قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية امرأة وخمسة رجال للكاتبة شاهندة الفصل الرابع والعشرون

رواية امرأة وخمسة رجال للكاتبة شاهندة بجميع فصولها

رواية امرأة وخمسة رجال للكاتبة شاهندة الفصل الرابع والعشرون

كان ريان يجلس مع عائلة غزل المكونة من عمها شاكر وزوجة عمها حنان وإبنهما جلال.. لتتوقف أنفاسه وهو يرى دلوف تمارا وإيلين.. كانت تمارا تلبس ذلك الفستان الذى إختاره لها.. كم بدا رائعا عليها.. وجدلت شعرها فى ضفيرة وفعلت المثل لإيلين فمنحهما تشابههما مظهرا خلابا.. نهض الجميع لإستقبالهما ليسلم شاكر عليها قائلا:
أهلا ببنت أخويا.

ابتسمت قائلة:
إزيك ياعمى.
لم يمد جلال يده إليها قائلا:
إزيك ياغزل.
قالت تمارا:
بخير ياجلال.
لتسرع حنان بإحتضان تمارا قائلة:
حبيبتى ياغزل وحشتينا.
قالت تمارا وهي تضمها بدوها:
وانتوا كمان يامرات عمى.

لتبتعد حنان عن حضنها تنظر إلى الصغيرة و تكاد ان تضمها لتبتعد عنها إيلين وهي تتوارى خلف تمارا.. فتقول حنان بحزن مفتعل:
كدة برده ياإيلين.. مش عايزة تسلمى علية.
قال ريان بهدوء:
معلش يامدام حنان.. انتى عارفة إنها مشافتكوش من زمان وإيلين بطبيعتها خجولة.
قالت حنان بعتاب:
ومين السبب فى إنها متشوفناش ياريان؟ مش بعدكوا بيها وسفركوا بيها بلد تانية.. ده انتوا قطعتوا معانا خالص.

قالت تمارا برقة:
معلش ياطنط حنان.. شغل ريان بقى وكان لازم نكون معاه.. وأدينا رجعنا أهو من تانى.. اتفضلوا أقعدوا واقفين ليه بس؟
جلس الجميع بينما قالت حنان:
بس قوليلى ياغزل.. صوتك ماله.. متغير عن زمان.. هو تقريبا نفس التون بس برده متغير.
نظرت تمارا إلى ريان بسرعة ليقول ريان:
حادثة عملتها فى باريس يامدام حنان وأثرت على أحبالها الصوتية بس الحمد لله إنها جت على أد كدة بس.
أومأت حنان برأسها قائلة:
الحمد لله ياابنى.. الحمد لله.

نهضت تمارا قائلة:
لحظة واحدة هجيبلكم حاجة تشربوها.
قالت حنان:
ليه ياغزل.. إنتى معندكيش خدامين؟
قالت تمارا بإبتسامة:
عندى ياطنط بس إنتى عارفانى بحب اعمل شغل البيت بنفسى.. عن إذنكم.
قالت إيلين:
انا جاية معاكى يامامى.

إبتسمت تمارا وهي تأخذ بيد إيلين فى يدها.. تغادران بهدوء يتابعهما جلال بعينيه ليشعر ريان الذى لمح تلك النظرات بأنه على وشك إرتكاب جريمة قتل.. بينما قالت حنان:
لسة غزل فعلا زي ماهي.. غاوية عيشة الخدامين.
شعر ريان بالغيظ من تلك السيدة المتكبرة ليقول بهدوء لا يعكس مشاعره:
أكتر حاجة شدتنى لغزل على فكرة هي بساطتها.. دى ميزة كبيرة فيها.

قالت شاكر بإرتباك:
آه.. أيوة طبعا.. غزل طول عمرها بسيطة فعلا.
ليغير مجرى الحديث وهو يقول:
وانتوا مش ناويين تسافروا تانى يادكتور ريان؟
قال ريان:
لأ.. إحنا هنستقر فى مصر.. أنا بنيت إسمى خلاص هنا.. والشغل فى المستشفى فوق الممتاز.. ليه بقى أسافر من تانى.. الغربة وحشة ياأستاذ شاكر.
نظرت حنان إلى محيطها تلاحظ ثراء صاحب المنزل من ديكوراته ومفروشاته لتشعر بالحقد يملأ قلبها.. ولكنها اخفته من ملامحها وصوتها وهي تقول:
فرحتنا يادكتور.. فرحتنا أوى.

وصل عامر إلى منزله فى المنصورة فأوقف سيارته وألقى نظرة على رفيقة سفره ليجدها نائمة.. تأمل ملامحها الرقيقة بقلب زادت خفقاته.. كاد أن يمد يده ويمررها على وجنتها بحنان لتتوقف يده فى الهواء ثم ينزلها بسرعة وهو يشيح بنظراته عنها.. يستغفر ربه فميار زوجة لرجل آخر.. يجب ان يظل يتذكر تلك الجملة حتى لا يضعف مجددا.. خرج من سيارته والتف حولها يفتح الباب خاصتها ثم يميل عليها ليحملها.. ليتوقف فى مكانه مجددا وهو يعتدل زافرا بحنق وهو يتساءل.. ألم يقل لنفسه منذ ثوان أنها امرأة متزوجة؟.. تبا.. لقد جن تماما.. مال ينادى عليها قائلا:
مدام ميار..

لم تجيبه ليهزها برفق قائلا:
مدام ميار.
فتحت ميار عيون ناعسة أصابته بسهم فى قلبه.. لتجهز على قلبه تماما حين ابتسمت برقة وهي تتأمل ملامحه.. ثم يصاب بدهشة بالغة حين قالت:
على فكرة انت حلو أوى.
ثم عادت لتغمض عينيها متمتمة:
بس إحنا مش اتفقنا تخرج من أحلامى.. يلا اخرج بقى.

رغما عنه علت شفتيه إبتسامة وهو يدرك انها تظن نفسها فى حلم.. لتزول إبتسامته على الفور وهو يدرك انها تظن انها تحلم به.. أم ربما تحلم بزوجها.. لم يستطع تقبل هذا الاحتمال الأخير ليقول بحدة:
مدام ميار.
فتحت ميار عيونها على إتساعهما وهي تنظر إلى عامر ثم إلى محيطها لتتذكر كل ماحدث وتدرك أنها لم تكن تحلم.. لتعتدل قائلة فى خجل:
إحنا وصلنا.

اوما برأسه وهو يشيح بنظراته عنها متجها إلى المنزل ليفتحه.. نزلت من السيارة وألقت نظرة على ذلك المنزل المتطرف.. للحظة شعرت بالخوف ولكنها ما ان نظرت إلى عامر الذى فتح الباب ووقف ينتظرها حتى زال هذا الشعور تماما ليتبدل بالأمان على الفور لتذهب إليه بخطوات سريعة.. أشار لها بالدخول قائلا بهدوء:
اتفضلى.. البيت بيتك.. أنا هروح اجيب الشنطة بتاعتك وراجع علطول.

تابعته بعينيها وهو يذهب لإحضار حقيبتها.. كم هو وسيم ومفتول العضلات.. رزين وهادئ.. تماما كصورته فى أحلامها.. لاحظت بروده الغريب معها منذ استيقظت وأرجعت ذلك لكلامها الذى بالتأكيد فسره بشكل خاطئ.. فهو لا يعلم عن أحلامها شيئا.. لتهز كتفيها وهي تدلف إلى المنزل.. موقنة ان بروده فى مصلحتها حتى لا تتعلق به أكثر.. وربما عليها بدورها ان تعامله بنفس البرود.. او ربما تتجاهل وجوده تماما.

قالت منيرة بجزع:
إنت بتقول إيه؟
قال وليد بغضب:
بقول إن الهانم بنت أختك اللى انتى جوزتهالى وقلتى إنها متربية على إيدك.. سرقتنى.. سرقتنى وهربت ياماما.
قالت منيرة بإستنكار:
مستحيل.. ميار مش ممكن تعمل كدة.. ميار بنت ناس...

قاطعها وليد قائلا بحدة:
بلا بنت ناس بلا زفت.. الهانم أخدت ورق الصفقة اللى فاتت وهربت.. سألت عليها عند باباها مش موجودة.. قلبت عليها الدنيا مش لاقيها.. وده ملوش عندى غير معنى واحد.. الهانم ناوية ع الغدر.. واللى يفكر بس يغدر بوليد السيوفى.. أنسفه.
قالت منيرة:
إهدى بس ياوليد وخلينا نفكر بعقل.

هدر وليد قائلا:
عقل إيه ياماما.. إنتوا خليتوا فية عقل.. عشت حياتى وكأنى معشتهاش.. فى كل خطوة بخطيها بلاقيكى فوق راسى.. إنتى السبب فى كل حاجة وصلت ليها على فكرة.. والهانم بنت اختك جاية تكمل علية.. لأ.. مبقاش وليد السيوفى إن ماوقفت كل واحد عند حده وهتشوفوا.
كادت منيرة أن تتحدث ليقاطعها دخول اختها سهام وحامد زوجها والأولى تقول فى إنهيار:
بنتى فين يامنيرة.. وديت بنتى فين ياوليد؟

نظر إليها وليد شذرا قبل ان يغادر المنزل بخطوات غاضبة متجاهلا نداءات والدته بإسمه.. لتقول سهام:
ردى علية يامنيرة بنتى فين وابنك بيبصلى كدة ليه؟
إلتفتت إليها منيرة قائلة بحدة:
بنتك سرقت إبنى وهربت ياسهام.
إتسعت عينا سهام فى صدمة قائلة:
مستحيل.. مستحيل بنتى تعمل كدة.

قال حامد باستنكار:
انتى بتقولى إيه يامنيرة.. بنتى متربية كويس ومتعملش كدة ابدا.
قالت منيرة فى سخرية:
بنتكم المتربية أخدت ورق الصفقة الأخرانية وهربت.
قالت سهام من وسط دموعها:
وهي هتاخد الورق ده تعمل بيه إيه بس؟
قالت منيرة بإرتباك:
أخدته عشان.. عشان...

لم تعرف بما تجيبها لتستطرد وهي تقول بحدة:
انا عارفة بقى.. أهى خدته وخلاص.. وإبنى مش هيسكت.. هيلاقيها وساعتها هيربيها من أول وجديد..
انتفضت سهام قائلة بحدة مماثلة:
هي وصلت للدرجة دى.. لأ.. إحنا أولى ببنتنا.. للأسف الجوازة دى كانت غلطة من الأول.. ياما قالتلى إنها مش سعيدة فى حياتها وياما قلتلها اصبرى.. غلطنا كلنا فى حقها بس جه الأوان اللى نصلح فيه غلطنا.

ابتسمت منيرة فى سخرية قائلة:
فعلا كانت غلطة وأكيد هتتصلح.
قالت سهام موجهة حديثها إلى حامد:
يلا ياحامد ندور على بنتنا.. مبقاش لينا مكان فى البيت ده.
اومأ برأسه لتغادر سهام وزوجها تتبعهما عيون منيرة الساخرة و التى ما ان اختفوا حتى قالت:
فى ستين داهية..
لتجلس فى مكانها وهي تقول بقلق:
ياترى روحت فين ياوليد وهتعمل إيه بس؟

قالت ريم وهي تحادث ماجد هاتفيا:
إسمعنى بس ياماجد انا قربت أقنعهم.. أصبر بس علية شوية.
قال ماجد بنفاذ صبر:
مش هصبر تانى ياريم.. خلاص صبرى نفذ.. أنا عايز أتجوز علطول.. ياتحددى ميعاد معاهم عشان آجى أطلب إيدك عشان نكتب الكتاب ونعمل الفرح بعدها علطول.. ياهدور على واحدة تانية أتجوزها.. وده آخر كلام هتكلمه فى الموضوع ده مفهوم؟

قالت ريم فى صدمة:
للدرجة دى هنت عليك تقولها فى وشى.. إنت بجد ممكن تتجوز واحدة غيرى.
تنهد ماجد قائلا:
انتى عارفة بحبك أد إيه بس حقيقى مبقتش قادر أستنى أكتر من كدة.. ولا قادر أصبر.. عايزك فى بيتى النهاردة قبل بكرة.. عايزك معايا وفى حضنى.. افهمينى بقى أنا تعبت بجد.

قالت ريم فى إحباط:
خلاص ياماجد.. هكلمهم النهاردة.. وأرد عليك.
قال ماجد بحب:
هي دى ريم حبيبتى.. هستنى ردك بفارغ الصبر.. سلام ياقمر.
قالت ريم:
سلام.
لتغلق الهاتف وهي تلقيه على السرير قائلة فى حزن:
هعمل إيه بس دلوقتى؟
لتنظر إلى السماء قائلة:
ساعدنى يارب.

طرقت نجوى الباب فلم يجيبها كمال لتدلف إلى الحجرة وتجده جالسا على سريره يمسك بإحدى عباءات علياء يضمها إلى صدره ويستنشق عبيرها.. بينما تسقط دموعه على وجهه.. لتقول بحزن اعتصر قلبها:
كمال.
لم يجيبها لتذهب إليه وتجلس إلى جواره قائلة:
مش هتاكلك لقمة ياأخويا.

نظر إليها قائلا بألم:
آكل إزاي بس وهي مش بتاكل.. أحس بطعم اللقمة إزاي وأنا عارف إنها جوة قبر ضيق وضلمة.. علياء مبتحبش الضلمة يانجوى.. بتخاف منها.
قالت نجوى وقد بدأت دموعها فى النزول:
إستغفر ربك ياكمال.. علياء بين إيدين ربك.. عملها كان طيب وعمرها ما إذت حد.. ولا اتكلمت عن حد.. وكانت راضياك وراضية أهلها.. وأكيد قبرها دلوقتى منور.. روضة من رياض الجنة ياكمال.

قال كمال:
أستغفر الله العظيم..
لينظر إلى السماء قائلا:
يارب.. نور قبرها وخليه روضة من رياض الجنة.. أنا راضى عنها كل الرضا وانت شاهد وعالم.
ربتت نجوى على يد أخيها قائلة:
هو ده ياأخويا.. علياء دلوقتى مش طالبة مننا غير دعوة ليها بالرحمة وصدقة.. قوم كلك لقمة وبعديها اتوضى وصلى وادعيلها.. أقولك بكرة الصبح تعالى نزور قبرها ونخرج على روحها صدقة كمان.

أومأ كمال برأسه قائلا:
روحى يانجوى.. حضرى الاكل وانا هقوم أتوضى وأصلى الأول وأدعيلها .
اومأت نجوى برأسها وهي تنهض مغادرة بينما أمسك كمال بعبائتها يرفعها إلى شفتيه مقبلا إياها وهو يقول بحزن:
وحشتينى ياغالية.. ربنا يجمعنى بيكى فى أقرب وقت.. أنا تعبان اوى من غيرك ياعلياء.. تعبان أوى.

قالت حنان فجأة ودون مقدمات:
ممكن اتكلم معاكى ياغزل على إنفراد؟
نظرت غزل إلى ريان ليومئ لها برأسه فنهضت قائلة لحنان:
اتفضلى معايا.
كادت إيلين ان تتبعها إلا ان ريان قال لها بهدوء:
خليكى هنا ياإيلين.
لتنظر إليه إيلين قبل ان تجلس بإحباط.

دلفت تمارا إلى حجرة المكتب تتبعها حنان لتشير لها تمارا بالجلوس قائلة وهي تجلس بجوارها:
خير ياطنط حنان.. اتفضل إتكلمى.. انا سامعاكى.
قالت حنان بإرتباك:
الحقيقة.. يعنى.. هو مش خير أبدا يابنتى.. عمك شاكر خسر فلوسه كلها والبيت اترهن ولو مفكش الرهن هنبقى فى الشارع.. وانتى ميرضكيش نبقى فى الشارع ولا إيه؟

تراجعت تمارا لتستند بظهرها إلى المقعد قائلة:
وعمى شاكر خسر فلوسه إزاي ياطنط؟
قالت حنان:
فى صفقة كدة.. شغل يعنى.
قالت تمارا فجأة بسخرية:
خسرهم فى صفقة ولا فى القمار؟
اتسعت عينا حنان فى دهشة قائلة:
وانتى عرفتى منين؟

قالت تمارا:
انا حاطة عينى عليكوا من يوم ما سافرت.. لإنى عارفاكوا كويس وعارفة ان عينكوا على فلوسى وميراث الغلبانة بنتى.. بس بنتى محدش هيمس فلوسها طول ما انا عايشة.. مفهوم؟.. أنا لما قابلتكوا النهاردة كنت فاكرة انكوا اتغيرتوا عن زمان.. كنت بديكوا فرصة تانية تحسسونى فيها انكوا بجد بتحبونى انا وبنتى.. مش طمعانين فى فلوسنا.. بس الظاهر ان مفيش حد بيتغير وان الطبع غلاب.. وانا كمان لسة على موقفى ومش هتغير.

قالت حنان وقد بدا الغضب على ملامحها:
انتى بتهينينى ياغزل وفى بيتك على فكرة.. وانتى مش عارفة عمك لو عرف ممكن يعمل إيه؟
مالت عليها تمارا قائلة:
أنا مبهينش حد.. أنا بقول حقيقة انتى عارفاها كويس.. اوعى تكونى فاكرة يامرات عمى انى لسة غزل بتاعة زمان.. لأ انا اتغيرت أوى عن زمان.. ومبتهددش.. اللى يفكر بس يقرب ناحيتى او ناحية حد من عيلتى.. مش بس أنا ممكن أوديه ورا الشمس.. لأ انا آكله بسنانى قبلها كمان.

نهضت حنان قائلة فى عصبية قائلة:
بنت تهانى صحيح.. الظاهر ان احنا غلطنا لما جينا هنا.
لتغادر المكتب فى خطوات غاضبة متجهة إلى شاكر وجلال قائلة:
يلا ياشاكر.. يلا ياجلال.. احنا مبقاش لينا قعاد فى البيت ده.. يلا بينا.

لتغادر يتبعها شاكر وجلال الذى ألقى نظرة على تمارا و التى خرجت من المكتب تنظر إليهم بسخرية.. لتتغير ملامحها على الفور إلى الخجل وهي تنظر إلى ريان الذى رمقها بملامح غامضة لاتنم عن أي إنفعال.. لتشعر بالإرتباك على الفور يخالطه الندم.. لقد إندفعت لتفعل ما رأته صحيحا فى وقتها ولكن كان لابد وان تستشير ريان قبل ان تقول ما قالته.. فما فعلته قد يأتى بنتيجة عكسية تماما.. وقد تؤثر أفعالها على حياة ريان وإيلين... للأبد

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة