قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثالث والأربعون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثالث والأربعون

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثالث والأربعون

لتشهق وقد شحب وجهها وهي تهز رأسها بنفي هستيري وعبراتها مازالت تسقط وهي لاتصدق بالتأكيد يكذب نائل لن يفعل بها هذا ليكمل هو بحقد مبيناً كرهه له: ونائل الطبيب ذو الاخلاق الرفيعه المتزوج بالطبيبه زميلته واحداً منا هل علمتي لما؟ هل أشبعتي فضولك؟! هل تم الرد على جميع أسئلتلك الان؟!.
نور بهستيريا وهي تحاول إبعاده: لا لا أنت تكذب كاذب كاذب نائل ليس هكذا..

قهقه بسخريه وهو يرفع رأسه وقوس شفتيه: بالتأكيد أنتي تحبينه فمرأه الحب عمياء كما تعلمين عزيزتي أليس كذالك؟ لكن هل لتلك الدرجه لم تلاحظي؟ ألم يقسو عليكي ولو لمره؟ أم يعاملكي برقه دائماً؟ فأنا لن ألومه فإن كنت مكانه لفعلت أكثر من هذا فأنتي جميله وأنا أقدر الجمال..

لتصفعه بقهر جعلت وجهه يلتف للجهه الاخري وهي تبكي فهو دمر لها سعادتها، ليبتسم وهو يضع يده على وجنته ليرد لها الصفعه بظهر يده بقسوه جعلها تسقط أرضاً تبكي بألم أكثر وهي تضع يدها على وجنتها فصفعاته ليست بمزحه وقد جربتها من قبل، لينحني لمستواها وهو يقبض على خصلاتها بقوه وتحدث بسخريه: أنتي تحبينه حقاً، يا إلهي أنا أشفق عليكي، ف بينما أنتي تتجهزين بحماس وسعاده من أجله يكون هو بأحضان إمرأه أخري، لتنظر له بشراسه ورفعت يدها لكي تصفعه مجدداً لكنه أمسكها وهو يلويها خلف ظهرها بقوه ألمتها: لا تفكري بفعلها لكي لا أقتلك هُنا فأنا لا أخشي شيء ولا حتى هو هل فهمتي؟ ولا تغضبي كثيراً فماذا تتوقعين منه؟ أتعلمين بماذا نعمل نحن؟ ليمرر يده على وجنتها برقه لتحاول الابتعاد بتقزز وهي تبكي لكنه ثبتها بيده مكملاً وهو يحدق بعينها مباشرة: نختطف الفتيات الجميلات أمثالك ونتسلي بهم قليلاً وإن كنتي لا تفهمي معني نتسلي فأنا أعني أننا نفقدهم عذريتهم ثم نجعلهم عاهرات لرجال الاعمال الاغنياء لكي نستفاد نحن، نبيع المخدرات وندمر الشباب أجل، ونختطف الاطفال ونذبحهم ونبيع أعضائهم أيضاً هل علمتي مانفعل نحن؟ وأهم من هذا نحن لا نحب، هل فهمتي؟، ليقرب وجهه أكثر بتحدي لترمش أثر الدموع وقد توقفت عينها عن ذرف الدموع وهي تتوسع بصدمه فحديثه قد أصابها بمقتل: نحن لا نحب لما؟ لأننا نزع من قلبنا الرحمه، هل تعلمين منذ متي؟ منذ طفولتنا، ثم قهقه مكملاً: لالا نحن لانملك قلباً من الاساس لكي نحب لهذا لا أعلم ماذا حدث كيف ضحك عليكي؟، ثم تسائل بسخريه: هل أنتي وحيده؟، لترفع نظرها له وهي تهز رأسها لكي يصمت فهي تعلم ماسيقول يكفي ألم يكفي ليكمل هو: بالتأكيد وحيده فإن كنتي تملكين أصدقاءاً ولو قليلاً منهم فقط لم يكن ليضحك عليكي شخصاً بارد مثله هههههه ههههههههههه ياإلهي أنا أشفق عليكي كثيراً أتعلمين؟ فأنتي تزوجتي بشخصٍ لديه إنفصام فإنه سيحبكي وسيغدقكي بحنانه تاره وتاره أخري سيعود لجموده مجدداً وعندما تعترضي سيتخلي عنكي ولن يتشبث بكي، نعم سيتخلي عنكي هل تعلمين لما؟ لأن قوانيننا لا تسمح للرجل بالخضوع لمرأةٍ ما حتى إن فعل أحدهم هذا لن يكون نائل لما؟ لأنه ببساطه هكذا..

لتصرخ به بقهر وهي تضع يدها على أذنها: أصمت أصمت أنت كاذب كاذب..
لكنه إبتسم بحقد وهي يجثو على ركبتيه أمامها وأبعد يدها من على أذنها وهتف بتشفي وتسليه وهو يراقب بكائها بقهر بسبب حبها له: وهل تعلمين أيضاً ماذا؟ نائل إبن زعيمنا، لترفع نظرها له وقد توقفت عن البكاء وهي تنظر له بعدم تصديق فقد حطم أي بصيص أمل كانت تملكه بداخلها لكي تتعلق به، هزت رأسها بنفي وهي تنظر له برجاء: أرجوك يكفي، يكفي..

إليخاندور وهو يضحك بسعاده وحقاً أثبت لها أنه لا يملك قلباً: لما هل أحبكي ياتري لكي أصمت! أنا فقط أخبركي بما سيحدث بالمستقبل فهو إبن زعيمنا وماذا سيحدث بعد عمرٍ طويل كما هو متوقع سيكون هو الرئيس وهو من سيترأس أعمالنا الغير مشروعه يا إلهي ستكونين فخوره به صحيح؟ هذا زواج يجلب الشرف أيتها الطبيبه هل ربما عائلتلك ستكون سعيده بمثل ذالك النسب، ثم صمت وهو يضع يده على فمه متصنعاً الأسف وتحدث بحزن ساخراً: أوه لقد نسيت أنكي بلا عائله، صحيح فتاه لقيطه فأنتي تليقين به كثيراً اللقيطه وإبن زعيم المافيا، ليضع يده على قلبه متحدثاً بدراميه: أوه ياإلهي هذا يجعل قلبي يرفرف وكأن أحدهم يقبلني هههههههههههههه هذا جميلاً أليس كذالك أهنئكي وأتمني لكي السعادة دائماً وكثيراً من القبلات الحاره، ليقف وهو يتنهد بإرتياح ناظراً حوله ثم ألقي عليها نظره أخيره وهي تكاد تختنف من كثره البكاء ليتحدث بقلق متصنع: أوه ي فتاه توقفي عن البكاء ستصابين بإنهيارٍ عصبي الان فالتتوقفي قليلاً لأنني سأذهب هل أذهب الان أم أنكي تريدين سؤالي بشيءٍ أخر أم أنكي لم ترضي فضولك إلى الان؟!

بينما هي كانت تبكي بإنهيار واضعه يدها على قلبها فهي تتألم و لا تريد أن تصدق فاليكن مايكن لكن هل كان يتسلي بها هل كان يعتدي على الفتيات وهي تظن أنها تتقرب منه أكثر وستحيي حياه سعيده معه؟ هل هو سيء كثيراً هكذا؟! هل تحطيم القلوب سهلاً لديه لتلك الدرجه؟ هل الخزلان شيئاً بتلك البساطه بالنسبه له؟ هل هي كانت سهله كثيراً ليتلاعب بها ويعبث بمشاعرها كيفما يشاء بتلك الطريقه؟ هل رخصت نفسها كثيراً وهي ترتمي بأحضان قاتل؟

ليترك هو الغرفه تاركها تبكي! ليسير بالمشفي وهو يستنشق الهواء بسعاده واضعاً يده بجيب معطفه وهو يصفر فهو دمر علاقتهم وكم هذا يسعده فإن كان نائل قوياً الان فهي ستكسره لا يهم كيف؟ ولكنه سيضعف وهو متأكد من هذا! لا يجب أن يعتدي عليها ليكسره فيمكنه كسره بكل سهوله عندما تفقد حبيبته ثقتها به وتتركه أليس هذا تدميراً أيضاً؟ ليجد نائل يقف يتحدث مع إحدي الممرضات لتتسع إبتسامته وهو يسير بجانبه ضارباً كتفه بكتفه متعمداً ليلتفت له نائل بهدوء لتتحول ملامحه لغضب وهو يراه هُنا لينظر له الاخر بحزن متحدثاً بسخريه: أنا أسف أنا حقاً أسف كثيراً أسف، وذهب ليتركه يفكر بحديثه لما يتأسف لتتوسع عيناه ويدق قلبه بعنف عندما تذكر نور ليركض إليها كالمجنون ليلحقه مايكل عندما رأه ويعلم أن هُناك مصيبه ستحدث..

ليفتح الباب بلهفه ولقد أصمه صوت بكائها المذبوح ليجثو أمامها وتحدث بخوف: نور، نور عملك إيه نور ردي عليها، ليمد يده ليمسكها لتنكمش على نفسها وهي تتحدث بهستيريا: إبعد عني، متلمسنيش إبعد إبعد..
نائل برجاء: نور، طيب حصل إيه حصل إيه؟.

لترفض الحديث وهي تبكي بتشنج ليتفاجئ مايكل بحالتها عندما دلف ورأها ليقترب محاولات تهدأتها لترتمي هي بأحضانه وهي تتشبث به بقوه تبكي بحرقه، ليبتلع هو ريقه بمراره وقد حطمه رؤيتها تحتمي منه بأخر بتلك الطريقه هو ماذا فعل لها؟!
نظرت إلى مايكل برجاء وهي تتحدث بصوت مبحوح وعينها تورمت من كثره البكاء: أرجوك لا تتركني معه لا تتركني أرجوك..

مايكل وهو يحاول تهدأتها: نعم نعم سأفعل فقط إهدئي أرجوكي إهدئي!، لينظر إلى نائل الذي ينظر لها بحزن ولا يعلم ماذا يفعل فربما كان سيعنفه إن كان ينظر لها ببرود لكنه حزين ويبدو أنه يكبح نفسه عن أخذها من أحضانها أيضاً فهو جاهل سبب حالتها؟
مايكل برجاء: نائل هل تتركنا وحدنا قليلاً..

ليرد عليه بحده أجفلتها وجعلتها تنتفض معانقه إياه أكثر، وقد لاحظها فهي تخافه الان! ماذا أخبرها عنه لتصل لتلك المرحلة هو ماذا قال؟: إنها زوجتي ولن أتركها، لتهز رأسها بنفي مكمله بهستيريا: متقولش مراتي أنا مش مراتك إنت فاهم مش مراتك مش مراتك..
ليقترب منها بملامح متألمه وهو يحاول التحدث: نور نور، حصل إيه أنا سايبك كويسه هو عملك إيه عشان خاطري ردي عليا حصل إيه؟!

لكنها لم ترد بل ظلت تبكي ليقترب أكثر يريد أن يدثرها بأحضانه علها تهدأ لتصرخ بخوف وهي تبتعد بذعر وكأنه وحشاً أمامها وكم تألم لدرجه لم يكن يتخيلها يوماً لم يكن يعلم أن مشاهدته لحبيبته وهي تخافه أسوء من ألم رصاصه قد تخترق قلبه بهذه الطريقة؟! فحدث ماكان يخشاه أن يتذوق جمال الحب ثم مراره فراقه هذا مايحدث دائماً لا توجد نهايات سعيده ولا يوجد إشعار بتحذيره قبلها فقط تأتي الضربه من حيث لا يدري ليقف هو بقله حيله بذالك الوقت يشاهد نهاية قصته المأساويه التي لم تبدأ بعد!

ولم ينهي كل ذالك سوي يد مايكل التي دفعته وهو ينظر له برجاء أن يذهب، ليأومئ وهو يترك الغرفه ليقف بالخارج يستند على الحائط وهو ينظر للسقف ثم أنزل رأسه وهو يضع يده على قلبه وأقسم أن الدموع ترقرقت بعينه من أجلها وهذا جعله يضرب قلبه بقسوه بسبب مافعله به لما كل هذا الضعف لم يكن هكذا يوماً هل سيظل يتألم بتلك الطريقه بسبب أنه أحب فهو يعلم أن كل من يدخل حياته لايستمر بها كثيراً ؛ فهناك من تركه وتخلي عنه وهناك من أصبح يبغضه طوال حياته وهناك من مات من أجله! فماذا ستكون هي من بين كل هذا؟!

=: أيها الطبيب هل أنت بخير؟!

نائل وهو يستفيق من شروده وقد وجد مياه تسقط على يده ولم تكن سوي دموعه ليقطب حاجبيه وهو يزيلها بعنف وتحدث بتحشرج: إجلبي بعضاً من المهدأ ف مايكل بحاجته الان، أومأت بتعجب بسبب حالته لتذهب سريعاً ودلفت له ليشكرها بإمتنان وهو يلتقط الحقنه وأعطاها إلى نور التي كانت تنتفض بحضنه بسبب البكاء لتبدأ تهدأ تدريجياً حتى غفيت ليجفف دموعها بحزن من أعماقه يتسائل فقط ماذا يحدث معها ولما كل ذالك البكاء والهستيريا منه ما الذي تواجهه وحدها؟!.

لتتحدث الممرضه بتوتر: أيها الطبيب، نظر لها بتركيز لتكمل: قبل أن أتي لك بالمهدأ رأيت الطبيب نائل كان يستند على الحائط بالخارج وكان شارداً..
مايكل بحنق: وما المهم بهذا؟!
=: ليس هذا بل كان شارداً وعيونه تذرف الدموع..
شهق مايكل بعدم تصديق: أقسمي!..
=: أقسم بهذا، لقد كان يبكي وعندما أفقته من شروده نظر لدموعه بضيق وكأنه يلوم نفسه بسبب بكائه ومحاهم بعنف وبعدها طلب مني جلب المهدأ لأجلك..

أومئ بهدوء وهو يفكر لتخرج هي وتتركه وهو يضم
نور لصدره التي كانت نائمه بعمق الان لينظر لها وتحدث وكأنها تسمعه: ماذا فعلتي به لكي يحبكي لتلك الدرجه التي تجعله يبكي من أجلك؟!

ليحملها للخارج بهدوء ليقابله نائل الذي كان يريد أخذها منه عنوه ليتحدث مايكل باعتراض: لن أستطيع فهي ستنهار إن رأتك عندما تستيقظ فهي ليست بخير وأنت قد لاحظت هذا لهذا رجاءاً فالتتركها قليلاً معي وأعدك سأعلم ما بها، ولن أقترب منها وأتخطي الحدود لكن أتركها فهي ليست بخير..
لينظر لها نائل بحزن وهو يراقب حالتها المذريه بسببه فقط ليتركها ترتاح وإن كان على حساب نفسه فقط فالتبقي بخير..

نائل برجاء وهو يقبل رأسها ثم يدها: لكن عدني أنك ستهاتفني وتخبرني أنها بخير كل ساعتين..
مايكل بحنق: أليس كثيراً ساعتين على مدار اليوم كثيراً!
نائل بعند: إذاً سأخذها..

مايكل بسرعه: أعدك أعدك والان سأذهب، ليأومئ له ليذهب وذهب هو الاخر للمنزل وكم كان مريعاً من غيرها عندما دلف إليه فهي تعطيه حيويه ويعلم أن أطفالها سيكونون مثلها وقد إبتسم بحنان عندما تخيل أطفالاً لهم مجانين مثلها كم كانت ستكون حياه جميله مشوقه ومليئه بالمغامرات كل يوم، ليذهب كل هذا هباء الريح فحلمه يحترق أمامه الان ويكاد يصبح رماداً، ليتوجه إلى الاعلي لتقابله رائحتها عندما فتح الغرفه ليستلقي على الفراش ليتذكر صورتها وهي تبكي مجدداً ليشعر بالهواء ينسحب منه ليقف بالشرفه يستنشق بعض الهواء وحديثها يرن بأذنه وكأنها تلقيه على مسامعه ليستعيد هذا المشهد بعقله مره وإثنان وثلاثه فإن كانت هي بريئه يمكنها أن تنسي كل شيء فهو لا ينسي كلمه قد جرحته قط ربما سيزول الألم بعد بعض الوقت لكنه لن ينسي، ليضم قبضته بغل ثم ضربها بزجاج الشرفه بعنف عندما تذكر وجنتها فلقد صفعها ذالك العاهر وأقسم أنه سيجعله يتمني الموت فلقد تركه يفعل الكثير إلى الان، لينظر إلى يده التي تسيل منها الدماء ليذهب للأسفل مضمضها ثم صعد للغرفه مجدداً معانقاً وسادتها لقلبه يستنشقها بقوه وكأن حياته تعتمد على هذا ليغفي بعد بعض الوقت معانقاً إياها..

بينما لدي مايكل كان قد وضعها على الفراش ودثرها جيداً بالغرفه الاضافيه الخاصه بالزائرين ليتركها ويصعد لغرفته هو أيضاً منتظراً أن تستفيق لكي يسمع منها..

مر ثلاث أيام، وفراس لم يتغير معها ولو قليلاً بل يتجاهلها أكثر ويغرق نفسه بالعمل لكي لا يراها ويتشاجر معها وتلك الهره أصبح يكرهها كثيراً فهي تأخذ كل وقتها ولا تعتني سوي بها وتحدثها وكأنها شخصاً أمامها وقد تناسته وكلما يدلف للغرفه يجدها تحادثها، أو تلاعبها، أو تداعبها بحنان، أو نائمه بحضنها وكم تمني أن يكون مكانها بتلك اللحظه ليحاول أكثر من مره إستدراك ألين بالحديث لتخبره أن يسامحها مجدداً وكان سيفعل لكنها تفاجئه بعدم إهتمامها وتغيير مسار الحديث وهذا جعله يدرك أنها قد ملت من عجرفته معها فهو مخطئ أيضاً وقد علم وضعه الان فعندما تنجب لن تنظر بوجهه يعلم هذا..

ووالدته عادت لمنزلها صباحاً بسبب والده لقد حادثها ويريدها بأمرٍ هام ليبقي هو وهي فقط وتلك الهره اللعينه بالنسبه له...

بينماحاله ألين لم تكن جميله كمي تخيل هو فهي كل يوم تقضيه بدوره المياه تبكي لكي تتصنع الثبات أمامه عندما يعود مساءاً فهو يتجاهلها وكأنها لاتعني له شيء وتحاول بقدر الامكان أن تفعل مثله لكن هذا يدمرها من الداخل وقد إشتاقت لصوته وهو يحادثها هل هذا كثيراً عليها؟ لما لا يشعر بحاجتها له هل القطه ستعوضها عنه؟ هل يضحك عليها بها؟ فهي ظنت أنه سيقوم بمصالحتها بالهره لكنها كانت مخطئة ومازال كل شيء كما هو ومن كثره حزنها لا تجد سوي الهره لتحادثها وأحياناً تربت على معدتها وهي تحادث طفلها تشتكي له من والده فهو يرهقها كثيراً، لتتدرك أنه لم يكن يوماً هناك شيء متعلق بفراس سهلاً بالنسبه لها فهي دائماً ما تعاني للوصول إليه حتى وهي زوجته وهي معه بنفس المنزل والغرفه فهو حلمها البعيد القريب دائماً ماترهق حتى تصل له ولا تعلم لما لكنه أكثر شيء قد أرهقت من أجله بحياتها وسعيده بوصولها له كل مره فهو يستحق وبالتأكيد لن تندم تعلم أنها ستجتمع معه بنهايه المطاف وهذا يطمئنها..

محت دموعها وهي تتوجه لدوره المياه لكي تغسل وجهها لكي تمحي أثر البكاء، لتسمع صوت فراس من الخارج وهو يقهقه بسعاده كانت تفتقدها بصوته لتعلم أنه يحادث فتاه من نبرته لتخرج وهي تصفع الباب خلفها بقوه لتقف أمامه وهي تعقد يديها أمام صدرها ليهز رأسه لها وكأنها يقول ماذا..
ألين بضيق: كنت بتكلم مين؟!

فراس ببروده الذي أعتاده فهو يشعر أنه أصبح جزءاً من شخصيته بسبب تصنعه كثيراً: لارا عزمانا على عيد ميلاد نادر هتروحي؟
ألين بحنق: ونادر متصلش ليه؟!
فراس وهو يظفر ناظراً لهاتفه متجاهل النظر لها: عملاله مفجأه، وبعدين مديقه ليه في إيه؟!
ألين بحده: في إنك كنت بتضحك معاها وكأنك تعرفها من عشر سنين..
فراس ببرود: عادي يعني مضحكش عشان معرفهاش وبعدين دي مرات صاحبي، إستحملي معلش..

ألين وهي تجز على أسنانها: أستحمل؟! أومئ ببرود لتكمل وهي تخطف الهاتف من يده بضيق: إستحمل إنت بقي، وضغطت على رقم على ووضعته على أذنها ناظره له بتحدي تحت نظراته المنتظره ماذا ستفعل لتهتف بنعومه ودلال عندما سمعت صوته: ألو، على مع، ليأخذ الهاتف من يدها بعنف وهو يقبض على معصمها بقوه لكي لا تهرب ووضعه على أذنه ليسمع صوته: فراس! مال صوتك عندك برد ولا إيه؟!

فراس وهو يرمقها بحده: معلش ي على هكلمك تاني وأغلق دون أن يسمع رده فهو ظن أنها تمزح ولا تحادث أحداً لكنها فعلت وأمامه ليهزها بعنف وهو ينهرها: إنتي بتستهبلي؟!
ألين بحده: زي منتي م بتستعبط..

ظفر وهو يمرر يده على وجهه مشدداً قبضته على معصمها وتحدث باستنكار: أنا بستعبط! شكراً، وتركها وذهب لتمسد معصمها بألم فهي كادت تبكي، وبكت وهي تجلس على الفراش الذي أصبح صديقها بالأيام الاخيره فهي لا تفعل شيء سوي النوم والطعام..

لكنها شعرت بالإعياء لتركض لدوره المياه لتتقيء بألم وهي تشعر أن روحها تسحب منها فهي تقيأت كل الطعام الذي أكلته اليوم، لتقف بترنح وهي تشعر بالدورا لكنها أستندت على الحائط حتى وصلت إلى الفراش لتستلقي عليه بتعب، ليدلف هو مجدداً ووقف أمام الخزانه يخرج ملابس لكي يذهب وألقي عليها نظره أخري وجدها تغمض عينه، ليتحدث بإقتضاب: مش هتروحي؟!
ألين بتثاقل: المعاد بعد قد إيه؟

فراس بهدوء: تلت ساعات أربع ساعات كده، أومأت مكمله: هجهز نفسي شويه كده، وأغمضت عينها لكي ترتاح قليلاً ثم بعد بعض الوقت، وقفت أمام الخزانه تخرج ملابس لتخرج فستان دون حمالات أسود ضيق ووضعت أحمر شفاه قاتم من اللون الاحمر ورفعت شعرها للأعلي بكعكه ليدلف فراس بعدها يرتدي حلته التي تزيده وسامه وجاذبيه، ليتوقف مبتلعاً ريقه وهو يراها من الخلف وتمني لو لم يكن متشاجراً لكان أغرقها بوابل من القبل الان، ولكن عيناه إسودت عندما إلتفتت ورأي أحمر الشفاه وتبين مظهرها ليري فستانها العاري والضيق ليتحدث ساخراً: ملقتيش حاجه عريانه أكتر من كده؟!

ليقترب أكثر وهو يقف أمامها ليرفع إبهامه لشفتيها فظنت أنه ربما سيقبلها لتجده يمحي أحمر الشفاه بعنف جعلها تتألم ليتحدث بحده: قولت مره متحطيش زفت ولا لا؟!لازم أتصرف بالطريقه دي عشان تسمعي الكلام يعني؟!
ألين وهي تمسك شفتيها بألم على وشك البكاء: مش دول صحابنا كلهم؟!

فراس بتهكم: وصحابنا بنات إنشاء الله؟ وسواء بنات ولا مش بنات مشفكيش حطاه عاوز تحطيه تحطيه هنا ولو مش عاوزه خلاص لكن متحلميش إنك تخرجي بيه بره، ثم نظر لهيئتها من الاعلي للأسفل وأكمل بتحذير: وتغيري الفستان ده، وتلبسي حاجه مقفوله، وتركها بالغرفه لتنفذ ما أخبرها به وذهب، لتنتهي مجدداً وهي ترتدي فستان يصل لركبتيها دون حمالات لكنه مغلق بطبقه أخري خفيفه حتى رقبتها وذراعيها عاريان..

ليدلف مره أخري ليظفر وهو يكاد يفقد صوابه: ألين أنا إيه إللي ف كلامي مش مفهوم، وأمسكها ليوقفها أمام المرأه وهو خلفها ليهتف: ده مقفول؟ وبالنسبه لدراعاتك ورجلك عادي؟ وضيق أوي كده ليه؟ ومرر يده على خصرها سريعاً يراه لترتجف بين يداه وهذا جعله يقضم شفتيه وهو يحث نفسه على الاكمال لكنه توقف قبل أن يشكف أشتياقه لها كالحمقي..
ألين بحزن: لو فساتيني مش عجباك ممكن تخرج إللي يعجبك بدل الإرهاق ده..

ليأومئ وهو يتجه للخزانه لكنه تعثر ليسقط وهو يري قدم ناعمه أمامه ليبتلع ريقه منتبهاً على نفسه ليقف وهو يتحمحم وتحدث: إنتي لابسه كعب ليه الكعب خطر على الحوامل، ثم توجه الخزانه وأول ماقابله الزي الخاص بجون ليمسكه بغضب وكم أراد تمزيقه بأسنانه وحرقه لما تحتفظ به إلى الان؟!، ليلقيه بغضب بالأرض وظل يعبث بباقي ثيابها حتى أمسكهم جميعهم بين يداه وألقاهم وتحدث بحده: مفيش حاجه من دول هتتلبس تاني متهيقلي إللي كان بيتلبس ف أمريكا مش هيتلبس هنا تاني ولا هناك حتى، وركلهم بغضب تحت تحديقها به وهي تمنع بكائها، ثم نظر لجميع الاحذيه التي بكعب ليخرجهم وهو يلقيهم أيضاً: متلبسيش كعب تاني لأنه مضر كده كده سواء حامل أو لا، لتنظر هي إلى كل تلك الاشياء الملقيه أمامها فما مشكلته مع إلقاء الاشياء وخاصتاً ثيابها؟!

ليخرج لها الزي الوحيد الذي كان مناسب ومغلق وطويل ولكنه ضيق ليظفر فقط سيتحمل هذا اليوم فألقاه على الفراش وتحدث بنفاذ صبر: إلبسي ده وإعملي حسابك هننزل نجيب هدوم بدل المسخره دي عشان مش هتلبسي هدوم بالطريقه دي تاني!

أومأت باستسلام لتأخذه ودلفت لدوره المياه وإرتدته بهدوء وتركت شعرها منسدلاً لتخرج له ليضع يده على جبهته وهو يراها لما هي فاتنه لتلك الدرجة ماذا سيفعل بها؟ ولما تركت شعرها ألم ترفعه لما سدلته مجدداً؟.

لتحدثه بنبره مرتجفه وهي تري حالته: ده كمان مش عاجبك؟ خلاص روح إنت أنا مش هروح، ودلفت لدوره المياه وغيرت ثيابها لثياب بيتيه وإستلقت على الفراش بحزن ليظفر وهو يذهب وقد ظنت أنه ذهب حقاً لتبكي فقد أصبح يذهب لوحده تلك المناسبات أيضاً ولم يعد بحاجتها معه، لكنها تفاجأت به يدلف مجدداً يعطيها الهاتف بملامح مقتضبه: لارا!
ألين بصوت متحشرج: ألو..
لارا بابتسامة: الو إزيك ي ألين عامله إيه؟

ألين بابتسامة: الحمدالله
لارا بسعاده: متتأخروش بقي مستنياكم
ألين بحزن: أنا مش جيه ي لارا فراس هو إللي جي
لارا بخبث: لوحده ألين ف بنات كتير هنا وحلوين ولسه في جي تاني هتسبيه يجي لوحده؟!
ألين بضيق: كتير أوي؟
لارا بمكر: وحلوين أوي..

ألين وهي تقف: طيب أحنا جيين مش هنتأخر مع السلامة، وأغلقت الهاتف وأعطته له لتذهب لدوره المياه تحت نظراته المبتسمه فوضع الهاتف على أذنه شاكراً: بجد شكرا ي لارا، وأغلق الهاتف وجلس ينتظرها بالأسفل، إنتهت سريعاً وهي ترتدي الفستان الاخير الذي أعطاها إياه وجعدت شعرها ووضعت قليلاً من مساحيق التجميل بسبب إرهاق ملامحها وتوجهت إليه فكاد يتحدث لكنها قاطعته: وشي مرهق ومش هعرف أخرج غير كده! ليضم قبضته بضيق وسار أمامها لتذهب ورائه..

وبعد بعض الوقت كان هناك يقف بضجر حتى وجد شخصاً يأخذ رأسه تحت إبطه وتحدث بغيظ: بقي إنت إللي متصل وتقفل ف وشي كمان...
قهقه وهو يفك قبضته: معلش كان في حاجه مهمه بعملها بس..
على وهو يحدق به بتركيز: مال وشك إنت مش بتنام ولا إيه؟ وغمزه ليبتسم فراس بسخريه من حالته ليربت على كتفه: عقبالك لما متنامش زيي كده ي حبيبي ف أقرب وقت إنشاء الله..
على بشك: أنا مش مرتاحلك..

بينما لدي الفتيات كانت لارا وسجي وألين وساره يقفون معاه يتبادلون أطراف الحديث بابتسامة عدي ألين التي كانت شارده طوال الوقت لتحادثها لارا: ألين إنتي كويسه؟!، أومأت بابتسامة وهي تنظر حولها لكي تجلس على أي مقعد فقد تعبت من الوقوف لكنها لم تجد لتتوجه إلى الخارج وجلست على الأرجوحه بالحديقه بشرود تحت أنظار فراس الذي تنهد فهو جلبها لكي تخرج من حزنها قليلاً لا لتجلس وحدها ترهق نفسها بالتفكير أكثر، لتسود عيناه بغضب عندما وجد جود أتي وهي تعانق زوجته الان وبالتأكيد دوره بعدها..

ألين وهي تعانقه بشوق: وحشتني أوي..
جود بابتسامة وهو يربت على شعرها بحنان: وإنتي كمان عامله إيه؟ وتليفونك مقفول ليه؟، لتترقرق الدموع بعينها ليعلم أن هُناك خطباً ما فهي حزينه ومرهقه ليست على سجيتها لتتحدث لكنها وجدت يد تجزبها للخلف من بين أحضانه بضيق..

ليتحدث جود بتهكم فهو لم يلقي التحيه عليه حتى: على فكره دي أختي، وشدها من يدها لتقف بجانبه لكن فراس أعادها مجدداً بجانبه بغضب، ليغضب جود أكثر ليحاوط خصرها دافنها بحضنه ليزمجز فراس بغضب: جوود..
جود وهو يرفع حاجبيه: هو إيه إللي جود دي أختي هتمنعني عنها ولا إيه؟!.

لتتحدث ألين وهي تحاول كتم بكائها: جود ي حبيبي خلاص أنت سلمت عليا، ليظفر وهو يتركها لكي لا يتشاجر معه لكنه تحدث بحده: وعلى فكره لو عملت كده تاني رده فعلي مش هتعجبك أنا مش إبن خالتها دي أختي وبراحتي وغيرتك دي بلها وإشرب ميتها..
لينظر له فراس بغضب ثم دفعها عليه لتسقط بأحضانه وتحدث بتهكم: إشبع بيها، وتركهم ودلف لتنفجر ببكاء مرير تحت نظرات نوران الحزينه من أجلها فهي تواجه مشكله..

جود بحنان مربتاً على شعرها: هشش إهدي وإحكيلي حصل إيه ماله المتخلف ده، ثم رفع نظره إلى زوجته: لو سمحتي ي نوران ممكن تسيبينا لوحدنا شويه؟!أومأت بهدوء وهي تدلف للداخل ليبقي هو معها على الأرجوحه يستمع لها..

وبعد فراغها من الحديث تحدث هو: بصي ي ألين إنتو الاثنين غلطانين، هو عشان بيعاقبك بالطريقه دي وإنتي عشان خرجتي، كادت تتحدث ليقاطعها هو: قبل م تتكلمي تليفونك كان مقفول وميعرفش إنتي فين لو حصلك حاجه كان هيجيبك منين هو بقي؟! مليش دعوه إنتي خرجتي ليه إحنا بنتلكم ف المبدأ نفسه إللي هو الخروج، وبعدين إنتي مش عارفه إن كل ده عشان بيحبك وبيخاف عليكي ده كان هيموتني بنظراته وأكيد قتلني ف خياله ألف مره، لتضحك ليعانقها بحنان ساخراً: وبعدين هو ده عقاب ده خايب أوي فراس أنا لو مكانه كنت طلقتك على طول، لتضربه بغيظ تاركتاً إياه ليقهقه عليها، ودلفت للداخل ومع دلوفها أغلقت الاضواء جميعها لتشهق بخوف وهي تنظر حولها برعب وتكاد تبكي وقد تناست أنها بحفله فهي تخاف الظلام لتجد يد تحاوط خصرها لتنتفض لكنه طمئنها برقه: ده أنا إهدي، لتصمت وهي تتنهد ووضعت يدها على يده لكي تطمئن قليلاً فهو كان يراها وهي قادمه وكان هذا مع قدوم نادر أيضاً ليتم غلق الاضواء...

نظر نادر حوله ليهتف بضيق: ماهي مش ناقصاك إنت كم، كاد يكمل حتى وجد الاضواء تنير و تتساقط عليه الزينه من كل مكان والجميع يتقدم له بابتسامة، ليبتسم متذكراً أن اليوم يوم عيد ميلاده لكنه عندما رأي لارا بهذا الحشد أجمع لن ينتظر حتى نهايه الحفله فتقدم منها متجاهل الجميع وأمسك معصمها يجرها خلفه للأعلي..
لارا بقلق: في إيه ي نادر؟!
نادر متسائلاً: إنتي سبتي جوزك ليه؟!

تغيرت ملامح وجهها للحزن للتتحدث بعتاب: ده وقته ي نادر..
ليصرخ بها بقوه ممسكاً معصمها بقسوه: لا منتي هتتكلمي دلوقتي سبتيه ليه؟ كنتي بتخونيه مع واحد تاني صح؟
لارا باستنكار: إنت جايب الكلام ده منين؟
نادر بحده: منه هو..
لتهتز مقلتيها وتحدثت بنبره مرتجفه: وإنت صدقته؟ليصمت وهو ينظر لها ببرود لتتوسع عينها بصدمه فهو لايثق بها، ثم ضربته على صدره وهي تبكي: صدقته؟!

أمسك يدها وهو يهتف أمام وجهها: ومصدقهوش ليه؟ أنا أعرفك؟ عرفتيني حاجه عنك؟ هاا أعرف أنا عنك إيه ي مراتي..

بكت بحرقه أكثر وهي تتحدث مبرره: مش لازم تعرف عني كل حاجه مش لازم أحكيلك، عشان تعرف أنا ممكن أخون جوزي ولا لا أياً كان مين؟ بس خلاص أنا عرفت إنت شيفني إيه؟ وعرفت إن عمرنا م هنبدأ من جديد عارف ليه عشان إنت مش بتثق فيا ومش هتثق عمرك وأي حد هيقولك حاجه هتصدقها، ثم محت دموعها وهي تهز رأسها ساخره من نفسها وأخرجت من الكومود بجانب الفراش علبه مخمليه ووضعتها بيده وتحدثت بابتسامه مريره: كل سنه وانت طيب ي نادر، وتركت الغرفه وذهبت إلى الخارج ركضاً وقد لاحظها الجميع وبعدها وجدو نادر ينزل الدرج ببطء شارداً ليذهب باتجاههم وهو يبتسم لكنهم كانو يريدون تبرير لما حدث ليظفر وهو يقص عليهم ماحدث، ليصفعه على بضيق: إنت غبي إزاي تصدقه إنت مشفتش كان هيتجنن عليها إزاي لما عرف إنها مراتك وعاوز يرجعها بأي شكل أكيد لازم يقولك كده ي غبي وبطل إندفاع، ده حتى هي إللي عملالك الحفله وهي إللي إتصلت بينا دي ظبطت كل حاجه خساره فيك والله..

نادر بتفاجئ: بجد هي إللي عملت كده؟!.
على: أه..
بينما هي كانت تجلس بالحديقه تبكي بحرقه ولا تريد الحديث مع أحد لكنهم كانو حولها يواسونها بحزن لتتحرك نوران للداخل تجلب لها كوباً من المياه لكنها شعرت بالدوار وكادت تسقط لتلتقطها يد أخري وهي ترفعها بهدوء..
لتتصنم عندما وجدت شهاب يمسك بها بلهفه لتبتعد عنه سريعاٌ ولم تعلم ماذا تقول ليتحدث هو: إنتي كويسه؟، أومأت ثم تحدثت بخفوت: شكراً، ودلفت سريعاً للداخل..

سجى وهي تربت على وجنتها بحنان: لارا كفايه كده، نادر مش راضي يطفي الشمع غير لما تيجي، أومأت وهي تقف فهي ستكمل حفلته للنهايه، لتذهب هي وسجي وبقيت ألين وساره فكانو يحدقون بالنجوم وكلاً منهما غارقاً بأفكاره بينما نوران يبدو أن جود قد إحتجزها معه بالداخل..
ساره بتساؤل: إنتي مش هتدخلي؟
هزت رأسها بنعم فهي مرهقه، لتجد ساره تستند برأسها على كتفها لتبتسم واضعه رأسها فوق رأسها هي الأخري..

فراس وهو يوقفه قبل إطفاء الشموع: إستني إتمني أمنيه الاول، ليقع نظره على لارا التي كانت تحدق به بحزن كأنها تلومه ليبتسم مغمضاً عينه وتمني أمنيه ليطفئ الشموع بعدها، لتقترب والدته معانقه إياه بحنان ليبادلها العناق، حتى رأي شهاب فتحدث متفاجئاً: شهاب إنت كمان كلمتك، أومئ بقله حيله وهو يمد يده بهديه له، ليتحدث نادر بدراميه: لا كده كتير..

شهاب موافقاً: عندك حق هاتها بقي، ومد يده يأخذها لكنه أبعدها عن مرمي يداه وهو ينظر إلى أصدقائه وتحدث موبخاً: وإنتو فين الهديه؟
فراس وهو يربت على كتفه: أنا أحلي هديه؟
نادر بحنق: لا ي حبيبي الكلام ده تقولو ل ماما ف عيد الام مش أنا، ليقهقه عليه وهو يخرج من جيب سترته شيء دائري صغير ليفتحه نادر بتعجب ليلقيه بوجهه عندما فتحها: إنت هتستعبط كوره هعمل بيها إيه دي؟

فراس بتهديد: إذاكان عاجبك هو كده أنا شايفك صغير الله وبعدين الكوره دي عارف فيها إيه؟
نادر بتساؤل وهو يحدق بها: إيه؟
فراس وهو يقهقه: فيل..
نادر بغيظ: يشيخ دنتاخدها وغور..
فراس بتهكم: همشي ي حبيبي عندي شغل بدري مش زي ناس، وإنتو بقي جبتو إيه؟.
على وهو يهز: أنا مجبتس ساره إللي جابت، ثم أشر على جود مكملاً، : وإنت..

جود وهو يقهقه: أنا مجبتش لكن نوران خلتني أجيب بالعافيه وقالتي خلي عندك ذوق هو أنا لو مجبتش يبقي مش عندي ذوق؟!.
نادر بتهكم محادثاً فراس: وألين مقلتلكش حاجه؟
فراس مفكراً فهي كانت تحمل حقيبه خاصه بها هل ياتري بها شيء: مش عارف إستني لما تيجي وأسألها..
ثم نظر إلى على وجده يملئ طبق بالكعك ليقهقه عليه متسائلاً: لمين ده؟
على بابتسامة حنونه: ل ساره أصلها بره..
نوران: وألين معاها برضه..

على وهو يعطيه طبق: طيب إعملها طبق وهاته..
فراس وهو ينظر لأنواع الطعام أمامه: مش هتاكله أنا عارف..
على: إعمل وخلاص مش هيخسر تبقي كلو إنت..
أومئ وهو يملئه لها وتوجه هو وعلى للخارج بابتسامة إختفت عندما وجدوهم يغطون بنوم عميق على الارجوحه وخصلاتهم تتطاير بفعل الهواء ليرفع فراس وعلى نظرهم لبعض وكلاً منهم يحدق بطبق الاخر..
على وهو ينظر له: بالهنا والشفا يلا كل..
فراس بسخريه: إنت إللي هتبدأ الاول..

على بنفي: إنت عاوزني أموت؟ أكل كل ده ليه؟!
فراس بسخريه: ولزما كتير عملهولها ليه؟!
على مبرراً: عشان هي هتاكله لكن أنا لا..
فراس بضيق: خلاص تعالي نرجعه وخلاص..

على وهو يقهقه: لو نادر شفنا هيقولنا مش جيبين هدايا وكمان بتاكلو معندكمش دم، ليقهقه فراس وعلى وهم يعودون للداخل ليضعو الطعام بهدوء على الطاولة وهم يبتعدون كاللصوص وبعد ساعتين كان الجميع يتجهز ليذهب فتوجه فراس وعلى للنائمتين ف الخارج ليقفو أمامهم يفكرون كيف سيحمل كلاً منهم زوجته ليتحدث على: بص أنا هاخد ساره الاول وبعد كده خد ألين..
فراس: لوخدت ساره ألين راسها هتقع!
على: متخفش كده هتقع على دراعي..

فراس بتهكم: وهو انا معنديش دراع تقع عليه مش موافق..
على بحده: فراس بطل شغل الاطفال ده وساره إللي هتقع عشان هي إللي سانده على ألين!
فراس وهو يهز كتفيه: خلاص نشلهم سوي، ليأومئ على موافقاً، وعندما إلتفتو إليهم وجدوهم متيقظين يحدقون بهم بتعجب ليقترب على بابتسامة بينما فراس يكاد يقتله كل هذا بسبب حدته فهو كان يريد أن يحملها قليلاً ليستنشق رائحتها التي إشتاق إليها كثيراً..

على وهو يداعب أنفها بأنفه: صباح الخير، إبتسمت برقه وهي تربت على وجنته ليتحدث فراس بسخريه: أنا هنا على فكره..
على بعدم إهتمام: طيب إمشي، ليقهقه عليه وهو يذهب وألين ذهبت معه لتجده يتجه للخارج: إحنا ماشيين؟! أومئ بهدوء لتتحدث بحزن: بس أنا مدتلهوش الهديه بتاعتة..

فراس متفاجئاً: إنتي جيباله هديه؟، أومأت ليكمل: عادي تعالي ندهاله ونمشي وعادو للداخل مجدداً ليبتسم مرحباً بها لأنه لم يرها سوي الان، لتتقدم منه وهي تهنئه بعيد مولده ثم أخرجت من حقيبتها سوار رفيع وبه حبه زرقاء ثم أمرته: إرفع إيدك..

ليمتثل لأمرها بحماس لتلبسه له بابتسامة متحدثه: يمكن مش غالي أوي بس ده عزيز على قلبي جداً وأكيد مش هيغلي على حد من إخوات فراس، وتركت يده منتظره رده لتجده يعانقها فجأه بسعاده: بجد شكراً وجميل جداً وأنا فعلاً محسود، ليتأوه بألم عندما وجد فراس يقبض على خصلاته بقوه مبعده عنها وتحدث بحده: متعرفش تشكر من غير أحضان..
نادر وهو يبعد يده بضيق: بتقولك إخواتك ولا البعيد مبيفهمش..

ليشاركه جود السخريه: هي التانيه دي، ليرمقه فراس بضيق وهو يقبض على معصمها ليذهب..

وطوال الطريق تنظر من النافذه بشرود ولم تتحدث ليلاحظ إرتجافها قليلاً، ليخلع سترته ويضعها عليها لتدثر نفسها بها وهي تستنشق رائحته، حتى وصل ليستقل المصعد وكل واحداً منهم يقف بجانب وتلك أول مره يحدث بها هذا وهذا ما تعجب له الاشخاص الذين كانو ينتظرون أمام المصعد بسبب إفتراقهم بتلك الطريقه عوضاً عن محاوطتها بزاويته مثل كل مره، توقف ليخرج كلاً منهم بهدوء ليمد يده بجيب سترته التي ترتديها يبحث عن المفتاح ليقترب منها أكثر يبحث عنه لتتخدر حواسها بسبب عطره الأخاذ ليبتعد عندما وجده ليهم بفتح الباب ودلف للداخل ليصعد دون الحديث لتنظر هي بتركيز المطبخ وخصوصاً لتلك الألات الحاده أمامها لتسقط سترته من على كتفيها وهي تتوجه إليه بخطوات شبه يائسه بينما هو توقف على الدرج عندما لم يسمع خطواتها لينظر خلفه لتتوسع عينه ويهرول إليها بفزع حقيقي وهو يراها تضع المديه على معصمها لتوقفه وهي تتحدث بتحذير عندما رأته: متقربش، متفكرش تقرب..

فراس برجاء: سيبي السكينه طيب سبيها..
نظرت له وهي تضحك بسخريه لكنها تتألم بأعماقها: أسبها ليه؟ ليه؟ هعيش لمين ومع مين؟ هااا، ومع كل كلمه كانت تضغط على رسغها بقوه..
ليصرخ بها بحده لكي تتوقف: إنتي فاكرة إنك لما تعملي كده هتموتي لا مش هتموتي هتنزفي وبس عشان كده وفري على نفسك كل ده وسيبي السكينه سبيها..
لتسقط دموعها وهي توافقه الرأي: عندك حق، مش هموت كده، ثم وضعتها على رقبتها مكمله: وكده مش هموت برضه؟!

فراس وهو يكاد يفقد عقله: ألين سبيها سيبي السكينه وهعملك إللي إنتي عاوزاه بس سبيها عشان خاطري..
تحدثت بصوت مذبوح مستنكره: خاطرك؟! وأنا فين خاطري لما إتحايلت عليك فين؟ بتخاف عليا أوي أومال ليه بتعمل فيا كده؟ هااا ليه؟.
فراس بنبره مرتجفه: ألين، سيبي السكينه وبعدين نتكلم..

لكنها صرخت به بإنفعال حتى برزت عروقها: لا مش هسيب مش هسيب، لتراه يحاول الدخول لتضغط على رقبتها أكثر متحدثه بتهديد: متقربش والله العظيم هموت نفسي لو قربت متقربش..
فراس برجاء وملامح متألمه: ألين سيبي السكينة سبيها لكنها هزت رأسها بنفي، ليصرخ بها: ليه بتعملي فيا كده ليه سبيها..

لكنها بكت بحرقه أكثر وهي تتحدث بألم ووجهها أصبح كاللوحه الفنيه بسبب مساحيق التجميل التي بدأت تسيل على وجهها وخاصتاً عينها التي أصبح كل ماحولها أسود اللون بسبب كحل عينها: إنت إللي ليه بتعمل فيا كده؟ ليه بتتجاهلني أكني مش موجوده ومغرق نفسك ف الشغل عشان متشوفنيش عشان متكلمش معاك ليه؟ مكنتش خروجه هي؟! أكيد مش بتخطط إنك تفضل كده على طول مش كده؟، ولا إنت بطلت تحبني قولي لو بطلت تحبني قولي، وعند هذه النقطه تنهد بحزن وهو يستمع لها هل تلك الغبيه لا تعلم إلى الان كم يعشقا؟! لتكمل هي بهستيرها: بطلت تحبني؟ ولا أنا تخنت بعد الجواز؟ ثم هزت رأسها سريعاً: لالا مش عشان الجواز حامل تخنت عشان حامل صح؟ ثم مررت يدها على جسدها: ولا جسمي بقي وحش ومش عجبك؟ لتشهق بقوه مكمله وهي تضع يدها على شعرها: ولا لون شعري مش عاجبك أغيره هاا قولي متغير بسبب إيه وهغير من نفسي وهصلح كل حاجه لكن متفكرش تسبني ولا تتجاهلني عشان إنت كده بتقتلني وإنت عارف كده كويس ورغم كل ده بتبعدني عنك برضه ليه؟ هااا ليه؟، ثم توقفت وهي تقطب حاجبيها مبتلعه ريقها مكمله: ولا أنا بقيت وحشه؟! أنا بقيت وحشه صح ومش قادر تبص ف وشي؟!

ليمرر يده على وجهه بضيق تلك الغبيه..
فهي تزداد جمالاً كل يوم بقدر خفقات قلبه..
لتعيد عليه مجدداً بنبرتها المذبوحه تلك لتدمره أكثر: رد عليا ليه؟

ليصرخ بها بإنفعال: عشان بحبك، عشان بحبك أعمل إيه؟! وقولتلك ميت مره بس إنتي مش عاوزه تفهمي، ثم أكمل باستنكار: جمال إيه! ولون شعر إيه! وجسم إيه؟ ليهتف بحده أكثر: أنا بحبك إنتي!، ولما تغلطي وأسيبك هتعيدي الغلط تاني لكن دلوقتي إنتي هتفكري ميت مره قبل متتصرفي ومتقوليش مبسوط بكده عشان مش مبسوط بس مفيش حل غير كده عشان إنتي لسه مش فاهمه الخطر إللي إنتي فيه؟ ومش فاهمه الرجاله إللي زي ده ممكن تعمل إيه؟، ف مش هستناه لما يخطفك ويعمل فيكي حاجه وأتفرج أنا عليه فاهمه، ثم هز كتفيه وتحدث من أعماقه: ومش ذنبي إنك زي القمر عشان كده طمعانين فيكي مش ذنبي!، ومش ذنبي إني بغير عليكي حتى من لبسك الديق عشان بيبقي حاضن جسمك وأنا لا مش ذنبي!، ومش ذنبي إني هفضل أخطفك من حضن أخوكي كل مره هشوفه حضنك فيها!، ومش ذنبي إني هفضل أغير من القطه عشان بتحضنيها طول الوقت وأنا لا، مش ذنبي إنك بتجري ف دمي ومستحيل أفكر مجرد تفكير كده إني أسيبك فاهمه؟ وأخر حاجه تفكري فيها إني بطلت أحبك عشان مش هيحصل غير لما أموت ومش هبطل أحبك برضه، عشان ببساطه كده بحبك..

لتشهق وهي تبكي بقوه فقد إخترق حديثه أعماقها ولعب على أوتار قلبها فهي تشعر به وتعلم أنه يحبها وحتى إن كان يتجاهلها ويتعامل معها ببرود ليظهر لها عدم إهتمامه ولا مبالاته، لكنه مهتم وكثيراً أكثر من إهتمامه بها وهو بجانبها، لتكمل هي وهي تبكي بأنهيار: وأنا والله معملتش حاجه ف حياتي غير إني حبيتك من كل قلبي بكل كياني ومستعده أعمل أي حاجه عشانك وعشان مخسرش الحب ده، لكن متعاملنيش بالطريقه دي عشان أنا معملتش حاجه ف حياتي غير حبي ليك بس ومطلبتش أكتر من حبك ليا مش عاوزه حاجه تانيه مش عاوزه، لتسقط المديه من يدها بسبب إرتجاف أناملها لتضع يدها على وجهها تبكي بحرقه وإنكسار وحدها ليركض هو لها بلهفه عندما وجدها تسقطها ليعانقها بقوه لتبكي على صدره بقلب مفتور وقد أقسم أن بكائها يدمره وكاد يبكي بجانبها يكفي بكاء فهو يتلف أعصابه أكثر ليحدثها برجاء وهو يشدد على عناقها أكثر: عشان خاطري كفايه عياط عشان خاطري؟!، لكنها لم تصمت بل تزداد بكاءاً حتى سمعها تتأوه بألم ليفصل العناق ناظراً لها بقلق ليجدها تضع يدها على معدتها بألم لتتوسع عينها بصدمه عندما شعرت بسائل ساخن يسقط من بين قدميها لتنظر له برجاء وهي تبكي بتشنج وتهز رأسها ب، لا: لا، لا مش عايزه أخسره لا، لم يفهم شيء لكنه فهم عندما طالع هيئتها ليعرف سبب تأوهها لتتوسع عينه عندما وجد دماء بالأرض ليحملها بذعر وهو يركض للخارج تحت بكائها الذي حاولت إيقافه لكنها لم تستطع..

وبعد ساعتين كان فراس يجلس بمرر المشفي على إحدي المقاعد مغمضاً عينه بألم فذالك بسببه والمرة السابقة بسببه هو من يألمها دائماً وأصبح يعلم هذا الان ليجفله الطبيب الذي صرخ به بحده: أنا مش قولتلك إبعدها عن الضغط وأي حاجه ممكن تأذيها؟! إيه الصعب ف كده مش فاهم أنا؟!

تنهد بملامح مرهقه: هي كويسة، والب، ليقاطعه الاخر بحده: أه كويسة وكويس إنك كنت سريع وجبتها ف الوقت المناسب، ووالدك كان مكلمني من يومين وقالي لو صحتها مش كويسة معاك ممكن نخليها معانا هنا لحد فتره الخطر متعدي..
فراس باستنكار: هنا فين؟!
الطبيب: المستشفي..
ظفر بضيق وهو يدلك جبهته بألم هذا ماينقصه تدخل والده وذالك الطبيب الخرف: طيب شوف إنت رايح فين بقي..

ليدلف هو للغرفه وهو يتأملها بلهفه وخوف وإشتياق فكانت تستند بجزعها على الفراش واضعه يدها على معدتها تحدق بالنافذة وترمش بسرعه دلاله على بكائها بصمت، ليتقدم بخطوات ثقيله وجلس أمامها على الفراش ليرفع يده مربتاً على شعرها بحنان: عامله إيه؟، لكنها لم ترد عليه ليكمل بندم: أنا أسف متزعل..

لكنه لم يكمل بسبب عناقها له بقوه وهي تبكي ليحاوطها مقربها منه أكثر بأسف وندم: خلاص إهدي عشان خاطري إهدي، ليرفع يده يمحي دموعها لتقبلها بلهفه وهي تعانقه بقوه أكبر، ليلصقها به أكثر ولو كان بيده لكان أدخلها بأضلعه الان، ليربت على ظهرها وشعرها بحنان لتبدأ بالهدوء تدريجياً ليفصل العناق وهو يمحي بقيه دموعها بحزن: خلاص إهدي، أومأت وهي ترجع خصلاتها للخلف بضيق كالأطفال ليعانقها وهو يبتسم: بقيتي أحسن، أومأت وهي تتأمله بشوق ولم تقاوم فكره تقبيله لتحاوط عنقه وهي تقترب بهدوء لتقبله برقه ليبادلها وهو يقربها له أكثر حتى أصبحت على قدمه لتتحول تلك القبله الرقيقه إلى قبله محمومة ولم يكتفي بل إستقام وهو يضعها على الفراش معتليها مستمراً بتقبيلها يرتوي من رحيق شفتيها الذي حرم منه فهو كان عقاباً له أيضاً، وكم كانت هي سعيده بهذا يكفي فهي إشتاقت له، ليجفلهم دخول الطبيب: أنا مش قولتلك ممنوع..

ليبتعد فراس وهو يقضم شفتيه بغيظ فهو لم يكن ليتخطي حد القبل هنا لتخفي نفسها هي بالغطاء بخجل ليتحدث بتهكم: إحنا ف المستشفي متسرحش بخيالك بعيد..
الطبيب بسخريه: الكلام ده تقوله لنفسك، وترك الغرفه وغادر وهو يبتسم ولا يعلم لما يحب مضايقته لتلك الدرجه..
ليبتسم فراس بحنان وهو يجدها تخفي نفسها بلطافه ليعانقها وهي تحت الغطاء لتحاول الخروج ومعانقته لكنه لم يتركها لتتحدث بتذمر من تحته: فراس، فراس سبني أخرج!

فراس بتسليه: لا خليكي تحت أنا جيلك، ليدخل معها تحت الفراش ليبدأ بدغدغتها بمشاكسه بينما هي أصبحت تتلوي من كثره الضحك لتدلف عليهم إحدي الممرضات وعندما رأت تحركهم تحت الغطاء هكذا إحمرت خجلاً وخرجت مجدداً ظناً أنهم يفعلون شيءٍ ما، ولم تجعل أحداً يدلف إليهم بعدها، ليتركها أخيراً لتتوقف عن الضحك لترفع نظرها له تتأمله بابتسامة وهي تمرر يدها على وجنته بنعومه وإنتهي بها الحال لتمرر إبهامها بجانب شفتيه برقه غير منتبه للنيران التي نشبتها بداخله بسبب تلك اللمسات الرقيقة لينهي هو تلك المسافه وهو يلتقط شفتيها بين شفتيه بلهفه يقبلها وكأن حياته تعتمد على هذا بينما يده أخذت موضعها على جسدها يتحسسها بحميميه وهو يضمها إليه أكثر برغبه يبث بها شوقه لها لتحاوط رقبته بيد مرتجفه وأنفاس مضطربه بسبب مايحدث بداخلها من بعثره الان مبادلتاً إياه شوقه بشوق أخر ممزوج بلهفه لتحاول مجاراته بقبلته لكنها فشلت فشلاً ذريعاً لتتركه يفعل مايشاء وقد تناست كل ماحدث وكأنه لم يحدث من الاساس فوجوده بجانبها كفيل بأن تنسي كل شيء من حولها، ليتركها بعد نصف ساعه من القبل الحاره وهو يراقب شفتيها المتورمة ليبتسم بمشاكسه فهو يحب رؤيتها هكذا، ليدثرها بأحضانه وتحدث بحنان: يلا نامي عشان نمشي الصبح..

ألين بتساؤل وهي تربت على صدره: مش هنمشي النهارده؟

فراس وهو يدفن وجهه بشعرها: لا، تعبان ومش هقدر أسوق نمشي الصبح، أومأت بابتسامة وهي تربت على وجنته، لتدفن رأسها بصدره محاوطه خصره بيدها لكي تطمئن أنه معها لتغفي بعدها ليظل هو يربت على شعرها بشرود مفكراً، هو إلى الان لم يبرر لها قوله أنه ندم على الزواج منها ولن يفتح ذالك الموضوع مجدداً لكي لا تحزن ولن يحزنها مجدداً وقد أقسم على هذا فهذا يرهقها وقد رأي هذا ولقد رأه من قبل أيضاً لكنه أحمق..

لكنه سيخبرها أن ذالك القول ليس حقيقي ولكن ليس الان سيخبرها فيما بعد، ليتنهد مقبلاً جبهتها بحنان محاوطها بقوه وتملك إليه ليتألمها وهي نائمه بعمق على صدره تهمهم بنعومه ليتنهد بحراره للمره الالف ويعلم أنها ستكون سبب موته لا محاله فهو لا يتحمل كل تلك الرقه ليغفي بعدها هو الاخر فهو منذ خصامه معها لم ينم مثل البشر بطبيعيه فهو دائماً متأرق غير طعامه الذي يهمله هو لم يكن يأكل من الاساس ليشعر بالراحه والسلام الداخلي وهو يضمها إليه لكن الوضع لم يستمر بسبب تململها بأحضانه بضيق وصوت تنفسها العنيف الذي جعله يفتح عينه بثقل وهو يحدق بها ليري تعرق جبينها وتمتمتها بكلامات مبهمه لم يفهم منها شيء ليحاول إيقاظها بهدوء وهو يربت على وجنتها: ألين، ألين، فوقي، ألين، لتصرخ بفزع وهي تنتفض من أحضانه بقوه تنظر حولها بوجه شاحب وكأنها تبحث عن شيء وعندما رأته يناظرها بقلق كوبت وجهه بلهفه بين يديها وتحدثت بهستيريا، : فراس، فراس، إنت كويس؟ كويس؟

عانقها بحنان لكي تهدأ: إهدي إهدي أنا كويس، إنتي كنتي بتحلمي؟!

سالت دموعها بتلقائيه وهي تحاوط عنقه مقبله تجويف رقبته بحراره وهمست بخوف: ده كابوس كابوس، ليمرر يده على ظهرها بحنان لكي تهدأ ولكن تلك اللمسات البريئه جعلتها تقشعر وهي تشدد قبضتها عليه ليكمل هو غير منتبهاً لحالتها: بقي يجيلك كابوس وأنا جنبك؟ دي تبقي عيبه ف حقي حتى! ليكمل متسائلا: كان إيه بقي الكابوس؟!، لتهز رأسها التي مازالت مدفونه بعنقه وتحدثت وهي تنفي: مش هقول مش هقول..

فراس وهو يسخر: إنتي بتصدقي الكلام بتاع الاحلام ده؟
ألين بعدم فهم: كلام إيه؟!.
فراس وهو يشرح: إللي هو لو حكيتي حلمك لحد مش هيتحقق ولو حكيتي الكابوس هيتحقق الكلام ده يعني..
ألين وهي تنفي: لا أول مره أسمع الكلام ده منك إنت، أنا بس مش عاوزه أفتكره..
فراس متسائلاً: طيب أنا كنت فيه؟
هزت رأسها بنعم ليوبخها: بقي أنا أبقي فيه وتقولي عليه كابوس؟ إنتي بتهزري؟.
لتبكي أكثر وهي تترجاه: فراس عشان خاطري متفكرنيش..

أومئ بقلق وهو يراقب حالتها بإهتمام ليمزح معها لكي تضحك قليلاً: وبعدين مش هديتي إبعدي بقي ولا إستحليتي الوضع، وغمز لها بنهايه جملته لتضربه على صدره بغيظ ثم عانقته مجدداً بحنان جعله يتنهد براحه وهو يدفن رأسه بعنقها وكأنه نجي من الموت الان فكيف لها أن تملك كل هذا الكم من الحنان والدفئ في أنٍ واحد؟ فهي الان تحتمي به وتضمه لكي تستشعر حنانه لكنها لاتعلم أنه هو من يحتاج هذا الحنان والدفئ الذي تبثه بداخله دون مجهود فهي دافئه دائماً ورقيقه وناعمه فكيف لها ألا تملك ذالك الحنان فهو لايليق سوي بها وهذا يجعله متيماً بها أكثر فأكثر فهي تحمل له بداخلها مشاعر وحب يجهل قدرهم وربما لن ينتهي طوال حياته معها بل سيزداد وهو لا يريد سوي حبها فقط لا أكثر من هذا وأن تظل بأحضانه فهو يشعر بإمتلاكه للكون أجمع عندما تكون هي معه وبأحضانه يشعر أنه يحتضن النجوم عينها...

لتفصل العناق وهي ترفع وجهها له بخوف فمارأته بحلمها كفيل بجعلها تخشي عليه من الهواء، لترفع يدها ترجع خصلاته للخلف بنعومه ويعتلي ثغرها إبتسامه عاشقه لتختفي سريعاً وتحل مكانها شهقه عندما أصبحت الرؤيه واضحه بسبب توقفها عن البكاء..
لتهتف بلهفه وقلق: فراس إيه ده؟
فراس بتوجس: إيه وشي محروق ولا إيه؟

لتصفعه بخفه على وجنته بعفويه وهي تهتف بحزن غير منتبه لتحديقه بها رافعاً حاجباه لقد صفعته: بعد الشر عليك متقولش كده، أصل عيونك حمره أوي ليه كده؟ ووشك مرهق خالص..
لينزل يدها التي تحركها على وجهه بنعومه بنفاذ صبر وهتف وهو يلقي برأسه على صدرها: أصلي بقالي كذا يوم مش بنام كويس عشان بعدتيني عنك، لتشد خصلاته بغيظ جعلته يتأوه لتكمل: بقي أنا إللي بعدتك عني هااا؟

ليرفع رأسه ينظر لها بغضب متصنع وهو يمسك يديها يقيدها خلف ظهرها وتحدث بحده: حلو أوي والله شويه بتضربيني و دلوقتي بتشدي شعري الناقص تجري ورايا بالشبشب، رمشت بتفاجئ من هجومه ليفتنه مظهر رموشها الطويله وهي تتحرك بسرعة دلاله على تفكيرها ليبتسم بعشق وكاد يقترب يقبلها لكنها هتفت ببرائه وهي تنظر بالغرفه وكأنها تبحث عن شيء: بس ي فراس مفيش شبشب هنا..

فراس بعدم تصديق: نعم! يرحمك نعم! إنتي عاوزه كمان تضربيني بالشبشب؟!.

ألين بتلعثم وهي تحاول ألا تضحك: ل، لا فراس، إسمع، لكنه باغتها وهو يقلبها على الفراش بقوه لكي ينتقم منها لكنها صرخت بألم ليتسائل بخوف فهو لن يفعل شيء لتصرخ: إيه ي ألين مالك؟!، هزت رأسها بنفي مكمله وهي تضع يدها على جهه قلبها: مفيش مفيش أنا أتخضيت بس، ليظفر وهو يتوق رقبتها بيده يحاول خنقها بمزاح: يعني لما أحب أنتقم منك كمان مش عارف أعمل فيكي إيه هااا أعمل إيه؟!

لتضحك بنعومه وهي وهي تربت على وجنته بحنان: أعمل كده، ورفعت نفسها قليلاً لتقبل شفتيه بخفه ليغمض عينه مستمتعاً بجرأتها فهي منذ حملها تفقده عقله بتصرفاتها ومازالت بالبداية فقط، لتعود لكنه وضع يده خلف ظهرها يمنعها معمقاً قبلتهما ليتركها على مضض بسبب حاجتهم للهواء ليستند بجبينه على جبينها غمضاً عينه يلهث بقوه وقلبه يدق كالمضخاط فهو على وشك فقد عقله ويريد أن يمتلكها الان فيكفي لن يستطيع أن يتحمل أكثر لن يستطيع، ليخرجه من شروده قبتلها الناعمه على وجنته التي صفعتها ليلف وجهه وهو يأشر على الاخري لتبتسم وهي تقبلها هي الاخري ليباغتها هو بتقبيله لشفتيها مجدداً برغبه وهو يهبط بها على الفراش ضاغطاً بجسده على جسدها وهو يكاد يفقد حصونه بينما هي حالتها لا تحسد عليها فمشاعرها تبعثرت ولم تعد تستطيع التماسك فهو أشعل رغبتها به مجدداً، لترفع يدها بإرتجاف تضعها جهه قلبه تستمع لدقاته الثائره بينما هو مستمر بإلتهامها بشوق لتحرك يدها تمسك طرف كنزته وهي تحاول خلعها له لتتوسع عيناه ليضع يده على يدها وهو يبتعد عنها بلهاث وكأنه إستفاق الان، ليترك الغرفه بكاملها متجهاً للأسفل يستنشق بعضاً من الهواء النقي وهو يحاول تهدئه نفسه قليلاً، بينما هي بالأعلي كانت تنظر لطيفه بحزن لتتنهد وهي تهندم مظهرها ثم رتبت الفراش لتستلقي عليه مجدداً تنتظره ولكنه تأخر كثيراً فظنت أنه ربما عاد للمنزل لتعانق الوساده بحزن وهي تحدق بالنافذه، لتجد يد تربت على شعرها بنعومه لتنتفض بخوف ليطمئنها هو وهو يتحدث برقه: إهدي ده أنا، لتعانقه بلهفه وهي على وشك البكاء: إفتكرتك روحت وسبتني..

قوس شفتيه وهو يديق عينه وتحدث: إزاي هروح وأسيب قلبي هنا إزاي؟! أنا كنت بجبلك هدوم بدل فستانك إللي إتوسخ، أومأت ثم هتفت بحماس: جبتلي إيه؟!
رفع الحقيبه أمامها ووضعها على الفراش لتري الملابس بسعاده لكنها إختفت عندما رأتهم لتتحدث بتذمر: أنا معنديش مانع للهدوم الواسعه ي فراس بس مش للدرجادي بجد..

قطب حاجبيه متحدثاً: بجد مش عجبينك، أومأت بحزن ليضيف بلغه أمره: بس هتلبسيهم و مفيش كلام ف موضوع اللبس تاني أنا كنت هجيب أكتر من كده بس مرضتش عشان تختاري إنتي..
ألين بتذمر وهي تنظر للملابس بعدم رضي: فراس..

لكنه نظر لها بتحذير لتبتلع حديثها وهي تحدق بالملابس بحزن ليتنهد مكملاً: إدخلي قسيهم الاول وبعدين نتكلم، أخذتهم ودلفت لدوره المياه وإرتدهم فكان بنطال واسع من اللون الاسود يبتلع قدمها وفوقه كنزه قصيره من اللون الابيض نظرت لنفسها بعدم رضي وهي ترجع خصلاتها للخلف بضيق قبل أن تحدق بالمرأه ليتحول ذالك الاقتضاب لإبتسامة رقيقه فهو جميلاً عليها لتدور حول نفسها تشاهده من الخلف لتتوجه للخارج وهي تتصنع الضيق ليبتسم عند رؤيتها: طيب محني حلوين أهو..

ألين بتصنع: مش حلو ي فراس.

فراس وهو يعانقها بحنان: وحياتك زي القمر وجميل أوي عليكي أنا مش هجبلك حاجه وحشه مش ماشيه معاكي بس عشان أرضي نفسي، أومأت وهي تبتسم ليخرج منامه من الحقيبه وهو يقدمها لها: خدي إلبسي دي عشان تنامي بيها، أومأت وهي تأخذها لتدلف لدوره المياه تحت نظراته الراضيه عن ملابسها ويدعو ألا تكون المنامه قصيره عليها يكفي إلى الان فهي تفتنه دون فعل شيء، لترتدي المنامه هي بالداخل ولم تنكر شعورها بالراحه بالملابس الواسعه أكثر ولكن أكثر م أسعدها المنامه اللطيفه ذات اللون الوردي التي جلبها لها تأتي إلى ركبتيها بأكمام عليها إحدي الكلمات الانجليزيه لتخرج عليه وهي تحدق بها غير منتبه لخطواتها حتى إرتطمت بصدره لترتدت للخلف بتأوه، ليبوخها: مش تبصي قدامك؟!

ألين بابتسامة رقيقه وهي تأشر على منامتها: حلوه أوي دي..
حاوط خصرها وهو يلصقها بصدره وتحدث بمكر مداعباً أنفه بأنفها ويده تداعب خصرها بنعومه: بس إللي بتلبسيهم ف البيت أحلي..
لتربت على وجنته بحنان هامسه: هلبس منهم لما نروح متقلقش..

فراس وهو يداعب وجنتها برقه: لازم أقلق وأحصن نفسي كمان هو إنتي أي حد، لتبتسم برقه وهو يحملها إلى الفراش ليضعها عليه برقه مدثرها بحنان ليتركها وهو يتوجه للأريكه لتمسك يده متسائله: إنت رايح فين؟
فراس وهو يربت على وجنتها: هنام على الكنبه هناك عشان تنامي براحتك..
شددت قبضتها على يده: لا خليك جنبي نام جنبي هنا..
فراس بهدوء: عشان تنامي مرتاحه ي حبيبتي.

هزت رأسها بنفي وهي على وشك البكاء: لا هرتاح وإنت جنبي نام جنبي وبعدين إنت كنت نايم جنبي من شويه!
فراس برجاء: ألين!
لكن دموعها سقطت رغماً عنها وهي تنظر له برجاء ليزيلهم بضيق متحدثاً: بتعيطي ليه دلوقتي؟!
هتفت ببكاء وهي تضع يدها على وجهها: عشان مش عاوز تنام جنبي والمكان هيخدنا!

تنهد وهو يزيل دموعها فهي أصبحت أكثر حساسيه من قبل فهي من دون شيء تبكي: إهدي بقي، خلاص هنام هنا أهو، وقفز على الفراش يستلقي عليه وهو يحدق بالسقف لتبتسم وهي تمحي بقية دموعها بكف يدها كالأطفال ثم ألقت نفسها على صدره ليتصنع الألم لتبتعد بخوف وهي تنظر له بخوف: إنت كويس؟!
هز رأسه بألم: لا وإبعدي بقي عشان إنتي تقيله..

لتنظر له بحزن ثم ولته ظهرها وهي تضم نفسها بوضعيه الجنين، ليحاوط خصرها من الخلف يلصقها بصدره ولم تقاومة بل إستاكنت بأحضانه ليهمس بأذنها بعتاب: مش هتبطلي عياط كتير وحساسيه زياده عن اللزوم؟!، ليسمع شهقتها التي تنم على بكائها ليظفر وهو يعتدل بجلستة وأجلسها معه ليمسك ذقنها بإبهامه يرفع رأسها تنظر له ليتحدث بعتاب: بتعيطي ليه؟ مش قولنا بلاش عياط عشان مش كويس علشانك؟ لو بتزعلي من هزاري خلاص مش ههزر معاكي تاني..

لتصرخ به عندما شعرت أنه ربما سيتجاهلها مجدداً لينظر لها بحده فهو لم يتوقع صراخها به: أنت شيفني أشتكيت؟!.

فراس بحده: إنتي بتزعقي ليه شايفاني أطرش قدامك؟!، كادت تتحدث لكنه ترك الفراش بملامح متهجمه ليترك لها الغرقه نهائياً وهو يصفع الباب خلفه بعنف لتنتفض عندما سمعته لتدفن رأسها بالوساده تكمل وصله بكائها حتى غفت من الارهاق، ليدلف هو بعض ساعتين وهو لايري أمامه فعيناه تحرقه بسبب قله نومه لينظر إلى النافذه وهو يتثائب ليقترب منها أكثر يشاهد الشروق بعيون نصف مغلقه فإن نام الان لن يستيقظ وهو لديه كثيراً من الاشياء ليفعلها وأولها الاهتمام بملابس تلك المشاكسه التي لا تجعله يذق طعم النوم بسبب قلقه، ليقترب من الفراش يستلقي عليه وهو يأخذ الوساده من أحضانها ليعانقها هو بتملك فهو أولي من الوساده أليس كذالك؟!لكنه لم يدري بنفسه ليذهب بنوم عميق بجوارها، ليفتح عينه بضيق فهو عاجز عن النوم براحه ولا يعلم لما أو هذا ماظنه لينظر بساعه يده لتتوسع عيناه عندما وجد الساعه تخطت الثانيه عشر ليلتفت إلى ألين لتتوقف الدماء بعروقه وهو يبتلع ريقه اللعنه على تلك الحراره التي تجعلها تخلع ملابسها بتلك الطريقه لينظر بتعجب لقميصه الذي ترتديه ليضع يده على صدره ليجده عاري ليهز رأسه بيأس لكن توسعت عيناه عندما وجد مقبض الباب يتحرك ليركض إلى هناك وهو يهتف بغيظ: الله يخربيتك..

ليغلقه بوجه الطبيب الذي كاد يدلف وأغلقه من الداخل وهو يهتف: نص ساعه و تعالي مش هفتح قبل كده..

ليتنهد وهو يسند رأسه على الباب ليتذكر المعاناه التي سيواجهها الان ليركض هو إلى الفراش يوقظها برقه: ألين! ألين، إصحي ألين، لتتململ هي بضيق وهي تتقلب بحريه على الفراش حتى إستقرت نائمه بالعرض لتبقي رأسها على حافه الفراش وخصلاتها متدليه على الارض وقدمها على الحافه الاخري ليقهقه عليها ثم توجه إليها وحملها لدوره المياه ليقف بها أمام الحوض ثم القي عليها مياه لتفيق، لتشهق بفزع: إيه، إيه..

فراس وهو يلوي شدقيه: إنتي إللي إيه ف غيبوبه حضرتك؟!
لتتذكر ما حدث أمس لتتحدث بحزن: فراس إنت زعلان؟!
لكنه لم يرد عليها بل توجهت يده لأزرار قميصه المفتوح نصفها ليبدأ هو بفتح النصف الاخر لتضع يدها على طرفي القميص وهي تضمه لصدرها: إنت بتعمل إيه؟!
فراس بتهكم: هلبسه أكيد مش هلبس جاكت البدله على اللحم مش محمد رمضان أنا..
ألين وهي تشدد قبضتها عليه: طيب أخرج وأنا هغير وهجبهولك..

فراس بإصرار وهو يكمل فتحه: لا عاوزه دلوقتي وأنا إللي هخده..
ألين برجاء وهي تبعد يده: فراس أنا مش لابسه حاجه من تحت متهزرش!
فراس بتحدي: مليش فيه حد قلك تقلعي الهدوم؟!
إرتفعت نبره صوتها قليلاً بإنفعال: أعمل إيه مش بستح، لتصمت وهي تري نظرته المحذره لها لتنخفض نبره صوتها تلقائيه وهي تعبث بأصابعها بتوتر: فراس جسمي مش بيتحمل حاجه فيها بلاستر بس عشان كده بقلع مش ببقي متعمده والله..

ليربت على وجنتها بحنان وتحدث: خلصي وهتيه هستني بره، أومأت بابتسامة وهي ترتدي ملابسها وتوجهت للخارج ليلتقطه من يدها سريعاً يرتديه لينظر بإتجاهها وهو يزرر قميصه ليلاحظ إرتجافها ليقترب منها واضعاً يده حول كتفيها وهو يمررها عليه صعوداً ونزولاً وكأنه يدفئها بتلك الطريقه ليتسائل: إنتي بردانه؟

أومأت ليتوجه للحقيبه ويخرج منها معطف ليساعدها على إرتدائه وهتف برقه: كده تمام؟، أومأت بسعاده ليحاوطها لكي يذهبو معاً لكنها نظرت بمعصمه: مش كنت لابس ساعه؟!، أومئ ليتحرك لكنها أوقفته وهي تتحدث بابتسامة: أنا هجبهالك، لتتوجه إلى الكومود بينما هو نظر لمعمصه يحاول تذكر أين السوار فهو كان يرتديه أمس أين ذهب ليخرجه من شروده صوت ألين عندما تقدمت له بالساعه بابتسامة ليأخذها وهو يبادلها إبتسامتها بحنان وهو يحاول التذكر أين وضعه فهو لن يخلعه من يده؟!

بينما لدي نادر كان يقف أمام المرأه يحدق بها فهي مازالت نائمه ألايوجد لديها عمل هي الاخري أم ماذا؟.

ليظفر بقوه وهو يحاول جزب إنتباهها فهو يشعر بالندم لتسرعه فهي طوال الليل تبكي وقد علم من أهتزاز جسدها لكنه لم يجرأ أن يتحدث معها لأنها ستحادثه بغضب ولن يصمت هو الاخر وسينشب بينهما شجاراً عنيفاً وهو لايريد هذا لهذا تركها لتهدأ قليلاً ويبدو أنها لن تتراضي بسهوله ليكمل تصفيف خصلاته بإقتضاب ليمسع أزيز على الكومود بجانبها ليجد هاتفها الخاص يهتز وهي ليست منتبه ليلتقطه ويجده على ليتحدث بإعتزار عندما سمع حديثه: معلش ي على أصلها تعبانه شويه ومش هتيجي النهارده، تمام مع السلامه..

وألقي عليها نظره أخيره ليجدها نائمه بعمق ليدثرها جيداً وهو يغلق الثريا والأضواء وأغلق الباب خلفه بهدوء لكي لا تستيقظ وبعد خروجه مباشرة فتحت عينها المتورمه بسبب بكائها وهي تلتقط الهاتف وكادت تحادث على تخبره بمجيئها لكن يدها توقفت على الرقم فهي تشعر بالتثاقل والحزن ولا تريد أن تُحادث أحداً لتترك الهاتف وهي تدثر نفسها بالفراش أكثر ثم نظرت لوسادتة بحزن ومدت يدها تأخذها بحظنها وهي تستنشق عبيرها لتغي على تلك الوضعيه...

قضت ريم تلك الا يا تفكر وأخيراً توصلت إلى حل ولن تجعله يقصر عليها لترتدي ملابسها بأناقه وتوجهت للخارج لتستقل أول سياره أجره قابلتها أمام الفندق لتصل للشركه لتدلف للداخل بخطوات متوتره وعينها تتجول بالمكان حتى قابلت إحدي الموظفين لتسألها عن غرفه المدير وقد شعرت أن العالم أجمع يقف ضدها عندما علمت بأي طابق مكتبه، كيف ستصعد الان إلى الدور السابع والثلاثين على قدمها فهي كادت تموت من إثنان وعشرون طابق فقط! لكنها شجعت نفسها قليلاً وخلعت الحذاء من قدمها بسبب الكعب لكي لا تؤلمها قدمها أكثر وبدأت تأخذ كل درجه بإثنان وهي تركض للأعلي سريعاً حتى توقفت على أخر طابق تلهث وجبينها متعرق بشده ولم تستطع الاكمال لتبتلع ريقها لكنها حلقها جف لتكمل وهي تستجمع كل قوتها حتى وصلت فلم تجد مساعده بالخارج فالمكتب فارغ لتدلف لغرفته دون إستأذان ولم تنظر لتري إن كان هُنا أم لا، فقط ألقت بجسدها على الاريكة والحذاء بالأرضيه وهي تغمض عينها قليلاً كي تستعيد نفسها ثم إعتدلت بعد دقائق تنظر حولها لتشهق بخضه عندما رأت شادي يراقبها بابتسامة متسليه من مقعده أمام المكتب يستند برأسه على راحه يده لتقف بتوتر وهي ترتدي حذائها وتحدثت بخجل: أسفه أصلي طلعت على السلم وتعبني أوي بجد أسفه..

شادي بابتسامة: ولا يهمك بس ليه مطلعتيش ف الاصانصير؟!
ريم بنبره محرجه: أصلي عندي فوبيا، أومئ بتفهم لتكمل هي عندما تذكرت: وأسفه عشان دخلت من غير إذن بس مكنش فيه حد بره..
شادي مبرراً بابتسامة: أنا قولتلك إن ده مكانك ومحدش هياخده غيرك وهستناكي وإنتي دلوقتي جيتي خلاص، أومأت بابتسامة رقيقه ليكمل: نتكلم ف الشغل بقي؟.

ريم بحماس: أكيد طبعاً، وتقدمت تجلس أمامه على إحدي المقاعد ليبدأ بشرح كيفيه عمله هُنا ولم يكن صعباً عليها إدراكه، ليكمل: ممكن تبدئي من النهارده لو مش وراكي حاجه..
ريم موافقه: أنا فعلاً فاضيه وهبدأ من النهارده، وبالمناسبه دي هعملك قهوه ممكن..
شادي بسعاده: ممكن طبعاً، ثم وقف مكملاً بمزاح: وممكن أنا أعملها بنفسي كمان، لتبتسم له مأكده: لا هعملها أنا مش هتأخر عن إذنك..

شادي هاتفاً من خلفها: مسألتنيش بحبها إزاي؟
ريم بثقه: مش لازم أنا عارفه إنها هتعجب حضرتك..
شادي برجاء: طيب ينفع تعملي ليكي وتشربي معايا؟!
نظرت له وهي تتنهد فهي لن تحرجه لتأومئ له، كاد يتحدث لكنها تركته وغادرت فهو فقط أراد أن تتوقف عن الرسميه فهي تصغره بكم عامٍ فقط..

صنعتها بحب وإبتسامة كما كانت تفعلها دوماً لتأخذها إليه بهدوء ولكنها تصنمت عندما دلفت مجدداً، ووقع نظرها على الجالس أمامه، ليتحدث شادي بابتسامة عندما لاحظ وجودها: ريم إتفضلي أنا كنت لسه بقول ل مالك إن أنا عينت سكرتيره جديده..

لتجده يحدق بها بحده فكانت نظرته تلك تحرقها ليكمل شادي حديثه: مش عاوزك تزعل عشان شغلت مساعدتك إللي سابت شغلها معاك وجت معايا أصل شغلها عجبني ومش هندم إني شغلتها، ثم نظر إليها مكملاً: مش كده ي ريم؟، لتأومئ وهي تبتسم بتوتر وتقدمت بخطوات بطيئه مرتجفه خائفه من رفع نظرها له ولا تعلم لما تخشاه لتلك الدرجه؟!

لتقدم القهوه بيد مرتجفه لتعتلي شفتيه إبتسامة جانبيه عندما لاحظ إرتجافها لتقضم شفتيها بغيظ عندما لاحظت ضحكته ليتحدث شادي: أنا بقول إنك تعملي واحد تاني ليكي بدل ده وتيجي تشاركينا!

ريم بتوتر: لالا أنا هبدأ شغل شكراً، وتوجهت للخارج لتتوقف عندماسمعت حديثه المبين سخريته منها: هي سكرتيرتك خايفه كده ليه أنا بعض ولا حاجه عادي إحنا ممكن نبدأ من جديد؟!، لتضم قبضتها بقوه وغيظ وظفرها كاد أن يجرحها لكنها أراحت يدها بسبب قبضتها القويه لتلتفت لهم تتحدث بابتسامة صفراء: هعمل القهوه وثواني وهبقي هنا..

لتختفي عن مرمي نظره لتتحول ملامحه لأخري متهجمه وسوداء لو رأتها لتمنت الموت هل تركها لكي تعمل هُنا وتجعل هذا اللعين يحصل على كل شيء يريده؟! فهو لن يتركها يعلم هذا، ولكن هل هذا يعني أنها ستبيت معه وستوقظه كل يوم مثله ليتوقف عقله عاجز عن التفكير هل سيراها كما كان هو يراها؟! وهل ستعتني به كما كانت تفعل معه هل سيرتشف القهوه كل يوم من يدها؟ وهل سيري وجهها أول شيء ليبدأ به يومه؟! مستحيل أن يتركها!

كانت جالسه على الفراش تضم نفسها محدقه بالفراغ ترفع خصلاتها بإهمال لينسدل بعضاً منهم بنعومه حول رقبتها ولم يعطوها سوي مظهرٍ ساحر وأكثر رقه بينما دموعها لن تجف منذ ذالك اليوم فقط جالسه تبكي وممتنعه عن الطعام والحديث حتى فجرح قلبها أعمق بكثير من كل هذا..

دلف مايكل بالطعام ليتنهد بحزن فمنذ ثلاث أيام تقريباً لم تنبث ببنت شفه معه وهو لن يطغط عليها، ليضع الطعام على الطاوله وإقترب منها ليجلس مقابلها ومد يده يزيل دموعها لترتجف بخوف فهي لم تلاحظه لينظر لها بحنان مطمئنها وتحدث: هل ستظلين هكذا؟!
ألن تتحدثي حتى معي؟! لا يهم لا تتحدثي فأنا حادثتُ نائل وهو في طريقه إلى هُنا..

لتهتز مقلتيها عندما سمعت إسمه ونظرت له وكان هذا أول رده فعل تصدر منها ليتحدث بعبث علها تخرج من كل هذا: هل كان عليّ نطق إسمه مبكراً أكثر من هذا لتنظري إلى بتلك العيون الجميله؟!
لتتحدث بصوت متعب: هل هاتفته؟، أومئ لها لتبكي أكثر مكمله: لما؟ لما لا أريد أن أراه..

مايكل بحزن: يجب أن تتحدثي معه أنا لا أعلم ماذا حدث بينكم لكل هذا لكن لاشيء سيكون بخير سوي إن تحادثتم لهذا ستتحدثي شئتي أم أبيتي، ولا أعلم إن كان م سأقوله الان سيشكل فارقاً أم لا لكن سأقول بذالك اليوم رأيته يبكي..
لتتوقف عن البكاء وهي تتسائل بلهفه: من؟ يبكي؟

مايكل بهدوء: إنه نائل بعد خروجه من الغرفه بكي بالخارج إن كان لا يحبكي لم يكن ليحدث هذا أقسم أنه أكثر شخص رأيته متماسكاً بحياتي فماذا فعلتي أنتي له باليومان الذي قضيتهم معه ليبكي؟! ليكمل بمزاح: فأنا أصبحت أخاف منكي!، لتشرد بحديثه بينما هو سمع صوت الجرس ليقف: بالتأكيد هذا نائل، ليهرول للأسفل سريعاً..
مايكل بابتسامة وهو يفتح الباب: لما تأخرت أيها اللع، لتختفي إبتسامتة ويقطب حاجبيه متسائلاً: من أنت؟!

ليرفع الاخر مسدس يوجهه لرأسه وتحدث بإبتسامة برزت منها سنته الذهبيه: هل طبيبتنا الفاتنه هُنا ياتري فأنا أطوق لرؤيه صنع يدي!

مايكل وهو يبتسم بتوتر ناظراً للمسدس الذي سيفجر رأسه: ولما السلاح يمكنك أن تراها من دون شيء فأنا لا أمانع، ليأومئ الاخر بابتسامة وهو ينزل يده الموجهه لرأسه ليباغته مايكل بإغلاق الباب بوجهه لكنه دفعه للخلف بقوه وهو يقهقه بتسليه هل يلعب معه ياتري؟! ثم ضربه على مأخره رأسه ليفقد الوعي وتوجه هو للأعلي..

ظل يسير بخطوات رشيقه وهو يدندن ببعض الكلمات مبتسماً يبحث عنها بكل غرفه بهدوء دون تعجل ليفتح الغرفه المنشوده وأخيراً ليبتسم بخبث عندما وجدها شارده ليقاطع شرودها بحديثه: أووه عزيزتي هل تتألمين؟!.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة