قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل التاسع عشر

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل التاسع عشر

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل التاسع عشر

كان الصمت هو مايطبق على المكان فهو كان ينظر لها بصدمه ممزوجه بتعجب تفاجأ لا يعلم ماهو شعوره أهو يشعر بالألم الان بسبب قولها أنها تكره حقاً لم يتألم يوماً بقدر تألمه الان لما هي من تألمه دائماً، نظر لها بتركيز وطالع هيئتها مجدداً هل هو من أخبرها أن ترتدي تلك الملابس هل هو من جعل حالتها تصبح هكذا إذاً ليريحها منه نهائياً...

فراس بهدوء وهو يتجاهل كل ألامه التي يشعر بها: عندك حق أنا السبب وهريحك مني نهائياً، ألين، إنتِ طالق..
توقف بكائها وهي تنظر له بصدمه فهي توقعت كُل شيء عدي تركه لها لكنه أثبت لها أنها لاتساوي شيء بكل سهوله دون حديث يذكر هزت رأسها وهي تنظر لها ثم ضحكت بقوه لتتحول تلك الضحكات لبكاء هستيري..

ألين وهي تبكي ووقفت قبالته لتضرب صدره بقبضتها: كنت فاكراك بتحبني، كنت فاكراك ممكن تضحي عشاني، كنت فاكره إن أنا غاليه عندك أكتر من كده، كنت فاكره إنك بتحبني زي مقولتلي هو ده الحب بالنسبالك هو ده إللي حلمت بيه معاك هي دي حياتي إللي رسمتها وتخيلتها معاك هي دي السعاده إللي حلمت بيها معاك هي دي حياتي إللي رسمتها وولادنا إللي كنت مستنياهم بفارغ الصبر عشان أحكلهم قصه حبنا كل ده إدمر قبل ميبدأ أصلاً، إنت لو كنت ختني ف حضنك بس كُنت ههدي والله كُنت ههدي وكأن مفيش أي حاجه حصلت أنا مكنتش محتاجه غير حضنك بس حضن يحتويني ويطمني إن كُل حاجه هتبقي كويسه لكن إنت كُل مره كنت بتستكترها عليا مستخسر إنك تطمني وتقولي إنك هتفضل معايا هتعاقبني شويه بس باقي عليا ومش هتسبني كُنت محتاجه بس إنك تطمني لكن إنت معملتش كده ولحد أخر لحظه مكنتش مستعد إنك تطمني عشان كده سبتني وبكل سهوله قولتلي إنتِ طالق، كان نفسي تبقي أخر مقابله بينا تكون أحسن من كده!بس عادي بقي مش هتفرق كتير، بتمنالك السعاده من كل قلبي ربنا يوفقك وتلاقي إللي تستاهلك وتحبها بجد، بلاش هي إللي تحبك عشان هتتجرح أوي أوي..

وتركته وذهبت لاتعلم من أين جائتها القوه لتصل لسيارتها وتنهار بعدها بداخلها وهي تبكي بصرااخ كما لم تبكي يوماً وضعت يدها على قلبها وهي تبكي بحرقه بألم هي لم تعنيها أنها تكرهه هي فقط كانت غاضبه لما يأخذ حديثها على محمل الجد هكذا لما؟.
وجدت هاتفها يرن أمسكته بيد مرتجفه وهي تُجيب..
هاله بقلق وهي تسمع صوت بكائها: ألين حصل إيه ومالك إنتِ بتعيطي؟!
ألين ببكاء: فراس سبني، سبني ومش هيرجع تاني..

هاله بحزن: إهدي وفهميني إهدي..
ألين بصوت مبحوح بسبب بكائها: فراس طلقني طلقني..
وأغلقت الهاتف وأدارت مُحرك السياره لتذهب..

بينما فراس جلس بمكانه أرضاً ولم يتحرك إنشاً فقط حديثها يتردد بأذنه وكأنها تلقيه على مسامعه الان وضع يده جهه قلبه يقبض عليه بعنف وكأنه يخبره لما ينبض إلى الان لما لما مازال على قيد الحياه لما يشعر بهذا الالم الان لما يريد أن يركد يوقفها الان ولا يستطيع التحرك لا يستطيع لقد أرهق هو أيضاً فهي لا تعلم مايشعر به وهي بعيده عنه لاتعلم كم الجحيم الذي شعر به والاخر يلمسها وكأنها إحدي أملاكه، لا تعلم كم أنه كان يحتاج لذالك العناق أكثر منها لاتعلم أن عناق منها يكفيه ليتركه على قيد الحياه..

كانت الساعه الثانيه عشر حتى دق هاتف فراس، فاعتدل بجلسته ومحي دمعه شارده قد سقطت من عينه وأجاب..
فراس بهدوء: ألو..
جود بحده: ألين فين ي فراس فين..
فراس بتعجب: هي لسه مجتش كانت معايا من تلت سعات مش عارف..
جود بتوجس: وحصل إيه معاكم وسبتها ليه!
فراس بهدوء: أنا طلقتها..

جود بصراخ: إنت غبي وغبي أوي كمان ولو فاكر لما تيجي تطلب ترجعلها إن حد هيوافق ألين إدتك فرص كتير وإنت خسرتهم بغبائك متلومش بعد كده غير نفسك، وأغلق الهاتف
زفر فراس ووقف ليذهب إلى المنزل وجد والدته تسير ذهاباً وإياباً ووالده يجلس وملامحه مقتطبه، عندما رأته هاله ركدت إليه بلهفه وهي تتحدث..
هاله بقلق: فراس ليه عملت كده ليه وهي فين دلوقتي..
فراس بضيق: معرفش ومحدش يسألني فاهمين..

عز: يعني إيه محدش يسألك مش دي مراتك!
فراس بهدوء: كانت مراتي
عز بحده: يعني إيه
فراس: يعني طلقتها
عز بهدوء: زي م طلقتها ترجعها..
فراس ببرود: أسف مش هرجعها تاني جوازنا كان غلطه من الاول
عز بغضب: مش إنت إللي تقرر فاهم ولا لا وأنا مش بخيرك أنا بقولك على إللي هيحصل ومش عايز نقاش ودلوقتي قدامي عشان هنروح نطمن إنها رجعت وهتردها ونرجع..
فراس: إعمل كل ده لوحدك مليش دعوه..

عز: معنديش ولاد تاني للأسف ياريت كان عندي بدل إللي أنا فيه ده..
فراس بتهكم: معلش بقي نصيبك كده..
عز: وده نفس النصيب بتاعك وجهز العربيه عشان إنت هتسوق يلا ي هاله وتوجهو للخارج بينما هو وقف ينظر لمفتاح السياره...

عادت إلى المنزل كانت عينها متورمه تسير بتثاقل لكنها وجدت عائلتها تجلس بغرفه الجلوس ومعهم هاله وعز ينتظرونها ومن هذا أليس هذا الذي عقد قرانهم هل هو هنا لتحصل على الطلاق نهائياً إبتسمت بانكسار وهي تنظر له ثم تحدثت..
ألين وهي تبكي: ده هنا ليه عشان أطلق رسمي صح..
ركدت إليها سعاد وهي تضمها بلهفه
سعاد بقلق: إنتِ كويسه كنتي فين ومالك بتعيطي ليه!
ألين بسخريه: إنتو معرفتوش إن فراس بيه طلقني خلاص..

هاله وهي تضمها: لا مش هيحصل ده هنا عشان يرجعكم..
ألين وهي تبكي: بس أنا مش عايزه أرجع مش عايزه..
وقف والدها بغضب وقد أمسك معصمها بنعف وهو يهزها بقوه: إنتِ مش بيتاخد رأيك هنا إنتِ بتنفذي وبس فاهمه ولا لا، وإيه الارف إللي لابساه ده كمان وكنتي فين لحد دلوقتي..

ألين بألم بسبب قبضته: مكنتش ف حته ومش هرجعله تاني ومش هلبس غير كده من هنا ورايح مش عجبكم إخبطو دماغكم ف الحيطه، لم تمر ثواني حتى هوي بصفعه على وجنتها أسقطتها أرضاً وكان سيعنفها لكن سعاد أمسكته وهي تترجاه أن يتركها بينما جود كان يحتضنها وهي تبكي بحرقه وهاله تتابعها بأسي وحزن كل هذا بسبب إبنها الذي لم يكلف نفسه أن يأتي وتشاجر مع والده ولم يأتي..

جود وهو يحاول تهدئتها: عشان خاطري إهدي إهدي متعيطيش كفايه..
لكنها كانت تبكي بحرقه جعلت والدتها تبكي وهي تحاول تهدئتها وهاله قد نزلت دموعها وهي تنظر لها وقد أقسمت ألا تُحادثه سوي عندما يصلح كُل شيء..
جود وهو يضمها إليه أكثر: هش هش عشان خاطري كا حاجه هتبقي كويسه..
ألين بصوت مبحوح: أنا، أنا كان نفسي يطمني زيك كده لكن هو معملش كده معملش كده...

جود بغضب بسبب حبها لذالك الغبي: بابا أنا مش موافق على الجوازه دي ومش هينفع تتم وهي مش موافقه مفيش جواز بالأكراه ف الشرع والدين..
عادل بحده: جود..
جود: مفيش جود إنتو مش هاممكم غير سمعتكم وبس لكن حياه ولادكم لا مش هاممكم غير الاسم والفلوس وبس حتى لو بنتك كبش فِدا مش مهم مش كده
عادل بغضب: متتخطاش حدودك وإتكلم بإحترام..
جود بتهكم: هو إنتو خليتو فيها إحترام أصلاً أنا مكسوف إني إبنك..

إلتفت وجهه للجهه الاخري جراء صفعه من والده وتحدث بغضب..
عادل: كلمه زياده ومش هعمل حسابك وهلغي فرحك إنت كمان ومفيش جواز..
جود ببرود: وإنت فاكر إنها فارقه معايا إلغي الفرح وطلقنا دلوقتي لو عايز بس ألين مش هترجع لواحد مبيحسش ومش بيقدرها تاني..
عادل: وإنت إختلفت عنه ف إيه وإنت موافق تطلق دلوقتي..
جود: أنا حاجه وهو حاجه ومش هترجعله تاني..

ألين بنفي وهي تلتقط أنفاسها: لا لا هرجعلو بس جود هيكمل ف كل حاجه زي م هو مش هيسيب نوران..
عادل بهدوء: محدش هيسيب حد فرحكم هيتعمل مع بعض زي مكونا متفقين..

أومأت ألين بهدوء وهي تبكي بينما جود ضمها مجدداً وهو يلعن نفسه لانه لم يستطع التحدث وإخباره أن زواجه صوري ولن يحدث شيء لكنه يعلم والده سيجبرها على العوده له وسيجعله يتركها لينتقي له فتاه على هواه هو لهذا لن يجعله بتحكم به مجدداً وسيترك كُل هذا قريباً...
جود بألم وحزن: مش هترجعيله أهو بتعيطي ليه تاني إهدي كفايه عياط عشان خاطري..
ألين ببكاء: بس هو مش عايز يرجعلي أنا عارفه ومش بيحبني مش بيحبني...

جود: إهدي طيب إهدي..
هاله بحنان: تعالي معايا تعالي غيري هدومك وخدي شاور عشان تفوقي تعالي، سعاد خليكي هنا هدي إنتِ الجو متخافيش أنا معاها...

بينما نادر كان يجلس على الاريكه بجانب فراش سجى ينظر لها بتركيز ثم هتف فجأه..
نادر: يعني بتقولي إن فؤاد ده عمل كده ف الاجتماع وخدك الشقه لكن لما خفتي رجعك وقلك هيقابلني، شكله وراه قصه كبيره فؤاد ده وعايز أقعد معاه فعلاً بس أبو عين بندقيه نفتضيله خلاص دنا كنت بدأت أحبه..
لم تعلم من غيظها ماذا تفعل فألقت عليه الستره التي كانت تحملها..

نادر بدراميه وهو يلتقطها: كده الجاكت بتاع أبو عين بندقيه تسدقي خساره فيكي، بس صوره إللي هنا هو صغير حلوه شفتها وقلتله إنك بتنامي حضنه الجاكت كمان..
سجى بصدمه: إنت بتهزر ونبي قول إنك بتهزر..
نادر بابتسامه: أنا بهزر..
سجى وهي تظفر بضيق: إنت بجد هتعمل كده.
نادر: ي قلبي أنا عملت، خلاص، المهم سيبك من ده وخلينا ف فؤاد إللي جي ده..
سجى بغيظ: نادر متعصبنيش فؤاد هو هو أبو عين بندقيه.

نادر بدراميه: بجد كان قلبي حاسس أصلي حبيت الاثنين قبل م عرف إن همه واحد ههههههه..
سجى بسزاجه: ههههههه اخرج بره يلا
نادر: كبرنا وبقينا عرايس ي قلبي..
سجى: مش موافقه أصلاً..
نادر وهو يضيك عينه: أومال هتسبيه يجي إزاي..
سجى ببرود: كنت هقوله ميجيش بس جري بالعربيه..
نادر بسخريه: وجرتيش وراه ليه مش معاكي عربيه...
سجى: أجري وري إيه براحته يجي يحرج نفسه ويمشي براحته أوي..
نادر: أنا من صفاتي مش بحب أكسف حد..

سجى بإيجاز: يعني..
نادر بابتسامة وهو يقف أمامها: هوافق عشان مش هكسفه، ثم ضرب كتفه بكتفها وأكمل و عشان إنتِ بتحبيه متنكريش عشان باين أوي أراهنك إنه عارف إنك بتحبيه..
نظرت له مفكره لبعض الوقت وتذكرت حديثه لها ثقته بالتأكيد يعلم لكن لاتعلم لما مكشوفه هكذا لما ف كل شيء..
نادر وهو يلكزها بجبهتها: سرحتي ف إيه إهدي ل حد م نتفق ونعملك فرحك أخر الشهر مع فراس..
سجى بسرعه: لالا طبعاً ده بدري أوي.

نادر وهو يغمزها: طب بزمتك مش نفسك تبقي جنبه ومعاه..
سجى وهي تتنهد بحراره وقد نست وجود شقيقها ولكن تصفيره لها جعلها تستفيق ووجنتيها قد إكتسبو الحمره بسبب الخجل..
نادر بابتسامة وصوت مرتفع: إيه ده ي جدعان سجى بتتكسف بتتكسف ي جماعه انا مش مصدق نفسي، كان فينك من زمان ي فؤاد عشان تظهر الانثي الجامحه دي، هههههههههه..
نظر لها وهي تضحك ثم ضمها وهو يقبل جبهتها بحنان لتبادله العناق لكنه تحدث..

نادر بتردد: سجى، مش لازم نقولهم برضه دول مهما كان بابا. وم..
سجى ببرود مقاطعه: أنا مليش أهل مليش غيرك ف الدنيا إنت وبس..
نادر بتبرير: سجى ي حبيبتي إفهمي ده جواز وأهلك لازم يبقو معاكي
سجى بنبره مرتجفه وأوشكت على البكاء: م، مش عاوزه أشوفهم مش عاوزه..
نادر وهو يربت على ظهرها: خلاص إهدي إهدي مش هقولك تاني مش هجيب سرتهم تاني...

سجى وقد بكيت وهي تتحدث: مش عاوزه أشوفهم تاني مش عاوزه يخرجو من حياتي مش عوزاهم..
نادر بحزن وهو يحتويها أكثر: هش، هش، إهدي متعيطيش إنتِ قويه ومش ضعيفه متعيطيش أنا علمتك إيه مفيش حاجه إسمها دموع محدش يستاهل دموعك إللي باعنا ميستهلش إننا نبكي عليه وإللي خرج من حياتنا مالهوش إنه يرجعها تاني وإللي إتخلي عنا ملهوش إنه يطالب بينا بس الموضوع بسيط ف متعيطيش عشان خاطري...

سجى وهي تأومئ وتحدثت بنبره متألمه: خليك جنبي متسبنيش أنام لوحدي..
نادر بحنان: حاضر مش هسيبك إهدي بس هروح أعملنا هوت شولكت وأجيلك بسرعه نرغي لحد الصبح أوكيه..
سجى بابتسامة: أوكيه..

أغمضت عينها وهي تتذكر والداها فهم إنفصلا عندما كانت صغيره كان نادر يفوقها سناً وقد فهم مايدور بينهم وقد إحترم قرارهم بالأنفصال وتركهم لمصر لكن سجى كانت المتضرره الوحيد فهي كانت صغيره تحتاج والدتها بكل خطوه لم تكن معها لقد بكيت وترجتها لكي لا تذهب لكنها لم تستمع لها وتركتها بينما والدها تحجج بالأموال وأنه بسبب مستقبلنا والجميع تركهم وهي لم تجد سوي نادر بجانبها لم يكن سواه سندها بتلك الحياه هو من علمها كل شيء فهي حتى ببعض الاحيان كانت تذهب لغرفته ليلاً تجده يبكي وهو ينظر لصوره والداه وهو يخبرهم كم يحتاج إليهم وكم أن المسئوليه تثقل كاهله، لهذا تكره تحمل المسئوليه وتكره العمل لكي لايأتي يوم تترك به من تحب من أجل الاموال والعمل وتأمين المستقبل وأشياء من هذا القبيل وربما قد أحبت فؤاد بسبب أنه ليس ثرياً لكي لا تتحقق أكبر مخاوفها وينشغل بالعمل عنها وعن أولادها، لا تعلم لما تفكر بالأطفال مع إنها تكرههم لكنها تعلم بداخلها ومدركه تماماً أنها ستحب أن تنجب إن كان فؤاد هو من سيكون أباً لأطفالها ستفعل المستحيل من أجله ومن أجل أن يظل منزلهم ملئ بالدفئ كما تخيلته تماماً ولن يقف أمامها مثل تلك العوائق التي واجهت والداها وجعلتها تلك البارده التي لاتُبالي ولم تكن محبوبه تتمني لو تعود بالزمن للوراء لكونت صداقات جيده حقاً لكنها أمنيه بالنهايه فقط الحياه دون أموال وثراء جميلة دون العيش بتكلف وعمل حساب كل خطوه كل هذه الاشياء تبغضها...

قطع شرودها وصول نادر: الجميل سرحان ف إيه..
نظرت له بابتسامة: بفكر أصلي مسمعتش صوت المطافي عشان يطفي المطبخ وكده
نادر بابتسامة صفراء: ظريفه..
سجى ببرود: زيك، وهات وأخرج بره..
علم من نبرتها أنها إستعادت نفسها ونهرت نفسها بعقلها لأنها طلبت أن يبقي معها فهي إمتنعت عن هذا منذ طفولتها كانت تفضل عدم النوم من الخوف وهي جالسه على الفراش تضم نفسها على أن ينام معها لكي لاتخاف..

نادر ببرود: البيت بيتي ومش خارج، وياريت تنجزي وتتجوزي بسرعه عشان هتجوز هنا وهخلي الاوضه دي للكراكيب..
سجى باستنكار: كراكيب عشان أرميك بره وربنا..
نادر بابتسامة: طيب تتحوزي أخر الشهر مع فراس ومش هعمل حاجه للقوضه..
نظرت له وهي تمثل التفكير ثم هتفت: موافقه..
نادر بعدم تصديق: طب إحلفي كده..
سجى: وحياتك عندي..
نادر بسخريه وهو يمزح: عارف إن حياتي مالهاش لازمه عندك يلا إحلفي مش مسدق.

سجى: وربنا موافقه خلاق بقي، بس مش هتقول معاد غير لما يقول هو عايزه إمتي الاول، فاهم..
نادر بابتسامة: تمام تمام
سجى بتحذيز: فاهم..
نادر بضيق: قولنا زفت خلاص إتخمدي يلا كتك الارف.
سجى ببرود وهي تركله ليقع من على الفراش: غور بره يلا من هنا
نادر وهو يتوعدها: بقي دي أخرتها ي بنت. ال
سجى بشهقه: ي سافل ي وسخ أخرج بره ي قليل الادب ي متحرش هبلغ عنك..
نادر بستهزاء: متحرش إيه ي روح أمك إنتِ..

سجى: انا عايزه انام تصبح على خير، وولته ظهرها ووضعت الفراش عليها لتنام..
تنهد وأغلق الباب خلفه فهو ذكرها بوالدتها بقوله، فتح الباب بندم لكي يراها فوجدها تقف تلتقط الستره من الارضيه وتستنشقها وتحتضتها وتغفي بعدها، فقال بنفسه..
نادر محدثاً نفسه بابتسامة: أكيد ده أجمل حاجه ف حياتك دلوقتي..

هاله بحنان: أنا أسفه أنا السبب ف كل ده دي فكرتي أنا أسفه بجد..
ألين وهي تنفي: لا ي ماما إنتِ خلتيني أخد بالي من حجات أنا مكنتش أعرفها فراس مش بيحبني أنا عرفت كده هو معجب بجمالي وبس مش بيحبني...
هاله بإصرار: لا فراس بيحبك سدقيني وهسبتلك ده..

نظرت لها بقلق مثل تلك المره لكن هذه المره طمئنتها: متخافيش مفيش حاجه هتحصل ومش هتشوفيه كل إللي هعمله أنا هتكلم معاه ف البيت وهتصل بيكي تسمعي إللي بيقولو ومش بيبقي عايزك تسمعيه...
أومأت لها ألين بقله حيله وهي تستند برأسها على جزع الفراش تفكر...

تركتها هاله ل تطمئنهم بالأسفل وذهبت هي وعز وبقي الجميع جالس بصمت لم يكسره احداً بحديثه فالجميع حزين وعادل أكثرهم فهو صفعها لأول مره بحياته وأمام أُناس أخرون أيضاً وهذا مالم يتحمله أن يري أحداً كسره أطفاله وضعفهم سواه...

هاله وهي تهتف بالمنزل: فراس فراس فراس..
لم يرد أحد لكنها سمعت صوت من غرفه الملاكمه الخاصه به فذهبت سريعاً وهي تطلب رقم ألين لتسمع صوت ألين بعد بعض الوقت دلف للغرفه ووضعت الهاتف بمكان قريب منهم لتبدأ محاكمته...

هاله بغضب دون إكتراث لحالته الباهته وحبات العرق التي تتساقط منه ب غزاره وملامحه المرهقه ويده التي بدأت تنزف مجدداً دون أن يراها: إنت عجبك إللي عملته ده! ليه عملت كده ليه إنت عارف إن عادل ضربها بالقلم وقدامنا كلنا النهارده بسببك إنت..
صرخ بها بقوه بسبب غضبه وكثره الاتهامات التي يلقوها عليه: كويس إن أنا السبب عشان مترجعليش تاني كويس أوي..

وإلتفت يضرب الكيس أمامه بغضب جامح دون أن يلقي بالاً لأي لعنه أمامه..
هاله وهي تزفر فهي لاتعلم ماذا تفعل معه: إنت ليه بتعمل كده ليه مش هي دي إللي جتلي بسببها وقولتلي إنك تعبان من غيرها ومش قادر تأذيها مش هي دي إللي مش هتستبدلها بأي واحده!حصل إيه؟!

فراس بحده وصوت متألم خرج من أعماقه: حصل إن أنا مش قادر أسامحها مش قادر قلبي بيوجعني عليها بس مش قادر عقلي رافض ومتقوليش إن الموضوع تافه عشان إنتِ أكتر واحده عارفه الكذبه الصغيره دي حصلي إيه بسببها زمان تحبي أفكرك؟!، لو إنتِ نسيتي أنا عمري م هنسي وهيفضل الكذب عندي خط أحمر ومش هسامح فيه أبداً، وبعد كُل ده بتقولي مش بحبها، أنا إللي بيكذب عليا بقطع علاقتي بيه بس معملتش معاها كده سمعتها لأخر لحظه مخرجتهاش من حياتي زي م عملت من ناس كتير قبلها، بعدت عنها عشان أحميها مني ومن غضبي بس هي مقدرتش ده مش قادره تستوعب إني بحميها ورايحه تسهر وتخلي إنسان رخيص يلمسها بكل حريه وقدامي، عارفه إحساسي كان إيه سعتها وأنا شايف واحد تاني بيحط إيده على مراتي وأنا واقف بتفرج عليها..

هاله: إنت عملت زيها..
فراس بغضب وهو يشد شعره بقوه: فاكراني مبسوط أوي أنا كنت قرفان قرفان من نفسي ومن المقرفه إللي مش هممها غير الفلوس ومتعتها وبس، أنا مش عايز حد غيرها مش عايز ألمس غيرها مش عايز أكون لحد غيرها هيه وبس، بس هي إللي إطرتني أعمل كده لما عرفت إنها رايحه وهي متعرفش عواقب المكان إللي رايحاه..
هاله: أنا إللي قولتلها تعمل كده..

فراس بسخريه: براڤو عليكي براڤو، بس ده مش مبرر هي مش صغيره مش إنتِ إللي قولتلها تلبس اللبس ده ومش إنتِ إللي خلتيها ترقص مع ده ومش إنتِ إللي قولتلها تقولي بكرهك ومش إنتِ إللي خلتيها توصل للمرحله دي مش إنتِ..
هاله وهي تترجاه: فراس حبيبي إنت عارف إن هي بتحبك ومش قصدها كل ده ده وقت غضب..
فراس بنبره متألمه: وأنا كمان مش قصدي، جرحتها مش قصدي برضه ده كان ف وقت غضب..
هاله بحده: فراس إنت عارف إنها بتحبك..

فراس بألم وجثي على ركبتيه يتحدث بهدوء: منا كمان بحبها، يمكن محبتهاش مده طويله زي م هي حبتني بس والله بحبها وغاليه عليا أوي أكتر مما تتخيل، قالتلي إنت مضحتش عشاني أضحي بإيه وأنا كُلي ليها، قالتلي كانت فاكره إنها غاليه عندي أكتر من كده بس هي متعرفش غلاوتها عندي قد إيه، قالت كانت فاكراني بحبها! أومال أنا بعمل إيه لو أنا مش بحبها يبقي ده إيه كل العذاب إللي أنا فيه ده من إيه هاا؟! طيب قلبي بيوجعني لما بتتجرح ليه دموعها بتخنقني ليه، ليه مش عايز غيرها من الدنيا ولو مش هيه مش عايز حد غيرها ليه! لما شوفتها بتتعذب سبتها عشان ترتاح على حسابي أنا ده إسمه إيه، هاا قوليلي لو ده مش حب يبقي خلاص مش بحبها بس قوليلي ده إيه هااا ليه حضن منها كفيل إنه يخليني أنسي الدنيا؟!، أنا برضه مكنتش محتاج منها غير حضن حضن وبس، هي فاكره إن هي لوحدها إللي بتتعذب هي لوحدها إللي محتجاني جنبها! أنا محتاجها أكتر أنا كنت محتاجها جنبي ف كل لحظه مش عايز غيرها هي وبس عايزها تفضل جنبي و ف حضني ومستحمل وساكت، شايفه إيدي دي محدش كلف نفسه يسألني مالها! دي بس عشان جرحتها معرفتش أطلع غضبي ف إيه غير كده، كل ألم حَسِت بيه أنا حسيت أضعافه، أنا مش كويس مش كويس خاالص ف كفايه لحد كده كفايه أوي إن كلكم محملني الذنب وأنا الوحش ف نظر الكل ف كفايه أوي أنا وحش ف سبوني ف حالي...

ووقف ليذهب لكنها شدته إليها ليسقط أرضاً لتضمه بحنان إلى صدرها ليتشبث بها أكثر وقد بكي لأول مره بحياته بكي بكي من أجلها هي بكي بألم فهو يتعذب ولا يستطيع أحداً مداواته سواها..

بينما بالجهه الاخري كانت ألين تضع يدها على قلبها وهي تبكي بحرقه مستمعه لكل حرف خرج من أعماقه فهي تعلمه جيداً صوته متألم وقد تذكرت يداه عندما رأتها مضمضه أهاذا بسببها، بينما جود كان يجلس بجانبها بهدوء يستمع لكل شيء وقد أثر به حقاً فهو أهانه وكأنه المُخطأ الوحيد...

هاله وهي تربت على ظهره تهدئه: حبيبي إهدي إهدي أسفه والله عشان مختش بالي من كل ده أسفه، لم يرد بل ظل صامت يبكي كي يشعر ولو قليلاً من الراحه..
هاله بحنان: فراس ي حبيبي أسمعني لزما إنت بتحبها متمنعش نفسك عنها متعذبش نفسك وتعذبها معاك إنسي كل حاجه، وبعدين بعد كل ده تفتكر إن هي ممكن تكذب عليك تاني؟!

فراس وهو يستقيم ويعدل من نفسه ويمحي دموعه بعنف فهو أصبح محط سخريه أمام نفسه بالفتره الاخيره: أنا مش عايزها متكذبش عشان خايفه إني أسبها أنا عايزها تعمل كده عشان فيه ثقه متبادله بينا مش عشان الخوف..
هاله بهدوء وهي تربت على وجنته: حبيبي إفهم خلاص دلوقتي كل حاجه إنتهت وطلقتها صح، ورجعت تاني ممكن تبدأ صفحه جديده؟!

فراس وهو يهز رأسه بحزن: مش هينفع ي ماما، مش هينفع، ألين مشفتش بسببي غير كل ألم وأنا مش بحب أكون سبب ألم حد وجرحو عشان كده سبتها لما لقيتها بتدمر نفسها بسببي بترمي نفسها ف النار عشان تحركني مقدرش..
هاله برجاء: فراس..
فراس مقاطعاً: لو سمحتي ي ماما، إنتِ شوفتي حالتها عامله إزاي! هي فعلاً عندها حق كل حاجه حصلت بسببي، مش سعيده مطفيه وكل ده بسببي..

هاله بحنان: طيب إنت بتبص للوحش ليه! ليه مش شايف الحجات الحلوه ليه مش فاكر لمعه عينها وسعادتها وإنت معاها ليه مش فاكر لحظاتكم الحلوه مع بعض وتسترجع فيها كل حاجه وتعرف كانت حالتها أزاي، هااا سكت ليه، عشان كانت سعيده ومبسوطه وإنت كُنت سعيد ومبسوط عشان كده مش مستحمل الوضع ده وفعلاً ده وضع محدش يتحمله ولازم تحلو مشاكلم سوي مش لمجرد مشكله تحصل تعملو كل ده! إفرد إنكم متجوزين هتعملو إيه وإفرد إنها حامل كنت هتعمل إيه برضه، فراس ي حبيبي إنتو لسه صغيرين ومشفتوش حاجه من الدنيا و عشان تواجهوها سوي لازم تبقو أقوي من كده ولازم تفضلو متمسكين ببعض مهما حصل سمعني.

فراس: مش هقدر، عشان ف اللحظه إللي هحس فيها إنها ف خطر بسببي هسبهي عشان مش هسمح إن حاجه تمسها ولو على حساب عمري..
هاله بضيق بسبب عنده: فراس إنتو كده هتبقو ضعاف جداً وأي حد سهل يفرق بينكم إنت مدرك ل كده..
فراس: مش مدرك ل حاجه ومش عاوز حاجه كفايه كده، مش بعمل إللي إنتو عاوزينه؟؛عايزين ايه تاني...
هاله بهدوء: طيب وبعدين فرحكم بعد أسبوعين وحالتكم كده هتعمل إيه؟!

فراس ببرود: مش هنعمل حاجه هنتجوز وبعد فتره هنطلق..
هاله بحده: إنت إتجننت تطلق إيه..
فراس ببرود: منفعناش لبعض متفهمناش وارده ف حياه أي إنسان إنها تحصل إيه المشكله..
هاله بتهكم: طيب ومتجوزها ليه طالما هتسبها لو فاكر إن...
لكنه قاطعها لانه علم ماذا ستقول: من قبل متتكلمي أنا مكنتش هلمسها أصلاً من الاول عشان ألمسها دلوقتي..

هاله باستنكار: طيب وليه كل ده سبها أحسن وأنا هقنع عز عشان تسبها بس قولي إنت عايز تسبها ومتأكد من كده؟!
فراس ببرود وهو ينظر لعينها: أيوه متأكد، مش عايزها..
هاله بسخريه: كذااب إنت كذااب ي فراس، إنت مش عايز حد ف حياتك قدها..
فراس بسخريه: إنتِ بتسمعي إللي قولته من شويه؟!

هاله بحده ولغه آمره: لا بقول إللي شيفاه، وإسمع بقي الفرح هيتعمل وهتعيش هنا معانا وف الاوضه بتاعتك إللي فوق دي ومش هتتنقل وتستقر لوحدك غير لما تصلح كل حاجه وأتأكد أنا بنفسي فاهم..
وتركته وغادرت الغرفه وأخذت الهاتف بغضب وأغلقته بعنف وصعدت لغرفتها..
نظرت ألين إلى جود بتخبط فابتسم يطنئنها: جود طول م هي معاكي هتساعدك كتير إسمعي كلامها..

أومأت بهدوء فقبل جبهتها وهو يتنهد متذكراً صفع نوران له فهو لم يتفاجأ بحياته مثل يوم أمس كان الجميع قد إتفق ضده فهو أخذ صفعتين أمس من والده ومن المفترض أنها زوجته لما لأنه قبلها مثير للسخريه صحيح!.
ألين بهدوء: جود حبيبي مالك ف حاجه مديقاك صح، وعشان كده كُنت منفعل ومستعد تسيب نوران كمان مش كده؟؛
جود بابتسامه متوترة فهو قد كشف: لا، لا طبعاً فهمتيني غلط أنا تمام الحمد الله وكل حاجه كويسه..

ألين بهدوء: أنا عارفه إنكم مش بتحبو بعض بس نوران بنت تجنن وتستاهل كل خير وهتسعدك...
جود: ليه بتقولي كده؟
ألين بابتسامة: نسيت إننا كالنا كلنا مع بعض أنا وإنت وفراس ونوران ف الشركه!بنتغدي مع بعض..
جود وهو يتذكر ثم ضرب جبهته عندها تذكر..
جود: اه اه
ألين وهي تلكزه بكتفه: طب يلا بقي أحكيلي إللي حصل..
جود بمشاكسه وهو يقرص وجنتها: نامي إنتِ دلوقتي عشان ترتاحي وهحكيلك بعدين، يلا، وقبل جبهتها وترك الغرفه وذهب..

بينما هي تنهدت وقد شعرت ببعض الراحه ف فراس على الاقل مازال يحبها، فظلت تفكر ببعض التعقل حتى غفيت...

عاد جود لغرفته وقد أخذ حماماً دافئاً وتدثر بالفراش جيداً يضع يده على جبهته يفكر وهو يحدق بالسقف حتى رن هاتفه فلم تكن سوي باسمه...
جود بابتسامه: إزيك ي ماما
باسمه بحنان: الحمدالله ي حبيبي الحمد الله..
جود بتوجس فهو يعلم ماذا ستقول: في حاجه ي ماما..
باسمه ببعض الضيق: نوران رجعت النهارده من الشغل بيتعيط جامد ومأكلتش ومقالتش غير إنها هتنام ولحد دلوقتي مشفتهاش..

جود وهو يتنهد ليبدأ بقص كل شيء حدث ليكمل: أنا مش عارف عملت كده ليه وأنا وعدتها مش هلمسها بس معرفتش أعمل غير كده كنت عايز أثبت إنتمائها ليا ومعرفتش غير بالطريقه دي فاهماني ي ماما؟!..
باسمه بابتسامة فهي تعلم ماذا أصابه: فاهمه ي جود فاهمه، أنا هكلمها..
جود بترجي: لا متكلمهاش غير لما تيجي هي تتكلم وتسمعيها وتعرفي إيه إللي مديقها أرجوكي..
باسمه بابتسامة: حاضر ي جود حاضر.

جود بامتنان: شكراً، تصبحي على خير..

جاء صباح يوماً جديد، كانت سجى تسير بالطريق بلا هدف فهي إستيقظت باكراً ولم تجد شيء لفعله فخرجت للركد قليلاً..

فكانت تسير بهدوء حتى وجدت سياره سوداء بجانب الطريق ذهبت إليها بخطوات شبه راكده بابتسامه طفوليه ووقفت أمام النافذه المغلقه تنظر لخصلاتها بتفكير ثم رفعتهم للأعلي متحيره وهي تقوس شفتيها هل تتركه هكذا ثم أخفت نصفه لتراه وهو قصير لكنها شهقت عندما وجدت النافذه تفتح بهدوء ليطل منها فؤاد وهو ينظر لها بابتسامة لن تعهدها منه..
فؤاد وهو ينظر لخصلاتها: هو طويل أحلي سبيه كده، لو رأيي يهمك يعني!

من تفاجأها لم تعلم ماذا تفعل لتلتفت وتذهب بعيداً بخطوات سريعه لكن كاحلها إلتوي لتسقط أرضاً..
ظفر فؤاد بضيق وهو يترجل من السياره ذهب إليها وجثي على ركبتيه وهو يمسك كاحلها يدلكه لها..
فؤاد بحده وهو يوبخها: بتمشي بسرعه ليه ي غبيه إنتِ...
سجى بضيق وهي تكاد تبكي من الألم: أنا مش غبيه..
وأبعدت يده لتقف وتسير مجدداً لكنها سقطت متأوهه بألم بجانبه مجدداً..

فؤاد وهو يمسك كاحلها مجدداً بضيق: بطلي عِند وإثبتي عشان رجلك..
سجى وهي تبعد قدمها: مش محتاجه مسعدتك ف حاجه شكراً..
ضغط على كاحلها بغيظ جعلها تتأوه أكثر وقد سقطت دموعها بسببه ندم في بادئ الامر لكنه تمني لو يهشم قدمها وليس أن يطغط عليها فقط بعد شتمها له..
سجى بألم وهي تبكي: براحه ي حيوان..
فؤاد بصدمه: نعم!مين الحيوان..
سجى بألم: إنتَ..

فؤاد وهو يتنهد: أنا هعتبر نفسي مسمعتش حاجه، ثم أكمل بنبره حانيه الوجع خف شويه؟!.
أومأت بخفه ونظرت له وهو ينظر لقدمها بتركيز يدلكها برفق تأملته وقلبها يرقص فرحاً بسبب قربه منها ولمسه لقدمها...
رفع رأسه ليتحدث لكن الكلام وقف بحلقه وهو يراها تتأمله ليبادلها.

النظرات حتى وقعت عينه على شفتيها إقترب أكثر حتى تلاصقت أنوفهم كاد يقبلها لكنها إنتبهت لنفسها لأنها أخذت قرارها لن تتركه يعبث معها وقتما يشاء لهذا دفعته بعيداً عنها جعلته يسقط على الارضيه الصلبه بصدمه..
حاولت الوقوف حتى وقفت باستقامه وبدأت تسير ببطء بسبب ألم قدمها ولكن ثوانِ قليله ووجدت قدمها معلقه بالهواء بسبب حمل فؤاد لها..
سجى بتوتر: إن، إنت بتعمل إيه..
فؤاد: إنتِ شايفه إيه..

سجى بضيق وهي تلوح بقدمها ف الهواء: شايفه إنك تنزلني عشان إنت بدأت تتخطي حدودك معايا، وده مش كويس ف نزلني لو سمحت..
فؤاد بنبره ذات مغزي: مش بتخطي حدودي ولا حاجه أنا جوزك المستقبلي برضه ولا نسيتي..
سجى وقد إقشعر جسدها بسبب نبرته فقالت بضيق: لا مش جوزي ومش هتكون ومش عايزاك نزلني..
فؤاد بحده: إهدي وبطلي تتحركي بدل م هسيبك تقعي..
سجى بضيق: سبني محدش قلك شلني..

ظفر بضيق وهو يتقدم ليضعها بالسياره دون أن يعبأ لحديثها وتذمراتها وبدأ بالقياده ليوصلها للمنزل..
فؤاد: لو رجلك تعباكي أوي متجيش الشغل النهارده..
سجى بابتسامه صفراء: شكرا للنصيحه ولما أحب أغيب مش هستني لما أخد الاذن منك..
أومأ فؤاد بتفهم وقد إعتلت شفتيه إبتسامه سخريه تعجبت لها..
فؤاد: تحبي الشقه تبقي لونها إيه؟!

ظفرت بضيق: إنت مبتفهمش أن، لم تكمل بسبب توقفه فجأه جعل إطار السياره يحتك بالارضيه بعنف وتحدث بغضب..
فؤاد بحده وصوت مرتفع أفزعها جعلها تنتفض ف مقعدها: لأخر مره هقولهالك لما تتكلمي معايا تتكلمي باحترام فاهمه ولا لا..
سجى بصوت مرتجف فهي لم يتحدث معها أحداً هكذا من قبل: أنا مقولتلكش إتكلم معايا..

وهمت بفتح الباب وهي تجاهد لكي لا تبكي لكن دموعها سقطت وهي تحاول فتحه لكنه أغلقه من الداخل لكي لا تذهب فصرخت به..
سجى بصراخ: سبني أخرج إنت عايز إيه سبني..
فؤاد بهدوء بسبب بكائها الذي أصبح لا يفهمه ويكرهه أيضاً: إهدي متعيطيش..
سجى بألم وهي تبكي: مش ههدي مش ههدي إنت ليه بتعمل كده وليه دايماً مُصِر إنك تشوفني ضعيفه قدامك ليه..
فؤاد بضيق: إنتِ مش فاهمه!.

سجى وهي مازالت تبكي: أفهم إيه، أنا عمري م كنت كده ومش عاوزه أبقي كده مش عاوزه، مش عاوزه أبقي ضعيفه بالطريقه دي وأنت السبب من ساعه مدخلت حياتي وأنا مش بعمل حاجه غير إني بقيت ضعيفه وبتقصر بكل حاجه حوليا..
أوقف السياره بجانب الطريق وإلتفت ليكون مقابلاً لها، وتحدث بنبره رقيقه يشوبها الحنان وهو يزيل دموعها بإبهامه..
فؤاد بحنان: وإنتِ ليه فاكره كل ده ضعف؟!مش يمكن دي طبيعتك إللي إنتِ لسه متعرفيهاش.

سجى بألم: مش عاوزاها مش عايزه الطبيعه دي عشان هتضعفني مش عاوزه حاجه تقصر فيا مش عاوزه حاجه تحرك مشاعري تعلقني بحد ولا تخليني أزعل على حد مش عاوزاها..

نظر لها بحزن فهو لايعلم كيف يخبرها أنها ليست كما تظن ليست تلك البارده التي لا تعبأ بشيء هي رقيقه حساسه لكنها تخفي كل هذا بحصن منيع ظناً أن لا أحد سيخترق هذا الحصن، هو يحبها ولكنها لن تصدقه هو حتى لم يصدق نفسه هو فقط أدرك بعد رؤيتها أنه لن يتوقف عن إرادتها والتفكير بها وفكره أن يكمل طريقه دون الالتفات للخلف ويتركها لغيره تزعجه بطريقه ليست عاديه هو لن يتركها لغيره لن يتملكها غيره، أخرجهم من ذالك الهدوء قولها..

سجى بهدوء: روحني..
لم يتحدث فقط أوصلها للمنزل بهدوء وراقب دخولها للمنزل فكانت تسير ببطئ بسبب قدمها ويبدو عليها الاحباط، تنهد وغادر وذهب للعمل مباشرتاً فهو لايريد العوده للمنزل لكي لايفكر كثيراً وخاصتاً بها...

مر الوقت سريعاً وذهبت سجى إلى العمل بمزاج متعكر صباحاً فمرت أمام الفتاه التي من المفترض أنها مساعدتها لكنها لم تجدها، نظرت حولها بتعجب وجدت فتاه أخرى تجلس مكانها شعرت أنها رأتها من قبل لكنها بعدت تلك الافكار من رأسها لتركز بعملها، بينما الفتاه الاخري تبادلها النظرات فمن هذه الفاتنه ذات القوام الممشوق والوجه النقي دون مساحيق تجميل أليس المدير بشهر عسله هو وزوجته فمن هذه إذاً..
سجى بتعجب: هي فين؟

=: هي مين؟!
سجى بإيجاز: السكرتيره
=: كان أخر يوم ليها إمبارح من النهارده أنا الجديده..
سجى وهي تأومئ: أوكيه تمام أنا سجى وهبقي المديره هنا ل حد على ميرجع من شعر العسل، إنتِ إسمك إيه بقي؟!
=: لارا إسمي لارا..
سجى بابتسامه: أوكيه ي لارا..

وتركتها ودلفت لمكتبها ووقفت أمام النافذه لبعض الوقت حتى تكذكرت شيء لتهم بالخروج لمحادثه لارا، لكنها تصنمت عندما وجدت لارا تحتضن فؤاد بحميميه ثم فصلت العناق ووقفت تحادثه وهي تمرر يدها على صدره المكشوف بلوعوبيه بسبب فتحه لأزرار قميصه، فتذكرت سجى تلك الفتاه ف النادي إنها نفسها..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة