قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل التاسع والخمسون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل التاسع والخمسون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل التاسع والخمسون

زفر جود بضيق فهو لايستطيع التركيز وخاصتاً بعد إختفاء ألين وخروج فراس بعدها ركضاً بتلك الطريقه ليقف ثم هتف بأسف: معلش ي جماعه مش هنقدر نكمل الأجتماع وفي حد مننا مش موجود، وتركهم وغادر الغرفه بكاملها يبحث عن ألين بأرجاء الشركة..

: أنا أسفة أسفة، هذا ماقالته ألين وسط بكائها بنبره مرتجفه حملت بطياتها الأسف، ليجتذبها لأحضانه بقوه لتبكي على صدره وهي تنتحب ليشدد على عناقها و دموعه تساقطت بألم: أسفه إيه أسفه إيه؟ إنتي عملتي إيه ف حياتك لكل ده؟! ليهتف بتشنج وهو يضمها لصدره أكثر: ليه كده يارب ليه أنا مش معترض بس ألين لا ألين لا؟!

لترفع رأسها لحقتها يدها لتمحي دموعه بأناملها برقه رغم إرتجافها ليقبل يدها بشفاه مرتجفه بسبب بكائه لتتأوه بحزن على حالته وهتفت بصوت منتحب وهي تكوب وجهه بين يديها كي ينظر لها: فرااس، لكنه لم يرد عليها ولم ينظر لها بل شدد على عناقها بقوه وإن كان بيده لكان أدخلها بضلوعه ليرتفع صوت بكائه دافناً رأسه بعنقها لتحاوط رقبته دافنه أناملها بخصلاته مستمره في البكاء لتقضم شفتيها وهي ترمش كي تتوقف عن البكاء من أجله محدقه بالسماء بألم لكن بكائه بتلك الحرقه من أجلها جعلتها تكمل وصله بكائه دون توقف..

ليفصل هو العناق ورفع وجهها بين يداه وهتف بنبره متألمه: أنا ولا حاجه من غيرك والله العظيم أنا ولا حاجه ومش هقدر أعيش كده!، وضعت يدها على يده وهتفت بيأس وهي تبكي: فراس ده نصيبي وأنا راضيه بيه ومش زعلانه أنا أمنيتي الوحيده كانت إنك تسامحني و، لكنه قاطعها باستنكار وهتف بعذاب: أسامحك؟! مين المفروض يسامح مين سامحيني إنتي أنا إللي أسف أنا إللي أستاهل كل حاجه حصلتلك أنا المفروض أكون مكانك أنا أسف، وجثي على ركبتيه أمامها وحني رأسه لها متحدثاً برجاء: سامحيني، جثيت أمامه وكوبت وجهه بيدها لتبتسم وسط بكائها وهي تحدق به بحنان: فراس أنا عمري مزعل منك مستحيل أكون شايله جوايا حاجه وحشه إتجاهك إنت حياتي، ليهز رأسه بألم فإلي الان تشعره ببشاعه مافعل معها ليهتف بألم ممزوج بعذاب: أنا كرهت نفسي أقسم بالله كرهت نفسي كفايه العذاب إللي أنا عايش فيه متزودهاش عليا بكلامك متزودهاش عليا، لتهتف بألم: فراس مش عاوزه أسيبك وحالتك كده لازم تتخطاني!

أمسك ذراعيها وهتف باستنكار: أتخطاكي! وتسبيني؟! إنتي فاكره إني هسيبك؟! إنتي هتقومي معايا وهتتعالجي مش هسمحلك تموتي فاهمه؟!.
لكنها هزت رأسها بنفي وهتفت بألم: بس أنا مش عاوزه مش هقدر أكمل تاني تعبت ومعنديش طاقه أبدأ من جديد؟!
ليتسائل بألم: بسببي مش كده؟ مش عاوزه تشوفيني ولا تعيشي معايا تاني صح؟!

عانقه بقوه وهي تبكي: لا مش صح بس أنا بجد تعبانه ومش عاوزه حاجه من الحياه تاني كفايه، ليبعدها قليلاً وهتف بإستنكار: إنتي ختي إيه منها عشان تيأسي بالطريقه دي؟!، إبتسمت بانكسار هازه رأسها: ماهي المشكله إني مختش حاجه غير العذاب يمكن لما أموت أرتاح مش عاوزني أرتاح؟! نفي بإعتراض وهتف بصوت متألم: مش هسمحلك مش هسمحلك لو كرهتي حياتك بسببي هسيبك بس هتتعالجي وتبقي كويسه مش هسيبك غير لما تبقي كويسه..

لكنها نفت برجاء متحدثة بإنكسار: فراس إفهم أنا إدمرت ومنفعش أبدأ من جديد أنا منفعش في حاجه أنا إتكسرت وبقيت غير قابله للتصليح أنا إتجرحت ومحدش هيقدر يداويني ف، لكنه إستند بجبينه على جبينها وهتف برجاء: ألين، أنا هموت من غيرك مش هقدر أعيش، لكنها لم ترد عليه بل أكلمت بكائها بألم وهي تربت على وجنته برقة فحالتهم تُدمي القلب..

ليصفع جود الباب بقوه بذالك الوقت وهو يتقدم منهم فهو علم مكانهم بعد معاناه لكنهم لم يتحركو ليتوقف محدقاً بهم باستفهام قاطباً حاجبيه بسبب وضعهم هذا ليرفع حاجبيه عندما رأي فراس يبكي! ليطالع هيئته ببعض التشفي فهو أخبره أنه سيجثو أمامها ولن تقبل به لكن الوضع إختلف الان..
ليتقدم منهم وإنحني ليمسك ألين جاعلها تقف معه ماحياً دموعها ليقطب حاجبيه عندما رأي تلك الدماء بجانب شفتيها ليتسائل بقلق: إيه ده؟!

هزت رأسها بنفي ورفعت يدها تمحي دموعها لكنه أمسكها قبل أن تصل لوجهها ونظر لتلك الدماء التي جفت على راحه يدها ولم تنتبه لها: ألين منين الدم ده؟!، شهقت معاوده للبكاء مجدداً ولم تتحدث ليتعجب لها ثم ألقي نظره على فراس الذي كان يبكي ناظراً بالأتجاه الأخر وهذا جعل جود يشعر بالحيره أضعاف، ليفكر قليلاً ثم شهق بتفاجئ محدقاً بألين مشدوداً وهتف بتوجس: ألين الدم ده منك؟!، أومأت بصمت ليتحدث جود بهستيريا: إنتي إزاي متقوليش لحد؟ إنتي تعبانه من إمتي وعرفتي إزاي؟!

هتفت به بتعب: جود، أنا عرفت إمبارح بس كحيت دم ومش محتاجه أقول لحد عشان أنا عاوزه كده!
جود باستنكار: يعني إيه عاوزه كده؟! يعني إيه؟!
صرخت به بصوت مبحوح: يعني مش عاوزه أعيش ولا عاوزه أتعالج عرفت وسبوني ف حالي بقي سبوني..

ليدرك فراس بهذا الوقت أن ما أحدثة بداخلها ترك ندبه ولن تزول مع الأيام مهما فعل، ليقف على قدميه وخلع سترته وألقي بها أرضاً متوجهاً لمأخره السطح وصعد على جدار المبني المكون من ثلاثين طابق ووقف على حافته وتحدث بيأس مماثل ليأسها: لزما إنتي هتموتي تبقي حياتي مالهاش لازمه وهموت أنا كمان بس هموت الأول عشان مش هسمحلك تسبيني أتعذب..

شهقت بذعر وهي تراه يقف هكذا ونعال حذائه قابل للإنزلاق بسبب نعومته فيمكن أن يسقط بأي لحظه، لتمسك بيد جود برجاء وهتفت وهي تنظر له بخوفٍ عليه: جود إلحقه وخليه ينزل أنا هموت لو حصله حاجه، ليصرخ فراس بإنفعال: وأنا هموت برضه لو حصلك حاجه ليه مش عاوزه تفهمي؟!
لكنها تجاهلت حديثة وهتفت بخوف وقلبها يدق بعنف: فراس إنزل عشان خاطري إنزل..

هز رأسه بإعتراض وهتف بإصرار: مش هنزل غير لما توعديني إنك هتتعالجي وهتبقي كويسه؟!
بكت بحرقه وهي تهز رأسها بنفي: أنا مش عاوزه أتعالج مش عاوزه أتعالج..
لكنه صرخ بها بجنون وفقدان صواب: هتتعالجي و غصبن عنك مش بمزاجك، لتبتسم بإنكسار وهتفت بألم: ومن إمتي عملت حاجه بمزاجي، ليتنهد بعذاب وأعاد برفق: عشان كده مش عاوز أجبرك على حاجه وعمري مهجبرك على حاجه وخاصتاً إنك ترجعيلي مش هجبرك ترجعيلي تاني بس هتتعالجي..

لتهتف بتعب: فراس أنا تعبانه ومش بعمل كده عشانك ده قدري وأنا موافقه بيه، صرخ بها بإنفعال: قدرك إيه إحنا لسه على البر وهتتعالجي، ثم تنهد بتعب وأعاد عليها بحزن: ألين إنتي لسه مراتي..
ليعقد جود يديه أمام صدره يشاهد مايحدث وكيف سينتهي كل هذا فهو توقع أن يستمع لشيء مماثل فبمعرفته لفراس علم أنه لايمكنه فعل هذا وهي ليست إمرأته حتى إن فعل لن يتركها غير مبالياً بحالتها هكذا..

بينما هي كانت تقف تحدق به بصدمه منتظره أن يكمل ماذا يعني هذا؟!، ليتابع بحزن: إنتي فاكره إن بعد كل إللي حصل ده وبعد مشوفتك مع حد تاني وبعد قهرتي عليكي وإنتي بعيده عني لما هفوق هسيبك كده بسهوله وكأن مفيش حاجه حصلت؟! إنتي متعرفيش غلاوتك عندي؟! ألين إنتي هتفضلي مراتي لحد أخر يوم ف عمري و مستحيل أسيبك غير بموتي فاهمه؟!

لتضحك بألم ثم هتفت بقهر: وكل ده حصل عشان غلاوتي عندك؟! ليتحدث بندم: عارف إن مفيش حاجه ممكن تغفرلي إللي عملته بس هقضي إللي باقي من عمري أعوضك عن كل إللي حصل؟!
لكنها هزت كتفيها هاتفه بيأس: وأنا مش عاوزه!
ليبتسم هازاً كتفيه مثلها: وأنا مش هنزل!
توجهت إلى جود ممسكه يده برجاء: جود نزله هيقع..

ليهتف بتهكم: أنا شويه كمان وهروح أقف جنبه لو مسمعتيش الكلام، كادت تتحدث لكنها صرخت بذعر عندما أنزلقت قدم فراس ليركض إليه جود بقلق ليمسك بيده التي كان يتشبث بها بحافه الجدار بيأس ليهتف جود بإمتعاض: الله يخربيتك إطلع إطلع، لكنه هز رأسه برفض وجسده يتمايل يميناً ويساراً على وشك السقوط: مش هطلع غير لما توعدني إنها هتتعالج وهتديني فرصه ثانيه عشان أصلح إللي عملته ليهتف جود بها بصوت مرتفع ووجهه أكتسب حمره بسبب الإنحناء: أنا مش عارف أطلعه وهو مش مساعدني قوليله حاجه؟!

سقطت على ركبتيها وهي تبكي بحرقه لكن جود لم يعطها الفرصه بسبب صياحه بها بذعر حقيقي وعيون متوسعه: هيقع ي ألين إيده عرقت وهيقع، إطلع هتموت يخربيتك، لكنه لم يستمع له بل إبتسم مستعداً للموت فحياته من دونها جحيم فالموت أهون لديه..
أفلت إحدي يديه ليظل متعلقاً بيد واحده فقط لينحني جود عليه أكثر حتى خرج نصف جسده أثناء محاولته لإنقاذه ليتحدث بزمجره غاضبه: هتموت ي غبي ساعد نفسك..

ليرد عليه فراس بيأس حقيقي: حياتي من غيرها مالهاش معني سيب إيدي بدل متموت معايا سبني..

ليهدر جود بحده: لو ندمان يغبي ده لوحده يخليك متمسك بالحياه عشان تخليها تسامحك ومتسبهاش كده؟!، لكنه لم يعطي حديثة أي إهتمام بل بدأ بترك يده كي يسقط لكن جود إنحني عليه أكثر ممسكاً بيده الإثنان معاً جازاً على أسنانه بقوه حتى سقط من جبينه المتعرق على وجهه فراس ليحاول فراس تركه مجدداً بإصرار ليصرخ به جود بإرهاق: هتقع ي مجنون هتقع..

ليرد عليه بنبره متألمه: خليها تسامحني، وترك يده ليسقط لكن حواسه تنبهت وتشبث بجود عندما سمع صراخها المرهق: موافقه موافقه هعملك إللي إنت عاوزه بس إطلع، ليشدد جود قبضته على يده وهو يرفعه بتعب هاتفاً بتوعد: والله هطلعه على جتتك ي، ليبتسم فراس بحزن وهو يرفع يده متشبثاً بالجدار حتى صعد أخيراً بمساعده جود ليجلس على الارض مستنداً بجزعه على الحائط ليجد ألين تركض إتجاهه ونزلت لمستواه وعانقه بقوه وهي تبكي متشبثةً به ليحاوط خصرها بيده مقربها منه أكثر دافناً رأسه بحناياه رقبتها مستمعاً لنحيبها ليرفع رأسه ثم كوب وجهها بيده وتحدث بألم وعينه تلتمع بالدموع: هو ليه بيحصل معانا كده ها ليه؟!، هزت رأسها بأسي مستمره في البكاء ليضع يده خلف رأسها مقربها منه ليعانقها مجدداً وهو يتنهد بحراره لحقتها دموعه التي تساقطت: اااااه ي ألين لو تعرفي أنا ممكن أعمل إيه عشان ماخسركيش!، لتتحول نبرته لرجاء: بس سامحيني وإديني فرصه فرصه واحده بس أعوضك عن كل حاجه حصلت ومش هتندمي، هزت رأسها موافقه برقبته، ليرفع رأسها مكوباً وجهها بين يداه وقام بمحو دموعها هاتفاً بوعدٍ صادق: وحياتك عندي ي ألين هعوضك وهنسيكي كل حاجه حصلت ومش هسمح لدموعك إنها تنزل تاني وإللي حصل ده عمره مهيتكرر تاني مش هنبعد عن بعض تحت أي ظرف الغلطه دي مش هعدها تاني مش هعدها تاني، لتأومئ له قبل أن ترتمي بأحضانه ليحاوطها بقوه مكملاً بصدق وهو يشدد قبضته حولها: هنبعد عن هنا وهنعيش لوحدنا ومش هنسمح لحد يبوظلنا حياتنا تاني مش هنسمح لحد، أومات مجدداً قبل أن تفصل العناق وتحدثت وهي تبكي ناظره له بحنان: أنا حامل..

توقف ناظراً لها بتفاجئ وعدم تصديق لكنها هزت رأسها بأمائه بسيطه هي تبتسم ماحيه دموعه برقه: هجبلك إيان، ليعانقها بقوه وإزداد بكائه لتخيله أنها كانت ستموت وهي حامل به كان سيموت بداخلها قبل أن تراه فهو الشيء الذي أرادته وبشده فالحياه لايمكن أن تكون غير عادله معها بتلك الطريقة!

لتترقرق الدموع بعين جود الذي كان يتابعهم بحزن فهو أشفق عليهم حقاً وهذا جعله يعيد التفكير بوضعه هو ونوران يكفي ماحدث إلى الان فاليبدأ من جديد فهي بحاجته، ليتحدث ممازحاً وهو يمحي دموعه: فيلم أحاسيس بتاعكم ده مش هتخلصوه ولا إيه؟!.
ليبتسم فراس وهو يفصل العناق ثم قبلها جبهتها بحنان ماحياً دموعها لينتصب واقفاً وأوقفها معه وحاوطها كي لاتترنح فضعها واضحاً وضوح الشمس..

ليتقدم جود بسيره أمامهم ووقف أمام ستره فراس التي ألقاها وهتف ساخراً: واحد رايح يرمي نفسه بيقلع جاكت البدله ليه مش فاهم أنا؟!
فراس بضيق: أنا حالتي متسمحليش إني أرد عليك..

رفع جود زاويه شفتيه بسخرية: أه لاحظت مكنتش فاضي وعمال تأووء، ليبتسم فراس هاتفاً بسخرية مماثله: على الأقل عندي أسبابي ومعيطش لمجرد إني كنت بتفرج ي عيوطه إنت، لتبتسم ألين وهي تمحي بقيه دموعها العالقه بعينها فلا داعي للبكاء الان وقد عاد إليها فراس وهي تثق به جيداً وتعلم أنه سيقم بتعويضها فمكانته بقلبها لم تهتز للحظهه بالرغم من أفعاله فهي كانت تحبه كل يومٍ أكثر من قبل دون أن تترك مجال للشك لديها أنها ربما تناسته وكرهته ولو لبعض الوقت، وسماع مشاكسات فراس وجود جعلتها تبتسم برقه متذكره ماكان يحدث سابقاً بينهم..

لينحني فراس ملتقطاً سترته وقام بإرتدائها ليتسائل جود: هتعمل إيه دلوقتي؟!

تنهد فراس ممسكاً بيد ألين: هنروح المستشفي، أومأ جود ثم عانق ألين بحنان مقبلاً جبهتها تحت أنظار فراس الهادئه التي جعلت جود يتعجب فهو على مايذكر فراس يتشاجر معه كلما إقترب منها فماذا حدث له؟!، ليبتسم فراس عندما رأي نظره جود المتعجبه لكن كيف يشرح له أنه لم يكن يمزح عندما عاهد نفسه ذالك العهد وقسمه على عدم تكرار ماكان يحدث سابقاً فهو سينفذ جميع ما عاهد نفسه به سابقاً فهو قد إنفعل اليوم وصرخ بها فقد من أجلها ولن يعيدها مره أخرى..

وكان أثناء تفكيره بهذا جود يحدق به منتظراً أن يرى رده فعله ليلاحظ فراس تلك النظرات ليهتف بسخط: شكلك نفسك ترجع زي زمان والذوق منفعش معاك المره الجيه هقطعلك إيدك لو قربتلها حلو كده؟!، قهقه جود عليه ثم ربت على كتفه باستخفاف هاتفاً بتسلية: حلوه التحديثات الجديده دي، ليركله فراس بغضب: غور من هنا..

أومأ جود وهو يبتسم: عندي مراتي عاوز أصالحها إشمعنا إنت، لتبتسم ألين بسعادة وتحدثت برقة جعلت فراس يلتفت محدقاً بها بحنان: ده القرار الصح ي جود نوران بتحبك، أومأ لها بابتسامة وأخرج فراس من تأمله عندما وضع جود يده على كتفه: خلي بالك منها أنا هجلكم المسستشفي، أومئ له فراس ليتركهم جود ويذهب ليحدق فراس بألين التي كانت مطأطئه رأسها إلى الأسفل ليرفع يده ممسكاً بذقنها برقه جعلها تنظر له وتحدث بعشق: بحبك، أومأت بابتسامة وهي ترفع نفسها قليلاً لتقف على أطراف أصابعها وحاوطت عنقه بحنان هاتفه برقه: وأنا كمان بحبك، لتصمت قليلاً ثم تابعت بهيام: أنا بموت فيك مش بحبك بس، ليبتسم وهو يحاوطها بقوه حتى رفعها عن الأرض جعلها تقف على قدمة مداعباً وجنتها بإبهامه برقه وتسائل بابتسامة: نمشي؟ أومأت بابتسامة وهم يتشابكو الأيدي معاً وذهبو، وطوال الطريق كانت نائمه على صدره بينما هو كان يمسح على شعرها بحنان، فلم يأخذ سيارتة بسبب القيادة وهو يريد أن يظل بجانبها طوال الوقت لهذا أخذ سيارة أجره، وبعد بعض الوقت توقف السائق أمام المشفي ليترجلو من السيارة بهدوء ودلفو لداخل المشفي ليقابل أحد الأطباء وقام بشرح حالتها لطبيبٍ مختص ليأخذها خلفه لغرفه الفحوصات..

لتتوقف أمام الباب قابضه على يد فراس بقوه ورفعت نظرها له وهتفت بضعف: أنا خايفه..

عانقها بحنان كي يطمئنها ثم هتف وهو يبعد بعضاً من خصلاتها خلف أذنها: متخافيش أنا معاكي وهفضل معاكي هااا؟!، أومأت بحزن وهي تترك يده متوجهه للداخل لكنه أوقفها عندما أمسكها من معصمها وأخرج من جيب بنطاله خاتم زواجها وأدخله بأناملها برقه مقبلاً يدها بحنان، لتبتسم بتعب وهي تحدق بيدها فقد عاد كل شيء لمجراه الطبيعي ولكن هل هي ستعود؟!

لتتوجه للداخل ليقف ينتظر بالخارج بقلق أخذاً الممر ذهاباً وإياباً شارداً يسترجع جميع ماحدث معها منذ زواجهم ولم يجد سبباً لألامها وبكائها سواه هو السبب بكل شيء! ليسخر من نفسه عندما تذكر نعت جود بالمجنون بالمشفي عندما كاد يصفع نوران وكيف كان شهماً ولكمه عندما صفع ألين إذاً هو ماذا فعل بالمقابل؟!

وعلى كيف تعجب منه عندما أخبرهم أنه سيطلق ساره فهو إستنكر حالتهم هم الإثنان معاً؟! فهل الشخص بتلك المواقف يتوقف عقله عن التفكير مثلما حدث معه ويفعل أشياء لم يكن ليفعلها يوماً ولم يتوقع أن يفعلها؟ ليخرج من شروده عندماخرج الطبيب ليتسائل بقلق: حالتها عامله إيه؟!
تنهد الطبيب وتحدث بهدوء: المرض لسه في البدايه ومن حسن حظها إنه نشط عشان كده عرفته أسرع وكده نقدر ننقذها بأسرع وقت..

ليتسائل فراس باستفهام: هو جالها إزاي؟ أو بيجي للإنسان من إيه؟!
=: بطرق بسيطه جداً، وأولها الاشخاص إللي مناعتها ضعيفه هي المعرضه للأمراض إللي زي دي بطريقه أكبر! وممكن تكون قعدت مع مريض سُل أو نامت مكانه أو كح أو عطس من غير ميكون حاطط منديل وده كفيل لإنتشار البكتريا في الجو وده يسبب العدوه..
فراس باستنكار: يعني أنا كده هيجيلي سُل؟!

=: المفروض إنك تعمل نفس الفحوصات دلوقتي عشان تطمن على نفسك إنت كمان لزما كنت قريب منها في الأوقات دي!
نفي فراس بإعتراض: لما أطمن عليها هي الأول..

=: الظاهر إنك مش فاهم إللي هيحصل والخطر إللي إنت فيه؟ أولاً ممنوع إنك تشوفها أول تلت أسابيع من بدايه فتره العلاج عشان ده الوقت إللي بتنتشر فيه العدوه وأي حد ممكن يتصاب بالمرض، ثانياً العلاج هيستمر لمده ست شهور من دلوقتي وإنشاء الله هتبقي كويسه وهيتم شفاها على خير..
حدق به فراس بصمت ولم يتحدث بل كان يفكر بذالك الحديث ماذا يعني أنه لن يراها كيف سيتركها وحدها دون أن يراها كيف؟!.

ليهتف بحده ورفض: مستحيل أبعد عنها أنا هفضل معاها طول فتره العلاج مش هسبها ثانيه هفضل معاها..
= ليتنهد الطبيب كي يفهمه: هو مش ممنوع إنك تدخللها في الفتره دي لو خت أحتياطاتك بس للأسف إحنا منعنا ده عشانك و عشان سلامتك عشان حصلت أكتر من مره وبسبب تأثر الأهل بالمريض بيقربو منه وبيتجاهلو كل التعليمات والعدوه بتنتشر وأنا مش هسمح بكده عشان كده من فضلك إسمع الكلام ومتخافش عليها دي مسئوليتنا..

هز فراس رأسه برفض وصدره يعلو ويهبط بقوه بسبب إنفعاله ليتحدث بقلق عندما تذكر: دي حامل هتتعالج إزاي مش أي دوا مضر للحوامل؟!
=: في الحاله دي هيتمنع عنها حجات معينه ممنوعه للحوامل مش هتخدها وهتاخد باقي العلاج عادي، ليصمت قليلاً ثم تابع مجدداً بنبره مطمئنه عندما رأي ملامح فراس القلقه والخائفه: خطر السل على الحمل أكبر بكتير من خطر العلاج عليه عشان كده هتاخد العلاج عادي ومتقلقش عليها دي ف عنينا!

ليتسائل فراس بقلب متألم: العلاج بيوجع هتتعذب في فتره العلاج؟!
= إبتسم الطبيب كي يطمئنه: العلاج كله عباره عن مضاد حيوي وده عشان قتل البكتيريا في الجسم وهتاخد معاه كذا نوع فيتامين عشان الضعف وخلال إسبوعين تلاته بس زي مقولتلك هتتحسن والألم هيخف..
فراس بحزن: يعني هتتألم؟
=: بعيد عن العلاج هي بتتألم دلوقتي بسبب الوجع وهي بتكح وأكيد صدرها بيوجعها عشان كده لازم نبدا علاج وإنشاء الله وهتتحسن متقلقش..

فراس برجاء: ينفع أفضل معاها ومش هقربلها بس أفضل معاها؟!، هز الطبيب رأسه بأسف وهتف بابتسامة حزينه: حالتلك بتقولي غير كده إنت مش هتقدر تستحمل وهتتعذب لو منعت نفسك عنها عشان كده خليك هنا وده الاحسن ليك، وعلى فكره مش بنشترط إنها تقضي فتره العلاج كلها هنا عشان ممكن وبكل سهوله تكمله في البيت بس بعد متبدأ حالتها تتحسن..

فراس بعدم تصديق: بجد ممكن تكمل بره؟!، أومأ الطبيب بهدوء متابعاً: ممكن جداً وده إللي بننصح بيه وخاصتاً إنها هتكون زهقت من جو المستشفي وده هيريح نفسيتها أكتر لما تكون في وسط أهلها بس تخلي بالك إنها لو وقفت فتره عن العلاج البكتريا هتبقي مقاومه للمضاد الحيوي ومش هيقصر فيها وده مش كويس خالص وفتره علاجها هتطول وهتاخد حجات مختلفه وده إللي ممكن يتعبها بجد عشان كده تخلي بالك من النقطه دي والعلاج ميقفش خالص، أومأ فراس وقد تحمس لإنقضاء تلك الأوقات هنا كي يأخذها لمنزلهم الجديد الذي بدأ بتجهيزه ربما منذ خروجه من المشفي وهو يقوم بتجهيز تلك ال?يلا البعيده كثيراً عن جميع الأنظار ومنعزله عن الجميع بعيده كل البعد عن الضجيج كي يبقو معاً فقط ولا يقم بإزعاجهم أحداً..

دلف جود للمنزل فلم يجد سوي والده الذي كان يجلس بغرفه الجلوس شارداً بنقطه معينه فلم يتحدث جود معه وتركه وصعد للأعلي مباشرة ودلف لغرفه نوران فهو كان قد منعها من الدخول لغرفته فبقيت بغرفه بعيده عنه بطابق أخر..
ليجدها مستلقيه على الفراش توليه ظهرها ومن حركه جسدها علم أنها تبكي ليتقدم منها وجلس على الفراش ليربت على شعرها بحنان ليأتيه صوتها المستاء الباكي: ماما لو سمحتي إخرجي قولت عاوزه أفضل لوحدي..

ليبتسم مكملاً تربيته على شعرها فكادت تتحدث بحده لكن رائحته التي تستطيع تمييزها وصلت لأنفها لتلتفت بلهفه لتجده يبتسم بحزن محدقاً بها ليتحدث بندم: أنا أسف، لترمش غير مستوعبه مايحدث ليجزبها لأحضانه بقوه محاوطاً خصرها برقه وهمس بأذنها بخفوت: بحبك، لتشهق معاودة للبكاء بحرقه وهي تدفن رأسها برقبته ليشدد على عناقها أكثر هامساً بحنان: هششش إهدي أنا أسف، مش هزعلك تاني متزعليش مني، لكنها لم ترد بل بكائها بحرقه أوصل له الأجابه ليتنهد بحزن وظل صامتاً حتى تهدأ فهو من فعل بها هذا فيجب أن يحصد مازرعة، لتهدأ بعد ساعة تقريباً ليزفر براحه: ياااه أخيراً خلاص خلصنا، لتضرب صدره بغيظ ليقهقه وهو يضمها لصدره أكثر مقبلاً جبهتها بحنان: متزعليش..

رفعت رأسها له وتحدثت بحزن: أنا مكنش قصدي أكذب والل، ليقاطعها: خلاص ننسي ومنتكلمش في اللي فات؟! لكنها لم تصمت بل تحدثت بإصرار كي يفهم: لا أنا عاوزه أفهمك إن أنا مكذبتش غير عشان خايفه أخسرك..
ليسئلها بعتاب: وإنتِ كده مخسرتنيش؟!، هزت رأسها بنفي وتحدثت بنبره متألمه: أنا عمري ما هفكر أعمل كده تاني أنا إتعلمت الدرس خلاص..

ليكوب وجهها بيده وتحدث بحزن: أنا عاوزك متكذبيش عشان إنتِ مش عاوزه تكذبي وتخبي عني حاجه وتشاركيني كل حاجه بدل متقوليلي خوف مني مش عاوزك تخافي حتى لو عارفه إن الموضوع هيعصبني هنحاول نحل كل حاجه مع بعض بهدوء بدل الكذب، أومأت وهي تعانقه بحنان وتحدثت بشوق: وحشتني أوي، ليدفن رأسه بعنقها يستنشق عبيرها بإنتشاء ليتحدث بحراره: مش أكتر مني، ليظل معانقها بحنان لبعض الوقت حتى قاطعهم رنين هاتفه ليخرجه من جيبه بضيق ولم يفصل العناق ليجده فراس ليبعدها عنه قليلاً وقد تنبهت حواسه ليهم بالتحدث وقليلاً فقط وأغلق الهاتف وتنهد بحزن لترفع نوران يدها مربته على وجنته بحنان متسائله: مالك يا حبيبي؟ في حاجه مش كويسه حصلت؟!

هز رأسه ممسداً جبهته بألم: ده فراس عاوز شويه حجات لألين..
لتبتسم بسعاده: همه رجعوع لبعض؟!، أومأ بحزن مضيفاً لحديثها: بس هي في المستشفي ولازم أروحلهم دلوقتي..
نوران بقلق: هي كويسه؟!، هز رأسه بنفي لتقلق أكثر وتحدثت بخوف: هي مالها؟!
جود بإيجاز: لما أرجع نبقي نتكلم، أومأت ثم صمتت ولكنها تحدثت مجدداً: خدني معاك!

تحدث برجاء: لا خليكي ومش هتأخر، وخلي بالك من نفسك ومن، ولم يكمل بل وضع كفه على معدتها البارزه بحنان مبتسماً بسعادة وهو يربت عليها جعلها تبتسم لا إرادياً فتلك المره الأولي التي يفعل بها ذلك ليكمل بمشاكسه: أرجع ألاقيكي ف اوضتي وهدومك هناك..

أومأت بابتسامة وهي تقبله بسطحيه وإبتعدت للخلف ليبتسم مربتاً على شعرها بحنان وكم رغب برد قبلتها السطحيه بقبله عميقه يغيبا معاً بها لعالمهم الخاص ولكنه إمتنع عندما تذكر ذهابه ليقبل رأسها بحنان وتركها وغادر تحت إبتساماتها العاشقه...

نادر بضيق: إنتِ غلطانه يا سجى مكنش ينفع تقوليله كده وخصوصاً إنك مستفزه، نظرت له ببرود معيده تحديقها بالفراغ كما كانت وقبل أن تتحدث أعاد عليها هو: هتقوليلي إنت مش حاسس بيا لا حاسس ومكنش ينفع يضربك ومش معني إني بزعقلك وبلومك إن أنا معاه وهسمي عليه لما أشوفه لا أنا بقول إللي ليا وإللي عليا وحسابه معايا لما أشوفه..

لتتحدث ببرود: متتعبش نفسك عشان مش هرجعله تاني أنا خرجته من حياتي فؤاد مات بالنسبالي يانادر ومش عاوزه حد يتكلم معايا في الموضوع ده تاني..

ليأومئ لها كي يريحها ولا يتناقش معها فهي مازالت مجروحة لهذا وقف وربت على وجنتها بحنان ثم تركها وغادر متوجهاً لغرفته ليكمل خطته ليجد لارا تجلس على الفراش بشرود ونور تجلس مقابلها ليتحمحم كي يلفت الأنتباه لتقف نور كي تذهب لكنه منعها بيده وتحدث بهدوء: أنا ماشي على طول أنا بس كنت عاوز أقول ل لارا هانم إني لقيت العروسه وده رقمها، وأخرج ورقه ووضعها على الفراش ليسقط نظره على لارا التي تحدق به بإنكسار ليتابع: تبقي كلميها وحدديلي معاد معاها، وترك الغرفه ليذهب لكنه تحدث موجهاً حديثة إلى نور: فراس في المستشفي وأنا رايحله تيجي معايا؟!، أومأت بقلق ليأشر لها لتذهب أمامه وخرج خلفها متجاهلاً لارا التي عادت تبكِ مجدداً على حماقتها ثم إلتقطت الهاتف وكتبت رقم الفتاه لتحادثها..

جود بحده: يعني إيه ممنوع نشوفها أنا عاوز أشوفها!

لتتحدث تلك الممرضه بقله حيله: أرجوك إنت هتعملي أنا مشكله كده لازم تهدي، ليقبض على خصلاته بقوه محدقاً بفراس الجالس أرضاً كجسد بلاروح محدقاً بالفراغ بدون تعبير ليصرخ به بحده: إنت ساكت ليه؟ مش عاوز تشوفها؟! لم يرد عليه لكنه إبتسم بألم فهو منذ ذهاب الطبيب يترجي كل من وجده يدلف لها أن يجعله يلقي عليها نظره لكن الجميع يكتفي بلا ويتركوه وعندما ذهبوا دلف وحده وقبل أن يتقدم منها وجد إثنان يخرجوه عنوه ومن وقتها جالساً هكذا متذكراً مظهرها وهي راقده على الفراش بذلك السكون الذي يكرهه كثيراً..

صرخ به جود بحده وهو يكاد يركله: إنت مش هتفضل قاعد كده إنت فاهم؟

=: أومال عاوزه يعمل إيه؟!، ليلتفت جود عندما سمع صوت خلفه ليجد نادر يقف خلفه لكنه جثي على ركبتيه أمام فراس وتحدث وهو بحزن وهو يرى حالته ليربت على كتفيه: فراس إن، وصمت عندما أردف فراس بدون تعبير موجهاً حديثة إلى نور التي كانت تراقبه بحزن: إنتي هتفضلي كده على طول؟ مش ناويه تساعدي نفسك؟، لتطأطئ رأسها محدقه بالأسفل ليعيد عليها بألم من أعماقه: صدقيني هتندمي على الوقت إللي ضيعتيه وإنتِ ساكته ومستسلة بالطريقة دي!، لكنها لم تفعل سوي أن الدموع ترقرقت بعينها فهو معه حق لكنها أضعف مما يتخيل.

زفر نادر محدقاً بهم: حد يفهمني بيحصل إيه؟!، ليسمع هاتفه يرن ليلتقطه بضيق فوجده رقم غير مسجل لكنه فتحه ليبعده عن أذنه عندما سمع صوت صراخها به بغيظ: إنت يا حيوان مراتك كلمتني وأحب أعرفك إني لو شوفتها أقسم بالله هجبها من شعرها إنت فاهم يا مستفزين، وأغلقت بوجهه ليرمش بعدم فهم هل حقاً لارا هاتفتها؟! وماذا أخبرتها كي تجن بتلك الطريقه فهي بطبيعتها مجنونه فماذا قالت؟!.

ليرن هاتف فراس بعدها وكان سيتجاهله ولكنه وجده إحدي رجاله من الذين يحتجزون جون ليفتح الخط وقليلاً فقط وصرخ بعنف: يعني إيه تسيبوه؟!
=: أنا أسف ي باشا بس رضا كان هيخلص عليه ده عمل فيه حجات محدش يتخيلها عشان كده رميناه بعيد محدش هيلاقي وعقبال مايلاقيه هيكون خلص خالص..

فراس بحده: وده ميدكمش الحق إنكم تتصرفوا بمزاجكم أنا مدتكمش أوامر بكده و دلوقتي تروح تجيبه من مكان ما رميتوه، ليكمل بوعيد محذراً: وخليك عارف إنك لو رجعت من غيره مش هيبقي كويس عشانكم كلكم، وأغلق بوجهه وهو يزفر ووقف بغضب ليتسائل نادر بهدوء: مين ده؟!، لكنه لم يرد عليه بل مسد جبهته بضيق ووقف متحدثاً لنور: تعالي معايا عشان هتفضلي قاعده مع ماما لحد م الوقت ده يعدي، أومأت بخفوت ليذهب وذهبت خلفه بهدوء تحت تعجب جود ونادر ليهتف جود باستفهام: مين دي؟!

زفر نادر محدقاً به: دي نور المهم دلوقتي في إيه ألين مالها؟! لتتبدل ملامح جود للحزن وقص له مايحدث..
هاله بتعجب: فراس؟!، ولكنها تعجبت أكثر عندما رأت نور تخرج من خلف ظهره لتقطب حاجبيها تريد تبريراً ليهم بالتحدث: نور هتفضل هنا معاكي عشان أنا هفضل في المستشفي!
لتتحدث بقلق وهي تقترب منه: ليه مالك حصل إيه؟!

مرر يده على وجهه بتأفف فهو لايطيق نفسه لكنه تحدث: مش أنا دي ألين، ليكمل بنبره مرتجفه: ألين عندها السُل ي ماما، لتشهق بعدم تصديق وقلبها ألمها لتضع يدها على فمها وهي تكاد تبكي عليها بينما نور كانت تحدق بهم بصدمة فكيف حدث لها هذا؟!، لتجده يصعد للأعلي ولم يمر وقتاً كثيراً حتى وجدته ينزل من على الدرج ممسكاً بحقيبه لتتحدث برجاء: خدني معاك أطمن عليها؟!

فراس بدون تعبير: ممنوع، وتركها وذهب تاركها تضع يدها على قلبها بألم، ليعود للمشفي ولم يجد سوي جود فنادر معه حق بالذهاب ماذا سيفعل هنا؟! ليتحدث بهدوء عندما إقترب منه: روح إنت وأنا هفضل هنا متقلقش عليها..
جود بضيق: مش موافقين..
فراس بتفكير: مش مهم أنا هفضل هنا..
ليتحدث الطبيب الذي خرج من غرفتها الان: محدش هينفع يفضل هنا مالهوش لازمة روحو وبعد يومين هنتصل بيكم..

إلتفت له فراس وهتف بإصرار: أنا مش هتحرك من هنا..
ليتنهد الطبيب وهتف بضيق: مش هينفع تفضل هنا..

ليخرج فراس مدية صغيره من جيبه فهو يعلم أن هذا سيحدث و الطبيب سيعترض لهذا وضعها على يده وقام بقطع شريانة ولكن ليس عرضاً بل طولاً لتتقطر الدماء من يده تحت تحديق جود به بذهول والطبيب بعدم تصديق لما يفعل، ليضعها على يده الأخرى ممسكاً بها بيد مرتجفه وقطع يده الأخرى وهتف محدقاً بوجه الطبيب بدون تعبير والذي بدوره كان يحدق به بعدم تصديق وهتف وهو يرفع يديه لتتساقط دمائه أكثر: مفيش مانع إني أقعد مش كده؟! ليضع جود كفه على إحدي يديه كي يكتم الدماء محدقاً بالأخري التي تنزف بغرازه: إنت مجنون، دمك هيتصفي كده؟!

ليهتف الطبيب بعصبيه بإحدي الممرضات أن تأتي له بعلبه الأسعافات الأوليه لكن الدماء أغرقت الأرضيه بسبب النزيف الحاد ليأخذه الطبيب خلفه لإحدي الغرف كي يداويه، ليجلس جود على المقعد واضعاً رأسه بين يداه محدقاً بدماء فراس فعقله سينفجر من كثره التفكير فذالك الغبي يأذي نفسه، ليجد قدم توقفت أمامه بعد بعض الوقت ليرفع رأسه ليجد فراس يقف أمامه مجدداً ويديه الإثنان مضمده ليقف زافراً: عاجبك إللي عملته ده أَدِيك بوظت شكل إيدك..

فراس ببرود: مش مهم أهم حاجه إني أفضل جنبها..
جود بضيق: مش بالطريقه دي!

فراس بألم: مش هتفرق كتير عشان الجرح ده ولا حاجه جنب جرج قلبي، ليزفر جود وألقي بجسده على المقعد ولم يتحدث ليجلس فراس بجانبه ليمر الطبيب من أمامهم بهذا الوقت ليهز رأسه بقله حيله عندما وقع نظره عليهم وأكمل طريقه دون التحدث، ليجد فراس إحدي الممرضات تقف أمامه ثم مدت يدها له بزجاجه عصير متحدثة بابتسامة: الدكتور قلي أدهالك عشان نزفت كتير، ليأومئ لها ثم أخذها من يدها ووضعها بجانبه بهدوء ولم يرتشف منها شيء، ليعود جود للمنزل عند بزوغ الفجر ليجد نوران تغط في نوم عميق ليعانقها بحنان ودفن رأسه بعنقها ليغفي هو الأخر بملامح متألمه فلايصدق مايحدث إلى الان ألين تلك الرقيقه التي لم تفعل شيء بحياتها هي أكثرهم معاناه الان ومن جميع الإتجاهات وليس من إتجا واحد فقط..

لينتفض من على الفراش هاتفاً بحده متحدثاً بالهاتف: ماذا؟! كيف حدث هذا واللعنه تلك الصفقه كل ما أملك كيف تم القبض على الجميع كيف؟! أغلق أنا قادم قادم، وأغلق الهاتف ووقف بغضب وصدره يعلو ويهبط بعنف بسبب إنفعاله ليضرب الهاتف بالحائط بقوه هشمه وهتف بحقد: أقسم إن كان لك يد بهذا نائل سأذيقك الويلات وسأجلب تلك العاهره زوجتك وأذبحها أمامك أقسم سأفعل هذا، وركل الفراش بغضب ليسقط بالأرض متأوهاً بألم بسبب قدمة ليلعن تحت أنفاسه فهو بحاجه لطبيب، ليرتدي ملابسه وأخذ أشياءه وأستقل سيارة متوجهاً للمطار لتلتقط عيناه بوسط الطريق الفارغ من البشر ولا يوجد به سوي السيارات التي تسير بسرعة متسابقه مع الرياح جسد ملقي في الأرض في الفراغ ببدايه الصحراء ليوقف السائق عندما تبينت ملامحه فهو ليس ذالك الشخص الجيد الذي سينقذ أي شخص سيراه بالصدفه، ليقترب منه وجثي على ركبتيه رافعاً رأسه بين يداه محدقاً بحالته المذريه وجسده العاري ليبتسم بسخرية فهو كان يعلم أنه لن يفيده بشيء ولكنه يريده ربما سيحتاجه ليساعده السائق ووضعه معه بالسيارة وأجلسه بالمقعد الخلفي وألبسه من ملابسه ثم ظل محدقاً به بتركيز فهو يريد أن يعرف ماحدث معه ليصل لتلك الحاله؟!، ليصل إلى المطار ولايعلم كيف حدث هذا لكنه وضعه بحقيبه ثيابه وقد نجح هذا ولم يكشف عائداً إلى أمريكا..

ليمر عليهم أسبوع روتيني لم يحدث به شيء يذكر فحياه الجميع تسير كما هي لاجديد سوي إهتمام جود ب نوران أكثر حتى أنه أخذها للطبيب وعلم جنس الطفل وستكون فتاه جميله كوالدتها تماماً..
بينما باسمه كانت محتجزه نفسها بغرفتها وحدها ولم تعد تحادث عادل وتتجنب رؤيته ولا تأخذ دواء القلب الخاص بها بإنتظام أيضاً..

وعلى وساره حياتهم كانت مزيج من الهدوء والرومانسية كالعاده ولكن ماكان يزعج ويحزن على كثيراً هو حاله فراس ف حالته ليست جيده..

ومها طوال الوقت تظل جالسه بالمنزل ولا تذهب للجامعه سوي قليلاً كي تتجنب المشاكل ورؤيه من يزعجها وتعتمد على الدروس التي تصلها من صديقتها الجديده التي إلى الان لم ترتح لها، وشهاب كان قد فرغ نفسه للمذاكره جيداً وتوقف عن العبث لكنه لم ينكر شروده بها من حينٍ لأخر وكل مايحيره لما لا تأتي إلى الجامعه؟!

وسجي عادت للعمل مجدداً وعاد معها جمودها وبرودها وعادت لمساحيق التجميل مجدداً والملابس العاريه وحتى أنها أخفت لون شعرها البندقي الذي فعلته من قبل من أجله وأستبدلته بالبني الداكن وكأن فؤاد لم يدخل حياتها قط لكن الألام التي تباغتها من وقتٍ لأخر بمعدتها تزعجها، بينما فؤاد كان يمكث بمنزله الجديد ممتنعاً عن الذهاب للعمل فهو يشعر بالخمول والتثاقل وعدم الرغبه بأي شيء لهذا ظل جالساً حتى تنتهي تلك الفتره العصيبه التي يمر بها..

ونادر لم يكف عن جعل لارا تغلي من الغيره وأحياناً تبكي عندما تكون وحدها بسبب مايفعل معها وتجنبها وكأنها ليست هنا وفوق هذا يظل يحادث تلك العروس كما يخبرها دائماً بمحادثتها بوقت متأخر من الليل ولم يكتفي بهذا بل يظل يضحك ببحه رجوليه بحته مغريه تجعلها تفقد صوابها..

وروان مازالت بغيبوبتها بسبب قوه الضربه التي أخذتها بسبب أرتطام رأسها بالأرض بعنف، وشادي يظل بجانبها ينتظر أن تستفيق ونصف وقته كان يسليه بمحادثة لينا أو والدتها ولكن أكثر حديثه كان مع لينا ولكن بعلم والدتها بالطبع، وشريف لقد كانت حالته مذريه للغايه لا يأكل ولا يفعل شيء سوي الشرب ومكوثة ليل نهار بالملاهي الليليه كي ينتقي منها أي فتاه تنسيه إياها وعندما إختار واحده وأخذها معه لغرفه النوم ولكنه لم يستطع الأقتراب منها لتصيبه حمي بذالك الوقت وظل يهذي طوال الليل وعندما إستيقظ وجدها تحدق به بسخرية وفقط أخبرته أنه لم يقترب منها وظل يهذي طوال الليل لكنه إلى الان متحيراً بأي إسم كان يهذي مريم أم روان..

وريم ومالك حياتهم تسير كالمعتاد ولا شيء جديد وكل واحداً ينتظر الأخر أن يبادر هو بفعل أي شيء وهذا لم يحدث لهذا لا يطلع معهم شيء سوي الحياه الروتينيه..

بينما هاله كانت منزعجه من نور ظناً أنها قادمة لإختطاف حبها القديم لكن نور شعرت بهذا ليذهب كل مافكرت به هاله هباءاً عندما نقشت نور على إحدي الأوراق وهي تبكي مخبرتاً لها كل شيء حدث معها وكم تألمت وحزنت من أجلها فهي صبوره بطريقه تفقد العقل لهذا هي إلى الان هُنا..

بينما ألين لم تكن حالتها بخيرٍ البته بل كان ألمها يزداد كل يوم وسعالها يؤلم صدرها وبشده وهذا كان يجعلها تبكي بضعف معظم الوقت بسبب الألم ومازاد حالتها سوءاً سماع الممرضات من حولها عن حاله فراس وكيف قطع شريان يديه وهذا جعلها تشعر بالتأنيب وأن كل هذا بسببها وبسبب هذا كُلما علمت أنه سيدلف ليراها ترفض رؤيته ويمنعوه أكثر من السابق ويجعلهم هذا أكثر إصراراً على رفض مكوثة هنا، بينما هو حالته كانت أسوء من السوء نفسه وأكثر مما تتصور لايأكل ولا يستطيع النوم أيضاً وكل وقته يجلسه بالممرر لايوجد فراش له هنا ودائماً مرهق ووجهه شحب وعينه أصبحت حمراء بلون الدماء بسبب عدم النوم ولكن لم يهمه كل هذا ولا حتى ألم قلبه لم يهمه سوي رؤيتها فخوفة وقلقه ولوعته عليها تتفاقم سيجن إن ظل هكذا سيفقد عقله ولا يستطيع أحداً الشعور به ولا مواساته حتى، هو فقط يريد أن يطمئن عليها لكنها حتى حرمتة من هذا وقلقه مازال قائماً وكل ما يخطر بباله أنها مُصره على تركه يقلق عليها كالسابق لاتريده أن يرتاح! ومتي شعر بالراحه وكل تلك المشكلات حوله متي إرتاح متي؟!

بينما نائل لم يفعل سوي ذهابه لمايكل كل يوم كي بأخذ منه الحبوب ويضعها لهم بالطعام وبالمصادفه عندما أحب أن يشاركهم الطعام يوماً سمع إثنان يتحدثون عن سيدهم إليخاندرو وكيف أنه جيد ويوفر كل شيء لرجاله حتى المتعه ولم ينسو أن يضيفو بحديثهم أنه جعلهم يختصبون تلك الفتاه الجميله من بعده معاً وعندما لفت الحديث نظر نائل وسألهم عنها أخبروه إسمها بكل سهوله ليحدق بهم بعدم تصديق ثم إنفجر ضاحكاً حتى ذرفت عينه الدموع محدقاً بهم بطريقه أخافتهم إذاً لقد وجد الثلاثة الان ليفكر كيف سيتخلص منهم بعد أن يعذبهم أولاً، وإليخاندرو كان طوال ذالك الأسبوع يمكث بإحدي الفنادق يجلس محدقاً بجون ليل نهار منتظراً أن يستيقظ كي يعرف منه ماحدث وكي يظل هنا بسريه تامه لكنه لم يستيقظ بعد ليأخذ نفسه وعاد لمقرهم مجدداً..

بينما بالوقت الحالي كان نائل يسير بلاوجهه يفكر حتى إرتطم جسده بشخصٍ ليرتد للخلف ليتوقف متعجباً كي يرى من ذالك الضعيف ليتبسم عندما رأه وهتف بابتسامة متشفيه: أووه إليخاندرو هل عدت؟ لقد حاولت مهاتفتك كي أعتذر عن تلك الصفقه الغير موفقه حقاً حزنت كثيراً لتلك الخسارة لكن لا تحزن ربما هذا جيد لك! لكنه لم يرد عليه بل ظل يحدق به ببرود ليكمل نائل متصنع الحزن: أه لقد سمعت أنك شاركت بكل ماتملك صحيح؟! أنا أعتذر لهذا لقد كنتُ أعبث بهاتفي وضغط رقم الشرطه بالخطأ أسف حظاً أوفر المره القادم، وقبل أن يكمل لكمه بقوه جعله يترنح للخلف ليرد له اللكمه بعنف أسقطته أرضاً ولاحظ تألمه وهو يحدق بقدمة ليبتسم نائل وتحدث بنبره أسفه ساخره: لا تخبرني أنني أصبتُ قدمك بالمكان الصحيح عندما أطلقتُ عليك؟!، ليبتسم بشماته مكملاً: فالتذهب لطبيباً متخصص من الان قبل أن تفاجئ أنها ستبتر وتصبح زعيماً قعيد مثير للشفقه يا، ليتوقف وهو يمسد جبهته بضيق متصنعاً التذكر: ما إسمها هذه أه ياا أخي فالتذهب للطبيب، ثم إبتسم بسخرية وتركه وذهب..

ليضرب إليخاندرو قبضته بالأرض بغضب هاتفاً بحقد: لن أجعلك تفوز أقسم بهذا فلديَّ والدتك وهي ورقتي الرابحه وسنري من سيضحك بالنهاية..

فتحت عينها بتثاقل ليقابلها السقف لتحدق به قليلاً وفقط صوت الأجهزه المتصله بجسدها هي ماتسمع لتحرك رأسها ببطئ تنظر بجانبها لتجد شادي يغفي على المقعد بوضعيه ليست مريحه وسيعاني بسبب ألام رقبته عندما يستيقظ لتبتسم بوهن ثم رفعت يدها تبعد قناع الأكسجين من على فمها كي تتحدث لكنها تألمت وهي تفرج شفتيها كي تتحدث لتصمت بألم ووضعت القناع مجدداً وهي تلتفت ببطئ تحدق بالغرفه تبحث عنه بعينها فهي إشتاقت له حقاً فكل ماتتذكره أنها كانت بمكانٍ بعيد مظلم جالسه بزاويه وحدها ترتجف ضامه جسدها إليها دافنه رأسها بين قدميها وهي تبكي بحرقة وقلبها يدق بعنف بسبب الخوف وإنقباضه بألم وكأنها ستموت بعد قليل، لتجد الظلام بدأ يذهب بالتدريج وحل محله الضوء مع ذهاب إنقباض قلبها وشعورها بنباضته الطبيعيه والدفئ والحنان الذي حاوطها فجأه فجأه مع همس أحدهم لها بحنان: روان، وعندما رفعت رأسها لتري من هذا لم تجد سوي شريف الذي كان يحدق بها بابتسامة رقيقه حنونة وهتف بنبره كان لها صدي بالمكان حوله وهو يحتضن يديها بين يداه: متخافيش أنا جنبك وهفضل جنبك على طول، لتفتح عينها بعد ذالك وكل ذالك الغضب والكره الذي كانت تشعر به إتجاهه تقريباً قد ذهب وقلبها الان يدق فقط إشتياقاً له فهي تريد رؤيته وتتمني لو أنه لم يتركها منفذاً رغبتها..

ليتأوه شادي فجأه واضعاً يديه على عنقه يمسده بألم ليشهق بتفاجئ عندما وجد روان تحدق به لينتفض مقترباً منها وعانقها بقوه دون أن يمهلها فرصه للإعتدال وهمس بألم: حمد الله على سلامتك أنا كنت هموت من القلق عليكي وحشتيني متعمليش كده تاني إنتي كويسة؟!.

أومأت بابتسامة مهتزه والدموع ترقرقت بعينها ليعانقها مجدداً بحنان لتسقط دموعها من تأثرها فهي لاتريد الموت لكنها لاتتحمل الضغط وعند تلك النقطه تتصرف بتهور وتلقائيه قد تؤدي بحياتها وهذا العيب الذي بشخصيتها، ليفصل العناق ماحياً دموعها بحزن وهتف ظناً أنها تبكي بسبب عدم ترك شريف لها: متعيطيش شريف سابك وسافر خلاص وساب ورقه الطلاق معايا لما تبقي كويسه وتفوقي تبقي وقعيها، أومأت وهي تشهق ليخرج صوتها تلك المره ليواسيها: متعيطيش وتتعبي نفسك عشان خاطري خلاص كل حاجه إتحلت وسابك زي منتي عاوزه مفيش داعي للتهور ده تاني إوعديني، لتنظر له بألم ليصمم بحزن: أوعديني إنك مش هتعملي كده تاني، أومأت بوهن ليبتسم مقبلاً جبهتها ثم هتف بتعجل: هروح أنادي دكتور عشان يطمني عليكي، أومات ليتركها ويذهب للطبيب سريعاً ليعود جاراً الطبيب خلفه بخطوات شبه راكضه ممسكاً بمعصمه كي لايهرب، ليتوقف أمام فراشها وتحدث وهو يتلتقط أنفاسه: هاهي أيها الطبيب..

ليتنهد الطبيب مجففاً عرقه وهتف بتهكم: نعم أراها..
ليقهقه شادي وهو ينظر له بقليلاً من الإحراج، ليقوم بفحصها وهو يسألها بعض الأسئله ليتنهد محدقاً بشادي وهتف: لقد أصبحت بخيرٍ الان يمكن نقلها لغرفة عاديه وإن إستقرت حالتها ستذهب للمنزل، ليأومئ له شادي بإمتنان وهو يربت على شعرها بحنان محدقاً بها بابتسامة دافئه..

زفرت لارا بضيق وهي تقف أمام منزل على مع نادر الذي كان يسبقها لتهتف بضجر: لما إنت جي تقابل عروستك أنا مالي أنا؟!
إبتسم لها بإصفرار رافعاً حاجبيه وهتف: عشان إنتي إللي قولتليلي أتجوز لازم تقابليها معايا وتبقو إصحاب كمان، ليقطب حاجبيه وتابع باستفهام: ولا هتقوليلي طلقني؟!، ليدق قلبها بعنف ورفعت رأسها ونظرت له بحزن إستشعره: عمري مهطلبها منك ي نادر..

ليلتف موليها ظهره كي لايظهر لها تأثره وحزنه وضغط على الجرس ليفتح له على بإبتسامة وعانقه ليهمس نادر بأذنه: فهمت أختك الخطه ولا هتبوظ كل حاجه؟!، قهقه على وهمس مثله: هتبوظ كل حاجه طبعاً دي محدش يتوقعها، ليفصل العناق محدقاً ب لارا ورأي حزنها البين ليبتسم وهو يلقي عليها التحيه: إزيك ي لارا، إبتسمت له برقه ومدت يدها لتصافحه: الحمد الله تمام، أومأ لها ثم حاوط كتفي نادر وأخذه خلفه للداخل وهي خلفهم شارده ب على أليست شقيقته العروس لما يعاملها بوداعه هكذا؟!

لتستفيق على صياح نادر بطريقه مبالغه بها جعلت على يضحك: حماتي وحشتيني والله، وعانقها بحب لتبادله بإبتسامة وديعه جعلت لارا تقضم شفتيها على وشك البكاء، ليهتف على وهو يأخذ نادر خلفه: أنا هاخد نادر معايا عايزه ف حاجه مش هصوصيكي ي ماما خلي بالك من لارا..

زينب ببشاشه وهو تحدق بنادر الذي أشر لها أن تبدأ: طبعاً ي حبيبي وكمان مها نازله دلوقتي عشان تتعرف عليها، ليصعدو للأعلي بينما زينب حاوطت كتفيها بحنان متقدمة بها لتجلس على الاريكه وهتفت بوداعه: تشربي إيه يا حبيبتي؟!
لارا بنفي: شكراً مش محتاجه حاجه.

زينب بإصرار: لا لا أنا هعملك لمون بسرعة، وتحركت إتجاه المطبخ لتزفر لارا وهي تحدق بإركان المنزل بضجر هل قالت ليمون! هل تراها مجنونه أمامها كي تهدأ أعصابها بالليمون؟! أم من أجل إستعدادها لمقابله تلك البغيضه إبنتها؟!، لترفع رأسها معيده خصلاتها للخلف بضيق لتقع عينها على تلك التي تنزل الدرج ببطئ إستفزها وهي تعبث بخصلاتها القصيره بإستفزاز لتتوقف عندما رأتها لترفع حاجبيها وأكملت نزولها ببطئ متعمد حتى وصلت أمام الاريكة لتعقد يديها أمام صدرها وهتفت بسخرية: إنتي بقي لارا؟!

لتررمقها لارا من أعلاها لأخمص قدمها بإستخفاف مأشره عليها بسبابتها بإزدراء: وإنتِ بقي مها؟!.
زفرت مها وهي تبتسم هازه رأسها بعصبيه ثم أمسكتها من شعرها بيديها الإثنان وألقت بها في الأرض بقوه جعلتها تصرخ بألم لتعتليها وهي تصفعها بقوه وهدرت بغيظ: أه أنا مها يا مستفزه إنتِ أنا من ساعة ما كلمتيني وأنا عاوزه أكلك بسناني لكن معلش أستنيت لما جتيلي لحد عندي بيحبك على إيه ده ده انتِ ولا حاجه ي.

لتصرخ لارا بألم وهي تبكِ محاوله إبعادها بشتي الطرق لكنها لم تعطها فرصه مستمره بضربها وشد شعرها، لتتوسع عين زينب عندما رأتهم لتضع الليمون الذي كانت تحمله بيدها على الطاوله وتقدمت ممسكه مها محاوله إيقافها لكنها لم تستطع بل ترنحت للخلف وكادت تسقط من يد إبنتها لتتعجب لكم العنف ذالك؟! لكنها عادت مجدداً محاوله فعل شيء لتخلص تلك المسكينه التي تبكِ..
على بتفكير: وإنت هتعمل إيه؟!

نادر بشرود: مش عارف؟! هتعمل إنت إيه؟!

على بتعجب: أنا! دلوقتي؟! أومأ له ليتابع بحزن: هروح ل فراس عش، ليتوقف عندما إنتفض نادر وهتف بلهفه: سامع في حد بيصوت ده صوت لارا لارا، ثم ركض للأسفل بلهفه وهو يلعنها: الله يخربيتك يا مها أقسم بالله لو طلعت، ليتوقف وهو يتنفس بعنف محدقاً بهم بصدمة وب لارا التي تكاد تختنق من جلوس مها فوقها، ليركض إليهم بذعر وحمل مها بعنف وألقي بها على الأريكه ليحاوط نادر خصر لارا وأوقفها أمامه لترتمي بحضنه تبكِ بحرقة متشبثة بملابسة بخوف ليربت على شعرها بحنان وهتف بندم: أنا أسف أسف، ثم رمق مها بحده وصرخ بها بعنف: إنتِ إتجننتي؟! إزاي تمدي إيدك عليها؟

مها بحده: متزعقش ده عشان تتعلم الأدب و، ليصرخ بها بعنف: إخرسي وإحترمي نفسك وإعرفي بتتكلمي عن مين فاهمه ولا لا؟!
مها بسخرية: مين؟ مراتك إللي جي تعمل عليها فيلم هندي؟! عشان تعلمها الأدب ومتطلبش منك إنك تتجوز؟!، لتتوسع عين لارا وتوقفت عن البكاء محدقة به بعدم تصديق وهتفت بنبره مرتجفه: إنت عملت كده؟!.

ليتحدث بندم وهو يحاوطها: لارا، لكنها أبعدته بعنف وهتفت بصوت منكسر: عملت كده ولا لا؟! أومأ بحزن غير قادراً على النظر لوجهها لتركض للخارج وذهبت ليتنهد مرراً يده بشعره بعصبيه ليرمق مها بحده وهتف بإستياء: فعلاً طفله ومتنفعيش في حاجه، وترك المنزل وغادر لتضم قبضتها بعنف وحركت شفتيها لتتحدث لكنها والدتها باغتتها بصفعه سقطت على وجنتها جعلت وجهها يلتف للجهه الأخرى لترفع نظرها لها بعدم تصديق ودموعها أصبحت تنساب على وجنتها بصمت لتهتف والدتها بحده: هو ده إللي إتعلمتيه الهمجيه؟ إنتي إزاي تمدي إيدك عليها بالطريقه دي هاا؟ حتى لو ديقتك مش دي أكبر منك برضة ولازم تحترميها؟ وكمان ضيفه عندنا شكلنا دلوقتي هيبقي إيه قدامهم وأخوكي شكله هيبقي إيه قدام صاحبه دلوقتي؟ هاا وزعلانه عشان نزلتي مصر عشان همجيين أومال إنتِ إيه عارفه لو مكنتش أنا إللي ربيتك كنت قولت عليكِ همجيه ومشفتيش ساعة تربيه أنا الغلطانه أنا إللي دلعتك كده أنا السبب بس والله يا مها من النهارده هتشوفي وش تاني عمرك ما شفتيه إتفضلي غوري من وشي، لكنها لم تتحرك مستمره بتحديقها بها بألم وهي تبكِ لتصرخ بها بحده: قولتلك غوري من وشي، لتتحرك ببطئ صاعده لغرفتها لتقابل على الذي كان يشاهدهم محدقاً بها ببرود ودون تعبير وقبل أن تتحدث وتعتذر له تركها وذهب لتهرب شهقتها ثم ركضت لغرفتها، ليتحرك على متجهاً للخارج لكن والدته أمسكت يده وهتفت بحزن: أنا أسفه يا على كل ده بسبب دلعي فيها؟!

تنهد مربتاً على يدها: لا ي ماما مش بسببك هي عصبيه زياده عن اللزوم ولازم أعرف السبب..
زينب بحزن: طيب مش هتستني سارة!
قطب حاجبيه ثم هتف باستفهام: سارة هي بره؟!
زينب مبرره: أه يا حبيبي تعبت أوي الصبح وراحت للدكتور بعد مخرجت إنت على طول..
زفر بضيق وتحدث بتأنيب: مقولتليش ليه ي ماما لما جيت وأنا إللي مرضتش أدخل الأوضه عشان فاكرها نايمة ومتقلقش وهي بره لوحدها..

زينب بحزن: أنا كنت هروح معاها لكن هي أصرت إنها تروح لوحدها وهتيجي بسرعة..
تنهد على هازاً رأسه بموافقه: ماشي أنا دلوقتي رايح ل فراس لما تيجي خليها تكلمني ولا أقولك أنا هتصل بيها مع السلامة، وترك المنزل وغادر..

بينما بذالك الوقت كانت ساره تجلس على طاوله بإحدي المقاهي ويجلس على المقعد المقابل لها رجل بعقده الثلاثين محدقاً بها بخبث ممرراً يديه على شفتيه السفليه وهتف بتسليه وهو ينزل نظره إتجاه تلك الحقيبه البلاستيكيه: مش ميت ألف قليلين أوي للفتره دي كلها؟!
نظرت له بكره وهتفت بحده منافيه لرقتها: إنت عاوز مني إيه؟!

قهقه بخشونة جعلتها ترمقه بإشمئزاز وهتف وهو يطالعها بوقاحه: عايزك إنتي وإنتي عارفه كده كويس ومتهيقلي الفترة إلا قعدتيها معاه مش قليله وميت ألف قليلين أوي قدام كل الثروة دي إللي هي بعد عمراً طويل يعني هتبقي بتاعتك..
سارة بحده وهي تطرق بقبضتها على الطاوله: لو فاكر إن إنت هتشوف مني مليم تاني تبقي غلطان ده لما تشوف حلمه ودنك..

ضحك بقوه وهو يحدق بها وهتف بإبتسامة ربما إن لم تكن تعرف دنائته لظنت أنه يحبها: إتغيرتي أوي يسارة وأحلويتي أوي أوي كمان هي الفلوس بتحلي كده؟!
رفعت زاويه شفتيها بسخرية وأردفت: الحب إللي بيحلي كده مش الفلوس وليك حق تسأل عشان إنت متعرفش يعني إيه حب أصلاً، وتركته وغادرت ليضرب الطاوله بقبضته بقوه وهتف بحقد: مبقاش أنا إن مدمرتلكيش حياتك إللي فرحانه بيها دي..

بينما فراس كان يأخذ الممرر ذهاباً وإياباً يفكر ويفكر حتى خطرت فجأه له تلك الفكره، ليمسك بيد تلك الممرضه التي كانت تمر من جانبه وتحدث برجاء: ساعديني أدخل ليها ومحدش هيعرف ولو عاوزه فلوس هديكي بس دخليني، لتقطب حاجبيها مفكره ليشعر بالأمل يعود له من جديد فهو يعلم أنها ستوافق فهي منذ مكوثة هنا تهتم به ويعلم أن نواياها ليست جيده وكونه يعجبها ولكن لايهم أليست تستغل حالته لتتودد إليه؟ سيستغلها هي أيضاً كي تدخله متي شاء ليستفيق على هتافها بنعومة متصنعه مربته على يده التي تمسك يدها: موافقه تعالي معايا عشان تلبس قبل متدخلها جوه، أومأ وذهب خلفها ليرتدي الملابس بسرعة ليعود لغرفتها ووضع يده على المقبض ودلف بهدوء تحت نبضاته الثائرة وقلبه الذي يدق كالمضخاط ليخلع تلك الملابس الوقائيه وألقي بها أرضاً لحقتها تلك القمامه من على فمه التي تشعره بالأختناق ليتقدم منها بخطوات بطيئة محدقاً بجسدها الممدد على الفراش ليجدها تحدق إتجاه النافذه المفتوحه إلى أخرها بناءاً على توجهات الطبيب ليجثو على ركبتيه أمام الفراش مبتلعاً غصته محاولاً الصمود وعدم الإنهيار أمامها ليلتقط كف يدها محتض إياه بين يداه شاعراً بأعصابها المرتخيه وعدم سيطرتها عليها ليقبلها بألم وسقطت إحدي دموعة على ظهر كفها لتلتف بوهن كي تري من هذا، لتشهق بضعف وسقطت دموعها عندما رأته ليتحدث بألم قابضاً على يدها أكثر: ألين، ألين، لكنها قاطعته هاتفه بنبره مرتجفه وهي تبعد يدها عنه: أخرج بره، لكنه هز رأسه وهتف بألم وهو يقرب يدها لقلبه: ألين، أسمعيني، لكنها ظلت تجزب يدها منه بضعف ليتركها بقلب مفتور محدقاً بها برجاء أن تنظر له لكنها ولته ظهرها وهي تبكي وهتفت وسط شهقاتها: أخرج بره مش عاوزه أشوفك أخرج..

لكنه هتف بنبره مذبوحه: ألين، أنا مش عاوز غير إني أطمن عليكي، ألين، لكنها سعلت بألم لتلتقط ذالك المنديل الورقي من على الكومود بجانبها ووضعته على فمها ليمتلئ دماءاً لتبكي أكثر خوفاً عليه أن يصاب بالعدوي ليحاول إدارتها له بخوف لكنها ظلت تقاومة وهتفت بألم: أخرج بره أخرج مش عاوزه أشوفك أخرج، لكنه أصر على جعلها تستدير لتصرخ به لكن صوتها خرج مبحوحاً: إنت مش بتفهم ليه مش عاوزه أشوفك أنا بكرهك أخرج بره بكرهك، ليبتعد للخلف محدقاً بها بعدم تصديق أثر صدمتة ألم تخبره أنها سامحته وستبدأ كل شيء من جديد؟!، وقبل أن يستفيق تلك الصدمه التي ألجمته وجد الطبيب يوبخهه بحده: إنت بتعمل إيه هنا ورامي اللبس كده ليه؟ متلومنيش بقي لما أمنعك تشوفها عشان هو ده إللي بتكلم عليه إتفضل أخرج بره، لكنه لم يكن معه بل كان محدقاً بألين التي تبكي بألم أدمي قلبه ليرجع بخطواته للخلف مستمراً بالتحديق بجسدها الذي يهتز حتى وصل لباب الغرفه ليلتفت وأول ماقابله على الذي وصل بعد دخوله مباشرة ليحرك على فمه كي يتحدث لكن فراس عانقه بقوه وهو يبكي وشهق بصوت متعب هاتفاً بألم: أنا مش قادر أستحمل مش قادر، ليتنهد على بحزن وهو يربت على ظهره وهتف بمواساه: هتبقي كويسة هتخف إنشاء الله متقلقش وشد حيلك ومتبقاش ضعيف كده عشانها لازم تبقي قوي عشان لو شفتك كده حالتها هتسوق، فصل فراس العناق وهتف وهو يبكي من أعماقة: أنا ولا حاجه من غيرها ومش قادر أتحمل أكتر من كده مش قادر، عانقه على بقوه وهتف بحزن: إستقوي بالله ي فراس وكل حاجه هتبقي كويسه ربنا كبير، أومأ وهو يبكي، لينزل جود هاتفه الذي سجل به كل شيء وهتف بإستياء: أحلي عيوطة ده ولا إيه؟ليلتفت له فراس وعلى معاً ليرفع الهاتف وهتف بتوعد وهو يبتسم بسعادة: وعد مني هوري الفيديو ده ل إبنك وهقوله إتفرج على أبوك العظيم، ليبتسم على ثم هتف بتفاجئ: هي ألين حامل؟!، أومأ فراس بألم ليعانقه على بسعادة مربتاً على ظهره لكنه حزن بسبب حالتها ففتره الحمل متعبه وهي مريضه وحدها وهذا كثيراً على شخصاً مثلها يدعو فقط أن تصمد وتصبح بخير...

ليبتعد وتحدث بحنان أخوي: هتبقي كويسة صدقني تفائل خير؟!، أومأ وتحرك ليجلس على المقعد بسبب الدوار الذي داهمه ليتحدث جود بتوبيخ: لسه برضة مش بتاكل.؟!لكنه لم يرد عليه ليزفر وهتف بحده: أكيد مش هتفضل كده لحد فتره العلاج متخلص هتكون إنت مُت خلاص..
ليتحدث فراس وكأنه لم يستمع لحديثة: قالتلي بكرهك، قطب جود حاجبيه بعدم فهم: مين؟!

فراس بألم: ألين، تنهد جود ممسداً جبهته: إنت كنت جوه؟!، أومأ له ليتابع جود: كنت لابس لبس المستشفي؟!، هز رأسه بنفي ليتابع جود بضجر: ولسه مفهمتش ي غبي دي خايفه عليك عشان كده قلتلك كده مش بتكرهك، لكن فراس لم تبدر عنه رده فعل ليهتف جود بفقدان صواب: إنت ي غبي متجننيش إنت لسه لحد دلوقتي معرفتش هي بتحبك قد إيه؟
إبتسم بحزن وتابع: بس عملت حجات كفيله إنها تقتل الحب ده..

زفر جود بضيق: فراس إنت مش طفل إفهم إنت أغلي حاجه في حياة ألين وهتفضل كده على طول مفيش حاجه هتقصر على الحب ده، ليتابع بتنهيده: فراس أنا مشفتش إثنين زيكم قبل كده ومش هشوف عشان نادر أوي إنك تلاقي حد بيحبك بالطريقة دي وتكون إنت بتبادله الحب ده، فراس ألين تعبانة أوي ولازم تعذرها ومش كل كلمه هتقصر فيك بالطريقة دي يعني دخلتلها مره وخرجت حالتك كده أومال لو دخلتلها كل يوم وسمعت الكلام ده هتعمل إيه؟! إنت أخر واحد من حقه يضعف لازم تقوي وتبقي واثق إنها هتبقي كويسه وهتعدي مرحله الخطر هي صحيح فتره العلاج طويله بس كلها مضادات حيوية عشان تقتل البكتيريا مش حجات ثانيه متعبه إحمد ربنا، أومأ له بصمت ليحاوطه جود عنقه بيده وهتف بتسلية: تعالي بقي نتفرج عليك وإنت بتعيط بقي، ليبتسم فراس بتعب ليتحرك على متوجهاً للأسفل كي يجلب طعام له قبل أن يفقد الوعي ولكنه تصنم عندما عاد ووجد فراس ممدداً على الارض وجود يحاول إفاقته ليضع الطعام من يده وهرول له وهتف بقلق: حصل إيه؟!

جود بتعجب: كنا بنتكلم وفجأه لقيته وقع شيل معايا شيل، ليساعده وقامو بحمله لإحدي الغرف ثم ذهب جود لجلب الطبيب ليظل على بجانبه يناظره بقلق فهو لم يراه يوماً هكذا حتى بعلاقته الأولي عندما تركته نور لم يصل لنصف حالته تلك..

ليتحدث الطبيب بعد فحصه: متقلقوش ي جماعه دي حاجه طبيعيه بالنسبة للِّي إنتو حكيتوه هو هيفوق لما جسمة يرتاح ويكتفي من النوم وهيبقي كويس بس لازم ياكل، وترك الغرفه وغادر ليتنهد على وهتف: أنا هكلم طنط تعمل أكل وتجيبه، أومأ له جود وتنهد وهو يحدق بفراس النائم أمامة بالتأكيد يشعر بالراحه الان لعدم إستيقاظه ومراقبه مايحدث حوله..

بينما ألين لم يكن أحداً يتعذب بقدرها فهي فقط خائفه عليه ولاتريده أن يراها وهي هكذا كي لايأنبه ضميره..

فهي لم توافق على البدأ من جديد سوي من أجله ومن اجل طفلهما لاشيء أخر فكيف يظن أنها تكرهه فصمته وإنسحابه بتلك الطريقة جعلتها تعلم أنه صدق هذا لتدرك أن بعد أفعاله تلك لم يعد يثق بكونها تريده أو تحبه كالسابق لهذا وقع تلك الكلمات علية لم يكن سهلاً لكنها أسفه لاتستطيع أن تفعل غير ذالك فحياتة أهم لديها فكيف يمكنها تركه كي يمرض، لتضع يدها على معدتها وهي تبكي بحرقة فخوفها من أن تخسرة مجدداً لا يجعلها تشعر بالأرتياح وتلك الادويه ترعبها من أن تأثر علية سلباً عند ولادته خائفه كثيراً، لكن هذا أمام ألامها لاشيء فهي تظل تشعر أن روحها تنسحب منها وأعراض الحمل إندمجت مع السل لتضاعف ألامها وخاصتاً عندما تتقيء تشعر بصدرها محطم وكأن سيارة دهسته فهو أكثر مايؤلمها وتلف أعصابها الذي لا يجعلها تستطيع السير وإن حاولت تسقط وفقط الإرتجاف هو مايصاحبها هو وبروده أطرافها والعرق الغريز كل تلك الأشياء كانت ترهق كل خليه بجسدها حتى جعلتها غير قادر على الحراك واليأس فقط مابقي لها..

بينما بإحدي الفنادق بالخارج فتح جون عينه بتثاقل محدقاً حولة بتخبط يحاول معرفة أين هو لكنه لم يعرف لتلتقط عينه تلك الورقه التي وضعت على الكومود المطوية بطريقه مثيره للإنتباه ليفتحها ببطئ وملامحه منكمشه بألم بسبب ألم رأسه وجسده ليقرأ بعيناه تلك الكلمات: مرحباً إستيقظت أخيراً ستجد تحت وسادتك هاتف خذه لأنني سأهاتفك، ليترك الورقه من يده ورفع الوسادة ليجد الهاتف ليلتقطه وأخذ يقلبه بيده حتى بدأ يتوافد على عقله جميع ماحدث له ليلقي الهاتف بغضب جعله يترطم بالحائط وترك الفراش وتوجه للنافذة ليحدق منها بعيون تضخ شرار ليدرك أنه خارج البلاد، ليضم قبضته بقوه وهتف بحقد وهو يضرب الحائط مع كل كلمه تخرج من فمه: فراس فراس أقسم بالله هموتهالك مش هسيبك تتهني يوم واحد مش هسيبك مش أنا إللي يتعمل فيا كده مش أنا..

ترجل من السيارة وركض للداخل سريعاً يبحث عنها حتى وجدها تنزل الدرج حامله بيدها حقيبه ملابسها حتى وصلت أمامه ليعيق طريقها: إنتِ رايحه فين؟!
لارا بألم: مكان ماجيت..
نادر بتهكم: عند أبوكي ولا طليقك؟!
رفعت إصبعها أمامه محذره إياه بإنكسار: كفاية لحد هنا كفاية أوي وطلقني، لينفجر ضحكاً واضعاً يده على جبهته وهتف بإستفهام: مش قولتي عمرك ماهتقوليها ولا أنا غلطان؟!
لارا بإنكسار: إنت مسبتليش حل غير كده..

هتف برجاء وهو يحاوط ذراعيها: لارا أنا بحبك و مستحيل موضوع الخلفه يقصر فيا وف حبي ليكي ومش زعلان كفايه إنك تبقي معايا..
لكنها هتفت بألم مكوبه وجهه بين يديها: وأنا مش هقدر أحرمك من إنك تكون أب أنا بحبك ومدقتش طعم الحب غير معاك بس أنا مش أنانيه عشان أعمل كده لمجرد إني بحبك مقدرش..

نادر برجاء: لارا إنتِ مش عاوزه تفهمي ليه؟ مش عاوز أطفال ولو محتاجه أوي كده كل حاجه بقي ليها حل لو روحنا ل دكتور دلوقتي هيقولنا على الحل كل حاجه ليها علاج وهتخلفي..

لارا بيأس: ولو محصلش؟!، هز كتفيه وهتف بإبتسامة: يبقي ده نصيبا، ثم إقترب مكوباً وجهها بين يداه عندما رأي بوادر الرفض عليها: أنا مش عاوز ولاد لو مش منك، لتبكِ بألم ليعانقها بحنان مربتاً على ظهرها: أنا أسف متزعليش مني عشان عملت كده مكنش قصدي حاجه غير إني أعرفك إن إندفاعك بالكلام ده غلط وجرحتيني قبل ماتتجرحي إنتِ وزي ما انتِ مش بتقدري تستحملي إن حد تاني يقربلي أنا مش هقدر أستحمل إن واحده ثانيه تاخد مكانك ومش هسمح لحد غيرك إنه يدخل حياتي لو مش إنتِ مش هيبقي حد، لتشهق دافنه رأسها بصدره أكثر ليبتسم دافناً رأسه بعنقها مقربها منه أكثر وهتف بتهدج وهو يقبل رقبتها بحراره: بحبك أوي بحبك، شهقت برقه عندما حملها بين يداه وصعد بها الدرج لتهتف بنعومة: رايح فين؟!

تحدث بإبتسامة عابثة مداعباً أنفها بأنفه: هقولك فوق، وصعد إلى غرفتهم ليغلق الباب خلفه بقدمة..
فتح على الغرفة وهو يزفر فكانت الساعة تخطت منتصف الليل فهو لم يترك فراس سوي عندما إطمئن عليه ليخلع سترته بإرهاق ليجد يد رقيقه تحاوط خصره ليبتسم بحنان وهو يجزبها لتقف أمامه ليحاوط خصرها وهتف بغضب متصنع: كنتي فين النهاردة؟!

سارة بحنان وهي تداعب وجنته برقة: كنت عند الدكتور عشان تعبت شوية، ليسألها بقلق: وطلعتي كويسة؟!
سارة بإبتسامة: إنت مش عاوزني أبقي كويسة؟!

عانقها بحنان: معقول مش عاوزك تبقي كويسة ده انتِ حبيبتي إنتِ حياتي، لتبتسم له بحنان مبتلعه تلك الغصه التي بحقلها فهو لايستحق منها هذا، بينما هو كان بعالمٍ أخر شارداً بملامحها الناعمة الرقيقه فهو يشكر ربه على تلك النعمة لأنها بخير ومعه فلا يمكنه أن يضع نفسه مكان فراس لأنه سينهار بالتأكيد..

ليستفيق على يدها الرقيقه التي أصبحت تفتح أزار قميصه لينتبه على هيئتها المغرية التي لم يلاحظها وخاصتاً ذالك القميص الذي لايخفي الكثير عن عينه ليقبل كتفها العاري برقة وهو يضمها إليه أكثر لتمسك إحدي يديه التي يحاوطها بها ووضعتها على معدتها وهتفت بنعومة: على أنا حامل، لينزل نظره على معدتها محاولاً التحدث لكن المفاجئه ألجمته ليتحدث بعدم تصديق: بجد، أومأت بإبتسامة وهي تدفن رأسها بصدره ليعيد مجدداً بعدم تصديق: يعني هبقي أب؟! أومأت بإبتسامة مداعبه وجنته برقة ليحملها برقة وأخذ يدور بها بالغرفه وهو يضحك بسعادة لتحاوط رقبته محدقه به بعشق لتستفيق على قبلته العميقه لها وهو يتوجه بها للفراش ليضعها عليه برفق وبدأ يقبلها بنعومة ويده العبث بجسدها لكنها أوقفته قبل أن تفقد حصونها وهتفت بحزن: على، توقف ورفع نظره لها كي يرى سبب تلك النبره الحزينة..

جاء صباح جديد فكانت لارا تحضر الفطور بإبتسامة رقيقه مرتدية منامه بيضاء مريحة لتجد يد تحاوطها بنعومة دافناً رأسه برقبتها ومن غيره حبيبها لتبتسم برقة وهتفت بنعومة: صباح الخير..
نادر بإبتسامة مقبلاً رقبتها برقة: صباح النور، إلتفتت لتكون مقابله لتهتف بتذمر عندما رأته: لسه ملبستش هتتأخر كده..

نادر بمكر: كنت هاخد أجازه عشانك النهاردة لكن مالكيش في الطيب نصيب أنا غلطان، وتركها وغادر لتتنهد مكمله لتجده عاد مجدداً وأدارها له محاوطاً خصرها وهتف بإستياء: مش همك؟!

إبتسمت بنعومة محاوطه رقبته بيديها وهمست أمام شفتيه: لا هممني طبعاً، لترفع أناملها تعبث بقميصه المفتوح وهي تتحدث ببعض اللطافه: بس أنا كنت بفكر إنك تاخد الأجازه دي بعدين عشان تاخدني شهر العسل بتاعنا في حته بره ومتقولش عندي شغل، ليرفع حاجبيه لها وهتف بابتسامة جانبيه: وإيه الثقة دي بقي مين قلك إننا هنروح شهر عسل؟!

ألصقت نفسها بصدرة أكثر متابعة: قلبي قلي إنك مش هتزعلني وهتوافق عشان زعلتني إمبارح، ليرفعها من خصرها إليه أكثر وغمز بعينه متحدثاً بعبث: لا صالحتك إمبارح هنكذب بقي! قوست شفتيها وهزت رأسها بعدم رضي لتتسع إبتسامتة العابثة وحملها غفله لتشهق برقة: يبقي نعيده تاني عشان مش فاكره..

لتتذمر وهي تلوح بقدمها في الهواء: لا كده هتتأخر وأنا عاوزاك تصالحني بسفر ي نادر، ليهم بالتحدث وهو يقبل كل إنش بوجهها: أولاً لسه معايا وقت، ثانياً هصالحك كده وهنسافر برضة، لتتسع إبتسامتها وهتفت بحماس: بجد يا نادر؟!
ليهتف بتهدج وهو يضعها على الفراش: بجد يروح نادر، ليغيبا معاً بعالمهم الخاص..

ليتركها بعد بعض الوقت على مضض فقط بسبب إصرارها على ذهابه للعمل ليتذمر وهو يدفن رأسه بعنقها محاوطها بقوه ولا يعلم لما خائف عليها هكذا قلبه منقبض ولا يعلم لما؟ ليستفيق من شروده على صوتها العذب وهي تسأله: مش هتقوم بقي يا حبيبي؟ قبل رأسها بحنان ووقف ليتوجه لدوره المياه مباشرة وهي دلفت لإحدي دورات المياه بغرفة أخرى لتنتهي سريعاً وتوجهت تكمل بقيه الفطور الذي لم تنهيه بفضله بخصلات رطبه لتفاجئ به يقبل وجنتها بخفه وهتف بتعجل: مع السلامة يا حبيبتي، لتلتفت له وهتفت بحزن: مش هتفطر معايا؟!

نادر بأسف مقوساً شفتيه: أسف يا حبيبتي بس والله إتأخرت، لتكمل بحزن: طيب مش هتوصلني؟!
حك رأسه بحيره لما سيقول: لارا لازم الشغل هناك متستني لما نخلص من المقرف ده الاول وبعدين إرجعي؟!، أومأت بصمت ولا تعلم متي جاءت لها تلك الوداعه والطاعه بسهولة هكذا لتقترب تعانقه بقوة جعلت قلبه يخفق بخوف حقاً وقلقه تفاقم فهناك شيء وشعوره لم يكذبة يوماً..

لارا بحزن: متتأخرش عليا عشان هتوحشني، أومأ لها وقبل جبهتها بحنان لتلتقط إحدي اللقيمات وغمزتها بالطعام وقدمتها له: خد كل دي عشان خاطري..

لكنه هز رأسه بنفي وهو يتحرك إتجاه الباب وهي خلفه ترفعها بالهواء هاتفه بإصرار أن يأخذها ليغلق الباب بوجهها وذهب وهو يبتسم لتفتح الباب مجدداً وهتفت بتذمر وهي تحدق بظهره: لا هتاكلها يعني هتاكل، لتشهق برعب عندما ألتقطت عينها ذالك الرجل الذي يقف على البناية العالية المقابلة لهم مستنداً بيده على الجدار ناظراً بقناصته التي يوجهها على نادر لتسقط اللقمة من يدها بصدمة لتتحرك وركضت إتجاهه بخوف ليلتفت لها بذالك الوقت لتتسع إبتسامته عندما رأها تركض إتجاهه ليفتح لها يديه الاثنان على مصرعيهما منتظرها أن تصل له غير منتبهاً لملامحها المذعوره ليدوي صوت إطلاق النار مع معانقتها له مباشرة، ليحاوطها بذعر قبل أن تسقط محدقاً بها بعدم تصديق لتحرك شفتيها بوهن تحاول التحدث لكنها إنتفض بين يداه عندما إخترقت رصاصه أخرى جسدها لتتوسع عيناه بخوف مراقباً حالتها برعب يستمع لأناتها المتألمة وأنفاسها التي تجاهد لإلتقاطها ليرفع يده التي ترتجف من على ظهرها محدقاً بدمائها بعدم تصديق غير قادراً على النطق ليسقط بها على الارض محدقاً بها هازاً رأسه برفض لما يحدث ليحاول التحدث لكنه لم يستطع تجميع حرفاً واحداً ليحاول مجدداً بتلكأ لتسقط دمعه من عينه بعدم تصديق مع هتافه بإسمها بإرتجاف: ل، ل، ل، لارا لتبتسم له بوهن محاولة التنفس دون التألم مصره على فتح عينها كامله كي تراه بوضوح ولو للمره الأخيره ورفعت يدها بإرتجاف ووضعتها على وجنته وهي تبتسم له بحب وحركت شفتيها لتتحدث لكن يدها سقطت مع توقف قلبها عن النبض قبل أن يستمع لما تريد قولة ليرفعها لحضنه بعدم تصديق دافناً رأسها بصدره معانقاً إياها بقوة مشدداً على جسدها أكثر مستمراً بترديد إسمها بصدمة وعيون زائغه: لارا، لارا، لارا، لارا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة