قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان الفصل الحادي عشر

رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان كاملة

رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان الفصل الحادي عشر

إقترب منه أعمامه الاثنان وباركوا له أيضاً،ووقف فاروق أمام ألاء ينظر لها بإبتسامة، ومشاعر متناقضة بداخله،تلك الفتاة تدخل القلب مباشرةً ملامحها بريئة، ولكن نظراتها توحى اليه إنها قوية جداً لا تترك حقها، ذكية، حقاً أجاد حمزة إختياره، فتلك الفتاة مناسبة له .
قال فاروق بإبتسامة:
-ألف مبروك يا بنتى،أنا أبقى فاروق عم حمزة، كنت مسافر ولسه راجع من السفر.
هزت ألاء رأسها له وقالت بإبتسامة:
-الله يبارك فيك يا عمى.

جاء دور مريم لتبارك لهم، فاقتربت منهم شاردة، حزينة، ملامحها شاحبة،وقالت بإبتسامة مصطنعة:
-ألف مبروك يا حمزة!
بادلها حمزة الإبتسامة قائلا:
-الله يبارك فيكى يا مريم، عقبالك!
هزت مريم برأسها هزة خفيفة،وابتسمت لهم وغادرت بدون أن توجه لألاء أى كلمة.

التفتت ألاء بإستغراب الى حمزة من تلك الفتاة التى تحدثت مع حمزة فقط ولم تعطيها أى أهمية، تلك الفتاه حقا تثير تساؤلاتها،لما كانت شاحبة وحزينة؟ فقالت:
-هيا مين مريم دى يا حمزة؟ أنا اول مرة أشوفها!
أجابها حمزة بإبتسامة، وهو ينظر الى المدعوين:
-دى مريم بنت عمى فوزى!

نظرت ألاء أمامها، وشردت فى أمر تلك الفتاة،حقاً أثارت حنقها.
أما مصطفى يجلس بجانب سلمى، يضحكون سوياً، فقد تخلت سلمى عن خجلها قليلاً،وبدأت فى الإندماج معه ومبادلته الحوار، وانتاب مصطفى الفرح لأنها تجاوبت فى الحديث معه، ولم تصمت كما حدث فى المرات السابقة.
مر حفل الخطبة دون حدوث أى مشاكل، واتفق حمزة مع ألاء أن يأتى غداً ويصطحبها لتناول الغداء معه، ومصطفى أيضاً سياتى لإصطحاب سلمى، ليخرجوا سويا ولكن بمفردهما.

فى اليوم التالى
كانت ألاء تتناول الغداء فى إحدى المطاعم مع حمزة، وكان يشعر بالغيظ منها لأنه سألها ولم تجيبه، فضرب بيده بخفة أمامها على الطاولة،فنظرت له وعقدت حاجبيها له قائلة بتساؤل:
-فى ايه يا حمزة؟
أجابها باقتضاب:
-سألتك سؤال،ومردتيش عليا يا ألاء!
لوت شفتيها فى ضيق،ونظرت الى ساعتها قائلة:
-يالا يا حمزة وصلنى أنا إتاخرت.
نظر لها بضيق لمحاولتها التهرب من سؤاله، وباغتها بسؤاله التالى قائلاً:
-ألاء انتى وافقتى تتجوزينى ليه؟

لم تعرف بما تجيبه، السؤال الأول كان عن مشاعرها نحوه، والثانى عن سبب موافقتها على الزواج، لا يمكنها أن تخبره أنها معجبة به وتنجذب اليه، ليس هذا وقته، نعم تعترف أنها جريئة دوماً ولكن لا تصل درجة جرئتها أن تقف أمام شاب وتخبره أنها معجبة به، لا يمكنها فعل ذلك، فأطرقت راسها للأسفل تنظر فى طبقها وقالت بخفوت:
-هجاوبك على سؤالك لما نتجوز يا حمزة،مش دلوقتى .

رد عليها بضيق قائلاً:
-ليه مش دلوقتى؟
أمسكت حقيبتها،ونهضت بسرعة قائلة:
-إدفع الحساب وأنا هستناك بره .
غادرت ألاء وظل حمزة ينظر فى أثرها بإبتسامة، فتلك الفتاة سترديه قتيلاً يوما ما .
أخذ الشيك ودفع ثمن الطعام وغادر المكان، ليجدها تقف بجانب سيارته وتحرك قدمها بتوتر،ففتح لها باب السيارة بابتسامة قائلاً:
-اتفضلى اركبى علشان أوصلك.

أما سلمى تناولت الطعام مع مصطفى، وطلب منها مصطفى أن يسيرا قليلا فى الشارع ليتحدثان، ويعرفا بعضهما أكثر،الى أن سالها مصطفى قائلاً:
-إيه رايك يا سلمى لو اتجوزنا بعد شهر من دلوقتى! أنا مش شايف أى داعى إننا نطول فترة الخطوبة.
توقفت سلمى عن السير،ونظرت له بصدمة،وهتفت بعدم تصديق:
-بالسرعة دى! ألاء معاها حق الموضوع بقى عامل زى سلق البيض،خطوبة سريعة،وجواز بعد بشهر، وأنا هستغرب ليه؟ إحنا بقينا فى عصر السرعة،روحنى يا مصطفى متعصبنيش.

ضحك مصطفى كثيراً على رد فعلها،ولكنه إتخذ قراره بأن يقنع والدها أن يتم الزفاف بعد شهر، لا يريد خطبة طويلة،يكفيه شهر ليتعرف عليها،وسوف يخبر حمزة ليؤيد قراره حتى يوافق والد سلمى .
تمالك مصطفى نفسه من الضحك وقال:
-طيب بلاش تتعصبي، يالا نروح يا متعصبة.
مر يومان لم يحدث فيهما شئ جديد، سوى إنشغال كلا من ألاء وسلمى بعملهما فى الجريدة، وأيضاً حمزة ومصطفى يعملون على قضية لتهريب الاسلحة.

فى شقة فوزى
كانت مديحة تتحدث مع فوزى تخبره عن رغبتها فى دعوة ألاء على الغداء اليوم.
أجابها فوزى وهو ينوى المغادرة الى عمله، قائلاً بجمود:
-اعملى اللى انتى عايزاه يا مديحة،أنا لازم أمشي ورايا شغل.
التف فوزى وأدار مقبض الباب ليغادر،قاطعه صوت مديحة تناديه بنبرة تحمل الرجاء:
-طيب استنى بس، كنت عايزة أطلب منك حاجة!
التفت فوزى على مضض وزفر بضيق قائلاً:
-عايزة ايه بس؟

أجابته بإبتسامه:
كنت عايزاك تقول لعمى وحسن وحمزة على العزومة دى علشان يحضروا،وبلاش تقول لفاروق لإنه هيرفض ييجى وياكل هنا.
هز رأسه بالموافقة قائلاً:
حاضر يا مديحة هقولهم،عايزة حاجة تانى ؟وعلى فكرة فاروق سافر امبارح باليل متأخر،هيصفى كل شغله هناك علشان يستقر هنا.
ردت عليه بذهول:
طيب إزاى ؟وهو وافق يقعد هنا!
تنهد بعمق قائلاً:
-اه وافق بابا أقنعه إنه يفضل معانا هنا.
أومات برأسها قائلة:
-شكرا يا فوزى!
التفت ليغادر قائلاً:
-على إيه يا مديحة، إنتى برده بنت عمى وأم بنتى.

كلماته أصابتها فى مقتل، ذكر أنها ابنه عمه وأم ابنته، وغفل عن أنها زوجته...ترقرقت الدموع فى عينيها وحدثت نفسها بقهر،الى متى سيستمر ذلك؟ ترى هل سياسمحها زوجها يوماً؟ ام ستموت على أمل مسامحتها؟
أخرج فوزى هاتفه من جيبه،وهاتف حمزة وأخبره بالعزيمة وطلب منه إخبار ألاء أنها مدعوة للغداء عندهم.

كانت ألاء بالجريدة تجلس على مكتبها بضجر، فقد ملت الأعمال التى يكلفها بها خليل، جميعها أعمال ليست هامة، يبعدها هى وسلمى عن جميع القواضي الهامة ؛بسبب ما حدث أخر مهمة خرجوا بها،وحديث مراد مع خليل عندما عاتبه وطلب منه إبعادهم عن أى قضية، هى لا تريد تلك الاعمال البسيطة تريد سبق صحفى كبير كى يعلو إسمها بين الصحفيين الكبار،الى متى ستظل لا يعلم أحد عنها شيئاً؟

تجلس سلمى على المكتب المقابل لها وتبتسم عليها، فألاء قد ذهبت لخليل وطلبت منه أن يسند إليها قضية مهمة،ولكنه رفض أن يفعل ذلك، حتى أنه قال لها أنه لا يستطيع أن يسند إليها قضية كبيرة،فهو قد أقسم وأيضا لا يريد خسارة صداقته مع مراد، وطلب منها أن تذهب الى مكتبها وتباشر عملها بتنفيذ المهام التى طلبها منها.

نهضت سلمى واتجهت إليها، وجلست على المقعد المقابل لمكتبها قائلة:
-هتفضلى تاكلى فى نفسك كده يا ألاء كتير، هنعمل إيه يعنى؟ الأستاذ خليل أقسم بالله، وكمان مش هيقدر يخالف كلام بابا،فريحى نفسك أحسن وننفذ اللى بيطلبه مننا وخلاص.
نظرت لها ألاء بضجر،لا يمكنها فعل ذلك هى تحب المغامرة والقضايا الصعبة،لا تريد تلك المهام البسيطة، فقالت باقتضاب:
-كله بسبب أونكل مراد أنا مش عارفة هو بيعمل معانا كده ليه، فيها إيه يعنى لما نمسك قضايا تقيلة زى قواضى التهريب! أمال إحنا صحافة إزاى طالما خايف علينا كده وافق إنك تشتغلى صحفية إزاى؟

وضعت سلمى يدها على ذقنها بتفكير وقالت:
-امممم صحيح هو سايبنى أشتغل فى الصحافة،بس بقوانينه هو... يعنى ممكن تقولى كده بيخلينى أعمل اللى عايزاه حسب طريقته ودماغه هو،وأنا عاملة فيها مطيعة وهبلة وسايباه يعمل اللى هو عايزة، أصلى مش هقدر أقنعه يكلم أستاذ خليل يخلينا نمسك قضايا كبيرة،فياريت تهدى نفسك بقى وإنسي حاجة زى دى،وإعملى المطلوب منك وخلاص لإنك مش هتقدرى تغيري حاجة.

حدجتها ألاء بنظرات نارية، وجاءت لترد عليها الرد المناسب، قاطعها صوت هاتفها يعلن عن إتصال وارد لها،وكان المتصل حمزة!
نظرت سلمى لشاشة الهاتف التى تضيئ بإسم حمزة، ثم نظرت لألاء بخبث وقالت:
-إيه مش ناوية تردى على خطيبك!
نظرت لها ألاء بسخرية،وأمسكت الهاتف وردت عليه قائلة:
-السلام عليكم.
جاءها الرد قائلاً:
-وعليكم السلام، إذيك يا لولو!

ابتسمت ألاء لاسم الدلع الذى يطلقه عليها، وأجابته قائلة:
-الحمد لله أخبارك ايه يا حمزة؟
ابتسم حمزة وأجابها:
-الحمد لله، بقيت كويس لما سمعت صوتك يا زوجتى المستقبلية.
كانت ألاء تلعب بالقلم وترسم خطوط وهمية، وهى تسمع حديثه الذى دغدع مشاعر الأنثي بداخلها، فقالت بابتسامة:
-عايز إيه يا حمزة؟ ايه اللى ورا المقدمة دى؟

ضحك حمزة على الهاتف قائلاًجج:
-كده برده يا لولو !هو أنا لما أقول كلمتين حلوين يبقى أنا عايز حاجة، إخس عليكى ألف خساية!
ابتسمت ألاء لحديثه الذى أسعدها،وأرضى الأنثي بداخلها فقالت:
-هات من الأخر يا حمزة،عايز إيه؟
أجابها بإبتسامة:
-من الأخر يا ألاء مرات عمى عاملة عزومة وعازماكى على الغدا النهاردة؛ لإنها مقدرتش تحضر الخطوبة.
تحدثت بتساؤل قائلة:
-مرات عمك فاروق،ولا عمك فوزى؟

رد عليها بابتسامة:
-لا مرات عمى فاروق ميتة، يبقى مرات عمى فوزى اللى عازماكى يا لولو.
تنهدت الاء قائلة:
-طيب كلم أونكل مراد قوله، وبعدين كلمنى تانى يا حمزة.
وافق حمزة على حديثها، وأغلق الهاتف ليتحدث مع مراد يطلب إذنه.
أنهت حديثها مع حمزة،والتفت الى سلمى التى تحدجها بنظراتها الماكرة فقالت:
-قولى اللى عندك يا سلمى!
ضحكت سلمى قليلا ثم قالت:
-الله يسهله يا عم على الكلام الحلو اللى قاله حمزة!

عقدت حاجبيها بتساؤل، وزمت شفتيها قائلة:
-إنتى عرفتى منين ؟هو إنتى سمعتى ولا إيه!
وضعت سلمى قدم فوق الأخرى،وقالت بخبث:
-لا يا روحى مسمعتش حاجة،بس واضح من وشك إنه كان بيقولك كلام حلو.
أراحت ألاء ظهرها الى مقعدها،ووضعت قدم فوق الاخرى قائلة:
-قومى شوفى شغلك يا سلمى، وأجلى الحفلة اللى بتعمليها عليا دى لبعدين،مش فاضيالك.

بعد قليل هاتف حمزة ألاء مرة أخرى وأخبرها بموافقة مراد،وطلب منها إنتظاره فهو سيأتى ويصطحبها الى منزله، ولكنها رفضت وتعللت أنها ستذهب للفيلا أولاً لتبدل ثيابها وطلبت منه أن يأتى للمنزل ليصطحبها من هناك.
بعد فترة أتى حمزة الى المنزل،وأخذ ألاء متجهاً الى بيته ؛لتلبية دعوة زوجة عمه وحضور العزيمة.

فى منزل فوزى نصار
كانت مديحة تعمل على قدم وساق هى وامرأه أتت بها لتساعدها،بعد أن رفضت مريم مساعدتها عندما علمت أن ألاء خطيبة حمزة ستحضر .
أنهت مديحة العمل وطلبت من المرأة الإهتمام بالطعام الى أن تأتى بعد أن تغتسل وتبدل ملابسها .
ذهبت مديحة لتغتسل فى حين أتى فوزى ومعه أبيه وحسن وجلسوا فى إنتظار ألاء.

بعد فترة أتت ألاء برفقة حمزة،وكانت ترتدى فستان من اللون الزيتى بذراعين الى المرفقين، به حزام جلدى عند الخصر من اللون الأسود، يضيق من الأعلى الى الأسفل،ولكنه لا يحدد تفاصيل جسدها، يصل الى بعد الركبة، فكان طويلاً لا يظهر من ساقها إلا القليل، وتركت شعرها حراً
رحبت بالجميع، وأيضاً مريم التى كانت ترتدى سترة الى الركبة من اللون الأصفر الباهت، وبنطال جينز باللون الأسود .
نظرت لها مريم بإحتقار،فبادلتها ألاء نظراتها ولكن بأخرى جامدة وباردة، لا توحى بشئ سوى اللامبالاة.
حضرت مديحة بعد قليل، وعندما رأت ألاء لا تعرف لما انقبض قلبها عند رؤيتها، ولكن إحتضنتها وباركت لها على خطبتها،واعتذرت منها أنها لم تحضر، وتعللت أنها كانت مريضة.

مر الغداء وسط ضحكاتهم وإندماج ألاء معهم وإحساسها أنها أصبحت فرداً من تلك العائلة، وإرتياح الجد الشديد لها وشكر فيها وهنأ حمزة على حسن إختياره لشريكة حياته، وقال أنه سيطلب من مراد تعجيل الزفاف؛ حتى تكون ألاء بينهم ويصبحوا عائلة واحدة،ووافقهم الجميع على ذلك، إلا ألاء التى إكتفت بالصمت،وكانت شاردة فى نظرات مريم لها التى أوحت لها أنها أخذت منها حبيبها، فتلك نظرات أنثى مجروحة جاءت امرأة وأخذت منها رجلها، ولكنها عندما كانت تنظر لحمزة كان يبتسم لها، وتعامله مع مريم له حدود ولا يتجاوز معها، مما جعلها على يقين أن حمزة ليست لديه أى مشاعر تجاه مريم.

فى المساء
عادت ألاء الى الفيلا برفقة حمزة،وأصرت أن يدخل معها الى الفيلا ليشرب شيئاً،فوافق على طلبها ودلف معها ووجد مراد يجلس مع مصطفى وحامد وتجلس معهم أيضا سلمى.
رحب به مراد وجلس معهم حمزة، فتابع حامد حديثه قائلاً:
-إيه رايك يا مراد؟
نظر له مراد بصمت قليلا ثم قال:
-بس أنا شايف إن كده بنتسرع أوى، المفروض ياخدوا على بعض الأول وكل واحد يعرف التانى كويس.
مالت ألاء على أذن سلمى وهمست بعد فهم قائلة:
-هو فيه إيه ؟

همست سلمى لها هى الأخرى قائلة بضيق:
-مصطفى جايب والده وبيقنع بابا إننا نعمل الفرح بعد شهر!
نظرت ألاء لها بصدمة، ودلكت جبينها قائلة بإقتضاب:
-أنا قلت من الأول، إن الموضوع ده سلق بيض!
إبتسمت سلمى لها وقالت بخفوت:
-بس أنا بقول إن بابا هيرفض!
بادلتها ألاء إبتسامتها ولكن بسخرية،وهتفت بغيظ:
-لا يا حبيبتى، أونكل مراد هيوافق وهتشوفى، وإحنا اللى هنتدبس!

همست سلمى لها قائلة:
-تفتكرى يا ألاء بابا هيوافق؟
أومات ألاء برأسها،ثم التفتت لهم؛ لتتابع الحوار الدائر بينهم،لتعلم الى أى إتفاق توصلوا؟
نظر حمزة لمراد بعد أن علم سبب وجود حامد ومصطفى، وهتف بفرح قائلاً:
-ياريت توافق يا عمى إن الفرح يبقى بعد شهر،أنا مش شايف أى سبب إننا نأجل.
أيده مصطفى الرأى قائلاً:
-حمزة معاه حق،أرجوك توافق يا عمى.

نقل مراد نظراته بحيرة بين سلمى التى نظرت له بتوسل أن لا يوافق،وألاء التى تتحداه أن يوافق وترفع له حاجب واحد، لا يجب أن يتسرعوا، ولكنه كأى أب يريد رؤية ابنته مع زوجها تحت حمايته،هو لن يعيش أكثر مما عاشه ولن يظل العمر بأكمله بجوارها، يجب ان يطمأن عليها،وأيضاً على ألاء التى وصاها عليه صديقه منصور قبل وفاته،يجب أن يصون الأمانة ويعطيها لمن يحافظ عليها .

فتنهد،ونطق أخيرا بقراره قائلاً بإبتسامه:
-وأنا موافق، جهزوا نفسكم الفرح بعد شهر.
نظرت سلمى له بصدمة، أما ألاء ابتسمت بسخرية، فكانت تعلم قراره،فمن يوافق على الخطبة السريعة يوافق على الزواج السريع أيضاً.
بعد فترة كان الجميع قد ذهبوا،وأرادت سلمى التحدث مع والدها ولكنه تعلل بأنه لديه بعض الأعمال عليه إنهائها، وفاجأهم بخبر سفره غداً.
هتفت سلمى بصدمة قائلة:
-يعنى حضرتك مسافر بكرة!

أوما لها مراد بالموافقة قائلاً:
-أيوة يا حبيبتى مسافر وعندى شغل،هغيب أسبوع كده،خلوا بالكم من نفسكم وإن احتجتوا أى حاجة كلمونى!
فى الصباح
قامت كلا من سلمى وألاء بتوديع مراد قبل مغادرته، وأوصاهما بالإهتمام بأنفسهما لحين عودته، وسيهاتفهما يومياً للإطمئنان عليهما.
بعد مغادرة مراد ذهبت كلا من سلمى وألاء للجريدة.
فى وقت العصر
عادت ألاء للفيلا برفقة سلمى،وذهبت سلمى لتشرب المياه، وورد لألاء مكالمة وكان المتصل أم أسامة، التى طلبت منها ألاء الإتصال بها فور وصول هناء الممرضة من السفر.

نظرت ألاء للهاتف وتنفست بسرعة، فقد أحست أن تلك المكالمة تحمل لها الكثير، فردت قائلة:
-السلام عليكم!
أجابتها أم أسامة قائلة:
-وعليكم السلام يا حبيبتى، عاملة ايه؟
أجابتها ألاء قائلة:
-أنا الحمد لله يا أم أسامة،ها مفيش أخبار عن مدام هناء؟
ردت عليها أم أسامة قائلة:
-هناء وصلت إمبارح من السفر بالليل متأخر،بس أنا لسه عارفة دلوقتى لما كانت رايحة تشترى حاجات من السوبر ماركت.
تنفست الاء بسرعة فما تبحث عنه منذ فترة على وشك الوصول إليه الآن.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة