قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل العاشر

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل العاشر

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل العاشر

دخل المنزل في وقت متأخر ليجدها نائمه على الاريكه الصغيره، لم يتوقع انها تنظره ظن انها ستحدثه بشئ يسم بدنه
امجد بصوت هادئ: ساره، اصحى
فتحت عيناها له و ابتسمت ابتسامه اذابت الجليد الذي يحاوط قلبه
ساره بفرحه: انت جيت امتى انا كنت اعده مستنياك كل ده.

نظر لها بلامبالاه: و تستنينى ليه، من امتى يعنى انا فارق معاكى، اه نسيت اقولك بالنسبه لموضوع الطلاق اللى انتى كنتى عايزاه، اخفض بصره (( انا موافق ))، تركها و استدار ليعود لحجرته
لكن ما اوقفه صوتها المتهدج المخنوق من كتمان البكاء: بس انا عايزه افضل معاك.

استدار لها و هو يجد عيناها مغرورقتان بالدموع، جلس بجانبها و هو يربط على اكتافها فمهما فعلت به يحبها، قلبه سامحها على كل ما فعلته به من تجريح و اهانه و حتى على خطأها الجسيم التي ارتكبته في حق ذاتها و ذاته
لكن عقله يرفض و بشده هذه الخائنه، فمن اين الامان لها، فهى التي لاعبتك على اصابعها ستأمن ان تظل في كنفك، اهذه من تمنيت ان تكون ام لابنائك تباُ لك ايها القلب الغبى.

كانت تنظر له و هو بجانبها ترى خلجات وجهه تتغير و اصبح لونه شاحب فجأه
ساره: امجد انت كويس، مالك وشك مصفر كده
امجد بشرود: كويس، انا كويس، هم بالوقف ليذهب الى غرفته، لكن قدماه لم تحمله فهوى بجانبها على الاريكه..
انتفضت رعب من اجله تعرف ان كل مكروه يصيبه هي السبب فيه، تلعن نفسها كلما رأته حزين.

ساره و هي تحاول افاقته بشتى الطرق، فوق علشان خاطرى، رشت عطر امام انفه و بدئت تفرك في يديه و لكن لا يتأثر بأى فعل خارجى
هاتفت سليم و هي تبكى جرت على هاتفها
سليم: ايه يا ساره مالك
ساره: الحقنى امجد اغمى عليه و مش عارفه اعمل ايه
سليم: طيب خليكى جمبه و انا جاى على طول
ظلت بجانبه تحاول ان تفيقه، لكن و كأنه ميت لا يشعر.

اتى سليم و معه سياره الاسعاف في آن واحد، دق بابها ارتمت في احضانه الحقنى يا سليم، امجد مش عارفه ماله
دخل رجال الاسعاف و حملوه الى سياره الاسعاف، و كانت تبكى بجانب اخيها في سيارته و هما يسيران خلف سياره الاسعاف...
سليم: اهدى يا حبيبتى، ان شاء الله امجد هيبقى كويس
ساره: اطمن عليه بس، مش عايزه اكتر من كده
وصل الجميع الى المشفى...
كانت تقف امام باب الحجره و هي تكاد ان تموت رعباُ ان يكون حدث له مكروه.

سليم: هو ايه اللى وصله لكده، امجد مش بيشتكى من حاجه طول عمره
ساره بخوف: كنا بنتكلم و فجأه
خرج الطبيب توقفت عن الكلام و هرولت اليه: امجد فيه ايه يا دكتور.

الطبيب: الاستاذ للاسف جاله الضغط و الظاهر انه بقاله فتره طويله مش بياكل، فكل ده اصابه بهبوط حاد في الدوره الدمويه، هو دلوقتى متعلق له محلول و ان شاء الله هيبدء يفوق بس بلاش اى ضغط عصبى عليه، لان الحمد لله اننا قدرنا ننقذه ضربات قلبه كانت تكاد ان تقف، حمد على سلامته
سليم بنظره شك: انتى ايه اللى حصل لامجد بقا، وصله انه يعد كام يوم من غير اكل.

ساره: ابدا يا سليم، كنا بنتكلم و مش عارفه فجأه وقف لقيته وقع جمبى
سليم: اهو كلها شويه و هيفوق و هنعرف
ظلا ينتظران افاقته فأمجد بمثابه الاخ لدى سليم، و لم يحب ان يرى اى مكروه يصيب احبته.

تجلس وحيده تتذكر حديثهم و هي تنفث سيجارتها بهدوء
سليم: تتجوزينى يا ملك
ملك و الدهشه تعلو وجهها الجميل و تفرغ فاها من الصدمه: مين تقصدنى انا
سليم و هو يضحك بهدوء على مظهرها: هو في حد غيرك اعد قدامى
ملك: لا انت اكيد مجنون، انت تعرفنى منين علشان تجوزنى، ده انا ما كملتش شهر شغاله في شركتك.

سليم: اتشدتلك من اول يوم شفتك فيه، كنتى بفستان اخضر قصير و كان معاكى واحد ماسكك من وسطك، كانت اول مره ابص على بنت و اركز معاها، بس لقيت في ايدك دبله، كنت بحاول انسى لون عيونك اللى ما كنتش قادر احدد لونهم، ما كنتش عارف انى حبيتك، و تلف الايام و تيجى تشتغلى عندى، اول ما بصيت في السى في بتاعك عرفتك، خليت امجد يشغلك علطول، خفت تروحى تشتغلى في اى مكان تانى و اتحرم من انى اشوفك...

انتى مش متخيله لما بوستك غصب عنى انا كان جوايا نار بسبب لبسك، الناس كلها كانت بتبص عليكى، و كأنهم عمرهم ما شافوا بنات، انا اسف يا ملك، بس انتى ما كنتيش تعرفى اللى جوايا
ملك: انت بتتكلم على اساس انى موافقه
سليم: هتوافقى يا ملك، و هتجوزك، و هتبقى مراتى، و ام ولادى...

ملك: بص يا باشمهندس سليم، انا ممكن من بكره اسيب الشغل، بس انا مش هسيب شغلى علشان الخرافات اللى انت بتقولها، لان لو كل واحد اعجب بيا، عمل اللى انت بتعمله هبقى متجوزه نص مصر، و على فكره انا عمرى ما هتجوز الا لما احب...

سليم: هعتبر انى ما سمعتش كل الكلام اللى بيتقال ده، و من بكره انتى مكان لورا، يعنى مكانك جمبى، و لعلمك مش هتتجوزى غيرى يا انا يا ما فيش جواز ليكى، و كلامى مفهوم، و بكره تبقى على مكتبك من 8. 30 عايزك اول حد يقولى صباح الخير
ملك: انا مضطره امشى لان بصراحه اللى انا اعده اسمعه ده ما يتقالش عليه الا تخاريف
سليم: لما جوزك يبقى بيكلم مش من الاصول يا متربيه تسبيه و تمشى.

نظرت له ببرود: و مين قالك هتجوزك، انت واحد من 100 واحد كل يوم بيعجبوا بيا...
سليم: اللى هيبصلك بعينه، يبقى جنى على روحه، انا صعيدى و دمى حامى اللى يبص على حريمى ادفنه مكانه، و من بكره تيجى الشغل بلبس عدل و عايزك عسكرى و حسك عينك تكلمى حد ولا تضحكى مع حد
ملك: ههههههه ما تلبسنى شوال احسن ولا اقولك اربطنى بسلسه في الكرسى و حط على بقى بلاستر، عن اذنك
تركته و رحلت كالفراشه تمر من وسط الجميع.

زفر بضيق لكن بالرغم من ضيقه فأبتسامته لاتزال مرتسمه على وجهه
كانت سيجارتها اوشكت على الانتهاء، و هي لم تفيق من شرودها لولا شعرت بالسخونه تلمس بشرتها الناعمه
ملك: ايه ده و كمان هي ناقصاكى اطفأتها في الطفايه، و حاولت ان تنام، لكن يومها انحصر في المقابله، قامت أتت ببوكيه الورد ووضعته بجانب فراشها في مزهريه كبيره، و ظلت عيناها معلقه به الى ان نامت.

بدء يفيق شئ فشئ
الطبيب: اتفضلوا استاذ امجد فاق، بس اهم حاجه مش عايزين اى ضغط عصبى عليه
دلفت الى الحجره اولا تناست وجود اخيها، ارتمت في حضن امجد الذي دهش مما تفعله، ظل ينظر لها بأعياء و هي تحضنه
سليم: خلاص يا ساره قومى، حرام هيتعب اكتر
تذكرت اخيها عند سماع صوته: انا اسفه يا ابيه، بس ما كنتش متخيله حياتى من غير امجد
سليم: ايه يا ميجو كده تخضنى عليك.

امجد بأعياء: انا تمام الحمد لله، انت جيت ازاى و مين اللى جابنى هنا
سليم: ساره كلمتنى و هي منهاره بتقولى الحق امجد...
كلمت الاسعاف و جيت، ايه يا بنى هي البت دى مش واخده بالها منك ولا ايه، الدكتور بيقول مش بتاكل و ضغط عصبى
هز رأسه: الحمد لله ارهاق بس مش اكتر
سليم: لا انا جوز اختى لازم يكون راجل شديد ولا ايه يا ولد ابوى
امجد: حبيبى يا سليم ربنا يديم المعروف بينا.

سليم: انا همشى دلوقتى و هعرف من الدكتور هتطلع امتى علشان اجى ارجعكم البيت، ساره خلى بالك من جوزك مش هوصيكى عليه
ساره: هتوصينى على امجد يا ابيه و ده كلام معقول
سليم: شوف البت بقى دى اللى اقولها تتجوزيه تبص في الارض و وشها يحمر..
يتكلم و هو لا يعرف انه يضغط على صديقه و يمكن ان يتعب مجدداً
ساره لمقاطعه سليم: ابيه لما تعرف هنمشى امتى ابقى كلمنى قولى، كان يهم بالخروج من الغرفه.

امجد: روحى انتى يا ساره، ما تعديش في المستشفى
ساره: لا ازاى لازم اكون جمبك
امجد: ممكن تسمعى الكلام، مش عايز اتعب اكتر من كده بعد اذنك
ساره: و مين بس اللى هياخد باله منك
نظر لها بحزن: اى حد في الدنيا دى ممكن ياخد باله منى الا انتى يا ساره مش هنضحك على بعض، انتى مش بتحبينى هتعدى جمبى ليه علشان تخدمينى، ربنا ما يجعلنى عاله على حد، و زى ما قلتلك اخرج من و هطل..

وضعت يدها على فمه، ما تطلقنيش يا امجد، انا عايزه ابقى مراتك، انت بتحبنى...
نظر لها ببرود: و دى تمثليه جديده عاملها انتى و الاستاذ بتاعك عليا، انا اتجرحت منك مره و مستحيل هفضل اعد مستنى الجرح اللى بعده
جثت على ركبتيها و احتضنت كفه و قبلته، صدقنى مش عايزه غيرك، ممكن تخلينى اعده معاك هنا
اتصلى بسليم يجى ياخدك و يروحك، و زى ما انتى عايزه روحى البيت اللى يعجبك، بيتى او بيت سليم، انا مش هجبرك على حاجه.

نظرت له بأعين ملئتها الدموع: انا عارفه انى غلطانه في حقك بس مش هسيبك يا امجد، مش هسيبك
كانت كلماتها سكاكين تغرز في قلبه خناجر تطعن في كرامته، كيف و هل و ماذا و اين، كل هذه الاسئله طرأت عليه و هو يجلس وحده بعد ان غادرت المشفى و انصاعت لامره كى لا تزعجه اكثر.

الجد: كاظم يا كاظم
كاظم: ايوه يا جدى
الجد: خيك وصل لايه مع ولد الجناوى
كاظم: عاصم بيقول ان دلوقتى في صفقه مهمه اوى هتجمعهم هيضربه فيها
الجد: و ربى انا تعبت من اخوك، هموت من جبل ما اخد بتار ولدى و التنين التانين معرفش عنيهم حاجه
كاظم: و انت عايزهم ليه يا جدى
الجد: اجعد يا ولدى هحكيلك كل شئ، و بدء الجد يقص على حفيده الذي ظل قائم معه و لم يتركه مثل البقيه
كاظم: سامعك يا جدى
و بدء الحديث.

من زمان يا ولدى كان عمك الصغير بيحب بنت من عند عيله الجناوى، و البنت دى روخره كانت بتحب عمك، و اقنعت عمك ان تهرب معاه لاى حته لان عيلتها كانت رافضه و هي كانت بتحب عمك جوى جوى...
كاظم و بعدين يا جدى.

الجد: جه عمك و جالى انه راح ياخدها و يهرب بيها بره البلد ساعدته، انت ما تعرفش حنيه جلبه كان يا ولدى ما بيتحملش الهوا الطاير على حد منينا كلايتنا بالرغم انه كان الصغير، كنت مدلله جوى جوى، كان ابوك الله يرحمه و عمك التانى بيكرهوه، وهو يا حبه جلبى كان بيحبهم جوى
لكن لما جالى هي دى يا بوى اللى هويتها و جلبى ما رايد غيرها
جلتله روح يا ولدى اسكندريه و اللى بدك ياه راح ابعتهولك كل اول شهر.

من جنيه ل عشرتلاف جنيه
كاظم بأنصات: و بعدين يا جدى
الجد: ولا ابلين يا ولد، جعد فتره و اتجوزها، و جانى خبر انه سافر، و من يومها يا ولدى هموت و اشوفه
كاظم: و عمى التانى.

الجد: كان جحود و جلبه جاسى ولا كأنه ابن حرام طمعان في حاجه غيره، دى لا كانت اصولنا ولا تربيتنا، لكن هو منه لله، هرب بمرته و كانت حامل هي كمان و من يومها ما حد يعرف عنه حاجه هو التانى، من جهرى على ولادى التنين بقيت مشلول زى ما انت شايفنى، ما فاضليش غير ابوك الف رحمه و نور عليه انتقموا من عليتنا الجناويه جتلوا الواد اللى بجا حيلتى، خلفت و ربيت و كبرت و في الاخر هجروا بوهم ولا كأنه موجود، و مات ابوك و من يومها و جام التار بينا و بين عيله الجناوى...

كاظم: يااااااه يا جدى ده انت شايل و محمل، مسيرنا في يوم هنعرف طريق ليهم، ما تيأس من رحمه ربنا
الجد: و نعم بالله...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة