قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان الفصل الثاني

رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان كاملة

رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان الفصل الثاني

لم تجد حلاً سوى الإنصياع لطلبه،فأخرجت مِن حقيبتها الكاميرا ثم أخرجت منها الفيلم الخاص بالصور وأعطته له قائلة بجديه واصرار:
-بكرة إن شاء الله هاجى علشان أخد الفيلم.
جذبت صديقتها من يدها ومشت من امامه دون ان تسمع رده عليها.
نظر حمزة امامه بجمود تلك الفتاة حقاً عجيبة، نظرة عيناها،والتحدى الواضح فيهما بقوة ونظر للفيلم بيده وأعطاه لمصطفى قائلاً بجمود:
-خد الفيلم ده طلَّع عليه نسخة علشان ألاء تاخده بكرة.

بعد فترة
وصلت ألاء مع سلمى الى شقتها.
دلفت الفتاتان الى الشقة وجلست سلمى على أقرب أريكة قابلتها بتعب واضح،وقالت:
-الحمد لله إن الموضوع ده عدى على خير يا ألاء، وإن بابا مسافر مش هنا وسايبنى عندك الفترة دى.
لم تجيبها ألاء التى كانت شاردة فى أمر الضابط الذى اخذ منها الفيلم، تُرى هل سيعيده إليها أم لا ؟
فرقعت سلمى بأصابعها امام وجه ألاء،وقالت:
-ايه يا بنتى رحتى فين؟ أنا بكلمك من الصبح.

نظرت لها ألاء بتساؤل وقالت:
-معلش يا سلمى مسمعتكيش كنتى بتقولى ايه؟
ضحكت سلمى عليها،وقالت وهى تدلف الى الغرفة المخصصة لها:
-لا مبقولش أنا تعبانة وعايزة أنام.
دخلت سلمى غرفتها وتركت ألاء شاردة مجدداً ولكن فى أمر أخر.
عوده الى وقت سابق
كانت ولاء متسطحة على فراشها وقد تملك منها التعب،وتلفظ أنفاسها الأخيرة، فنظرت لإبنتها قائلة بتعب:
-ألاء عايزة أقولك على حاجه مهمهة يا بنتى!

أمسكت ألاء يد أمها وقبلتها قائلة بدموع:
-قولى يا حبيبتى سامعاكى.
إبتلعت المرآة ريقها بتوتر وقالت:
-إنتى مش بنتى يا ألاء سامحينى على اللى هقوله، وإوعى تقاطعينى؛ لإنه معدش وقت خلاص،
أنا كنت مش بخلف ولفيت كتير عند الدكاترة، وبعد فترة طويلة من علاجى بقيت حامل وكنت تعبانة فى حملى، والدكتور قالى إن نسبة نجاة الجنين ضعيفة،وجه يوم الولادة ولدت ولد بس مات ساعتها قعدت اعيط فى حضن جوزى إن بعد ما حملت فيه بصعوبة وقعد فی بطنی تسع شهور راح منى قبل ما ألمسه،جوزى قالى إن شاء الله ربنا هيعوضنا.

بعدها بشوية لقيت ممرضة باين على وشها إنها خايفة وقالتلی إن فی بنت حياتها فی خطر، ولازم أخدها أنا وأربيها،وافقت، وبعد شوية دخلت عليا بيكی وكنتی لسه مولودة، وطلبت منی أعتبرك تعويض من ربنا علی ابنى اللی مات ولما سألتها فين أهلهك؟ قالتلى إنك بنت عيلة كبيرة أوى يا ألاء، وإن أبوكى غنى، وجت واحدة من عيلة أبوكى وطلبت من الممرضة دی إنها تتخلص منك وتجيب أى طفل ميت تحطه مكانك، ولما الممرضه خافت وقالتلها لا، الست دى قالتلها إنها هتضرها وكمان هتقتلك، فالممرضة أخدتك منها وجابتك ليا وخدت ابنى وحطته مكانك وإدتنى عنوانها وأخدت عنوانی، وجت كذا مرة تشوفك وتطمن عليكی ولما إنتی كبرتی ودخلتی الثانوی ساعتها طلبت منی إنها تيجی تقولك علی الحقيقة علشان تاخدی حقك منهم،بس أنا رفضت وغيرت العنوان وإتصلت بيها اعتذرتلها إنی مش هقدر أغامر بيكی، هيا كانت مصرة إنك تعرفى لإنهم ظلموكى يا بنتى، وانا اللى برفض إنك تعرفی لإنى خايفة عليكى بس خلاص معدش فى العمر قد اللى راح دورى على اهلك وخدى حقك منهم.

أعطت لها امها ورقة مدون بها عنوان الممرضة التى تركت المشفى عقب تلك الحادثة.
بعد وفاه أمها بفترة بدأت ألاء البحث عن أهلها، وذهبت الى تلك الممرضة ولكن وجدتها سافرت مع زوجها وأبنائها الى إحدى الدول العربية.
منذ ذلك الوقت وألاء تتردد على العنوان كل أسبوع.
عودة الى الوقت الحالى
تنهدت ألاء بتعب وهى تدلف الى غرفتها قائلة:
-ياترى هترجعى إمته ؟أنا تعبت،ست شهور وانا بدور عليكى.

فى إحدى المناطق الراقية الى حد ما
منزل عتيق وكبير، يغلب عليه الطابع الكلاسيكى، يتكون من عدة طوابق،ففى الطابق الأول يسكن الجد جلال نصار صاحب المنزل وكبير عائلة نصار، رجل كبير يبدو عليه الحكمة والدهاء، ويسكن معه حمزة حفيده الأكبر،وشقيق حمزة شاب صارم قاسي الملامح يدير مع عمه أعمال جده وهى تجارة الموبيليا يدعى حسن نصار،وأيضاً يسكن معهم الابن الأكبر لجلال وهو فاروق نصار مسافر دائماً لا يعود الا فى الأعياد والمناسبات.

أما الطابق الثانى يتواجد به ابنه الأصغر فوزى نصار، رجلٌ فى العقد الخامس من عمره، حكيم وذكى، طيب القلب، لا يسمح بالتجاوز او الخطأ،صارم مع أهل بيته، ويسكن معه زوجته مديحة وابنته مريم.
فزوجته مديحة ...امراه مليئة بالغموض،عندما تنظر اليها لا تفهمها ولا تستطيع سبر اغوارها.
أمَّا مريم ابنته فتاة لا تعبئ بمن حولها،ما يهمها هو مصلحتها ليس أكثر،جميله الى حد ليس بالكثير ولكنها تجذبك اليها،ماكرة وخبيثة الى حد كبير..

نهض جلال نصار من على كرسيه عندما جاء حمزة حفيده الى المنزل فى وقتٍ متاخر ويبدو على وجهه الضيق الشديد، وعندما راه حمزة تنهد بتعب فسيبدأ جده بالمحاضرة اليومية
إقترب الجد على عصاه الخشبية التى يستند عليها قائلاً بهدوء:
-مينفعش ترجع متأخر كده يا حمزة، الساعة عدت اتنين يا بنى،وأنا قاعد قلقان عليك، أخوك نايم جوه من بدرى، بيخلص شغله بدرى وبيقعد معايا أو مع عمك، إنما إنت محدش بيشوفك خالص.

تنهد حمزة بتعب يريد أن يريح جسده بعد عناء اليوم والمهمة التى نفَّذها مع أفراد الشرطة، وأخر همه الآن أن يناقش جده فى أمور عمله،فقال بنفاذ صبر:
-يا جدى أنا عارف الحوار ده هيوصل لايه فى النهاية، فمن الأخر يعنى أنا مش هسيب شغلى،أنا مليش فى تجارة الموبليا،حضرتك معاك عمى وحسن أخويا إنما أنا بحب شغلى يا جدى ومش مستعد أسيبه نهائى.

إبتسم الجد فحفيده لديه صلابة الرأس والقرار الصارم مثله، ولكنه يريده أن يترك عمله الذى يؤرقه، يخاف أن يفقده كما فقد والده من قبل،فوالد حمزة كان ضابطاً أيضاً وتوفى فى إحدى المهام التى كان مُكلف بها، وتُوفيت زوجته بعده بأشهر قليلة حزناً عليه، وتركت حمزة وحسن ليربيهم جدهم ويتولى أمرهم هو وعمهم فوزى، أما عمهم فاروق فهو مسافر دائما.

قطع الجد صمته قائلاً بنبرة يشوبها الإنكسار:
-براحتك يا حمزة بس أنا خايف أخسرك زى ما خسرت أبوك الله يرحمه.
إقترب منه حمزة بسرعة وقبل يده قائلاً:
-الأعمار بيد الله يا جدى،بابا مات شهيد، ودى موتة كل الناس بتحلم بيها، وحد الله يا جدى.
إبتسم له جده قائلاً
- لا اله الا الله
قطع كلامهما إستيقاظ حسن شقيق حمزة الأصغر قائلاً بمزاح:
-ايه الجو الأسري ده! الساعة اتنين يا جماعة أجلوا الحنان ده للصبح.

إبتسم الجد له قائلاً:
-ملكش فيه إنت، روح نام يا حسن.
إقترب حسن من جده بابتسامة قائلاً
-كده يعنى أخرج منها، خلاص إشبعوا ببعض هروح أكمل أنا نوم، تصبحوا على خير.

دخل حسن ليكمل نومه وسط ضحكات الجد على حفيده.
صمت الجد قليلا ونظر بعمق لحمزة قائلاً:
-إدخل نام يا حمزة،الوقت إتاخر وربنا يحفظك يا ابنى.
فى صباح اليوم التالى
إستيقظت مريم وإغتسلت وارتدت ثيابها لتتأهب للذهاب الى النادى.
خرجت الى الصالة وجدت أمها وأبيها يتناولون الإفطار.

إبتسمت مديحة لها قائلة:
-تعالى يا مريم افطرى.
إبتسمت مريم لأمها وقالت:
-صباح الخير يا ماما.
ثم وجهت نظرها الى أبيها الذى يقرأ الجريدة وقالت:
-صباح الخير يا بابا.
ردت مديحة عليها قائلة بابتسامة بشوشة وهى تضع يدها على وجه مريم بحنان:
-صباح النور يا حبيبتى.

نظر أبيها لها قائلاً:
-صباح النور يا مريم، إنتى نازلة على الصبح كده رايحة فين.
جلست مريم على طاولة الافطار لتتناول معهم الطعام قائلة بتوتر لأبيها بدون ان تنظر له:
-رايحة أقابل صُحابى فى النادى يا بابا.
ألقى فوزى الملعقة التى كانت بيده على الطاولة بغضب انتفضت له مديحة وارتجفت له مريم وقال:
-أنا قلت قبل كده صحابك المستهترين دول تنسيهم، شوفيلك ناس محترمة تمشي معاها يا مريم، مش بنت فوزى نصار اللى تمشي مع ناس مش متربية فرحانة بفلوس أهلها، وخروج للنادى تانى مفيش فاهمة ولا لأ ؟

لم ترد عليه مريم التى ترتجف من حدة أبيها،
فقال بغضب مرة اخرى:
-فاهمة ولا لأ ؟
إنتفضت مريم قائلة بخوف:
-فاهمة يا بابا فاهمة.
تابع فوزى.حديثه الغاضب قائلاً:
-وهدومك دى مش هدوم واحدة محترمة تغيريها وتلبسى هدوم تدارى جسمك،مش تعرضه للناس.
حاولت مديحة الحديث معه إلا أنَّه أشار لها بيده أن تصمت تماماً وقال:
-إنتى بالذات مسمعش صوتك!

غادر فوزى المكان بغضب الى غرفته؛ ليكمل إرتداء ملابسه من أجل الذهاب للعمل برفقه ابن أخيه.
التفتت مريم بحنق الى أمها التى نزلت دموعها على وجهها وقالت:
-شايفة يا ماما اللى بابا بيعمله فيا،مانعنى أروح النادى وعايزنی أنسي صاحباتى اللى أعرفهم، وكمان بيتحكم فى لبسي انا زهقت أوووف.
أزالت مديحة دموعها بقلب منكسر منذ فعلتها القديمة التى دفعت ثمنها غالياً،ومازال فوزی يُعاملها بجفاء، مرت سنوات عديدة أصبحت لا تهتم لعددها من كثرتها ومازال يعاملها نفس المعاملة،هى تعذره على معاملته؛ فما فعلته خطأً لا يُغتفر.

تنهدت بحزن وقالت لابنتها:
-إسمعى كلام أبوكى يا مريم هو عايز مصلحتك ومحدش هيخاف عليكى قده.
تركت أمها الطاولة هى الأخرى ودخلت الى زوجها لعله يسامحها يوماً.
أما مريم ضربت بيدها على الطاولة بغضب قائلة:
-أنا زهقت من التحكم ده، هخلص منه امته و من العيشة دى؟
دقَّ هاتفها وكانت إحدى صديقاتها ( صديقات السوء ) تهاتفها عن طريق الفيديو:
ردت مريم عليها وظهرت صورة صديقتها ملك على شاشة الهاتف.

نظرت مريم لملك بضيق قائلة:
-ايوة يا ملك!
إبتسمت ملك بخبث قائلة:
-إيه هتيجى ولا لأ ؟
تأففت مريم بحنق قائلة:
-أه هاجى بس هتاخر شوية؛ لغاية ما بابا ينزل لسه مزعقلى ومانعنى أروح النادى،هستنى شويه كده لغاية ما ينزل وبعدين أجى.
إبتسمت ملك قائلة:
-ماشى يا مريم هستناكى، متتأخريش أوى علينا الشلة كلها فى إنتظارك.

أنهت مريم مكالمة الفيديو مع ملك وظلت جالسة مكانها بملل الى أن ارتفع صوت والدها بشدة مما جعلها تذهب، وتقف بجوار الغرفة؛ لتعلم ما يدور بداخلها.
قبل قليل دخلت مديحة الى غرفتها هی و زوجها وجدته يرتدى ملابسه فجلست على الفراش منتظرة انتهائه لتتحدث معه.
إنتهى فوزى من إرتداء ملابسه وإلتفت وجدها تجلس على الفراش،آلمه الحزن الظاهر على قسمات وجهها،ولكنه لا يستطيع مسامحتها؛ فهى السبب فى إبتعاد أخيه وسفره الدائم تنهد بتعب واتجه اليها قائلاً:
-عايزة ايه يا مديحة؟

إبتسمت مديحة أبتسامة يشوبها الإنكسار والحزن قائلة:
-هتفضل تعاملنى بالطريقة دى لغاية إمتى يا فوزى؟ مش ناوى تسامحنى بقى ؟ أنا اعتذرت للكل عمى نفسه سامحنى إشمعنى إنت؟
صمت فوزى قليلاً ثم قال:
-بابا صحيح سامحك، بس أخويا فاروق ياترى سامحك يا مديحة، فاروق مش راضى يعيش هنا يا مديحة بسببك،أخويا بينزل فى المناسبات بس علشان بابا،فرقتينا عن بعض، كان ممكن أسامحك لكن لا مش هسامحك إلا لو فاروق سامحك ورجع يعيش هنا تانى وأتجمعنا زى زمان يا مديحة.
نزلت دموعها بكثرة على وجنتها،فغضب بشدة وأمسكها من ذراعها قائلاً بصوت وصل الى مسامع ابنته.

-دلوقتى بتعيطى،خربتى الدنيا زمان، كنتى السبب فى موت مرات أخويا،بسبب حسرتها على بنتها نزفت وشالوا ليها الرحم،وماتت لما عرفت إن عمرها مهتكون أم تانی، أخدتى البنت ووهمتينا إنها ولد ونزل ميت سألنا على الممرضه ملقناش ليها أثر ولا حتى تعرفى اسمها، ومحدش عارف إذا كانت بنت اخويا عايشة ولا ميتة، لييييييه كده لو مكنتيش شلتى الرحم وحسيتى باحساس امينة مرات فاروق انها مش هتخلف تانى مكنش حد فينا هيعرف باللی حصل، ساعتها ضميرك صحى واعترفتى بكل حاجة، ياريته صحى من زمان قبل ما يحصل فينا كل ده يا مديحة.

شهقت مريم التى كانت تقف تستمع لكلامهم أيعقل ان والدتها كانت قاسية هكذا ؟ فرقت أم عن ابنتها!
ولكن لم يعنى الأمر مريم كثيراً،ما يهمها أنَّه لابد أن يخرج والدها لتخرج هى الى النادى وتقابل أصدقائها.
دق جرس الباب، فتأففت مريم وذهبت لتعرف من الطارق وكان حسن.
ابتسم حسن لها عندما رآها، فهى معشوقته،معذبة فؤاده، يعشقها منذ الطفولة، ولكنه لا يستطيع البوح بكل هذا لانه يعلم بحبها لاخيه حمزة،ولكن حمزة لا يعيرها أى اهتمام.

تلاشت ابتسامته عندما رأى ما ترتديه، وكانت ترتدى فستان يصل الى قبل الركبة بقليل،مكشوف الذراعين، ذو فتحه عند الصدر اغضبته هيئتها فأمسكها من ذراعها بغضب قائلاً بصوت عالى:
-أنا مش قلت لبسك ده يتغير،مش بتسمعى الكلام ليه؟ هتفضلى عندية لامته يا بنت عمى؟ إزاى تفتحى الباب بالمنظر ده وفى رجالة فى البيت؟
تأوهت مريم بشدة بسبب ضغطه على ذراعها وقالت له:
-ااااه سيب إيدى ملكش دعوة بيا يا حسن أنا حرة!

ضغط على ذراعها أكثر فصرخت بشدة ووصل صوتها الى والدها ووالدتها،فخرجوا ليروا ما بها.
جاء صوت فوزى الحاد قائلاً:
-سيب ايدها يا حسن!
ترك حسن ذراعها قائلا بحدة:
-شايف لبسها عامل إزاى يا عمى!
رجع فوزى لهدوءه مرة أخرى قائلاً:
-أنا لسه مبهدلها على لبسها يا حسن، يالا بينا على شغلنا.

خرج حسن من الشقة وتبعه عمه والتفت فوزى مرة اخرى الى ابنته قائلاً بحدة:
-مريم لبسك يتغير زى ما قولتلك!
خرج والدها فدخلت الى غرفتها بغضب وصفعت الباب وراءها، ووقفت أمام المراة تتامل العلامات التى تركتها يد حسن على ذراعها بغضب قائلة:
-هتفضل تتحكم فيا لغاية إمتى يا حسن ؟ أتجوز حمزة بس وهمحيك خالص.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة