قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية المشوه الجزء الثالث للكاتبة الشيماء محمد الفصل السادس

رواية المشوه الجزء 3 للكاتبة الشيماء محمد كاملة

رواية المشوه الجزء الثالث للكاتبة الشيماء محمد الفصل السادس

بعد خروجه اتفاجؤا بشهقة عياط من حنان وكلهم اتلموا حواليها وهيا حاطة ايديها علي وشها
احمد: في ايه يا ماما مالك انتي كمان !
حنان: الكلام كله كان ليا انا .. كل حرف قاله يقصدني انا بيه ! لكن انا للاسف مكنتش قوية علشان اقف في ظهره ولا اسنده ولا اجيبله حقه من اللي ظلمه
حسين كمل بوجع: وكنتي هتجيبله حقه ازاي مني ! هو مش انا اللي كنت ديما ظالمه ! ادهم عايش لسه في الماضي وتزعيقه وانفجاره بالشكل ده هو تنفيس للي حصله زمان.

احمد افتكر يوم خناقته لما إتهم أدهم ان هو اللي اتخانق وخلاه هو يتعاقب مكانه .. افتكر كل حاجة عملها وافتكر عقابه ساعتها كان ايه ! وقعد هو كمان يفتكر الماضي بحذافيره حتي ليلى افتكرت اللي هو سبق وحكاه عن اللي حصله ساعت ما اترفد من المدرسة وقضى سنة في البيت ..
كل واحد فيهم انسحب لاوضته يفتكر الماضي اللي لسه لحد دلوقتي بيأثر في الكل..

ادهم اخد ابنه وطول الطريق متعصب ومش عارف يهدي نفسه ولا عارف يطرد كمية الذكريات اللي بتهاجمه ولا عارف يسيطر علي الوجع اللي بيهاجمه ولا عارف يمنع احساس الألم اللي في ظهره وكأنه بيتجلد من تاني .. اخيرا وقف عربيته علي الكرنيش ونزل وقف يبص لقدام محاولة في السيطرة علي انفعالاته
زياد نزل وراه: بابا انا اسف لو كنت
قاطعه ادهم وشاله قعده علي الدكة اللي وراه وقعد قصاده: ما تتأسفش يا زياد مش عايز اسمع اسفك
زياد بحيرة: امال عايز ايه يا بابا !

أدهم: عايزك تقولي بالتفصيل ايه اللي حصل بالظبط ! وسواء غلطان او ليك حق انا هقف معاك وهكون ديما سند ليك قصاد اي حد ده شيء منتهي ولازم تكون متأكد منه ان ابوك وامك الاتنين معاك ديما .. ودلوقتي قولي حصل ايه بالظبط ! ومين غلطان !
زياد أخد نفس طويل وبدأ يحكي لأبوه: بابا احنا كنا في حصة الاسبورت وجه واحد معايا في الفصل اسمه عمر عايز يلعب معانا وانا رفضت بس هو مقبلش رفضي ده وفضل يصر
أدهم باستغراب: وانت ليه رفضت انه يلعب معاكم ؟

زياد بتوضيح: علشان هو عبيط يا بابا
ادهم باستغراب اكتر: يعني ايه عبيط دي يا زياد ؟
زياد: يعني مش مظبوط يا بابا .. مش بيعرف يتكلم كويس وتحسه غبي ومش شاطر ابدا .. حتي المدرسين بيقولوا عليه انه متخلف فليه بقى العب معايا واحد متخلف ! يروح يشوفله حد متخلف زيه يلعب معاه.

إدهم هنا حس بصدمة .. وافتكر كل حرف نطقه في حق ليلى وازاي اتنرفز عليها وازاي تخيل ان ابنه عمره ما يغلط ابدا .. حس بغلطه الشنيع وغمض عنيه بوجع .. خوفه ان الماضي يتكرر هيخليه يدمر عياله بنفسه وما يعرفش يربيهم صح ..
زياد بيتكلم: بابا ! انت روحت فين انا بتكلم ؟
أدهم: كمل وبعدين عملت لعمر ايه !
زياد: فضلت اقوله يروح بعيد ولأنه غبي مش بيفهم اضطريت ازقه بعيد علشان يمشي وزقيته كذا مرة لحد ماهو الغبي وقع على الرصيف واتعور .. ذنبي ايه انا بقي !

أدهم صدمة: ذنبك ايه ؟ ازاي بتقول ذنبك ايه وانت غلطان في كل حرف يا زياد ! الظاهر اني غلطت لما وثقت فيك وزعلت ماما علشانك !
زياد بص لأبوه: ليه يا بابا هو غبي فعلا
أدهم سكت شوية وبصله: فاكر يا زياد الجروح اللي كانت في وشي دي ؟
زياد: ايوه فاكرها
أدهم: ايه رأيك فيها ؟ كان شكلي حلو بيها !

زياد: يعني بس كده أحلي
أدهم: طيب عارف بشكلي القديم انا كان الناس بيقولو علي ايه ؟
زياد: ايه !
أدهم: مشوه .. مسخ .. ابليس
زياد بعدم فهم: يعني ايه الحاجات دي ؟

أدهم: المشوه يعني واحد شكله وحش .. علشان الجروح اللي في وشي مخلية شكلي وحش فكانوا بيشتموني بالكلام ده .. المسخ ده زي الوحوش اللي شكلها مخيف جدا ووحش جدا .. أما ابليس فده شيطان
زياد بتأثر: بس يا بابا انت مش شكلك وحش انت كنت متعور في وشك بس .. دي كانت جروح !

أدهم: ماشي بس الجروح دي كانت مخلية شكلي وحش وعلشان كده قالو عليا الألفاظ دي
زياد بعدم اقتناع ونرفزة: بس انت مش عورت نفسك يعني وده مش بمزاجك علشان يسموك كده ده غلط
أدهم هنا وصله للي هو عايز يسمعه: بالظبط ده غلط فعلا لان مش انا اللي عورت نفسي بنفسي ولا انا اخترت أكون مشوه فلما الناس تلومني وتضايقني علي حاجة مش بإيدي ده كان بيضايقني وكان بيبعدني عن الدنيا كلها وأكيد انت فاكر انا ازاي مكنتش بحضر معاكم حفلات ولو حضرت باجي اخر واحد علشان محدش يشوفني واختفي بسرعة ومكنتش برضه اتصور معاكم كتير .. انت أكيد فاكر الحاجات دي ؟

زياد: أيوه فاكر وده كان بيضايقني منك انك بتهتم بكلام الناس اكتر من انك تكون معانا
أدهم بصله: انت عارف انا كنت بعمل كده ليه يا زياد !
زياد: ليه !
أدهم: علشان وأنا صغير كان في عيال زيك بيرفضوا اني العب معاهم وبيقولولي انت مشوه ما تلعبش معانا وكل ما اقرب منهم كانوا بيسيبوا المكان كله ويمشوا بعيد ..

زياد بص للأرض وبدأ يفهم غلطه، اما ادهم فرفعله وشه: بصلي يا زياد .. لما الانسان بيكون مشوه او معوق أو غبي زي ما انت ما بتقول ده ما بيكونش بإختياره ده بيكون غصب عنه .. مشكلته الحقيقية بتكون في اللي حواليه ..
زياد: بس يا بابا هو هيعرف يعني يلعب ! ماهو ممكن
قاطعه ابوه: ممكن ايه ؟ هتعرف منين هو امكانياته ايه من غير ما تقرب منه وتديله فرصة يلعب ويتعلم ويتفاعل معاكم !
زياد: بابا هو انت مشوه من امتي وازاي !

أدهم اخد نفس طويل: من وانا صغير يا زياد .. كنت في العربية مع عمك وعملنا حادثة بالعربية وانا خرجت من العربية ودخلت في عربية محملة قزاز وده اللي عورني وبهدلني .. ومن ساعتها وانا مشوه ..
زياد: وأصحابك عملوا معاك ايه !

أدهم: مكنش عندي صحاب يا زياد والناس كلها كانت بتكرهني علشان وشي شكله كده والكل بعد عني واضطريت اقعد في البيت ما اخرجش منه واروح ساعة الامتحانات بس وعارف لما روحت الامتحانات قعدوني في أوضة لوحدي علشان كل العيال مرضيوش يقعدوا معايا .. وبعدها دخلت مدارس عسكرية وبرضه كان ليا اوضة لوحدي وتدريبي لوحدي والكل بيبعد عني لمجرد ان وشي متعور
زياد بتأثر: بس دي حياة صعبة قوي يا بابا ان ميكنش عندك اصحاب أبدا .. طيب كنت بتلعب ازاي ؟

أدهم بوجع: عمري ما لعبت أبدا يا زياد مع حد .. محدش كان بيسمحلي العب
زياد زعل جدا وافتكر صاحبه اللي ضربه ووقعه واتعور ومشي يعيط وسأل أبوه: طيب وعمو أحمد ؟ مكنش بيلعب معاك ! هو أخوك ولا برضه كان زيهم !
أدهم معرفش يجاوب ابنه ومش عايز يخلي عياله يكرهوا أهله ومش عارف يقول ايه فوقف وغير الموضوع: احمد كان كبير عني وبعدين سيبك مني وقولي هتعمل ايه مع عمر !

زياد باصرار: الاول قولي ليه دادو وتيتة مكنوش معانا من زمان وليه دلوقتي بس ظهروا في حياتنا وليه انت مش حابب تقعد في بيتهم وبتروح علي طول شقتنا
أدهم بص لابنه وقرر يقفل الموضوع: شوف يا زياد لما حصل اللي حصل ودخلت المدارس العسكرية انا سيبت البيت ومرجعتوش تاني أبدا
زياد بدهشة: طيب عشت ازاي يا بابا ؟

أدهم: زياد اقفل الموضوع ده .. دي تفاصيل انت في غنى انك تعرفها دلوقتي .. المهم دلوقتي صاحبك اللي انت عورته هتعمل ايه معاه وهتتعامل ازاي ! انت اول واحد اهو في حياته هيقرر هتخليه يعيش زي باباك محروم انه يكون عنده اصحاب ويلعب ولا هتسمحله يعيش
زياد: أنا يا بابا ؟

ادهم: أيوه انت .. انت هتكون البداية يا زياد .. لو كان في حد زمان قرب مني وسمحلي اكون صاحبه كان ساعتها اللي حوالينا هيعرفوا اني انفع اكون صاحب و اني بعرف العب معاهم بس للاسف الكل بعد ومحدش أخد اول خطوة
زياد بحماس: أنا هاخد أول خطوة يا بابا ..
أدهم ابتسم: طيب هتعمل ايه !

زياد: هتأسفله وأخدله هدية .. هنروحله البيت ايه رأيك !
أدهم: هو انت لما زقيته ووقعته كان في البيت ولا كان في المدرسة !
زياد: في المدرسة
ادهم: يبقى اعتذارك يكون في المدرسة
زياد بسرعة وباعتراض: قدام صحابي يا بابا ؟

أدهم باستغراب: امال ازاي صحابك هيقلدوك ! ولا انت هتصاحبه في البيت وقدام صحابك لأ !
زياد سكت وبص للأرض وكشر بيفكر في كلام أبوه وبيفكر في أصحابه ورد فعلهم هيكون ايه ؟
أدهم بتفهم: صحابك ممكن يقاطعوك انت يا زياد لما تاخد الخطوة دي
زياد بص لأبوه وما اتكلمش.

أدهم: انت ممكن تزعل وممكن صحابك يقاطعوك فعلا بس شوف المقابل وفكر فيا أنا .. أنا عمر ما كان عندي صاحب أبدا أبدا يا زياد لان مكنش في حد شجاع كفاية يقف في وش الكل ويقول ان انا صاحبه فكلهم اختاروا السهل وبعدوا .. عارف في مره واحنا في التدريب كنا في سباق و واحد من زمايلنا اتعور وكل اصحابه كانوا عايزين يفوزوا فسابوه في الارض ومشيوا وقالوله هنبعتلك حد بعدين وهو كان هيخسر
زياد بانتباه: وبعدين خسر فعلا !

أدهم: لا انا مهنش عليا انه يخسر لانه كان يعتبر ديما الاول فشلته
زياد: هو كان صاحبك !
ادهم: لا يا زياد مكنش صاحبي ابدا بس شلته علي ظهري ووصلته لخط النهاية وفاز
زياد بحماس: وانت فوزت صح وأخدت نقط اضافية علشان ساعدته صح !

أدهم اتنهد: لا يا زياد انا كان لسه فاضلي لفتين كمان لان انا كان الكل ضدي وكلهم عايزين يطردوني فلو طلبوا من العيال يلفوا التراك مرة انا المفروض الفه تلاته كانوا ديما بيحاولوا يخلوني امشي واستسلم
زياد بزعل: واستسلمت ؟
أدهم: عمري .. وبعدين مش انا قدامك ظابط اهو فاستسلمت ازاي بقى ! كنت ديما الاول في كل حاجة بس برضه عمري ما طلعت الأول
زياد: ازاي يا بابا ؟

أدهم: علشان مكنش ينفع الأول يكون مشوه يا زياد .. لازم يكون حد عادي وطبيعي زي الباقين .. المشوه مالوش حق
زياد: بس ده حرام انت مالكش ذنب
ادهم: طيب وعمر ذنبه ايه ! وغيره وغيره .. انت اهو عيل صغير ومنعت صاحبك حق اللعب لمجرد انه بيتأخر شوية عنكم او ما بيفهمش بنفس سرعتكم ! مش يمكن يكون عنده حاجة تانية هو مميز فيها ! ربنا لما بياخد حاجة من انسان بيعوضه بحاجة غيرها ..

زياد بحماس: خلاص يا بابا بكرة هروح المدرسة وهعتذر لعمر وهخليه يكون صاحبي وهعرف معاه هو متميز في ايه ! اتفقنا !
ادهم ابتسم وضم ابنه: اتفقنا
زياد: طيب يالا بقى نروح نشوف ماما اللي زعلناها !
ادهم فكر في ليلى ورد فعله العنيف قدام الكل بس للأسف هو مش مستعد حاليا برضه يعتذرلها هو مش بنفس شجاعة ابنه
زياد: يالا يا بابا !

أدهم قام وقف: طيب يالا نتغدي الاول انا وانت لوحدنا ؟
زياد بفرحة: يالا
أدهم اتغدى هو وابنه اللي ملاحظ ان ابوه مش بياكل بس باصص عليه
زياد: بابا انت مش بتاكل
ادهم ابتسم بيحاول يداري وجعه: باكل يا حبيبي كل انت بس ..

حط ايده علي راس ابنه بحب ووعد نفسه انه طول ماهو عايش مش هيسمح ابدا لاي حد يجي علي عياله مهما يكون الحد ده مين مش هيسمح لحد يظلمهم بأي شكل واللي هو عاشه مش هيخلي عياله يعيشوه ولو اي جزء منه ... فاق ادهم علي صوت ابنه بيسأله: بابا خلينا نكلم ماما تلاقيها زعلانة !
ادهم: هنروح دلوقتي ما تقلقش وانت هتعذرلها وهتقولها انك غلطان وان تصرفك ده مش هيتكرر تاني
زياد ابتسم: ماشي وانت كمان هتعتذرلها انك عليت صوتك وزعقتلها قدامهم كلهم صح !

ادهم سكت ومردش علي ابنه بس قاله يخلص اكله
أخد ابنه وروحه وليلى اول ما سمعت عربيته نزلت جري تلحقه قبل ما يمشي وزياد اول ما شاف مامته جري عليها وباسها: مامي انا اسف اني زعتلك واللي حصل مش هيتكرر تاني ابدا وبكرة هروح مع بابا المدرسة وهعتذر لعمر وهجيبله كمان هدية واصالحه
ليلى استغربت وبصت لجوزها اللي باصص بعيد عنها ومركز مع ابنه.

ليلى لابنها: برافو عليك ده ابني حبيبي اللي الكل بيعشقه .. يالا روح غير هدومك دي ( بصت لجوزها ) ادخل عايزه اتكلم معاك
أدهم بص لابنه: اطلع انت يا زياد ارتاح في اوضتك وبكرة زي ما اتفقنا هروح معاك المدرسة
زياد ابتسم لابوه وجري لجوه وهو بص لمراته
ليلى: اتمنى تكون هديت علشان نعرف نتكلم
ادهم بهدوء: اتمني انك انتي كمان تكوني هديتي وعرفتي غلطك وتكوني مستعدة تعتذري من ابنك.

ليلى بنرفزة: ادهم انا سمعت منه وهو ما انكرش انه فعلا ضرب صاحبه ده
ادهم بنرفزة: ده برضه ما يديكش الحق يا ليلى انك تتنرفزي عليه بالشكل ده وتلاقيكي زعقتيله قدام صحابه وداخلة البيت تزعقي فيه ليه كل ده ! هاه ! كان لازم تقعدي معاه بهدوء وتعالجي الموضوع بهدوء مش بالشكل ده
ليلى: بغض النظر عن الطريقة يا أدهم ابنك غلط ولازم يتعاقب علي غلطه.

ادهم اتنرفز: يتعاقب وهو مش عارف اصلا غلطه ايه ! ده الصح يا هانم ! عيل اتخانق مع عيل يبقى دوري انا كأم اسمع من ابني وافهم ليه اتخانق وافهم دماغه فيها ايه وبعدها ابقى اعاقب ده لو غلطه اتكرر .. دورك تكوني ام قبل ما تكوني وسيلة عقاب يا ليلى
ليلى حست ان ادهم بيكلمها هيا وكأنها هيا حنان وحست انه موجوع علي نفسه مش علي ابنه
ليلى بهدوء: ماشي يا حبيبي بس هو غيرك وظروفه غير ظروفك.

ادهم بنرفزة: لان انا مش هسمح بده
ليلى: ماشي بس ده ما يمنعش يا ادهم ان ابنك لازم يعرف الصح من الغلط ولازم لما يغلط يتعاقب
ادهم: لما يغلط !ويفهم غلطه ويعيد الغلط ده مرة تانيه ساعتها بس ممكن اعاقبه وبعدين حتي لما يغلط مش من حقك تتكلمي بنرفزة معاه او تعاقبيه
ليلى بذهول: علي فكرة انا أمه !
أدهم: وعلي فكرة انتي مش عارفة تقومي بدورك ده !

ليلى: وهو دوري اني اطبطب عليه يا اكون فاشله في دوري !
أدهم: بالظبط هو ده دورك .. انك تخليه واثق انه مهما يحصل منه ومهما يغلط ومهما يتمادي حضن امه مفتوح له ولو الدنيا كلها وقفت في وشه انتي لأ .. انتي بالذات لأ يا ليلى
ليلى: ادهم انا غير مامتك ومش هقفل حضني في وش ابني.

ادهم بأسف: النهاردة انتي قفلتيه ووقفتي ضده ومن غير ما تسمعيه .. النهاردة انتي خذلتيه كأم وخذلتيني انا بالذات يا ليلى وما تتخيليش صدمتي فيكي قد ايه ! النهاردة انا شوفت نفسي من تاني في زياد وشوفتك انتي حسين تاني بتزعقي وترغي من غير ما تسمعي، من غير ما تديله حتي فرصة يتكلم، النهاردة فشلتي فشل ذريع كأم وكزوجة وابنك منتظر منك اعتذار اتمني ما تخيبهوش من تاني .. بعد اذنك
مسكته من دراعه وقفته وراحت قدامه ورفعت وشه علشان تشوف عنيه ومسكت وشه بإيديها الاتنين.

ليلى: ارجوك يا ادهم ما تبعدش بالشكل ده عني .. انت عارف كويس اني بحب عيالي .. عيالنا عايشين كويسين ومبسوطين .. ما تخافش عليهم الماضي مش هيتكرر تاني معاهم انا وانت بنحبهم ما تخافش عليهم .. المهم دلوقتي انت خليني جنبك يا ادهم .. ارجوك اسمحلي أقرب من تاني .. ارجع لحضني يا ادهم ارجوك
ادهم بصلها ومسك ايديها الاتنين بعدهم عن وشه براحة وبدموع بتلمع: للأسف يا ليلى حضنك مليان شوك .. ( كررها من تاني بوجع ) حضنك مليان شوك .. بعد اذنك.

سابها ومشي وهيا واقفة مكانها مش متخيلة حجم الجرح الكبير اللي اتفتح وبينزف جوه ادهم اللي رجع بذكرياته سنين كتيرة وشاف نفسه مكان ابنه وبيتخانق مع زمايل اخوه في المدرسة علشان يحمي اخوه الكبير اللي استنجد بيه وبعد ما نجده اتخلى عنه ورفض يقول الحقيقة وادهم اتعاقب مكانه عقاب لسه بيوجعه لحد اللحظة دي .. افتكر جلد ابوه له جلدة جلدة وكل ضربة صوتها في ودانه وألمها علي ظهره .. راح شقته وقعد يعيش الوجع ده من تاني لوحده ..

فلاش باك
الاتنين في العربية وأبوهم بيتوعدهم
أدهم بيهمس: احمد انت عارف ان ابوك مش هيعديهالي ارجوك انت مش هيعملك حاجه ارجوك يا احمد
احمد: هيعملك ايه يعني اهو هيتعصب شويه وخلاص
ادهم: ده لو انت لكن انا مش عارف ارجوك يا احمد انت الكبير اتحمل مره نتيجه افعالك
احمد: قوله انك ماعملتش حاجه.

ادهم والدموع في عنيه: مش هيصدقني ارجوك يا احمد
احمد سكت وبص بعيد وساب ادهم خايف من عقاب ابوه
وصلوا البيت وابوه ساعتها زعق: اطلع علي اوضتك حالا.

ادهم جري وهو معندوش ادني فكرة عقابه هيكون ايه بس سامع خناق وزعيق مش مركز ايه اللي بيتقال او مين بيتخانق مع مين بس فتح باب وقفله من تاني بعنف وتخبيط وهو قلبه هيقف من الخوف من كل الدربكة دي وأخيرا سمع خطوات بتقرب من اوضته وعرف ان ده وقت عقابه .. الباب اتفتح وشاف ابوه واقف وفي ايده زي كرباج ومش متخيل ابوه هيعمل ايه بس اول ضربه كانت علي جسمه فلف ايده حواليه وادهم بيفتكر لف ايده بوجع علي جسمه وكأنه بيتضرب دلوقتي وكور جسمه كله وبيتنفس بصعوبة وهو بيفتكر اصعب لحظات مرت عليه وكل ضربة بيتوجعها من جديد وبسرعة قلع القميص وقام بص لظهره في المراية لانه متخيل انه بينزف من تاني لان الألم افظع من انه يتحمله ..

كل كرباج بينزل علي ظهره صوته وألمه رهيب وهو متكتف مش عارف ازاي يمنع الصوت ده أو ازاي يقلل الألم ده .. قعد مكانه في الارض مستسلم للي بيحصل وللذكريات اللي عايشها من تاني وحاسسها حقيقة من تاني .. ومنتظر حسين يخلص ضربه ومنتظر يغمى عليه لانه مش عارف هو امتي بطل ضرب فيه هو بس عارف انه أغمى عليه من الألم والتعب فهو حاليا منتظر الإغماء ده من تاني ..

حنان في أوضتها قاعدة بتفتكر اسوأ أيام حياتها وبتفكر اليوم ده بحذافيره ودخول ابنها وأبوه بيطلعه علي اوضته وهيا بتجري وراه بتحاول تمنعه
حنان: ابنك معملش اللي بتقوله ده انت عارف ان ده احمد
حسين: هو ما انكرش
حنان: انت اللي مش عايز تسمعه .. ادهم ما يعملهاش سيبه في حاله
حسين: ابعدي عن وشي .. ابعدي.

حنان وقفت قدام باب أوضة ابنها ورفضت تتحرك من وش حسين فاضطر يمسكها بعنف من دراعها وجرجرها لحد اوضتها ورماها علي السرير وقبل ما تخرج كان قفل الباب عليها بالمفتاح وهيا بتصوت وتزعق وتنادي عليه وتترجاه يرحم ابنها .. سمعت باب اوضته بيتفتح وسمعت صوت الضرب وصريخ ابنها الصغير وهيا بتعيط وتخبط وبتحاول تكسر الباب ومش عارفة تعمل ايه وبعدها جريت علي البلكونة وفضلت تنادي علي متولي اللي جه بسرعة جري علي صوتها
حنان بعياط: الحق ادهم يا متولي الحقه حسين هيموته في ايده.

متولي بسرعة: حاضر يا هانم حاضر
وجري متولي علي فوق ولقى ادهم في الارض مغمى عليه وشد هو حسين من فوقه: خلاص يا بيه الولد خلص خلاص .. هيموت في ايدك
حسين بلا وعي: خليه يموت خليني ارتاح منه .. خليه يموت
متولي شد حسين لبره ونزله لتحت وشاور للدادة تطلعله وبالفعل طلعت لأدهم هيا
بعدها طلع حسين لأوضة مراته اللي منهارة في الأرض من العياط: طول ما انتي بتحامي عنه هعمل فيه كده واكتر من كده طول ما بتحبيه هيتعاقب علي حبك ده .. طول ما خوفك ولهفتك عليه بتظهر هيدفع هو تمنها ..

حنان: حرام عليك ابنك
حسين زعق: مش ابني ولاخر يوم في عمري مش ابني .. ده ابن حبيبك وعلشان كده بتحبيه .. علشان كده بتخافي عليه
حنان بتعب: مش حبيبي ده ابن عمي وبس .. انا كنت بحبك انت .. كنت بحبك انت
حسين: كنتي هاه ! ودلوقتي بتحني لحبيبك ولابنه
حنان بوجع وعياط وتعب: حرام عليك .. حرام عليك.

ساعتها حنان قررت انها تبعد تماما عن ادهم وبطلت تماما تكلمه وساعتها حسين قرر ان ادهم يفضل في البيت وما يروحش المدرسة من تاني ومهما ادهم اتوسل الا انه ديما بيرفض .. لحد ما ادهم اقترح علي امه انها تدخله اي مدرسة عسكرية وبكده يبعد عنهم وفضل كتير يترجاها وهيا ساكته لانها اخدت عهد ما تكلموش تاني ابدا .. بس بعد ما ابنها مشي راحت لحسين واترجته يدخل ادهم مدرسة عسكرية.

حسين: انا موافق
حنان فرحت: بجد هتدخله! هتخليه يتعلم !
حسين: بس انا عندي شرط !
حنان بلهفة: موافقة عليه المهم يتعلم
حسين: اسمعيه طيب الأول
حنان: مهما يكون هوافق المهم يخرج من هنا ويتعلم ويقدر يكون عنده حياة خاصة بيه .. المهم يقف علي رجليه.

حسين: برضه اسمعي
حنان بصتله: قول شرطك
حسين: هتتنازلي تماما عنه
حنان بعدم فهم: يعني ايه هتنازل عنه ! انت اصلا مش سامح ليا اكون ام له هتنازل اكتر من كده ايه !
حسين: ايوه مش سامح بس نظراتك له واحساسك له انا مش عارف امنعه .. هو عارف جواه انك بتحبيه وحاسس حبك ده
حنان باستغراب: طيب ده احساس انت عايزني اعمل ايه فيه ؟

حسين: تمنعيه .. قدامك كام شهر علي السنة الجديدة وتبدأ ومن هنا لحد ما تبدأ عايزك تدمري الاحساس ده .. عايزو يحس بكرهك .. عايزو يتأكد ان الكل هنا بيكرهه .. عايزو يكره نفسه وحياته واليوم اللي اتولد فيه وجه الدنيا دي وساعتها هسمحله يخرج من البيت ده ويكونله حياة خاصة بره ..
حنان: هو انت متخيل ان ادهم مش عارف انه مكروه من الكل ! هو انت متخيل انه مش بيلعن اليوم اللي جه فيه الدنيا دي !
حسين: بس برضه جواه أمل صغير انك بتحبيه عايزك تدمري الأمل ده وتلغيه تماما فيه .. نظراتك دي تمنعيها ..

حنان عيطت: حرام عليك
حسين ماشي: خلاص انتي حرة خليه هنا في البيت يخدم ويعيش عبد تحت رجليا
حنان صرخت: موافقة .. موافقة .. المهم يطلع بره طوعك .. موافقة اتنازل عنه
من جواها دعت ربنا يرزقه باللي يعوضه عن حنانها وحبها وعن وجعه اللي شافه عمره كله ..

فاقت حنان من ذكرياتها وحست ان اختيارها كان غلط .. مفيش شيء في الدنيا ممكن يعوض ابن عن حنية امه أبدا .. مفيش بديل ومهما الانسان هيلاقي حب الا انه جرحه مش هيندمل ومش هيخف واي شيء يحصل هيكشف الجرح ده من تاني ..

حسين قعد في مكتبه رافض يفتكر اللي عمله في ابنه وبيحاول ما يفتكرش بس غريبة ايه الصوت اللي سامعه ده ! ليه مش عارف يمنع الصوت ده ! بسرعة قام شغل التلفزيون وعلي صوته بس برضه الصوت مستمر .. صوت صريخ عيل صغير وصوت كرباج نازل علي جسمه .. علّي الصوت اكتر بس صوت العيل بيعلي اكتر واكتر .. ولمحات ضرب بتمر قصاد عينه .. ده ايه الجبروت ده ! ده ايه العنف ده ! ازاي واحد يعمل كده في عيل ؟ ايه يعني لو مش ابنه مين اداله حق يجلد عيل بالشكل ده !

الصوت الصوت الصوت بيعلي .. حط ايده علي ودانه يحاول بس الصوت خارج من جواه .. كان متخيل انه لما يعالج وشه هيصلح اللي حصل وضميره هيرتاح بس الألم والوجع هو هو .. الكوابيس هيا هيا .. كان متخيل انه لما يسمحله يرجع بيته ويدخل عياله اغلى المدارس هيقل الألم بس لا ولا بشعره حتي .. النهاردة لما شاف انهيار ادهم بالشكل ده لمجرد ان موقف شبيه اتعرضله ابنه وراه قد ايه الالم مستمر وقد ايه الجرح لسه بينزف
ومهما يعمل مفيش فايدة الجروح زي ما هيا ..

قعد مكانه بانهيار علي الكرسي يبكي بحرقة علي سنين عمره اللي ضاعت وعلي ابنه اللي دمره تماما وخلاه مجرد حطام .. ودلوقتي مهما يعمل مش عارف يعالج .. الظاهر انه مفيش فايدة وهيموت بالألم ده مستمر جواه ...
اما احمد فدخل أوضته وقعد علي سريره وايديه حواليه ومهما سهر تتكلم الي انه تايه وغرقان في ذكرياته ..
سهر: طيب يا احمد رد عليا .. اتكلم !

احمد بعد محاولات كتيره نطق: زمان اتخانقت في المدرسة علشان بنت صاحبتي العيال عاكسوها والعيال ضربوني واتكتروا عليا وناديت لادهم اللي مهما كنت وحش معاه الا انه ما اترددش يتخانق معايا وبالفعل ضرب العيال وعورهم واتحولنا كلنا للمدير واتصلوا بأولياء امورنا وعرفوا اننا اتخانقنا علي بنت
وابويا توعدلنا في البيت ولما سألني اتخانقنا ليه خوفت اقوله فقولتله ان ادهم اللي اتخانق وانا ساعدته وشيلته هو الليلة ومهما يترجاني اقول الحقيقة الي اني كنت اجبن من اني اتكلم.

سهر بتحاول تخفف عنه: ده زمان يا احمد وكنتو عيال والاخوات ياما بتعمل اكتر من كده في بعض
احمد زعق: انتي مش فاهمة حاجة .. ادهم مكنش محبوب وكان ابويا علي طول بيعذبه واليوم ده اللي عمله فيه انا لسه فاكرو لسه سامع صريخه وبصحى مفزوع من نومي علي صوته .. اليوم ده مش هنساه ابدا
سهر بقلق: هو عمله ايه !

احمد بتوهان وكأنه شايف اللي بيحصل قدامه: جلده يا سهر .. جاب كرباج وجلده .. جلده لحد ما اغمى عليه .. قطع ظهره كله ولو شوفتي ظهر ادهم دلوقتي هتشوفي اثار الجلد لسه عليه متعلمة كلها خط خط ..
سهر دموعها نزلت: ده ماضي يا احمد
احمد بصلها: بجد ماضي ! واللي شوفتيه النهاردة ! وجنون ادهم لما الموقف اتكرر ! انتي حسيتي انه ماضي يا سهر
سهر بدموع: بس بإيدنا ايه يا احمد ! حاول تقرب منه وتعوضه.

احمد بفقدان امل: ازاي تعوضي انسان علي حياة كاملة ضاعت منه واتدمرت .. ادهم عاش حياته كلها متدمر وبعدها اتشوه وكنت برضه انا السبب وعاش منبوذ من الكل واطرد من بيته واطرد من الحياة نفسها .. ازاي دلوقتي اعوضه ! ايه اللي ممكن تعمليه يعوض انسان عن الم عاشه طول عمره ولسه عايشه ..
سهر سكتت واحمد حط راسه بين رجليه ودموعه نزلت بصمت وحتي مراته فضلت جنبه جامدة لان معندهاش اجابة او لان مفيش اصلا اجابه ...
أدهم فضل مكانه كتير او يمكن نام وهو في الارض هو نفسه مش عارف المهم ان في صوت مزعج فانتبه فكان موبيله وبصله كانت مراته واتردد يرد بس رد في الاخر.

@ بابا انت فين ! مش قولت هنروح المدرسة
ادهم انتبه تماما وبص حواليه مش فاهم هو الوقت ايه اصلا: زياد حبيبي .. هيا الساعة كام ؟ مش قولنا هنروح بكرة الصبح !
زياد باستغراب: ما احنا الصبح اهو يا بابا !
ادهم فتح عنيه كويس وبص في ساعته كانت ٩ بس مش عارف صبح ولا ليل ! معقوله هو من امبارح العصر وهو مكانه كده في الارض ! معقولة الليلة كلها عدت عليه كده ..
زياد: بااااابا.

فاق ادهم: ايوه يا زياد حاضر .. اديني بس نص ساعة كده وهجيلك حاضر
قفل مع ابنه وقام بتعب اخد شاور وفضل كتير قدام المراية كاره كل حاجة شايفها .. لف وبص لظهره في المراية واستغرب مش عارف هو كان متخيل ايه ! شاف اثار الضرب القديمة بس كان متخيل انه هيشوف اثار جديدة لانه وجع جسمه وكأنه اتضرب امبارح بس .. مسك قميصه يلبسه بس اتفاجيء ان لمسة قميصه علي ظهره بتوجعه حاول يقنع نفسه ان ده وهم هو عايش فيه بس الألم حقيقي .. والوجع حقيقي ..
اتحمل ولبس ونزل ركب عربيته وراح لابنه كان منتظره واول ما ابوه دخل جري عليه وادهم قابله وحاول يبتسم قصاده
زياد: يالا بينا.

حنان جت وعنيها حمرا من العياط و وقفت قصاده ومعرفتش تقول حاجة وهو كمان ساكت ولما حس بحيرتها وعجزها قرب منها وباسها في خدها وضمها وهمس: خلاص ده ماضي وانتهى .. ما تزعليش
حنان بصتله بدموع: سامحني
ادهم ابتسم: انتي عارفة اني مسامحك .. المهم مش عايز اتأخر
كان هيخرج بس احمد وقفه نازل: ادهم استنى
ادهم وقف وبصله: خير
احمد: خليني اجي معاك
ادهم باستغراب: ليه !
احمد وقف قصاده: عادي يعني !

ادهم فهم ان احمد عايز يقرب منه بس هو حاليا مش مستعد للقرب ده او مش عايزو حاليا: لا معلش يا احمد خليها وقت تاني مش دلوقتي
احمد مسكه من دراعه قبل ما يمشي: لحد امتي هنفضل كده مش اخوات !
ادهم سحب ايده: ماهو عدى اكتر من ٣٥ سنه مكناش اخوات عادي يعني مش جديد ..
احمد بصدمة: ادهم انا اسف بس
قاطعه ادهم بمحاولة انه يخليه يفهم: احمد .. مش دلوقتي .. علي الأقل مش دلوقتي .. خليها واحدة واحدة ومع الوقت ان شاء الله هنقرب .. بس المهم مش دلوقتي.

خرج بابنه وليلى خرجت وراه وبصت لابنها: زياد اركب العربية واديني لحظة مع بابا
زياد مشي وادهم واقف منتظر يسمع هتقول ايه ومديها ظهره
ليلى: انت كويس !
ادهم باقتضاب: كويس
ليلى قربت منه وحطت ايدها علي ظهره بس هو جسمه اتألم فكش وبعد شوية وهيا استغربت فراحت قصاده: مالك !
ادهم بصلها: ماليش
ليلى: ظهرك فيه ايه ! مش مستحمل لمستي ليه ! انت عملت ايه !

ادهم باستغراب بصلها: هكون عملت ايه مثلا ! عذبت نفسي ! ماليش يا ليلى
ليلى: طيب وريني ظهرك
ادهم باستغراب: انتي الظاهر اتجنننتي .. سلام
وقفته: مش هتمشي غير لما توريني ظهرك
ادهم شد نفسه وهيا مسكته تاني باصرار: وريني ظهرك
ادهم مستغرب اصرارها: انتي مش طبيعيه علي فكرة ..

ادهم خرج قميصه من بنطلونه وعطاها ظهره ورفع قميصه وهيا قربت ومشت ايدها علي ظهره بس حست بتصلب جسمه ونفسه مع حركات ايدها واتأكدت انه بيتألم من لمستها وبعدها مرة واحدة شد نفسه بعيد ونزل قميصه وبصلها: هاه اتأكدتي اني مش مجنون وهقطع ظهري !
ليلى بصتله ونظراتها كلها خوف وقلق: ادهم انت بتتوجع .. اسمحلي اقرب منك
ادهم بعد خطوة عنها: انتي بيتهيألك ودلوقتي بعد اذنك اتأخرت.

اخد ابنه ومشي وراح المدرسة وهناك المديرة قابلته وقبل ما تعترض ادهم سبقها وبلغها انه جايب ابنه يعتذر لصاحبه ويراضيه قدام الكل والمديرة استغربت رد فعله بس طبعا رحبت وادهم راح مع ابنه فصله وهناك شاف عمر طفل صغير منطوي وقاعد في اخر الفصل في ملكوت لوحده وصعب عليه جدا او شاف نفسه فيه
ادهم همس لابنه: عمر نسخة مني وانا قده .. كنت زيه كده بالظبط
زياد اتخنق وقرر انه لازم يساعد عمر فراح ناحيته وسط استغراب عمر ووقوفه خايف بس زياد قرب: انا اسف يا عمر اتفضل.

مد ايده بهدية لعمر اللي مش مصدق اللي بيحصل
زياد: خدها واتمنى من النهاردة تقبلني صاحب ليك
كل الفصل عنده ذهول بس زياد مصر ومسك عمر من ايده وشده: تعال جنبي
زياد بص للمس بتاعته واستأذنها: ينفع يا مس عمر يقعد جنبي !
المس ابتسمت: طبعا ينفع
زياد: اوبس بس انا مش ينفع افضل في المدرسة ماما قالت اني مش هاجي قبل ٣ ايام !

المديرة ابتسمت وتدخلت: لا يا زياد اتفضل جنب صاحبك .. العقاب كان علشان غلطت لكن طالما انت عارف انك غلطت وصلحت غلطك فساعتها احنا كلنا نسامحك ونحبك
زياد ابتسم: بابا قالي ان الاعتذار مش ضعف ابدا بالعكس الاعتذار بيحتاج لقوة وشجاعة علشان مش اي حد يقدر يقف قدام الكل ويعتذر وانا شجاع زي بابا ولما هغلط هعتذر ومن النهاردة انا وعمر اصحاب لو هو وافق .. عمر تقبل نكون اصحاب ؟
عمر ابتسم ببراءه وهز دماغه موافق فزياد ابتسم ومسك ايده سلموا علي بعض.

ادهم قرب منهم وباسهم الاتنين وبص لعمر: زياد من النهاردة صاحبك بس انت ما تسمحش لحد يقلل منك ويحد من قدراتك لو انت متأخر في حاجة شوف متقدم في ايه واظهر ده .. لو استسلمت هتندم خليك قوي واوعي تستسلم في يوم وما يهمكش اي حد لان انت مش هتهمهم .. عمر هيهتم بعمر .. اصنعك مستقبلك بايدك من النهاردة وابدأ اهو بزياد ..

قام وقف وماشي بس المديرة وقفته بانبهار: اول مرة اشوف ولي امر يقنع ابنه انه يعتذر لما يغلط وخصوصا في مدرستنا دي
ادهم: يبقى ده دوركم طالما الابهات بيأمنوا هنا بالطبقية لازم انتو تفهموا العيال ان مفيش فرق بين انسان وانسان واننا لازم نساعد بعض ونتعايش مع بعض بغض النظر عن الفروق اللي بينا .. ( ادهم كمل بلهجه اقرب للتوسل ) حاولوا تطلعوا جيل بيحكم بالشخصيه مش بالشكل والمظهر حاولوا تعلموهم الصح والغلط .. انتو مدرسة تربيه فربوا صح .. ربوا قيم ومباديء علموهم اخلاق صح .. حاولوا.

المديرة بصت لادهم مستغربة كلامه بس هزت دماغها بامل انها تقدر تحقق ده: احنا بنحاول
ادهم: حاولي اكتر وساعدي طالب زي عمر .. بلاش تكونوا انتو والزمن عليه
المديرة: اوعدك يا سيادة المقدم اوعدك
ادهم انسحب وراح لشغله وعدى كام يوم بيحاول يتجاهل اللي حصل ومعطاش لاي حد فيهم فرصة يتكلم في الموضوع ده وصمم انه يتجاهله تماما ومهما ليلى تحاول تفتح الموضوع ده الا انه بيقفله.

ادهم في يوم في شغله مديره استدعاه في مهمة جديدة
المدير: إنت فاكر العصابة اللي عرفتك على مراتك !
أدهم باستغراب: أكيد طبعا.

المدير: طيب كويس المرة دي حاجة تشبها دي زي عشوائية من العشوائيات المنتشرة بس دي عصابة مسيطرة عليها والمشكلة انهم قفلوا المنطقة وأعلنوا إنها ملكية خاصة والبوليس معدش قادر يتعامل معاهم ومحتاجين تدخلنا .. هتروح وتقيم الوضع ونشوف هنسيطر عليهم ازاي ! عين فريقك وراقبهم ... عايز نقبض عليهم متلبسين يا أدهم .. عايزين نبيدهم كلهم مش عايزين نسيب حد فيهم بره يعني لما نضرب ضربتنا عايزها تكون القاضية فاهم !

أدهم: ما تقلقش
المدير: بس يا أدهم ما تتهورش انت بقى عندك بيت وأولاد
أدهم ابتسم: زي ماقولتلك ما تقلقش قولي عنوانهم فين ! وخلال ٢٤ ساعة هيكون عندك كل التفاصيل
أدهم لأنه هربان من بيته ومراته راح بنفسه يراقب المنطقة دي ويجمع المعلومات اللي محتاجها .. راقبهم فترة طويلة وبدأ يحصر أعدادهم ويخطط ازاي هيهجموا وهيهجموا منين وهيعملوا ايه بالظبط !

وهو بيراقبهم لقى كذا عربية أخر الليل داخلين علي المنطقة وفي حركات مش طبيعية واكتشف ان في صفقة كبيرة بتتم راقبهم وهما بيسلموا وأكتشف إن البضاعة عبارة عن سلاح ودي كانت الفرصة اللي منتظرينها .. بلغ بسرعة المدير يجمع الفريق اللي هيهجم على المنطقة زي ما سبق وخططوا ..
المدير: أدهم إوعى تتهور وتهجم لوحدك .. الوضع مختلف عن تهورات زمان
أدهم: مش هتهور بس إنتو بسرعة لأن في أي وقت الصفقة ممكن تنتهي وزي ما اتفقنا تهجم بالفريق.

أدهم فضل مكانه بيراقبهم بس اللي كان خايف منه بيحصل والصفقة هتنتهي واللي بيشتروا السلاح هيمشوا بالسلاح وساعتها مش هينفع يهجموا لأن مالوش لازمة الهجوم .. لازم يتدخل ولازم يوقفهم وبدون تفكير اتدخل ونسي إن أدهم اللي كان من عشر سنين مختلف تماما عن أدهم دلوقتي الزوج والحبيب والأب واللي عنده كتير قوي يخاف عليه .. قبل كده كان معندوش حاجة يتخاف عليها وده في حد ذاته كان قوة له وكمان كان مشوه وده بيخوف اعداؤه منه ..

هجم وضرب كتير من الرجالة بس الكثرة تغلب الشجاعة وللأسف قدروا يسيطروا على أدهم بسرعة ومسكوه ورئيسهم جه واسمه حسن الديب وبص لأدهم كتير وفضل يلف حواليه: الظاهر ياد انت ما تعرفش انا مين ! شكلك جديد في الكار بتاعنا
أدهم: الكلاب مهما انواعها اختلفت الا انهم في الأخر كلهم كلاب
ضحك الديب: أحب انا نوعك ده لما يفضلوا يتنططوا كده في الكلام واعشقكم قوي لما توطوا على رجلي وتبوسوها علشان اعفي عنكم.

أدهم: اللي بتتكلم عنهم دول نوعية رجالتك مش نوعيتي انا أبدا
حسن الديب: هنشوف هنشوف
بص لرجالته وشاورلهم واتلموا على ادهم وبدؤا يضربوا فيه ..
أدهم كان عارف انها مسألة وقت ورجالته توصل وساعتها الكفة هتتغير .. هو بس محتاج يعطل اللي اشتروا السلاح قبل ما يخرجوا بيه.

حسن الديب: طبعا تلاقيك بتفكر رجالتك امتى هتوصل علشان يلحقوك .. احب اطمنك انهم وصلوا ومحاوطين المكان بس يا ترى هيعملوا ايه وهيحاوطوه لأمتى ..
أدهم استغرب ليه ما هجموش ومنتظرين إيه
حسن الديب: هجاوبك .. الظاهر ان سيادتك مهم وأول ما هددت بقتلك وقفوا مكانهم وبيخططوا ازاي يهجموا ولا ينسحبوا والا يعملوا ايه !
المدير بره بالفعل مش عارف يعمل ايه وخايف على أدهم يقتلوه واستغبى ادهم إنه يهجم وحده بالشكل ده ..
رجالته حواليه منتظرين اوامرهم: هاه يا افندم نهجم !

المدير: مش على حساب حياة أدهم لأ
@: طيب اوامرك ايه يا افندم
المدير بيفكر وخايف ياخد اي قرار لانه مش مستعد للثمن لو قراره غلط ! مش أدهم اللي ممكن يستغني عنه أو يخاطر بيه ! طيب ممكن ينقذ الموقف ازاي ! وياتري هل أدهم فعلا لو أتدخل هيقدر ينقذه ولا تدخله ممكن يضره !
حسن الديب مع أدهم.

أدهم ابتسم: دي مشكلة امثالك بتحكموا على الظواهر بس وبتنسوا حاجة مهمة جدا
حسن الديب باستغراب: ايه هيا !
ادهم ابتسم: الوقت ! الوقت عامل مهم جدا
حسن الديب ابتسم هو كمان: فعلا عندك حق وعلشان كده مش هضيع وقت كتير في الرغي معاك وهنهي حياتك بسرعة .. عندك كلمات أخيرة !
طلع مسدسه ووجهه لأدهم استعدادا لقتله..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة