قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثامن والستون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثامن والستون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثامن والستون

فتحت عينها وهي تتأوه بألم ممسده جبهتها بخفه لتنتصب جالسة على الفراش الناعم من تحتها..

نظرت حولها بتخبط وهي تستعيد ذكرياتها فشدت شعرها بغيظ قائلة بغضب: فارس الحيوان الكلب والله هعرفه ماشي، غادرت الفراش وهي تنظر حولها تستكشف تلك الغرفة ذات الألوان الهادئه المريحه للنفس و الضوء الذي تسلل من خلف الشرفة زادها جمالا ليزداد فضولها أكثر عندما وصل لمسامعها صوت كصوت تضارب الأمواج بالصخور معاً فأخذتها خطواتها للشرفة وهي تمرر يدها على رقبتها العارية بتفكير مقوسه شفتيها ثم فرقت بين الستائر الفخمه بيدها وولجت للداخل ليسقط فكها أرضاً مع تطاير خصلاتها بسبب الرياح القوية عندما رأت البحيرة أمامها والمكان حولها فارغ، التعمت عينيها ببريق سعادة وهي تحدق بالمياه المقسمة لِلونين أمامها من أروع المناظر الطبيعية التي رأتها بحياتها فكان خاطفاً للأنفاس من جماله مُغري للأعين يُحثها على الإتيان إليه والغوص بأعماقة..

صرخت بحماس وهي تقفز بسعادة حتى إختفت ابتسامتها عندما تذكرت أنها مختطفة فتوقفت عاقدة يديها أمام صدرها متسائلة بتفكير: هو خطفتي ولا جيبني يفسحنى؟!

ثم قفزت بسعادة مجدداً وهي تتراقص بلا مبالاه: مش مهم، يبقى يقربلى كده وهوريه، ثم ركضت لداخل الغرفه بحماس وفتحت الخزانة تبحث عن ملابس وكأنها غرفتها و للصدفة وجدتها مكتظة بالملابس فأخذت ثوب للسباحه مكون من قطعتين فقط مكون من اللون الأزرق الفاتح ومنشفه وركضت للأسفل تاركة المنزل الذي سينال إعجابها لو توقفت تتأمله قليلاٌ فهو بسيط الطراز ومناسب لرقتها التي لا تخرج لأحدهم نهائياً. وذهبت كي تسبح غافلة عن فارس الذي كان غارقاً بنومه على الأريكة بالأسفل مرهقاً بسبب قيادته لساعات كثيرة أمس..

بعد مرور ساعتين استيقظ وهو يتأوه بألم بسبب نومه الغير مريح فقام وصعد للأعلي بعيون نصف مغلقة وقام بتغيير ملابسه وارتدى الشورت الخاص بالسباحة وتوجه للخارج أخذاً المنشفة معه احتياطياً إن أراد أن يجازف فربما لا تعلمون لكنه لا يستطيع السباحة ويخاف من من رؤيته للأمواج!.

رفع نظارته الشمسية عن عيناه محدقاً بالسماء بعيون نصف مغلقة بسبب أشعة الشمس الدافئة بابتسامة هادئه ظلت مرتسمه على وجهه حتى وصل أمام البحيرة كي يجلس بمكانٍ ما فسقطت المنشقة من يده على الرمال بجانب قدمة وهو يراها مستلقية على المياه نائمة باستسلام وجسدها ترفعه المياه طائفاً معها هُنا وهناك بملابسها التي لا يستطيع تسميتها ملابس من الاساس..

مرر يده على وجهه بعنف زافراً ألا يستطيع أن يظل هادئاً وبصوابه قليلاً؟! اهى قادمة لرحلة؟!
هتف بها بضجر وهو يجول بنظره على الارض باحثاً عن أحجار صغيره كي يلقيها عليها: إنتي يازفته يلا اخرجي مش بسين اهلك هو اخرجي..

قلبت عينها بضجر قبل أن تعتدل وتختفي تحت المياه تسبح مع تحريك وتموجات جسدها باحترافيه كحورية واستمتاعها بالمياه بسعادة فهي كانت تحتاج لمثل هذه الرحلة فمنذ عودتها وعلى يخبرها أنه سيأخذها للخارج يعرفها على مصر لكنه لم يفعل إلى الآن! بسبب انشغاله وهي لاتعرف شيء هُنا سوى طريق جامعتها فقط ولم تختلط او تصادق احداً بسبب الوقت والمجهود الذي سوف تبذله حتى تثق بهم وسبباً أخر لهذا هي لا تذهب للجامعة سوى صدفة عندما تضجر من الجلوس بالمنزل فهذه اول رحله لها ولا تعلم أين هي حتى لكنها سعيدة به مكاناً جميلاً أراحها جعلها مفعمة بالحيوية والنشاط متقبلة الحياة بكل مساوئها..

وربما وصول ذلك الحجر الصغير لجبهتها هو أسوأ ماحدث لها؟!
صرخت بألم ووضعت يدها على جبهتها ثم قالت بحده: يا حيوان يا حيوان، ربنا ياخدك، ولم تكتفي بهذا بل خرجت من المياه وخصلاتها ملتصقة على وجهها وبدايه عنقها غيرمنتبه لهيئتها..
دفعته من صدره بغضب مع كل كلمة كانت تتفوه بها قائله بنفاذ صبر وغضب: في إيه انت مالك أعوم ولا أغرق انت مالك؟!.

ضغط على أسنانه من الداخل بغضب مع تثبيته لقدمه بالأرض بسبب دفعها له حتى توقفت وهي تزفر متناسية هيئتها و مفاتنها البارزة فولي نظره عنها باقتضاب والتفت يحادث نفسه كالمجانين في كيفية التصرف معها ومع التفاته إليها وجد الرمال ترتطم بوجهه ثم ركضت فنظف وجهه وهو يلعنها محاولاً فتح عينه لكنها تؤلمة فاشتد غضبه وثار عليها ولحقها وهو يتوعدها فسبقها ومد قدمه لتتعرقل وسقطت على وجهها فلعنته وقامت تركض مجدداً فلحقها باصرار وأمسك كاحلها لتسقط وبالرغم من ألم السقطة لكنها ضحكت من الموقف فسحبها منها واعتلاها مثبتاً يديها فوق رأسها بغضب قائلاً بحده: انتي أد اللي بتعمليه ده؟!

ظلت تضحك بإشراق وعيون مغلقة أثر الضحك ولم تتحدث فخفف قبضته عنها وهو يتأمل ملامحها الهادئه والرقيقة بدءاً من صَفَيّ أسنانها اللؤلؤية المنفرجة بسبب ضحكتها الى مقلتيها الساحرتين التي أخفتهم عنه بغلقها لعينها ووجنتيها الطريه كحلوي القطمي وحمرتها شبيهه الكرز لم يعلم أنها جميلة هكذا! ظن أنها مساحيق التجميل! لكنها أجمل وأنقى دون وضع شيء، توقفت عن الضحك لكن ابتسامتها لم تختفي بل تأملته وهي ترمش حتى عادت للضحك من جديد وهي ترى الرمال فوق شعره وعينه التي احمرت من الألم..

سحبت إحدى يديها من تحت يده وهي مازالت تبتسم ثم قالت وهي تمحي الرمال من على وجهه بنعومة: أنا أسفه، بس انت عصبتني، استفاق على لمستها الناعمة لحاجبيه بإبهامها لحقها وجنته ومازالت تبتسم فرفع نفسه وابتعد عنها وقام بإلقاء المنشفة عليها هاتفاً بتهكم: استري نفسك، يختي!

خجلت وتخبطت وجنتيها بالحمره وهي تخفي جسدها بها بينما هو انحني والتقط المنشفة الخاصة بها ثم ألقاها عليها وتابع بسخط: وياريت تعملي حساب انك مخطوفة متاخديش راحتك اوي عشان مشغلكيش خدامه، فاهمه ويلا على فوق..
نظرت له باعتراض لكن توافد الأُناس بالمكان وخاصتاً الفتية جعلته يحدق بها بتحذير فركضت عائده بتذمر بينما هو زفر وألقى جسده على الرمال الساخنة تحت أشعة وظل يفكر..

: حمد الله على السلامه ي حبيبتي، هذا ما أردفت به زينب وهي تحدق بحفيدها النائم بعمق بحنان..
فقالت سارة بنعومة: الله يبارك فيكي يا ماما...
دلف على وهو يزفر بضيق قائلاً: قلبت عليها المستشفي مش موجوده؟! متأكده يا ماما انها مش في البيت؟!
فقالت زينب مؤكدة: أكيد يا حبيبي مش في البيت وانا متأكده؟! دور هنا تاني يمكن قابلت صحبتها هنا ولا حاجه؟!

هز رأسه بنفي: لا مش هنا انا قلبت عليها المستشفي انا ونادر وكمان معندهاش صُحاب هنا!
فبدى القلق على وجه زينب ثم قالت بخوف: يعني هتكون راحت فين؟!
هز على رأسه بنفي وهو يمسد جبهته: مش عارف بس لازم أرجع البيت وأتأكد إنها مش هناك عشان أتحرك..

كانت تسير بخطوات شبه راكضة وهي تبكي بانهيار فمنذ رؤيتها لمالك ساقطاً أرضاً وهي لا تستطيع السيطرة على أعصابها فهي قد وصلت إلى هُنا بأعجوبه ظلت تسير بالممر وهي تلتفت حولها تبحث عن رقم الغرفة حتى لمحت يحيي يقف بنهاية الممر ومعه مليكة عاقداً ذراعية أمام صدره وملامحه مقتضبة فهرولت له وكأنها وجدت منقذها حتى توقفت أمامه ففك عقده يديه متفاجئاً من وجودها هُنا وقبل أن يبادر بالتحدث أمسكت يده قائلة برجاء وهي تبكي: مالك فين؟ عامل ايه طمني عليه طمني عليه..

أومأ لها وهو يحاوط كتفيها وأجلسها على المقعد بجانب مليكة قائلاً بنبرة مطمئنة: هو في العمليات دلوقتي ان شاء الله خير متقلقيش..
أومأت وهي تبكي ثم نظرت إلى مليكة الخائفة بجانبها وعانقتها بحنان وهي تبكي منتظرة خروج الطبيب.
خرج بعد بعض الوقت و ملامحه لا تطمئن أبداً وقفت بجانب يحيي منتظرة قوله وشرح حاله مالك لهم لكنه اكتفى بهز رأسه بأسف وتركهم وغادر..

فنظرت ليحيي بعيون زائغة وهي تبتلع غصتها قائلة: يعني إيه الكلام ده؟! يعني إيه؟، ثم ركضت لداخل الغرفة وحدها فازداد نحيبها وهي تراه راقداً والأجهزه موصله بجسده كي تبقيه حياً لبعض الوقت..
جلست على المقعد الذي أمام فراشه وأمسكت يده بين يديها وقبلتها برقة وهي تبكي..
فحرك رأسه ناظراً لها وهو يبتسم ثم قال بتعب: ريم، إنتي، جيتي..!
ربتت على وجنته بحنان قائلة بصوت مبحوح: مقدرش ماجيش مقدرش..

أومأ بوهن قائلاً بأنفاس ثقيلة: متعيطيش، مش، مش عايز أشوفك لآخر مرة وانتي بتعيطي..
هزت رأسها بنفي قائلة بهستيريا: لا، لا، مش هتموت مش هتموت، إنت لسه معشتش، لسه قدامك الحياة!
ابتسم بتعب قائلاً وهو يحدق بها بحنو: لو مش معاكي مش عايزها..

بكت أكثر وهي تمسك يده: معايا هتبقى معايا بس أنا اللي مستاهلش مستاهلش، أنا آسفة، أنا آسفة، أنا السبب في كل حاجه حصلتلك، أنا اللي تعبتك ورجعت للسجاير بسببي كل حاجة وحشة حصلت لك بسببي سامحني سامحني..
أبتسم وهو يسعل بألم قائلاً بإرهاق: انتي سامحيني، سامحيني على اللي عملته فيكي وأنا مش على حق سامحيني ومتخليش إبنى يكرهني متكلمهوش عني خالص، أنا مش اب يفتخر بيه، إكتبيه بإسم يحيي..

هزت رأسها باستنكار: إنت بتقول ايه؟!
فأعاد بتعب محاولاً الصمود لبعض الوقت: ريم، تلك النبرة جعلت قلبها يدق بعنف منتظرة ما سيقول فتابع بتعب: إتجوزي يحيي محدش هيحافظ عليكي أده، يحيي أحسن مني و هيحافظ عليكي..
أمالت رأسها على يده وهي تبكي بحرقة قائلة: بس أنا عايزاك إنت مش عايزه يحيي..

فحرك يده القابعة بجانبه بتعب وربت على شعرها بحنان: بس يحيي هو اللي هيبقالك مش أنا، وخليكى عارفه إن هو الأحسن ليكي، وصمت قليلاٌ يبتلع غصته قائلاً بأعين دامعة لفراقها: لو مكُنتش بحبك مكُنتش قولتلك كده، يحيى هيعيشك الحياة اللي كنتي بتحلمي بيها معايا ومحققتيهاش!
فرفعت رأسها قائلة بحرقة وهي تؤنب نفسها: طيب منتا معشتش معايا ولا حققت اللي كنت بتحلم بيه!

إبتسم وقال بتعب: مين قلك إني محققتش اللى كنت بحلم بيه؟! إنتى وجودك معايا في بيتي كان حلم، إني يشوفك كل يوم الصبح كان حلم، ضحكتك اللي كنت بسمعها رغم المسافات كانت حلم أنا حققت أحلامي البسيطة معاكي، بس الظاهر إن أحلامك كانت كبيره عليا أكبر من إني أحققهالك ويحيى هيحققهالك..
شدت شعرها بقوة قائلة بعصبية: متقولش يحيى متقولش يحيي بطل تتكلم عنه!

لكنه ابتسم مأكداً حديثة بوهن: هتتجوزي يحيى وهتعيشي مبسوطة وهتحققي أحلامك، تشنج جسده بأخر حديثة وهو يحاول أن يلتقط أنفاسه مع صدور صوت صافرة جهاز القلب وهتافها بصراخ ليأتي أحدهم: حد يجي هنا بسرعه، يحيي، يحيي، ثم تابعت برجاء: مالك، مالك خليك معايا، مالك، مال، توقفت عن الصياح بل توقف عن إبداء أي ردة فعل بها تزامناً مع توقف مقاومته ومغادرة الحياة.

دفعتها الممرضة التي جاءت ركضاً محاولة إسعافه لكن قد فات لهذا الآن، التفتت إليها الممرضة بعد محاولات عده لكنها لم تستطع هزت رأسها لها بملامح متأسفه ثم سحبت الملائة وقامت بتغطية وجهه قائلة بحزن: لقد فقدناه، وقت الوفاة صباحاً الس، صمتت عندما صرخت بها وهي تضع يدها على أذنها: اصمتي، اصمتي، ودفعتها وقامت بإبعاد الملائه عن وجهه وعانقته بقوة وهي تبكي: مالك، اصحي، اصحي ومش هزعلك تاني وهرجع اصحي بقي اصحي، وظلت تبكي بقهر وهي تعانقه حتى وصل يحيى الذي جاء ركضاً مع الطبيب بعد سماعه لهتافها فأبعدتها الممرضه كي يفحصه الطبيب..

=: لقد فقدناه أنا أسف، وترك الغرفة وغادر لتدفعها ريم عنها وعادت تعانقه من جديد وهي تترجاه أن يستيقظ فكانت حالتها تُدمي القلب تركت الممرضه الغرفة وهي على وشك البكاء فتقدم يحيي بعيون دامعة مبتلعاً غصته ووضع يده على كتفها قائلاً: ريم، ل، توقف عندما صفعت يده من على كتفها بعنف قائلة: متلمسنيش، إنت فاهم؟ كل حاجة حصلت بسببك!

نظر لها بحزن ولم يتحدث فهو قد سمع حديثها مع مالك وشعر بنفورها منه لكنه ماذا فعل كي تقول هذا الآن؟!
وهذا ماجعله يسألها بنبرة مرتجفة مستنكراً قولها: أنا عملت إيه؟!
لم ترد علية بل وضعت يدها على وجهها متابعة بكائها بحرقة حتى فقدت الوعي وسقطت بين يداه..
فحملها بقلق ووضعها على الأريكة التي بالغرفة وهو يحدق بها بحزن ثم حدق بمالك الذي كان يحمل عنه ذلك العبء الثقيل فهو يشك أنه سيتحمل كل هذا وحده من بعده...

استقل جود سيارته التي ترجع إلى وائل فهو إرتاح بها ولاينوي أن يُعيدها له حتى وإن كان يكرهه فهي مريحه! أدار محرك السيارة كي يذهب لكنه قطب حاجبيه عندما سمع صوتاً يهمس فأوقف محرك السيارة كي يستمع جيداً لكن الصوت توقف فزفر وهو يهز رأسه ذاكراً ربة قارئاً بعض الآيات القرآنيه وأعاد تشغيل المحرك فعاد الصوت مجدداً فأوقفها مجدداً وهو يضرب المقود بغضب ولم ينكر شعوره بالخوف فظل صامتاً مغمضاً عينة لخمس دقائق مسنداً ظهره على المقعد أخذاً شهيقاً وزفيراً حتى قام بفتح عينه مجدداً فانتفض صارخاً بذعر وهو يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

في إيه؟ إيه؟ إيه ده؟!
مد يده ووضعها على فمه وهو يضحك كاتماً صوته بسبب وجوده أمام منزل وائل: هششش هتفضحنا..
لكنه ابعده بذعر مبتعداً للخلف: انتوا ملقيتوش غير عربيتي تسكنوها؟! انصرف انصرف متأذنيش..
ضحك مجدداً وهو يهدئه: إهدي، إهدي، أنا مش عفريت أنا حي أهو قدامك!
هز جود رأسه بنفي وهو يحدق به بريبة فتابع وهو يبتسم: اهدي بقي ووريني الضحكه الحلوة مش مبسوط إننا عايشين؟!

فقال جود بغيظ ومازال جسد يرتجف من الخضه: ياشيخ يلعن ابو معرفتكم غور في داهيه انت وهو..
فضحك نائل وهو يستند على المعقد بظهره وهذا أغاظ جود أكثر فمد يده يبحث عن شيءٍ ما وهو يقول: المسدس كان هنا راح فين ده أخو اللي انتوا حطيتوه مع الجثتين المحروقين يا ولاد المحروقة ماشي انا هموتكم بجد..

أمسكه نائل وهو يضحك يحاول تهدئته: اهدي بقى واسمع، لكنه وضع المسدس على قلبه وقال بتهديد: ارفع ايدك، زفر ورفع يده ناظراً له بدون تعبير فتابع جود يستجوبه: فين فراس؟!
فقال وهو يرفع حاجبيه: انت متخلف يبني؟ هو انا خاطفة؟! عندك في الكنبه ورا..
نظر جود خلفه فوجده مستلقياً على الأريكة واضعاً إحدى ذراعيه على عينة بسبب الضوء والأخرى ساقطة بجانبه تلامس أرضيه السيارة..

قضم شفتيه بغيظ وقال بِغل: إنت عارف أنا عايز اعمل فيكم ايه دلوقتي؟!

أومأ له وهو يبتسم فزجره جود بغضب: متضحكش مشوفش وشك مبتسم فاهم ولا لا!، أومأ له ونظر بالاتجاه الأخر فالتفت جود لذلك النائم ولكزه بيده بضيق: انت يلي نايم!، لكن لم يأته رد فنظر إلى نائل متسائلاً: هو مات ولا ايه؟!، ثم أعاد لكزه بذراعه مجدداً لكن لا رد فحدق به قاطباً حاجبيه يطالع هيئته معيداً لكزه بذراعه لكن لا ردة فعل مجدداً! فأمسك بذراعه وألقاه مثلما يفعل الاطباء ثم تساءل بشك: هو دراعة ماله؟! مش ده اللي اتصاب فيه؟!

زفر نائل وهز رأسه موافقاً بأسف فقال له جود بتهكم: فهمت انا ايه بقي!
فقال نائل بضيق: إيه اللي مش مفهوم؟!
فقال جود وهو يحدق به: يعني عجز ولا ايه؟!
أومأ له نائل وتابع: ايوة المفروض في علاج هيبدأ فيه بس هو مش راضي..
فقال جود بتهكم: وانت سايبه كده؟!
فهز كتفيه بقله حيله: كلمته ومش راضي، اصلا مش طايقني ولا طايق نفسه ومش هيطيئك انت كمان وبيتعصب بسرعة وبيرد عليا بالقطارة..

أومأ له جود وهو يحدق بفراس في مرآة السيارة الأمامية ثم وضع يده على المقود ليجد يده مازالت ترتجف من خضته فضحك عليه نائل مجدداً فقال جود بسخط: اضحك اضحك بكره لما مراتك تتف فوشك وتقولك طلقني هتضحك كويس ماشي..
نظر له بحنق ثم قال بازدراء: مكُناش بنلعب على فكره كنا في المستشفى؟!
فنظر له جود يتفحصه قائلاً: منتا زي القرد اهو! قردين كمان؟!

زفر نائل وهو يضرب يديه معاً: لا إله إلا الله، قرد بعد العلاج وبعدين مش انا اللي كنت قاعد الفتره دي كلها فراس هو اللي كانت حالته خطر الرصاصة كان فضلها بص عارف الفسوه، هز رأسه بنفي وهو يلوي شدقيه فتابع نائل: اهي الرصاصة بقي كان فضلها فسوة وتبقي في قلبه أحمد ربنا..
فأومأ له وتساءل بحزن: طيب مش هيصحى؟!

فقال له نائل يحثه على الذهاب: لا سيبه لما يصحى لوحده عشان متتخضش وتعمل بينا حدثه صحية لما نوصل يلا سوق..
فقال وهو يدير السيارة: قاعدين فين؟!
فقال نائل بهدوء: في بيت فراس..
أوقف جود السيارة وقال بسخرية: بيت فراس اللي قضي فيه شهر العسل؟!، أومأ له فقال بعصبية: انتوا بتستعبطوا؟ افرض ألين جت فجأه هتعملوا ايه؟!
فقال نائل بحنق: معرفش بقي، وبعدين نروح فين يعني؟! سوق يلا بدل مضربك عشان عصبتني..

أدار مُحرك السيارة وبدأ في القيادة بهدوء وفي عقلة يشاهد آلاف من ردات فعل ألين عندما تعلم الحقيقة وغضبها منه عندما تعلم عن كذبه فهو بالتأكيد لن يركض لها الآن ويخبرها أنهم أحياء!.

استيقظت من قيلولتها القصيرة وهي تبتسم لسماع صوته وهو يصدر همهماته الطفولية الرقيقة وابتسامة الملائكية محدقاً بالسقف فاتسعت ابتسامتها ثم قبلته بحنان وهي تربت على صدره برفق واضعه رأسه بجانب رأسه تتأمله بسعادة حتى وجدته يمتص يده فشعرت بالحزن والندم وتأنيب الضمير من أجله فهو جائع وهي حاولت أن ترضعه لكنها فشلت فلا تملك حليباً بسبب تأخرها بإرضاعة..

نهضت من على الفراش وهي تلملم شعرها وارتدت خفيها لتذهب للأسفل تحضر له حليباً ومع فتحها للباب وجدت الخادمة تندفع للداخل وهي تلهث ومعها الحليب قائله وهي تمده لها: أنا أسفه عن التأخير سيدتي لكن هذا وقت تناوله للطعام، أومأت ألين وهي تأخذه منها بامتنان لتتابع الخادمة: سأتى لكِ كل ساعتين بالحليب من أجله، أومأت لها ألين وهي تبتسم بخفه: شكراً لكِ.
ابتسمت لها ثم غادرت..

عادت له ألين وحملته بهدوء وبدأت بإطعامه برفق وهي تراقبه يحرك يده وأصابعه الصغيرة تلك فقبلت يده ثم قدمت له سبابتها ليقبض عليها بيده الناعمة لتتسع إبتسامتها أكثر وقبلته بحنان وظلت تراقبه حتى أنهى طعامه وظل يتحرك بين يديها بضيق وهو على وشك البكاء فهزته برفق لكنه بكى ولم يهدأ فحاولت أن تجعله يصمت بشتى الطرق لكنه ظل يبكي بحرقة ألمت قلبها وكادت تبكي معه حتى انتبهت على الغرفة المظلمة بسبب غلقها للشرفة فتوجهت ناحية سريعاً وفارقت بين الستائر وفتحت الشرفة لتضيء الغرفة وتشعر بحرقة عينها أكثر بسبب الضوء لكنه صمت فبالتأكيد شعر بالاختناق بسبب عدم تجدد الهواء بالغرفة..

ابتسمت وهي تراه صامتاً فمررت سبابتها على جبهته وحول حاجبيه وبين حاجبيه بنعومة كي يسترخي فهي رأت تلك الحركة من قبل وقد نجحت معها وهي ترى استرخائه وتحريك حاجبيه للأعلى كردة فعل. عادت للجلوس على فراشها وهي تراقبه بابتسامة مبتلعة غصتها متحكمة بدمعاتها الحارة التي تريد الفرار لكنها تأبى فهي وعدت نفسها أنها لن تبكي وهو معها لن تفعل سوى الإبتسام لن تبكي، لن تبكي..

أنقذتها هاله بدخولها الغرفة بعد طرقها فتعجبت قليلاً من أستيقاظها فقالت وهي تتقدم منها: كنت فاكراكي لسه نايمة؟!
هزت رأسها بنفي وهي تبتسم مداعبة وجنته بنعومة: إيان هو اللي صحاني، ابتسمت هاله وهي تربت على رأسه بحنان فوقفت ألين ووضعته بيدها قائلة بنبرة لم تستطع السيطرة عليها فخرجت مرتجفة: ممكن تخليه معاكي هاخد دش بسرعة؟!

أومأت وهي تحدق بعينيها التي التمعت بالدموع فذهبت سريعاً من أمامها وأخذت أول ما قابلها بالخزانة وولجت لدورة المياه لتسقط خلف الباب تزامناً مع تحريرها لِعبراتها الساخنة المحتجزة بين طيات روحها التي انسابت محرقة وجنتيها..

حاوطت جسدها وهي تميل رأسها على ركبتيها شاهقة بألم ووضعت يدها على قلبها تعتصره بين قبضتها بقوة فهي تتألم بقدرٍ لا تستطيع تحمله فهذا كثير عليها لِتتحمله وحدها! لقد تم إرهاق قلبها وروحها بطريقة مؤلمه تجعلها تبكي أسفاً على نفسها وحياتها فيكفي ألن تكتفي منها الحياة إلى الآن؟! ألن ترتاح سوى عند الموت أم ماذا؟!

هتفت بإسمه بخفوت وصوت مبحوح: فراس، فراس، فراس، وتابعت بكائها بحرقة وتحركت لحوض السباحة ولن تنكر أن فكرة الانتحار وإغراق نفسها لم تأتِها الآن بل أتتها لكنها لن تترك طفلها لن تتركه فهي لا تترك من تحب..
إنتهت وتوجهت للخارج تسير بتباطؤ حتى توقفت أمام المرأه تجفف شعرها وبعد إنتهائها رفعته ذيل حصان ثم عادت أدراجها للخزانة وأخرجت ملابس سوداء وإرتدتهم تحت نظرات هاله المتفحصه لها والمتساءلة ماذا ستفعل..

عاد جود من جديد وطوال الطريق وهو يسب ويلعن فحدق بيده التي مازالت ترتجف بسبب أعصابه التاليه وهو يلعنهم صفع باب السيارة بغضب وصعد للأعلي بملامح متجهمة تبدلت سريعاً لسعادة عندما رأي ألين تتحرك فعانقها بحنان وهو يقبل جبهتها فابتسمت وهي تحاوط خصره فسألها وهو يربت على ظهرها: رايحه في حته؟!

أومأت له وقبل أن تتحدث تحدث هو قائلاً: أنا اتفقت مع مدربة يوجا تجيلك عشان تصفي ذهنك شويه إيه رأيك؟!، لم ترد عليه بل باغتته بقولها: وديني عند فراس، شرد قليلاً ثم قال بتردد: لازم يعني؟!
أومأت بملامح مرهقه فكم ود لو يخبرها كي يُريحها لكنه لا يستطيع!، فأومأ لها لكنه اشترط عليها: بس لما تيجي المدربة تنزلي تقعدي معانا وتسمعي الكلام..

فقالت بدون تعبير: لو مش عاوز توديني هاخد نور هي عارفه الطريق كويس مش محتاجه تجبرني على حاجه انا مش عايزاها..
فقال بحزن: أنا عايز أخرجك من اللي انتي فيه مش بجبرك على حاجه..
ردت بحزن: لما هكون جنب فراس هكون أحسن..
وتركته متجهة إلى هاله كي تأخذه منها لكنها أبعدته عن وقع يدها قائله باعتراض: لا مش هتاخديه معاكي المقابر..

فردت عليها قائلة بإصرار: لا هاخده معايا وكل يوم ولحد ميكبر متنسيش إن ده إبن الراجل اللي بحبه وكنت بتمني أقضي عمري معاه، وتحركت باحثة عن حذاء بأرجاء الغرفة حتى وجدت واحداً فارتدته ثم عادت وأخذته من يدها وتحركت تاركه الغرفة بأكملها فهذه المرة الأولى لها أن تتجول بالمنزل..

استلقت السيارة بهدوء منتظرة جود أن يأتي فخفق قلبها بعنف عندما استنشقت رائحته وثارت روحها أثر تلك الرائحه فتسائل جود بقلق عندما جاء ورأي ملامحها: ايه؟ في ايه؟!

فقالت بنبره مختنقه على وشك البكاء: أنا شمة ريحة فراس، ضغط جود على زر أمامه لتنفتح نوافذ السيارة وهو يبتسم بتوتر كي تذهب الرائحة قائلاً بتعجب متصنع: أكيد لا العربيه بس بقالها فتره واقفه في الشمس، أومأت وهي تسند رأسها على نافذة السيارة حاملة إيان بيدها حتى وصل..
ترجل جود من السيارة وهي خلفه تسير بهدوء وعينها تتجول عن كل قبر تبحث عن أسمه بلهفة وكأنها ستراه وجهاً لوجه..

سقطت دموعها عندما توقف جود أمام أحد القبور ليتبين لها الأسم فأخذ جود إيان من يدها وتركها هي تتقدم حتى تهاوت ساقطة على ركبتيها أمام قبره وبدأت وصلة بكائها من جديد فليس من المفترض أن يكون راقداً تحت التراب بل يجب أن يكون بأحضانها..

علا صوت بكاء إيان بسبب صوت نحيبها فهو يشعر بها، فتحرك به جود مبتعداً عنها قليلاً ليجد نور أمامه تجلس أمام قبر نائل هي الأخرى تبكي بصمت مربته على تراب قبره وكم كره نفسه وهو ينظر لها وتمنى لو لم يعلم أنهم أحياء فضميره سوف يظل يأنبه كلما رأى إحداهن حزينه فالجهل بما يحدث من حولك يكون مفيداً في بعض الأحيان..

عاد إلى ألين من جديد فوجدها تضع رأسها على قبره ومازالت دموعها تتساقط وجسدها ينتفض أثر البكاء فجثا بجانبها وقال برجاء: ألين، عشان خاطري كفاية وجعتيلي قلبي عليكي حراام كده!
ارتمت بأحضانه تنتحب قائلة بحرقة: غصب عني والله مش قادرة أستحمل فراقه مش قادرة حسه بنار قايدة جوايا روحي بتتحرق يا جود روحي بتتحرق.
ربت على ظهرها بحنان يهدئها لكنها صوت بكائها علا وهي تشعر بحرقة عينيها أكثر فسألها بقلق: إيه؟

فقالت بألم متابعة بكائها: عيني بتحرقني أوي..
فأوقفها معه وسحبها للسيارة بضيق: تعالى هوديكى للدكتور، وقبل أن تتحدث أغلق عليها باب السيارة بعد أن وضع إيان على قدمها..
توقف صارخاً بها بمنتصف الطريق بحده: مش كفاية بقي عايزه تتعمى يعني؟ مشوفكيش بتعيطي تاني فاهمه ولا لا؟!
=: هل تشعرين بالصداع عند البكاء؟، هذا ما أردف به الطبيب وهو يتفحصها..

أومأت قائله بحشرجة أثر البكاء: في بعض الأحيان، فتابع: هل تعانين من الأرق أثناء النوم؟!
فقالت بتفكير: ليس كثيراً أحياناً أنام بخمول!
=: هل تشعرين بضربات قلبك تزداد؟!
أغرورت عيناها بالدموع نافية: لا بل قلبي يؤلمني..

فتابع وهو يبتسم متفحصاً هيئتها: يؤلمك قلبك من الفراق وليس البكاء! أومأت له وهي تمسح دموعها بأنامل مرتجفة فقال: وهل تشعرين بألم في معدتك أو تعانين من القولون؟!هزت رأسها بنفي فقال لها بكل صراحة: إذاً إن لم تتوقفي عن البكاء ستصابين بالاكتئاب والقولون وبعض الأمراض المزمنة مثل الضغط وربما مرض السكري وضربات قلبك سوف تزداد ولن تستطيعي النوم، ربما يكون البكاء مفيداً في بعض الأحيان لكن قليلة وليس كل خمس دقائق! يجب أن تتوقفي عن البكاء كي لاتضري بنفسك، فتابع وهو يكتب بتركيز: ستأخذين من تلك القطرات يومياً صباحاً ومساءاً وأفضل أن تأخذيها بعد إن تفرغي من البكاء كي لا تضعيها وتبكي..

أومأت وهي تقف متجه إلى جود أخذت منه إيان الذي كان يبكي منذ فترة فربتت على ظهره بحنان تهدئة لكن يبدو أنه جائع لقد مر الوقت عليهم..
فقالت بتعجل: جود لازم نمشي عشان جعان..
أومأ لها وحاوطها وأخذها وذهب..
أنهى تحضيره للطعام ثم صعد إليها فوجدها مازالت غافية فابتسم بحزن بالتأكيد لم تشعر بالأمان أثناء نومها منذ سنوات، أخذ يربت على شعرها بحنان.

حتى فتحت عينيها مظهره مقلتيها الخضراوتين التي لن يرثها نائل عنها لكنه ورث بقية جمالها الفتاك الذي مازال قائماً إلى الآن فهي تزوجت صغيره وأنجبت صغيرة..
ابتسم وهو يربت على وجنتها بحنان: صباح الخير..
فردت ببعض الحزن: صباح الخير..
قرب منها الطعام بهدوء: تناولي طعامك تفضلي..
أومأت بحزن وهي تحدق بالطعام ثم قالت: ونائل؟!

بادلها نظرتها الحزينة بمثيلتها ففهمت ما حدث وهذا جعل الدموع تترقرق بعينها فعانقها بحنان وهو يشدد قبضته عليها: أعلم أن هذا صعب أنا أسف أسف كثيراً، ثم تابع بحزن عندما شعر بتحرك جسدها أثر البكاء: أرجوكِ لا تبكِ لاتبكِ فأنا أختنق أرجوكِ
فقالت وهي تنتحب: ماذا سأفعل الان مايكل فأنا وحدي لما أنقذني إن كنتُ لن أراه مجدداً؟! ماذا سأفعل من دونه؟ فأنا كنتُ صامده كل تلك السنوات فقط من أجله!

ربت على ذراعها بحزن: ربما هو بمكانٍ أفضل الان وربما سعيداً بهذا أيضاً، وأنا هُنا بجانبك لستِ وحدك لن تكوني يوماً وحدك..
أومأت له وهي تمحي دموعها فقال: والآن أريد منكِ أن تقصي عليَّ قصتكِ كاملتاً..
فقالت بأسي: هي ليست قصة جميلة كي أقصها عليك؟!
فقال بلا مبالاه وهو يبتسم: لايهم فأنا أريد سماعها منكِ، أومأت له بهدوء وبدأت تقص عليه ماحدث معها منذ زواجها..

عاد جود معها ومع دخولهم قال والدها بصوته الخشن: كنتي فين؟!
توقفت وهي تعانق إيان ولم ترد عليه فأعاد ببرود: كنتي فين؟!
فرد جود عوضاً عنها: كنا في المقابر وبعدين خدتها للدكتور..
فقال وائل بتهكم: وهي معندهاش لسان تتكلم بيه؟!

فالتفتت وقالت له ببرود وقلة ذوق: لا عندي مش عايزه أكلم واحد زيك، وتركته وصعدت للأعلى فزفر جود بضيق وذهب من المنزل نهائياً عوضاً عن الذهاب خلفها لكنه وضع العلاج الخاص بها على الطاولة قائلاً لوالدها: مرتين في اليوم الصبح وبليل، وتركه وغادر ذاهباً إليهم فلديه الكثير من الأسئلة..

بعد بعض الوقت وصل لوجهته وولج للمنزل وصاح عندما لم يجد أحداً: إنتوا يا أشباح يلي عايشين هنا؟ انتوا فين؟!، التفت حوله فلم يجد أحداً لكنه شعر بشخصِ فنظر خلفه ليفزع مجدداً بسبب نائل فقبض على ياقته هادراً بغضب: يعني طلعتولي وظهرتوا بطريقة توقف الشعر ومتكلمتش جي دلوقتي عايز تقطعلي الخلف يعني ولا عايز ايه؟
أبعده وهو يهتف باستخفاف: انت اللي خفيف و اوعي كده؟
فنظر له بسخط ثم قال: فين فراس؟!

فرد عليه بتكلف: فوق..
تركه وصعد للأعلى باحثاً عنه بالغرف جميعها حتى وجده بإحدي الغرف بدورة المياة فجلس على الاريكة ينتظره لكنه تأخر ولم يخرج فتوجه إليه كي يرى لما تأخر فوجد باب دورة المياة مفتوح وهو يقف أمام الحوض بالمنشفة رافعاً يده العاجزة بيده السالمة ويضعها تحت المياة..

فكاد جود يتحدث لكنه وجد البخار يتصاعد من المياه بغرازه يكاد يشوش عليه الرؤيه فقال بتفاجئ وهو يحاول دفعه: المية سخنه! هتحرق نفسك كده؟!
لكنه لم يبدي أي ردة فعل ولا التفت إليه وكأنه غير مرئي، فهو لايشعر بها ويظل يكررهذا كل يوم فالطبيب أخبره أنها سوف تتعالج لكنه سيأخذ وقت مع الاهتمام بالمعالجة لكنه فاقداً للأمل فإن كان لا يشعر بها وهي تحت تلك الحمم كيف ستعود؟!

زجره جو بحدة: انت يا غبي، اقفل الميه هتتلبس كده؟!، لكنه لم يعبأ وظل يحدق بيده بملامح باردة خالية من الشعور بأي شىء نهائياً..
التفت ونظر لجود نظرات فارغة خالية من كل شيء لقد تغير كثيراً وتعلم أكثر وذلك الحادث لن ينساه لبقية حياته..
كاد يتحدث لكنه صرخ فجأه بألم وأبعد يده التي تحركت ببطء جعلته يذق سخونة المياه التي يستخف بها فنظر له جود بسعادة وتشفي: أحسن تستاهل، وبعدين منتا بتحس أهو؟!

حدق فراس بيده هو يفكر قائلاً بتعجب: مش عارف.
ثم عادت ملامحه للتهجم وكاد يقول ما أراد قوله من البداية لكن جود عانقه بقوة وهذا جعله يبتلع كلماته ويصمت بل جعله يبتلع لسانه نهائياً..
فقال جود بامتنان: الحمد الله إنك عايش حمد الله على السلامة، أومأ فراس بصمت ولم يتحدث وقد شعر جود بأمائته بجانب رقبته فقال وهو يبتعد: غير هدومك وانا هستناك تحت..

وتركه وغادر ليبدل ملابسه ثم نزل للأسفل واستلقي على الاريكة بصمت..
فقال جود وهو يراقبه: مش ناوي ترجع؟!
لم يأته رد فتابع: طيب مش عاوز تشوف ألين؟ إبنك أي حد؟!
نظر له فراس ثم قال بحزن: هي عامله ايه؟!

ضحك جود وهو يهز رأسه قائلاً بسخرية: ايه السؤال الغبي ده؟ مش عارف هي عامله ايه؟ مش متخيل حالتها ممكن تكون عاملة ازاي من غيرك وخصوصاً إنها مش هتشوفك تاني؟!، ثم تابع بجديه: فراس لو بتفكر ترجع يبقى من دلوقتى عشان كل ما تتأخر أكتر كل ما الوضع هيسوء أكتر وانت عارف هيحصل ايه..
فأعاد فراس وكأنه لم يسمع ما قال: هي عاملة ايه؟!
زفر جود وقال بضيق: عايز تعرف روح شوفها
فقال بحنق: هروح ازاي؟!

فقال جود وهو يفكر: انا هوديك وهدخلك
هز رأسه بنفي رافضاً تلك الفكرة فهز جود كتفه: خلاص براحتك متسألنيش عنها تاني بقي..
فقال باقتضاب: مش عايز أعرف، وتركه وإتجه للخارج، زفر بضيق وسأل نائل الذي كان يراقبهم بصمت: إنت بتتعامل معاه ازاي ده؟!
فقال نائل بهدوء: معلش، نفسيته تعبانه شويه هيبقي كويس بس لما يشوف حد يقابل حد يخرجه من اللي هو فيه ده وانت فاهم كويس..
فقال جود بغضب: منا قولتله مش راضي اعمل ايه تاني؟!

فضيق نائل عينة قائلاً: اقنعه وحاول أكتر من كده ده انت زنان حتى!.
أومأ وتركه واتجه للخارج ليجده يجلس في الحديقة على المقعد فجلس على مقعد بجانبه وتحدث بهدوء: فراس، عارف إنك متضايق ومخنوق كلنا مضايقين ومخنوقين وبسببك برضه فخلي عندك دم وتعالي معايا..
فنظر له فراس وخصوصاً لصدره قائلاً: إنت كنت حاضن ألين؟!
أومأ وهو يرفع حاجبيه: أه ليه؟!
فقال فراس بامتعاض: عشان ريحتها لزقت فيك..

فأمال جود رأسه وهو يستنشق قميصه قائلاً بسخرية: منا قاعد مع شمامين هي تقولي شامه ريحته وانت تقولي شامم ريحتها لزما الحب ولع في الذره كده متتحرك وتروحلها يا تقيل..
فثارغضبه وقال بعصبيه فهو يشعره أنه يتعمد فعل هذا ويختار الفراق: أرجع أقولها ايه؟ ايوا يا حبيبتي انا رجعتلك عاجز بعد ما كنت بتفرج عليكي ومش قادر احميكي للمرة الثانية؟ ولا أقولها اسف ان ابويا السبب في كل حاجة وحشة حصلتلك في حياتك.

ولا الفلوس الحرام اللي كنا عايشين بيها ومش عارفين حاجه؟ هبدأ منين ولا هعمل ايه؟!

فقال جود وهو يهدئه: بص انا مفهمتش كل الكلام بس هقولك اللي فهمته، أولاً إنت أنقذتها أحنا كنا ممكن نفضل جنبك ونموت كلنا بس خرجنا عشان انت اخترت انها تعيش، وبعدين عجز ايه وانت عندك علاج ورافض تتعالج؟ العيب من عندك انت على فكره! وبالنسبة بقى للفلوس الحرام وائل قلي القصه دي بس لسه مسألتش ألين عشان افهم حالتها متستحملش أني أسألها أي حاجه من دي؟!
فسأله فراس بقلق: للدرجادي؟!

فقال جود مبالغاً بوصف حالتها كي يحركه: دي قربت تتعمي من كتر العياط؟!
إنتفض فراس وجلس باعتدال قائلاً برجاء: جود متهزرش وحياة بنتك قولي الحقيقة..

فتنهد جود قائلاً بحزن: هي دي الحقيقة انا لسه راجع من عند الدكتور كنت معاها بسبب عينها مش بتبطل عياط يا فراس انا مشوفتهاش بتاكل ولا مره من شهرين عايشه على المحاليل وعلى فكره كمان كانت رافضه تيجي جنب إيان وفضلت شهرين ترفض إنها تشوفه عشان ضميرها بيأنبها وفاكره انها السبب انه بقي يتيم وبسبب التأخير ده بقى بيشرب لبن من بره ومش بيشبعه وبيفضل يعيط على طول لسه بس امبارح وافقت انها تشوفه وتشيله! إنت عارف قالتلي ايه النهاردة لما قولتلها كفاية حزن؟ قالتلي روحها بتتحرق ومش قادرة تستحمل فكره إنك ميت؟!

محي تلك الدمعه التي خانته وسقطت وهو يستمع له وقلبه يخفق بطريقة مؤلمه فهو لا يستطيع التحمل أيضاً تركه ووقف ذاهباً قبل أن ينهار أمامه فهو كان يحتاج لسماع هذا يحتاج لسماع ما يدفعه للأمام ويجعله يتقدم و ما قاله جود أكثر من كافي كي يجعله يعود لصوابه ويفعل شيء فلن يتركها تموت أمامة وهو يشاهدها..
عاد إلى جود بعد أن قام بغسل وجهه وقال ببحه أثر بكائه تحت المياه: يلا انا جى معاك..

فقال جود بتساؤل: وهتعمل ايه؟!
فقال بحزن: مش هخليها تشوفني هشوفها من بعيد بس واطمن عليها..
نظر جود خلفه وقال موجهاً حديثة إلى نائل: وانت ملكش نفس تيجي معانا؟!

زفرت وهي تضع يدها بخصرها بنفاذ صبر محدقة بالإناء الذي تضع به مياه تريدها أن تغلي كي تصنع لها شعيرية سريعة فهي تدورجوعاً شهقت بحزن عندك وجدت النيران تنطفئ وحدها فحاولت أن توقده مجدداً لكن يبدو أن الغاز قد نفذ فجلست أرضاً بإحباط وهي تقوس شفتيها بحزن فهي جائعة وقد أنهت طبق الفاكهه ومازالت تريد المزيد ماذا تفعل؟!

تحرك فارس بأرجاء المنزل بعد أن عاد من جلسته بالشمس وحصوله على اللون البرونزي الذي يريده أمسك هاتفه يعبث به حتى توقف أمام المطبخ ومد يده بطبق الفاكهة كي يأخذ تفاحة فهذا غدائه لكنه لم يجد أغلق الهاتف وألقاه بعيداً بغضب فهو جائع ولج للداخل ليفزع عندما رأها تجلس هكذا فزفر وهو يكاد يركلها بغيظ: انتي بتعملي ايه هنا؟!
فقالت بحزن على وشك البكاء: جعانة، جعانة..
فقال بسخط: إنتي اللي اكلتي طبق الفاكهه كله؟

فقالت بحنق: انت بتسمي ده طبق فاكهه دول تفاحتين وحيدتين وجوعوني أكتر..
فقالت وهو يضم قبضته: دول يغدوني ويعشوني دول؟!.
فقالت بسخرية وهي تطلع لجسده الرياضي وعرض منكبيه: ليه عصفورة بتاكل؟!

قضم شفتيه بغيظ وصفع الإناء ظناً أنه فارغ وبارد فتأوه بألم بسبب حرارته فضربة مجدداً بغيظ فتحركه ليسقط على رأسها مباشرة فتوسعت عيناه بهلع وقبض على شعرها يجرها سريعاً قبل أن يسقط فوقها فصرخت بألم وهي تتشبث ببنطاله حتى أسقطته له فترك شعرها وهو يرمش بصدمة فصرخت بخجل وركضت للخارج لكن قدمها إنزلقت بسبب المياه واكتفأت على وجهها فضحك بتشفي وهو يحدق بجسدها ثم تركها وغادر بعد أن قام برفع بنطاله وهو يسبها سباب لاذع بسره..

اعتدلت وهي تتأوه بألم ثم وقفت وهي تعرج قليلاً ولحقته راكضه للخارج بثوبها المبلل الملتصق على صدرها من الأعلي: فارس، فارس، فارس، توقف وهو يزفر بنفاذ صبر قبل أن يلتفت لها ويبتلع ريقه بنفاد صبر تلك الغبية التي سيختصبها قبل أن يرجعها لشقيقها..
فشهقت عائده للخلف بخوف وهي تضع يدها على صدرها فقطب حاجبيه وهو يحدق بها أكان يفكر بصوتاً مرتفعاً؟!

فقالت له بتوتر وهي تفرك رقبتها بخجل متحاشية النظر لها: الغاز خلص ومش عارفه اعمل ايه واي اكل هتجيبه مش هيتعمل هات حاجة جاهزة..
إبتسم بعصبية وهو يحرك رأسه للجانبين يطرقعها بعنف أتأمره الآن! ألا تعلم أين تربي وماذا يمكنه أن يفعل بها؟!
فقام بسؤالها وهو يعقد يديه امام صدره: إنتي سخنتي المية دي ليه؟!
فقالت بثقة وسعادة: كنت هعمل أندومي..

رفع جانب شفتيه بسخرية وهو يمسح جسدها بنظرات شملتها من أعلاها لأخمص قدمها جعلها تتوتر ثم تركها وغادر فضمت جسدها بيدها وهي تشعر بالقشعريرة تدب بأوصالها حتى أسفل عمودها الفقري بألم لذيذ من نظراته فارتجفت من الرياح التي ضربت جسدها فجأه من شدة برودتها وهي تلتفت محدقة بظهره بابتسامة عميقة ثم عادت للداخل مجدداً..

نظفت المياه وهي تضحك على نفسها متذكره ما حدث ثم صعدت تبدل ملابسها لتلعنه وتسبه بأبشع الألفاظ وهي تحدق بالملابس العارية التي في الخزانه: الحيوان، الحقير الزبالة، هو فاكر انه جايب معاه رقاصة ولا ايه ابنعديم الأخلاق..
صفعت الخزانة بغضب ثم ذهبت لغرفته تبحث بها فأخذت كنزه وصلت لركبتيها فهي قصيرة ارتدتها ثم بحثت عن جوارب طويلة حتى وجدت واحداً من اللون الأبيض فارتدته وكان يصل لمقدمة فخدها..

ظلت جالسة على الأريكة تنتظره حتى سمعت صوت نداء معدتها الجائعة فربتت عليها بحزن وهي تقوش شفتيها حتى سمعت صوت مقبض الباب فقفزت بحماس واقفه على الأريكة ثم صرخت بسعادة وهي توا ما يحمل بيده: بيتزا، بيتزا، بيت، وصمتت عندما وجدته يحدق بها بسخط فأطرقت رأسها ونزلت من على الأريكة باحترام..

فوضع البيتزا على الطاولة ثم اتجه إلى المطبخ يضع بقية الأشياء التي جلبها فكاد ينزلق بسبب الأرضيه التي لم تنظفها جيداً فعلنها مردفاً بغضب: غبية ومعندهاش ضمير لا وبجحه ولابسه هدومي كمان!.

عاد فوجدها قد بدأت بتناول الطعام بنهم وحدها فجلس بجانبها وهو يحدق بها بسخط ثم ابتلع ريقه بازدراء وقبل أن يبدأ ويأكل وجدها تختطف العلبه من أمامه وهي تنظر له بضيق فقال بتهكم: اوعي تكوني فاكره اني جبتلك الاثنين ليكي لوحدك؟ اوعي كده، ثم أختطفها من يدها وأخذها وبدأ بتناول الطعام بهدوء فأمسكت زجاجة بها صوص كي تضعه على قطعتها فلم تستطع فتحها فضغطت عليها بقوة فتطاير الغطاء وسقط الصوص على يده فنظر لها بغضب والشرار يتطاير من عينه فابتسمت ببلاهه وهي تترك الزجاجة من يدها ثم أخذت القطعة الخاصه بها ووضعتها على يده بداخل الصوص بطريقة أستفزته ثم وضعتها بفمها تأكلها بتلذذ وهي ترفع سبابتها وابهامها معاً تعبيراٌ عن جمالها وثلاثتها فقال بابتسامة تهكمية: بجد!

أومأت له فمد يده بغضب وطوق بها عنقها من الخلف ودفع وجهها في البيتزا بغضب وهو يقول: كده حلوه برضه، فرفعت وجهها وهي لا تصدق أن طعامها قد تم تدميره ثم وضعت يدها على وجهها شاعره بالجبنه التي التصقت به تحت تحديقة بها بتركيز يحاول توقع ردة فعلها..

فقامت بخطف زجاجه لم تنتبه لمحتواها الحار وضغطت عليها ليتطاير الصوص الحار بوجهه صرخ بألم وهو يضع يده على عينيه: عيني، عيني، يا متخلفه عيني، نظرت للمحتوى بتشوش تقرءه وقبل أن تعتذر بندم وجدت وجهها بداخل البيتزا مجدداً والصوص يغرق رأسها فظلت تضربه بخصره وهي تصرخ لكنه لم يتأثر فأمسكت قطع البيتزا وألقتها عليه بتلقائيه وغضب وهي تصرخ بعصبية ثم أعادت مسك الزجاجة وأفرغتها ولا تعلم أين لكنها علمت أنها نجحت عندما صرخ وتركها فرفعت رأسها وتساقط كل ما على رأسها على وجهها مغيراً لونه للأحمر فصعدت ووقفت فوق الطاولة بغضب كي تصل له وطوقت رأسه بيدها وعضته بقسوة وهي تشد شعره بقوة ثم تركه وركضت للخارج، فصرخ بغضب وقلب الطاولة بعصبيه وركض خلقها..

فكانت تركض بذعر في الخارج وهي على وشك البكاء: هيمتوني، هيمتوني، أنا معملتش حاجه تزعله معملتش حاجه، صرخت بذعر عندما وجدته يقبض على خصرها يحملها بين يديه فظلت تركله بقدمها محاولة التملص واصابته لكنها فشلت وهو كان يمسكها بقوة فقربت رأسها من وجهه فظن لوهله أنها ستقبله لكنها أفاقته بِعضها لرقبته بقوة فصرخ بألم وافلتها فعادت للركض مجدداً وقد شارفت على الوصول للبحيرة فسقطت على وجهها عندما أمسك قدمها يسحبها منها للخلف وعينه تضخ شرار وغضب وحمرتها التي أخافتها بسبب الحرارة التي بها..

جدفت بيدها في الرمال كي تهرب بنفسها منه لكنه سحبها بقوة وكلما تقربت أكثر انتقل بيده لمكان أعلى بقدمها حتى وصل لمقدمة الجورب أعلى فخدها فخفق قلبها وهي تسحب نفسها للخلف وقامت بخلعه عندما وجدته متشبثاً به وألقته بوجهه وتابعت الركض هاربه من براثنه حتى توقفت أمام المياه تلهث بقوة وقلبها ينبض بعنف بسب الركض فوجدته يركض إتجاهها ونظراته تتوعدها بما هو أسوأ فتحركت للجانب قليلاً ليسقط بالمياه ويرتطم جسده بها بعنف ثم قفزت خلفه..

رفع رأسه وهو يتنفس بنعف وخوف مجاهداً للخروج من البحيرة وقبل أن يصل للنهاية وجدها تحاوط عنقه بيدها الناعمة مغرقة رأسه بالمياه من أجل عينة لكنه دفعها وهو يتنفس بخوف وثوران فأعادت الكره وهي تضعها داخل المياة باصرار فسبها بغضب وهو يحاول إبعادها بأنفاس لاهثة ومرتجفه: سبيني يا بنت ال، تركته وهي تحدق به بذهول مراقبة تشنجه وصراعه في المياه حتى خرج وركض إتجاه المنزل، فانفجرت ضاحكة وهي تراقبه بعدم تصديق ثم بدأ بالعوم بتسلية غير قادرة على كبح ضحكاتها السعيدة فكل هذا حدث بيومٍ واحد فقط فماذا سيحدث بالأيام القادمة إذاً؟!

مسد جبهته بضيق ومازال يفكر أين قد تكون إختفت؟!
ظل شارداً وهو يداعب وجنتي صغيره وهو نائم حتى تذكر عندما جاءت مع فارس: وهو كان معاكي
ازاي؟! أنا لما فوقت لقيته قاعد جنبي، بس يا على بيتصرف تصرفات غريبة..
استفاق من شروده قائلاً بخفوت: معقول تكون معاه؟!
اتجه إلى سارة التي كانت تحدق به هو وطفلها بحنان قبل جبهتها برقة وسألها برفق: بقيتي أحسن وتقدري تخرجي؟!

أومأت بهدوء فوقف وطلب من والدته: ماما ممكن تساعدي سارة تجهز عقبال ما أخلص الاجراءات تحت، أومأت وهي تربت على صدره بحنان: طبعاً يا حبيبي، تركها وغادر كي يكمل إجراءات خروجها كي يعودوا للمنزل وبعدها سوف يبحث عن فارس فهو من سيوصله لشقيقته بالتأكيد..
شهقت بخفه عندما شعرت بيده تحاوط خصرها برقة ثم ابتسمت بنعومة وهو يقبل عنقها بدفء: بتعملي إيه؟!
إلتفت وحاوطت عنقه قائلة بابتسامة: بعمل آيس كريم؟!

فقال بعبث وهو يرفعها من خصرها وأجلسها على الكاونتر: آيس كريم إيه بس يا كريمة انت ما تجيبي لحسه؟!
ضحكت لارا وهي تضع جبهتها على جبهته وقالت بنعومة: أستني لما أخلص والأول وتبقي خُد..
لكنه قرب وجهه أكثر إليها قائلاً وشفتيه تلامس شفتيها: مش عايز من ده عايز من الآيس كريم بتاعي انا..

فقالت وهي تقرص وجنته بخفه: وفين الآيس كري، وابتلع بقية كلماتها بين شفتيه بقبلة اكتسحتها فدفنت أناملها بخصلاته وهي تبادله قبلته بحب حتى فصلها وهو يبتسم قائلاً بعشق: بحبك، داعبت أنفها بأنفه قائله برقه: عارفه، وعادت لتقبيله من جديد..

محت سجى دمعة شاردة انسابت على وجنتها وهي تراقبهم بحزن فلا يأخذ المرء كل شيء بالنهاية هاهي ستكون أماً ولارا لا تستطيع هي تركها فؤاد أو هي من تركته لكن نادر ولارا ما زالوا متماسكين معاً وسيظلوا دائماً..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة