قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثاني والثمانون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثاني والثمانون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثاني والثمانون

خرجت إلى الحديقة وهي تبتسم لتصرخ بذعر ودق قلبها بقوة عنيفة ألمتها عندما وجدت جسده مقلوباً يطوف فوق المياة في المسبح، ركضت له وهي تبكِ بأنفاس مرتجفة ولا تعلم من أين جاءتها تلك القوة والصلابة دون أن تنهار بجانبه! ألقت بجسدها في المياة وحملته من خصره ووضعته على حافة المسبح وهي تلهث لتجده يضحك ثم عطس بلطافة وجسده تتقطر منه المياه محدقاً بها وهو يرمش بابتسامة ولا يعلم أنه كان على وشك الموت الآن..

توقفت عن البُكاء وهي تراه بخير ثم دفعته إلى الخلف عندما وجدته يتحرك من جديد لكنه عاد فسطحته و دحرجته بعيداً عن المسبح فظل يضحك بسعادة حتى استقر جسدة بعيداً عنها فتوقف عن الضحك فجأه عندما وجد الهرة تجلس على العشب تنظر له وهي تهز ذيلها بحركة أليفة فضحك وحبي إتجاهها سريعاً..

بينما هي كانت ومازالت تتشبث بحافة المسبح بأعصاب تالفه لا تصدق ماحدث ثم شهقت بخوف وهي تجد نفسها في المياه! ماذا ستفعل؟! لقد ذهبت تلك القوة والتحفيز الذي امتلكته لبضع ثوانٍ فقط، أنقذت بهم طفلها ثم ذهبا هباء الرياح! كانت المياه تحملها منذ قليل! لكنها تشعر الآن أن المياه تبتلعها!
شهقت وهي تسقط داخل المياه لكنها ظلت تعافر حتى رفعت رأسها وهي تشهق باختناق هاتفة بإسمة بتقطع قبل أن تسقط مُجدداً: ف، راس..

كان قد أنهى إرتداء ملابسة الرسمية فوقف يُحادث والدته قليلاً وهو يبتسم ليسألها فجأه وهو يبحث عن ألين بأنظاره: ألين فين؟
قالت بهدوء: خرجت تجيب إيان من الجنينة، ثم ابتسمت وتابعت: أخرج هاتها، أومأ وخرج سريعاً بينما هي كانت قد ارتشفت نصف تلك المياه وهي تحاول الصعود تجدف بيدها بكل ما أوتيت من قوة لكنها خسرت واستلمت للإغماء الذي داهمها لكنه كان ممزوجاً بصوت فراس الهلع الذي كان يهتف بإسمها بخوف..

رفعها من خصرها مربتاً على وجنتها بخفة صارخاً بإسمها بلهفة: ألين، ألين، لم يأته رد بل إرتخي جسدها بين يديه أكثر أمسك معصمها فوجد عرقها النابض ينبض ببطء ليتفاقم خوفه أكثر وهو يبعد شعرها إلى الخلف هازاً جسدها بين يديه أكثر: ألين، ألين، ألين، لكن لا رد! وضع شفتيه على شفتيها يصنع لها تنفساً إصطناعياً حتى إزرق وجهه بسبب عدم التقاط أنفاسه فابتعد وهو يلهث ليجدها تشهق ثم سعلت بقوة أخرجت جميع المياه التي ارتشفتها..

ربت على ظهرها بخفة وهو ينظر لها بقلق ثم سألها: إنتِ كويسة؟ إيه اللي نزلك هنا؟
شهقت وهي تحاوط رقبته تبكِ بحرقة: أنا، أنا سبت إيان شويه يلعب في الجنينة خرجت لقيته واقع في البسين وشكله كان، كان، ودفنت رأسها برقبته وهي تشهق غير قادرة على نطق تلك الكلمة فهو أصبح بخير لا داعي لهذا..

رفعها بين يديه وخرج بها من المياه محدقاً بإيان الذي كان يحبو خلف الهرة وعندما رآهم حبي تجاههم وهو يبتسم فركلة فراس بمؤخرته بخفة أسقطه على معدته جعله يصرخ بانزعاج ثم حبي أسرع إتجاه المسبح فشهقت ألين وهي تراه فأنزلها فراس وركض خلفه وهو يضحك ثم حمله من مقدمه ملابسة سريعاً جعله يضحك فقضم فراس شفتيه بغيظ وهزه بين يديه: إنت مش هتهدى؟ هربطك بسلسلة بعد كده..

أخذته ألين من يده وضمته بقوة وعادت تبكِ من جديد فرفع رأسه ونظر لها بحزن وتحدث بكلماته الغير مفهومة بخفوت وصوت رقيق ثم قوس شفتيه على وشك البكاء مثلها فضمته بقوة وهي تقبله بحنان ثم سألت فراس بصوت متحشرج وهي تنظر لهيئته: إنت كنت خارج؟، أومأ لها بهدوء فقالت وهي تضم إيان إلى صدرها بقوة: طيب روح إنت عشان متتأخرش، وأنا طالعة عشان إيان هياخد برد، وأخذت إيان وذهبت من أمامه تحت رمشه بذهول حتى أنها لم تنتظر رده لها هل بعد كل هذا تقول هذا فقط وتذهب؟

نظر لهيئته باستهجان ثم هتف بسخط: طيب ما أنا مبلول أنا كمان تاخدني تغيرلي الله! أنا غلطان إني خرجتها..
إهتز الهاتف بجيب بنطاله فأخرجه بضيق عندما سمع صوته فانزلق من يده بسبب المياه فزفر وانحني وأخذه بضجر ثم رد بوجوم: أيوا، جي سلام، ووضعه بجيبه المبلل مُجدداً وذهب لقد تعكر مزاجه..
بعد مرور بعض الوقت..
القي عليه القلم بضيق وقال بحنق: إنت جي تسرح هنا؟ سمعت حاجة من اللي قولناها بقي؟

أومأ له وظل صامتاً ليسأله نادر بشك: إنت حد دلق عليك ميه مواعين وإنت جاي ولا ايه مبلول ليه كده؟!
أعاد خصلات شعرة الرطبة إلى الخلف وحمل تلك الكرستاله المستطيلة الموضوعة على جدار المكتب التي نقش عليها اسم نادر وقال بتهديد وهويرفعها أمام وجهه: هتبطل تفاهة ولا لأ؟
نظر له بحنق وهتف محذراً: نزل اسمي إنت اتجننت بتمسكه ليه؟

قلد نبرته بسخرية: بتمسكه ليه!، أخذه نادر من بين يديه ورفعه أمام وجهه ثم قال بسخط: هو إسمي وممكن أكسره على دماغك برضه عادي!
سأله فراس فجأه دون سبق إنذار: هي ألين معاها رقمك؟
قطب حاجبيه لذلك المريض ثم قال بتفكير: أه القديم لكن الجديد لأ..
مد فراس يده وطلب بهدوء: هات موبايلك كده؟

أعطاه له بهدوء فظل ينقر على الأزرار يكتب شيئاً ما ثم أعاده إلى يد نادر وقال له بهدوء: بُكره في وقت متأخر عن كده شوية تبعت الرسالة دي لألين تمام؟
أومأ وبدأ يقرأها بهدوء ثم قال له بشك: فراس إنت مريض! قولي بس لو مريض عشان أعرف أتعامل معاك! إيه ده؟، ثم مد الهاتف إلى جود كي يرى ماكُتب مع قول نادر له: شوف عايز يموت أختك ناقصة عُمر!

نظر جود إلى الهاتف بتركيز لتتهجم ملامحه بالتدريج وهو يقرأ ثم قال له بدون تعبير: ايه ده؟! وأعاد قراءتها من جديد ثم نظر إلى تاريخ اليوم ليهتف بعدم تصديق وهو يضحك بسخرية: ده عيد جوازكم!
فقال فراس بنبرة ترفض النقاش: بكرة يا إما هتكون بداية أو نهاية وبس..
فرد جود متهكماً: خلاص زي ما بتعمل المشاكل تبقى حلها لنفسك بقي ومتجيش تندم في الأخر!

قال نادر مُقترحاً: أنا بقول إننا نعمل حفلة ونغير مود النكد ده بدل ما تيجي بُكره تعيط!
رد فراس بهدوء: عايز تعمل حفلة اعمل ايه المشكلة؟ بس مش جي..
تأفف نادر وقال بسخط: إنتوا بقيتوا رخمين أوي ياجدع!
تنهد فراس ونظر بساعة معصمه ثم قال بضجر: أنا بس مستني الفواتير توصل وهمشي عشان إتأخرت!
قطب نادر حاجبيه وسأله: فواتير إيه؟

كاد يتحدث لكن دلفت مساعدة مكتبه بعد إن طرقت الباب بخفه ووضعت أمامه بعض الأوراق مع قولها: الفواتير يافندم، وتركته وغادرت فأمسكها يرى ما هذا لتجحظ عيناه من المبلغ الذي كُتب ثم ألقاهم بوجه فراس جعله يضحك قائلاً بسخط: ايه ده ان شاء الله! اشتريت ايه؟
رمش فراس وقال بلطافة: سلسلة تحب تشوفها؟
رد متهكماً: سلسلة بكل ده ليه؟ هتتحول لما تلبسها!
إبتسم فراس وقال مُصححاً: لا بتنور في الضلمة..

ابتسم نادر باصفرار: طيب كويس، أنا مالي أنا بقي؟!
فقال فراس بثقة: عشان إنت شريكي!
رفع جانب شفتيه بسخرية وقال بسخط: شريك مين يا روح أمك إنت أنا شوفت من وشك حاجة؟
ضحك فراس وهو ينظر له ثم قال: ضفهم للحساب اللي بينا وإخلص و بطل رغي!
فقال بغيظ: لا خلي على يدفع لك؟
قال فراس بتفكير: على مسافر وبعدين أن شايلة للكبيرة!
سأله باستنكار: وهو في أكبر من كده؟!
إبتسم فراس وقال مُأكداً: طبعاً في ودلوقتي همشي أنا بقي!

أوقفه نادر بحنق: إستني وريني السلسلة دي..
إبتسم فراس وأخرج له علبه مخملية مستطيلة من جيب بنطاله ثم أخرج منها قلادة رقيقة يتدلى منها حجر كريم لونه أزرق فاتح يتوهج ثم سأله: إيه رأيك؟
تنحنح نادر وقال رغماً عنه: حلوة، في منها لون فُحلقي؟
رد جود متسائلاً: ده ايه اللون ده؟
قال نادر بتفكير: فُحلقي، هيكون ايه يعني؟
رد فراس بهدوء وسخر منه: مش عارفة بس ممكن تلاقي اللون اللي لاه!

القي عليه نادر القلم الذي أمامه وهو يقول بغيظ: لي لاه؟!، أوما له وهو يبتسم فأمسك نادر كوب المياه ورفعة أمام وجهه مُهدداً: طب غور من هنا بدل ما اعورك دلوقتي، قهقه فراس وذهب لكنه نظر له من خلف الباب وقال له قبل أن يغلقه: متنساش الرسالة..
زفر وقال بسخط: مش هبعت، ثم نظر إلى جود الذي كان يكتم ضحكاته فقال له بضجر: مش عايز تجيب هدية إنت كمان عشان شريكي؟!

هز رأسه بنفي ثم إنفجر ضاحكاً ليسأله نادر بهدوء: هتعمل إيه بكره؟!
هز كتفيه ومط شفتيه وقال بهدوء: مش عارف..
تنهد نادر وقال وهو يحدق بالساعة: لسه بدري، عندي فرح بليل عارف بتاع مين؟
هز رأسه نفياً فقال نادر وهو يبتسم: نفس إللي كان هيتجوز والبنت تعبت ودخلت المستشفى..
أومأ جود وهو يفكر ثم هتف: إنت قولت هتعرف القصه وتقولي مقولتش!
إبتسم نادر وقال بتفاجئ: بجد؟ لأ ده أنا أقعد بقى عشان أحكيلك..

دارت بالمقعد وهي تبتسم محدقة بمايكل الذي جردته من مكانه وجعلته يعمل على المقعد الغير مُريح بالنسبة إلى شخصٍ يحدق بالأوراق طوال الوقت، فرقبته لم يعد يشعر بها لا هي ولا ظهره المسكين..
رفع رأسه عن الأوراق وهو يتأوه ثم نظر لها وقال برفق: نور هل يمكنك مساعدتي بهذه؟ أعلم أنني وعدتك بعدم العمل من البداية لكن هذا مهم..

أومأت له وهي تبتسم وقالت وهي تنظر له: لما الأسف فأنا أتقاضي أجراً من أجل هذا لا تتأسف! لقد كُنت أمزح عندما طلبت عدم العمل!
إبتسم ووقف عن المقعد ليقف بجوارها وهتف بحب: إنتِ ستظلين رائعة بنظري أيتها الثرثارة..
ابتسمت وهي تقف ثم سألته: كيف أستطيع مساعدتك سيدي؟

ابتسم ومد لها بعض الأوراق وبدأ يشرح لها بهدوء: هذه المرآه تمكث هُنا ما يُقارب الشهر تقريباً لكنها إلى الآن لم تتحدث إلى أحدهم ترفض الحديث وخاصتاً إلى الرجال لهذا أُريد منكِ أن تُحادثيها كصديقة قبل طبيبه كي نعلم ما مشكلتها؟!

أومأت بهدوء وهي تحدق بالتقرير المكتوب عنها ثم أخذت القلم من جيب معطفها الطبي وكتبت شيءً أعلى الورقة ثم قالت له بابتسامة رقيقة رغم أنها هي من تحتاج لأحد كي يحل لها مشكلتها لكن لا بأس ربما تلك من ستحلها لها من يعلم: حسناً أنا ذاهبةً لها الآن..
ولجت إلى الغرفة بهدوء وقامت بتحيتها لكنها لم تقابلها سوى بالتجاهل وهي تهتز بعنف تضم جسدها بقوه، ربما هذا سبب تجاهلها لم تستمع لها من الأساس..

إقتربت أكثر ووضعت يدها على كتفها جعلتها تنتفض وهي تعود إلى مؤخره الفراش بخوف فهتفت نور سريعاً كي تطمئنها: اهدئي لن أؤذيك لن أفعل أقسم..
أومأت لها بخوف وهي تنتحب ثم ومن دون اي مقدمات وقبل أن تسالها شيءً قالت وحدها: لقد تم إغتصابي..

لتقع الأوراق والقلم من يد نور ثم نظرت لها تراقب حالتها المزرية بأنفاس مُرتجفة لتخونها ذاكرتها ويعود لها كل ماحدث دفعه واحده، جعل جسدها يرتجف وأدمعت عيناها غير قادرة على أن تسيطر على نفسها أمام تلك الذكريات، لكن متابعة حديثها المتألم جعلها تتوقف عن إبداء أي ردة فعل فقط كانت تُحدق بها: لقد ساندني زوجي وأحبني كثيراً ووعدني أنه سيساعدني في تخطي تلك المحنه وقد ظل معي حقاً حتى أصبحتُ بخيرٍ تماماً، لكنه حاول في إحدى المرات أن يقبلني لكنني دفعته وأنا أرتجف ورفضتُ خوض هذا من ذعري وخوفي وتذكري كل ماحدث معي تلك الليلة المشئومة!، صمتت تلتقط أنفاسها وهي تشهق ثم تابعت بانتحاب: صمت وقبل جبهتي بحنان وترك المنزل وذهب، وصباح اليوم التالي أتي بي إلى هُنا ومُنذ شهر لم أراه لم يأتي لإلقاء نظرة واحدة عليّ حتى ولو من بعيد! لقد تناساني كُلياً وأنا أُحبه ولا أستطيع العيش من دونه أرجوكِ ساعديني واجعليه يعود لي أرجوكِ أرجوكِ..

سقطت عبراتها وهي تنظر لها بشرود ولم تكن معها من الأساس لقد كانت تفكر بتلك القصة النسخة الأخرى من قصتها لكن مع بعض الإختلافات البسيطة والنهايات المختلفة! هذه علمت نهايتها وقد تخلي عنها زوجها، لكن هل نائل سيخلي عنها هو الأخر عندما يمل منها ومن بكائها كالأطفال وتكون قصتها مشابهة لها؟!
حل المساء..
دلف نائل إلى غرفة مايكل وسأله بقلق: أين نور أبحث عنها مُنذ مُده ولا أجدها؟

رد مايكل وهو يُلملم أغراضه: لقد ذهبت مُبكراً اليوم وتُخبرك ألا تقلق إنها بخير وتنتظرك في المنزل وإن أردت الذهاب الآن فاذهب أنا ذاهب لأن جسدي يؤلمني وداعاً، وتركه وغادر..
دلف إلى المنزل وهو يتأوه ناسياً الباب مفتوحاً خلفه وصعد إلى غرفته كما من المفترض أن يحدث لكن أختلط عليه الأمر ودلف إلى غرفة إنجي عوضاً عن غرفته والقى بجسده على الفراش وظل مُسطحاً عليه بهدوء لعل الألم يخف قليلاً..

كانت تسير في الأسفل بضجر لا تعلم ما تفعل وكل تفكيرها محصور حول مايكل، حسناً هي تعلم أنها رفضته من أجل شخصاً أخر وفضلته عليه فقط لأنه من بلدتها..

فقط ما حدث منذ زمن كان مايكل في رحلة قصيرة إلى مصر لأجل شيءً ما يخص الطب عندما كان طالباً و للمصادفة قابل إنجي صدفه إحدي المرات وتلك اللحظة التي وقعت عيناه عليها لقد غادرت روحه جسده سار خلفها ذلك اليوم وتحدث معها بحجه أنه أجنبي ولا يعلم شيءً هُنا وكم كانت رقيقة لبقة في حديثها معه جعلته يهواها أكثر وكان لخجلها قصه أخرى لديه، لقد فعل المستحيل كي تحبه وطالت رحلته لكن في ظرف أسبوع ليس أكثر أخذها منه بكل سهوله رغم أنه من قابلها أولاً ورأها أولاً لكنه يحصل على الأشياء الثمينة دائماً مُتأخراً، رحبت به ولم تمانع خطبتها منه وهذا جعله يشعر بكونه ثقيلاً يلقي نفسه عليها وهي لا تراه سوى زميل غليظ، أحبط وعاد وتابع دراسة لكنه ندم لأنه لم يظل أكثر ندم لأنه لم يحاول معها مجدداً رغم أنه كان يملك إصراراً يجعله يمتلك كل مايريده لكنه توقف عندها لأنه يُريد حُبها وليس إجباراً وذهب ولم يعود وهي تزوجت وسافرت بعدها ومنذ تلك السنوات وهي وحيده مهملة في غرفة مظلمة ليلاً ونهاراً باردة لا يُدفئها أحد تُعامل وكأنها عالة عليهم لا تجد من يُحادثها ولا من يعانقها يطمئنها لا شيء حياة قضتها مذعوره مرتعدة في إنتظار أن تُقتل بأي لحظه هذا ما كانت تُواجهه..

لقد كانت صغيره ولا تفهم وهذا ما جعلها تفضل إبن بلدتها ولا تأخذ من يغربها عن هُنا ولا تعلم أنها كانت تسير إلى منفاها بقدمها، لقد حيت معه غريبه لو كانت تعلم لما وافقت عليه لكن يمكن قول أن هذا تحت مسمى ساعة القدر يعمى البصر! لن تنكر أنها أعجبت به في بادئ الأمر لكنها زجرت نفسها وأبعدت تلك الفكرة عنها ظناً أنه لن ينظر لها فلديهم في الخارج من هي اجمل منها بمراحل فلما يتركهم ويأتي لها هي فقط! لقد كان كالحلم بالنسبةِ لها ولن يحدث وهذا ما جعلها تتحامق وعندما تحقق ذلك الحلم رفضته دون تفكير..

هاهي معه الآن وبنفس المنزل وغرفتها بجانب عرفته لكن شعورها بالدفء يغمرها، ربما كانت ستشعر بهذا بأي مكان لأن الخطر قد زال وهي الآن في منزل آمن لكن هذا التفكير مرفوض لديها، لايهمها إن كانت ستشعر به في مكاني أخر أم لا المهم لديها وهو أنها شعرت به معه هو حتى وإن كان أول شخص تمكث معه بعد خروجها! فهذا من حسن حظه، ولن تنكر غيرتها عليه من نور وغيرها لكنها لم ترى سوى نور فلا تملك من تفكر به سواها تلك الفترة فهي مقربة منه بطريقة أزعجتها ولا تعلم لما؟ هو وسيم ورجولي وطبيب وأكثر مايسعدها بكل هذا أنه لم يتزوج من أجل حُبها ظل عاذباً فهذا وحده يجعلها تقضي بقية عُمرها معه دون النطق بكلمة الإعتراض قط، فكم هو شعوراً جميلاً أن تكون هي أول واحدة في حياته وستكون الأخيرة فهي تحترمه وتقدره كثيراً حتى إن لم تظهر هذا لكنها تُحبه، رُبما لم تعترف بها بداخلها ولم تنطقها بلسانها ولم تتفوه بها شفتيها لكن قلبها لا يحتاج حديث، فحديث القلب أقوى من كل هذا..

نظرت حول المنزل بتعجب وهي تقف أمام الباب من الداخل ترى لما هو مفتوح بريبة! ثم أغلقته وعادت إلى الداخل وهي تهز كتفيها بقله حيله!
نظرت إلى ساعة الحائط وهي تزفر تنتظر قدوم مايكل فاليوم تأخر لما؟.
صعدت إلى غرفتها كي تشغل نفسها حتى يعود وتبدل منامتها المريحة بأخري هفهافة حتى لايراها بهذه، لتشهق بخضه وهي تضع يدها على قلبها عندما فتحت الباب ووجدته مسطح على تختها لما؟!

تقدمت منه مُراقبه تمدده على معدته بريبة وعوضاً من أن تسأله ما به لكزته بكتفه حتى سمعت صوت همهمته الثقيلة لها فسألته ببلاهه: لما أنت هُنا في غرفتي؟
تحدث بتثاقل هادراً بأسف: آسف لم أنتبه من تعبي فجسدي يؤلمني وخاصتاً ظهري، سأرتاح قليلاً ثم أذهب لا تقلقي..
أومأت بخفه وهي تنظر له بتفكير ثم اقترحت عليه: هل أقوم بتدليك ظهرك؟
رد بتثاقل: إن كان هذا سيجدي نفعاً فافعلي!

أومأت بارتباك وكأنه يراها ثم جلست على طرف الفراش ومدت يدها إلى كتفه بهدوء وبدأت تدلكه بطرف أناملها بنعومة إنتقالاً إلى ظهره وقلبها يدق بعنف في تزايد كلما شعرت بانقباض جسدة تحت يدها بينما هو كان يتصبب عرقاً وهو يلعن نفسه دافناً رأسه تحت الوسادة مُحاولاً السيطرة على شعوره وتناسي كون من تفعل له هذا إنجي التي أحبها من صغرة والتي لم يرد في حياته شيء بقدر إرادته لها..

اعتدل وهو يبتلع ريقه جعلها تتوقف وهي تنظر له باستفهام ثم حاوط خصرها بقوة وهمس بعذاب أمام وجهها: إنتِ تعملين أنني اُحبك صحيح؟
أومأت له باضطراب وهي تتغاضى النظر لعينيه العاشقة ليتابع هو: إنتِ تعملين أنني لن أؤذيك صحيح؟

أومأت وهي تحاوط منكبه ببطء جعلته يشعر بيدها التي تسير على جسده جعلته ينتشي وهو يقربها أكثر هامساً بتثاقل: فقط أخبريني لما يُجب عليه أن أُراقبك فقط غير قادراً على الأقتراب أكثر وأنتِ زوجتي لما؟

لم ترد بل اكتفت بدفن رأسها برقبته ويدها هبطت إلى خصره تحوطه بقوة شاعرة بجسدها كله يرتجف لكنه لم يتركها بل رفع رأسها كي تنظر له وهمس وهو يداعب وجنيتها: يا إلهي إنجي! فأنا أُحب كُل شيءً بك، عيناكِ اللامعتين، وقبل عيناه بالتناوب جعل قبضتها تشدد حوله أكثر وتابع بعشق: أنفك المُدبب، وقبل أرنبه أنفها وصدره يضرب كالمضخاط ثم نزل بنظره على شفتيها مُمرراً إبهامه عليها وهتف بتهدج وهو يحدق بها: شفتاكِ الكرزيتين، ومال ينهل من رحيق شفتيها الذي حُرم منه لأعوام طويلة فلو ظل يقبلها حتى الغد لن يرتوي ولن يشبع منها..

فصل القبله لاهثاً وأسند جبينه على جبينها وهتف بتهدج متوسلاً: فقط كوني زوجتي كوني زوجتي، فلنتقاسم كل شيء إنجي كل شيء؟!
هزت رأسها بخفوت موافقة وهي تضعها على كتفه بقوي خائره ولم تشعر بعدها سوى وهو يسطحها على الفراش برقة فسألته بخفوت وهي تتشبث بعنقه: ولكن ألا يؤلمك ظهرك؟!
إبتسم وهو يدنو منها: بلا يؤلمني لكنه سيتعافي قريباً بالتأكيد سيتعافى، وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح..

توقف أمامها وهتف بحزن وهو يراقب بكائها بفتور: مش هتسلمي عليا ياريم؟
ولته ظهرها وظلت تبكِ بحزن غير قادره على التوقف ولا الحديث فقال بألم وهو يحدق بظهرها: خلي بالك من نفسك ومن مالك ومليكة هبقي اتصل بيكِ دايماً..
وحمل حقيبته وذهب، لكنه توقف أمام الغرفة وألقي الحقيبة من يده وركض وعانقها من الخلف بقوة ليزداد نحيبها أكثر مع قوله برجاء: كلمه واحده بس منك ومش همشي قوليها ياريم قوليها.

لكنها لم تُقابله سوى بالبُكاء فقال بأسى وهو يتركها: للدرجادي ياريم؟ مستكتراها عليا؟ على العموم من هتغط عليكِ خلي بالك من نفسك، وتركها وغادر..
سقطت أرضاً تبكِ وتشهق بألم غير قادرة على التوقف فهي فقدته إلى الأبد تلك المرة بلا عوده مُجدداً..
دلفت عليها مليكة وجثت بجانبها وسألتها بحزن: ليه بتعملي كده ياريم وإنتِ بتحبيه؟
قالت بحرقه وهي تضع يدها على قلبها: خلاص خسرته يامليكة خسرته..

ربتت على ظهرها وقالت بابتسامة: لأ، مخسرتيهوش ولا حاجه! لسه فاضل ساعتين على الطيارة ياريم ويحيي لأخر لحظه هيبقي مستنيكي تروحيله..

دارت حول نفسها بالفستان المُنتفخ وهي تبتسم برقة مُحدقه بنفسها بالمرآة وهي عروس تري كم هي جميلة وازدادت جمالاً أكثر بثوب الزفاف، فكان فستانها دون أكتاف ضيق من الأعلى متسع من بدايه الخصر إلى الأسفل ترتدي القلادة التي ألقتها بوجه شريف بعد أن مزقتها وببنصرها خاتمه الذي استبدله مكان الخاص بوالدتها، اتسعت ابتسامتها وهي تحدق بالتاج اللامع فوق رأسها وطرحتها الطويلة خلفها بسعادة فهذا يوم سعدها حقاً..

ضمت لارا يدها أمام صدرها وهي تراقبها بابتسامة رقيقة فهي جميله..

رؤيتها ذكرتها كيف تم زواجها وهذا أحزنها قليلاً لكنها شاكرة لذلك الرجل الذي كان يعمل لديهم وهو من أتي لها بتلك الفكرة فلولي تلك الفكرة لكانت الآن حبيسة ذلك البغيض، ستظل تحمل له ذلك الجميل بسبب تزويجها نادر فهو أجمل ماحدث لها ولم تعد تتذكر حياتها من دونه ولن تكون هُناك فترة في حياتها تسمي حياه دون نادر فهو الحياه بالنسبةِ لها الآن، لايهم الزفاف فهي كان لها زفافاً من قبل وكم كانت حياتها مأساويه لا يهم أي شيء طالما نادر معها..

عانقتها بحنان وهما يحدقان ببعضهم البعض في المرآه بابتسامة رقيقة فقبلت لارا وجنتها وقالت بدفء: ربنا يسعدك ويتمملك بخير ياحبيبتي إنتِ تستاهلي كل خير..
ربتت روان على يدها بابتسامة ثم عانقتها وقالت بحب: أنا مبسوطة أوي إني اتعرفت عليكِ وبجد زعلانه عشان مش هقدر أشوفك تاني..

واستها برقة وقالت بأمل: بس أكيد هترجعي في يوم من الأيام وبعدين انا هتصل بيكِ كتير مش هسيبك متقلقيش، اومأت لها وهي تعانقها مجدداً فهي أحبتها وأصبحت كالشقيقة بالنسبةِ لها تماماً..
ربت على كتفه وهو يربط له رابطة عنقه قائلاً بابتسامة: عايزك ترفع راسنا يابطل..
إبتسم شريف وسأله بمكر: و انت رفعت راسنا؟

هز نادر رأسه بأسى وقال بقهر: متفكرنيش باليوم ده ده أنا خدت حته قلم عنب من حمايا، تخيل كتبنا كتابنا في قاعة الإجتماعات!
رمش شريف بتفاجئ وسأله بتعجب: معملتش فرح؟
أومأ له وتابع بحسرة: أسكت بقي متفكرنيش أنا مبسوط كده..
دفعة شريف من أمامه وقدم له حِله سوداء أنيقة وقال له بعجله: خُد ألبس دي بسرعة..
نظر له نادر بدون تعبير وقال بسخط: إنت مش عاجبك لبسي ولا إيه؟

هز رأسه نفياً وقال بابتسامة: لأ، إلبس عشان هعمل فرحك النهاردة..
ضحك نادر وقال بابتسامة: شكراً للعرض السخي ده بس مش هينفع..
هتف شريف مُعترضاً: ليه إن شاء الله! خلص يا نادر
هز رأسه نفياً وقال بدون تعبير: إنت بتهزر فرح إيه اللي يتعمل ده فرحك إنت!
قال شريف بلا مُبالاه: بهزر! حد قالك إني نادر ولا حاجة؟! وبعدين إيه يعني فرحي! أنا همشي على طول عشان السفر تبقي كمِل انت..

إبتسم نادر ورفض بلباقة: مقدر تضحيتك الجملية دي بس لأ، دفعه شريف من أمامه بضجر وقال بازدراء: تضحية إيه خلص وبطل رغي كتير..
صرخ نادر به بحنق: إنت عبيط ولا إيه أنا معرفكش أصلاً هتعمل نفسك صاحبي؟
رفع شريف حاجبيه ودفعه إلى دورة المياه: أه صاحبك وخلص يالا، وأغلق الباب عليه وهو يزفر مع دخول شادي الذي كان يسحب لينا بيده كي يستعجله: إنت لسه مخلصتش؟ يلا بقي..

أومأ له بهدوء ثم قال وهو يحدق بلينا: معرفتناش على المزه يعني؟!، ألقي شادي عليه المزهريه التي أمامه بغضب وقال بسخط: دي مراتي يا عره وهقول لروان عشان تطين عيشتك وليلتك قبل عيشتك، وتركه يقهقه عليه وغادر..

إستدارت عندما وجدت الباب يفتح ودلف منه ثلاث فتيات يحملون بأيديهم أشياء، واحدة ثوب مخفي في كيسه الخاص والأخرى علبة كبيرة خاصة بأدوات التجميل والثالثه كانت تتبادل النظرات معها هي وروان ثم تقدمت إلى روان همست بأذنها ببعض الكلمات جعلتها تبتسم وهي تومئ لها ثم وقفت من على المقعد أمام المرآه وجلست على الفراش تاركه المقعد لها..

أمسكت يد لارا وسحبتها أمام المرآه تحت تعجبها، تقدمت الفتاتين واحدة أخذت تصفف شعرها والأخرى تضع لها مساحيق التجميل وهي جاهلة بما يحدث!
نظرت في المرآه لتجد روان تُحدق بها بابتسامة رقيقة لتشهق بعدم تصديق وأدمعت عيناها وهي ترى الفتاة تخرج فستان الزفاف من أجلها!.
هتفت بنبرة مرتجفة: انتوا بتهزروا مش كده؟
بعد بعض الوقت..
وقف أمام الغرفة وهو يزفر شاعراً بالتوتر ولا يعلم لما لقد تزوج من قبل لا داعى لكل هذا!

بينما شريف كان يقف أمام الغرفة جامداً يُحدق بالمقبض بتركيز وكأن المقبض سيقوم بحركةٍ ما بعد قليل ولم يتحرك إنشاً من مكانه..
سقطت عبره من مُقلتيها تنم على سعادتها بما يحدث الآن وقلبها يتراقص فرحاً..
كان فستانها دون أكتاف رقيقاً ضيق من أعلاه لأخمص قدميها بذيل طويل من الخلف ومعه طرحته الطويلة التي أخفت شعرها الذي تم رفعه كعكه وفوقه تاجها الذي كان يثبتها بنعومة..

عانقتها روان وهي تبتسم وقالت لها بحنان: إنتِ إللي تستاهلي كل حاجة حلوه، أومأت لها لارا وهي تكتم شهقاتها وعانقتها بقوة شاكرة لها بصوت مهزوز: بجد شكراً أوي مش هنسالك الجميل ده طول عمري..

دفعه نادر من أمام الباب بضجر بسبب توقفه كالصنم أمامه ودلف هو وضربات قبله تتزايد باحثاً عنها بعينه حتى وجدها تلتفت ليتوقف مكانه مع توقف قلبه عن النبض لوهلة يتأملها من أعلاها لأخمص قدميها بأعين يقدح منهما العشق مدركاً تمام الإدراك أن كثيراً كان سيفوته إن لم يراها عروساً مثل الآن..
إبتسم وهو يتقدم منها بخلاف شريف الذي دلف وظل ثابتاً بمكانه فهو جديداً على هذا بخلافه هو..

ركضت له وهي تبتسم رافعه طرف فستانها بين يدها برقة حتى ارتمت بأحضانه بقوة فحاوطها بحنان بالغ وهو يقبل كتفها برقة ثم دفن رأسه بطرحتها وأغمض عيناه وظل ساكناً ينعم بدفئها فكم يُحبها يا إلهي،.

فأي شيء سوف يقوله لن يوصف ماهيه مايشعر به من حب اتجاهها، أي فعل سوف يفعله لن يكون كافياً لما يُريد فعله من أجلها، تلك النظرات الدافئة العاشقة التي تعانقها ليست كافية لها هي جميلة جميلة جميلة فوق الوصف لو بيده لحقق لها كل ما تتمناه وجعلها تنجب له عشرات الأطفال لكن هذا لا شيء يستطيع أن يتحكم به ويفعله، فحبه لها وصل لتلك الدرجة التي كان بها حاسماً أمره وأقسم على تركها إن الطبيب أخبره أنها ربما تستطيع الإنجاب لو تزوجت من غيره! لم يكن ليتردد لحظة في تركها كي تحقق أمنيتها حتى إن لم تعد له من جديد يكفي أنها ستكون سعيدة بسببه وهذا كافياً بالنسبةِ له فالأنانيه لا وجود لها في علاقتهم..

رفعت رأسها وداعبت وجنته بحنان قالت بعشق: أنا بحبك أوي، إبتسم وعاد لأحتضانها مُجدداً وهو يبتلع غصته من التأثر فهذا اليوم جميلاً وسوف يحرص على جعله يظل جميلاً إلى نهايته..

وأخيراً وصل لها شريف ووقف أمامها محدقاً بها بتيه يتأملها بكل ما أوتي من حُب في مُقابله لم تُبادله سوى بهيام وقبل أن تتحدث سحبها من يدها بخشونه راقتها تنم على ضيق ذرعة وتحمله للكثير من أجل هذا اليوم وعانقها، عانقها بقوة لم يعانقها بها من قبل كاد يهشم عظامها تحت يده لكنه رفع رأسه وحدق بها مُطولاً ولا يصدق أنها ستكون ملكة الليلة لقد إنتهى كل شيء ولن يُعكر صفو حياتهم أي أحد ولن يسمح هو بهذا أيضاً..

دلف شادي و هتف بضيق: خلصوا بقى الله!، ثم إبتسم بحنان وتقدم من روان وعانقها بقوة مُربتاً على ظهرها برقة هامساً بدفء: خلي بالك من نفسك ومتتجننيش وتتصلي بيا تعيطي وتقوليلي تعالي خدني، ابتسمت مع تساقط عبراتها وأومأت له وهي تعانقه مُجدداً بحنان بالغ فهي ستفتقده كثيراً..
نظر إلى شريف وقال بتحذير: تبقى زعلها ولا أعرف إنك عملتها حاجة كده..

سحبها شريف من يدها بخشونه جعلها تصطدم به من جديد ودني مُداعباً أنفه بأنفها أخجلها ثم قال: أخرج إنت منها بس وملكش دعوه بالباقى..
هتف شادي وهو يصفق كي ينتبهوا له: يلا بقى كفاية كده!
حدق نادر بالفراش بإعجاب وقال: لأ كفاية علينا كده و السرير ده شكله حلو تعالي نجرب المرتبة؟.
شهقت بخجل وضربت كتفه بقوة وهتفت بحده: نادر!

كاد يرد لكنه وجد شريف الصغير يعانق روان ويناديها بأمي فسأل لارا: همه خلفوا الأول ولا إيه؟
أعادت ضربه من جديد وحذرته بصوت هامس حاد: نادر!
غمزها وقال بمكر وهو يلاعب حاجبيه: عيوني..
ابتسمت بنعومه وهي تطوق ذراعة وأسندت رأسها على كتفه تتابع مايحدث ثم سألته بحزن: إنت مش هتنزل بجد؟
فرد بسؤالاً أخر وهو يربت على وجنتها: عايزه تنزلي؟!
أومأت وقالت ببرائه: عايزه الناس تشوفني بالفستان ويعرفوا إني مراتك..

ضيق عيناه وقال بتعجب مازحاً: وهي الناس لسه متعرفش؟ إحنا قربنا نطلق..
نظرت له بلوم وأدمعت عيناها وقالت له بنبرة مرتجفة وهي تضرب صدره: إخص عليك يا نادر والله لو قولت كده تاني مش هكلمك..
عانقها بحنان وهو يبتسم وقال بحب: أنا مقدرش أعمل كده أصلاً ده أنا أموت فيها، ربنا يخليكِ ليا وتفضلي معايا دايماً وإنتِ اللي تدفنيني بنفسك..

ضربته مجدداً وبكت بحرقة: متقولش كده حرام عليك، قهقه عليها ومحي عبراتها بحنان وهو يبتسم ثم قال متذمراً: بطلي عياط عشان إنتِ زي القمر وأنا ماسك نفسي بالعافيه قدام الناس إهدي كده ومتعمليش حركات مستفزة عشان هطردهم وهدخل أه..
ابتسمت وهي تمحي عبراتها ثم سارت معه عندما ذهب خلف شريف الذي كان يهبط الدرج الآن وهو خلفه جاذبين الأنظار لهم، وأول شيء قاموا بفعلة هو الرقص على أنغام موسيقى هادئة..

إبتسم وهو يُراقبها وهو من الأساس لم يكف عن الإبتسام منذ رؤيتها إقترح عليها بحرارة: ماتيجي نمشي بقي لسه هنسافر..
قهقهت عليه وداعبت لحيته المُشذبه وقالت برقة: إستني شوية كمان إحنا لسه واصلين! وبعدين فين عمو مدكور؟!

إبتسم شريف وقال بأسف: هينزل الاسبوع الجاي وهنكون إحنا مش موجودين بس هنقابله هناك الأسبوع ده عشان هو مشغول جداً والمفروض كُنت أأجل الفرح بس مقدرتش!، أومأت له وهي تمط شفتيها فمال هو عليها والتقط شفتيها في قبلة عميقة اكتسحتها قبله كان يتمنى أن يأخذها عندما تم عقد قرانهم لكنها ظلت مؤجلة فوق الشهر بسبب حماقاتها لكن لم يمنعه أحداً عنها الآن ولا حتى هي فلتتحمل عواقب تعذيبها له كل ذلك الوقت وبعدها عنه الذي كان يعذبه والشوق الذي كان ينهش جسده دون رحمة..

فصل القبله وهو يلهث واضعاً جبينه على جبينها لتهمس بتهدج وهي تُمرر إبهامها على شفتيه: يلا نروح، إبتسم وأومئ مُوافقاً فكم راق له هذا الطلب..
هتف نادر بابتسامة يذكرها: فاكره لما جيت أصالحك لما كُنتي قاعده عند ماما وقولتي إنك عايزة تسافري؟
أومأت و التمعت عيناها بالسعادة: طبعاً فاكرة هتسفرني؟
هز رأسه نافياً وقال بتسلية: لأ، أنا بفكرك بس..
كشرت بوجهه بحزن وطلبت برجاء: يلا نسافر يا نادر..

ألصقها بصدره وسألها بحرارة: النهاردة؟
أومأت له وهي تنظر له ببرائه فزفر وقال بعدم رضي: طيب الخساير دي مين يعوضها؟
داعبت أنفها بأنفه وقالت بخفوت أمام شفتيه: لما نوصل هعملك كل اللى نفسك فيه..
أومأ لها وهو يبتسم ثم عانقها بقوة لتقع عيناه على فتاتين يلتقطون لهم الصور ففصل العناق وقال إلى لارا وهو يبتسم: بصي جنبك كدا وقولي بطيخ يلا..

استدار ونظر خلفه بحزن باحثاً عنها بعينه للمره الألف في تلك الساعتين فقط، ابتسم بسخرية وهو يهز رأسه فمن ظن نفسه لديها كي تركض خلفه وتترجاه ألا يذهب! لقد أثبتت له بجداره أنه لاشيء وهو معها وهو ذاهب أيضاً..
أخرج جواز سفره يُحدق به وهو يتقدم إلى الأمام يلبي النداء للطائرة الذي يصدح في مكبرات الصوت معلناً أنها ستقلع وعليهم الإسراع، تخطى الحاجز ومعه حقائبه التي مرت عبر الجهاز الكهربائي..

توقف في الجانب ماسحاً المطار بعيناه ربما هي هُنا ولا تجده لكن لا أثر لها تحرك مجدداً بسبب تحدث الأمن وحثهم له على السير لأنه أوقف الطريق من خلفه، لكن قلبه لا يطاوعة نظر خلفه مجدداً بحزن ثم أعاد نظره إلى الأمام يُتابع سيره لكن قدمه تحجرت مكانها ولم يستطع السير هل ما رآه صحيحاً؟ يُجب أن يلتفت لأنه ربما يندم بقية عمره إن لم يفعل يُجب أن يلتفت ويتأكد من، توسعت عيناه وتسارعت دقات قلبه وهو يراها تركض بلهفة وهي تبكِ باحثة عنه، ليبتسم بعدم تصديق وهو يجدها تضع يدها على كتف شخص تهتف بإسمه بلهفة ظناً أنه هو لكنه ليس هو! والآخر الذي أمسكته من ملابسه ظناً أنه هو من تشابه الملابس لتبتعد معتذره تتابع بحثها بلهفه كالأطفال..

لقد أقلعت الطائرة وسمعت صوتها تمر من فوقها فسقطت أرضاً تبكِ بحرقة وهي تنتحب لقد خسرته خسرته ولا مجال للعودة من جديد..
وقفت تجر خيباتها معها مُستمرة في البكاء وهي تشهق كالأطفال جلبت الأنظار لها، إستدارت لتذهب لكنها توقفت بعيون زائغة بعد خطوتين فقط ثم التفتت بلهفة لتتوقف عبراتها وهي تراه يقف خلف الحاجز يبتسم لها بحنان..

ركضت اتجاهه بلهفة ليقفز من على الحاجز راكضاً لها كي يُقلل المسافة بينهم، إصطدمت بشخصٍ ما عن طريق الخطأ فسقطت على ركبتيها بألم لكنها تحاملت على نفسها، وقفت وتابعت الركض ومازالت تبكِ والرؤية أصبحت مُشوشه عليها لتتعرقل مجدداً وسقطت لكن تلك المرة بأحضانه..
ضربت صدره بقوة وهي تبتعد وقالت بحرقة: يا غبي أنا بحبك! مكُنتش ملاحظ كل الفتره دي؟!

إبتسم وهز رأسه نفياً وهدر بدفء: لا عارف بس لازم أسمعها منك إحساسي مش لازم يطلع صح كل مره يمكن محبتنيش!

هزت رأسها وعانقته بقوة وهي تنتحب قائله: لأ، بحبك، إبتسم وحاوطها بقوة دافناً أنفه بشعرها الذي ظن أنه سيموت قبل أن يلمسه، استنشق رائحتها بإنتشاء وهو يقربها له أكثر بحرية دون أن تعترض ودون أن يشعر أنه يفرض نفسه عليها وكم هو شعوراً رائع غمره بقوة وسوف يحرص على عدم فقدانه معها فهو لن يقبل سوى بحياة هنيئة مليئة بالسعادة معها..

همس بهيام وهو يحدق بها: أنا حبيتك قبل ما أشوفك يا ريم، صوتك لوحده كان كفيل إنه يخليني أحبك! كنت عارف إني هبقى أخ مش كويس لو فضلت أحبك ومالك موجود بس كنت همشى ومش هرجع تاني عشان إنتِ مش حقي! بس الدنيا انقلبت فجأة وكل حاجة اتغيرت وكان لازم أفضل هنا! عارفة يا ريم لو مكنتش أعرفك ولا حبيتك وكان المفروض إني أتجوزك كنت هتجوزك وأنا متأكد إني كنت هحبك عشان اللي زيك مينفعش غير إنه يتحب، غبي أوي اللي يسيبك وأنا كنت هبقى منهم لولي إنك جيتي وأنقذتيني وبجد أنقذتيني..

لقد أتعبته حقاً فهي ليست مما تبوح بما في قلبها حتى وإن أحبته كما كانت مع مالك، لكنه مختلف لقد غيّر بها الكثير كما غيرت هي به أيضاً فالغرور والتكبر وعزة النفس في عائلتهم وراثة مثلما كان مالك تماماً لكنه نسي تلك السمات بشخصيته حقاً لتلك الدرجه التي كانت تجعله يذهب إلى العمل دون أن ينظر في المرآة رغم ثقته بوسامته ورجولته التي تضخ منه لكن تعاملها معه وتجاهلها له معظم الوقت جعلته يفقد تلك الثقة فهو لا يريد سواها وهي لا تراه فما الفائده إذاً من النظر في المرآة؟.

وهي لن تبقي كما كانت قبلاً أيضاً لقد تعلمت وخاصتاً من خطئها فهي لن تقوم بتكرار قصة مالك من جديد، فإن كانت قد جعلته يخضع لها ويستسلم فهو جعلها تأتي له ركضاً تعترف بحبها له كي لا يذهب وهذا أكثر من كافي بالنسبةِ له فهي لن تكتم مشاعرها عنه مُجدداً ليس بعد إن إعترفت له وأخذت وضع الإستعداد لبدأ حياتها معه من جديد فهي تريده ولن تتنازل وتتركه..

مررت يدها على وجنته بنعومه وأعادت عناقه بقوة وهي تبكِ دافنه أناملها بشعرة وهي تقربه لها أكثر وقالت بحنان: وأنا والله بحبك أوي..
دفن رأسه بحنايا رقبتها وهو يقربها أكثر ينعم بدفء أحضانها قليلاً قبل أن يفصل العناق ويكوب وجهها بين يديه قائلاً برقة: هنبدأ من جديد هنبني حياتنا مع بعض من الأول خطوة بخطوة..

أومأت وهي تبتسم فمحي عبراتها العالقة بأهدابها بحنان مُقبلاً جبينها بدفء ثم حاوطها وذهب ليخرج هاتفه عندما سمع صوت رسالة نصيه..
حدق بها بتركيز ليبتسم عندما وجدها موقع إحدي الفنادق الذي حجزت له مليكة جناحاً به تخبره أن ينعم بليلة سعيدة معها وتنتظر شكره وامتنانه لها عندما يعود، هز رأسه وهو يبتسم لقد كبرت شقيقته وأصبحت تفهم الآن..

اتسعت ابتسامتها وهي تشعر بيده تحاوط خصرها من الخلف بنعونه هامساً بأذنها بحنان: مبسوطة؟!
أومأت وهي تُحدق ببرج إي?يل من شرفة الفندق ثم استدارت ليستدير معها ذيل فستانها وهي تطوق عنقه قائلة بسعادة: مبسوطة أوي أوي ده أحلي يوم في حياتي ربنا يخليك ليا وتفضل تفرحني كده على طول.
قبل منكبها قائلاً بتقطع وهو يتابع تقبيل رقبتها صعوداً إلى وجنتها ثم أنفها ثم جبهتها: ده، بس، عشان، ننول، الرضا..

عانقته بحنان وهي تربت على صدره: انت نولته من زمان، ويلا بقي إتفرج معايا..
سخر وهو يقول بتلسية: هو هو برج القاهرة ولكنكم تحبون إي?يل، قهقهت عليه بنعومة ليكتمها تقبيله لها بنهم وهو يحاوطها بقوة فدفعته من صدره وهي تتملص من بين يديه حتى إبتعد بانزعاج فقالت له بخجل: إحنا في البلكونه يا نادر!
سحبها من ذراعها خلفه إلى الداخل هاتفاً بامتعاض: هي دي المشكلة يعني!

توقفت بمنتصف الغرفة معترضة: انت عايز ايه يا نادر سبني ألعب بالفستان شويه؟
كتف يديه أمام صدره وقال بتهكم: إنتِ مش قولتي هتنفذيلي كل إللي أنا عايزه لما نيجي!
هزت كتفيها وقالت بلا مبالاه وهي ترفع حاجبيها بينما هو كان يحدق بشفتيها: أنا كنت بجر رجلك بس يا حبيبي! وبعدين كده كده كُنا هنسافر عشان إنت كنت واعدتني قبل كده ولا إيه؟

هز رأسه وهو يمرر يده بشعره ثم قال بسخرية: لا بقيتي حلوه وطلعلك صوت لما وصلنا وبتردي عليا كمان!
ضربت كتفها بكتفه قائله بثقه: أنا طول عمري حل، وشهقت عندما حملها وألقاها على الفراش وهو يخلع سترته وألقاها بإهمال ثم فك كُميه وهو يقول بتوعد: و دي أخرة اللي يمشي ورا واحده افتكري انك إنتِ اللي بدأتي أنا جبتك بالحُنسه وممشيش معاكِ وأنا هدخل يعني هدخل..

ضحكت وهي تترجاه: نادر حرام عليك سبنى اتبسط بنفسي شويه وانا عروسه!
دني منها وهدر وهو ينزع التاج من على رأسها: شيلي بس تاج إليزابيث ده عشان نعرف نتكلم، ضحكت وهي تضرب كتفه وترجته: نادر عشان خاطري بق، وقبلها غير تاركاً لها الفرصة كي تقول حرفاً آخر لكنه همس وسط قبلاته جعلها تضحك بخفوت: هقلعهولك في الأخر، وسكتت شهرزاد عن الكلام المُباح..

قهقهه عليها وهو يراقبها كيف تصعد الدرج تحمل فستانها المُنتفخ تصعد به الدرج بصعوبة فهرول لها وحملها من منتصف الدرج لتهشق بابتسامة وهي تحاوط عنقه بسعادة تلاعب قدمها في الهواء..

لقد عاد إلى منزله الخاص به باليونان أمام البُحيرة فمهما حدث سيظل يُحب تلك البلدة وهذا المنزل على وجه الخصوص فهو أخذ هذا تحدي له سيصنع به ذكريات جميلة جديده خاليه من الكذب والحزن فلن تكون سوى حياة سعيدة دائمة مع زوجته وحبيبته الجميلة التي لا مثيل لها ولن يجد مثلها مهما بحث فمن الغباء الهروب من هذا المنزل بسبب ذكريات أصبحت بلا قيمةٍ الآن فهو سيصنع القيمة الحقيقية لهذا المكان معها في كل لحظه وثانيه ولن يُفوت الفرصة عليه مُجدداً..

أغلق الباب خلفه غافلاً عن شريف الصغير الذي تسلل من خلفهم وجلس على الفراش يتابع ما يحدث بهدوء..
أنزلها بهدوء وهو يتأملها بنظرات ماكرة تلتهمها دون خجل جعلها تخجل وتنظر إلى الأسفل بارتباك مضطربة..

مد إبهامه ورفع ذقنها كي تنظر له لكنها لم تتوقف عن الرمش بارتباك فمال يقبل شفتيها بنعومة وهو يحاوطها بقوة سلبت أنفاسها وهي تتشبث بذراعه بضعف خائرة القوى حتى فصل القبله وظل ملاصقاً لها يتنفس بتهدج مع قوله بهمس: بحبك..

دفنت رأسها بصدره بخجل مُستعده إلى القادم لكنها تجمدت عندما سمعت صوت شريف الصغير الخجول: خلاص أفتح عيني يا ماما، شهقت وهي تضع يدها على فمها عندما رأته يجلس بمنتصف الفراش فوبخت شريف بعنف: هو هنا وانا فاكراك سبته في العربيه؟
فرد متهمكاً وهو يصر على أسنانه بغضب: يعنى اسيبه في العربيه عادي وهنا مش عادي! بتعمل ايه هنا؟
قال بحزن وهو يحني رأسه: خايف أفضل لوحدي تحت ممكن انام معاكم؟

مرر شريف يده على وجهه بنفاذ صبر وهتف بسخرية: جي يخاف النهارده في ليلة دخلتي يافرحتي..
كتمت روان ضحكتها ثم ربتت على صدره بهدوء وقالت مواسيه: معلش ياحبيبي استحمل ده صغير برضه..
غمغم بغضب وقال بتهكم: ده في المشمش ده عارفاه هيخرج من هنا دلوقتي..
نزعت طرحتها وهي تبتسم ثم تقدمت وجلست بجانبه وقالت برفق: إيه اللي مخوفك ياحبيبي؟ متخافش مفيش حاجة هتحصل!
قال بخوف وهو يقوس شفتيه: صوت البحر بيخوفني..

قال شريف بتهكم: بكره تشكرني عشان قعدك هُنا..
عقد يديه أمام صدره وقال بحزن: لأ، خايف
تنهدت روان وقالت بحنان وهي تداعب شعرة بنعومه: هو ينفع تنام في وسطنا وإنت كبير كده يا حبيبي؟
هز رأسه بنفي وقال بحزن: بس أنا خايف خلوني معاكم النهارده بس..

زفر شريف وكاد يدبدب بقدمة في الأرض كالأطفال بسبب ضيقة وقبل أن تتأسف له روان فهي لن تستطيع أن تخرجه من الغرفة تركها وتقدم منه وقبض على ياقته ملابسه وجره خلفه إلى الأسفل وقال لها بتحذير وهو يذهب: أجي الاقيكي مظبطه الليله دي و تكوني غيرتي عشان هطلعهم عليكِ قُطط يا روان، وتركها تضحك عليه وغادر ساحباً شريف الصغير خلفه..

وضع الطبق الأخير وهو يلهث وقال بتعب: التلاجة كلها معاك أهي مش هتتحرك والتليفزيون أهو والريموت أهو متتحركش ومتشربش كتير عشان الحمام أو تبقي أخرج أعملها في البحر مفيهوش قرش متخافش بس فوق بقي في فران كتير و اوضتك مليانه وأنا خايف عليك عشان كده هفضل أموت فيهم أنا وروان بليل خليك هنا، ثم إبتسم بمكر وأمسك يده قائلاً: ولا أقولك تعالي موتهم معانا، جذب يده من يده بخوف وقال بنفي: لأ، خلاص هفضل هنا بس بكره هنام فوق..

إبتسم شريف باتساع وقال مُوافقاً: ماشي نكون إحنا موتناهم وتنام فوق..
فتح الغرفة وهو يتنفس الصعداء لقد هرب منه أخيراً..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة