قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية انشق قلب القمر للكاتبة شاهندة الفصل السابع والعشرون

رواية انشق قلب القمر للكاتبة شاهندة الفصل السابع والعشرون

رواية انشق قلب القمر للكاتبة شاهندة الفصل السابع والعشرون

كانت تنام علي صدره العاري بعد جولة من عشق أطاحت بخفقاتهم وأسكنتهم في نهايتها جنان الحب، مرر يده في خصلات شعرها الناعمة يقول بحب: انا لغاية دلوقت مش مصدق انك هنا في حضني وانك جيتي لحد عندي مبرآني وواثقة فيا من غير ماأبرأ نفسي قدامك.

اعتدلت قليلا تستند علي كوعها تنظر إليه قائلة بابتسامة: احتجت بس شوية وقت وتفكير بعيد عن شيطان كان عايز يفرقنا، نصيحة من أمي عملت بيها ووقتها اتأكدت انك لايمكن تخون وأكيد فيه تفسير للي شوفته.
تنهد قائلا: مامتك دي ست مفيش منها اتنين. ياريت أمي كانت زيها.
مررت يدها علي وجهه قائلا: عشان خاطري متزعلش وتبوظ اللحظات الحلوة اللي احنا عايشينها دلوقت.

أمسك يدها يطبع قبلة علي باطن كفها فطالعته بحب، سحبها فاعتلته يقول بفضول: قوليلي عرفتي مكاني ازاي؟
هزت كتفيها قائلة ببساطة: كلمت عمي مراد وسألته.
أعاد خصلة إلى ماوراء أذنها قائلا بحب: مراتي شطورة.
مراتك بتحبك.
اقترب بثغره من ثغرها فوضعت أناملها علي شفتيه قائلة: طيب مش هتقولي ايه حكاية الصور اللي شفتها دي؟
لازم أقول يعني. لسة شاكة فيا ياميسون؟

قالت بيقين: مفيش أي ذرة شك جوة قلبي من ناحيتك، فضول مني مش أكتر ولو مش حابب تتكلم، بلاش.

ابتسم قائلا: نفين تبقي اختي في الرضاعة أصل ماما مكنتش بترضعني، كانت رافضة الرضاعة عشان متبوظش جسمها، ووالدة نفين الله يرحمها كانت جارتنا وكانت دايما بتاخدني وترضعني وقتها، كانت الأم اللي اتحرمت منها. مقابلتي لنفين كانت من حوالي أسبوع. كانت لسة راجعة من السفر وقابلتها صدفة قدام شركتنا، البوسة والحضن أخويين ولو دققتي فيهم هتشوفي ده. نسيت بس أقولك واحكيلك وقتها رغم اني طلبت منها تجيلنا عشان أعرفك بيها.

شعرت بالحزن من أجله متسائلة كيف لأم أن ترفض رضاعة طفلها من أجل أي شيء؟ أفاقت علي لمسته لوجنتها و صوته الهامس بحنان قائلا: احنا مش قلنا بلاش حزن يبوظ علينا لحظاتنا الحلوة، أنا مش عايزك تزعلي عشاني. أنا ربنا عوضني بيكي ياميسون. يلا وريني الابتسامة الحلوة اللي وقعتني في حبك.
ابتسمت تتطلع اليه بحب فاقترب منها يلتقط شفاهها في قبلة اجتاحت مشاعرهم بطوفان حب أغرقهم في قراره العاشق.

كان مالك يقود سيارته عائدا من العمل تجاوره أخته غادة حين عقد حاجبيه وهو يرى جذع نخلة يسد الطريق، أمر أخته قائلا: إنزلي تحت. حالا.
أيوة بس...
قاطعها بحزم قائلا: اسمعي الكلام ياغادة، مش عايزك تظهري لغاية ماأقولك. مفهوم؟
توارت بالفعل هامسة بقلق: هو فيه حاجة؟
أتمني لأ بس الحذر واجب أنا هنزل أشيل الجذع من طريقنا. وباذن الله نروح البيت من غير مشاكل.

أوقف مالك سيارته وهو يهبط منها لاعنا نفسه لجره أخته وسط هذا الخطر الذي يحيط مهمتمها الأخيرة، كان عليه حين عرف حجم المتورطون بالقضية أن ينحيها بعيدا علي الفور ولكنها لم تكن لتسمع كلامه.

عنيدة مثله. بل أكثر عندا والعند يزج بصاحبه دائما إلى حلقة الخطر، اقترب من الجذع وانحني يرفعه فأحاط به رجلين بسرعة، رفعت غادة وجهها بحذر تطالعه فكتمت شهقة حين رأته يقاوم أحدهم ويوجه له لكمة تراجع علي إثرها المجرم بينما ضرب الآخر مالك بفوهة مسدسه على رأس الأخير فاسودت الدنيا من حوله ووقع مغشيا عليه، اغروقت عينا غادة وهي تشاهد مايحدث خلسة. بينما حمل الرجلين أخاها ووضعاه داخل سيارة جيب، نزلت إلى أسفل بسرعة ترفع يدها عن ثغرها، تبكي في صمت خوفا على أخاها تمد يدها وتسحب هاتفها من حقيبتها تتصل بالشخص الوحيد الذي تثق بأنه سيهب لنجدتها هي وأخاها الضابط ممدوح ماان أجاب حتى قالت من بين دموعها: إلحقنا ياممدوح أخويا اتخطف. اتنين مجرمين في عربية جيب طلعولنا علي الطريق.

صرخت عندما فتح الباب جوارها وسحبها أحدهم من شعرها بينما أخذ الآخر الهاتف من يدها يلقيه أرضا ثم يكسره بقدمه، هدرت قائلة بغضب: سيب شعري ياحيوان، انتوا عايزين مننا ايه؟ بقولك سيبني.
لكمته في بطنه فلطمها بقسوة حتى نزت الدماء من جانب ثغرها، ثم وضع الرجل الآخر منديلا علي فاهها يحمل رائحة غريبة لم تستطع التعرف عليها ليحيطها السواد قبل أن تقع بدورها مغشيا عليها بين ذراعي خاطفها.

استيقظ مالك يشعر بأنه مقيد بحبل يتدلى من السقف يشد يديه إلى الأعلى و يحوط خصره فيرفع جسده عن الأرض ويجعله يتدلى، لايري محيطه وقد أحاطت وجهه عصابة حجبت عنه الرؤية، استمع إلى صوت مقيت يعرفه جيدا يقول بشماتة: الظاهر انه فاق، شيلوا عنه القماشة دي خليه يشوفنا.
أزاحوا بالفعل غطاء رأسه فطالعه وجه يكره ملامحه ليقول مالك بسخرية: رجعوها مش عايز أشوف الأشكال دي.

اقترب منه عاصم صديق أخاه الضابط المرتشي الذي فضحه مالك ذات يوم في احدي تحقيقاته وأحدث تحقيقه خصاما بينه وبين رياض استمر شهور عديدة يقول بغيظ: مربوط يامالك بس عندك لسان هخليه أول حاجة الدكتور هيقطعها لما أوديك عنده ياخد أعضاءك.
أنا بقي هنبه عليه مياخدش حاجة منك، ايه ذنب البشر عشان نزرع جواهم أعضائك النتنة دي؟
كاد عاصم أن يكيل له لكمة ولكن منعه صوت رجل خلفه يقول: متخلهوش يستفزك ياعاصم.

اسمع كلام زعيمك ياغبي، أنا فعلا بستفزك.
ضحك عاصم بسخرية فعقد مالك حاجبيه بينما توقف الأول عن الضحك قائلا: انت مفكره الزعيم، لأ. ده واحد من رجالته. زيه زينا كلنا.
أمال الزعيم فين؟
هتموت وتعرفه مش كدة، بما انه آخر يوم في حياتك فهنحققلك الأمنية دي.
أهلا بيك في ضيافتي يامالك.
نظر مالك تجاه صاحب الصوت ليعقد حاجبيه بقوة يقول الرجل بنبرات شامتة: أيوة هو أنا. اللوا فاروق مسعود. زعيم العصابة دي كلها.

طالعهوه جميعا بسخرية، يتوقعون انهياره ربما ولكنه فاجأهم بضحكة ساخرة أصابتهم بالحيرة ليقول فاروق بغضب: أنا عايز أعرف بتضحك علي ايه بالظبط؟

اعتقادك السخيف اني مش عارف حقيقتك القذرة، كنت عارف ان اللي ورا العصابة دي حد تقيل في الشرطة ولما شفت اسم عاصم ابن أختك في المتورطين عرفت علطول انك اللي وراهم، متنساش انك كنت صاحب بابا واللي متعرفوش ان بابا كان محتفظ بدوسيه لقيته لما رجعت من السفر، الدوسيه فيه ورق يدين كل المرتشيين اللي يعرفهم واسمك كان منور القايمة طبعا.

طول عمره حقير، الله يجحمه مطرح ماراح، كان بيستغل الورق عشان يخلص مصالحه واللي طلعله أخوك رياض، كان نفسي أضمه للعصابة بس أخوك كان غبي وهيفضحنا كلنا، طب لما الورق وقع في ايدك مقدمتوش للبوليس ليه؟ معقول انت كمان بتشبه أبوك؟ أكيد كنت هتتفاوض بيه معانا مش كدة؟ عايز كام؟
أنا عمري ماأبيع بلدي وأهلها ولو بكنوز الدنيا.
لما انت مش هتبيع، وكنت عارف اني رئيس العصابة أمال لحد دلوقتي...

اتسعت عيناه بينما تتسع ابتسامة مالك الظاهرة ليقول بصدمة: كنت قاصد تبقي طعم لينا مش كدة، كنت عايز تعرف مخبأنا السري والقبض علينا كلنا متلبسين. طب البوليس هييجي وراك ازاي واحنا فتشناك انت واختك وملقيناش معاكم أي جهاز تتبع.
جز علي أسنانه حين جاء علي ذكر أخته ولكنه تمالك نفسه قائلا: انت أذكي من رجالتك وعشان كدة هقولك. الجهاز جوة جسمي مزروع تحت جلدي.
سيبني أقتله ياخالي ونهرب.

قالها عاصم بحقد فأجابه فاروق: معتش قدامنا وقت.
ارتفعت أصوات الرصاص بالخارج ليسري الهرج بين الرجال، يتأهبون بأسلحتهم بينما أمرهم فاروق قائلا بصرامة: نزلوه وهاتوهولي وهاتولي أخته. بسررررعة.
قام احد رجاله بقطع الحبل عنه وإنزاله ثم احضاره إليه فقال: هنتفاوض مع البوليس عن طريقه هو وأخته عشان يسيبونا نهرب، مفيش قدامنا حل تاني.
خروجه من هنا حي علي جثتي.

رصاصة أطلقها فاروق تجاه رأس عاصم دون تردد فخر قتيلا على الفور قائلا ببرود: انت اللي اخترت ياعاصم، ده مش وقت غباء أبدا.
ليوكز مالك مقيد اليدين قائلا: امشي قدامي واياك تعمل أي حاجة غلط، حياتك وحياة اختك قصاد أي غباء من ناحيتك.

سار أمامه يدرس محيطه حتى وجد مراده فتظاهر بالتعثر يميل على الرجل المجاور له يسحب خنجرا استقر بحزامه، يطعنه به ثم يدير الرجل ليواجه فاروق الذي أطلق عدة اعيرة نارية استقرت بجسد رجله بينما احل مالك وثاق يديه بالخنجر وحين وجه فاروق سلاحه نحوه ركل يده فأسقط السلاح، حاول الأخير الهرب فسحبه من جاكته، يحكم ذراعه حول رقبته وهو يميل ساحبا مسدسه موجها إياه إلى رأسه ليقول فاروق من بين أنفاسه اللاهثة: انت عملت كل ده ازاي؟

قال مالك بسخرية: انت ناسي اني اتدربت علي كل أنواع فنون القتال بسبب بابا اللي كان حاطط أمل فيا عشان أكون ظابط زيه لكني خيبت أمله واخترت حرية الصحافة، استعد بقي لعقاب عادل لأمثالك يا. ياحضرة اللوا.
تطلع فاروق حوله يرى رجاله يتساقطون واحدا تلو الآخر، ليتهدل كتفه وهو يدرك أنها نهايته. نهاية غير متوقعة على الإطلاق ليوم بدا صباحه مشرقا ومحملا بالأماني بالنسبة إليه.

كان ممدوح يبحث عنها بجنون، يقتحم الأبواب واحدا تلو الآخر، منذ أن استمع إلى مكالمتها التي تستنجد فيها به وهو يشعر بروحه تسحب منه بقوة ولن تعود إليه حتى يطمأن قلبه ويري أنها بخير، اقتحم أحد الأبواب فوجدها هناك ملقاة علي الأرض أسرع إليها بقلب ينهشه القلق يخشى مكروها أصابها، وماان اقترب منها حتى هدأت خفقاته حين طالع وجهها وديع القسمات منتظم الأنفاس ليدرك أنها تغط في نوم عميق من أثر المخدر ربما، جثا على ركبتيه قربها يتأمل ملامحها الرقيقة، دموع عالقة في أهدابها من الخوف على الأرجح، خصلات شعرها تداعب وجنتها فاكتست ملامحه بالحب، وجد نفسه يمد يده ويزيح خصلات شعرها جانبا، يربت علي وجنتها برقة مناديا اسمها. فتحت عيناها وكأنها في حلم تبتسم بحب هامسة باسمه فتصله الأحرف وكأنها معزوفة موسيقية تطرب آذانه وترقق ثنايا قلبه الذي عجزت عن اخضاعه أجمل الجميلات و لم يستطع ارهابه أعتي الرجال فأخضعته هي عنيدته الجميلة وأرهبه الخوف عليها من الأذى. أغمضت عيناها مجددا واستسلمت للنوم مجددا فزفر بقوة يمد إحدى يديه تحت رقبتها والأخرى تحت ركبتيها يحملها ناهضا ثم يسير بها نحو الخارج، وجدها تضم نفسها إليه تتمرغ بوجهها في جيده فأشعلت النيران في جسده، ليسرع الخطى وقد انتوي أن يتزوجها في أسرع وقت ليستستطيع أن يحتويها بين أضلعه ويبقيها طوال العمر آمنة.

حالة شلل نتيجة صدمة عصبية أعجزتها عن النطق وتحريك الجزء السفلي منها.
تطلعت ميسون إلى وليد بينما قال وليد بحزن: والحالة دي ملهاش علاج يادكتور؟
للأسف حالة مدام ناهد متأخرة وشفاها معجزة، كل اللي في ايدينا هو علاج بالأدوية والمسكنات والعلاج الطبيعي بس مش هيفيد كتير في حالتها. أهم حاجة العناية بحالتها النفسية لإن من الواضح انها سيئة جدا. ودلوقتي عن اذنكم. مضطر أمشي.

ما إن غادر حتى قال وليد بألم: أنا السبب. أنا السبب.
قال مراد وهو يجلس بحزن: هي السبب عمايلها وصلتنا لطريق مسدود، كل واحد فينا كان لازم يدور علي سعادته مع حد تاني ويحافظ عليها ولما اكتشفت انها خسرتنا مقدرتش تتحمل الصدمة، انت معملتش حاجة غلط ولا أنا كمان ياوليد، الغلط كان منها لوحدها وهي دلوقتي اللي بتدفع التمن.
طب واحنا هنسيبها كدة يابابا؟

قالت ميسون: بيتهيألي ممكن لحالة طنط ناهد علاج في ألمانيا ياعمي.
يبقي هسفرها برة تتعالج، جايز يكون لحالتها علاج هناك. عموما احنا هنعمل اللي علينا والباقي علي ربنا.
أمسكت ميسون يد وليد قائلة: ونعم بالله ياعمي. احنا بس نفضل جنبها ونشجعها وبإذن الله حالتها هتتحسن.
ضم وليد أنامله علي كفها بينما طالعته ميسون بثقة وتفاؤل.

نبتعد عن الله. تغشانا الغفلة وتسحبنا أمواج الحياة الغادرة نستمتع بملذاتها، نرفض كل نداء يصلنا محذرا من مغبة الغوص في الأعماق خشية الغرق. نتجاهل مركب الإنقاذ الذي يقوده أحبتنا ونغض البصر عن مجدافيه مبتعدين بقوة راغبين في لذة ملكت جوارحنا وسلبتنا الألباب حتى نجد أنفسنا عاجزين عن الحركة. تسحبنا دوامة الحياة وتغدر بنا. يجذبنا التيار ويسلبنا أنفاسنا وحين نشارف علي الموت ندرك وقتها أن هذا مااقترفته يدانا حين صممنا آذاننا عن كل تحذير أراد به صاحبه أن يزيل عن أعيننا عتمة الغفلة كي نعود إلى بر أمان ورحمة قبل فوات الأوان. هذا ماجنيناه علي أنفسنا حين تركنا شهوات الدنيا ومتاعها يجذبانا بعيدا عن طريق الحق فصارت النهاية موت و هلاك وجحيم مستعر.

وهذا ماأدركته هيام الآن وهي تجلس في منزل والدتها علي الأريكة تطالع صورة الأخيرة وهي تحمل مروان طفلها الصغير هذا الملاك البريئ الذي ذهب إلى بارئه لاذنب له. بل الذنب ذنبها وحدها. هي من جاءت به إلى هذه الدنيا وهي من جعلته يرحل، وهي من تسببت في رحيل والدتها الحنون بهذه الطريقة البشعة. ذنبها الذي لن تغفره لنفسها مطلقا هو حبها لشيطان. حب جعلها تخسر كل شيء. زوج وفي وأم محبة وطفل كان من الممكن أن تحصل عليه ان توجهت بمالك للطبيب كي يحصل علي العلاج المناسب في حالته كما أخبرها الطبيب وأخفت عن الأول.

أذنبت بكل تأكيد وذنبها عظيم كعظم عقابها. ضمت الصورة إلى صدرها وقد سالت دموعها تشعل وجنتيها احتراقا كاحتراق قلبها في هذه اللحظة. تبغي قصاصا من شيطانها حتى ترتاح أرواح أحبتها و كل من ظلمهم ولن تنسى أن تقتص من نفسها الخائنة أيضا فهي من أدخلته حياتها بإرادتها وتركته يحركها كيفما يشاء وهي من ستخرجه منها بكل تأكيد.

وكيف ألومهم وانا الواجب ألوم روحي يا قلبي سد اتكتم ويا عيني لا تنوحي ما خلاص نفذ السهم بعت الاصيل بالوهم وما فيش دواء لعلتي أنا جبت ده لروحي أنا جبت ده لروحي.

أجلسها داخل سيارته، ثم هاتف زميلا له منحه مالك يتحدث إليه قبل أن ينهي المكالمة حين فتحت غادة عيونها مجددا واستقامت بسرعة تتطلع إلى محيطها تقول بجزع: أنا فين ومالك فين؟
متخافيش انت بخير ومالك كمان، قبضنا علي رئيس العصابة كلها ياغادة ومالك دلوقتي مع الظابط علام بيغطي الأحداث بعد ماطمنته عليكي.
حاولت الخروج قائلة: أنا لازم أكون معاه دلوقتي.

أمسك يدها قائلا: استني هنا، انت لسة دايخة وتعبانة. متقلقيش أخوكي هيجيبلك الأخبار كلها صوت وصورة. أهم حاجة دلوقتي صحتك.
وجد أنامله تتجه دون ارادة منه إلى ثغرها المتورم يتلمسه برفق قائلا: مين اللي عمل فيكي كدة؟
لمسته حركت شيئا بداخلها جعلتها تتراجع بوجهها عنه تشيحه جانبا وهي تقول: واحد من رجالة العصابة.
فرك ممدوح وجهه قائلا: مش قادر أصدق ان كان ممكن حد يإذيكي ومشوفكيش تاني.
حدجته قائلة: خفت أموت؟

مقدرش أفكر ان ده ممكن يحصل أصلا.
هتزعل عليا زي مرام.
هل تقارن مشاعره تجاهها بمشاعره تجاه أخته؟ هل يرغب في تصديق ماترسله نظراتها إليه الآن؟ بل هل يرغب في تصديق ذلك الأثر في خفقاته التي تسارعت إثر هذه النظرات؟
وجد نفسه يقول بحنان: بتهيألي انت حاسة ان مشاعري من ناحيتك أكبر بكتير من مشاعر أخ ناحية أخته.
طالعته بحيرة قائلة: تقصد إيه؟
ابتسم قائلا: بكرة بالليل هزوركم في البيت وهقولك وقتها قصدي ايه.

كادت أن تقول شيئا ولكن نداء أخيها باسمها في لهفة جعلها تخرج من السيارة وتندفع نحوه ماان رأته فاندفع نحوها بدوره يضمها بين ذراعيه لتقول بسعادة: نجحنا يامالك.
ابتسم مالك بسعادة قائلا: الحمد لله والشكر لله. نجحنا ياقلب مالك. نجحنا.
ابتسم ممدوح وهو يتجه ناحيتهما يبارك لمالك بينما استقرت عيونه علي غادة التي دق قلبها فرحا وهي تدرك الآن ماعني بكلماته منذ قليل ونظرة حب واضحة تطل من مقلتيه، تجاهها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة