قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثالث والثمانون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثالث والثمانون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثالث والثمانون

أسند ظهره على الباب وهو يُدير المفتاح داخل المقبض ونظره معلق عليها وهي تجلس أمام المرآه تمحي مساحيق التجميل بعد إن بدلت فستانها إلى منانه مريحة..

رأته في المرآة لتبتسم ثم استدارت ليتقدم منها وهو ينظر لها بمكرٍ بالغ جعلها تخافه حقاً فهيئته لا تنم على الخير بتاتاً، وقفت من على المقعد وهي تبتسم باهتزاز بينما هو تحدث يُذكرها في طريقه إليها جعل ابتسامتها تختفي بالتدريج: فاكره القلمين إللي إدتهملي؟ طيب فاكره طلقني طلقني أنا بكرهك وهخلعك؟ طيب الشحطته اللي شحتطيهالي والعقد إللي رمتيه فوشي بعد ما قطعتيه وقولتي علاقتنا انتهت؟ ولا إيه اه اه أفتكرت قولتي كويس إنك ملمستنيش عشان كان زماني دلوقتي عايزه أولع في جسمي عشان واحد وضيع زيك لمسني، هي كانت وضيع برضه؟

ضربت صدره بضيق وقالت وهي تشكر بوجهه: إيه يا شريف إنت لسه زعلان ولا إيه وبعدين أنا كان عندي حق!
حاوطها بقوة خشنه جعلتها تشهق مع قوله الماكر و نظراته المُتفحصه لها: أنا مش فاكرلك حاجه حلوه قوليلي بقي اعمل فيكِ ايه؟
أسندت رأسها على صدره وقالت بنعومه: متحاولش تخوفني عشان أنا حاسه بالأمان ومش هخاف منك أصلاً، ابتسم وهو يربت على ظهرها بنعومه وسألها بحنان: مش خايفة؟

هزت رأسها وهي تبتسم بخجل ثم دفنتها بصدره، فلكزها بكتفها كي لا تخجل مع قوله بسخرية: مش أول مرة نتجوز في إيه؟
قهقهت عليه ثم سألته فجأه: هو لو حاجة حصلت مثلاً وبوظ، وقبل أن تكمل الكلمه هتف بسخط: أشرحه فيها أقسم بالله يبقي حد كده يعمل حاجة..
ضحكت وهي تُراقبه بذهول فحالته صعبه حقاً ليسألها بمكر وهو يعبث برباط مئزرها: جاهزه؟
ابتلعت ريقها وهتفت بصوت هامس لم يخرج: جاهزة، لإيه؟

حملها فجأه جعلها تشهق ولم تكملها لأنه ألتقط شفتيها في قبلة عميقة فصلها عندما وضعها على الفراش مع قوله بخبث: عشان تولعي في جسمك بكرة أول ماتصحي، وسكتت شهرزاد عن الكلام المُباح..
دلف إلى المنزل باحثاً عنها بعيناه والقلق ينخر عظامه فهي ليست من عادتها أن تذهب وحدها من دونه، وهو لم يترك العمل مُبكراً كما أخبره مايكل بل تابع عمله حتى النهاية..

وصل لأنفه رائحه عطرها الذكي وهذا جعله يقطب حاجبيه ثم صعد إلى الغرفة وأغلق الباب خلفه ناظراً بأرجاء الغرفة بريبة وخاصتاً فراشة ذات الأغطية الحريرية السوداء الناعمة التي لم يقضي عليها سوى بعض الليالي الجميلة التي تعد على أصابع اليد فقط..

تصلب مكانه وهو يراها تتقدم منه وهي تبتسم برقة ترتدي منامه سوداء قصيره تظهر أكثر مما تخفي ومن دون تردد عانقته بقوة جعلته يتصلب أكثر ورائحتها الذكية تغلغلت أنفه جعلته لا يُقاوم رغبته في عناقها وحاوطها بقوة ليتفاجأ بظهرها الدافئ العاري عدي من حمالاتها المتعارضة كحرف إكس لكنه لم يمنع نفسه بل عانقها بقوة وتمني فقط لو يقدر لأدخلها بأضلعه كي يحميها من كل شيء..

فصل العناق من أجلها وأول ما قام بفعله هو ضم وجنتيها جعل شفتيها تنفرج ومال يستنشق رائحه فمها ربما شربت خمراً وهو لا يعلم ما بها لتفعل هذا!
سألها بتعجب وهو ينظر لها: في ايه؟ لابسه كده ليه؟
حاوطت خصره وقالت بنعومه وهي تحدق بشفتيه: وحشتني..
قطب حاجبيه بتعجب لكنه أومأ لها وصمت فوجدها تشد قبضته حول خصره وأعادت بدلال بالغ: بقولك وحشتني!
أومأ لها مُجدداً وهو ينظر لها بنظرات متفحصه: أه خدت بالي وإنتِ كمان..

قطبت حاجبيها بحزن وقالت أمام شفتيه: نائل في ايه مالك؟
رد متعجباً: مالك إنتِ مش أنا في إيه؟
إبتسمت وطوقت عنقه وهمست أمام شفتيه بثماله: وحشتني!، إقتربت أكثر ورفعت قدمها تقبله برقة ونعومه مثلما كانت تظن جعلته يقطب حاجبيه وهو يشعر بارتجافها فأبعدها عنه وأمسك معصمها وصرخ بها بحده: إنتِ مالك في إيه؟
هزت رأسها وهي تكتم شهقاتها وقالت بنبرة مرتجفة خرجت متوسله: ساعدني..

نظر لها بعدم فهم وقال باستنكار: أساعدك في إيه؟
سقطت عبراتها وهي تنظر له بصمت وهو لم يحتاج إلى شرح فهيئتها وحدها تخبره بما تريد وهذا أغضبه منها وجعله يمسك معصمها بقوة مع قوله بحده: تحبي أخدك قدام المرايا وأوريكي منظرك يلي عماله تقولي وحشتني وحشتني؟
أمسكت ياقته وقالت برجاء: أنا مش عايزة افضل كده ساعدني..

هز رأسه بنفي مُستنكراً ذلك الإصرار فتلك الغبيه ترتجف من قُبله وهي بنفسها من قبلته وليس هو فماذا ستفعل إن حدث أكثر من هذا؟
وضعت يدها على صدره كي ينظر لها لكنه دفعها وابتعد عنها وأمرها بنبرة صارمة: نور غيري ونامى شكلك تعبانه يلا..
هتفت بإصرار: لأ، مش تعبانه و هتعملى اللى أنا عاوزاه إنت وعدتني إنك مش هتزعلني تاني أبداً!

كوب وجهها بين يديه وقال بحزن: أنا كده مش هساعدك! كده هدمرك أكتر وهتأذي نفسك وهتعملي حاجة إنتِ مش عايزاها؟!
هزت رأسها بنفي وهي تضع يدها على وجنته وقالت بهستيريا: مش هتأذي مش هتأذي أنا موافقة وكويسه انا اللي بطلب مش إنت؟
لكنه صرخ بها بحده: مستحيل إنتِ فاهمه؟ ويلا نامي
صرخت به بالمثل: لأ مش هنام ومش هستني لما ترميني في المستشفى إنت فاهم؟

أمسك ذراعها وسألها بعصبيه: مستشفى إيه اللي أرميكي فيها دي إنتِ مجنونه؟ حبي ليكِ تافه للدرجادي عشان ادخلك مستشفي؟ وأدخلك ليه أصلاً هو إنتِ مريضة؟ أكيد في حد لعب في عقلك اكيد!
أبعدت يده وأمسكت مقدمة قميصه وهزت رأسها وهي تقول بألم: محدش، محدش بس أنا مش عايزة افضل كده عشانك وعشاني لازم اتغلب على خوفي..
نفي بحزم وهو يحدق بها وقال بحزن: أنا مش عايز منك حاجة مش مُطرة تأذي نفسك عشاني..

حاوطت رقبته وتوسلته: بس أنا عايزه..
تنهد ومرر يده على وجهه بضيق وسألها: يعني عايزه ايه دلوقتي؟
إقتربت أكثر وأراحت يدها على صدره: حِبني..
إبتسم وقرص وجنتها بخفة: طيب ما أنا بحبك وإنتِ عارفة!
هزت رأسها وهي تقف على أطراف أصابعها كي تصل له وقالت بنعومه أمام شفتيه: لا حِبني بالطريقة الثانية!

رفع رأسه وهو يزفر لكنها تشجعت وقبلته من جديد لكن ليس بخوف ولا إرتجاف بل بمشاعر جياشة إشتاقت له وترغب به حقاً فهو أبعدها عنه كثيراً وهذا جعله يترنح وهو يعود إلى الخلف محاوطاً خصرها بنعومة قبل أن يبادلها قبلتها بنهم فهي لم تترك له مجالاً للشك أنها خائفه بل هو الخائف من أن يفعل ويندم بالنهاية لكنه فقد حصونه هو دائماً مايفقدها أمامها مُنذ متى وهو يصمد أمامها؟ فهي مهلكة وتهلكه بما تفعل الآن وهو لن يستطيع المقاومة والصمود أكثر..

ترك شفتيها وهو يلهث بأنفاس متهدجة وكل ذره بجسده تُطالب بها الآن لكنه هز رأسه وأسند جبينه على جبينها يترجاها: صدقيني هتتأذي؟ كفايه كده!
لكنها لم تستمع له بل إبتسمت وبدأت بفك أزرار قميصه وهي تقول بهمس: عمرك ما هتأذيني..
تابع كي تتوقف عن جعله يفقد صوابه: لو قربت هيبقي صعب إني أبعد..

فقالت بابتسامة رقيقة وهي تقوم بفك آخر زر من أزراره: ومين قالك إني عايزاك تبعد؟، وقبلته هي وهي تدفن أناملها بشعرة وبثانيه لم تعد قدمها تلامس الأرضية بل كانت معلقه في الهواء في طريقها إلى تخته حتى شعرت بنعومه الفراش أسفلها تزامناً مع بعده عنها ينظر لها بتردد وكأنه يسألها فلم تقابله سوي بابتسامتها الرقيقة قبل أن ترفع نفسها وطوقت عنقه وهي تهبط به وتعلم أن القادم لن يكون سهلاً عليها بالمرة، وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح، وربما بكت وصرخت!

صباح اليوم التالي..
كان مستلقياً على جانبه تاركاً صدره عاري دون غطاء يداعب وجنتها برقة يتأملها هيئتها الملائكيه وهي نائمة بعمق وشعرها متناثر حولها على الوسادة كحورية تخفي جسدها تحت الأغطية السوداء عدى كتفيها الظاهران له..

حسناً لقد أخبرها أمس أنه يخاف أن تتأذي لكنه هو من تأذي قضى الليلة في عذاباً معها وهو يرى حالتها وهي مذعوره لقد رأى وحشيتهم معها مما فعلت لقد قاموا بتدميرها كي لاتنفع من جديد مثلما قالت له!

لقد ضربت صدره وصرخت به وظلت تبكِ تترجاه كى يبتعد وقد فعل فهو لم يحتمل رؤيتها هكذا أكثر ولم يظل كما أخبرها أن الإبتعاد سيكون صعباً! لا بل الإبتعاد كان أسهل شيء قد يحدث لكنها كل مرة كانت تعود وتترجاه أن يظل ويساعدها كي تتخلص من خوفها وعذابها فلا أحد سيستطيع مساعدتها غيره..

لقد ترجته أن يبتعد لكنها في المقابل ترجته أكثر أن يظل، صرخت به لكنها عادت إلى الهدوء بعد نوبة هلعها! ك لقد كان رجائها أن يبقى أقوى و أكثر تأثيراً من رجائها كي يبتعد فكيف تخاف منه وهو من يمدها بالدفء كيف؟ هذا نائل الذي يخشى عليها من نفسه كيف سيقوم بأذيتها بأي طريقة من الطرق! وهذا ما كانت تهمس به لنفسها كي تقضي تلك الليله وتمر بسلام وقد حدث ما أرادت لكنها عذبته بدون رحمه وطوال الليل ولم يذق طعماً للنوم، تمنى لو لم يأتي من العمل كي لا يعود ويحدث هذا من جديد، فهذه لن تكون الليلة الأخيرة التي سوف تثور بها وتعذبه هكذا بل سيكون هُناك أُخريات ربما ستكون أقل عذاباً لكنه سيتألم بسبب رؤيتها هكذا فهو السبب وهو من تركها وفقدها ويستحق هذا العذاب وهو لا يعترض بل مايؤلمه هو رؤيتها هي هكذا، لكن هو يعلم أنه يستحق الذهاب إلى الجحيم..

لكن كل شيء سيمر وذلك الألم سيزول مع الوقت فالوقت قادر على مداوات كُل الجروح فهي ستتفاجأ بالسعادة التي سوف تأتيها فجأه تُنسيها جميع مُعاناتها فنحنُ خُلقنا لننسي، عانقها بقوة وقيدها بيده وقدمه كي لاتهرب عندما تستيقظ فهي سوف تشعر بالخجل عندما تتذكر ما فعلت..
تقلبت في الفراش بنعومه وهي تنام براحه لكنها حست نفسها على الأستيقاظ لأن اليوم ليس عادياً بالنسبةِ لها..

فتحت عينها كاشفة عن مُقلتيها الزرقاوين وهي تبتسم برقة ثم قطبت حاجبيها عندما وجدت الفراش فارغ من فراس وإيان أين ذهبا وتركاها؟ حسناً لا يهم الآن ستراهم بعد قليل..

إنتصبت جالسه وهي تحتضن الوسادة بابتسامة ناعمه فقد قررت البدء من جديد معه هي ستفعل المستحيل كي يهنأ طفلها بحياة طبيعيه! حسناً هي بدأت معه من جديد بالفعل لأنه لا يوجد ماهو مستحيل في علاقتهم إنهما يحبان بعضها البعض وهذا يكفي، فهو مُنذ أن طلب سماحها وقد بدأت من جديد! لكن لا مانع من تصنع أنها ستبدأ من اليوم لأنه هو الآخر لم يظهر بدايته الجديدة معها حتى ولم يقبل على لمسها وكأنها خطيبته و يخشي فعل هذا! وهذا يغضبها ولن تنكر لأنه يغضبها بشدة لما لا يقترب أين ذهب فراس الذي لا ينتظر أن توافق ويفعل مايريد بها؟! حسناً لقد ذهب بفضلها هو الأخر عليها تحمل فراس الجديد الذي طلبته!

زاد اتساع ابتسامتها وهي تتذكر اليومين السابقين فهي ظلت مع فراس في غرفة الرياضه تاركين إيان مع والدته كي يلهيها عن حُزنها قليلاً فهو الوحيد الذي يجعلها تبتسم..

كانا يومان رائعان بكل تفاصيلهما، هي كانت مع فراس كيف لن يكون يوماً جميلاً معه! علمها الكثير من الأشياء واستفادت الكثير وأصرت على التعلم رغم علمها أنها لن تستخدم قبضتها يوماً ورغم علم فراس أنه لن يسمح بالخطر أن يقترب منها من جديد لكن إرادتهم كي يبقوا معاً تحتاج إلى تصنع البلاهه كي تتحقق رغبتهما في بعض الأوقات..

هو يُحب كُل شيءً بها لا يحتاج شرح هذا لأنه مُتيماً بكل تفصيلةٍ بها حركاتها الطفوليه اللطيفة، طريقة سيرها، إعوجاج خصرها عندما يخبرها مالا يُعجبها، اقترابها المهلك له مُتعمدة كي تفقده صوابه، عبثها بشعرها وإبعاده إلى الخلف أمامه نطقها لاسمه بهدوء كتهويده ترن بأذنه تجعل قلبه يتراقص على أنغامها، ونظرتها المشتاقة التي يستطيع معرفتها من ألاف النظرات، وتصنعها عدم معرفتها لما يفعل بجسدها كي يظل يقترب منها تروقه بشدة، حتى عرقها الذي يأخذ طريقه إلى عنقها البض حتى أسفل يجعل ملابسه تلتصق عليها ثم تقترب منه بكل برائه وكأنه لا يوجد رجلاً هُنا يكاد يموت كي يحصل فقط على قُبلة واحدة ولا يستطيع لأنه سيهشم عظامها إن وقعت بين يديه فغيابها عنه تلك الفترة أكثر من مُعذب له ورؤيتها وحدها دون فعل شيء تجعل لعابه يسيل عليها ولقد إشتاق لها بطريقة مؤلمه تجعله يريد سحبها لأقرب فراش سوف يقابله كي تعلم قدر اشتياقه لها ومايُعانيه وحده كما يظن!

أما هي، فهي تعشقه وتعشق كل تفاصيله حتى وقاحته ونظراته لها عشقها لا نهاية له فكم تُحب تلك النظرة الحنونة التي يرمقها بها عندما يُعلمها إحدي الحركات وتفشل بفعلها فيعيد تعليمها من جديد دون مللٍ منها، تُحب تلك النظره الفخورة التي يرمقها بها عندما تتعلم بسهولة وتقفز أمامه بسعادة لتتحول نظراته إلى تلك الداكنة الوقحه مباشرة وكأنه مُبرمج على هذا وهذه هي النظرة المُفضله لديها فعندما تتحرك وهي قريبة من جسده وخصوصاً بملابسه التي لا تصل سوى إلى فخذيها لا يستطيع سوى أن يكون وقحاً معها وهي بتلك الهيئه معه! تُحب تلك اللمسات الغير بريئه التي يطبعها على جسدها بحجة التدريب مُتصنعاً عدم انتباهه لهذا بينما هو يتفنن بفعلها وترك أثراً بنفسها وكأنه يُمهد لشيءٍ ما؟ تحب نظراته البريئه لها عندما تنظر له بعد أن يفعل شيءً ما بجسدها وبكل هدوء يُخبرها إن كانت بخير أو يسألها أن ترتاح قليلاً حتى تهدأ، ذلك المُكر تُحبه وتحب رؤيتها له وهو يستخدمه متصنعاً اللامبالاة وهي تتصنع عدم معرفة ما يحدث والجميع يُحقق مايشاء!.

هي تحب ضعفها معه وقلة حيلتها أمامه ولا تراه ضعفاً أكثر من رؤيتها أنه تحقيق لأنوثتها فالمرأة بطبيعتها تحتاج لمن يحتويها ويبثها بحبه وحنانه ودفئه وهو خير من يفعل هذا لها فهي مُدللة تُحب الدلال ولا تجد ما تريد ومايسعدها سوى بضعفها معه فإن كانت باردة ولا تُأثر بها لمسه وتستطيع الصمود وحدها كيف يطلق عليها إسم مرآة؟ كيف تكون راضيه عن نفسها وهي جامدة باردة! فالرجل لايبحث سوى إمرأة تشعره بقوته وحاجتها إليه حتى إن لم تكن بحاجته لكنها هُنا تحتاج كل شيءً به إلى حنانه ودفئه واحتوائه لها ورقته معها وهمساته لها كل شيء لقد إشتاقت..

وهو لا يحقق رجولته سوى بتلك الطريقة فإن كانت قويه فما حاجتها لرجلٍ إذاً؟ رُبما يعترض الكثيرون على وجه نظرها هذه لكنها لا ترى وصفاً مُناسباً لحالتها وما تفعل سوى هذا، فهي لم تتزوج همجي يضربها ويهينها ليل نهار كي تكره ذلك الضعف! فليس فراس من تفعل هذا معه كي لا يتعدي عليها! فهي إن لم تكن ضعيفه وهشه لتصنعت هذا من أجل فراس! هي لا تعلم حقاً ماذا تقول لتقول لكنه وسيماً ورجولياً بطريقة تجعلها تريد أن تضعف أكثر وتكون أكثر هشاشة من أجله كي يظل يغمرها بحنانه ويُلثمها بحبه فمن تلك التي ستكون مع فراس ولن تفعل المستحيل كي ترضيه وتفوز بحبه! هي لن تندم يوماً على حُبها له ربما ندمت في لحظة غضب لكن هذا ليس مثالاً لكي تتخذه ومن الأساس لا يتخطى ذلك الشعور بداخلها أكثر من دقائق حتى تعود لتلهفها عليه من جديد، فهي تظن أن عمرها إن طال حتى المئة ستظل تملك ذلك الشغف إتجاهه ولن يقل بل سيظل في تزايد دائماً فهو رائع رائع يا إلهي لما ليس هُنا كي تُقبله الآن؟

هي عاشقة لوقاحته وكل ما يفعل بها واليوم سيكون مُميز وسوف تحرص على هذا فهي إشتاقت له ولعبثه ولن تقبل بأقل من ما رتبته لتلك الليله برأسها فهي تتقاسم الوقاحة معه..

فلا يوجد من هو بريئاً هُنا فالفرق بينهما أن فراس يتحدث بالوقاحة دون خجل لكنها تحتفظ بجانبها الوقح لنفسها ولا تبوح به ففراس لا يترك لها المجال كي تتواقح تكفيها وقاحته وإن ظل مبتعداً عنها كثيراً بتلك الطريقة ستضطر أن تبوح بوقاحتها هي الأخرى و ليست المسئولة عما سيحدث بعدها..

استفاقت من شرودها وهي تقهقه على أفكارها ثم إرتدت خُفها المنزلي وأتجهت إلى دورة المياه تغتسل وبعد انتهائها توجهت إلى الأسفل تنزل الدرج بهدوء لتتسع ابتسامتها وهي تسمع صوت إيان، فكان يجلس بأحضان جدته تطعمه بعض حُبيبات الأرز التي كان يبصقها فتلملمها من حول فمه ثم تعاود إطعامها له من جديد دون ملل جلست ألين بجانبها وقالت برقة: صباح الخير..
إبتسمت هاله وردت بهدوء: صباح النور، إحنا بقينا تلاته بعد الظهر!

نظرت لها ألين بتفاجئ وسألتها بجدية: بجد انا نمت كل ده؟، أومأت لها وهي تبتسم ثم قالت بأسف: لولي إني عارفة الوضع كُنت قُلت إنك حامل بسبب كل النوم ده بس شكلك كده مكنتيش بتنامي كويس الفترة اللي فاتت فبتعوضيهم مرة واحدة، أومأت ألين لها وهي تبتسم فمعها حق فهي مُنذ أن عادت وهي تنام براحة دون أن تقلق حتى كي تطمئن على إيان فهي تعلم أنه سيكون بخير وهو لا يبكِ كثيراً كما كان يفعل في الخارج فالمنزل دافئ..

سألتها ألين وهي تحدق بإيان بابتسامة بعد إن راجعت كلمات هالة من جديد برأسها: إنتِ عايزه حفيد تاني يا ماما؟
التمعت عينا هالة بسعادة وقالت بحماس: طبعاً عايزه ده يوم المُني لما الاقي ولاد فراس بيتنططوا حواليا..

ابتسمت ألين وهي تُحدق بإيان فكم سيكون جميلاً أن يكون له أخاً أو أُختاً، حسناً هي تُريد فتاة كي تجعله يتعلم الرقة مع الفتيات لأجل فتاته التي سيُحبها يُجب أن تكون شقيقته كحبيبته لا يفرق في حنانه لكلتيهما لا يُجب علية تصنع شيء ليس مركباً به، حسناً هذا مُبكراً كي تفكر به فليكبر أولاً وبعدها سترى..

إستفاقت من شرودها على صوته وضربه لفخذها بيده بخفه فابتسمت وحملته ثم أغرقته بوابلاً من القبلات وهي تبتسم جعلته يضحك فعانقته بحنان وهي تربت على ظهره: حبيب مامي، إبتسم وهو يهتز بين يدها بسعادة فأنزلته أرضاً ووضعته بالمشاية الخاصة به كي تساعده على السير ثم سألت هاله بحزن: هو فراس فين يا ماما؟!
هزت هالة رأسها وقالت بتفكير: أنا مشفتهوش خالص النهاردة..

قطبت ألين حاجبيها وسألتها: أومال ختي إيان من جنبي إزاي؟
ضحكت هالة وقالت بهدوء: ومين قلك إنه كان جنبك ده نايم عندي من إمبارح والمفروض فراس كان ياخده زي كل يوم لكن مخدهوش..
فقالت ألين بقلق وتبين على ملامحها الخوف: معقول يكون مجاش من إمبارح؟
هزت هالة رأسها وقالت بنفي: مظنش عشان سمعت صوت العربيه الصبح وأنا نازله أحضر الرضعه بتاعة إيان وطالما مدخلش يبقى كان هنا وخرج..

أومأت ألين وهي تقطب حاجبيها بتفكير فسألتها هاله بقلق: ليه يا حبيبتي في حاجة؟
قالت ألين بضيق: النهاردة عيد جوازنا وانا عايزه أحتفل بيه بس مش عارفه أوصل لفراس وكُنت عايزه أشتري فستان ولو جه فجأه ولقاني برة هيعمل مُشكلة..
ربتت هاله على كتفها وقالت بنبرة مطمئنه: روحي هاتي اللي إنتِ عايزاه ولو رجع انا هتصرف معاه متخافيش يلا اطلعي غيري بسرعة وروحي عشان تكسبي وقت..

أومأت لها ثم صعدت وبدلت ملابسها سريعاً وعادت إلى النزول من جديد لكنها توقفت بمنتصف الطريق عندما هتفت هالة من خلفها: مش محتاجه فلوس؟
حكت مؤخرة رأسها بإحراج وهي تنظر لها فهي لم تفكر بهذا إقتربت هالة منها ووضعت بين يديها بطاقتها الائتمانية الخاصة بها هي والتي تحمل أموال والدها فهي ليست فقيرة لقد ولدت بفمها ملعقةٍ من ذهب..

قالت بحنان وهي تربت على وجنتها: هاتي اللي إنتِ كُل اللي تحتاجيه ومتتكسفيش واطلبي مني اللي إنتِ عايزاه، أومأت لها ألين وهي تبتسم بنعومه ثم قالت لها فجأه عندما تذكرت: أنا عندى فساتين كتير في البيت هروح أجيب واحد وبالمرة أدور على موبايلي مش هتأخر سلام، وقبلت وجنتها ووضعت بين يديها البطاقة الإئتمانية وقالت وهي تذهب: معايا حق التاكس، وركضت إلى الخارج وقليلاً من الوقت فقط واستقلت سيارة أجرة ووصلت بسلام أخيراً..

زفرت وهي تضع يدها بخصرها تقف أمام الخزانة تُحدق بالفساتين بعدم رضي فجميع الوانهم فاتحه ولا تُحب الفواتح، أخرجت ذلك الفستان الأزرق الفاتح كلون السماء ووضعته على جسدها تشاهده أمام المرآه لكنه لم يروقها، أخذت أخر أرجواني أعجبها لكنه ليس مُناسب لتلك السهرة!

نظرت إلى الجانب الخاص بالفساتين الداكنة الذي امتنعت عن النظر له كي لا تأخذ أحد الفساتين السوداء لكن يبدو أنها ستأخذ أحدهم نظرت إلى اللون الأحمر لتحرك شفتيها بتقزز فهي لا تفضل هذا اللون لكنها إرتدته أكثر من مرة لأنه يليق بها، مقابلاتها مع فراس لم تكن سوى وهي ترتدي أسود ثم أحمر ثم أسود ثم أحمر لم تغير هذان اللونين أو أنها لم تخرج معه في أمسياتٍ خاصه كثيراً، إنها كُلما فكرت تكتشف أن هُناك كثيراً من الأشياء لم تفعلها معه لكنها لم تُلاحظها ولم تفتقدها لأنها كانت مُكتفيه به وسعيدة ولا تريد سواه فبقيه الأشياء ليست مهمة لها..

رُبما عندما بكت أخبرته كثيراً من الأشياء التي كانت تُضايقها لكن ليس لتلك الدرجة فهو كان يُراضيها دائماً فكل ما حدث وتسبب في انفجارها به كان الضغط النفسي الذي كانت تشعر به وساعدها بهذا فارس الذي خرج لها من العدم ممسكاً بصورتها وسألها وهو يعانقها إن كانت هي أم لا، فكل ما خطر على بالها في هذا الوقت أنها ستعاني من جديد لكن تلك المرة سيكون الثمن أغلى مما فقدت ربما كان فراس سيتأذي من شقيقه بسبب شجارهما عليها وهي لن تتحمل هذا مُجدداً ولن تراه يموت أمامها من جديد لن تتحمل بعد كل مامرت به فلم يكن لها سوى أن تترجاه أن يتركها في هذا الوقت وهي إلى الآن نادمه لأنها تشعر أنه تأثر بتلك الكلمات على وجه الخصوص..

ضحكت بعدم تصديق وعيناها التمعت ببريق مُميز وهي تلتقط ذلك الفستان الأسود الذي ارتدته عندما قابلت فراس أول مرة في الملهي، لقد ظنت أنها فقدته لكنه موجود ومن دون تردد قررت أنها سوف ترتديه..
وضعته في الحقيبة ثم بحثت عن هاتفها فوجدته في درج الكومود فأخذته وأخذت سوار فراس ثم مفاتيح المنزل الملحق به بعض المفاتيح الأخرى وذهبت..

وصلت إلى المنزل من جديد، فدلفت وهي تبتسم لتختفي ابتسامتها عندما وجدت هالة تجلس على الأريكة تبكِ وإيان يجلس بجانبها يُحدق بها بأعين دامعة مقوساً شفتيه بحزن وهو يراقب بكائها..
عانقتها ألين بقلق وهي تسألها: في ايه يا ماما مالك؟
قالت وهي تبكِ بحرقة: فارس سافر وسابني يا ألين سافر وسابني..
ربتت ألين على ظهرها بحزن وهي تُحدق بالمظروف الذي تمسكه بيدها بالتأكيد ذهب دون وداع لهذا ترك مظروفاً لها..

تحدثت بأسف ومواساة وهي تُراقبها: هيرجع تاني صدقيني هيرجع، وانا هكلم فراس بس لما يهدى شويه وأنا عارفة ومتأكده إنه مش هيسيب أخوه كده وهيرجع والله بس كَلها شوية وقت..

أومأت لها وهي تتابع بكائها لتتوقف عندك وجدت يد رقيقة تُربت على قدمها فنظرت بجانبها لتجد إيان من يفعل وهو يتحدث بكلمات غير مفهومة و كأنه يواسها فحملته وضمته بقوة وهي تبكِ: والله إنت حبيبي ونور عيوني، إبتسمت ألين وهي تراقبه ثم قبلته ومحت تلك العبرة التي سقطت منه فيبدو واضحاً أمامها أنه سيكون سريع البُكاء وتتمني أن يخيب ظنها ويكون السبب كونه طفلاً فقط..

دلف إلى المنزل شاعراً بهموم العالم أجمع تجمعت على صدره، فهو عاد من المطار مُباشرةً بعد إن ودع على وسارة لكن سارن رفضت الحديث والنظر له من الأساس لقد عاملته كغريباً ولم تلقي عليها نظرة بعد ذهابه حتى كما يظن! لأنها نظرت وبكت حُزناً عليه ثم ذهبت فهي لم تكن قاسيه يوماً حتى في غضبها تكون رقيقة لكن هذه والدتها وليست مزحة..

نظر حوله مُتفحصاً المنزل بنظراته يبحث عنهما وخاصتاً طفله ومصدر أزعاجهم أين ذهب ولما هو هادئ هكذا؟ صعد إلى غرفته فوجده غافياً في مهده بهدوء فابتسم ودني منه يقبله بحنان ثم أغلق الغرفة خلفه وذهب إلى غرفتهم..

دلف بهدوء وهو يخلع قميصه وألقاه على الأريكة ثم استدار ليتوقف قاطباً حاجبيه وهو يرى الغرفة! هل دلف إلى الغُرفة الخطأ؟ هي مُزينه بفروع خاصه بالورود و إضاءات صغيرة معلقه ستعمل مساءاً بالتأكيد وهُناك طاولة دائرية بجانب النافذه التي بطول الحائط ملحقة بمقعدين لهما وضع عليها شموع منطفئه وهُناك كأسان فارغان و علبه مخمليه بجانب أحد الكأسين! وهُناك موسيقى هادئة خافته تصدح بالغرفة لا تتبين كثيراً بسبب صوت انصباب المياه في دورة المياه بالتأكيد تعبت وهي تُحضر هذا وحدها، فهو ظن أنها نسيت عيد زواجهم فقام بحجز طاولة لهم بإحدي المطاعم الفاخرة كي يتناولوا عشاءاً رومانسياً ويذكرها بعيد زواجهم ومن ثم ويحتفلانِ معاً لكن مافعلته بيدها وتذكرها هذا اليوم رغم رفضها له وإجبارها كي تتزوجه أفضل لديه من مئه عشاء فاخر في الخارج، فهي قررت عدم البرود مُجدداً ولن تفعل كي تنجح علاقتهم ويحيي فادي سعيداً مُستقراً..

عاد بخطواته إلى الخلف وأرتدي قميصه من جديد ورفع كُميه كما تعلم من جلوسه كثيراً على القهوة في حارتهم الشعبيه وتركه مفتوحاً..
صرخت سجى بذعر وهي تراه يقف في الخارج بكل هدوء يبتسم لها فهي كانت تأخذ حماماً تتجهز من أجله بعد إن قامت بتغيير لون شعرها من جديد وأعادته بُندقياً لكنه دمر مفاجأتها وهذا جعلها تصرخ به بحدة: إنت إيه اللي جابك دلوقتي؟

ضحك ببحه رجوليه جعل قلبها يخفق باضطراب وهي تثبت المنشفه حولها أكثر ثم أعادت بنفس الحدة: انا مش بكلمك جيت دلوقتي ليه؟
أمسك يدها ثم قبلها برقة وهمس بحنان: كل سنة وإحنا طيبين، سجى معايا ولا انا بحلم؟

تبدلت نظرتها القاسية إلى ابتسامة حنونه وهي تنظر له ثم قالت بخفوت: كل سنه وإحنا طيبين، أمسك يدها واجلسها على المقعد على الطاولة وهو أمامها جعلها تعترض مُتذمرة: مش دلوقتي يا فؤاد! إنت بوظت المفاجئة وأنا تعبت أوي..

قبل يديها بالتناوب وقال بحنان: عارف ومقدر تعبك و بحبك، إبتسمت بنعومه وهي تنظر له فأخرج علبته المخمليه من جيب بنطاله وأخرج منها خاتماً مزين بإحدي الأحجار الكريمة التي تشبه لون عينه، لتتسع إبتسامتها ثم مدت أناملها ليضعه في الوسطى وهو يبتسم مع قوله بغرور: عارف إنه هيعجبك أي حاجة فيها لون عيني بتعجبك.

جذبت يدها من يده وقالت بضجر: مغرور، ثم تأملت الخاتم بابتسامة وقالت بنعومة: جميل أوي تسلم إيدك، أومأ لها بهدوء وهو يبتسم لتأخذ هي علبتها من على الطاولة وقالت بخجل وارتباك فهي أول مره تفعل هذا: أنا جبتلك دي ومش عارفة هتعجبك ولا لأ..
إبتسم وقال بعفوية: أي حاجة منك تعجبني هو أنا أطول؟
فتحها بهدوء وهو يبتسم حتى رآها لتتسع ابتسامته وهو يرى أزرار قميص ذهبية خاصة بالحِلات الرسميه وسألها بهدوء: ليه؟

قالت بخجل وهي تأشر على أكمامه التي يرفعها: عشان دايماً بتبقي رافعه وسايب الزراير مفتوحه!
إبتسم وقبل كفها بحنان بالغ وسحبها من يدها لتقف وقال بهدوء: يلا نرقص..
إعترضت بخجل وهي تبتعد: لأ، لأ، إستني لما ألبس..
لم يرد عليها ولم يتركها بل ظل متشبثاً بها بقوة فهو يُحب البساطة وهي لن تحتاج الملابس في شيء..
تحدثت وهي تسند رأسها على صدره: كنت عايزة أناقش معاك موضوع؟

قال بابتسامة وهو يربت على ظهرها بحنان: ناقشي سامعك..
رفعت رأسها له وقالت بحزم: من النهاردة هنبطل برود وننتبه على تصرفاتنا!
إبتسم وهو يقبل يدها التي كانت تعبث بدقنه وهو يقول: أنا مهما كُنت بارد عُمري ما استخدمته معاكِ ودايماً بواسيكِ..
أومأت بتفهم وتابعت: ومتزعليش لو غلط أو عليت صوتي عليك سبني!
ربت على وجنتها بخفة وقال بتسلية: يبقي إنتِ كمان لما أضربك متزعليش وسيبيني..

ضربت قدمها في الأرض بقوة فكادت المنشفة تسقط فثبتتها بيدها وقالت بحزن: إنت مش بتساعدني عشان حياتنا تتحسن؟
حاوط منكبها وقال بحزن: لو فكرتي وراجعتي كل حاجه بتحصل هتلاقيكي إنتِ اللي غلطانة!
قالت بحزن وهي تنظر له: عشان كده بقولك ساعدني هبقي لوحدي يعني؟
إبتسم باتساع ولا يصدق أن تلك القابعة امامه سجى بل ونادمة تُريد المساعده! فهذا يوم حظه وبالتأكيد والدته دعت له كثيراً..

تابعت بخفوت: محدش هيزعق للثاني ومحدش هيتعصب ويتخانق هنتناقش بهدوء، وكان نفسي أقولك الشغل بس إنت عارف أنا بحبه قد إيه وإنت كمان عشان كده مدخلتهوش في المُناقشة..
قال بتسلية وهو يمرر يده على ظهرها بإغراء: والله لو نفذتي إنتِ الكلام ده هنتبسط كُلنا..
ركلته بقدمه بغضب ليبتسم وهتف بحنان: حاضر ماشي هسيبك و هنبطل برود ومش هتبارد وهسيبك تزعقيلي بس مش قدام الناس!

ضحكت بنعومه وهي تضع رأسها على صدره لتجد يده تُحرك طرف المنشفة بعبث فوضعت يدها على يده وهتفت بتحذير: إيه؟ مش دلوقتي عشان كل ده هنعيده تاني بليل..

لكنه حملها عنوه جعلها تلوح بقدمها في الهواء فسقط خُفها لتظهر قدمها الناعمة ليهتف بابتسامة: بليل خارجين لكن دلوقتي فاضيين نبقي نعوض تاني لما نرجع بليل، هزت رأسها برفض لكن المنشفة فكت وسقطت عن جسدها لتسقط حصونها معها وهو يضعها على الفراش مُلتقطاً شفتيها في قبلة ناعمة عميقة، وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح..

كان جالساً يتكئ على جزع الفراش بصدره العاري يعبث بهاتفه يقرأ الرسالة مُتردداً أيبعثها أم لا! وكل برهة وأخرى يلقي نظرة على تلك الكسوله الناعمه التي لم تستيقظ إلى الآن..
فتحت عينها بتثاقل وهمست بإسمه بنعومه: نادر.

اتسعت ابتسامته ثم فتح يده لها وقال برقة: تعالي في حضني تعالي، إبتسمت وحركت جسدها من أسفل الغطاء ليطوقها بحنان وهو يقبل رأسها ثم مد يده من أسفل ذقنها مطوقاً كفتها لتريح رأسها على ذراعة تنظر لما يفعل ليقول بابتسامة وهو يعبث بالهاتف بيده الأخرى: شوفى بعمل ايه عشان تبقي مشتركة معايا في الجريمة..
أضاء هاتفها بخفوت لكنها لم تراه فهو بعيداً عنها تضعه على الكهرباء كي يشحن قليلاً..

إنتهت من وضع تبرجها وهي تبتسم ثم وقفت ترتدي حذائها المرتفع وهي تنظر لنفسها في المرآه متعجبه من نفسها فحقاً كيف كانت ترتدي هذا؟ إنه قصير وضيق يذكرها بثياب النوم كيف كانت ترتدي هكذا وتخرج بكل بساطة؟
هزت رأسها تطرد تلك الأفكار وهي تعود للإبتسامة مرة أخرى فهي عادت مثل تلك الليلة تماماً بكل شيء حتى تصفيفة شعرها، وضعت أحمر شفاهها الأحمر القاتم بعد إن خطت عينها ورسمتها ببراعة..

انحنت وأخذت الهاتف عندما أضاء مُجدداً وهي تعيد خصلاتها إلى الخلف بنعومة فوجدت كماً هائل من الرسائل جميعها من شركة الإتصالات الخاصة بها عدي رقماً واحد غريباً توقفت أمامه بريبه وشيءً قوياً بداخلها يخبرها ألا تري ما بُعث فهي أصبحت تتشائم من الهواتف والأرقام الغريبة لكنها فتحتها ربما يكون فراس أو أي شخصٍ أخر وياليتها لم تراها..

سقطت على الفراش لتشق عبراتها طريقها إلى وجنتيها بعدم تصديق، لقد حفظتها من كثرة عدد المرات التي قرأتها بها فهي أعادتها مراراً وتكراراً، صرخت بقهر وهي تقذف الهاتف بالحائط وظلت تلطم وجهها بقوة وهي تبكِ بحرقة وصوت مرتفع جعلت هاله تهرول لها من الخارج بعد إن أنامت إيان..
أبعدت يدها عن وجنتيها التي شوهتهم وهي تصرخ بها بسبب حالتها: في إيه؟ مالك؟

صرخت وهي تجذب يدها من بين يديها وعادت تلطم من جديد وهي تقول بنحيب: فراس، فراس بيخوني بيخوني..
أبعدت هاله يدها مُجدداً وهتفت بحده: إيه الكلام العبيط ده مستحيل يعمل كده إنتِ صدقني ولا إيه؟ ومين قالك كده أصلاً؟

هزت رأسها وهتفت بهستيريا وهي تقف وبدأت تسير بأرجاء الغرفة بجنون: انا هروحله لازم اروحله، هروحله، هروحله، وأخذت ستره خاصة به من الخزانه و ارتدتها بارتجاف ثم أخذت المفتاح الذي جلبته من منزلها فهي عرفت الآن في ماذا تستخدم كل تلك المفاتيح وركضت إلى الخارج دون النظر خلفها أو التحدث لكن هاله ظلت تهتف باسمها كي تتوقف لكنها لم تكن معها، استقلت سيارة أجرة وأخبرته العنوان ولم تتوقف عن البُكاء بحرقة طوال الطريق حتى وصل مُتوقفاً أمام البناية التي بها شقتهم، تركت السيارة وركضت إلى الداخل فصرخ بها السائق بحده: إنتِ ياست إنتِ فين الأجرة؟

لكنها كانت قد إختفت من أمامه نهائياً فضرب كف على كف ثم عاد إلى القيادة من جديد وذهب، ضغطت زر المصعد بعنف وقدمها لم تتوقف عن الإهتزاز بعصبيه لكنه مازال في الطابق العشرين ولن تتحمل الإنتظار فهي تحترق، يوجد خنجراً مسموماً مغروزاً بقلبها الآن، ركضت على الدرج وهي مازالت تبكِ مُجاهده كي تصل لأن أعصابها تلفت ولا تستطيع الصمود على قدمها أكثر، تعرقلت بسبب كعب حذائها المرتفع فسقطت على حافة الدرج وهذا لم يزدها سوى بكاءاً ونحيباً بسبب ألم جسدها..

تحاملت على نفسها وتابعت صعودها بنفس السرعة حتى توقفت أمام باب شقتها وهي تتنفس بعنف وقلبها بدأ يؤلمها لكنها لم تهتم بل أمسكت المفتاح بيد مُرتجفه محاولة إدخاله في المقبض لكنه سقط منها أكثر من مرة فأسندت رأسها على الباب تبكِ بحرقة وبطريقة لو رآها فراس لندم لما فعله..

فتحته ودلفت إلى الداخل وظلت تحدق بكل ركن في الأسفل بتركيز لكن كل شيء كما تركته! تمنت لو كان هُناك مفاجأه لأجلها وكل هذا كذب لكن الشقه هادئه بشكل مبالغ به! صعدت إلى الغرفة تجر قدميها خلفها وهي تبكِ حتى تهاوت ساقطة أمام الغرفة وهي تستمع لصوت أحدهم في الداخل وخصوصاً إمرأة؟ توجد معه إمرأة يا إلهي؟! لما يُريد تدميرها بتلك الطريقة سيقتلها هكذا ولن يُدمرها فقط، لا تُريد أن تكرهه ولا أن تتوقف عن حُبه لا تُريد..

وضعت يدها على فمها تكتم شهقتها وهي تدير مقبض الغرفة، لتتوقف وهي لا تستوعب ما يحدث وما ترى هل هذا هو اليوم المميز الذي تمنت الحصول عليه؟ هل هذه هديته لها؟! دارت الدنيا بها وهي تحدق بالفراش وقلبها تمزق لأشلاء لما فعل هذا؟ لما لم ينتظر قليلاً بعد وكانت ستأتيه بنفسها لما؟ وتلك الأصوات لا يحق له أن يجعل غيرها تطلقها لا يحق له هو الأخر أن يفعل لا يحق له! لكنه لم يكن معها ولم ينتبه لها من الأساس بل كان منغمساً بما يفعل وهذا جعلها تصرخ بإسمه بقهر كي يتوقف عن تعذيبها: فرااااااس..

سقط الهاتف من يدها وهي تبعد نظرها عن المرآة ثم جلست على المقعد سريعاً وهي تمسك يده بعدم إتزان ثم إلتقطت كوب المياه بيد مرتجفه و ارتشفته سريعاً وهي تتنفس بعنف ثم مسدت صدرها بضيق شاعرة بالأختناق فهذا ليس صحيحاً إنه عقلها الباطن فقط لن تبكِ وتنهار لاشيء من هذا صحيحاً لن تُدمر سعادتها لن تفعل فراس ليس بخائن ولن يكون هو يُحبها لن يفعل كل هذا من أجلها ويخونها بعدها فليأخذ حتى حق تعبه لأجلها أولاً ثم يخونها فمن الغباء فعل هذا؟ هي مُتأكده أنه لن يفعل لن يفعل فهو تركها من قبل وكان أمامه الفرصة كي يفعل ما يشاء لكنه عندما أراد أرادها هي وأجبرها هي وليس غيرها وهو ليس ضعيفاً كي يضعف أمام فتاة وخاصتاً فتاة غيرها ليس فراس من يفعل هذا..

انحنت وأخذت الهاتف من الأرض وقامت بالنقر على اسمه كي تهاتفه بقلب ينبض باضطراب لكنه لم يرد عليها وإن لم يرد على ألين نفسها لن يرد على غيرها، قرأت الرساله مُجدداً وهي تقطب حاجبيها بعدم رضي فهي متأكده أنها كذبه لكنها تريد الذهاب أيضاً والتأكد رغم علمها أنه لن يكون هُناك وربما يكون هُناك وحده فهو مُختفي عنها مُنذ أمس!.

هي لا تملك مُفتاحاً لن تذهب! لتسقط عينها تلك اللحظة على المفتاح الذي جلبته من منزلها وتمنت لو لم تأخذه من هُناك فلا يوجد أمامها حلاً سوى ذهابها الآن، وضعت الهاتف بحقيبتها ثم المُفتاح والسوار واتجهت إلى الخزانة وأخرجت سُترة فراس وإرتدتها كما رأت بخيالها، إنها مُتسعة وليست طويله! تخفي جسدها من الأعلى وقدمها تظهر من الأسفل لكن لا يهمها لا تملك ملابس ولن تتجول بالملابس بل من سيارة الأجرة إلى الشقة ويكفيها رائحة فراس التي تحتضنها وكأنه معها لن تخاف..

أمسكت طرف ياقة السُترة وأمالت رأسها تستنشقها بانتشاء وهي تغمض عيناها ثم قبلتها وهي تضم طرفيها على جسدها وأخذت الحقيبة وذهبت بهدوء دون أن تراها هاله فهي كانت بغرفتها..

استقلت سيارة أجرة وبعد بعض الوقت توقف أمام البناية، أعطته أمواله ثم تركته وذهبت، استقلت المصعد وضربات قلبها تتزايد كُلما إقترب طابقهم أكثر حتى توقف فظلت تنظر إلى الخارج ولم تتحرك فنبهتها إحدي الفتيات على الذهاب عندما كاد يغلق مُجدداً وهي بداخله..

توقفت أمام باب الشقة ولا تعلم لما تلك الحماقة التي فعلتها لكنها طرقت الباب عدة مرات وضغطت على الجرس في إنتظار أن يفتح لها فراس لكن لم يأتها رد فأخرجت المفتاح ووضعته في المقبض ودلفت بهدوء لكن داخلها يرتجف من الخوف، توقفت بمنتصف غرفة الجلوس تنظر حولها بثقب لكن كل شيء بمكانه كما تتذكره..

خلعت حذائها في الأسفل ثم صعدت إلى الغرفة بخطوات بطيئه حافية القدمين ولا تريد أن تصل ولا أن تفتعل صوتاً، لكنها وصلت أسرع مما تتخيل، توقفت أمام باب الغرفة لبعض الوقت ثم طرقت الباب بكل بلاهه ومن المفترض أن تخرج الفتاة راكضه بذعر و فراس خلفها لينصدم بألين ويخبرها بكل أسف أن لا تفهمه خطأ فلم يحدث شيء! كم هذا درامي!

أخذت زفيراً طويلاً أبرز عروق رقبتها ثم دلفت بتمهل وقلبها يخفق بقوة ألمتها لكن لم يقابلها سوى الفراغ! تنفست بقوة بعد إن كانت تكتم أنفاسها ثم نظرت حولها بامتنان لأن لا أحد بالغرفة ثم قامت بفتح الأضواء وخلعت السُترة ووضعتها على الأريكه أسفل النافذة مع حقيبتها ثم وقفت خلفها وقامت بتفريق الستائر ثم فتحت النافذه كي تغير أنفاس الغرفة المكتومة لتتطاير خصلاتها إلى الخلف عندما لفحت الرياح وجهها لتبتسم وهي تأخذ شهيقاً طويلاً تُنقي به رئتيها ثم نظرت حولها بحزن وهي تحتضن ذراعيها فمن يلعب معها تلك اللعبة؟

أخذتها خطواتها إلى الفراش فجلست عليه قليلاً وهي ترفع يدها تُحدق بها كيف ترتجف ثم ضمتها بقوة و استلقت على الفراش وهي تضم جسدها فهي لن تتحرك من هُنا، عندما يفتقدها فراس ويلاحظ غيابها سيجدها هُنا لن تتحرك من هُنا..

تقلبت وإستلقت على معدتها، وضعت ذراعها على الوسادة ثم وجنتها تستند عليه تنظر تجاه النافذة تُراقب تتطاير الستائر البيضاء بهدوء وإحباط وهي ترمش كل بُرهة وأخرى لقد ذهبت ليلتها وأصبحا الإثنان مفقودان الآن بالنسبة لبعضهم البعض، دفنت رأسها بالوسادة بضيق ثم شهقت وإنتصبت جالسه نصف جلسه وهي تثني قدمها بجانبها ورفعت أناملها تتحسس وجهها وخاصتاً تبرجها وأحمر شفاهها كي لا ينتزع ولا تعلم لما! نظرت أعلى الكومود وهي تضيق عينيها فيوجد عليه مرآة مدت جسدها ثم ذراعها كي تأخذها فتبعثرت خصلاتها بسبب حركتها لتتوقف فجأه عندما سمعت صوت خطوات في الخارج فهي تركت باب الغرفة مفتوحاً توسعت عيناها بذعر ثم استدارت سريعاً بهيئة مُبعثرة تنظر خلفها بخوف تزامناً مع إغلاق باب الغرفة عليها ليتحول ذلك الخوف إلى بريق سعادة وحب وهي تنظر إلى فراس الذي دلف وأغلق الباب خلفه وقف يستند عليه ينظر لها بدون تعبير و ليس بإبتسامة حنونة ولا فخورة ولا ماكرة دون تعبير فقط، وهذا أقلقها وأرادت التحدث لكن لم يطلع معها شيء فظلت تنظر له بصمت بينما هو كان يتفحص هيئتها التي لم تكن سوى دعوة له للاقتراب وأخذ حقه الذي سلبته إياه وحرمته منه لفترةٍ طويلة..

دلف من بوابة المنزل الضخمة وهو يلعن نادر الذي فعل زفافاً له وذهب يقضي شهر عسلٍ جديد وتركه يعمل محله بتلك الحجة البغيضة أنهم شركاء عم وأصدقاء يُجب أن يُسانده وليته لم يفعل فهو مرهق ويُريد النوم فقط حتى إنه لم يُحضر شيء من أجل عيد زواجه ولم يبتاع لها حتى هديه غداً سيفعل فهو سينام الآن..

قطب حاجبيه بتعجب لكنه ابتسم وهو يرى باسمه تتقدم ترتدي ملابس رسمية تحمل جنات التي ترتدي فستاناً صغيراً مثلها تضحك بسعادة وحماس ثم صرخت عندما رأته و ارتمت بأحضانه وهي تحاوط رقبته بيدها الصغيرة فقبلها وهو يعانقها بحنان ثم سأل باسمه: انتوا رايحين فين كده ياحلوين؟
أخذتها باسمه من بين يديه وقالت بابتسامة: رايحين عند شهاب وهنبات عنده النهاردة..

قطب حاحبيه وسألها وهو يبحث عن نوران بعيناه جعل باسمة تبتسم: أومال فين نوران؟
ربتت على صدره وقالت بحنان عله يفهم: كل سنه وانت طيب يا حبيبي، وتركته يُفكر بقولها بعدم فهم مُراقباً ظهرها حتى إختفت عن وقع أنظاره فهتف بتعجب: مين قالها تمشي؟، مسد جبهته بتعب وهو يفكر ليطلق أهه خافته عندما فهم مغزى حديثها ليبتسم وهو يقول بتفكير: معقول تكون نوران هتحتفل بينا؟

أخذ شهيقاً طويلاً ثم خلع قميصه تمهيداً لما سوف يحدث في الداخل وتوفيراً للوقت لأنه مرهق وهي تمزح لما اليوم؟

دلف وهو يطلق صفيراً بشفتيه يتلفت باحثاً عنها بكل مكان ليجد جميع الأضواء أغلقت فجأة ولم يبقى سوى بعض الإنارات الخافتة التي تعجب من وجودها هُنا لم يراها قبلاً، هل ياتري قامت بتركيبها اليوم من أجل ما تريد أن تفعل؟ جفل عندما سمع صوت موسيقى شعبيه تصدح في مُكبرات الصوت تزامناً مع سماعة صوت خلخال يقترب مع صوت الموسيقي متماشياً معها ليشعر بعصي غليظة توضع فوق كتفه فتنهد وقال بتحذير: لأ، إظهري عشان لو مسكتك مش هرحمك، شعر بجسدها يحتك بظهره فابتسم وقال ببلاهه: أيوا الحاجات الطرية دي بتاعة نوران.

سمع قهقهاتها الرقيقة لتظهر أمامه أخيراً وبدأت بالتمايل على تلك الأنغام الشعبية مع جلبابها الشعبي المشقوق من الجانبين الضيقة المطرز بالدوائر البلاستيكية من حوافها ثم كُميها المُتسعين وشقه من المنتصف من أمام صدرها وذلك القِرط الدائري الكبير وكُحل عيناها الذي جعل مقلتيها تتوهج وهي تبتسم مُراقبه ملامحه وفكه الساقط أرضاً وهو يراها ليبلع ريقه وهو يحدق بخصرها الذي يتحرك بمثالية للجانبين أعلى وأسفل إلى الأمام والخلف بأعين ملئتها المكر تعلم أنها نجحت بما تريد، رفعت العصي ترقص بها وهي تقف على أطراف قدمها المُزين بالخلخال الذي لم يكف عن الحركة لتعود إلى الخلف عندما تقدم منها لتختبأ خلف الستائر ومازالت ترقص وخيالها هو ما يظهر فتقدم وهو يبعد الستائر عن وجهه بضجر كي يمسك بها لأنه سيقتلها تلك اللعينه هل تُريه الآن أنها تستطيع الرقص بعد أن أنجبا سوف يمزقها إن أمسك بها، وهو الغبي لأنه لم يسألها يوماً لكنه لن يعفو عنها أيضاً، ركضت إلى الأعلي وهي تهرب منه ضاحكة فركض خلفها وهو يقول كي تتوقف: تعالى ياشابه هنريحوكى تعالي، لكنها ظلت تضحك بنعومة جعلته يتوقف هاتفاً وهو يضع يده على قلبه: يا أحمريكا يا مجنني إنت هنفخك لو مسكتك أقسم بالله، ظلت تركض حتى نهايه المرر لتتوقف أمام حائط سد لتختفي ابتسامتها فاستدارت لتركض لكنها وجدته يتقدم منها مُبتسماً بشر وهو يفرك يديه معاً يمسحها بنظرات ماكرة من أعلاها لأخمص قدمها فخجلت وهي تلصق نفسها بالحائط تنظر حولها بارتباك تبحث عن شيء تهرب من خلاله لكنها لم تجد فرفعت العصي أمام وجهه بالعرض وقالت بحده لطيفة: عاركني، أخد العصي منها جعلها تشهق وهو يقول رافعاً حاجبيه: ده أنا أعاركك وأعارك أهلك كمان في إيه؟، حاولت الركض لكنه حاوط خصرها وهتف بخبث: إيه الإجرام ده؟ ها! كان فين مستخبي كل ده يا أحمر إنت كان فين؟

توردت وجنتها وهي تدفن رأسها بصدرة ثم رفعت رأسها ونظرت له ليتأملها بتيه تلك الريفية الجميلة إن كان رأها قبل أن يعرفها بتلك الهيئة لأحبها حقاً فهي تليق مع كل شيء، فتاة وقحة تملك لساناً لاذع، مهندسة جميلة رقيقة، زوجه ناعمه هادئه لبقه، ريفيه فاتنة متفجرة الأنوثة، من أعلاها لأخمص قدمها تفقده عقله هو ممتن كثيراً لنفسه بسبب ضيقة وتجوله بسيارته ذلك اليوم كي يراها ويقابلها ماذا كان سيفعل إن لم يجدها؟ هل كان سيظل معجباً بسجى! يا إلهي إنه يتقزز كلما تذكر هذا هي جميلة لكنه لا يرى سوى نوران..

قربها منه أكثر وهو ينظر بفتحه صدرها المشقوقة قائلاً بمكر: همه فين؟، شهقت بخجل ووضعت يدها على صدرها وهي تدفعه بضيق: همه إيه دول يا قليل الأدب..
ازدادت ابتسامته الماكرة وقال وهو يدفعها لصدره: ما تعمليلي كده واحده تري تري تري..
حاولت التملص ودفعه وهي تكاد تنصهر من الخجل مع قولها بهمس: بس ياجود بقي بس..
لكنه إبتسم وحملها لتشهق وهي تحاوط عنقه مع قولها باعتراض: نزلني لو سمحت..

إبتسم وهو يحدق بشفتيها وقال بخبث: هنزلك على السرير متقلقيش هتنزلي، لكنها لوحت بقدمها في الهواء بضجر وهي تترجاه بنعومه: نزلني لو سمحت أنا مش بتكلم معاك عشان إنت قليل الأدب يا جود نزلني..
همس أمام شفتيها بخبث: إنتِ لسه شوفتي قله أدب يا أحمر يا ملعلع إنت، ضحكت بنعومه ومازالت تريد النزول فهمس تلك المرة بداخل شفتيها: مش عيب تخبي عليا إنك بتعرفي ترقصي وجيه تعرفيني بعد ما خلفنا؟

ردت بهمس مُماثل هي تعبث بشعره: عشان إنت قليل الأدب ومش هتسبنى من غير ما تتريق عليا..
ضحك ببحه رجوليه وهو يتأملها: أنا بحبك يا أحمر..
ضحكت وهي تدفن رأسها بعنقه ليسألها: فين هديتي؟
قالت بدلال وهي تُداعب وجنته: دي هديتي..
إبتسم وقال وهو يلاعب حاجبيه: دي أحلي هدية هدية دايمة للأستعمال..
قهقهت بنعومة وسألته برقة: وأنا فين هديتي؟
قال بعبث وهو يحدق بها بخبث: هستخدم هديتك ده مش كفاية..

ربتت على ذقنه وقالت بنعومة: لأ كفاية طبعاً..
هز رأسه بحرارة وهتف برجاء: أنا مش قولتلك بطلي تحلوي بقي عشان بتعب وببذل مجهود اكتر وده كتير عليا؟
اتسعت ابتسامتها وقالت بنعومة مُتقصده السُخرية: طيب ما تشرب بيريل!

أومأ وهو يرفع حاجبيه وسار إتجاه غرفتهم: إنتِ بتهزري بقي! بيريل! أنا هوريكي البيريل الطبيعي دلوقتي، وصفع باب الغرفة وأغلقه خلفه وألقاها على الفراش فركضت كى تخرج لكنه رفعها من خصرها و أعادها وألقاها مُجدداً وقال بتحذير: خليكِ هاديه عشان هقلعك الخلخال ده مجنني..

ركضت مُجدداً لكنه أمسك بطرف ثوبها ليتمزق بين يديه عن طريق الخطأ فشهقت وهي تضرب قلبها بيدها فاتسعت ابتسامته وقال: لأ فلاحة أصلي تعالي تعالي قبل ما أتجنن عليكِ!

هزت رأسها بنفي وركضت إتجاه الباب لكنه أمسك الطرف الآخر وشقة مُتعمداً وسحبها من خصرها بقوة جعلها تشهق وهي تسند يدها على صدره فقبلها بقوة وهو يلصقها به بحميمية دافناً أنامله بشعرها لكنها ظلت تتملص من بين يديه قبل أن يجعلها تستسلم وقالت بضيق: جود! لسه مخلصتش الرقصة والأغنية شغاله تحت!، وتركته لتذهب لكنه دفعها إلى الخلف وهو يغلق الباب: رقصة إيه؟ لسه مش دلوقتي دي عايزة قاعدة..

وضعت يدها بخصرها باعتراض وهي تهز جسدها جعلته يحدق بها بنظرات داكنه وهو يهز رأسه بحرارة ستقتله بهذا القوام وتلك الملابس، تقدم منها ودفعها بخشونه أسقطها على الفراش وقبل أن تركض رفع يديها خلف رأسها وقيدها بيديه وقال بسخط: اللبس ده عامل شغل ومطيرلك اللي باقي من عقلك صح؟ جبتيه منين؟ إنتِ ناقصك لبانه بس وتبقي، وصمت وهو يغمزها بعبث فابتسمت وقالت بنعومه: ماما هي إللي جبتهولي وبعدين ناقصني لبانه وأبقى ايه؟

دني يُقبلها وهو يقول بمكر: تبقي الرقاصة بتاعتي، تبقي فكريني اشكر حماتي لما ترجع..
كشرت بوجهه وقالت بحده: عاركني..
ضحك بصوتٍ أجش جعلها تتأمله وقال بعبث: عاركيني ايه المشكلة ما أنا هعاركك دلوقتي، وقبل أن تتحدث عاد يقبلها بنعومه جعلتها تحوطه، وسكتت شهرزاد عن الكلام المُباح..

ابتلعت ريقها وهي تنظر له فإلى متى ستظل تنظر له بصمت؟، وقفت بهدوء ثم رفعت فستانها من على الصدر وأسدلته من على فخذها للأسفل قليلاً وأعادت شعرها إلى الخلف وهي تسير إتجاهه..

توقفت أمامه و قالت بارتباك وهي تُبرر له وجودها هُنا: فراس أنا في حد بعتلي مسج مكتوب فيه إنك بتخوني ولما هاجي هلاقيك هنا، ثم وضعت يدها على صدره جعلت عضلات صدره تنقبض وهي تقول بود: بس والله العظيم أنا جيه وواثقة إني مش هلاقي الكلام ده إنت مش خاين إنت بتحبني!.
أنزل يدها مُتجاهلاً قولها وقال ببرود: أنا موافق..

إنقبض قلبها وهي تنظر له بالتأكيد لا يقصد ما فهمته وهذا جعلها تسأله بنبرة مُرتجفه: موافق على إيه؟
قال بدون تعبير مُتجاهل أعينها الدامعة التي تُهدد بسقوط عبراتها بأي لحظه: موافق إني أسيبك..
سقطت عبراتها وهي تنظر له بعدم فهم كيف يُريد هذا ألم يخبرها أنه لن يتركها؟ و اليومان السابقان وإخباره لها أنه سيجعلها قوية! إذاً ما هذا هل يفعل هذا كي يتركها بعدها؟!

تحدثت وهي تبكِ بتحشرج غير قادرة على تكملة قولها: بس، بس، يا فراس، أنا، وشهقت غير قادرة على الحديث ثم نظرت بعينيه تبحث عن شيء ينم على مزاحه لكنه جاد..
تابع وهو يبعد يدها عن صدرة: أنا حجزتلك وقدامك ساعة وتكوني في المطار، ثم كوب وجهها بين يديه وقال بحنان: أنا بحبك ومستحيل أجبرك إنك تفضلي معايا! إنتِ دلوقتي بقيتي كويسة وأنا كده هبقي مطمن عليكِ..

هزت رأسها بنفي وهي تشهق فتابع بهدوء: هتروحي المطار وهتركبي الطيارة، ثم ابتسم وأمسك يدها ووضعها على قلبه وتابع بهيام وهو ينظر بعينيها: وهتنزلي هنا في قلبي عشان أنا بحبك ومقدرش أعيش من غيرك، ضحكت بسعادة وسط بكائها ثم ضربت صدرة بغضب طفيف وعانقته بقوة وهي تبكِ مُقبلة رأسه عدة قُبلات مُتفرقة وهي تضمه بنعومه شديدة بينما هو كان يطوقها بقوة دافناً رأسه بعنقها يستنشق رائحتها بإنتشاء ولا يُريد سوى أن يظل هكذا لا يُريد أن يستنشق هواءً يكفي رائحتها يُريد أن يملأ رئتيه بعبيرها الذي اشتاقه كثيراً فكم إفتقدها ويرغب بها..

مرر يديه على ظهرها بشوق ثم فصل العناق ونظر لها مُطولاً يتأملها وهي تنظر له بعشق ثم أخرج خاتم زواجها الذي ألقته بوجهه فرفعت يدها أمامه وفرقت بين أناملها وهي تبتسم فأدخله ببنصرها وهو يقول بتحذير: ميخرجش تاني مش بلاستيك هو هنلعب بيه!.

أومأت له وقالت بنبرة مُرتجفة وهي تبلع غصتها: عُمري ما هعمل كده تاني خلاص، أومأ لها وهو يبتسم ثم أخرج العلبة المخملية من جيبه لحقها القلادة التي ابتاعها من أجلها، رفعها أمامها وهو يبتسم فاستدارت وولته ظهرها ورفعت شعرها بيدها كي يلبسها لها لكنه إستدرات معها وتوقف أمامها وهو يبتسم جعلها تبتسم وهي تترك شعرها ينسدل، فمد يده حول رقبتها وهو يقترب أكثر جعل ذقنها ملاصقة لصدرة وهو يغلقها من أجلها وقبل أن تسند رأسها على صدره إبتعد وهو ينظر لها برضي ثم سألها: إيه رأيك؟

إبتسمت وهي تتحسسها بأناملها وقالت بدفء: جميلة أوي تسلم إيدك ربنا يخليك ليا..
فقال وهو يبتسم: أنا مجبتهاش زرقة بس عشان عيونك بس لأ! انا جبتها زرقة عشان تبعد عننا العين شويه عشان حياتنا اللي باصين فيها لأ لأ باصين فيها ايه دول تافين فيها..
ضحكت وهي تقوس شفتيها بتقزز ثم شهقت عندما سحبها من خصرها لترتطم بصدرة وسألها بمكر: وأنا مش جيبالي هدية وإنتِ جيه تكشفي خيانتي ولا ايه؟!

ضربت صدره بغضب ثم تركته وسارت إلى الأريكة كي تجلب سوارة فهذا ليس وقت الحزن والعتاب فيما بعد فيما بعد..

تنهد بحرارة وهو يمرر يده على وجهه بنفاذ صبر وهو يراقب سيرها بحصون على وشك أن يفقدها وحُب على وشك أن يتفجر بها، فلما مازالت جميلة إلى تلك الدرجة القاتلة لما؟ إنها تصبح أجمل عندما يزداد وزنها لكنها فقدت كل الوزن الذي اكتسبته أثناء حملها في تلك الفترة التي كانت بها حزينة وذابلة أصبحت هزيلة لكنها بدأت تستعيد نفسها بالتدريج حتى عاد جسدها يتخذ وضعه الطبيعي كتحفة فنية منحوته بدقة وخاصتاً ذلك الفستان وهيئتها الذي أخذت عقله وقلبه عندما رآها فهي أعادته إلى ذلك اليوم من جديد عندما رآها هكذا..

أستفاق من شروده على توقفها أمامه وهي تمسك السوار بابتسامة فنظر له وهو يبتسم ثم مد يده لها فقامت بوضعه حول معصمه وهي تبتسم وكأنها فازت بأجمل انتصارها الآن، لأنها حقاً فازت بأجمل انتصارها الآن دون أدني شك..
فقال لها وهو يحاوطها: كل سنه وإنتِ معايا..

داعبت وجنته برقة وقالت بحنان بالغ: كل سنه وإحنا مع بعض دايماً وأبداً، عانقها بقوة لكن برقة بالغة وظل صامتاً ينعم بدفء أحضانها فهو كان يتيماً وحدة هي ملاذ وملجأ راحته التي يركض إليها عندما يهرب من الجميع هي من تملك مفتاح قلبه وحياته كذلك فهي الوحيدة التي تستطيع السيطرة على خراب قلبه..

فصلت العناق وهي تنظر له تلك النظرة وكأنها تسأله هل سيظل جامداً هكذا؟ هل سوف يقضيان الليلة كأشقاء أم ماذا! لما لا يتحرك ذلك الأحمق فهي تنتظر تلك اللحظة التي سيقترب كي تترك مشاعرها الجياشة تعبر عما تشعر به لكن هو لا يُساعدها بذلك الهدوء؟
سألها وهو يديرها من خصرها أمامة: ترقصي؟
أومأت له وهي تبتسم فتركها وذهب وقام بتشغيل الموسيقى لتتوسع عينها بتفاجئ وسألته بشك: دي نفس الأغنيه إللي رقصنا عليها سوي!

أبتسم بعبث وقال بجديه: بجد مكنتش أعرف!
ضيقت عيناها بشك وهي تضع يدها حول كتفه: بجد!

أومأ ببرائه وهو يرفع يدها يُديرها أمامة ثم حاوط خصرها وهو يتمايل بها عائداً إلى الوراء ثم تقدم إلى الأمام وهو يبتسم لتدور حول نفسها إلى الأمام بخطوات رشيقة ويدها بين يديه التي أوقفتها على بعد خطواتٍ منه توليه ظهرها فأعاد سحبها لتعود له بنفس الطريقة الدائرية لترتطم بصدرة و تتناثر خصلاتها حول وجهه بهمجيه فهمس أمام شفتيها وهو يميل بها إلى الأسفل واضعاً أنفه على أنفها ويديه حول خصرها لتضع يدها خلف رأسه تُناظره بعمق تسمع ما يقول بقلب يرقص فرحاً: أنا كنت عاوز أفكرك باليوم ده بس إنتِ رجعتيني ليه تاني، طبع قُبله خاطفة على شفتيها لم تشعر بها وتابع: الربع ساعة إللي رقصتهم معاكِ أول مرة شوفتك بعمري كله يا ألين..

إرتفع ورفعها معه يتأمل ابتسامتها الناعمة ثم أدارها لتسند جسدها على صدره ورأسها على كتفه تنظر له بابتسامة فمال برأسه وهو يحاوط خصرها ومازال يتمايل بها مع قوله بصدق وحنان: أنا محتاج عُمر فوق عُمري عشان أكافيكي حقك وبرضة هبقي مقصر معاكِ، ربنا يقدرني وأقدر أسعدك واعوضك عن الحاجات الكتيرة اللي فاتتك ومعملتيهاش ونعملها مع بعض، أدمعت عيناها من التأثر بكلماته ثم اعتدلت واقفة وقبل أن تتحدث قال وهو يبتسم: هتقوليلي واثقة فيك ومستنيه تعمل كده صح؟

أومأت وهي تقضم شفتيها كي لاتبكِ فقال برجاء: بلاش آخر مرة قولتي كده اترمينا كل واحد في حتة متقوليش سبيها بالنية أرجوكِ، أومأت وهي تقوس شفتيها مسيطرة على بكائها وكم كانت تشبه إيان بتلك اللحظه فعانقها بقوة وهو يبتسم بجاذبية مع قوله بعشق: أنا بحبك بعدد نجوم السما بعدد الكواكب والمجرات بحبك حُب عاجز إني أوصفهولك عشان مش هعرف!
ابتسمت وهي تمحي عبراتها بكتفه: وأنا بحبك قد البحر كله..

ضحك وفصل العناق ونظر لها ثم سألها باستفهام: بحر واحد بس؟
هزت رأسها وهي تبتسم بحب: لأ، بحور العالم كلها، أنا بحبك أوي..
همس بتهدج أمام شفتيها: وأنا بعشقك جداً، إبتسمت وهي تدور تُتابع الرقصة عندما دفعها فراس، فتلك الرقصة حركت بها أشياء لم تتحرك بها من قبل سوى على يديه هو..
إبتسم يستقبلها وهي تعود إلى صدرة من جديد فسألها بمزاح: إنتِ مجبتيش فستان ليه؟ بتوفري ولا ايه؟

ابتسمت وهي تريح رأسها على كتفه ليقع نظرها على رقبته ولم تقاوم تلك الرغبة ولم ترد عليه بل قبلت عنقه برقه تجاهلها على قدر المستطاع ولا يعلم لما لكنه يريد تقبيل إسمه على ترقوتها فمال يقبله ولما لا يفعل وهي تفعل ماتريد؟!
وضعت يدها فوق يده التي تحاوط خصرها وهي تشددها حولها بقوة تلصق نفسها به أكثر وكأنها تخبره بكونها جاهزة لكنه لا يفهم أحمق! وهذا جعلها تهمس برغبة وهي تعتدل: فراس عايزه ابوسك!

قبل أن يرد قبلته برغبه وهي تقربه منها أكثر لكنه استنكر تلك الرقة! هل هذا أقصى ما لديها وقدر إشتياقها له؟ فصلت القبلة وهي تتنفس بعنف وكأنها قبلته لدقائق وقد لاحظت تلك النظرة المستنكرة فعادت لتقبيله من جديد لكنه لم يهتز ولم يفعل شيء وهذا جعلها تشد شعره بغيظ وهي تنظر له جعلته يضحك حسناً يكفي هذا فلتودع فستانها الجميل..

هجم على شفتيها يُقبلها بنهم وهو يحاوطها بقوة يتقدم إلى الأمام بخطوات سريعة بينما هي كانت تعود إلى الخلف بخطوات مُتعثرة تجاري قبلته وهي تقبض على قميصة من الجانبين بقوة ولا أحد منهما يريد فصل تلك القبلة كي يتنفسا فكيفي أنفاسهما، هو لم يفصل القبلة وهي لم تبتعد بل شعرت بيده التي مزقت فستانها من الخلف بقوة وسقوطها على الفراش الناعم خلفها، وسكتت شهرزاد عن الكلام المُباح، حسنا هي كانت صامته مُنذ زمن، وهو كان ينتظر هذا على أحر من الجمر..

مرت تلك الليلة كانت طويلة خاضا صراعاً بينهما أيهما من أشتاق للأخر أكثر وبالطبع فراس فاز فهو من يفوز بتلك الأشياء، فتلك الليلة ستظل عالقة بذهنه ولن يجرؤ على نسيانها مهما حيي فهي الأجمل على الإطلاق وألين لايعرف كيف يصفها سوى بأنها تأخذه إلى نعيمه الخالص النعيم فقط هو ما يشعر به، لا يمل ولا يكتفي هي تشعل الرغبة به وهي معه، لا يعلم مايحدث بداخله لكنها الأجمل على الإطلاق لا توجد أمرأة في مثل أنوثتها! فإن ظل يتحدث عن رقتها وهشاشتها وكم أنوثتها وهي بين يداه لن ينتهي هي جميلة بطريقة مهلكة تهلكه دون رحمة أُنثي كامله مُتكامله تخضعة بكل سهولة وبكل رضي منه فهو لن يجد في جمالها ولن يجد فهي ألينه ونعيمه الخاص..

لكنها صدمته! لقد صدمته ألين الخجولة التي كان ينتبه لما يفعل معها بتحفظ كي لا تتفاجئ بجرئته صدمته بألين أخرى وقحه لم يتخيل أن يراها بها يوماً!

لقد تحدثت، وطلبت، وفعلت، جعلته يصاب بالذهول لكنها لم تتركة ذاهلاً كثيراً لأن ليلتهم كانت حارة ببث أشواقهم لبعضهم البعض طوال الليل، لن ينكر أنه هذا الجانب منها راقه لكنه يعرف تمام المعرفة أنهما إن كانا بظروف أخرى لم تكن لتفعل هذا، الشوق وبعدهم فترة طويلة هو من فعل بها هذا ولا يمانع فهو لا يريد سوى أن يسعدها ويحقق لها رغباتها أجمع في كل جانب من جوانب حياتهما فإن لم يحدث هذا لما عرف أنها وقحه وتتصنع الخجل ليل نهار فهو أسماها ألين اللئيمة بعد تلك الليلة وسوف يحرص على قضاء ليالِ كثيرة مثل هذه وإن لم ترد هي فلا مانع لديه من تهذيبها فهو يُحب أن يتواقح معها ويهذبها بنفس الوقت الأثنان معاً فهي ألينه خاصته.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة