قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية امرأة وخمسة رجال للكاتبة شاهندة الفصل السابع عشر

رواية امرأة وخمسة رجال للكاتبة شاهندة بجميع فصولها

رواية امرأة وخمسة رجال للكاتبة شاهندة الفصل السابع عشر

وقف ريان فى مكان قريب بالحديقة .. يتابع تمارا التى تلعب مع إيلين لعبة الألغاز والتى يتم فيها تجميع الكلمات من حروف مبعثرة.. ليستمع إلى صغيرته تهتف فى سعادة قائلة:
Dream house
صفقت لها تمارا بسعادة قائلة:
برافو ياإيللى.. برافو ياحبيبتى.
ابتسم بحنان ..  لتراه تمارا فى تلك اللحظة واقفا يراقبهما.. التقت عيناهما ليظهر بهما امتنانه الشديد نحوها فابتسمت وهي تومئ برأسها لتلتفت إيلين ..  والتى كانت تمنحه ظهرها تنظر إلى من تبتسم والدتها؟ لتتسع عينيها فى سعادة وهي تنهض متجهة إليه تحتضنه قائلة:
بابى.

مال ليضمها ويقبلها على جبهتها قائلا:
حبيبة بابى.
ثم تركها قائلا:
حبيبتى الأمورة ممكن تسيب بابى و مامى لوحدهم عشان عايز أتكلم مع مامى كلمتين؟
أومأت برأسها قائلة بابتسامة:
ممكن طبعا..  بس لازم أشوفك بتبوس مامى أدامى زي زمان قبل ما أمشى.

نظر ريان على الفور إلى تمارا التى اتسعت عينيها بصدمة.. ليعود بنظراته إلى طفلته يرى التصميم بعينيها وهي تقول:
يلا يابابى.. بقالك زمان مبوستهاش وهي أكيد زعلانة.. أنا بشوفها ساعات بتعيط.
نظر ريان إلى تمارا التى أطرقت برأسها .. يتساءل متى تبكى؟فى غيابه؟أحس بوجع فى قلبه.. أفاق على صوت ابنته الصغيرة تقول فى رجاء:
يلا بقى.

نظر إلى تمارا يطلب منها بعينيه إذنا أو سماحا.. لتهز تمارا رأسها موافقة وهي تهز كتفيها بيأس .. فقد أدركت بدورها أنها يجب أن تسمح له بذلك وإلا ستشك إيلين بأمرهما.. ليقول ريان بارتباك:
ماشى ياإيلين.
واقترب من تمارا التى دق قلبها كالمطرقة وهي تراه يقترب منها ثم يميل عليها مقبلا وجنتها اليسرى بقبلة خاطفة ولكنها سببت لجسدها قشعريرة سريعة.. لتقول إيللى بتذمر:
إيه هو ده ياسي بابى؟.. بوس بضمير.

نظر ريان إلى إيللى بدهشة ليراها عاقدة حاجبيها تنظر إليه بتركيز ليعود بنظراته إلى تمارا يتأسف لها بعينيه وقبل أن تستوعب نظراته.. كان يرفع يده اليمنى يضعها على وجنتها اليسرى بحنان ثم يميل ليلمس بشفتيه وجنتها اليمنى فى قبلة بطيئة أثارت كيانها بالكامل وهي تشعر بشفتيه تطبع تلك القبلة على وجنتها برقة جعلتها تغمض عينيها وهي تشعر بشعور هائل اجتاح كيانها فجأة.. لتفتح عينيها وتلتقى فى تلك اللحظة بعيني ريان الذى كان وجهه قريبا منها للغاية .. ينظر إليها نظرة غامضة تمتلئ بالمشاعر التى أذابتها كلية.. ليفيقا من سحر الموقف على تصفيق إيلين وهي تقول:
هييييه.

ابتعد ريان عنها على الفور وهو ينظر إلى إيلين قائلا بارتباك:
مبسوطة ها؟.. طب يلا يالمضة على دادة حليمة قوليلها تحضر الغدا واحنا جايين وراكى.
قالت إيلين بإبتسامة:
حاضر.. رايحة علطول.

ابتسم ريان وهو يتابعها تغادر بسعادة.. بينما رفعت تمارا يدها اليمنى تلمس وجنتها التى قبلها منذ لحظات.. وتضع يدها على خافقها الذى يدق بشدة تتساءل لماذا لم تخشى قبلته ولم ترتجف منها لتدرك أنها تخشى الآن فقط هذا الشعور بالسعادة الممتزج بشوق وراحة والذى غمرها عندما فعل.. لتنزل كلتا يديها بجانبها عندما إلتفت إليها ريان قائلا:
انا آسف ياتمارا.. سامحينى.

أطرقت برأسها فى خجل قائلة:
ولا يهمك أنا عارفة إنه كان غصب عنك.
لترفع عينيها إليه تحاول أن تغير محور حديثهما قائلة:
مقلتليش.. كنت عايز نبقى لوحدنا ليه؟
تذكر السبب والذى كان قد نسيه فى خضم تلك المشاعر التى اعترته من قربها وقبلته لها والتى منحته شعورا طاغيا زلزل كيانه.. ليخرج كارت دعوة من جيبه قائلا:
اتفضلى.

أخذت منه الكارت بحيرة.. تتأمل فخامته البادية عليه.. و لتجده مكتوبا عليه من الخارج بحروف ذهبية(دكتور ريان...والعائلة الكريمة).. فتحته لتقرأ بداخله(يسر وليد السيوفى بدعوة سيادتكم لحضور حفل توقيع عقد ... )لم تكمل القراءة وقد قست عيناها لمرأى إسمه.. إسم قاتلها.. لترفع إلى ريان عينين مليئتين بالقسوة وهي تقول:
هنروح الحفلة بكرة؟
أومأ برأسه دون أن ينطق.. لتومئ برأسها بدورها وهي تقول بصوت بارد كالثلج وعيون خالية من الحياة:
وأنا جاهزة.

قال كمال:
يعنى برده مصممة يانبيلة متجيش معانا القاهرة؟
أومأت نبيلة برأسها فى حزن قائلة:
مش هقدر أسيب البلد اللى اتولدت واتربيت فيها ياكمال ولا هقدر أسيب المكان اللى إتدفنت فيه ماما وكمان بابا من قبلها.. متشيلش همى ياابن خالتى.. إنت عارف إنى مكتوب كتابى على سيد وكنا مستنيين ماما تقوم بالسلامة من عياها عشان نعمل الفرح بس قضا ربنا بقى.. أنا هستنى الأربعين بتاعها وهنعمل قعدة فى أي كازينو .. حاجة كدة ع الضيق وأروح على بيته .. ماهو أنا وهو كدة كدة ملناش حد.. أنا مليش غيركم وهو ملوش غير مامته.. وأكيد انتوا هتكونوا موجودين معايا فى اليوم ده.

أومأ كمال برأسه قائلا:
اللى يريحك يانبيلة..  وأكيد طبعا هنكون موجودين.
اومأت برأسها.. وهي تطرق برأسها للحظات قبل أن ترفع رأسها لتقول فجأة وعيونها تلمع:
بقولك إيه ياكمال.. ورشة بابا الله يرحمه مقفولة والشقة هنا كمان هقفلها بعد ما أتجوز .. ماتيجوا انت وعلياء ونجوى تعيشوا هنا فى الشقة وتفتح الورشة واهو نبقى كلنا جنب بعض.

قالت نجوى باندفاع:
لأ طبعا مش هينفع.
نظر إليها الجميع فى دهشة لاندفاعها لتقول بارتباك:
أنا..  يعنى.. أقصد ان دراستى فى القاهرة وحياتنا كلها هناك.
ثم اشارت إلى علياء قائلة:
وأبو علياء كمان هناك.. إزاي بس هتبعد عنه؟
قالت علياء:
اصبرى بس يا نجوى.

ثم نظرت إلى كمال قائلة:
فكرة نبيلة حلوة أوى ياكمال ولو وافقت عليها انا مستعد أقنع أبويا ينقل معانا هنا فى الفيوم.. وهو ليه إيه هناك هيبقى عليه بعد ما أمشى؟
قالت نجوى بحدة:
ودراستى ياست علياء ولا نسيتيها.. انتى عايزانى أقعد زيك ومكملش؟
قال كمال بحدة:
نجوى.
اشاحت نجوى بيدها قائلة:
بلا نجوى بلا زفت.. أنا داخلة الأوضة عشان متكلمش خالص.. بس انا مش موافقة وبقولها أدامكم أهو.

لتبتعد دالفة إلى الحجرة بخطوات سريعة تتبعها نظرات كمال الحانقة لتقول نبيلة بأسى:
أنا آسفة ياكمال.. آسفة ياعلياء لو كان اقتراحى اتسبب فى مشكلة بينكم.
قال كمال بهدوء:
وانتى ذنبك إيه بس؟.. انتى قصدك خير.. وأنا اوعدك إنى أفكر فى الموضوع وأرد عليكى لما نرجع عشان أحضر جوازك انتى وسيد.
اومأت برأسها وهي تقول:
طيب أنا هقوم أرتاح فى أوضتى شوية...حاولوا تناموا حبة انتوا كمان.. انا مش عارفة أشكركم إزاي.. انتوا تعبتوا أوى معايا الفترة اللى فاتت دى.

قالت علياء بحنان:
متقوليش كدة يانبيلة .. ده انتى أختنا ومعزتك كبيرة فى قلبنا وربنا اللى عالم.
ابتسمت نبيلة قائلة:
ربنا يخليكم لية وميحرمنيش منكم أبدا.. تصبحوا على خير.
قال كمال:
تلاقى الخير.
غادرت تتبعها عيونهما قبل أن تجد علياء يد تمسك بيدها لتنظر إلى صاحبها الذى نظر إليها بحنان قائلا:
زعلتى من نجوى ياعلياء؟

ابتسمت علياء قائلة:
وهزعل منها ليه بس.. دى قبل ما تكون بنت خالتى فهي أختك وأنا مزعلش من حد بيجرى فى دمه نقطة واحدة من دمك.. وانتوا اخوات ياكمال.. يعنى الدم واحد.. وهي وانت عندى واحد ياحبيبى.
رفع كمال يدها التى تضمها يده وهو يقبلها ثم ينظر إلى عينيها قائلا:
ربنا يخليكى لية ياعلياء ومايحرمنيش منك أبدا.
قالت علياء بحب:
ويخليك لية ياقلب علياء وعمرها كله.

كان ريان واقفا بالردهة ينتظر نزول تمارا ليتجها إلى الحفل .. لتتجمد ملامحه تماما وتحتبس أنفاسه داخل صدره وهو يراها.. تهبط مرتدية فستانا من اللون الأبيض بينما تركت شعرها مسترسلا فقط يزينه تاج أبيض رائع منحها مظهرا خلابا وهالة من البراءة خلبت لبه.. اتجهت إليه بخطوات بطيئة وقد وقعت عيناها عليه لتنخطف أنفاسها بدورها وهي تراه لأول مرة فى حلة رسمية زادته وسامة فوق وسامته ومنحته هالة من الجاذبية تفوق احتمالها وتجعلها تتساءل إن كان ماترتديه مناسبا لأن تسير بجواره وهو فى تلك الهيئة الخلابة..  إبتلعت ريقها وهي ترى نظرته إليها والتى جعلت قلبها يرتعش داخل أضلعها لتقف أمامه تماما تقول متلعثمة:
إيه رأيك.. كدة مناسب؟

لم ينطق بحرف وانما شمل وجهها بنظراته ثم رفع يده يضم السبابة والإبهام.. تاركا الخنصر والبنصر والوسطى مرفوعين فى علامة لا تقبل الشك بأنها رائعة.. مما جعل وجنتيها تشتعلان خجلا.. مد يده إليها لتنظر إلى يده مترددة للحظة قبل ان تحسم رأيها وتمنحه يدها ليحتضنها بحنان قبل أن يغادرا المنزل متجهين إلى الحفل.

وصل كل من ريان وتمارا إلى الحفل ليغلق ريان موتور السيارة وهو ينظر إلى تمارا شاحبة الوجه ليقول بقلق:
تمارا.. انتى كويسة.. تحبى نروح ومنحضرش الحفلة؟
نظرت إليه فى حيرة.. تتساءل عن سر قرائته لأفكارها.. ليرسل إليها بعينيه شعورا غريبا طمأن قلبها على الفور.. لتبتلع ريقها وقد تحولت نظراتها من الحيرة إلى التصميم وهي تقول:
لأ.. مفيش داعى.. أنا كويسة.

لتمد يدها تمسك يده المجاورة لها قائلة:
وانت أكيد هتفضل جنبى.. مش كدة؟
أغلق بيده على يدها وهو يبتسم ليومئ برأسه بتشجيع.. ابتسمت بدورها ليترك يدها مضطرا وهو ينزل من السيارة ويلتف حولها .. يفتح الباب خاصتها لتنزل برشاقة فيسرع هو بإمساك يدها مجددا وهما يدلفان للحفل.

...وجدت تمارا عند مدخل الباب سيدة رغم تقدم العمر بها إلا أنها تبدو كما لو كانت فى ريعان شبابها وهي تبتسم بنعومة بينما تتحدث مع رجلا وسيدة أمامها .. يقف بجوارها ذلك الذى تكرهه بكل ذرة فى كيانها..  يبدو فى كامل أناقته يبتسم ابتسامة تود لو اقتلعتها من على وجهه اقتلاعا.. ليظهر على ملامحها كل الكره الذى تحمله له فى قلبها.. مال عليها ريان قائلا:
خدى بالك من نظراتك ياتمارا.

أخفت نظراتها على الفور.. وهما يقفان الآن أمام وليد ووالدته لتبتسم السيدة منيرة على الفور وهي تمد يدها لتسلم على ريان قائلة بترحاب شديد:
وأخيرا شرفتنا يادكتور ريان.. بجد فرحتنى كتير.
رفع ريان يدها إلى شفتيه يقبلها قائلا فى نعومة:
الشرف لية يامدام منيرة.
ابتسمت برضا بينما ترك ريان يدها ليسلم على وليد قائلا:
إزيك يا وليد.

التفت إليه وليد بعد أن كان يرمق تمارا بنظرات يملؤها الإعجاب اقشعر لها بدنها على الفور اشمئزازا .. ليقول بابتسامة:
أنا تمام يادكتور ريان.. وأخيرا نورتنا.
لينظر مجددا إلى تمارا قائلا:
مش تعرفنا؟
كاد ريان أن يقتل ذلك الحقير وهو ينظر إلى تمارا بعيون تلمع بالإعجاب.. يتذكر ما فعله بها هو وتلك الحيوانات.. ولكنه تمالك نفسه وهو ينظر إلى تمارا بحب قائلا:
أحب أعرفكم بغزل ... مراتى.

قالت منيرة بترحاب:
وأخيرا اتعرفت عليكى يا مدام غزل.. كان لازم أعرفك من الصورة اللى حططهالك دكتور ريان على مكتبه بس مع الأسف انا بقيت بنسى .. من كتر المشاغل اللى ورايا.
ابتسمت غزل قائلة:
ولا يهمك يامدام منيرة.. ربنا يكون فى العون.
قالت منيرة:
بس أنا لية عتاب عليكى.
نظرت إليها تمارا بقلق تشعر بالتوجس.. لتبتسم منيرة قائلة:
فيه واحدة تبقى متجوزة واحد زي دكتور ريان.. وتسيبه المدة دى كلها وتسافر برة؟

أحست تمارا بالارتياح يغمرها لتقول بابتسامة:
معاكى حق.. غلطة وأوعدك مكررهاش تانى.
مد وليد يده إليها قائلا:
نورتينا يامدام غزل.

لم يخطر ببال تمارا بأي حال من الأحوال انها من الممكن أن تسلم على ذلك الوليد.. فقد كان ذلك من رابع المستحيلات.. أن يلمسها مجددا.. هذا يعد كالموت تماما بالنسبة إليها.. ولكنها الآن لا تدرى بأي عذر ستمتنع عن ملامسة يده لتجد ريان قد أحاط بكتفها يضمها إلى صدره قائلا لوليد بابتسامة لم تصل إلى عينيه:
معلش يا وليد.. مراتى مبتسلمش على رجالة .. بغير عليها ياأخى.

أخفت تمارا وجهها فى صدره تخفى نظرة ارتياح ظهرت علي وجهها .. تشكر ريان فى سرها على شعوره الدائم بها وبأحاسيسها .. لا تعرف حقا كيف تعبر له عن امتنانها لكل ما يفعله لأجلها.
استمعت إلى صوت منيرة وهي تقول:
حقك طبعا يادكتور.. ربنا يخليكوا لبعض.
ابتسم ريان بمجاملة قبل أن يستأذن للدلوف إلى الحفل ليتجه إلى الداخل وهو مازال يحيط تمارا بذراعه.. وهي مستكينة بين يديه.. تشعر لأول مرة فى حياتها بأنها فى مكانها الصحيح... تماما

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة