قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية امرأة وخمسة رجال للكاتبة شاهندة الفصل التاسع والعشرون

رواية امرأة وخمسة رجال للكاتبة شاهندة بجميع فصولها

رواية امرأة وخمسة رجال للكاتبة شاهندة الفصل التاسع والعشرون

دلف إسماعيل إلى حجرة نومه ليلقى نظرة على سعاد المضجعة بجانبها على السرير.. إقترب منها حتى وقف قبالتها قائلا بحدة:
لأ أنا مشفتش كدة أبدا.. بقى يبقى فرح بنتك النهاردة.. وانتى لسة نايمة فى مكانك ياولية وملبستيش.. الناس تقول علينا إيه؟
لم تجيبه سعاد.. ليقول بغضب:
قومى فتحى عينك وردى علية.
لم تجيبه مجددا ليميل عليها يهزها بعنف قائلا:
انتى نمتى بجد ولا بتمثلى؟قومى ياولية.

لم تجيبه ليعقد حاجبيه وقد أحس بجسدها البارد تحت يديه.. أمسك يدها ورفعها لتسقط.. ويدرك بصدمة أنها ماتت.. نعم ماتت كمدا.. ليعتدل وهو ينظر إليها لايدرى ماذا يفعل.. إذا عرفت ابنته بموت والدتها سيفسد ذلك فرحتها.. عليه أن يخفى الأمر عن الجميع حتى ينتهى الفرح وتذهب ريم إلى منزلها ثم يعود هو.. ويدفنها غدا بعد الظهيرة.. نعم هذا ماسوف يفعله تماما.. لينظر إلى سعاد نظرة أخيرة قبل أن يتجه مغادرا الحجرة ومغلقها خلفه بهدوء.. ثم يغادر الشقة بأكملها متجها إلى حيث فرح إبنته الوحيدة وأحب الناس إلى قلبه.. ريم.

طرقت نجوى الباب لتسمع صوت أخيها يسمح لها بالدخول.. دلفت إلى الحجرة لتراه جالسا على السرير يمسك بالمصحف يقرأ بعض آياته.. ليصدق.. ثم يتركه جانبا وهو ينظر إليها قائلا:
تعالى يانجوى.. واقفة كدة ليه؟

ترددت نجوى لثوان ثم اقتربت منه وجلست إلى جواره على السرير تبتلع ريقها فى توتر قائلة:
أنا عايزة أقولك على حاجة ياأخويا.. بس قبل ما أقولك أنا عايزاك توعدنى إنك تفهم كلامى الأول ومتتهورش.
نظر إليها كمال قائلا فى قلق:
قولى يانجوى.. قلقتينى.
قالت نجوى فى تصميم:
اوعدنى الأول.
تفحص ملامحها المتوترة وهو يقول:
اوعدك.

ابتلعت ريقها وقد بدأت عيونها تترقرق بالدموع قائلة:
أنا غلطت غلطة كبيرة أوى ياكمال.. آمنت لزميل لية وروحت بيته عشان مامته تشوفنى وييجوا يخطبونى.. بس هو ضحك علية وشربنى فى العصير منوم.. و... و...
صمتت بينما كان كمال يستمع إليها وعيونه تتسع بصدمة.. ليقول بصوت مهزوز:
وإيه.. ضيعك مش كدة؟

أطرقت برأسها لينهض قائلا فى غضب:
وإيه اللى وداكى عنده يابنت أمى وأبويا.. ليه مسمعتيش كلامى.. ده أنا ياما حذرتك؟
نهضت بدورها قائلة:
كنت بحبه ياكمال.. كنت مآمناله.. مكنتش متخيلة إنه يعمل فية كدة.. وانت كنت هتبعدنى عنه وتودينا الفيوم.

انتفضت عروقه غضبا قائلا:
قمتى روحتى جري عليه تشتكيله أخوكى الوحش ومراته.. واللى عايزين يبعدوكى عنه.. مش كدة؟
ليمسك فجأة رقبتها بين يديه قائلا بغضب:
انتى اللى زيك مش لازم يعيش عشان يفضح أهله.. اللى زيك لازم يموت واللى زي علياء هم بس اللى يعيشوا.. يعيييشوا.
شعرت نجوى بأنفاسها تختنق وبروحها تزهق بين يديه.. لتدرك أنها النهاية لتقول بصوت متوسل مختنق:
كمال.. إرحمنى أنا...حاامل.

توقفت يده على الفور عند سماع كلمتها الأخيرة، لتسعل نجوى بقوة، وهي تجلس على السرير فلم تعد قدماها قادرتان على حملها، ليدرك كمال وهو ينظر إليها أنه كاد أن يرتكب جريمة كبرى فى حق أخته فى لحظة تغلب فيها شيطانه عليه.. تماما كتلك اللحظة التى أخذ فيها ذلك المخدر وفعل بتلك الفتاة فعلته النكراء.. تبا.. إنه يرى الآن بوضوح.. ربما موت زوجته وطفلهما وماحدث لأخته هو عقاب من الله على مافعله.. لينكس برأسه يستغفر ربه بصوت مسموع.. ثم صمت كمال قليلا..

فنظرت إليه نجوى بخوف عندما رفع رأسه لتظهر فى عينيه القسوة وهو يقول:
هاتيلى اسم وعنوان الزفت اللى عمل فيكى كدة.
قالت فى توجس:
هتعمل فيه إيه ياكمال؟
قال فى سخرية:
لسة خايفة عليه ياهانم.. لسة بتحبيه؟
نفت بسرعة قائلة:
لأ طبعا.. أنا خايفة عليك انت ياأخويا.

لانت ملامحه قليلا وهو يقول:
متخافيش.. هاتيلى بس اسمه وعنوانه وقبل بكرة الصبح.. حقك هيرجعلك يانجوى.. وده وعد منى.
ترددت للحظة ثم منحته الإسم والعنوان.. لتتابعه يغادر بسرعة.. فرفعت عينيها إلى السماء قائلة:
يارب احفظهولى.. أنا مليش فى الدنيا دى غيره.. يااارب.

فتح ماجد الباب وأفسح لريم جانبا قائلا لها بإبتسامة:
إدخلى ياعروسة.. بيتك ومطرحك.. نورتيه.
دلفت ريم إلى المنزل بخطوات مرتبكة.. ليغلق ماجد الباب وهو ينظر إلى إرتباكها بعين الرضا يرجعه إلى خجلها العذري منه.. ليذهب إليها ويمسك يدها قائلا:
أنا مبسوط أوى ياريم.. الفرح كان حلو والناس كلها كانت بتحسدنى ع الجمال ده كله واللى بقى النهاردة ملكى أنا..

ابتسمت ريم بتوتر وهي تنظر إلى تلك السعادة البادية على وجهه قائلة:
بجد بتحبنى اوى كدة ياماجد.. يعنى مش هييجى يوم وتندم انك اتجوزتنى؟
قال بابتسامة:
بحبك أوى ومستحيل هندم على جوازنا ياعمرى فى يوم من الأيام.. ده حلم واتحقق.. ولو لسة شاكة انى بحبك.. تعالى أثبتلك جوة اوضتنا اد إيه بحبك وبموت فيكى كمان.

ابتلعت ريقها بصعوبة قائلة:
لأ.. خلينا نقعد شوية نتكلم.
حملها فجأة لتشهق فابتسم قائلا:
مش قادر خلاص.. عايز أغمض عينى وأفتحها ألاقيكى بقيتى ملكى ياحبيبتى.
ليسرع بخطواته إلى غرفتهما ثم يدلف إليها ويغلق الباب بقدمه...

توقف عامر بسيارته أمام باب منزل ميار.. ثم نظر إليها ليجدها تنظر إلى المنزل بنظرات حزينة مزقت قلبه.. قال لها بحنان:
ميار إنتى كويسة.. تحبى نلف ونرجع؟
تمنى ان تقول نعم.. عد بنا.. ولكنها نظرت إليه قائلة بحزن:
أنا كويسة متقلقش..
لتبتلع ريقها ثم تقول بامتنان:
أنا مش عارفة أشكرك إزاي يا عامر على كل حاجة عملتها معايا.

مد يده يربت على يدها قائلا بحنان:
أنا معملتش غير الواجب ياميار.
نظرت ميار إلى يده القابعة على يدها تقاوم دقات قلبها المتسارعة وكلمته ترن فى رأسها.. الواجب.. ربما كل ما فعله من أجلها هو من قبل الواجب فقط.. ربما فسرت مشاعره بطريقة خاطئة.. لتقول بحزن وهي ترفع وجهها إليه تتأمل ملامحه ربما للمرة الأخيرة قائلة بنبرات ضعيفة متهدجة:
أشوف وشك بخير.

تردد لثانية قبل أن يمد يده ويأخذ كارتا من تابلوه السيارة قائلا وهو يمنحه إياها:
خلى الكارت ده معاكى.. فيه أرقام تليفونى.. لو فى يوم احتجتينى كلمينى وفى ثوانى هتلاقينى جنبك.
ابتسمت بامتنان وهي تأخذ منه الكارت ثم تنزل من السيارة تتابعها عينيه.. لتقف أمام باب المنزل تلوح له ليلوح لها قبل ان تدلف من الباب.. ليتنهد وهو يدير سيارته مجددا وهو يبتعد يشعر فى صدره منذ الآن... بلوعة الفراق.

فتح علاء باب المنزل ليجد رجلا غريبا يقف أمامه تتطاير شرارات الغضب على ملامحه ثم يلكمه بقوة.. إرتد علاء للخلف.. ليتمالك نفسه وهو يمسح الدماء التى سالت من فكه قائلا بغضب:
انت يامجنون انت.. بتضربنى ليه؟وتبقى مين أصلا؟

خرجت والدة علاء على صوت جلبة لترى ذلك المشهد وتستمع إلى كمال وهو يقترب منه قائلا بنبرات أرسلت الرعب فى اوصال علاء:
انا كمال أخو نجوى.. فاكرها ولا تحب أفكرك بيها.. نجوى اللى ضحكت عليها وجبتها هنا عشان مامتك تشوفها وشربتها منوم فى العصير وعملت عملتك ياحقير.. انا النهاردة جاي آخد حقها منك.
قالت والدته بشهقة:
انت بتقول إيه.. مش معقول.. انت بجد عملت كدة ياعلاء؟

قال علاء بحدة:
أيوة عملت.. هي اللى جت برجليها لحد عندى لو متربية بجد مكنتش دخلت بيتى.
كاد كمال أن يقترب منه يضربه مجددا لتقف والدته بسرعة بينهما تنظر إلى كمال الغاضب بشدة لتقول بنظرة حازمة:
استنى انت.

لم يدرى لماذا توقف ربما لأن تلك السيدة بها شيئا من والدته رحمها الله ليجد نفسه ينصت إليها ويتوقف على الفور.. بينما التفتت تلك السيدة إلى علاء لترفع يدها فجاة وتصفعه بقوة.. وضع علاء يده على وجنته بصدمة قائلا:
انتى بتضربينى ياماما؟

قالت والدته بحسرة:
وأموتك كمان.. بتقول عليها مش متربية عشان جت هنا معاك.. وانت إيه ؟متربى لما تستغلها بالشكل ده وتعمل فيها كدة.. إيه مخفتش من ربنا.. مخفتش من عقابه اللى هيتردلك فى أختك؟
شعر كمال بالألم يغزو قلبه بينما قال علاء:
أختى مش ممكن تروح لواحد...

قاطعته قائلة فى مرارة:
لو ما اتردش عقابك فى اختك هيترد فى بنتك.. ده داين تدان ياابنى.. داين تدان.
نكس علاء رأسه لتلتفت والدة علاء إلى كمال قائلة:
كتب كتاب علاء على أختك هيكون بكرة بالليل ياابنى والفرح...
قاطعها كمال قائلا:
فرح إيه ياحاجة؟.. ما خدوا فرحتنا خلاص.. نجوى حامل.

نظرت إليه والدة علاء بتفهم قبل أن تقول:
خلاص كتب الكتاب بكرة.. وأنا هسيبلهم الشقة واروح عند بنتى اقعد معاها يومين.
قال كمال:
متسيبيش شقتك ياحاجة.. انا عندى شقة كبيرة يقعدوا فيها...
قاطعته قائلة:
لا ياابنى الشقة اهى موجودة وانا اغلب الوقت بسافر اقعد مع بنتى عشان دراستها وعشان اخلى بالى منها.. الناس بقت وحشة ومبقاش فيه أمان.. ربنا يستر على ولايانا.

اومأ كمال برأسه قائلا فى حزن:
يارب.. أستأذن انا دلوقتى وأشوفكم بكرة بإذن الله.
اومأت والدة علاء برأسها قائلة:
فى رعاية الله ياابنى.. فى رعاية الله.
ليغادر كمال بينما نظرت تلك السيدة إلى ولدها بعتاب.. لم يتحمل نظراتها لينهض ويتجه إلى حجرته ويغلقها خلفه تتابعه والدته قبل أن تقول بأسى:
ربنا اغفر لنا إن نسينا أو أخطأنا.

قال ماجد بصدمة وهو يبتعد عن ريم قائلا:
يعنى إيه الكلام ده؟
جذبت ريم الغطاء لتتدثر به حتى رقبتها وهي تنظر إليه بخوف.. ليستطرد بغضب قائلا:
فهمينى يعنى إيه؟انتى إزاي مش بنت.. إزاي؟
قالت فى وجل:
اهدى بس وهفهمك.
اقترب منها يمسك كتفيها بقوة قائﻻ:
انطقى.. إزاي ده حصل.. إزاي؟

انهمرت الدموع بعينيها قائلة:
كنت على علاقة بواحد فى الكلية وضحك علية.. بس والله من بعدها ركزت فى دراستى ومبقتش أفكر فى الجواز.. لحد ما شفتك وحبيتك.
نظر إليها بصدمة قائلا:
وعشان كدة كنتى بتأجلى فى الجواز .
قالت من وسط دموعها:
سمعت عن عمليات بتتعمل كدة.. فكنت بدور على حد يعملى عملية عشان أرجع بنت تانى بس ملقتش وانت استعجلت.

الصدمات تتوالى.. تحولت ملامحه إلى الغضب وهو يقول:
وكنتى عايزة تخدعينى كمان.. يابجاحتك يااختى.. عايشة دور الملاك وانتى من جواكى شيطان.
قالت وقد بدأ ذراعها يؤلمها من قبضته القوية:
سيب إيدى يا ماجد بتوجعنى.

قال وقد تطاير الشرر من عينيه:
وانتى لسة شفتى حاجة.. بقى انا ينضحك علية من بنت تافهة زيك.. أنا اللى سبت تمارا الطاهرة واللى اغتصبوها.. عشان اتلمست.. وفى الآخر أقع فى واحدة زيك انتى.
قالت ريم بغضب:
وده مبيبينش ليك حاجة واضحة زي الشمس..

نظر إليها عاقدا حاجبيه بغضب لتستطرد قائلة فى حقد وقد استفزها حديثه عن تمارا التى تكرهها من كل قلبها:
كلامك بيقول ان احنا زي بعض.. أنا ساقطة وانت مش راجل.
انتفضت عروقه غضبا وهو يرفع يديه يحيط بهما عنقها ويضغط عليه بقوة قائلا:
بقى أنا مش راجل؟.. طب تصدقى إن أنا فعلا مش راجل عشان اتجوزت واحدة حقيرة زيك ياريم.. واللى زيك لازم يمووووووت.

قاومته ريم بكل قوتها ولكنها كانت أضعف منه كثيرا لتلفظ أنفاسها الأخيرة بين يديه.. ويرتخى جسدها على الفور.. ليتركها ماجد تسقط جثة هامدة على السرير.. وهو ينظر إليها بصدمة.. ليجد الباب يفتح فجأة وتظهر وفاء على عتبته تنظر إليه وإلى ريم الملقاة على السرير فى شماتة.. قال ماجد بارتباك:
هي.. أصلها..

تمالك نفسه قائلا بغضب وهو يرى اتساع ابتسامتها الساخرة:
انتى ايه اللى جابك دلوقتى.. وجبتى مفتاح الشقة منين.. انا مش أخدته منك؟
رفعت وفاء المفتاح بيدها تلقيه أمامه قائلة:
معايا نسخ ليه ياماجد.
نهض ماجد قائلا بغضب:
وجاية ليه ياوفاء دلوقتى؟

اقتربت منه قائلة:
جاية اشوف بنفسى اللى سبتنى عشانها.. اللى اتجوزتها وكنت فاكرها رابعة العدوية فى الجزء التانى من حياتها.. طلعت رابعة فعلا بس فى الجزء الأولانى.. مظبوط؟
قال ماجد بصدمة:
انتى كنتى عارفة؟
أومأت برأسها قائلة:
آه كنت عارفة.. صاحبتها كانت قايلالى.. وأنا قلت لتمارا .
قال ماجد:
ومقلتليش أنا ليه؟

ابتسمت قائلة:
حبيت تشوف نفسك على حقيقتها.. حيوان.. عايز تاخد كل حاجة.. بس فى الآخر مخدتش حاجة.
انتفضت عروقه غضبا وكاد ان يقترب منها ولكنها تراجعت خطوة إلى الوراء وهي تخرج من حقيبتها ذلك المسدس الذى أشهرته فى وجهه وسط صدمته وهي تقول:
تؤ تؤ تؤ.. انا مش تمارا على فكرة ولا أنا ريم.. أنا أسوأ كابوس فى حياتك.. قدرك ياماجد.. وقدرك تكون نهايتك على إيدى أنا.

قال ماجد يستميلها:
اهدى ياوفاء وسيبى السلاح من إيدك.. انا ماجد حبيبك.. هتضيعى نفسك.
ضحكت ضحكة عالية وهي تنظر إليه بجنون قائلة:
انا ضعت من زمان وانت اللى ضيعتنى.. إنت ياماجد.

لتنطلق رصاصات مسدسها وتستقر بصدر ماجد ليخر على الأرض صريعا على الفور.. لتترك نجوى ذلك السلاح يسقط أرضا وهي تراه يقع جثة هامدة أمامها لتذهب إليه وتركع بجواره تهزه برفق منادية بإسمه.. فلم يجيبها.. أدركت أنه مات.. لتبدأ بالبكاء بعنف ثم لم تلبث أن تحول بكاءها إلى ضحكات... مجنوووونة.

كانت تمارا تدلف إلى حجرة إيلين لتطمأن عليها حين وجدت فجأة ذلك المشهد الذى هز كيانها رعبا.. جلال يحمل الصغيرة بين يديه.. ويبدوا انه كان سيخطفها.. ظهرت علامات الرعب على وجهه ولكنه ما ان لاحظ خوفها ووجودها وحدها.. حتى تمالك نفسه قائلا:
كلمة واحدة منك أو صرخة ياغزل.. وإيلين هتموت.. ما هي كدة كدة باظت.

قالت تمارا بخوف:
أبوس إيدك ياجلال سيبها.. سيبها وأنا مستعدة أمضيلك على شيك دلوقتى بالفلوس اللى انت عايزها.. اقولك همضيلك شيك على بياض بس سيبها..
قال جلال بسخرية:
لأ ذكية.. بس أنا اذكى منك.. أسيبها وتمضيلى شيك على بياض مش كدة؟ولما أروح البنك يتقبض علية وماأصرفوش.. لأ.. انا هخرج من هنا ومعايا إيلين والفلوس هتيجى لحد عندى.. مفهوم؟

بدات دموع تمارا تنهمر وهي تقول:
لأ.. متخدهاش.. أقولك خدنى أنا.. سيبها هي.. دى روح ريان.. ريان من غيرها يموت.. ولو جرالها أو جراله حاجة مش ممكن أسامح نفسى.
عقد جلال حاجبيه قائلا:
أد كدة بتحبيهم؟
قالت بصوت قاطع:
هم روحى.. النفس اللى عايشة بيه.. من غيرهم أموووت.

أغمض ريان عينيه وهو يستمع إلى كلماتها.. لقد رأى جلال يصعد إلى حجرة صغيرته من الشرفة.. ليجلب السلم بسرعة ويصعد خلفه.. ليقفز فى الشرفة بدوره.. كاد أن يدلف للحجرة وينقض عليه لولا ان استمع إلى صوت تمارا ليتوقف وقد بدا القلق على ملامحه خشية عليها وعلى طفلته فالخطر بات اكبر..

حتى استمع الآن لحديثها وكلماتها التى اخترقت قلبه وجعلته يخفق بقوة.. فتح عينيه مجددا على صوت جلال وهو يقول:
طب بالذوق كدة ياغزل ومن غير شوشرة لو خايفة بجد عليهم.. عدينى وسيبينى أمشى وقسما بالله لو سمعت صوتك بس بتصرخى. لأكون مموتها وهربان.. وهرجعلك عشان أموتك واموت جوزك اللى خايفة عليه ده.

نظرت تمارا إلى نقطة خلف جلال لتعود إليه بنظراتها قائلة:
هسيبك بس أوعدنى متعملش حاجة فيها.
كاد جلال أن ينطق ولكنه فوجئ بضربة قوية على عنقه ليسقط هو وإيلين على الأرض مغشيا عليه.. لتسرع تمارا إلى إيلين تسحبها من بين ذراعي جلال.. بينما سحب ريان حزام بنطاله وقيد به جلال بسرعة.. لينظر بعدها إلى تمارا بلهفة قائلا:
انتى كويسة؟

انهمرت الدموع من عينيها قائلة:
انا كويسة.. بس إيلين مش بتفوق ياريان.
اقترب منهم بسرعة يحمل إيلين من يدها ويضعها على السرير.. يقترب من فمها وانفها يشمهما وسط دهشة تمارا.. ليزفر بإرتياح قائلا:
مخدر.. شوية وهتفوق.. متقلقيش.

ظهر الارتياح على ملامحها.. لتتأمل ملامحه فى حب قائلة:
مش عارفة من غيرك كنا هنعمل إيه ياريان؟انت نعمة ربنا خلقها لينا عشان تنقذنا من مصير.. هو بس اللى عارف أد إيه كان هيبقى صعب ومستحيل نقدر نتحمله.
ابتسم ريان وهو يرفع يده يضعها على وجنتها برقة قائلا:
كلامك ده كتير أوى علية ياتمارا.

رفعت يدها تضعها على يده قائلة:
تستاهل اكتر منه.. أنا...أنا...
نظر إلى عيونها الحائرة قائلا:
انتى إيه؟
ابتعدت خطوة إلى الوراء تبعد يدها عن يده فاضطر بدوره لإبعاد يده عن وجنتها.. وهي تقول مغيرة مجرى حديثها والتى كادت ان تعترف فيه بحبها له:
انت هتعمل إيه فى البنى آدم ده؟
نظر إلى جلال ثم عاد ينظر إليها قائلا بغموض:
ده سيبيه علية.. موضوعه خلص خلاص.. وأخيرا هنرتاح منهم... للأبد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة