قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثامن والخمسون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثامن والخمسون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثامن والخمسون

كان خلف ذالك الوجه اللا مبالي غضباً حاول التحكم به و بأعصابه فبعد رؤيته وهو يساعدها ورؤيه تلك الكدمه التي أسفل عينه دلاله على مشاجرته من أجلها لا يستطيع أن يتقدم ويلكمه هكذا وكأنه لم يفعل شيء فقط يتسائل أين ذالك الحقود الذي كان يهدده أنه سيخرب حياتهم هل أصبح مصلحاً إجتماعياً الان.؟! كاد يتحرك لكنه وجده يتقدم منه ووقف أمامه وتحدث بهدوء: عاوز تفهم مش كده؟
فراس بتهكم: ده لو حضرتك إتكرمت يعني..

هز محمود رأسه متفهماً وهتف بضجر: بص عشان أنا مش بحب المقدمات والحجات دي يوم الحدثه أنا إللي أنقذتك وإتبرعتلك بالدم في المستشفي ولما رجعتلك الذاكره ف نفس المكان برضه أنا إللي ودديتك المستشفي ودلو، ليقاطعه فراس بضيق: ودلوقتي أنقذتها هي أه ليه بقي؟!

نظر محمود حوله بضيق: ممكن نقعد في مكان ونتكلم بهدوء عشان كلامي كتير معلش تعالي على نفسك شويه، ليزفر فراس وهو يصعد إلى السيارة ليعيد محمود عليه: أعصر على نفسك لمونه وإتحمل نص ساعه يمكن تغير حياتك!.

بينما بسيارة الأجره لم تتحمل ألين ألم معدتها لتحدث السائق بهدوء: لو سمحت ممكن تقف عند أي صيدليه تقابلك؟، أومأ لها بهدوء وبعد دقائق قليله توقف لتترجل من السيارة لكنها تحدثت سريعاً: أنا هجيب برشام بسرعة وجيه ممكن تخليك؟، أومأ لها مجدداً لتذهب هي دلف للداخل لتحدث تلك الفتاه التي كانت تنظر لها منتظره أن تخبرها بما تريد: لو سمحتي عاوزه برشام مغص، أومأت وتوجهت لتجلبه لها ثم وضعته بكيس بلاستيكي وقدمته لها لتمد ألين يدها وتأخذه لكن الفتاه عندما حدقت بها أبعدته عن يديها وهتفت بتساؤل: ممكن أقيس الضغط..

ألين بتعجب: أنا؟، أومأت لها لتمد ألين يدها بصمت لتقم بقياس ضغطها وبعد إنتهائها تحدثت: إنتي متجوزه؟
ألين باستفهام: هو في إيه؟
=: أنا شاكه إنك تكوني حامل، لتتوسع عين ألين وهي تهز رأسها بنفي هاتفه بهستيريا: لا، لا، مستحيل مش حامل أنا مطلقه ومش حامل..

=: خلاص إهدي إهدي أنا هديكي البرشام بس هديكي إختبار الحمل تعمليه الأول عشان أي علاج مضر للبيبي لو حامل يعني ولوطلعتي مش حامل تبقي خدي البرشام عادي، وقدمتهم لها لتأخذه بيد مرتجفه وإستقلت السيارة مجدداً وطوال الطريق تحدق بإختبار الحمل أيعقل أنها حامل من جديد؟ لكنها هزت رأسها بنفي مبعده تلك الأفكار فما يحدث معها ليس بوادر الحمل فإن كانت قد تقيأت مره أو إثنان لا يعني أنها حامل فهي تتصبب عرقاً وترتحف وتشعر بالبروده بأًنٍ واحد فهذا ليس من أعراض الحمل أيضاً، لتخرج الاختبار ووضعته بسترتها وتوجهت للفندق الذي كانت نوران تجلس بغرفتها تنتظرها فبعد عودتها من عند فراس خشيت أن تعود للمنزل كي لا تتقاتل مع عادل مجددا لتظل تنتظرها هنا حتى سمعت صوت قفل الباب لتهرول لها سريعاً مسائله بقلق: ألين إنتي كويسه؟!

أومأت لها بتعب وجلست على الفراش بهدوء شارده قليلاً حتى قامت بخلع كنزتها بضعف وألقتها بتقزز وقبل أن تتسائل نوران لما فعلت هذا رأت إختبار الحمل الذي سقط من جيب سترتها لتنحني وإلتقتته لتتحدث متعجبه: بيعمل معاكي إيه إختبار حمل ي ألين؟!
تحدثت ألين بهدوء وهي تحدق به: دي الصيدلانيه قالتلي شكه إني حامل لما شافتني عشان كده إدتهوني..

نوران باستفهام: وإنتي هتعمليه؟!، هزت رأسها بنفي لتوافقها نوران: أكيد مش هتعمليه ولا إنتي ليكي رأي تاني؟!
ألين بنفي: لا مليش أراء تاني أنا هدخل أخد دش..
نوران بقلق: محتاجه مساعده؟!
ألين بإمتنان: لا بس لو إحتجت هناديلك، أومأت لها وهي تراقب حالتها بحزن ثم ألقت الأختبار بسله القمامة وتوجهت لحقيبتها تخرج ملابس من أجلها..

كان بذالك الوقت عادل يجلس بغرفه الجلوس واضعاً قدم على الاخري يرتشف قهوته بهدوء ممسكاً بالجريده يقرأها بهدوء لتلتقط عيناه جود الذي دلف من بوابه المنزل لتتهلل أساريره واقفاً بسعاده ثم عانقه بقوه عندما إقترب منه: حمد الله على السلامة..
ليحدق به جود بنظرات بارده متسائلاً: فين ألين؟!
تبدلت ملامحه السعيده لأخري غاضبه وهتف بتهكم: مش ده الرد إللي كنت مستنيه!
جود بجمود: فين ألين؟!

عادل بحده: خلاص خرجت من حياتنا متسألش عليها تاني إنت فاهم؟!
جود بحده: إنت مين إنت عشان تخرجها ولا متخرجهاش دي أختي..
عادل ببرود: أختك بره مش هنا أنا عندي إبن واحد بس..

جود بأسف: وأنا للأسف أبويا مات برضه، ليلف وجهه بسبب صفعته له لينفجر جود ضحكاً: كده يعني بتفوقني ولا بتعمل إيه؟! وقبل أن يتحدث أحداً وجد باسمه تمسك ذراعه بلهفه متحدثة بحنان: جود إنت كويس؟! حمد الله على السلامه، أومأ لها بصمت لتتحدث بحزن: عادل بهدل ألين يجود وطردها وجرحها وقالها حجات محدش يقدر يستحملها ه، لم تصمت بل صرخت بذعر عندما دفعها عادل بعنف لتسقط أرضاً وتحدث بحده: مش قولت محدش يتكلم عنها؟ مفيش سمعان كلام ليه؟، ليحدق به جود بصدمه هل هذه التي يحبها؟ هل أصبح يتعامل معها بقسوه هي أيضاً؟!، ليهم بالتقدم منها محدقاً بها بأسي وإنحني يساعدها على الوقوف ليستمع لتلك الشهقه الخافته التي هربت لحقتها دموعها لينظر لها بحزن فوالده تحول لوحشٍ كاسر، ليرفع يده ماحياً دموعها بأسف فهو يشعر أنه يقف أمام نوران وليس والدتها فهي تبكي مثلها تماماً..

لتتحدث بحزن وهي تمحي دموعها: ألين ف فندق ونوران معاها وأنا كنت رايحه دلوقتي خد إنت دش وإرتاح شويه وتعالي، أومأ وصعد لغرفته لتتحرك هي لتذهب لكن عادل قبض على معصمها بعنف وقبل أن يتحدث صرخت به وهي تبعد يده بحده: متلمسنيش وطلقني فاهم ولا لا أنا متجوزتش واحد همجي بالطريقه دي ي خساره ي عادل ي خساره، وتركته وذهبت واضعه يدها على قلبها الذي بدأ يؤلمها ودموعها تنساب على وجنتها بصمت فهي تستحق هي من فعلت بنفسها هذا هي وليس أحداً أخر..

سقط الهاتف من يد فراس بعد مشاهدته لما حدث بالمشفي وكيف إنها إنهارت بعد تهديد جون لها وترجته أن يستيقظ بصوت مذبوح لكنه لم يكن معها ف إلى الان مازال صوتها يتردد بأذنه: فراس، فراس، أنا محتجالك أوي فوق بقي عشان خاطري فوق، ليستيقظ بسبب صياح محمود به: إنت، إنت، سرحان ف إيه؟

نظر له فراس بتيه وكأن الزمن توقف به فماذا سيفعل؟ هو أصبح يكره نفسه كثيراً الان فهو شعر ببشاعه مافعل الان فهو كره نفسه عندما أخبره جون عن الحقيقه لكن رؤيتها جعلته يكره نفسه أضعاف فماذا من المفترض أن يفعل الان؟ هل كلمه أسف كفيله بجعلها تسامحه؟! هل سيعود كل شيء لعهده سابقاً عندما يخبرها أنه أسف؟!

محمود بتفكير: إنت هتعمل إيه؟، حدق به فراس بدون تعابير ولم ينبث ببنت شفه بل تركه وذهب، ليفرغ فاهه بتعجب محدقاً بظهره وهو يبتعد..
بينما لدي ألين كانت قد أنهت حمامها وقبل أن تخرج وجدت نوران تطرق الباب حامله ثيابها لتأخذهم منها بإمتنان ثم إرتدهم بوهن وتوجهت مباشرة للفراش ودثرت نفسها بالغطاء جيداً..

لتتسائل نوران بقلق: ألين إنتي كويسه؟، أومأت لها وأغمضت عينها كي تنام قليلاً لتتابع نوران: مش هتنشفي شعرك؟!، هزت رأسها بتعب صحبها عطاس حاد لتتنهد نوران وصعدت على الفراش بجانبها وبدأت بتجفيف شعرها برقه حتى غفيت لتضع راحه يدها على جبينها تتحسس حرارتها لتجدها مرتفعه مجدداً لتتعجب من هذا وتركت الفراش وجلبت إناء ومنشفه لتخفضها من أجلها وكان بذالك الوقت قد إنتهي جود من الأغتسال وإرتدي ملابسه سريعاً ليذهب لها فبالتأكيد لن يرتاح كما أخبرته باسمه لهذا توجه إليها سريعاً..

بينما بالغرفه المقابله لها كان إليخاندرو جالساً يحدق بقدميه فتلك الألام التي تأتيه لا تحتمل ولا يعلم السبب لكنه تجاهل هذا الان ووقف وفتح الباب مقرراً أنه سيذهب لغرفتها كي يتحدث معها ولكنه وجد إمرأه جميله تتقدم ترتدي حجاباً وبدأت بطرق باب غرفتها لتفتح لها نوران ليفرغ فاهه بتعجب هل جميع من يعرفها جميلاً مثلها هكذا؟!.

باسمه بقلق: هي كويسه؟!، أومأت لها نوران وهي تحدق بها بتعجب ثم هتفت متسائله عندما لاحظت إحمرار أنفها وتورم عينها: إنتي كنتي بتعيطي؟!

باسمه بنفي: لا أنا كويسه هدخل أطمن عليها، أومأت نوران وكادت تدلف خلفها لكنها وجدت هاتفها يرن برقم فراس فتوقفت على باب الغرفه ووضعته على أذنها تستمع له ولم تكمل عشر دقائق كامله ووجدت جود يقف أمامها لتتوسع حدقيتها بعدم تصديق وألجم لسانها ولم تستطع التحدث وقبل أن تحاول أن تفعل وجدته يدلف إلى الغرفه متجاهلها تماماً لتترقرق الدموع بعينها وتحدثت بنبره مرتجفه: تمام ي فراس هبقي أكلمك تاني مع السلامة، وأغلقت الهاتف وهي تستنشق مابأنفها ومحت تلك الدموع التي سقطت ودلفت إلى الداخل..

لتذهب أحلام إليخاندرو بالحديث معها أو التقرب منها حد الجحيم ليستلقي على الفراش محاولاً مهاتفه جون لكنه وجده مغلق ليلقي الهاتف بقوه جعله يرتطم بالحائط بسبب غضبه فهو سيقتله إن وجده..
بينما بغرفه ألين كان جود يجلس أمام الفراش يربت على شعرها بحنان محدقاً بها بحزن لتسأله باسمه بحنان وهي تربت على ذراعه: إنت كويس ي جود؟!.
أومأ لها بصمت ثم تحدث: ممكن تحكيلي حصل إيه؟!

أومأت وبدأت تقص عليه جميع ماحدث فكانت تعابيره لا تفسر وهو يستمع لها لما فعل والده كيف يتصرف بتلك الطريقه هو ليس هكذا؟! ماذا أصابهه؟!، وقبل أن يتحدث وجد ألين تهمهم بإنزعاج وهي تحرك رأسها بضيق بين متعرقه بشده ليقترب أكثر متسائلاً وهو يتحسس جبينها: هي عيانه؟!، لتقوم نوران بالرد فهي من كانت معها: هي من إمبارح كده والحراره بتروح وبتيجي، وقبل أن يتحدث وجد ألين تنتصب جالسه وهي تسعل ليبعد جود خصلاتها خلف أذنها متسائلاً بقلق: إنتي كويسه؟!، قطبت حاجبيها تحاول أن تدرك هل هو معها حقاً لترفع نظرها له بعدم تصديق ليبتسم قارصاً وجنتها بخفه: أيوه مش حلم، لتعانقه بقوه وهي تبكي متحدثة بخوف: كنت فاكره إني مش هشوفك تاني وهتفضل سيبني لوحدي، ليربت على ظهرها بحنان مشدداً على عناقها أكثر لتتأوه بألم بسبب ماحدث معها على فراش ذالك العاهر..

ليبتعد متحدثاً بقلق: إيه؟
ألين بنفي: مفيش مفيش أنا بس جسمي بيوجعني..
لتتسائل نوران: عملتي إيه مع الصحفي ي ألين؟
ليتسائل جود: صحفي إيه؟!
ردت نوران سريعاً: ألين كانت رايحه تتفاوض مع الصحفي عشان يتنازل عن القضيه..
نظر لها بغضب متحدثاً بحده: وعملتي إيه؟!
تحدثت بنبره خرجت مرتجفه محاوله التحكم في بكائها: معملتش حاجه ملقتهوش هناك..

جود بحده: إنتي بتكذبي؟! لتضع يدها على وجهها معاوده للبكاء ليمسك جود يدها برجاء: ألين إحكيلي حصل إيه؟
لتتحدث بصوت متقطع أثر البكاء: كان، كان، هيعتدي عليا وفي حد أنقذني منه..
لتتحدث نوران سريعاً: كان فراس مش كده؟!، نظرت لها ألين بتعجب وقبل أن تتسائل لما فراس وجدت جود يتحدث ببعض الحده: وده عرف منين ده كمان؟!

صمتت نوران وهي تلعن غبائها ولكنها عاهدت نفسها على عدم الكذب مجدداً لتتحدث مبتلعه ريقها: أنا خوفت على ألين لما راحت لوحدها عشان كده مكنش قدامي حل غير إني أروح لفراس الشركه وأقوله يروحلها..

دحجها جود بنظرات غاضبه متحدثاً بحده: على فكره حسابك تقل أوي معايا، لتمسك ألين يده برجاء لكنه أبعدها بعنف متحدث بوعيد: وإنتي الثانيه دورك جي لكن مش دلوقتي لما حالتك تتحسن، ليكمل بعصبيه: إيه إللي وداكي هناك أصلاً فاكراني مش عارف أخرج وواحد زي ده رابطني هناك؟!، وتركها ووقف بغضب متوجهاً للنافذه يحدق منها بملامح متهجمه يحاول تجاهل ماحدث وتصرفاتهم التي ستصيبه بالجنون ألا يفكرون قليلاً؟! ليتذكر حديث نوران بالهاتف أمام الباب ليلتفت لها متحدثاً بصوت مرتفع نسبياً: فين موبايلك؟!

نوران بتوجس: ليه؟!
جود بحده: قولت فين الموبايل؟
أخرجته من جيب سترتها وأعطته له: أهو، وقبل أن تبتعد للخلف وجدته يقبض على معصمها بقوه وتحدث جازاً على أسنانه رافعاً الهاتف أمام وجهها: كنتي بتكلميه ليه؟!

نوران بألم: كان بيطمن على ألين، ليهز رأسه بعصبيه: بصفته إيه بيطمن عليها؟!، لكنها لم ترد عليه ليزفر مكملاً: ماشي، ماشي، ثم دفعها بعيداً عنه بعصبيه فكادت تسقط لكن والدتها من أمسكتها بقلق وفقط الحزن هو ماسيطر عليها فكل مايحدث بينهم بسببها ليتحدث بضيق: أنا هنا وهفضل معاها إتفضلو إمشو..

هتفت نوران بعند محاوله عدم البكاء أمامه: أنا هنا عشانها مش عشانك ومش همشي أنا كنت هنا قبلك لو مش عاجبك إمشي إنت، ليرمقها بحده وقبل أن يتحدث أمسكتها باسمه وهي تحدثه برفق: هنمشي هنمشي، لكنها أبعدت والدتها عنها هاتفه بإصرار: قولت مش همشي، ليصرخ بها بحده أجفلتها: نوراااان..

سقطت دموعها وهي تنظر له بإنكسار وهتفت بألم: ربنا ياخدني عشان ترتاح مني، وإلتقطت حقيبتها وغادرت وهي تبكي ليضرب قبضته بالحائط بقوه قبل أن يركض خلفها كي لايتركها تذهب وحدها بتلك الحاله.

بينما ألين كانت تحدق بأثرهم بحزن فهو سيخسرها إن بقي هكذا؟! ليتوقف وصدره يعلو ويهبط أثر تنفسه بعنف عندما وجدها تقف أمام المصعد تبكي بحرقه ليتقدم منها بندم وأمسك يدها بهدوء لكنها أبعدت يده بعنف وهتفت بحرقه: إنت معندكش إحساس ومش بتحبني عشان لو كنت بتحبني ولو شويه مكنتش هتعمل فيا كده عشان مكنتش كذبه هيه، لتمحي دموعها بعنف وأكلمت بجديه: وأنا مش هفضل متعلقه بالطريقه دي كتير فكر كويس ي جود بما إنك لوحدك وشوف إذا كنت عاوزني ولا لا عشان أنا إنسانه وبحس والله العظيم بحس ومش قادره أستحمل أكتر من كده، لتجد المصعد فتح لتدلف دون النظر له ودهست زر النزول وبعد إغلاقه مباشرة سقطت على الأرض تبكي بحرقه، بينما هو ظل متصلب أمام المصعد دون أن يرمش يفكر حتى فتح المصعد مره أخرى وفقط مرور الأشخاص وإرتطام كتفهم بكتفه هو ماجعله يستفيق ليعد إلى الغرفه مجدداً ولكنه قابل باسمه التي كانت ذاهبه مثلما أخبرها ليتحدث سريعاً: أنا هاخد ألين وهمشي دلوقتي لو عاوزه تستني ونمشي سوي، وتركها وذهب لتبتسم وهي تذهب خلفه متسائله هل ياتري بدأ بنسيان ماحدث وسيعود لطبيعته معها فهي قد إشتاقت لجود القديم حقاً..

لتتسائل ألين بتعجب عندما وجدته يحمل حقيبة الملابس: إنت واخدها على فين؟!
جود بهدوء: البيت هاخدها فين يعني، يلا قومي عشان هنمشي..
ألين بنفي: مش همشي..
جود بضيق: ألين متتعبنيش عشان كده أو كده هرجعك معايا ف وفري كل ده وقومي يلا..
سقطت دموعها معترضه: ده مش بيتي عشان أرجع..
جود بحده: ألين كل الكلام ده كلام فارغ وإنسي إنك سمعتيه أصلاً عشان مش داخل دماغي و يلا..

نفت بحزن: لا مش فارغ محدش هيقول كده ويطلع كلام فارغ أنا متأكده عشان كده مش هرجع وهفضل هنا..
جود بتهكم: وده إللي بيتك؟!

ألين بأسي: ولا ده بيتي ولا التاني بيتي عشان كده هفضل هنا، قضم شفتيه واضعاً يده بخصره محدقاً بها قليلاً ثم إقترب ووضع يديه أسف فخذيها والاخري خلف ظهرها وقام بحملها بين يداه عنوه لتمسك قميصه بقوه وهي تترجاه ببكاء: عشان خاطري سبني هنا مش عاوزه أرجع مش هستحمل كلام زي إللي سمعته منه تاني مش هستحمل، لتبكي بنهايه حديثها دافنه رأسها برقبته تنتحب برقه مغلفه بالتعب ليرق لها قلبه وأنزلها على الفراش مجدداً لكنه أمسك يدها وتحدث بصدق: وعد مني ي ألين إني مش هخليه يجي جنبك ولا هتشوفيه أصلاً، هزت رأسها بنفي مستمره في البكاء ليتابع برفض: منا مش هسيبك هنا لو إطربقت السما على الارض وبعدين إنتي قاعده ف حقك مش بنشفق عليكي الله يلا قومي وإمشي معايا ولو حصلت حاجه تدايقك أنا بنفسي هقولك يلا نمشي!.

نظرت له بتردد لكنه مد يده يمحي دموعها وعانقها بحنان: صدقيني كل حاجه هتبقي أحسن، أومأت له بخفه مع علمها أن لاشيء سيتحسن وخاصتاً حالتها فهي لا تعلم مايحدث لها، : أنا هنزل حاجتك وجهزي نفسك وحصليني، أومأت ليأخذ الحقيبه ويذهب لتتحدث باسمه بتساؤل: محتاجه مساعده ي حبيبتي؟!

نظرت لها بابتسامة: شكراً ربنا يخليكي ممكن تنزلي أنا هنزل وراكم على طول، أومأت لها بابتسامة وذهبت لتتنهد ألين محدقه بالفراغ لتقع عينها على سله القمامه لتتوجه إلى هناك بخطي بطيئه لتنظر بداخلها بتوجس فوجدت إختبار الحمل بين أمامها لتنحني ملتقطه إياه ثم نظرت له قليلاً وأخذته ذهبت..

وصلت بعد بعض الوقت ليساعدها جود بحمل الحقيبه إلى غرفتها ووضع الصندوق الذي يحمل به القطه على الفراش ليفتحه لها بابتسامة متحدثاً بأسف: معلش مبهدلينك معانا، لتبتسم ألين برقه وهي تراقب تحديق الهره بجود رافعه أذنها بلطافه كأنها تستمع له بتركيز محركه ذيلها يميناً ويساراً بحركه أليفه ثم تركت الفراش متجوله بالغرفه قليلاً تستكشفها ليتحدث جود بابتسامة: إرتاحي وأنا هجيلك تاني بعد فتره، أومأت له وبدأت بإخراج ملابسها ووضعتها بالخزانه وقد إستغرق هذا منها ربما ساعتين بسبب ذالك الدوار الذي كان يداهمها يجعلها تجلس قليلاً ثم تكمل بعد قليل حتى إنتهت أخيراً لتقم بتسريح شعرها وجدلته وكادت تتوجه للفراش لكن عينها وقعت على إختبار الحمل لتلتقطه بقلب بدأ يدق بإضطراب وأخذته وتوجهت لدوره المياه...

لتترنح للخلف وهي تحدق بالاختبار بصدمه عندما رأت النتيجه موجبه! لتسقط دموعها بعدم تصديق واضعه يدها على معدتها ولا تعلم أتشعر بالسعادة أم الحزن لكنها همست بنبره مرتجفه مستمره في البكاء: إيان، وربما كان هذا الشيء الوحيد الذي جعل الحياه تدب بأوصالها مجدداً فكل شعورها بالحزن والألم والإنكسار قد تناسته مثلما كان يحدث دائماً عندما يطيب فراس خاطرها ببعض الكلمات وهو بجانبها لكنه ليس هنا الان لكن هناك قطعتاً منه بداخلها وهذا كافي لجعل روحها تعود لجسدها من جديد متناسيه كيف جاء، لكن ذالك لم يستمر كثيراً عندما وضعت يدها على فمها تسعل بقوه وألم بصدرها لترفع يدها التي إرتجفت عندما شعرت بذالك السائل على أناملها ولم يكن سوي دماء لتهز رأسها بصدمه وهي تحدق بتلك الدماء ألم تكتفي الحياه منها بعد؟ فماذا ستفعل معها أكثر من هذا؟!

لتتهاوي ساقطه على الأرض تشهق ببكاء مرير محدقه بيدها فماذا سيحدث هل ستموت إذاً؟ وطفلها ماذا سيحدث له هل ستموت الان بعد إن تحققت أمنيتها البسيطه بالحصول على طفل منه أم بعد إنجابه؟ وهل إن أنجبته ستظل حيه بعدها أم ستتركه وحيداً منبوذاً من قبل الأخرين؟! وفراس فراس ياإلهي هل ستتركه وحيداً؟ هل ستتركه دون أن يعلم أنها لم تخنه وكان هذا من أجله فقط؟ هل يجب أن يتحدثو الان؟!

فهي أدركت الان شعور والدتها عندما أخبرتها برفضها لتلقي العلاج شعرت الان فقط بما شعرت به والدتها اليأس فهي لاتريد أن تكمل حياتها تريد فقط أن تجلس تنتظر الموت لينتهي الأمر وترتاح قليلاً وربما دائماً لأنها تعبت حقاً، لكن تلك الحسره التي شعرت بها إتجاه نفسها وطفلها الذي لاتعلم مصيره جعلتها غير قادر على التوقف عن البكاء فربما أمنيتها بالحصول على فراس تحققت بعد ثمانِ سنوات لكن أمنتيها بأن تظل معه طوال حياتها لم تتحقق فهي لن تقضي معه سوي شهران وليسا كاملين أيضاً فالوقت الذي قضته معه حقاً ربما تلك الأيام التي كانو بها بالخارج فمنذ عودتهم ولن يشعرو بالراحة يوماً وهكذا إنتهت حياتهم معاً دون عوده مجدداً فربما إن كانت تكرهه ولا تريده لم يكن ليحدث معها كل تلك المشكلات فالحياة ليست عادله دائماً..

لتتحامل على نفسها ووقفت لكنها سعلت مجدداً لتمتلئ يدها بالدماء وبرؤيته مجدداً لم يترك لها مجالاً للشك أنه ربما يكون شيء أخر فهو السُل بعينه...

لتبكي أكثر وهي تضع يدها تحت المياه كي تبعد تلك الدماء عن يدها ثم حدقت بنفسها بالمرأه لتدرك الان سبب فقدان شهيتها وخسرانها للوزن بتلك الطريقه المبالغ بها وتعرقها وألام صدرها وحرارتها كل هذا أدركته تماماً لتبتسم بألم عندما سقطت عينها على شعرها لتلتقط المقص الذي وجدته أمامها لتقم بقص جديلتها كاملتاً وتركتها لتسقط بجانب قدمها ولم تكتفي بل أكملت حتى جعلته يأتي فقط حتى أذنها، وهذا لم يجعل منها قبيحه مثلما أرادت بل جعلها جميله أكثر فالقصات القصيره تليق بها فهي جعلته يأتي حتى أذنها فقط مما جعل أقراطها الثلاث التي ترتديهم دائماً يظهرو بوضوحٍ أكثر وقامت بقص غرتها لتأتي لمنتصف جبهتها فهي لم تفسد شعرها بل قامت بصنع قصه جديده مختلفه تماماً، ربما بفعلتها هذه قد أعلنت تخليها عن فراس فهي لم تكن باقيه على خصلاتها الطويله سوي من أجل علمها بحب فراس لها وليس أكثر من هذا والان هي لن تبقي له فلما تترك خصلاتها تبقي؟!

: ألين؟! إنتي عملتي إيه؟!، هذا ما أردف به جود عند رؤيتها فهو تصنم محدقاً بشعرها الساقط على الأرض بذهول هي ماذا فعلت؟ لما فعلت ذالك تلك الحمقاء ماذا فعلت؟! لينحني ممسكاً جديلتها باستنكار وهو يكاد يبكي لتلك الغبيه ولكن عينه التقطت ذالك الأختبار ليمسكه كي يرى ماهذا لتتوسع عينه بصدمه وإنتصب سريعاً متسائلاً: ألين إنتي حامل؟أومأت وهي تبكي لترتمي بأحضانه تنتحب بقوه ليربت على ظهرها بحنان شارداً بما سيحدث لها لكنها قاطعت شروده بسؤالها: هتخليني أسقطه مش كده؟!

فصل العناق مكوباً وجهها بيده متحدثاً بحزن: مستحيل أعمل كده مش من حقي أموت روح خلقها ربنا مين أنا عشان أعمل كده؟!
لكنها أكملت بأسي: بس ده إبن حرام زيي غلطه جه غلطه، ليحدق بها بغضب هاتفاً بحده: أولاً إنتي مش كده ولو قولتي كده تاني هزعلك وبالنسبه ليكي إللي حصل حصل ولو فراس عرف هتتجوزو تاني مفيش داعي للكلام إللي مالهوش لازمه ده؟
ألين باستفهام: وإنت شايف إن هو هيرجعلي؟!

جود بحده: مش بمزاجه ولو عايزين هيرجع غظبن عنه بس إنتي عاوزاه؟!، هزت رأسها بنفي متابعه: أنا مش عاوزه حاجه مش عاوزه حاجه خالص كفايه عليا كده..
ليحدق بها بحزن لما تلك النبره الفاقده للأمل لما: ألين..
لكنها هتفت برجاء: جود متحاولش تقولي أي حاجه عشان مفيش كلمه هتواسيني ولا هتخرجني من إللي أنا فيه، لكنه أكمل بحزن وهو يبعد تلك الخصلات القصيره خلف أذنها: أنا بس كنت هسألك ليه قصيتي شعرك حرام عليكي ليه كده؟!

هزت كتفيها بقله حيله: عادي!
ليشاكسها بقوله: إنتي عاوزه توحشي نفسك يعني وفاكره إنك كده وحشه؟! بالعكس إنتي لسه زي القمر، ثم عبث بغرتها بأنامله: حلوه القُصه دي، إبتسمت بتعب وإنحنت لتلملم خصلاتها لكنه رفعها من يدها: سبيهم أنا هشلهم أنا هاخدهم أصلاً خساره فيكي إوعي بقي..

ودفعها للخارج بخفه ولملم خصلاتها وأخذهم وذهب من الغرفه لتأوي هي لفراشها ودثرت نفسها بالغطاء كي تنام علها ترتاح أغمضت عينها قليلاً لتشعر بجلوسه على الفراش لتفتح عينها مجدداً ناظره له منتظره أن يتحدث ليتحدث بهدوء: ألين، لو عاوزه ترجعيله أنا معنديش مانع مع إني حلفت و مستحيل كنت أوافق لكن الظروف إتغيرت عشان كده مش هعترض على أي قرار تاخديه عشان دي حياه وحرام إنكم تظلموه في وسطكم والحل إنكم ترجعو لبعض، حدقت في الفراغ لبعض الوقت وتحدثت بعدها: قول الكلام ده لنفسك..

جود بضيق: إنتي شايفانا مطلقين؟، لترد عليه بضيق مماثل: مش لازم تبقو مطلقين ده مش أسلوب حياه ومحدش يقبل بيه إلحق نفسك قبل متندم في الأخر..
جود بضجر: على فكره أنا بتكلم عنك إنتي دلوقتي..
هتفت بحزن: متقلقش مش هكمل معاكم كتير عشان نتكلم في حاجه زي دي دلوقتي..
قطب حاجبيه بعدم فهم: يعني إيه الكلام ده؟!

ألين بخفوت: ولا حاجه عاوزه أرتاح ممكن تسبني؟! وولته ظهرها وأغمضت عينها لتنام، ليأومئ بهدوء ووقف ليذهب لكنه تحدث وهو يسير جعلها تفتح عينها مجدداً: بكره في إجتماع مهم وفراس هيبقي موجود لو عاوزه تيجي معايا، وأبانوب برضه لو عاوزه تنهي خطوبتك معاه عشان أنا شايف إنها مالهاش لازمه.
وترك الغرفه وغادر لتظل متيقظه تفكر ودموعها تتساقط بأسي فهي ستذهب يجب أن تحادثة ولو للمره الأخيره..

بينما فراس كان مستلقي على الفراش يحدق بالسقف بشرود والألم هو ماسيطر على تلك النظرات ولو كان السقف يستطيع التحدث لأخبره أن يتوقف عن تلك النظرات المتألمه التي يتلقاها منه، فما وعد به نفسه الان وذالك القسم الذي أقسمه لنفسه أنه لن يصرخ بها مجدداً لن يغضب عليها مجدداً، لن يدحجها بنظرات حاده مجدداً، لن ينفعل عليها مجدداً، لن يتحدث معها ولو بحرفٍ يجرحها مجدداً، فصوته هذا لن يرتفع ولو نسبياً أمام وجهها كي يجعلها تخافه، لن يحدث ماحدث سابقاً لن يعيد الكره مره أخري، لن يقبض على معصمها بقوه، لن يتفوه بكلاماتٍ ليست صحيحه بسبب غضبه، لن يأخذها بذنب غيرها، لن يبعدها عن حضن شقيقها عندما تعانقه، لن يتحكم بها تلك التحكمات التي تزعجها لن يفعل مجدداً، لن يترك فرصه لشيء قد حدث سابقاً أن يحدث مجدداً، لن يجعل عينها تذرف دمعه مجدداً بسببه، سيمحي نظره الحزن والإنكسار و الخزلان والألم والخوف من عينها سيجعلها تتناسي ذالك العذاب الذي عاشته بسببه، وتلك اليد تلك اليد التي تمني قطعها قبل أن تفعل هذا لن تعيد ماحدث مره أخرى لن يحدث هذا، فهو إلى الان يتسائل عن كم القسوه والغضب الذي وجههم لها بعد إستيقاظه مباشرة دون تفكير بما حدث أين ذهب عقله بذالك الوقت وهو يغرقها بوابلٍ من الصفعات دون رحمه ودون الإلتفات لصراخها المتألم بفضل يده التي لطالما كانت تربت على وجنتها بحنان هي نفسها التي صفعتها بقسوه دون تفكير وشعرها الذي كاد ينتزعه من جذوره وهو يقبض عليه بتلك القوه، لكنه أقسم أن هذا لن يحدث مجدداً هذا لن يحدث لكنه فقط يريد فرصه فقط فرصه، ليضم قبضته بقوه يعتصر السوار الذي نقش عليه إسمه فهو إلتقطه من أمام بوابه المشفي بنفس اليوم، ليقاطع شروده صوت طرقٍ على الباب لكنه لم يرد لتدخل والدته نصف رأسها من الباب وتحدثت بتساؤل: ممكن أدخل؟!، أومأ لها بهدوء لتدلف ووقفت أمام فراشه وتحدثت بحزن: إنت زعلان مني؟!، رفع رأسه لها وإبتسم بحزن: هزعل منك ليه؟.

هاله بندم: عشان دعيت عليك!، هز رأسه بنفي وأعتدل بنومته ليجلس لتتقدم وتجلس بجانبه وكوبت وجهه بيدها وتحدثت بأسف: متزعلش مني ي حبيبي والله مكنتش أقصد أنا راضيه عنك وهفضل راضيه عنك لحد أخر يوم ف عمري، أومأ لها بابتسامة حنونه وتحدث برجاء: ممكن تحضنيني؟
إبتسمت وهي تعانقه بقوه: طبعاً ممكن، ليتنهد بتعب مغمضاً عينه دافناً رأسه بحضنها أكثر لتربت على خصلاته بحنان: مالك ي حبيبي مالك؟!

رد عليها بنبره حملت بطياتها الكثير من الألم الممزوج بالندم: ماما أنا دوست على قلب أكتر واحده حبتني وهنتها وكسرتها أنا مستاهلهاش..

هاله بتساؤل وكأنها تذكره بما فعل: إنت عملتلها إيه غير إنك قولتلها إنتي رخيصه وشكيت فيها وطردها من هنا، ليغمض عينه بألم متذكراً تلك اللحظات التي كانت بأشد مراحل ضعفها وتحتاجه بجانبها ومع هذا ساهم بتدميرها أكثر، ليفتح عينه راداً على والدته بحزن: أنا مش محتاج إنك تفكريني أنا عارف أنا عملت إيه كويس و لو قولتلك هتضربيني ميت قلم من إللي إنتي أدتهولي قبل كده، لتتنهد بندم وربتت على وجنته بحزن متحدثة بأسف: أنا أسفه ي حبيبي، ليهز رأسه بإعتراض مأكداً: أنا بجد أستاهل وأكتر من كده كمان ومش زعلان عشان أنا زودتها أوي ومش عارف هعمل إيه؟ ولو ألين كرهتني باقي حياتها ومرضتش ترجعلي مش هلومها عشان عندها حق فأي حاجه هتعملها..

هاله مواسيه: ألين بتحبك وهتسامحك..

ليتحدث بنره مرتجفه على وشك البكاء: لحد إمتي؟ لحد إمتي هفضل أغلط في حقها وهي تسامحني لمجرد إنها بتحبني؟ لحد إمتي هفضل أستغل حبها ليا ونقطه ضعفها وأستخدمها ضدها لحد إمتي؟ مش المفروض إن أنا بحبها برضه؟ أنا إنسان مش كويس مش كويس عشان لو كنت كويس مكنتش عملت كده؟!، ليتابع بألم مبتلعاً غصته كي لايبكي كالأطفال الان: أنا بس محتاج فرصه ثانيه وهعوضها عن كل حاجه ومش هسمح لحاجه تانيه زي دي تحصل بس تسامحني..

تنهدت بحزن متسائله باستفهام: إنت عملت إيه ي فراس؟!
فراس بتعب: عملت كتير ولو عرفت الحقيقه مش هتسامحني..
هاله بتوجس: حقيقه إيه؟! رفع رأسه قليلاً محدقاً بوالدته مباشرة وأردف: ألين، لسه مراتي..
إستيقظ نائل بإنزعاج بسبب أصوات التأوهات من حوله جعلته يريد التقيء ليفتح عينه بضيق وكاد يعنفهم لكنه وجد جميع من حوله يضع يديه على معدته ليبتسم بمكر وسأل أحدهم متصنعاً الأسف: مابكم لما تتألموت هكذا؟!

ليتحدث أحدهم وهو على وشك البكاء: نحن نتألم كثيراً سيدي ولا نعلم لما حتى رئيسنا يتألم أيضاً وأنت هل تتألم؟!
وضع نائل يده على معدته متصنعاً الألم: نعم نعم أتألم فأنا لم أستطع النوم بسبب الألم ياإلهي ماذا يحدث!.
=: لا أعلم سيدي ربما الطعام ملوث أو شيء من هذا القبيل؟!
نائل بتفيكر: ولكنكم تأكلون كل يوم لما ستتألمون الان؟

=: لا أعلم سيدي لا أعلم ولكن ذالك الطاهي الجديد فاليخبره أحداً أن يصنع شيئاً صحي نأكله كي تزول تلك الألام..
رفع نائل حاجبيه بتعجب: هل جاء الطاهي الجديد؟!
=: نعم نعم جاء صباح اليوم سأذهب لأخبره..

أمسك نائل يده ليمنعه قائلاً: لا تذهب أنا سأذهب إجلس وأرتاح الان، وتركه وذهب والبسمه تعتلي ثغره حتى وصل للمطبخ ليجد فتي شاب يجلس بملامح مقتضبه يحدق بكل زاويه بالغرفه بعدم رضا ليتسائل نائل: أنت الطاهي أليس كذالك؟، أومئ له بضيق لتتسع إبتسامته متابعاً: والدك سريع البديهه حقاً فأنت أتيت فقط بعد يومٍ من حديثنا! ليطاله الأخر من أعلاه لأخمص قدمه متحدثاً باستخفاف: هل أنت من ستنفذ رغبتي وتنهي على كل هؤلاء؟!

رفع نائل جاجبيه متسائلاً: وماذا في ذالك أتراني ضعيف؟!
=: لا بل أراك وحيد!
إبتسم نائل مكملاً: لا تقلق لن يستمر هذا طويلاً والان فالتستمع لما ساخبرك به وبتركيز...

وبعد بعض الوقت كان نائل يجلس بذالك المقهي ينتظر مايكل الذي سيأتي بضجر لينظر بالهاتف كي يرى الوقت ولكنه شرد بصورتها التي يضعها على شاشه هاتفه ليبتسم بحزن محدقاً بابتسامتها التي لم تكن تفارقها يوماً فهو لا يستطيع لوم أحداً سواه، هو المسئول عن هذا هو من فعل بها هذا هو السبب بكل شيء، ليخرجه من شروده صوت مايكل المرح: كيف حالك أيها العاشق المنتقم..

حدق به نائل ببرود وهو يزفر ليبتسم مايكل بمكر: حقاً ألا تذكر بكائك على صدري كفتاه مجروحه أيها اللعين! ألم أخبرك أنني سأنتقم منك ولن أصمت والان ماذا تريد؟!
نائل بتردد فهو يعلم أنه سيصرخ عليه الان: تلك الحبوب لقد نفذت مني!
صرخ به بحده: ماذا كيف حدث هذا كيف نفذت اللعنه عليك كم الكميه التي تضعها؟!
نائل بتبرير: قليل ولكن هم عددهم كثير هذا هو السبب فقط؟
مايكل بضيق: وماذا تريد الان؟

حك رأسه وهو يتحدث برفق: أريد كل يوم كميه مثل هذه!، ليقف من مقعده صاح بغضب جلب الانظار: ماذا؟! ماذا؟!، ليمسك نائل يده وجعله يجلس مجدداً متحدثاً بقله حيله: عددهم كثير ماذا أفعل فالكميه تكفي ليومٍ واحد فقط وكل ماحدث ألامٍ بالمعده وهذا لن يجدي نفعاً معي..

مايكل بتهكم: وهل أخبرك أحدهم أنني أتاجر بهم كي أتي لك بكل تلك الكميه يومياً؟ كيف لن أستطيع فالجميع سيشكون بي وسأفاجئ بالشرطه تدلف من باب المشفي كي تأخذني وفي ذالك الوقت أنت لن تنفعني ولن تخرجني أيضاً بل سيتم القبض عليك معي.

نائل بعدم إهتمام: لقد أخبرتني أنك ستساعدني ويجب أن تفعل كل ما أمليه عليك هل فهمت والان سنتقابل مساءاً هنا تكون قد جلبتهم معك وداعاً، وتركه وغادر ليصرخ به بغيظ: أيها البارد كيف سأستطيع تأمين كل هذا؟!، لكنه لم يرد بل إبتسم وهو يستقل سيارة أجره عائداً إلى وكرهم فهو يعلم أنه سيفعل وسيأتي بكل ما يريد..

إستيقظ شهاب وإرتدي ثيابه مستعداً للذهاب إلى الجامعه لكن توقف قليلاً محدقاً بنادر النائم إلى الاريكه ليتوجه للمطبخ وقام بتحضير الافطار ثم عاد ليوقظه: إنت، إنت، قوم يلا عشان تاكل وتروح الشغل، فتح نادر عينه إنزعاج متحدثاً بتهكم: في حد يصحي حد كده؟!
شهاب بضيق: أنا، ويلا قوم كفايه حضرتلك الفطار..

إبتسم نادر بإمتنان: شكراً، وقبل أن يضيف شيء قاطعه شهاب بإعتراض: لا بلاش شكراً والجو ده خليك وقح معايا أحسن بحب الوقاحه..
هز نادر رأسه وهو يبتسم: كل الناس بتحبني أهزقها مش عارف ليه؟!.
شهاب بتهكم: عشان إنت سكر..

نادر بإمتعاض: شكراً، ثم تسائل عندما وجده يرتدي ملابس أنيقه ويضع من عطره النفاذ ذات الماركه العالميه المتبقيه لديه فهو شيء من الاشياء القليله التي يملكها تجعله يشعر بكونه كان ثرياً يوماً ما ويعش برفاهيه: إنت رايح فين؟
شهاب بإيجاز وهو يأكل: الجامعه
هز نادر رأسه بتفهم وهو يرمقه بنظرات ماكره لاحظها شهاب ليبتلع مابحقله متسائلاً: مالك بتبصلي كده ليه؟!

نادر بمكر: من إمتي وإنت بتتشيك وإنت رايح الجامعه يعني؟!
تأفف شهاب بضيق: مش هخلص أنا مش كده؟!
أومأ نادر بتسليه عاقداً يديه أمام صدره يريد أن يستمع لما لديه ليتنهد شهاب باستسلام فهو يجلس أمام أكرثهم مكراً هنا: بنت ف تانيه لسه جيه من فرنسا وأول يوم ليها كان إمبارح بس، ليلاحظ نادر ذالك الإحباط الذي بنبرته ليتسائل: وليه ألأحباط ده يعني؟!

شهاب بضيق: عشان هي غنيه وشكلها مغروره ومدلعه وأنا مش ناقص ومش هتبصلي أصلاً..

تنهد نادر وتحدث بجديه منافيه لشخصيته المرحه: بص ي شهاب الرجوله مش بتتشري بالفلوس بمعني إنك حالياً كل حاجه ربطها بالفلوس وفاكر إنك لو كان معاك فلوس كنت هتبقي واثق من نفسك أكثر من كده بس الموضوع مش كده خالص إنت مش وحش عشان تحتاج الفلوس ترجعلك ثقتك من تاني وكمان إنت هتبقي مهندس أخر السنه ومن دلوقتي كمان وأكيد يعني حالتك الماديه مش هتفضل كده على طول ومش الفلوس هي إللي هتكسب قلبها ولا هتخليها تعجب بيك ي شهاب عشان وقت الحب الماديات دي أخر حاجه بيتبصلها ده لو حب بجد يعني، وبعدين الجامعه بتاعتكم مش بيدخلها غير الناس إللي حالتهم الماديه كويسه وده مش هيخلي حد يسألك إنت بتعمل إيه أصلاً قلقان من إيه إتكل على الله ومتفكرش كتير..

لكن لم يبدر عنه رده فعل سوي شروده دلاله على عدم إقتناعه بما قال ليتنهد بضيق: إنت مشفتهاش يعم لا لا دي دلقت على كرم القهوه لما كان بيكلمها..
نادر بتشفي: يستاهل وبعدين ده منظر واحد تحبه ده ميجيش ربعك يبني إيه ده، وأكيد قل أدبه معاها عشان شكله مش محترم أصلاً..

شهاب موافقاً: أيوه مسك إيدها بالعافيه، أومئ له نادر رافعاً جانب شفتيه بسخريه فذالك الشاب ماكر فكان يريد الإيقاع ب لارا الأكبر منه ألن يفعل مع من تصغرها؟!.
نادر بتفكير: إنت عارف لو متحركتش هياخدها منك
هز شهاب راسه نفياً: لا لا مستحيل دي لو كان بإيدها كانت قطعته لا لا..
نادر محاولاً إستفزازه: يبني مش بتسمع عن الحب إللي بعد العداوه ده..

قطب شهاب حاجبيه بإنزعاج: إنت مش قولت إنه ميجيش ربعي؟!، ليبتسم نادر فهو يسير على الطريق الصحيح ليقطب حاجبيه بتفكير: بس مرايه الحب عاميه زي منتا عارف؟!، ليلقي شهاب الملعقه من يده بضيق: تروحله هو أنا حبيتها يعني ده إعجاب سطحي.
نادر بمكر وهو يراقص حاجبيه: لزما سطحي مغرق نفسك برفيوم ليه ومتشيك أوي ليهه كده مع العلم إن دي سنتك الاخيره والحب أخر همك؟!

زفر شهاب بضيق: إنت رخم أوي على فكره، قهقه نادر عليه فهو قد أدخل الشك لقلبه وحرك داخله بطريقه أو بأخري كي يبادر هو بالخطوه الأولي، لكنه هتف بعناد: مش هتكلم معاها برضه، وترك طاوله الطعام وغادر ليهتف نادر به: إستني هوصلك وتورهاني..
شهاب بغيظ: لا إعرفها لوحدك بقي..

نادر بتوعد: بقي كده ماشي روح جري بقي، وأكمل طعامه على عجله ثم نزل سريعاً كي يذهب للعمل فوجد شهاب يستند على مقدمه السيارة ينتظره ليبتسم متقدماً منه ألقي عليه مفتاح السيارة: سوق إنت، وصعد بالمقدمه بجانبه ليبدأ شهاب بالقيادة سريعاً حتى وصل لمفترق طُرق معين ليتحدث نادر مقترحاً: لو هتحتاج العربيه معاك خليها ووصلني أنا الشركه؟!

ليبتسم نادر بإمتنان وتحدث: لا مش هحتاجها وبعدين زي مقولت لو هتحبني هتحبني أنا مش فلوسي ولا العربيه؟!
إبتسم نادر مربتاً على كتفه: أيوه هو ده، ليكمل ممازحاً: ده كان إختبار أصلاً إنت فاكرني هسبهالك ولا إيه قوم ي بابا قوم وصلت الجامعه قوم، ليقهقه وهو يترجل من السيارة ودخل من البوابه الرئيسيه للجامعه..

ليتحرك نادر بسيارتة متوجهاً للعمل ليصل أخيراً ليصف السيارة بهدوء ثم صعد لمكتبه وقبل أن يجلس وجد مساعدته تدلف ومعها مظروفاً له، ليلتقطه بتقطيبه حاجبيه وهم بتفتحه ليجد ورقه سميكه بيضاء فارغه ملطخه بالدماء ليتحير أكثر وهو يقلبها بين يداه هاتفاً بتعجب: يعني إيه ده؟!، ليستمع لصوت هاتفه دلاله على وصول رساله نصيه له ليفتحه بعدم إهتمام لكنه صب تركيزه عليه عندما قرأ تلك الكلمات المنقوشة بالرساله: يعني في حاجه مش كويسه هتحصل خلي بالك بقي ي بطل، ليقطب حاجبيه معيداً بخفوت: بطل؟!.

ثم نظر حوله هل هو مراقب ليقم بالصراخ بإسم مساعدته لتدلف سريعاً للمكتب: نعم ي فندم..
نادر بإنفعال: في حد دخل هنا وأنا مش موجود؟!
=: أنا يفندم لما بحتاج أوراق أو حاجه مهمه بس، ليكمل سريعاً وهو يلتقط أشيائه التي لم تبقي لخمس دقائق على مكتبه: طيب إتصلي بحد يجي يشوف المكتب ده في كاميرات تجسس حاجه تصنت أي حاجه عقبال ماجي مش هتأخر، وتركها وذهب، لتهز رأسها بالموافقه بعد ذهابه..

وبذالك الوقت تحديداً كانت لارا مازالت نائمه بأحضان نور منذ أمس بعد نوبه البكاء التي لم تنتهي سوي بنومها بسبب الإرهاق، لتفتح عينها بإنزعاج عندما سمعت صوت جرس المنزل لتتحرك بخطوات ثقيله وهي تعدل خصلاتها الثائره وتوجهت للأسفل بعيون نصف مغلقه توسعت بعدم تصديق عندما رأتها تقف أمام: سجى!

لترتمي سجى بأحضانها تبكي بحرقه لتستيقظ من تعجبها على بكائها لتجتزبها لداخل المنزل وأغلقت الباب غير منتبه لحقيبتةِ ملابسها التي تركتها أمام الباب وجلست على الاريكه متسائله بقلق: مالك ي سجى حصل إيه؟ وفين فؤاد سابك تيجي لوحدك ليه؟!، لكنها لم ترد بل ظلت تبكي بأحضانها بحرقه ولم يكن لها سوي أن تربت على ظهرها بحنان علها تخفف عنها حتى إنتظمت أنفاسها لتجدها قد غفيت لتقف بخفه ووضعت رأسها على الوساده ونزعت عنها حذائها ورفعت قدمها لتنام براحه ثم صعدت للأعلي وجلبت غطاء ثقيل من أجلها لتدثرها به بحزن، لتلتفت عندما سمعت صوت إغلاق الباب لتجده نادر لتبلتع غصتها المتألمه، لتجده ممسكاً بالحقيه ليتحدث بتعجب: بتاعت من الشنطه دي؟!

لارا بإيجاز: بتاعت سجى، أومئ بهدوء ثم هتف بعدم تصديق: سجى! هي جت؟!، أومأت بهدوء وتحركت لتتبين له شقيقته النائمه ليتقدم منها بابتسامة جاثياً على ركبته أمام الأريكه لتختفي إبتسامتة عندما رأي تلك الدموع العالقه بعينها جعلت من رموشها مبلله بالكامل، ليتسائل بقلق وهو يربت على وجنتها: مالها.؟!

تحدثت لارا بإيجاز وبروده إستشعرها: هي لسه جيه وفضلت تعيط ومتكلمتش، أومئ بهدوء وهو ينتصب واقفاً ثم تحدث ببرود مماثل: أنا لقيت عروسه، وترك المنزل وذهب، تاركها تبكي بقلب متألم على حالها فهي لن تكن تعلم أنه سيأخذ حديثها على محمل الجد بعد نظرته الحاده لها ويفعل هذا فهو سيقتلها إن فعل ستموت لن تتحمل رؤيته مع أخرى..

بينما هو كان يجلس بالسيارة يحدق أمامه بدون تعبير فهو جاء فقط من أجل أن يطمئن عليها وكم تمني أخذها بأحضانه عندما رأها ليطيب جرحها لكن برودتها معه وكأنه المخطأ وهو من أخبرها أنه سيتزوج جعلته يجرحها بكذبه بيضاء بكونه سيتزوج لتشعر قليلاً فقط بما يشعر كي لاتتفوه بالحماقات مجدداً، ليخرج هاتفه كي يهاتف فؤاد فهناك مشكله ويعلم شقيقته جيداً لن تبكي لأسبابٍ تافهه فهي لديها قدره تحمل لطالما حسدها عليها ولكن يبدو أن طاقتها قد نفذت، ليجد الهاتف مغلق ليحاول مره وإثنان وثلاثة لكنه مغلق ليزفر بضيق ثم هاتف على يرى متي سيعود من السفر: ألو، هترجع إمتي يابني؟!

ليقهقه على راداً عليه: أنا هنا من إمبارح ي حبيبي..
شهق بدراميه متحدثاً بتفاجئ: بجد! مين جابك؟!
على بابتسامة واثقه: فراس طبعاً..
نادر بغيظ: الخبيث، وأنا فاكره بيعاني وهو كان عندك..
على بحزن: خبيث إيه ده رجع ف نفس اليوم وبعدين حالته مش كويسه خالص..
نادر بتفكير: لازم ميبقاش كويس ال
تعجب على من هجومه عليه بتلك الطريقه: مالك مدايق منه كده ليه؟!
نادر بضيق: مفيش مفيش أنا جيلك على فكره سلام..

وأغلق الهاتف وهو يغير وجهته متوجهاً ل على..

كان الجميع مجتمعاً على طاوله الطعام من أجل تناول الفطور عدي مها التي كانت تتبختر على الدرج وساره التي ظلت نائمه وإمتنعت عن النزول لتصل مها أخيراً لطاوله الطعام وأول ماقامت بفعله هو إمساك يد والدتها وقامت بتقبيلها برقه لحقتها رأسها وهتفت بأسف: أنا أسفه متزعليش مني أنا كنت متعصبه بس أوعدك هحاول السيطره على نفسي أكثر من كده وأنا بتكلم معاكي، إبتسمت وهي تمسح على شعرها بحنان: ربنا يحفظلك ي حبيبتي أنا بس بخاف عليكي وإنتي عارفه كده كويس، أومأت وهي تحني رأسها بندم لتمسك والدتها طرف ذقنها ورفعت رأسها وتحدثت بحنان: متنزليش راسك لحد متخلقش إللي يخليكي توطي راسك، إبتسم مها برقه وهتفت بتساؤل: ولا حتى على؟!، لتجد على باغتها بصفعه على مأخره رأسها بخفه هاتفاً بغيظ: عند على وتقفي وهتعملي كل حاجه ويلا تعالي كلي عشان شويه وهمشي..

هتفت بإمتعاض: متمشي أعملك إيه عاوز المصروف؟!
تنهد مرراً يده على وجهه وهتف بسخط: أخرتك معايا وحشه فاكره الحلم إللي مرضتيش تقوليه هحققهولك..
هزت رأسها بسخرية منه ليرفع حاجبيه وهو يتابعها تلك الوقحه ليتحدث بتشفي: طيب أنا ماشي تبقي روحي الجامعه مشي بقي..
مها بهدم إهتمام: هاخد تاكس..
على بسخرية: مفيش تكاسي بتعدي من هنا خالص..
مها بثقه وهي تنفض شعرها بغرور: هطلب أوبر..

ليهز رأسه بتفهم وهو يحدق بها بتركيز ليجد حقيبتها على الطاوله ليخطفها سريعاً وعلقها بكتفه متحدثاً بشماته: وريني بقي هتعملي إيه؟!
ضحكت بسخرية ووقفت لتخرج من جيب بنطالها الخلفي بطاقتها الأئتمانيه ووضعتها أمام وجهه: كنت شامه ريحه الخيانة وعارفه إنك هتعمل كده بس ريح نفسك دي تجبلي عربيه بحالها..

فتح على الحقيبه الصغيره بغيظ ليرفعها أمامها هاتفاً بتهكم: إيه البتاعه إللي شايلاها دي شايله فيها إيه دي؟! وفين كتبك؟!

مها بتهكم: أولاً دي مش بتاعه دي تشيلك إنت شخصياً يا جاهل، ثانياً بقي لسه مجبتش الكتب ثالثاً بقي وده الأهم أقلع الشنطه من كتفك وهاتها عشان همش، لصمت عندما سمعت جرس المنزل لتركض إلى هناك سريعاً وفتحته بابتسامة لتختفي عندما رأت نادر الذي كان ينظر لها بتعجب فمن هذه؟ لكنها تعرفه تعرف جميع أصدقائه من الصور لكن فراس هو من أحبته لتزفر وهي تتطلع إليه فهي تعلم أنه مرح وسيخرج مرحه عليها الان، لتجده يتقدم قليلاً ممسكاً ذقنها بتسليه: إنتي مين ي شاطره بابا على موجود ناديله قوليله أنكل نادر هنا، لتزفر ثم صفعت يده وذهبت للداخل تاركه الباب مفتوح وجلست على طاوله الطعام وكأنها لم تكن بالخارج منذ قليل..

على باستفهام: مين؟!
مها بسخط: نادر..
هتف نادر وهو يتقدم منهم بحيره: إنت خلفت ولا إيه يا على مين الأوزعه دي؟!
مها بضيق: أنا مش أوزعه يا سم..
ليهتف على بتحذير: مها، لتتأفف بضيق وهي تمضغ الطعام على مضض ليتحدث على بابتسامة: أقعد كل..
نادر بنفي: لا بالهنا والشفا أكلت أنا هقعد بس حد يفهمني إيه إللي بيحصل عيلتك كبرت يا على..
قهقه عليه بتسلية وهتف بابتسامة: مدام زينب أمي..

أومئ نادر بابتسامة ثم هتف باستنكار: مين؟!
ضحك على معيداً: أمي ودي مها أختي عاوز حاجه ثانيه، نظر لهم نادر بتعجب غير مستوعب مايسمع: الجو قلب فيلم هندي فجأه ليه كده بجد يعني؟!
على بنفي: ليه هندي عادي مفيش حاجه!
نادر باعتراض: لا فيه خد دي فراس مطلقش ألين!

لتسعل مها وهي ترتشف المياه لتربت والدتها على ظهرها بحنان ليحدق بها على بتركيز ملاحظاً تغير ملامحها للإنزعاج ليكمل نادر: رنيت عليه وأنا جيلك بس طنط إللي ردت عشان كان نايم ودردشنا شويه وحكتلي بس..

على بتفكير: طيب يلا نمشي إحنا يلا ي مها، وقام بإعطائها الحقيبه لتأخذها بصمت وتوجهت للخارج دون أن تنبث ببنت شفه ليتنهد على وهو يحدق بظهرها فماذا سيفعل معها تلك الحمقاء كيف أحبته هو دوناً عن الجميع؟! ليتحدث نادر بابتسامة مصافحاً والدت على: أنا إتشرفت بيكي يا طنط ومبسوط إنك هتبقي موجوده معانا هنا على طول، أومأت بابتسامة بشوسه جعلته يتذكر والدته التي ذهبت دون أن يحادثها او يخبرها أنه ليس حزيناً منها ليأومئ بابتسامة وذهب..

ليتحدث ببعص الرجاء: ماما معلش ممكن تبقي تطمني على ساره كمان شويه؟!
زينب بقلق: مالها هي تعبانه؟!
هز رأسه بنفي وتحدث بهدوء: هي كويسه بس قالتلي إنها محتاجه تنام عشان كده منزلتش تفطر معانا..

زينب بحنان: متقلقش يا حبيبي دي ف عنيا، أومئ بابتسامة مقبلاً رأسها: تسلم عنيكي، وتركها وذهب للخارج ليتوقف بمنتصف الطريق محدقاً بما يحدث أمامه بذهول فكانت مها تعض ذراع نادر بقوه وهو يقفز صارخاً بألم محاولاً إبعادها لكنه لم يستطع ليركض على إليهم وفصلها عنه وهتف متصنعاً الجديه كاتماً ضحكه: إيه إللي بيحصل!

نادر بألم وهو يرفع أكمام قميصه ليري ما فعلت: الله يخربيتك ويخربيت سنانك ويخربيت إللي يتكلم معاكي..
قهقه على عليه وهو يراقب وجهه المكفهر بالغضب وتحدث: حصل إيه بس؟!
نادر بألم: بسلم عليها وبقولها يكتكوته لقيتها فجأه هجمت عليا المتوحشه دنتي كلب بصحيح كتك القرف تحركت بغضب كي تعضه مجدداً لكن على وقف بينها وبينه حائلاً محذراً: إيه إهدي شويه في إيه؟!

وفتح لها السيارة لتصعد بها بغيظ لكن نادر أوقفها بحديثة: تعالوا إركبو معايا وخلي عربيتك هنا عشان مش هسيب عربيتي يلا، أومئ على وهو يمسك مها بتوجس من أن تهرب منه فتلك القصيره مخيفه فتح لها السيارة لتجلس بالمقعد الخلفي ثم جلس بالمقدمه بجانب نادر ليبدأ نادر بالقياده وهو يتأوه بألم فهو يشعر بالحرقه ليهتف بغيظ وهو ينظر لها بالمرأه: أنا هروح المستشفي أكيد إتسممت بسببك يا سنان الفار إنتِ..

مها بتهكم: إسمها سنان الارنب على فكره؟
نادر بغيظ: لا فار و شويه كمان هتبقي سنان الكلب وأسكتي بقي، ثم نظر لعلي وهتف بهمس: جبتوها منين دي؟!
مها بحده: سمعاك على فكره، ليصمت مستمراً بالقيادة بصمت حتى هتف بإمتعاض: فين الجامعه بتاعتها؟!
مها بسخط: ف..
نادر بتساؤل: إنتِ ف سنه كام؟
مها بغرور: ثانيه هندسه..
نادر بتهكم: ليه كل الغرور ده بتتكلمي مع واحد صنايع ولا إيه دنا دخلتها قبل متشوفيها يبت..

مها بغيظ: بته لما تبتك..
على بضيق: إسكتوا بقي وإنت الثاني هتعمل عقلك بعقلها..

مها بضيق: ماله عقلي إنت كمان، ليزفر على بضيق محدقاً بنادر الذي بدأ يقهقه عليه لتختفي إبتسامته تدريجياً وأوقف بالسيارة غفله وتسائل بتعجب: إنتِ أول يوم كان ليكي إمبارح في الجامعه؟، لم ترد عليه لكن على أومأ له ليكمل: كنتو ف فرنسا؟ أومأ على ليلتفت نادر محدقاً بها بذهول لينفجر ضحكاً عندما فهم مايحدث: ربنا يكون فعونك ي شهاب دنتا هتتعجن، ليدير محرك السياره مجدداً وهو يهز رأسه بأسي محاولاً التحكم بقهقهاته بسبب ماسيحدث لشهاب ليتسائل على عندما تذكر: مقولتيش يا مها مين إللي دايقك إمبارح في الجامعه؟!

ليحدق بها نادر في المرأه يستمع لما تقول لتلقي عليه نظره ناريه عندما لاحظته ليقهقه عليها مستمراً بتحديقه بها لتتحدث بهدوء وهي تبعد خصلاتها خلف أذنها: كنت في الكافتريا وجايبه قهوه وماشيه لقيت واحد وقف قدامي فجأه وقعد يقول أتعرف ومتعرفش دلقت عليه القهوه ولما إتمادي ومد إيده ضربته بالقلم..
نادر بعدم تصديق: بجد! أومأت له وهي تدحجه بنظرات ناريه لتتابع بنبره خرجت خائفه بعض الشيء: يبقي يقربلي تاني..

ليتسائل على بإنزعاج: ومالك خايفه كده ليه؟
مها بخوف: أصله هددني وقالي خلي بالك من نفسك كويس عشان مش هسيبك، ليزفر على بضيق وصرخ بها بحده: قولتلك مالكيش دعوه ب حد ورايحه تعملي عداوه مع حته واد صايع..
سقطت دموعها وهي تصرخ به بحده مماثله: يعني عاوزني أسيبه يمسكني؟!
على بحده: متعليش صوتك فاهمه ولا لا؟!، لتنظر بالأتجاه الاخر عاقده ذراعيها أمام صدرها بغضب..

نادر بضيق: على، إهدي هي عندها حق عايزها تعمله إيه يعني تسيبه وتمشي؟!
على بتهكم: ودلوقتي بقي هتعمل إيه؟ وأنا هعمل إيه بعد مقلقتني عليها بالطريقه دي ولو إتأخرت ساعه عن معادها عقلي هيفضل يودي ويجيب ياتري حصلها حاجه ولا كويسه ولا هحصلها إيه؟! وكل ده بسبب التهور والعصبيه إللي هي فيها..
مها بحزن: متقلقش مش هدايقك في شباب لسه كويسين ويقدور يحموني لو حصلي حاجه؟!

على بعصبيه: متستفزنيش بكلامك ده قال شباب يحموني قال..
لترد عليه بتهكم: إنت فاكر لما ضربته بالقلم كان هيسبني؟! لا ده كان هيضربني لولي إن واحد إدخل وخلاه يمشي ومعرفش كان هيحصل إيه لو ملحقنيش؟
نادر بتساؤل عندما شك أن يكون شهاب من فعل هذا: ممكن توصفيه؟

شردت مها متذكره ماحدث وتحدثت برفق منافي لعصبيتها جعلت نادر يتعجب لكنه إبتسم بجانبيه: هو كان طويل و، ثم صرخت به بحده: إنت مالك إنت كمان وبشرحلك ليه؟، لينفجر نادر ضحكاً عليها وهو يأومئ لها بصمت بالتأكيد لن تكون تلك المطيعه وتخبره ليكمل قيادته حتى توقف أمام الجامعه لتترجل من السيارة وذهبت لكن على أمسك معصمها وجعلها تقف أمامة وتحدث بلغه آمره: هدخل معاكي وتوريني الواد ده..

هتفت باستنكار: أنا مش طفله! ده الناقص كمان إنك تدخل تدور على الدكاتره وتسألهم عن مستوايا معاهم..
كاد يصرخ بها بسبب عندها لكن نادر أوقفه وتحدث برفق: على سبها تدخل عاوز أكلمك في موضوع أدخلي يا مها يلا، أومات بصمت وتوجهت للداخل بخطوات سريعه غاضبه ليدخل نادر على السيارة عنوه وبدأ في القياده مجدداً وهتف: على بص إسمع كويس أنا هقولك إيه تمام..
كرم بتساؤل: عرفت مين دول إللي كانت معاهم؟!

=: أه يعم ده على المنشاوي أخوها والثاني ده صاحبه نادر الألفي ملكش دعوه بيها بقي مش ناقصين مشاكل ولو فضلت تعمل مشاكل مش همشي معاك أنا مش قدهم، وتركه وذهب ليضرب كرم بكلامه عرض الحائط وتوجه للداخل وهو يفكر بما سوف يفعل معها..
لتتحدث إحدي الفتيات التي وضعت يدها بيد مها وهي تسير: إنتي تعرفي على ونادر منين يا بكاشه إنتي..
مها بغرور: ده أخويا وصاحبه عاوزه إيه؟!
لتشهق الفتاه بتفاجي: بجد مين أخوكي فيهم؟!

مها بضيق بسبب كثره الاسئله: على، وقبل متسألي كان في ظروف عائليه وكده، هزت رأسها بتفهم وتحدثت بخفوت: أنا كان نفسي أتعرف عليكي من المره إللي فاتت بجد بس مشيتي بسرعة بس دلوقتي عاوزه أتعرف عليكي بجد وعلى فكره مش عشان عرفت إنك إخت على أنا بس حبيت نبقي صحاب إيه رأيك؟!، أومات مها موافقه وهي تتطلع إليها بشك ولا تعلم لما لم ترتح لها!.
شادي بحزن: روان هتفضلي كده كتير؟!.

لم ترد عليه بل كانت مستلقيه على الفراش تحدق في الفراغ دون أن ترمش ممتنعه عن تناول الطعام والحديث مع أحد فقط نائمه جسد بلا روح لا تفعل شيء، ليعيد عليها شادي بحزن: روان مش هتردي عليا؟!، لكن لم تبدر عنها أي رده فعل ليتنهد ثم ترك الغرفه وغادر ليقابل شريف الذي كان يقف بجانب غرفتها ينتظره ليتحدث بحزن: شريف مفيش فايده وحالتها هتسوق لو فضلت هنا لازم أخدها وأمشي..

شريف برجاء: شادي أنا والله بحبها ومش هعرف أعيش من غيرها أعمل أي حاجه ساعدني!
مرر يده على وجهه بضيق: لو ف إيدي حاجه أقدر أعملها كنت عملتها لكن أنا مشفتش منها أي رده فعل ومش هقف أتفرج عليها سبها تمشي ولما تبقي كويسه هتفكر ولازم هتفكر لزما بتحبك..

شريف برجاء: طيب خليها تلبس ونخرج إحنا التلاته وهحاول أتكلم معاها أخر مره أخر مره بس، أومئ بتنهيده ثم توجه لغرفتها وجلس بجانبها ومسح على شعرها بحنان: روان يا حبيبتي ممكن تلبسي هاخدك وهنخرج نتمشي شويه إيه رأيك؟! قومي ي حبيبتي قومي، وساعدها على الوقوف لتنتهي من إرتداء ملابسها بعد بعض الوقت لتجد شادي ينتظرها أمام الغرفه نظرت له بصمت ليبتسم لها بحنان وأمسك يدها وتوجه للأسفل فكان شريف ينتظرهم بالسيارة لتتوقف قدمها عن السير عندما رأت شريف يجلس أمام المقود لتحدق بشادي الذي خدعها بحزن وترقرقت الدموع بعينها ليمسك يدها برجاء: عشان خاطري إسمعيه بس وهنمشي بعدها مش هخليكي معاه هاخدك وهنمشي بس إسمعي هو هيقول إيه عشان مكونش شايل ذنبه..

وحسها على التحرك مجدداً وجعلها تجلس بالمقعد الخلفي لتستند برأسها على النافذه بشرود تتابع الطريق حتى بدأ شريف يقود أسرع من قبل لتجد فرصتها للهروب فهي لاتريد أن تتحدث معه وتكره أن يجبرها أحداً على فعل شيء، فوضعت يدها على مقبض السيارة وألقت نفسها بالخارج ليصرخ شادي بذعر عندما رأها: أقف، أقف، ليتوقف شريف سريعاً وركض خارج السيارة كي يلحقها لكنه تصلب مكانه عندما رأي سيارة تضربها ألقت بها بعيداً ليرتطم جسدها بالأرض بعنف ليتهاوي شريف مع جسدها جالساً أرضاً بعدم تصديق ومازال يحدق بها بعيون متوسعه غير مدرك لما يحدث، ليرفعها شادي الذي تابع ركضه لها بخوف وهو يرى الدماء تخرج من كل مكان برأسها وأنفها هي ماذا فعلت بنفسها ليصرخ بها وهو على وشك البكاء: روان، روان..

حملها سريعاً للسيارة ماراً بجانب شريف الذي لم يتحرك ورؤيتها وهي تلقي بنفسها وماحدث يتكرر أمامه ليستفيق على صوت شادي الذي يصرخ به ليلتفت له بتيه ووقف بأعصاب تالفه ولا يعلم كيف وصل للسيارة وجلس بالمقدمه كي يقوم بالقياده لكنه لم يستطع فيده كانت ترتجف بقوه بل جسده أجمع كان يرتجف ليدفعه شادي بعيداً وهو يتوعد: لو حصلها حاجه مش هسامحك إنت فاهم، وقاد هو متوجهاً سريعاً للمشفي وطوال الطريق كان شريف يحدق بها ومدركاً تماماً أن ذالك الحادث قد حفر بذاكرته ولن ينساه مهما حيا..

وصل أخيراً لبوابه الطوارئ ليخرج شادي وحملها وركض للداخل بينما شريف كان يجر قدمه خلفه ولايعلم كيف يستطيع السير إلى الان فهو قد فقد مريم من قبل بتلك الطريقه وبسبب مايحدث له عند رؤيه الدماء لم يستطع إيصالها للمشفي بالوقت المحدد وقد ماتت بين يداه وهاهو الان يفقدها بنفس الطريقه ولكن هل هو لم يفقدها قبل هذا؟، قامو بأخذها لغرفه العمليات مباشرة، وبعد بعض الساعات خرج الطبيب وهو يزفر وملامح الأسف مرتسمه على وجهه ليركض له شادي الذي كان يسير بالممر ذهاباً وإياباً وتسائل بخوف: كيف حالها أيها الطبيب ماذا حدث؟!

ليتحدث الطبيب بأسف: أسف لم نستطع إنقاذها، ليهز شادي رأسه بصدمة وهو يترنح للخلف، بينما شريف الذي كان يجلس أرضاً وقف ودلف إلى الغرفه بدون تعابير توصف شعوره الان، يسير بخطوات بطيئه شعر كأنه بينه وبينها أميال وليس بعض الخطوات ليتوقف أمام فراشها ومد يده التي ترتجف ورفع الغطاء الأبيض عن وجهها ليري ملامحها الساكنه ليبتسم بألم وسقطت دموعه على وجنتها لينحني محتضناً جسدها بقوه ضاماً رأسها لصدره وهو يبكي بحرقه من أعماقه وحديثها يتردد بأذنه: بس أعرف إن موتي هيعذبك ولو فضلت عايشه معاك مش هبطل أحاول أموت نفسي عشان أنا مش عاوزاك فاهم مش عاوزاك وبكرهك، أقسم بالله مش هبطل أحاول أموت نفسي إنت فاهم؟ وكل متجيلي الفرصه ههرب ومش هفضل معاك عشان مش طايقاك ولا طايقه أبص ف وشك وأحسن إني لسه مبقتش مراتك عشان كان زماني دلوقتي عاوزه أولع ف جسمي عشان واحد وضيع زيك لمسني، وأنا مش هفضل معاك إنت فاهم ولا إنت مش بتحس مش شايف قرفي ونفوري منك، بسببه كل ماحدث بسببه ليتوقف عن البكاء قاطباً حاجبيه وتركها وهو يهز رأسه بصدمه مستنكراً مايحدث وصرخ بها: مش هتموتي هتصحي إنتي فاهمه مش هسمحلك تسبيني، ثم نظر حوله بهستيريا وامسك بيدها وقام بإعاده توصيل الاجهزه بجسدها مجدداً ليدلف الطبيب بذالك الوقت ليتحدث بإعتراض: أنت ماذا تفعل أتركها لقد ماتت، ليكلمه شريف بقسوه وقبض على عنقه وبدأ بخنقه بقوه: اللعنه عليك أقسم سأقتلك إن لم تستفق سأقتلك أين جهاز الصعق الكهربائي أين فالتجلبه الان هيا، ودفعه ليسقط أرضاً يسعل بقوه ليلتقط أنفاسه بخوف ذالك المجنون سيقتله ليركض للخارج سريعاً بينما شريف إعتلاها وأخذ يضغط على قلبها بقوه كي تستفيق ناظراً لها برجاء أن تستيقظ لتسقط دموعه وهو يتحدث برجاء: فوقي فوقي عشان خاطري أنا أسف هسيبك تمشي هبعد عنك ومش هتشوفيني تاني بس خليكي عايشه فوقي فوقي عشان خاطري والله مش هقدر أعيش لو سبتيني هعملك كل إللي إنتي عاوزاه بس فوقي فوقي، لينحني دافناً رأسه بعنقها يبكي بألم ثم صرخ بقهر: رواااااااااااااااااااان، لا، لا، روان روان، لا، لا، ليسمع صوت الطبيب يتحدث خلفه بخوف: لقد جائو بالجهاز فالتبتعد قليلاً، ليبتعد سريعاً وقام الطبيب بأمساك الجهاز وقام بتشغيله بهدوء ثم ووضعه على صدرها ليتنفض جسدها دون أن يعود النبض ليعيدها مجدداً بدرجه متوسطه لكن جسدها إنتفض مجدداً دون أن يعود النبض تحت نظرات شريف اليائسه ليسقط على الأرض يبكي، ليتحدث الطبيب المتعرق: إجعلوه على أقصي درجه، ليفعلو مثلما طلب ليأخذ الطبيب شهيقاً طويلاً ثم وضعه على صدرها لتنتفض بقوه لكن نبضها لم يعود ليعيد الطبيب الكره مره أخرى لكن لاشيء ليتحدث شريف وسط بكائه بنبره متألمه: يكفي توقف أنت تعذبها بتلك الطريقه، ليفعلها الطبيب للمره الأخيره ليتنفض تلك المره شريف وأمسك ياقته بعنف: ألم أخبرك أن تتوقف أن تؤذه، ليصمت عندما سمع صوت جهاز القلب دلاله على عودته النبض مجدداً لتقع عينه على تلك المؤشرات الحيويه ثم إلتفت يحدق بروان بعدم تصديق ناظراً لصدرها الذي بدأ يعلو ويهبط من جديد ليجثو أمام فراشها ممسكاً بيدها يضمها لقلبه وهو يبكي ولا يعلم أبسعادة أم حزن فهي ستتركه بكل الحالات لكن كونها على قيد الحياه أهون لديه من موتها ليضع الطبيب جهاز التنفس على أنفها ثم ربت على كتف شريف وتحدث بابتسامة: هذه معجزه يبدو أن حبكم قوي فلا يريد أياً منكم ترك الأخر وحيداً، وتركه وغادر ليظل جالساً أمام فراشها واضعاً رأسه على الفراش بجانب يدها محدقاً بوجهها دون أن يرمش يريد حفظ ملامحها عن ظهر قلب فهو سيتركها ولن يعلقها به بل سيتركها نهائياً وستحصل على الطلاق أيضاً فهو يأذي كل من يحب ولن يسمح أن يراها بتلك الحاله مجدداً لهذا سيكمل حياته كالمعتاد مثلما كان يحدث قبل أن يراها ربما ستجد من يحبها حقاً ولن يجعلها تتألم بتلك الطريقه بسبب كذبه، ليخرج من شروده عندما وجد شادي يصفع باب الغرفه وإندفع للداخل وهو يلهث ليهرول له سريعاً وتسائل بسرعة: حصل إيه؟ إزاي ده حصل؟!، لكن شريف لم يرد ولم يتحرك عن وضعه فهو لايستطيع أن يجمع حرفاً ليتحدث به ولا حتى أن يقف على قدمه بل ظل هكذا ليتنهد شادي براحه وهو يراقب إنتظام أنفاسها ليجلس بجانبه على الأرض بصمت ولم يتحدث أحداً فكل واحداً منهم غارقاً بأفكاره، حتى شعر ب شريف الذي تحرك أخيراً وترك الغرفه وغادر دون أن يتحدث معه ليجد الطبيب يدلف ليقف سريعاً وتحدث بقلق: كيف حالها أيها الطبيب..

تنهد الطبيب وتحدث: لقد كان لديها نزيف داخلي وأوقفناه لكنها من المفترض أنها ماتت بعد إنتهائنا لكن كتب لها عمراً جديداً وربما هذا بفضل حبيبها الذي كان هنا فهو ظل يبكي وكاد يقتلني وأجبرني على جلب جهاز الصعقات الكهربائيه كي ننعشها مجدداً يبدو أنه يحبها كثيراً، أومأ شادي بتفهم وأعاد عليه بقلق: متي ستستيقظ؟!

=: لا تقلق ستستيقظ في وقتٍ قريب وعندما تستيقظ ستقوم بفعل بعض الفحوصات على رأسها وإن كانت بخير سيتم نقلها لغرفه عاديه..

شادي بإمتنان: شكراً لك أيها الطبيب، ليأومئ له بابتسامة ثم تركة وذهب، وبعد بعض الساعات كان شادي يجلس بالممر يحدق بالفراغ منتظراً أن تستيقظ وحقده لمالك يزداد أكثر فأكثر فهو سيؤلمه بطريقه ستجعله يفقد صوابه فهو السبب بكل شيء، ليقع نظره على شريف الذي كان يتقدم منه جاراً بيديه حقيبتين خاصه بالسفر مرتدي ثياباً رسميه ليتوقف أمامه ووضع إحدي الحقائب بجانبه وتحدث بإيجاز: دي شنطه هدوم روان، ثم أخرج بعض الأوراق من حقيبته ووضعهم بيده وتحدث بدون تعبير: وده ورق الطلاق أنا وقعته لما تفوق خليها توقعه، وإلتفت ليغادر جاراً حقيبته خلفه ليوقفه حديث شادي: إنت مش هتستناها لما تفوق عشان تطمن عليها؟!، رد عليه دون أن يلتفت له بنبره متألمه: لو إستنيت لما تفوق هضعف وهتمسك بيها أكتر وسعتها لو عملتو المستحيل عشان أسبها مش هسبها كده أحسن كفايه إني أكون عارف إنها بتتنفس وعايشه مرتاحه ده كفيل إنه يخليني أكمل حياتي مرتاح ولو شويه بس، وتركه وغادر لكن شادي قام بسؤاله مجدداً: إنت رايح فين؟!

شريف بعدم إهتمام: هسافر أنا متعودتش إني أفضل في بلد لمده طويله وأنا المرادي طولت أوي ولازم أمشي، وتركه وغادر ليتنهد شادي محدقاً بأوراق الطلاق التي بيده فهو حقاً يحبها وبكائه بالداخل دلاله على ذالك بالرغم أنه لم يصدق الطبيب لكن رؤيته لوجهه وعيونه التي تورمت وهذا نادراً مايراه بالرجال لكنه رأه وقدره كثيراً ولكن هل روان ستقدر هذا؟! فهي لن تعود له مجدداً ويعلم هذا جيداً، ربما حكايتهم معاً إنتهت هُنا؟!

فتحت سجى عينها بهدوء محدقه حولها لتجد لارا ونور يحدقون بها بابتسامة لتعتدل جالسه وهي تبعد شعرها للخلف لتتسائل وهي تمرر يدها على وجهها: نمت كتير؟! هزت لارا رأسها بنفي لتتحدث سجى بابتسامة: إنتي نور مش كده؟!، أومأت بابتسامة رقيقه لتبادلها إياها ثم صعدت نور للغرفه بالأعلي فهي لا تريد أن تكون ثقيله عليهم لهذا تركتهم كي يتحدثو معاً براحه أكثر..

لتتحدث لارا بقلق وهي تتقدم جالسه بجانبها: سجى مالك حصل إيه وليه رجعتي لوحدك؟!، لتسقط دموع سجى متذكره ماحدث فجر اليوم..
Flash back:.

عاد فؤاد منتصف الليل وهو يزفر حالاً رابطه عنقه وهو يبحث عنها بعيناه لكنه لم يجدها ليهاتفها بقلق لكن وجد الهاتف يرن بجانبه ليلقي بهاتفه بغضب فهي تعمدت فعل هذا، ليتذكر حديثها عندما أخبرته أنها ستفعل مثله تماماً وسيري لكن أين من المفترض أن تكون الان؟! فخلع ملابسه وهو يسير ذهاباً وإياباً بالغرفه ينتظرها أن تأتي بعد دقائق لكنها لم تأتي وتلك الدقائك تحولت لساعات حتى دلفت إلى المنزل مع بزوغ النهار مباشرة وهي تترنح بسبب شربها فهي كانت بملهي ليلي تشرب طوال الليل مع علمها أن معدتها سوف تؤلمها وستعاني منها كثيراً عندما تعود لكنها فعلت..

لتفتح الغرفه بهدوء وهي تخلع حذائها المرتفع وألقته بإهمال وهي تترنح وقبل أن تخطو خطوه وجدت فؤاد يقبض على معصمها بقوه متحدثاً بحده: إنتي كنتي فين بالمنظر ده؟!
نظرت له بتغبط ثم بدأت تضحك بثماله: كويس إنك خت بالك إني مش موجوده كنت خايفه ليطلع وجودي زي عدمه، ليصرخ بها فؤاد بحده وهو يطالع ملابسها بتقزز بادي عليه: إيه القرف ده إنتي شاربه؟!

أومأت بترنح وقبل أن يتحدث ركضت لدوره المياه تتقيء بألم لكنها لم تجده يربت على ظهرها ويوبخها بقلق مثل كل مره لتبكي بصمت وحدها وبعد إنتهائها مباشرة وضعت رأسها تحت المياه كي تستفيق وإلتقطت المنشفه تجفف وجهها ومعظم شعرها الذي إبتل لتخرج بهدوء لتجده يقف يحدق من النافذه وعضلات جسده متصلبه لتحدق بثوبها العاري لتعلم أنه يستفزه لتتوجه للخزانه وأخرجت منامه كي ترتديها وقامت بخلع ثوبها وإرتدت منامتها بهدوء وهي تراقبه بتوجس من صمته هذا وتوجهت للفراش كي تنام لكن قبل صعودها عليه ووجدته يمسك معصمها بقوه جازاً على أسنانه: إحنا مخلصناش كلامنا عشان تنامي..

لتتحدث بألم وهي تحاول إبعاد يده: فؤاد إنت بتوجعني!
فؤاد بتهكم: بجد، ولزما عارفه إني هوجعك بتخرجي ليه من غير متقوليلي وسايبه الموبايل وجيالي الفجر وشاربه عاوزاني أعمل فيكي إيه ولا أفكر فيكي إزاي؟!
سجى بحده: متفكرش ومتعملش إنت بتعمل زيي وأكتر كمان ملكش حق إنك تتكلم!
فؤاد بفقدان صواب: متخلنيش أفقد أعصابي بكلامك المستفز ده؟!

سجى بتهكم: تفقدها ليه منا بقالي شهور قاعده وساكته بتروح وبتسهر بحجه الشغل وساكته مش بشوفك أصلاً وساكته وعادي مدايق ليه؟!، ثم قطبت حاجبيها متحدثة بسخرية: أوعي تقولي إنك الراجل وتعمل إللي إنت عاوزه عشان أنا مبتفرقش معايا الحجات دي وزي ماهتعمل هعمل فاهم؟!.

حذبها من مأخره رأسها محدقاً بها بغضب: إنتي بتتحديني ي سجى، سقطت دموعها وهي تهز رأسها بألم وتحدثت بخزلان: مكنتش أعرف إن حياتي معاك هتبقي تعيسه بالطريقه دي؟! متخيلتش إنك ممكن تتغير وتبقي كده ف يوم من الأيام! قولتلك إن أكتر حاجه بتخوفني إنك تسبني وتنشغل عني ومع كده إنشغلت، وعارف إن أنا بغير عليك أكتر من أي حاجه ومع كده سايبهم يقربو منك وقدامي ولا كأني موجوده جنبك، قولتلي إنك هتراقب الشغل من مصر ومع كده سفرت وأنا وافقت وسفرت معاك عشان مقفش في طريق نجاحك ومقدرتش ده، حتى شغلك من الطبيعي إنك ترجع الساعة سبعه أو ثمانيه بالكتير لما تكون متأخر لكن إنت بترجع الساعه إتناشر ومبتكلمش بتاخد أجازات عشاني وقبل منبدأ اليوم بيتصلو بيك وتسبني مرميه هنا لوحدي وتمشي وتقولي هعوضهالك!، لتضحك بألم وسط بكائها ثم قامت بسؤاله وهي تقطب حاجبيها: إنت إتجوزتني ليه؟ ختني معاك ليه لزما مش هتبقي فاضيلي المفروض إنك بتحبني وكل حاجه تعملها عشان تسعدني وبس لكن إنت عملت إيه؟! حتى لو مشغول هتخلقلي وقت عشان عاوز تقضيه معايا لكن إنت معملتش كده؟! أنا كنت عارفه إن ده هيحصل كنت عارفه إن حياتي هتتحول عشان ده إللي لازم يحصل لما تبقي واحد شبع بعد جوع ي، وصمتت عندما صفعها بظهر يده بقوه أسقطها أرضاً فيكفي إهانه إلى الان فهو منذ رؤيتها وهي تهينه بسبب الفرق بينهم ولم يتحدث لكونه يحبها لكنه لن يتحمل أكثر من هذا ليتحدث بحده محدقاً بها وهي تضع يدها على وجهها بصدمه تبكي بعدم تصديق فالألم يأتي دائماً من من نحب: إنتي فاكره نفسك إيه؟ إنتي ولا حاجه من غيري فاهمه أنا إللي عملتك أنا إللي خليتك سجى إللي فرحانه بيها والكل بيحبها إوعي تنسي إنتي كنتي إيه؟ إنتي محدش كان بيحبك وأنا بس إللي غيرتك وطلعت الحلو إللي جواكي وأستحملت قرفك وغرورك وإهانتك عشان عارف إنك مريضه، لترفع رأسها له محدقه به بألم فهي ستكون حريصه على تذكر هذا الحديث دائماً ليتابع بنبره حاده: إستحملت عشانك كتير ولحد دلوقتي بستحمل عشان بحبك لكن إنتي فعلاً بارده ومش هتتغيري، ثم إنحني وأمسك ذراعها بقوه جعلها تنظر له وتحدث بغضب: أنا عمري مكنت جعان عشان أشبع فاهمه وعمري مشتغلت عشان الفلوس أكتر من إني بحب شغلي والكلام ده تحطيه حلقه فودنك قبل متفكري إنك تقولي كده فاهمه؟!، وتركها وذهب لتشهق باكيه بقوه واضعه يدها على وجنتها بألم فهي توقعت أن يفعل كل شيء عدي أن يصفعها يوماً فهي ليست تلك العاشقه التي ستنتظره وتطيب خاطره فكرامتها أهم عندها من كل تلك المشاعر التي أضعفتها وجعلتها تذل اليوم بتلك الطريقه فهذا ماكانت تخشاه أن تضعف عندما يذيب تجمد قلبها ويخترق حصونها المنيعه التي بنتها لنفسها لكنه فعل! كانت تظن أنها قويه لكنها أدركت الان أنها لم تكن سوي فتاه ضعيفه مثل جميع الفتيات وقد وقعت بالحب كالحمقاء ومثلما جعلها تخرج أجمل مابها وتبدأ من جديد حطمها في المقابل وأعادها لنقطه البدايه وقد فعل هذا وبيده فلا يلومها، لتقف وهي تمحي دموعها بظهر يدها بعنف وأخرجت ملابسها ووضعتها بالحقيبه وكتبت له ورقه ووضعتها على الكومود وذهبت من حياته نهائياً قبل عودته إلى المنزل..

بينما هو كان كل ذالك الوقت واقفاً أمام إحدي البحيرات محدقاً بها بصمت يستعيد مافعل وكم ندم بسبب صفعها وحديثة الجارح لها بتلك الطريقه فهو يعلم أنها عندما تغضب تتفوه بالترهات لكنه قد إكتفي فهو مضغوط بطريقةٍ مرهقه وهي لاتشعر به تظن أنه سعيد ببعده عنها تلك الغبيه فهو يعلم عن جميع تجربتها لإختبارات الحمل بسبب تلهفها على الإنجاب ومع هذا يحاول قدر الإمكان أن يكون معها ليحقق لها تلك الرغبه، فهي رأت بعده عنها ولكنها لم تري كم الإرهاق والمجهود الذي يبذله لكنه يعترف أنه مخطئ ويحبها ولن يتركها حزينه وسيعتذر منها ويطيب خاطرها ليبتسم مخرجاً هاتفه وقام بحجز رحلةٍ لهم لمده شهرٍ معاً يعوضها عن بعده عنها وبنفس الوقت يمنحها شهر عسلٍ بسبب زواجهم الذي كان سريعاً ولم يفعل به شيء ليمر على إحدي متاجر الورود في طريقه للمنزل وجلب لها باقه من الورود الحمراء وتوجه للمنزل وصعد للغرفه مباشرة ليتعجب من ذالك الصمت الذي أطبق على المكان لتقع عينه على خزانتها الفارغه لتسقط باقه الورود من يده ليتقدم محدقاً بالخزانه بحزن وكل مايدور بعقله أنها تخلت عنه ولم تبقي عليه وتستمع لتبريره حتى! بالطبع لن تفعل فهي سجى ولن تتغير حتى لو من أجله، ليستلقي على الفراش وعيونه تلتمع بحزن عميق جعل جميع جسده يرتخي ليمسك تلك الورقه التي رأها على الكومود بيد مرتجفه ليقرأ تلك الكلمه التي أنهت بها كل شيء بينهم طلقني، ليقم بإلقائها أرضاً بغضب وصدره يعلو ويهبط بقوه غير قادراً على التحكم بالألم الذي يشعر به والدموع التي سقطت من عينه فهو ليس بتلك القوه التي تتخيلها ليجثو على الأرض بضعف وألم وبكي كطفلاً فقد والدته وهتف بحرقه من أعماقه وهو يضع يده على قلبه المتألم: مش هسامحك عمري ماهسامحك، وتمالك نفسه ومحي دموعه بسخرية ووقف وأخذ حقيبته ووضع بها ثيابه وترك ذالك المنزل الذي جمعهم معاً هو الأخر فإن أخرجته من حياتها سيفعل المثل ولن يبقي على أحدٍ تخلي عنه فقد جرب شعور التخلي سابقاً وقد ألمه كثيراً وماحدث معه هو من جعله بتلك القوه اليوم تلك الخيانه التي تعرض لها عندما طرد من عمله وتخلي جميع من يعرفه عنه جعلته على ماهو عليه الان ولكن تلك المره أكثر ألماً حقاً فقد تركته وتخلت عنه ومن سجى! من أحبها ووهبها نفسه كاملاً وكان مستعد أن يفعل أكثر من أجلها لكنها تركته ببساطه دون أن تعلم أنها كل ماتبقي لديه فوالدته قد ماتت منذ شهران أثناء تلقي علاجها هنا وقد كتم بقلبه ولم يخبرها ومعظم تأخره كان من أجلها وزيارته المتكرره لقبرها فهو لم يخبر أحداً ولا حتى ساره وهي ليست معه الان هي الاخري، وبقي وحده فمندونها يظل وحيداً فهي لا تعلم أنه عندما يتأخر كل يوم بالخارج يكون نصف وقته جالساً شارداً بها متلهفاً لعودته لها مع علمه أنها ستتشاجر معه وتعامله بجفاء لكنه أحب هذا أيضاً أحبها بكل مافيها ولم يمل منها ولكن ضغط عمله وموت والدته هو ما جعله يتفوه بتلك الكلمات دون قصدٍ منه، لكنها أنانيه لم تنظر أن يعود ليبرر لها ويعتذر لم تفكر به هي تفكر فقط بنفسها وسعادتها هي فقط وليس هو وبرغم حديثها وكل تلك الاتهامات التي وجهتها له لم يلتفت لأخري ولم يفكر حتى بفعل هذا هي فقط لا تستحق حبه لا تستحق، ليدرك أن قلبه قد أخطأ الأختيار تلك المره..

back.

عانقتها لارا بحزن وهي تستمع لشهقاتها: إهدي إهدي كل حاجه هتبقي تمام إنشاء الله متقلقيش..
نظرت لها سجى وهي تبكي وتسائلت بيأس: هو أنا مريضه؟!

لارا بنفي: لا يحبيبتي مش مريضه ولا حاجه أكيد هو كان مدايق زيك ده شطان مش أكتر إهدي إهدي، لتظل تشهق بقوه وحديثة يتردد بأذنها ثم بدأت بالهدوء تدريجياً حتى صمتت نهائياً وظلت شارده وهي بأحضان لارا لقد بكت كثيراً من أجله يجب أن يكون شاكراً لها حقاً فهي لاتفعل هذا سوي عندما تفقد شيءٍ عزيزاً عليها وكان هو أعز ما تملك لكن ليس بعد الان فهي بكت لموته وليس لتركه فلم يعد شيء يسمي فؤاد بحياتها، رفعت رأسها وتحركت من أحضان لارا ووقفت بهدوء ثم حملت حقيبتها وتوجهت لغرفتها بالأعلي بصمت، لتحدق لارا بظهرها بحزن فهي لم تكن تعرفها قبلاً ولا تعلم كيف كانت شخصيتها! ولكن ما تعلمه الان أن هناك شيئاً بداخلها قد مات..

بينما لدي مها كانت تسير بالجامعه بلا وجهه فلا يوجد لديها شيء اليوم ولامبالاتها بالدراسه هي من فعلت بها هذا فمن المفترض أن تكون نائمه الان لكنها هنا..

لتجد الفتاه التي تعرفت عليها صباحاً تتقدم منها وقامت بإعطائها ورقه: دي أسماء الكتب إللي نزلت روحي هتيها من هناك، وأشرت لها على حشد فتيات يقفون بعيداً ويقف فتيان معهم لتزفر بضيق ثم توجهت إلى هناك ووقفت تتابع مايحدث حتى يأتي دورها فنظرت لتلك الفتاه التي تقف تتهامس مع إحدي الفتيان محاوطاً خصرها وظل يقترب أكثر حتى نفخ بأذنها جعلها تنفجر ضحكاً، وتلك الأخرى التي تحادث شاباً وتجاد تلتهم شفتيه بنظارتها، وتلك الأخرى التي تحاوط عنق أحدهم بحميميه وتتمايل بين يديه بدلال أنثوي، لتهز رأسها بإمتعاض وهي تكاد تتقيء لتتفاجيء بالذي وقف أمامها فجأه وتحدث بتساؤل: هتجيبي كتب إيه؟!، نظرت له باستنكار لتقطب حاجبيها عندما تذكرته هو نفسه من قام بحمايتها ولكن ماذا في هذا يمكن أن يحدث هذا مع أي فتاةٍ أخرى وسيساعدها أيضاً لكن لما يتحدث معها الان إذاً؟ هل يظن أنها ستسمح له بالتقرب بسبب مافعل؟ وقبل أن تحدثة بحده وجدته يختطف الورقه من يدها وهو يزفر وتقدم ليجلبهم لها بدلاً من ذالك الزحام وتلك الملامسات الغير بريئه التي تحدث وخاصتاً من الفتيان ليخرج من وسط الحشد بعد معاناه وقد فسدت تسريحه شعره وثيابه المهندمه، توجه لها ووضعهم بيدها بهدوء دون أن يرفع عينه وينظر لها حتى وهذا جعلها تتعجب ليتحدث شهاب بإيجاز: الكتاب الاخير ده مش موجوده دلوقتي بس في كميه هتنزل بعد يومين تبقي شوفيه، وتركها وغادر لتحدق بظهره بتعجب ولكنها هزت كتفيها بعدم إهتمام لقد تم جلب الكتب لها دون معاناه لا يهم البقيه لكنه لم يأخذ الأموال! ظلت تبحث عنه بعينها لكنه إختفي عن وقع نظرها لتتنهد وهي تخبر نفسها أنها ستقم بإعطائهم له بيوماً أخر لتخرج من الجامعه بابتسامة سعيده بسبب عدم إرهاقها بالداخل وأوقفت سيارة أجره وتوجهت إلى المنزل..

جاء صباح يوماً جديد..
إستقبلته ألين بحزن فاليوم أول يومٍ لها بعد علمها بمرضها لكنها إختصبت إبتسامة من أجل أن يكون يوماً جميلاً فهي ستقابل فراس كيف لن يكون جميلاً!.

توجهت لدوره المياه تفعل روتينها اليومي ثم إرتدت ملابسها سريعاً المكونة من بنطال وستره وقامت بترتيب خصلاتها القصيره بيدها فلا تحتاج إستخدام شيءٍ أخر وخرجت من غرفتها لتقابل نوران التي شهقت عندما رأتها وتقدمت منها وهي تحدق برأسها بحزن: ليه كده ي ألين؟! إبتسمت لها ألين ولم ترد فهي لا تعرف سبباً مقنعاً أيضاً، لتتوجه للأسفل منتظره جود في الخارج كي لا تقابل عادل على طاوله الطعام فالنتظرته بحديقه المنزل حتى وجدته يحملها فجأه ويدور بها لتشهق بتفاجئ ثم إبتسمت وهي تقرص وجنته بخفه لينزلها متسائلاً بابتسامة: رايحه فين؟!

ألين بإيجاز: هاجي معاك، أومأ موافقاً وأستقل السيارة وهي معه وتوجه للشركه فالاجتماع مبكراً ليجد الجميع أتي فرغبته بجعل ألين تصنع له قهوة ذهبت هباءاً عندما دلفت هي الأخرى ليستمع جود لتلك الهمهمات الغير واضحه وبعضاً من الذين إستنكرو وجودها وتسائلو من هذه ولم يتعرفو عليها حتى إقتربت للداخل أكثر وحال فراس لم يكن مختلف فهو رأها من ظهرها ولم يتعرف عليها وخسرانها للوزن ساعد بهذا كثيراً ليجلس الجميع بهدوء لتلتفت ألين إلى أبانوب على حين غره تحادثة بهدوء: أبانوب ممكن أتكلم معاك شوية؟، فرغ فاهه وهو يتطلع لمظهرها الجديد بتعجب ليأومئ لها بذهول بينما فراس عندما إستمع لصوتها إرتجف قلبه ورفع رأسه كي يراها وليته لم يفعل ظل محدقاً بها بطريقه جلبت الأنظار غير قادراً على أن يولي نظره عنها! هي ماذا فعلت بنفسها؟! أين ذهبت خصلاتها؟ هل قصتهم لأنه يحبهم؟ فهو لم يستطع إخفاء نظره الحزن بعينه وهو يحدق بهيئتها كاملتاً فتلك ليست ألين!، لم يستفق سوي عندما رأي تحرك شفتيها لتتحدث بأسف: أبانوب، أنا أسفه لوكنت وعدتك أو عشمتك بحاجه عشان مش هقدر أعملها بجد أنا مش هقدر أكمل معاك أسفه، ثم نظرت إلى يدها وتحدثت بحزن: المفروض إني أديك الخاتم بس ضاع مني وملقتهوش أسفه مره تانيه، وقبل أن تسمع رده تركت قاعه الإجتماعات وذهبت ليرمش بعدم تصديق وقبل أن يتحدث وجد فراس يلقي عليه الخاتم بنظرات متشفيه ليرفع يده وأمسكه بتعجب فكيف جاء إلى يده؟!، ليقطب جود حاجبيه متذكراً تلك الليله فهي لم تتقابل مع فراس سوي تلك المره بالتأكيد أخذه من يدها دون أن تشعر، وقبل أن يتحدث أحداً جلس جود وبدأ الأجتماع فالأنفعال كان بادياً على وجهه أبانوب مستعداً للأنفجار بأي لحظه لهذا عجل بفعل هذا كي تحدث مشاجره، وكل برهه وأخري يحدق إتجاه الباب ربما تعود إلى أين ذهبت؟ ألن تحادث فراس؟!

بينما على سطح بنايه الشركة كانت تقف هناك تفكر حتى رأت عامل نظافه فتوجهت إليه وتحدثت ببعض الرجاء: لو سمحت ممكن تساعدني؟!
= تحدث الرجل بنبره مطمئنه فهو بعمر والدها: أؤمريني يبنتي، أخرجت الهاتف وبدأت بالرنين على رقم فراس ثم وضعته بيد الرجل وتحدثت برجاء: لما يفتح قوله إنت لو مطلعتش هنا دلوقتي هتقتلني وأقفل بس.
=: ليه كده بس يبنتي ده هيعملي أنا مشاكل كده!

ألين بنبره مطمئنه: لا متخافش إنت هتمشي قبل ميوصل وأنا كويسه وهيعرف إن مفيش حاجه حصلت لما يشوفني أرجوك ساعدني، أومئ لها ووضع الهاتف على أذنه كي يتحدث، بينما بالأسفل وقبل أن ينغمسو بالحديث وجد فراس هاتفه يرن ليرفعه بعدم إهتمام بنيه أن يغلقه لكن أنامله توقفت عندما رأي إسمها على شاشة هاتفه فقد مر وقتاً طويلاً على رؤيته ظل محدقاً به ولا يعلم ماذا يفعل بالتأكيد هناك شيء فهي لم تحادثة كل تلك المده وحادثتة الان يجب أن يرد ربما تلك أشاره جيده وقبل أن يتحدث وجد جود يتحدث بضيق: الموبايل..

لكنه لم يهتم بل وضعه على أذنه لتتوسع عيناه بذعر حقيقي وركض خارج الغرفه وأستقل المصعد سريعاً للأعلي والقلق يتأكله لما صعدت كل تلك الطوابق وظلت بالأعلي وحدها لما؟! ليصل أخيراً ليركض للخارج بعجله وفتح الباب الذي يفصل بينه وبينها ليدلف للداخل ولم يقابله سوي صوت الرياح القوي والفراغ أمامه، ليستمع لصوتها الذي هتف بإسمه بخفوت: فراس، ليلتفت لها بخوف وهرول إتجاهها مكوباً وجهها بين يداه بقلق: إنتي كويسه؟

سقطت دموعها وهي تحدق بعيناه مباشرة فهي إشتاقت لتلك اللهفه التي لطالما رأتها بعيناه عندما كان يحبها لتتسائل بنفسها هل مازال يحبها حقاً؟

ليعيد عليها مجدداً بقلق ماحياً دموعها: إنتي كويسة؟ كم تمنت أن ترتمي بأحضانه الان وتخبره بكل مايؤلمها لكنها فقط إبتسمت بحزن وهزت رأسها بأمائه بسيطه، ليبعد يده عن وجهها وظل صامتاً لتتحدث هي برجاء: ممكن تسمعني؟!، قطب حاجبيه مفكراً عندما أدرك مافعلت ليتحدث باستنكار: محدش كان هيأذيكي دي لعبه عشان تجرجريني لهنا مش كده؟!، صمتت ولم تتحدث ليمسك ذراعها بقوه وهتف بحده: إنتي عارفه أنا حسيت ب إيه لما قالي هقتلك عارفه حسيت بإيه لما عرفت خلاص إني خسرتك؟!

لتهتف بإنكسار وهي تبكي: أنا مش هموت مرتين يا فراس مش هموت مرتين، ثم محت دموعها ليترك فراس يدها لاعناً كل ماحوله بسبب نبرتها التي تحمل بطياتها الكثير من الألم، لتتابع وهي تضع يدها على صدرها الذي بدأ يؤلمها: ودلوقتي لازم تسمعني أنا مش جيه هنا غير عشان تسمعني وبس، نظر بالأتجاه الأخر مبتلعاً ريقه فلايريد ماذا سيسمع؟ لن يسمع سوي بشاعة مافعل ولا يريد ولكنه سيستمع فالألم الذي سيشعر به الان أهون من ذالك الألم الذي سيشعر به عندما تعرف أنه علم الحقيقه ومع هذا لم يتحرك ولم يفعل شيئاً، ليشعر بأناملها التي أدارت وجهه كي ينظر لها وتحدثت بعتاب باكيه: أنا بس عاوزه أعرف حبي ليك مكنش واضح أوي كده؟ حبي ليك مكنش بيمثلك حاجه؟ كنت حاسس إن أنا مش بحبك لدرجه إنك صدقت إن أنا ممكن أخونك ومع ده وقدامك!، لتكمل بصوت مبحوح: فراس أنا عمري ما فكرت إني أتخلي عنك ف أي وقت من الأوقات عشان بحبك لكن كان غظبن عني والله خيرني بين حياتك وبين إني أسيبك عاوزني أختار إيه؟ أنا الموت عندي أهون من إني أشوفك ميت قدامي إنت فاهم؟ ولو الزمن رجع بيا تاني هختار نفس الأختيار عشان إنت أغلي حاجه ف حياتي ومحدش هيقدر ينافس حبك ف قلبي فعلاً، ولو فاكر إني كنت مبسوطه فأنا كرهت نفسي ميت مره لما كان قريب مني بس غصبن عني كان بيضغط عليا بيك وكان دايماً بيبقي ماشي شايل مسدس معاه ولو إتكلمت كان بيقولي هيقتلك وكل مره كنت بتبقي موجود عاوزني أعمل إيه أتصرف إزاي؟! ولما قاومته وقدامك ضربني عاوز إثبات أكتر من كده إيه عشان تعرف إني كنت مجبوره؟! عشان مقولتلكش لما فوقت؟! أنا كنت هقولك كل حاجه لكن فقدانك للذاكره ده قلب كل حاجه عليا أنا وخطته نجحت إنه يفرقنا، لترفع أناملها المرتجفه ماحيه دموعها التي لم تتوقف عن السقوط لتتابع بإنكسار من أعماقها: أنا لو ربنا كان خلقني من غير قلب ي فراس عمري ما كنت هفكر أموت إبني! إنت أكتر واحد عارف أنا نفسي أخلف منك قد إيه هاجي أنا بنفسي وهقتله! هقتل حته منك! هقتل حاجه كنت بتمناها؟! أنا لو بكرهك مش هعمل كده عشان ده إبني مش إبنك لوحدك إزاي تصدق إن أنا ممكن أعمل كده؟! أنا لو الرحمه منزوعه من قلبي مش هعمل كده؟!، لتتوقف تلتقط أنفاسها محاوله أن تكمل فهي لا تستطيع التحدث أكثر وقد لاحظ هذا لتتابع متذكره ماحدث مستمره في البكاء بحرقه: أنا لما عرفت إن معاد فرحي أنا وجون إتحدد معملتش حاجه غير إني جريت وعربيه خبطتني وسقطت ودي أخر حاجه كنت أتمني إنها تحصلي..

لتشهق بألم مكمله بكائها بصوت مذبوح جعلت الدموع تترقرق بعينه وهو ينظر بالأتجاه الأخر فهو يشعر بالخجل من نفسه ومن ما فعله معها، لتضع يدها على وجنته كي ينظر لها مجدداً وهتفت بألم وهي تحدق بعينه مباشرة غير متجاهله رؤيه تلك الدموع التي يحتجزها بالداخل: أنا مش بلومك ولا بعاتبك أنا بس مش عاوزه منك غير إنت تسامحني عشان جرحتك من غير ما أقصد جرحتك وأنا فاكره إني كده بحميك أسفه، لتسقط دموعه بألم ف إلى متي ستظل تجعله يكره نفسه بتلك الطريقه؟ ألا يستحق منها أن تصفعه؟ أهي من تعتذر! إذاً ماذا من المفترض أن يفعل هو؟!، ليلتفت لها عندما شعر بإبتعادها عنه وهي تسعل بقوه واضعه يدها على فمها مستمره بالسعال بألم أقلقه ليقترب منها أكثر لترفع يدها من على فمها محدقه بتلك الدماء لتشهق أكثر وهي تهز رأسها بألم تبكي بحرقه لما الان وأمامه لما؟!

ليتسائل بقلق وهو يتقدم منها: ألين إنت، لتتوسع عينه بذعر عندما رأي تلك الدماء على راحه يدها وجانب شفتيها ليمسك يدها بهستيريا مستمراً بنظره لتلك الدماء بصدمه، ليرفع نظره لها محدقاً بوجهها البين شحوبه وزرقاوتيها التي غلب عليها الحمره بسبب كثره البكاء وتورم جفنيها بعدم تصديق، فلم تقابله سوي بنظراتها الأسفه إتجاهه وكأنها تعتذر لكونها ستتركه عاجلاً أم أجلاً..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة