قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل الحادي عشر

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل الحادي عشر

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل الحادي عشر

انه صباح جديد على الجميع شمس اشرقت لتمحو ظلمه الليل و تذكر الخلق ان لهم رب سيغير احوالهم و يقلب عليهم الحال
ارتدت ملابس لتجعله يجن فلأول مره تفكر بهذا الاسلوب، فانه يريد ان يتحكم بى فسيرى التمرد، و البادئ اظلم.

ارتدت جيب ضيق فوق الركبه بقليل من خامه الستان كانت باللون الاسود القانى و عليها بلوزه من الشيفون الابيض دون اكمام و حذاء عالى الكعبيين بالرغم من كرها للكعوب المرتفعه و حقيبه صغيره و استدلت لشعرها الذهبى العنان وقيراطان ملفتان من جمالهم، و وضعت احمر شفاه مثير للغايه، تعرف انها فاتنه لكثير من الرجال لكنها تخيلت نظرته لها عندما يراها، سيجن سارت في طرقات الشركه و هي تسقط الرجال امام الجمال الاخاذ، فمع صوت خطواتها تنهار قلوب مفتتنه بها.

نظرت على مكتب لورا لتجد اللافته عليها اسمها بعد ان كان اسم لورا
جلست بأريحه على المكتب تشعر بالفخر عن سابقه فها هي سكرتيره مكتب المدير
مر القيل من الوقت لتجد من يدخل عليها و هي تحتسى قهوتها بمزاج مرتفع و تتحدث في هاتفها
سليم كاد ان ينطق ب صباح الخير وقف ملجم و هو ينظر لها فهذه ملابس ل ملهى ليلى و ليس للعمل في الصباح الباكر
سليم: عايزك في مكتبى
دخلت و صوت خطوات حذائها يعلو كدقات قلبه..

ملك بأبتسامه بارده: صباح الخير يا بشمهندس
كان يقف على مكتبه مستند بيديه الاثنين عليه، و ظهره لمن يدخل
كانت تقف خلفه و لكن لم تكن مسافه كافيه...
استدار لها و عيناه تقدح بالشرر، لم يستطيع ان يتحمل ما تفعله به، تعلم انها انثى مثيره، و تلاعبه على هذا الوتر
سليم بتوعد: انا قلت ايه على اللبس امبارح
ملك: و هي تقترب منه بدلال ليس لافتانه بل لاغاظته، انت مالك و مالى.

كان خروج صوتها الهادئ الذي يحمل شجن بالنسبه له يصعب تحمله خاصه على رجل عاشق لها حتى النخاع
سليم: قلت ايه انا مش قلت مش عايز اشوف اللبس ده هنا، امسكها من خصرها بشده مما جعلها تتأوه بين يديه بضعف من شده الوجع
مظهرها جمالها فتنتها نبره صوتها كل ما بها يضعف رجولته، يشعر ان تبعثرت رجولته امامها...
سليم بصوت قوى يحاول ان يخرج من شباكها التي صادته: امشى اطلعى بره المكتب ده.

ازاحت يديه من على خصرها و نظرت له بقوه في عيناه و بصوت ساخر و ضحكه متهكمه: ما توقعتش انك ضعيف اوى كده، و هتهرب منى
تركت المكتب و خرجت و هي تحمد ربها ان الامر لم يتطور معه لم تدخل معه في مجادله تعرف انها الخاسره من المؤكد لم يظهر هذا التهور قط لاحد فكيف تجرء على انا، اهذا هو الحب ام الوقاحه.

جاء وقت خروجه من المشفى، لم يخبرها فقط هاتف سليم، الذي ذهب له في فتره وجيزه
سليم: حمد لله على سلامتك يا ميجو
امجد: الله يسلمك
سليم: مالك يا امجد، انت مش امجد صاحبى عشره عمرى، فيك ايه يا صاحبى
امجد: انا كويس الحمد لله ما تشغلش بالك
سليم: ساره السبب في اللى انت فيه ده صح، قلى عملتلك ايه و انا اكسرلك رقبتها
امجد: ساره مالهاش ذمب في اللى انا فيه عمى بس تعبان شويه فعلشان كده مضايق علشانه.

سليم: هعمل نفسى مصدق
امجد: تعالى اتغدى معانا
سليم: ممكن فنجان قهوه من ايد ساره...
امجد: انا نازل الشغل بكره
سليم: مش بقولك هي السبب بتقول لا، عموما هعرف
امجد: سليم لو سمحت ما بحبش حد يدخل بينى و بين مراتى من فضلك، يالا زمان ساره زهقانه لوحدها
فتح الباب بمفتاحه الخاص.

امجد: ساره، ساره، اتفضل يا سليم شكلها نايمه هصحيها، كان قلبه يدق بشده الا تكون تركت البيت و رحلت الى من تحب كيف سيواجه اخيها، كيف سيعيش بدونها
فتح باب حجرتها و نظر بها، لم يجدها تسارعت دقات قلبه دق باب المرحاض، ليس من مجيب، ذهب الى اخر مكان يتوقع ان تكون به، ليجدها مفترشه مضجعه و نائمه و هي تحضن احدى قطع ملابسه، وقف ينظر لها بحنان، و كادت ان تسقط دمعه من عيناه لاجل حالها، أهي احبته.

افاق من شروده على صوت سليم: ايه يا عم امشى ولا ايه
امجد: جايين حالا، بصوت هادئ ساره اصحى
تململت في فراشه، و فتحت عيناها ببطئ، و فجأه ارتسمت السعاده على وجهها، حمد لله على سلامتك، كنت هموت عليك
امجد: بعد الشر عليكى، يالا تعالى سليم بره
ساره بفرحه: طيب جايه حالا و همت ان تقوم
امجد: انتى طالعه باللى عليكى ده
ساره: ده سليم يا امجد اخويا مش غريب.

امجد: و لو ابنك تبانى قدامه بلبس محترم مش تطلعى نص جسمك عريان كده، و بعدين دى بتعمل ايه، شاور على قطعه ملابسه التي كانت تحتضنها، نظرت ارضاً بخجل، طيب هغير و اطلع لسليم على طول، روحله انت عيب كده
بالفعل خرج ليجلس معه صديقه و تركها تبدل ملابسها و تحصله، شعرت بدقات قلبها تتسارع، فأنه يغار عليها من اخيها فأنه يحبها، فلم تقطع امل عودتهم كزوج و زوجه محبين اخطأت لكنها عرفت خطأها.

كان يجلس يفكر كيف ان يضغط عليها، كيف يجعلها تخسر كل شئ، كيف تكون وثمه عار على عائلتها...
ظل يفكر كثيرا الى ان انهكه التفكير، لكن وسيله الاكيده و الوحيده هي الابتزاز...

كان ينام و هو مرهق للغايه لم تخرج من باله يفكر فيها و هي معه يتمناها و ينقمها بداخله صراع كبير لا يستطيع ان يسيطر عليه مشاعر ملتهبه احاسيس متضاربه، أيحبها أم يكرها...؟ أيسامح و يغفر ام يظل قاسى، ظل يفكر بها بكثره لو علمت ما يحتمل بصدره لبكت ندماً على حبه الذي اضاعته.

دخلت حجرته على اطراف اصابعها كى لا تزعجه، ظلت تنظر له و تتأمله، فأنه وسيم للغايه حتى انه اجمل من حكيم التي كانت تظن انها تحبه، لكن امجد احساسها له مختلف انها تعشقه...

ظلت تنظر لوجهه الجميل و هو نائم و لم تشعر بما تفعله و مررت اصابعها النحيله بين خصلات شعره الاسود الناعم، و تحسست لحيته البسيطه، فها هو الرجل في عيناها لا تعرف متى و كيف تبدلت الاحاسيس، فما كانت تحبه امس اصبحت تمقته بشده، و ما جرحته بالامس اصبحت هي جريحه له، كانت اصابعها تتحسس وجهه بأكمله ودت لو ان ضمته الى صدرها كى تتأكد انه بجانبها و لم يتركها او تفقده، أحبته؟ بلى، عشقته، اصبح هو متيمها، كل ما تفعله نابع منها فلا تمثل او تفتعل الحب، انحنت و قبلته برقه في جبينه، و همست بجانبه، ( ربنا يخليك ليا).

كان يشعر بكل ما تفعله حاول رسم النوم جيدا و نجح لكنه لم يستطيع ان يتحمل قربها لماستها الحانيه كلماتها المعسوله، فكل هذا فوق طاقته، لازال يعشقها، لا يعرف ما الصواب، يخاف ان يفعل شئ و تمقته بعد ذلك يخاف ان تجرحه من جديد، لكن في ثانيه قرر...
كانت تهم بالقيام من جانبه و الخروج من عالمه التي عشقته و تمنت ان تقضى به باقى عمرها...

توقفت السعات شعرت انه احس بها، فتح عيناه فجأه و هو ينظر لها، لكن نظرته كانت مليئه بالحنان و الحب، مسك معصمها و جذبها اليه، استكانت في احضانه، لم ينطق احدهم بل كان لقاء صامت، حقاً اصبحت زوجته...

تجلس بعملها ليقطعها صوت هاتفها النقال
ملك: الو
ميخا: جميلتنا
ملك: عامل ايه يا ميخا
ميخا: انا تمام زى الفل، و جايبلك صنف جديد بقا مش قادر اوصفلك، هيخليكى طايره في السما
ملك: تمام جدا لحسن اللى معايا خلاص بيودعنى
ميخا: تمام في نفس المكان بتاعنا
ملك: لا بص انا في الشغل كمان ساعه في بريك لو كده عدى عليا في الكافيه اللى جمب الشغل اعزمك على قهوه
ميخا: على اساس ايه يعنى لا العزومه عليا، انا الراجل.

ملك: وفرت خلاص كمان ساعه في كافيه...

انتهى اول لقاء حميمى لهم كانت سعيده للغايه فهو اصبح يتجاوب معها مع الايام سينسى و يغفر لها...

لكن احساسه كان مبهم، اهو سعيد ام حزين حقا شعر بحبها له و هي في احضانه، لكن لازال يتخيل صورتها مع غيره في احضانه ايضا، أهي له و لغيره، ود لو ان ينهى هذا الوقت بأحتضان يطول الى ان يغرقا في النوم سوياً، لكن مشاعره و احاسيسه تعصف به لا يعرف ما فعله اهو صحيح ام اخطأ في حق نفسه، كان حاله يرثى له، حتى انه لم يشعر بها عندما قامت من فراشه ذاهبه للمرحاض، نظر بجانبه لم يجدها، لكن ما قرره سينفذه الان و ليس الغد، اجرى اتصالاً هاتفيا ثم اغتسل في المرحاض الاخر ثم خرج من المنزل، بعد ان كتب لها كلمه.

اتت الاستراحه لجميع العاملين، غادرت مكتبها فبعد ما حدث بينهم من اخر لقاء التعامل محدود جدا في نطاق العمل فقط، ذهبت الى الكافيه الذي ينتظرها فيه ميخا، لتجده
ميخا: اهلا وشك ولا وش القمر
ملك: بقيت بشتغل بقا
ميخا: هي البنات بتحلو كده في الشغل
ابتسمت له ابتسامه واسعه: مرسيه
ميخا: ما تيجى اجوزك و يبقى زيتنا في دقيقنا، حتى هتحسنى النسل في عيلتنا
ملك: لا يا عم الله الغنى.

ميخا: اخرتها، طب ده انا البنات بتجرى ورايا و طوابير واقفين عليا
ليجدوا يدين وضعت امامهم على الطاوله، ده انا اللى هقومك تجرى دلوقتى زى الفار
رفع ميخا نظره ببرود ليرى من المتحدث، لتسبقه ملك
ملك بغضب: سليم ما يصحش اللى انت بتعمله ده...
سحب من يدها السيجاره، و نظر لها بقوه
ميخا: انت مين انت علشان تتكلم كده معايا اصلا، انت ما تعرفش انا مين
سليم: انت حته عيل تافه، و مش راجل.

ميخا: لا بقا انت زودتها اوى، انا هفرجك انا ابن اللواء...
و بدأ الاثنين في شجار عنيف، بدء بعض رواد المكان التدخل و الفصل بينهم...
كان سليم يهم بالخروج و هو يسحب ملك من يدها بعنف شديد مما جعلها تستشيط غضباً من تصرفه الذي لم يبنى على اى اساس، ابعدت يده عنها بحده، و نظرت له بضيق و تركته و عادت الى ميخا، الذي كان يسيل الدم من انفه و فمه.

جثت على ركبتيها و هي تحاول ان تهدء ميخا فأنه اصبح كالوحش الكاسر سيفتك بسليم الذي لم يعيره اى اهتمام و كأنه دهس صارصور بقدمه...
وقف ينظر عليها و هي تحاول ارضاء هذا الميخا، و قلبه حزين لأجل من هواها...
ضبط ميخا من هندامه و وضع فوطه على فمه الذي توقف عن النزيف...
ميخا: مين الحيوان ده
ملك: صاحب الشغل، عايز يجوزنى و بيحبنى
ميخا: هو يحبك و انا اتخرشم كده، ده شدنى من شعرى ينفع كده اديه بوظلى ال لووك.

ملك مقهقه: اه مش عارفه ايه شعر عبد الفتاح الجرينى ده
ميخا: مش احسن من كاظم الساهر بتاعك اللى جه ده
ملك: بس بقا اسكت هات الحاجه اللى معاك خلينى ارجع الشغل اشوف اخرتها معاه
ميخا: خافى على نفسك ده مجنون يا بنتى، اوعى تجوزيه احسن ايده تقيله اوى
ملك مقهقه: حاضر يا ميخا يالا اشوفك على خير و تعيش و تاخد غيرها
ميخا: كله لأجلك يا ست الحسن.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة