قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية امرأة وخمسة رجال للكاتبة شاهندة الفصل الثامن والعشرون

رواية امرأة وخمسة رجال للكاتبة شاهندة بجميع فصولها

رواية امرأة وخمسة رجال للكاتبة شاهندة الفصل الثامن والعشرون

تابع عزت بعينيه دلوف تمارا وإيلين إلى المنزل.. لينظر إلى محيطه يتأمله بحذر.. ويتأكد من خلو المنطقة من الناس وهدوءها النسبي.. ليعود بعينيه إلى ذلك المنزل.. يتفحص جنباته.. ليقترب بهدوء وهو يلاحظ خلو باب المنزل من البواب والذى أسرع خلف صاحبة المنزل ليحمل تلك الحقائب التى تخرجها من السيارة ليبتسم بداخله وهو يدرك أن الحظ يحالفه.. دلف إلى المنزل بحذر وتخفى فى أحد الجوانب.. لينتظر الوقت المناسب ثم يهجم على فريسته.. لترتسم على وجهه إبتسامة مقيتة كصاحبها... إبتسامة ذئب.

نظر ناجى إلى وليد الذى أخرج من جيبه ورقة من فئة المائة جنيه ومنحها لأحد المسجونين ليعطيه علبة سجائر.. ثم رمق أحد أتباعه من المجرمين بحنق قائلا:
إنت يازفت يااللى اسمك سعدون.. مش قلتلى إنك قلبت المسجون الجديد؟
مال عليه سعدون وهو ينظر إلى وليد بدوره قائلا بغيظ:
حصل ياكبير.. بس الظاهر كان مدكن قرشين على جنب.. بعد إذنك هقوم أقلبه فى الباقى.. وأعلم عليه كمان عشان ميبقاش يعملها تانى.

كاد أن ينهض ليمسك ناجى يده يوقفه وهو يقول:
لأ.. خليك إنت وخلى الطلعة دى علية.. عشان الواد ده شايف نفسه حبتين.. وأنا عايز أخليه عبرة لباقى المساجين.
أومأ سعدون برأسه قائلا:
تحت أمرك ياكبير.. اتفضل.. خد راحتك.
نهض ناجى وذهب إلى وليد حتى وقف أمامه تماما ليقول بنبرة صارمة:
انت اسمك إيه يااااض؟

نظر إليه وليد قائلا فى برود:
وإنت عايز تعرف إسمى ليه؟لو حابب تتعرف خليك فى حالك.. أنا مبتعرفش على حد.
قدحت عينا ناجى شررا وهو يمسك وليد من تلابيبه ينهضه من مكانه قائلا:
انت اتجننت ياواد انت.. انت مش عارف انت بتكلم مين؟
نزع وليد يد ناجى من على قميصه بقوة قائلا:
هكون بكلم مين يعنى؟وبعدين انت إزاي بتمسكنى كدة.. الظاهر إنك إنت اللى مش عارف أنا أبقى مين؟

تجمهر المساجين من حولهم.. ووجد وليد هذا المسجون الذى أخذ منه المال منذ قليل يقف إلى جانب هذا المسجون البغيض و يقول بنبرة قوية وهو ينظر إلى وليد بغضب:
أي خدمة ياكبير.. المستجد ده مضايقك فى حاجة؟
نظر ناجى إلى وليد وعيونه يتطاير منها الشرر:
ما عاش ولا كان اللى يضايقنى ياسعدون.
ليمسك وليد من تلابيبه مجددا وهو يقول:
قب باللى معاك ياااض.

نفض وليد يده مجددا وهو يقول بعيون متقدة من الغضب:
لا.. بقولكم إيه.. إنتوا لو فاكرنى لقمة طرية وكل واحد فيكم هياكل منها حتة.. تبقوا غلطانين.. أنا وليد السيوفى ياشوية كلاب.. وإن متعرفوش مين هو وليد السيوفى فأنا مستعد أعرفكم.
أخرج ناجى من جيبه مطواة وفتحها وهو يقول بعيون امتلأت بالشر:
بقى احنا كلاب؟.. طيب تشرفنا ياسى وليد ياسيوفى...وهتوحشنا.
ليباغته بطعنة فى جنبه لتتسع عينا وليد بألم.. ليلف ناجى سلاحه الأبيض بحقد ثم ينزعه من جسد وليد.. الذى سقط بعدها على الفور.. جثة هامدة.

إرتدت تمارا الروب دى شامبر خاصتها بعد ان أخذت حماما يزيل عنها إرهاق يومها.. فبعد الملاهى أصرت إيلين على ان تشترى بعض الألعاب من السوق لتوافق تمارا على الفور خاصة بعد ان توسلت إليها إيلين بعيون آملة أن لا تخيب رجاءها.. مما أصابها بإرهاق شديد ولكن كل التعب يهون لأجل تلك الصغيرة الرائعة.. إستمعت إلى صوت بالحجرة لتدرك أن ريان قد عاد وتندم مجددا على عدم أخذ ملابسها لتلبسها بالداخل.. خرجت من الحمام على إستحياء.. لتتوقف بجمود وتظهر علامات الرعب الخالص على وجهها وهي تقول:
إنت؟

واجهتها عينا عزت وإبتسامته المقيتة وهو يتأمل ملامحها الجميلة إبتداءا من شعرها الندي مرورا بقدميها العاريتين الرائعتين.. واللتان ازدادتا جمالا عما كانتا عليه.. عائدا بعينيه إلى عينيها وهو يقترب منها قائلا بلزوجة:
بصراحة انتى لو متفاجأة قيراط فأنا متفاجئ ٢٤ قيراط.. بس برده مقدرش أنكر إنها مفاجأة حلوة.
نظرت حولها تبحث عن شئ تدافع به عن نفسها فلم تجد لتعود إليه بنظراتها وهي تقول بنبرات مرتعشة:
إنت عايز منى إيه؟وإزاي عرفتنى؟وإزاي عرفت توصلى؟

قال وهو ينظر إليها بنظرات اقشعر لها بدنها:
عايز إيه؟بصراحة عايزك.. وعرفتك إزاي.. فدى سهلة.. فيه نوع من الجمال الواحد مبيقدرش ينساه ولا بيرتاح غير لما يكون ملكه.. وانتى من النوع ده على فكرة.. من يوم ما شفتك بتلعبى مع بنتك فى جنينة بيتكم اللى فى باريس وأنا قلت لازم الجمال ده يكون ملكى.. وفعلا كان ملكى بس مع الأسف كنتى شلتى الماسك من على وشى و شفتينى وعرفتى انى جاركم اللى مأجر الفيلا اللى جنبكم.. فكان لازم تموتى.

اتسعت عينا تمارا فى صدمة وهي تدرك أن عزت لم يتعرف عليها وإنما تعرف على ملامح غزل فيها وأنه هو من اغتصب غزل فى باريس وقتلها.. لينتشر الغضب فى كل ذرة من كيانها.. خاصة وهو يقول:
بس اللى هموت واعرفه إزاي بعد ما موتك بإيدية دول.. ألاقيكى لسة عايشة؟.. ده أنا قطعت شهر العسل مع صافى مخصوص ونزلت مصر عشان الجريمة اللى عملتها متتكشفش.. وعشان محدش يجيب رجلى فى الموضوع.. وفى الآخر تطلعى عايشة.. صحيح.. فيه ناس زي القطط بسبع أرواح.. وأنا بعشق القطط.. ياقطة.

قرن كلماته الأخيرة بإمساكها من كتفيها لترتعد وهي تقول:
سيب إيدى ياهصرخ وهلم عليك كل اللى فى البيت.
إبتسم وهو يميل عليها بوجهه قائلا بإبتسامة مقيتة:
الموجودين فى البيت بنتك الصغيرة والخدامة والبواب وطبعا اول حد هيكون هنا هو بنتك فلو مستغنية عنها صرخى.. وأنا أقتلها وأدام عنيكى كمان..

بدأت الدموع تنهمر من عينيها وهي تقول:
حرام عليكى ياأخى.. انت إيه حيوان.. والله خسارة فيك كلمة حيوان.. ده الحيوان بيبقى عنده شوية رحمة عنك.
قربها منه لتغمض عينيها بقوة وهو يقول:
تؤ تؤ تؤ.. نتأدب بقى وكفاية شتايم عشان موركيش الوش التانى واللى انتى عارفاه كويس.. هي ساعة حلوة هنقضيها مع بعض وهمشى ومش هتشوفى وشى تان... آااااه.

أطلق آهة ألم وهو يمسك أسفل بطنه بعد ان غافلته تمارا بضربة قاتلة.. لتسرع بإتجاه الكومود بجانب السرير وتأخذ الأباجورة من عليه تحملها بيدها وهي تواجهه قائلة بعيون ارتسم فيهم الغضب:
لو قربت منى هقتلك.. قسما بالله هقتلك وأريح الدنيا كلها من شرك.
اقترب منها قائلا بإبتسامة:
قطة شرسة.. مبقيتيش تخافى زي زمان.. وانا بحب القطط الشرسة.. بتثيرنى أكتر.. أدينى بقرب أهو.. ورينى بقى هتقدرى تعملى إيه؟

شعرت تمارا بالتوتر فى كل أنحاء جسدها.. تمسكت بالأباجورة بيدها بقوة تنوى ان تجهز عليه إن لمسها.. تراقب اقترابه منها برعب مزق أوصالها حتى أصبح قبالتها لتحاول إصابته فى رأسه بكل قوتها ولكنه أمسك ذراعها ليضغط عليها بقوة أكبر.. حتى تركتها تسقط أرضا من شدة الألم.. ليكتفها عزت بيديه ثم يسقطها على السرير ويعتليها.. تجسدت ليلة الحادثة المشئومة أمامها ليظهر الرعب خالصا على وجهها..

كادت أن تصرخ.. ليكتم عزت فاهها بيده بينما يحاول فتح مئزرها.. قاومت بكل قوة لتحرر يديها التى يكبلها بجسده وهو يقبل عنقها الناعم بشراهة لتحرر إحدى يديها وتخربشه بقوة فى وجهه ليبعد وجهه عنها بغضب وهو يرفع يده وينزل على وجهها بصفعة شديدة هزت كيانها ألما ليعود ويكتم فاهها وهو يكبلها مقبلا إياها مجددا وسط دموعها المنهمرة ومقاومة جسدها الضعيف له بكل ما تملك من قوة لتجده فجأة رفع عنها بقبضة قوية رأت صاحبها والذى لم يكن سوى ريان.. كان غاضبا بشدة تتنافر عروقه بكل قوة.. وهو يكيل لعزت اللكمات دون توقف حتى أن الثانى لم يستطع أن يرد عليه بأي دفاع من جهته..

لتبتعد منكمشة على نفسها وهي تراقب ريان وهو يفتك بهذا الحيوان عزت.. يضربه مرارا وتكرارا.. حتى خر هذا الأخير مغشيا عليه وقد اختفت ملامحه تماما من أثر الدماء التى غطت وجهه.. ليلتفت ريان إلى تمارا فى لهفة لتنظر إلى عينيه نظرة واحدة ثم تندفع دون مقدمات إليه ليستقبلها بين ذراعيه يضمها بقوة لتضمه بدورها بقوة تنهمر دموعها ليحتويها بين أضلعه.. يربت على رأسها بحنان قائلا:
اهدى ياحبيبتى.. انتى معايا وفى حضنى.

مرغت تمارا أنفها فى صدره تستنشق عطره.. تستشعر وجوده معها.. تتأكد من وجودها آمنة بين ذراعيه وهي تقول من بين شهقاتها:
كنت هموت.. لو.. انت ملحقتنيش ياريان.. كنت هموت.
قال فى لهفة وهو يزيد من ضمته إياها:
صدقينى أنا اللى كنت هموت لو جرالك حاجة ياتمارا.

خرجت من حضنه تنظر إلى وجهه قائلة فى جزع:
متقولش كدة.. انا مقدرش أعيش من غيرك.. أنا بحب...
لتقطع كلماتها فجأة وقد كادت أن تنطق بمشاعرها تجاهه فى لحظات ضعفها.. كادت ان تصرخ معلنة حبها.. وهي تدرك أنه مازال على حبه لزوجته الراحلة لا يرى فيها سوى طيف منها.
نظر إليها ريان يستحثها فى أمل قائلا:
انتى بتحبى...؟

اطرقت برأسها قائلة:
بحب الأمان اللى بحسه وانا هنا.. وياك.
أحس ريان بخيبة أمل.. أهذا كل ما يمثله لها.. أمانا فقط؟إذا مازال قلبها معلقا بهوى ذلك المأفون ماجد.. تبا.. كم يؤلمه ذلك.

حانت منه نظرة إلى خدها الذى عليه علامات أصابع عزت.. مد يده إلى خدها لتتوقف يده فى الهواء خشية إيلامها وهو يرجعها إلى جانبه قابضا عليها بقوة وهو يلقى نظرة على عزت الملقى أرضا قائلا بصوت يظهر مابداخله من غضب:
أنا هكلم الظابط سامى.. صاحبى.. وهخليه ييجى يقبض على الزفت ده.. قضية قتل مراته لوحدها هياخد فيها إعدام.. وطبعا مش هينفع نجيب سيرتك.. مؤقتا يعنى لغاية ما نجمعهم كلهم فى السجن.. كدة مفضلش غير واحد.. وساعتها ممكن نقدم فيهم بلاغ.

رفعت إليه عينيها قائلة:
لو قدمت بلاغ هيتعرف انى مش مراتك وساعتها هتفقد حضانة إيلين واهل غزل هياخدوها.
نظر إليها نظرة طويلة غامضة وهو يقول:
أنا مش عايزك تقلقى علينا.. لازم تاخدى حقك وبس.. اما الباقى فسيبيه علية ياتمارا.
أخرج هاتفه ليتصل بصديقه فقالت تمارا فى تردد:
انت.. كمان.. بسجن عزت بتاخد حقك وحق إيلين مع حقى ياريان.

أنزل ريان الهاتف من على أذنه وهو يعقد حاجبيه قائلا:
تقصدى إيه؟
ترددت لثوان ثم نظرت إلى عينيه مباشرة وهي تقول بحزم:
عزت هو اللى اغتصب غزل وهو اللى قتلها كمان.
اتسعت عينا ريان بصدمة وهو ينظر إلى عزت ثم ينظر إليها قائلا:
انتى متأكدة؟

اومأت برأسها قائلة:
عزت لما شافنى مشفش فية تمارا.. شاف غزل.. اللى اغتصبها وقتلها فى باريس ورجع لقاها أدامه من تانى.. كان جاركم هناك.. فى الفيلا اللى جنبكم.. كان بيقضى مع مراته شهر العسل.

ضربته الحقيقة فى مقتل.. نعم كان هناك زوجين أجرا الفيلا بجواره يقضيان بها شهر العسل كما اخبره البواب.. ولكنه أبدا لم يراهما.. فقد كان دائم الإنشغال بعمله.. لتقسو ملامحه وتتلبد بغيوم الغضب وقد ارتسمت على ملامحه نيته التى رأتها تمارا بكل وضوح على وجهه.. وهو يتجه إلى عزت الملقى أرضا.. يركله بقوة.. بألم مزق قلبه إلى فتات.. يلف يديه حول رقبة عزت يرفع إياه خانقا أنفاسه البغيضة..

ينوى ان لا يتركه سوى جثة هامدة فلقد أذي بشدة أعز الناس إلى قلبه.. لتسرع بدورها تحتضنه من الخلف تتمسك به بقوة شعرت بجسده يتجمد لتقول هي برجاء من وسط دموعها:
ابوس إيدك متقتلوش.. متضيعش نفسك وتضيعنا معاك.. إيللى ليها مين غيرك لو قتلته واتقبض عليك.. وأنا.. أنا مش هقدر اشوفك مسجون مع المجرمين.. عشان خاطرى..

ظل على جموده ولكنه خفف قبضته حول عنق ذلك الحقير لتقول برجاء وقد تهدجت نبراتها:
ورحمة غزل تسيبه.. عشان خاطرها هي.. يرضيك تآمنك على بنتها وانت تسيبها لأهلها يبهدلوها وياخدوا فلوسها.
شعرت بجسده يلين لتقول:
سيب عقابه للى خلقه ياريان.. وصدقنى هو كدة كدة ميت.

ترك ريان جسد عزت يسقط أرضا.. ثم أمسك بيديها التى تحيط بخصره ليلفها وتصبح بمواجهته.. ليتأمل ملامحها الدامعة.. فيمد يده برقة يمسح دموعها قائلا:
سيبته ياتمارا.. بس عشان خاطرى أنا كفاية.. مش عايز أشوف دموع فى عيونك من تانى.. مفهوم؟
اومأت برأسها ليحيطها بذراعه يضمها إلى جانبه لتستكين على صدره ليمسك هاتفه ويتصل بصديقه قائلا:
سامى.. تعالالى حالا ومعاك قوة من البوليس.. عزت اللى قتل مراته.. صاحب قضية فيلا المعادى.. عندى هنا... فى البيت.

خرج الطبيب من غرفة منيرة لتتعلق به أربعة عيون فى قلق خاصة وملامح الأسى تظهر على وجهه.. لتقول سهام متوجسة:
منيرة اخبارها إيه يادكتور لبيب؟
قال لبيب بحزن:
البقاء لله يامدام سهام.
لتصرخ سهام بلوعة وتنهار فى البكاء.. ضمها حامد إلى صدره وربت على ظهرها.. بينما تأملهما الطبيب بحزن قبل أن يقول:
ربنا يصبر قلبكم.. مدام منيرة كانت عزيزة علينا كلنا.. ربنا يرحمها.
قال حامد بأسى:
يارب.

قال لبيب:
انا مضطر أستأذن عشان عندى حالة تانية..
اومأ حامد برأسه ليغادر الطبيب بهدوء بينما ربت حامد على ظهر سهام التى علا نحيبها تنعى أختا لم تكن ابدا أختا لها بالفعل ولكنها رابطة الدم والتى رغم كل شئ يزعزها ويهز كيانها... الفقدان.

كانت ميار تقف فى المطبخ تضع اللمسات النهائية على ذلك الطبق الذى أعدته خصيصا لعامر لتلتفت وتجده واقفا يتأملها.. إبتسمت قائلة:
جيت فى وقتك.. عاملالك طبق مخصوص النهاردة.. هتاكل صوابعك وراه.
لم يجيبها فتأملت ملامحه الواجمة بقلق لتقول متوجسة:
مالك ياعامر ؟

اقترب منها حتى وقف قبالتها قائلا:
عندى خبرين.. واحد وحش والتانى حلو.
نظرت إليه قائلة بقلق:
من غير مقدمات.. قول علطول.. أنا قلبى هيقف من الخوف.
قال بسرعة:
بعد الشر عنك..

لينظر إلى ملامحها المندهشة وهو يستطرد بإرتباك:
لسة.. ريان.. يعنى مكلمنى وقاللى انهم قدروا يقبضوا على عزت.. شريك وليد فى جريمة اغتصاب تمارا.
قالت ميار وقلقها يزداد:
خبر جميل فعلا.. بس إيه هو الخبر الوحش يا عامر؟
نظر إلى عينيها مباشرة وهو يقول:
وليد مات.

اتسعت عينا ميار فى صدمة وهي تقول:
انت بتقول إيه؟
قال عامر فى قلق وهو يلاحظ ملامحها الشاحبة:
وليد مات ياميار.. اتقتل فى السجن.
اغروقت عيناها بالدموع وكادت ان تسقط لولا ان أسندها عامر بسرعة وأجلسها على الكرسي لتقول بإنهيار:
أنا السبب.. أنا السبب.. لو مكنتش بلغت عنه مكنش راح السجن ومكنش اتقتل.

جلس عامر على ركبتيه بجوارها يمسك كتفيها ليجعلها تنظر إليه وهو يقول:
اوعى تحملى نفسك ذنب معملتيهوش.. السبب فى كل حاجة حصلت لوليد هي عمايله وعمايله بس اللى وصلته للسجن وكانت هتوصله لحبل المشنقة.. سواء قدمتى الورق او لأ.. قضية اغتصاب تمارا لوحدها كانت كفاية.. وتخليه ياخد إعدام.

نظرت إلى عينيه لتدرك انه على حق وتبدأ بالهدوء رويدا رويدا.. لتطرق برأسها قليلا.. ثم ترفع إليه عينان إرتسم الحزم فيهما وهي تقول:
أنا لازم أرجع القاهرة وحالا.
اومأ برأسه متفهما وهو يقول:
حضرى نفسك هننزل القاهرة علطول.

نهضت تمشى بإتجاه غرفتها بخطوات بطيئة متألمة.. يتابعها بعينيه فى حزن ملك كيانه وهو يدرك انها ربما تكون تلك اللحظات آخر لحظات لهما سويا.. لينظر إلى تلك المائدة التى أعدتها بكل أناقة.. ويستنشق رائحة طعامها الرائع وهو يغمض عينيه.. يدرك أن عشقها صار يجرى فى شرايينه.. ويعلم أن الطريق إلى قلبها صعبا وليس ممهدا بالمرة وأن التوقيت خاطئ كلية.. ولكن بعد وفاة وليد.. وحصولها على حريتها.. سيحاول وبكل جهده أن تكون هي له بكل كيانها.. وستصبح قريبا... زوجته .

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة