامه الطبق بكامله وأخذت ألين معها: مش وقت دلع دلوقتي يلا عشان نكمل، واعادتها إلى المقعد مجدداً فشهقت بتفاجئ عندما رأت هيئتها: ايه ده يا نور! لا إمسحي، إمسحي، وضعت نور يدها بخصرها بعدم رضي وقالت باعتراض: ليه بقى إن شاء الله؟
فقالت ألين بحزن وهي تحدق بنفسها: الميكاب تقيل أوي والروج أحمر فاقع ومقدرش على كده!

ضحكت نور وهي تضع يدها على كتفها وإنحنت بجانب رأسها وقالت وهي تحدق بوجهها في المرآه: ايه اللي متقدريش عليه؟!
فقالت بضيق: أنا بطلت احط روج من ساعة ما اتجوزت تقريباً والميكاب مش بحط كتير كده لا!
أوقفتها نور وهي تتحدث بهدوء: نلبس الفستان الأول وبعد كده نتكلم، أومأت لها بهدوء ثم صاحت معترضه فجأه عندما رأته: أنا مش بحب اللون الأحمر!

زفرت نور وهي تفتح سحاب فستانها الذي ترتدية وقالت بضيق: مش بمزاجك بقي مش لازم تلبسي حاجة بتحبيها! البسي حاجة تمشي معاكِ وتجننه..
فقالت ألين بتذمر: مش عايزه أجنن حد أنا سبيني يا نور براحتي..
هزت نور رأسها بنفي وهي تساعدها بإرتدائه: لاهتجننيه غصب عنك و يلا شوفي نفسك بقي..

تنهدت قبل أن تصل إلى المرآه تحدق بهيئتها لتبتسم برقة وهي تري نفسها فهي أصبحت جميلة بل تحولت إلى انثى صارخة بعد إخفاء إرهاق ملامحها وخسرانها الوزن الذي اكتسبته أثناء حملها جعل من جسدها كمنحوتة لأشهر الفنانين براعة في العالم محتضن جسدها بنعومة أكثر متأكده من غيره فراس عندما يراها به ابتسمت بحزن فهي منذ فترة لم ترى نفسها جميلة بتلك الطريقة! بل كانت تري جمالها بعينيه من دون وضع أي مساحيق للتجميل و إرتداء ملابس خاصة بإحدي السهرات فهي معه لا تحتاج تلك الأشياء لتتبين جميلة فهو يراها جميلة بكل أوضاعها فالتصنع لا يوجد بقاموس علاقتهم..

استدارت إلى نور وقالت بابتسامة: تسلم إيدك جميل..
عانقتها نور بحنان وهي تربت على ظهرها العاري الذي لم تنتبه له: انتِ اللي قمر، وبعدين أنا أختك الكبيره هنا!، أومأت لها ألين وهي تضحك قبل أن تعانقها بحنان فهي حقاً أخذت محلاً بقلبها لا يستهين به
قطبت حاجبيها وهي تبتعد وقالت بتفاجئ: هو الفستان عريان من ورا؟!
أومأت نور وهي تلف جسدها ليقابل ظهرها المرآه كي تراه فشهقت وهي تري كامل ظهرها عاري ألايكفي كتفيها؟!

قالت بنفي وهي تهز رأسها: لأ، لأ، مش هنزل بيه ده عريان أوي لأ، أغمضت نور عينها بنفاذ صبر وهي تحدق بها فكان لونه أحمر قاتم يميل إلى اللون القرمزي أكتافه منسدلة ضيق يبرز تقاسيم ومنحنيات جسدها مُتسع من الأسفل عاري لن يكلفها عناءاً وهي تخلعة: لأ، يانور، مش هقدر أنزل كده؟!
فقالت نور بحزن: ليه؟!
فبررت لها ألين: نور، أنا عندي قوانين ماشية عليها مش بقدر أخلفها!
فقالت نور بتهكم: قصدك قوانين فراس مش كده؟

أومأت مأكده حديثها وقالت: أه قوانينه يا نور وعشان أنا بقيت أرتاح كده واتعودت خلاص وده الاحسن ليا..
تنهدت نور وقالت بإرهاق: طيب النهاردة بس مش هيحصل حاجة! لازم تتغيري شويه عشان تحسسيه بفرق يا ألين!
فقالت ألين وهي على وشك البكاء: يعني أعري جسمي عشان اوريه اني أتغيرت؟!

فقالت نور بحزن وهي تربت على وجنتها: لا يا حبيبتي متعريش جسمك بس هو الفستان كده كملي النهارده بيه وأمرك لله، وبعدين لازم تعملي حجات من اللي كان مانعك عنها عشان تضايقني! وبعدين مش شايفة شكلك عامل ازاي خارجة من كبارية وش بس أعمل ايه بقي!
تنهدت ألين وأومأت لها باستسلام ابتسمت نور والتقطت زجاجة العطر وسألتها وهي تضعها أمام أنفها: ده البرفيوم بتاعك؟

أومأت لها وقبل أن تتحدث وجدتها تغرقها بها ببذخ جعلتها تصرخ بها بحده: نور!
قلبت نور عينها وهي تضع زجاجة العطر محلها وأخذت قراط رقيق من الألماس الملحق بالقلادة الخاصة به الذي بعثة لها والدها مع نور بخلاف السوار الذي أهداه إلى نور مع قراط فهي لا تحب القلادات..

ساعدتها بارتدائه ثم أخذت القلادة ووضعتها حول جيدها فكانت رقيقة خفيفة على رقبتها يتدلي منها ماسه كبيره لونها قرمزي متماشية معها فسألتها نور وهي تبتسم: حلو كده ولا أبعدها شويه عشان الوشم يبان!
ضحكت ألين وهي تنظر لها: لا حلو كده وكل حاجه تمام وفمكانها..
أومأت لها نور وهي تبتسم ثم شهقت بتفاجئ وهي تحدق بإيان: ألحقي إبنك!

نظرت ألين خلفها بخضه وهرولت له بخوف ورفعت رأسه من داخل طبق الفراولة الغويط لتجد وجهه تشبع بالحمره فقوس شفتيه ونظر لها بعيون دامعة يريد العودة مجدداً فأبعدت الطبق عنه مرماه نهائياً فشهق ثم بدأ يبكِ بخفوت رقيق فقالت بضيق وهي تحدق بملابسة التي إتسخت: نور ممكن تجيبي منديل!
أومأت لها وهي تضحك عليه ثم وضعت ثمرة فراولة بيده فصمت وحدق بها ثم وضعها بفمه يمتصها.

فربتت نورعلى رأسه وقالت بابتسامة وهي تراقبه: شكله حبها، أومأت لها ألين وهي تراقبه ثم ألقت المنديل من يدها بضيق فهذا لا يجدي نفعاً معها فقالت بضجر: زي ما سعدتيني ألبس ساعديني أحميه تاني وألبسه بقي!.
حل المساء..
جلس على الأريكة وهو يتأوه بألم وقال بنفاذ صبر: أنا مش حاسس برجلي أنا مش خدام أنا!

زفر نائل وتحدث رغم ألمه هو الأخر: اومال انت ايه؟، كاد يتحدث لكن تلك الفتاة الشقراء التي تلتصق به كالعلكة منذ الصباح قاطعتهم وهي تقول بلهاث بسبب ركضها: يجب أن تعودوا للعمل لقد جاء سيدي ويجب أن يكون كل شيء كما يجب أن يكون!
تنهد نائل ثم سبقه للخارج بطاعة بينما هو أخذ شهيقاً طويلاً ثم خرج بهدوء ماراً من جانبها لتبتسم وأغمضت عينيها تستنشق رائحته بهدوء..

هبطت الدرج بهدوء وتروي منتبه لخطواتها بحدز كي لا تتعثر بسبب ثوبها الطويل وحذائها المرتفع الذي ألم قدمها فهي لم تتعافي بالكامل وإيان الذي تحاوط خصره تحمله بيدها مشددة قبضتها عليه بخوف، ونور التي كانت تسير بجانبها تعتلي شفتيها ابتسامه هادئه هازة رأسها بهدوء للجميع وكأنها ترحب بهم فهو منزلها!

تقدمت نور عنها بخطواتها عندما رأت والدها يقف مع أحدهم على إحدى الطاولات فاتجهت له ومن دون أن تنتبه ارتطم كتفها بكتف أحد العاملين فاعتذرت بهدوء دون أن ترفع رأسها لكنه هو من رفع رأسه عندما سمع تلك النبرة التي يستطيع تميزها وتلك الرائحة إنها هي؟!، لم يرى سوي ظهرها الذي جعل عيناه تجحظ محدقا بما ترتدي! هي لم ترتدي مثل ذلك الثوب منذ أن رآها يوماً! لما تفعل هذا الآن!

سقطت الصِيْنِيَّه من يده بسبب ارتطام أحد العاملين به دون أن ينتبه فانحني سريعاً وبدأ يلملم الكؤوس بغضب وعروقة برزت وعلت وتيره تنفسه هشم أحد الكؤوس بيده فنظر إلى الدماء التي تتقطر منه ببرود ثم حمل الصنيه بغضب وذهب لكن ألقي عليها نظره مجدداً وهي تضحك تُحادث ذلك الذي يقف مع والدها بكل راحه توعدها عليها وهو يهز رأسه بعصبيه وذهب..

كانت تسير بهدوء تلتف حولها في الحديقة تتطلع على الأضواء وتنظيم الحفل وترتيبه فكل شيء كان على جميلاً مبهجاً لكن ليس بوقته المناسب فهي تبتسم رغماً عنها أخرجها من شرودها..
=: سيدتي هل أساعدك؟!، هذا ما قالته الخادمة وهي تعرض عليها أن تأخذ إيان من يدها فنفت ألين وقالت بامتنان: لا شكرا لكِ هو هادئ ولن يبكِ، أومأت لها الخادمة وتركتها وذهبت..

انحنت وقبلت رأسه بحنان غافلة عن تلك الأعين التي كانت تراقبها بشوق وندم وغضب فمن سمح لها أن تظهر كتفيها وجسدها بتلك الطريقة؟ من سمح لها أن ترتدي ملابس ضيقة؟ ومن سمح لها أن ترفع شعرها وتحرمة رؤيته؟ من سمح لها أن تضع مساحيق تجميل وخاصتاً أحمر شفاه من؟!

توقفت عن السير واهتزت مقلتيها بضعف عندما أبصرته يقف يحدق بها وعلمت كل مايدور بذهنه من نظراته التي شملتها من أعلاها لأخمص قدمها فلم تستطع أن تبعد نظرها عنه وكل ما حدث بدأ يتوافد على عقلها مجدداً وقبل أن تبكِ وجدت تلك الفتاة الشقراء تضع يدها على كتفه جعلته يبعد نظره عنها مركزاً مع الأخرى يحدثها بهدوء وكأنه يرد على سؤالها وبعفويه قصدتها رفعت خصلته الساقطة للخلف مع بقية شعره وقالت وهي تبتسم: يجب أن تنتبه فتلك الخصلات الناعمة تجعل قلبي يرفرف وأنا أراقبها، إبتسم لها بتكلف لتبتلع ألين غصتها وشعورها بالغضب والغيرة جعلت حرارة جسدها ترتفع وينشب بداخلها ألافاً من البراكين على وشك الإنفجار جعلت من ملامحها لا تفسر وهي تسير إلى طاولة والدها..

عانقها والدها بحنان وهو يبتسم لها، جعلها تبادلة إبتسامته بأخرى ثم بدأ بالحديث بحماس يعرفها على ذلك الرجل الذي كان يتابعها وهي تتقدم: هذه ألين إبنتي الثالثة، إبتسم لها بهدوء فبادلته بأخرى متكلفة مع وصول فراس مباشرة وتقديمه المشروبات لهم..

فتحرك إيان بحماس عندما رآه وهو يضحك له جعله يبتسم بخفوت وهو يتحدث باحترام لذلك الرجل: تفضل سيدي؟، وبقدر سعادتها بتعلقه به كانت حزينة بسبب رؤيته له كل تلك الفترة دون أن تعلم..
قال بعدم اهتمام: ضعه على الطاولة، زفر فراس بعصبيه وهو يحدق به فهو لا يستطيع أن يضعها يده لا تتحرك والأخرى تخدرت بسبب حمله للصِيْنيَّه منذ الصباح ولم يرتح دقيقه كاملتاً..

قال الرجل بابتسامة وهو يحدق بها مأشراً على إيان: هل هذا طفلك؟، أومأت بهدوء فقال وهو يبتسم لها: إنه جميلاً مِثلك، ابتسمت له بنعومة جعلت ملامح فراس تتهجم أكثر لما تبتسم الآن؟! وكم أرادت أن تضيف أنه يشبه والده فهو لم يأخذ منها سوى عينيها وشفتيها وربما رقتها وأي شيء آخر قد أخذه من فراس بدءاً من ملامحه الجميلة وشعره الغزير الأسود القاتم حتى تلك الشامات التي على وجنته لقد أخذها منه أيضاً وكم هي محببه إلى قلبها..

زفر فراس وأعاد بنفاذ صبر: هل ستأخذ المشروب أم أذهب؟
نظر له بغضب ثم قال باستنكار: مابالُ تلك الوقاحة اليوم فهو ليس أول من يحدثني بعدم إحترامٍ هُنا؟
رمقه وائل بنظرات غاضبه وأمره بحزم: إعتذر منه هيا!
نظر له فراس باستنكار وقال بحده: ليه؟ عملتله ايه؟!
فقال وائل بنبرة لا تقبل النقاش: معملتش وهتعتذر معنديش حد يمشي زعلان اتفضل..
ابتلعت ألين ريقها وهي تحدق بالاتجاه الآخر متصنعه عدم الاهتمام وكأنها لا ترى شيء..

فقال الرجل باستفهام ولم يفهم شيء مما قال: يبدو أنه منزعج كثيراً؟!
فقال وائل بهدوء: لا هذا فقط بسبب يده العاجزه لا يستطيع تحريكها وأنت تريده أن يضع الكأس امامك وهو لا يستطيع!
أومأ بتفهم وهو يحدق به بينما ألين ألجمت الصدمة لسانها فأي عجزٍ هذا؟!

زفر فراس بضيق وهو يرى تحديقها بذراعه وهذا جعله يغضب فلا يحتاج إلى شفقتها الآن فقال ببعض الحدة: ألن تأخذ أم ماذا! أنت تملك يدين تعملان لا تحتاج لمن يخدمك فلتأخذه الآن!

تجاهله وأمسك بيد ألين لتسود عيناه بغضب تفاقم عندما سمع حديثه: أنتِ متزوجة صحيح؟، أومأت له بهدوء و مقلتيها ممتلئة بعبراتها وچل ما يجول برأسها فراس ويديه فلقد سيطر الغضب عليها وعمي على قلبها ولم تلاحظه بعينيها بتاتاً لكن افعاله معها وعناقه لها بيدٍ واحدة لقد تذكرتها الآن وكم كرهت نفسها بسبب هذا فيجب أن تكون هي أول من تلاحظ هذا؟!

فاقترح عليها ببعض الرجاء في حديثه: أريد أن أراقصك هل تمانعين؟!، هزت رأسها بنفي لينحني مقبلاً يدها بشفتيه قبلة أحرقت روحها قبل أن تحرق ذلك الذي يراقبهم بحسرة ونظرات باغضه له ضابطاً نفسه بسبب نظرات وائل المحذرة له أن يقدم على فعل شيء غبي؟!.

إبتسم وهو يضغط على يدها مع تساقط عبراتها الحارة التي لم يلاحظها غيره ويعلم ما تعاني الآن ووضعها لنفسها بذلك الموقف لثانِ مرة بسببه! فهي أخبرته سابقاً أن هذا يشعرها بالرخص وتكره نفسها وكل هذا فقط كي تثير غيرته! وكم كره نفسه أكثر الآن فهي تفعل هذا بنفسها مجدداً وهو الملام الوحيد على هذا..
تساءل وهو يحدق بأناملها الفارغة: ولكن أين خاتمك؟

نظرت إلى اناملها الفارغة قليلاً ثم قالت بابتسامة حزينة وبحة أثر بكائها المكتوم: لم أعد أرتديه لقد فقدتُ زوجي مُنذُ تسعة أشهر تقريباً. والآن هل ستظل تسألني ألن نتراقص؟!، ابتسم فراس بعصبيه قاضماً شفتيه بقوة كاد يدميها فهو يستحق هذا يستحقه..
ومع تحركهم للذهاب أسقط فراس الصِيْنِيَّه على ملابس الرجل قاصداً فعل هذا فصرخ به بحده وهو يحدق بملابسة: هل أنت أعمي واللعنه ما هذا؟!

انحني فراس ولملم الكؤوس وقال بأسف متصنع وتحدى بيِّن بنبرته وهو يقف: أسف لقد زُلِقت يدي! وكما تعلم أنا عاجز!، ثم نظر إلى وائل الذي كان يدحجه بنظرات غاضبة فقال بقلة حيله وبعض السخرية: سيدي إن يدي تؤلمني بحق ومنذُ الصباح لم أرتح لهذا سوف أخذ إستراحة قليلاً..

وتركهم وغادر تحت نظرات ألين الحزينة فهو تحدث بسخرية لكنه يتألم حقاً وتلك الإهانات التي لا يقبلها أحداً لقد ابتلعها دون التفوه بحرف وسخرية والدها منه التي تستطيع أن تحطم الشخص بسهوله صمت عنها ولم يتحدث فهو لا يقبل الإهانة والذل لكنه قبل من أجلها!
ذهب غيرعابئاً بنظرات الرجل التي كانت تتوعده وتضمر له الشرور وهذا ما جعل قلب ألين ينقبض فهو ليس رجل نبيل كما يتصنع معها الآن.

نظرت خلفها لتجد تلك الفتاة مجدداً تتشبث بذراعه وتتحدث والإبتسامة تعتلي ثغرها وهو يحادثها بكل هدوء وهذا جعلها تتناسي حزنها عليه والغضب هو ما سيطر عليها فأشرت إلى الخادمة كي تأتيها فهرولت لها سريعاً وقبل أن تتحدث وضعت ألين إيان بيدها وقالت بغضب: فالتأتي لي بمشروب، أومأت لها بطاعة وذهبت..
إقترح مجدداً بهدوء وهو يبتسم: هل نذه، لكنها أصمتته بصياحها به بحده فاجأته: فقط أصمت ولا تتحدث معي..

وقف ذلك الشاب أمام الساقي وقال له بهدوء وكأنه يحمل هموم العالم أجمع: اريد مشروباً قوياً يجعلني أثمل من الرشفه الثانية، أومأ له بهدوء وبدأ بإعداده من أجله واضعاً في الكأس أكثر من نوع وأكثرهم قوة حتى أتت الخادمة وأخبرته أنها تريد كأساً فأومأ لها بهدوء وسوف يحضره من أجلها بعد انتهائه من هذا..
إنتهى ووضعه أمامه لكن الشاب كان شارد الذهن ولم ينتبه له لكن الخادمة تنتهبت له وأخذته وذهبت..

=: سيدتي المشروب، أخذته ألين من يدها و ارتشفته بفمٍ واحد من غضبها دون أن ترى ماهذا لتنكمش ملامحها بتقزز وهي تشعر بمرارته وحرارة فمها وحرقة حلقها فقالت بصوت مبحوح: ما، ما هذا؟ لم أقصد خمراً كُنت أريدُ فقط بعضاً من العصير؟!
إعتذرت الخادمة بأسف: لم أفهم جيداً سيدتي سامحيني، أومأت لها ألين وهي ترتشف المياه بهدوء ثم تساءلت: لا يهم، أين إيان؟! ونور؟!

إنتهى الحفل بسلام دون مشاكل والآن كان نائل قد أنهى تنظيف الحديقة الأمامية التي كانت متسخة بشدة وكاد يبكِ وهو ينظفها لكنها إنتهت أخيراً ولم يسمح
لفراس بالتحدث معه بل تركه ودلف إلى الفرقة والقى بجسده على الارضيه الصلبه لكنها لن تأتي بصلابة الأريكة مهما حدث فهي مريحة أكثر له و ثوان قليلة فقط وغفي من التعب..

بينما فراس كان في الخارج يستنشق بعض الهواء النقي وهو يفكر متذكراً هيئتها المؤلمة لرجولته فيكفي رغبته بها التي يكبحها بأعجوبة كل ذلك الوقت لتأتي هي وتفقده كل ذرة تعقل كان يمتلكها بثوب واحد فقط شاعله رغبته بها أكثر محرره مشاعره التي يكبحها وخصوصاً عنها فهي من ستتضرر إن حدث بينهم شيء وخصوصاً تلك الفترة!

زفر متذكراً أنه انتهي من العمل و مازال يرتدي تلك الملابس! فك ازرار تلك الصدرية والقاها أرضاً بغضب ثم دهسها بِغل ولحقها قميصه لكنه توقف و ارتداه مجدداً تاركه مفتوحاً يبرز عضلات صدره ومعدته عندما سمع صوت ضحكات خافتة تقترب منه بالتدريج فقطب حاجبيه وهو يتقدم للأمام فالجميع نائماً الآن من هذا؟!

توقف بمنتصف الطريق بعيون متوسعه وهو يرى ألين تسير بترنح حافيه القدمين تمسك حذائها بين يديها وترفع معهم فستانها الطويل مع تساقط شعرها من عقدته وتناثره حول كتفها بإهمال!
إكتفأت على وجهها فسقطت القلادة من رقبتها.

لتضحك بقوة وهي تفترش الأرض بجسدها ثم توقفت فجأه عن الضحك وعادت للوقوف بترنح داهسه على طرف فستانها بدون قصدٍ منها جعله ينسدل من أعلى جسدها مبرزاً مفاتنها أكثر لتعود للانحناء لينحني نظره معها متفرساً جسدها ببطء ونظراته الجائعة التي تتوق لها تمرعلى كل جزء بجسدها برغبة اشتعلت بعيناه..
حلمت حذائها وبدأت بالسير مجدداً وهي تقهقه مع نفسها تحت ذهوله وعدم تصديقه أين كانت كل ذلك الوقت؟!

توقفت عن السير عندما رأته يقف مقابلها لتبتسم برقة وقالت بسعادة تعجب لها: فراس، وعادت للسير بخطوات أسرع قليلاً وعندما بقي لها بضع خطوات قليلة كي تصل له ألقت بجسدها عليه ليلتصق صدرها بصدره مسبباً له قشعريرة بسبب دفء جسدها الناعم..

قذفت الحذاء من يدها وهي تطوق عنقه برقة دافنه اناملها بشعره وقربت نفسها منه أكثر ملتصقة به كلياً مداعبة أنفها بأنفه قائله ببطء و شفتيها السفليه تلامس شفتيه بإغراء أفقده حصونة وجعل جسده يتصلب والخدر بدأ يزحف إلى أطرافه: وحشتني..

ثم ابتعدت رأسها قليلاً للخلف وهي تحدق به بابتسامة ثملة ناعمة وعيون ناعسه رفعت يدها ومررت إبهامها على حاجبه الكثيف نزولاً إلى وجنته حتى شفتيه محدقة بها برغبة لم يراها بعينيها من قبل! ثم رفعت نظرها له محدقة بعينيه بعمق ويدها أخذت مكانها على قلبه الذي يضرب كالمطرقة والأخرى مستقرة بشعره قائلة بنبرة صادقة حملت بطياتها الكثير من الألم سيطر عليه الشوق: بحبك. وأنهت كلمتها وهي تضع شفتيها المكتنزة المتشبعة بالحمرة على شفتيه تقبلة بعمق وحب وعشق وهيام وشغف فاجأه هو شخصياً؟!

رفعت يدها من على صدره لتستقر بشعره الغزير قابضه عليه بقوة جعلته يزمجر ببحة أثر ما يشعر به محاولاً الصمود أمام قربها المهلك له ورائحتها التي أذهبت عقله وهيئتها المذيبة للجليد وحرارة جسدها التي تحتك بجسده وكأنها مصره على إخضاعه لها..

قربت رأسه منها أكثر متعمقه في القبلة وهي تلصق جسدها بجسده أكثر فأكثر فالهواء لا يستطيع أن يمر من بينهم وفقط تلك الآهة الخافتة التي أطلقتها من بين شفتيها داخل شفتيه أفقدته ما بقي من صوابه قبل حُصونه!.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة