قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل السادس عشر

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل السادس عشر

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل السادس عشر

يخرجا من باب المصعد، ليحملها على ساعديه
ملك: بس يا سليم هتوقعنى
سليم: ما يقع الا الشاطر، نورتى سويتك يا عروسه..
انزلها ارضاً ليرى ما هذا الذي خطى من فوقه...
ملك بحب: ايه ده يا حبيبى
سليم و هو يرميه بطول ذراعه على الاريكه، جواب خاص للمهندس سليم، على اساس انى فاضى النهارده دى ليلتى انا و عروستى و بس
ملك و بدء الخوف يتسلل لها: حبيبى انا تعبانه موت و عايزه انام.

سليم: مين ده اللى ينام، النهارده دخلتنا، ليلتك يا عروسه
ملك بأبتسامه جميله له: و حياتى بقا ما تزعلنيش، انا هدخل اغير هدومى، و بعدين احنا بقا معانا العمر كله مش النهارده و بس...
نظر للفراغ الذي ذهبت منه وهو لا يهدأ له بال. فهذه ليلته، دخل خلفها...
ملك: حبيبى ممكن تفكلى الطرحه شابكه في شعرى، مش عارفه افكها...
سليم: لا انا افك الفستان بس,,,الطرحه دى شكليات
ملك بدلع: سليم بطل قله ادب.

سليم: لا بقا هو قبل الفرح ابطل قله ادب و كمان بعد الفرح، ده ظلم على فكره و بعدين انا راجل مؤدب يا حياتى
نظرت له بطرف عيناها، لا ما هو واضح، هتفكها ولا اخلى حد من الروم سيرفس يجى يفكها
سليم: نعم يا اختى ال روم سيرفس، يقولوا ايه العريس مش عارف يفك طرحه امال هيعمل ايه في باقى الليله، شكلك هتفضحينى
ملك مبتسمه له بحب: لا يا حبيبى ده انت سيد الرجاله كلهم، بس سيبنى انام.

سليم محاولا جذبها: طيب ما تيجى نلعب عريس و عروسه و بعدين ننام
ملك: سليم حبيبى ادخل خد شاور علشان ننام لان بجد جسمى مكسر...
سليم: ايه ده ماليش دعوه انا بيضحك عليا، بس يالا ما جتش على سواد الليل...
استلقى هو و زوجته في احضان بعضهم البعض، لا يخلو من كلمات الحب و الغزل، الى ان ذهب كل منهم في ثبات عميق.

يجلس يدخن سيجارته و هو يتوقع الخبر الذي سيكون بالجنرال الغد طلاق سليم القناوى من عروسه في الصباحيه، و تتعالى ضحكته الخبيثه.

اشرقت الشمس على ابطالنا فكلن من العشاق بجانب من يحب...
استيقظ من قبلها، وقف ينظر الى برائتها و هي نائمه و قبل شفتيها، ثم خرج من الغرفه يطلب الفطور، و لمح هذا الظرف..
فتحه و هو يتوقع انه برقيه تهنئه، لكن كانت دهشته، عندما رأى
شهاده ميلاد زوجته ( ملك مسعد متولى محمد التهامى )
و ايضا شهاده ميلاد (عاصم محسن متولى محمد التهامى )
و برقيه شماته، عرفت دلوقتى المدام تبقى مين، اوضحلك تبقى بنت عمى...

عرفت دلوقتى المدام تبقى مين، اوضحلك تبقى بنت عمى...
و كأن الارض تميد به، و كأنه لقى مصرعه يتصور امام عيناه، ظل ينظر للاوراق التي بيده و هو في حاله من الذهول، ملك خائنه، ملك تأمرت مع عاصم على، فأين الحب و الحنان التي غدقت على بهم، أكل هذا ذهب مع الرياح ام لم يأت من الاساس، و انا الذي كنت اعيش في فيلم من خيالى الواسع، أهي تخدعنى، هي من تطعن ظهرى، ملك، ليس من الممكن...

ظل على حاله هذا لا يدرى كم مر من الزمن...
تململت في فراشها على صوت هاتفها المنخفض، نظرت له و النوم لازال يسيطر عليها
ملك بنوم: الو
على: عروستنا الجميله صباحيه مباركه
ملك: متصل تصحينى دلوقتى علشان تقولى كده
على: لا متصل اقولك انى في المطار و راجع دلوقتى علشان شغلى
ملك: و انت لحقت تعد حرام عليك
على: انا اخدت اجازه 24 ساعه بس علشان اجى احضر فرح احلى اخت في الدنيا.

ملك: كان نفسى اشوفك تانى بس معلش بقا، بس ما تتأخرش عليا
على: لا اله الا الله يا حبيبتى و خلى بالك من نفسك و من جوزك
ملك: محمد رسول الله، و انت كمان خلى بالك من نفسك...
تثائبت و هي تفرد ذراعيها، نظرت بجانبها لم تجد سليم بجوارها...
دخلت المرحاض، غسلت وجهها و اسدلت شعرها بنعومه و رشت عطر لطيف، و خرجت بأبتسامه مشرقه و هي لاتزال ترتدى ملابس نومها ( بيبى دول ابيض قصير للغايه ).

خرجت تبحث عنه و هي حافيه القدمين لم تصدر اى صوت او ضجيج، تسير في السويت كنسمات الهواء، لتجده يجلس و بكل يد ورقه و عيناه معلقه بالورقتين و كأنه لا يوجد بعالم الاحياء، اقتربت منه، و جائت من خلفه و ادارت ذراعيها حول عنقه بنعومه و قبلت وجنتيه بحنان و حب
ملك: صباح الفل يا حبيبى
لا يحرك ساكناً، اعتدلت و جلست بجواره، و هي ترفع وجهه لها، لترى نظره لم تراها من الد اعدائها...

ملك: سليم حبيبى فيك ايه؟ انت كويس...
مد يده لها بالورقتين دون ان يتكلم...
سحبتهم و قرأت ما بهم...
عيناه تراقب وجهها و تقسيماته، فلا يصدق ان هذه خائنه، فلا يمكن هذه خادعه، فمن الصادق
ملك بعدم فهم: دى و شهاده ميلادى، لكن مين عاصم ده، انا ما عرفش ان ليا عم اسمه محسن...
حاولت تصوير المشهد فلم اجد احسن من حيوان برى مفترس، يهجم على غزاله رقيقه نائمه.

لا تقوى على فعل شئ، ظلت في مكانها تتقلى منه الصفعات، و هي تنظر له ولا تصدق ما يحدث، اهذا من كان يتمنى القرب منى ليله امس، هل هو من كان لا يريد ان يسمع الا معسول الكلام، ظلت تتذكر كل لحظه جميله جمعتها به و هو لا يزال ينهال عليها بالضرب و التعدى المبرح و السباب بالكلمات المهينه، و هي لا تعرف ما دافعه، فمن هذا العاصم الذي تلقت تلك العلقه السخنه بسبب قرابته منها...

كان يضربها و كأنه يضرب الهواء فلم يجد مدافع ولا مقاوم امامه، اخرج قوته يضربها و يركلها بقدمه، و هي حتى لم تستطيع ان تتأوه لما يفعله بها، اصبحت كالهواء بين يديه، كورقه تطير من نسمه الهواء، نظر لها ليجد الدماء تسيل من فمها، و انفها، و حتى بعض الخدوش بوجهها، القاها ارضاً، و قام من مجلسه، اغتسل لعله يهدى من انفعاله، و جلس يتناول الطعام، و يرتشف العصير بهدوء و كأنه لم يفعل شئ...

فما هذا الجبروت، بالتأكيد هذا لم يكن قلب عاشق...

افاقت من نومها، لتجد نفسها لا تزال بملابس الامس، نظرت له و ابتسمت فلا يزال ينام بجوارها، اقتربت منه بلطف و قلبها يكاد يخرج من بين ضلوعها، قبلت جبينه، و مسحت بأطراف اصابعها شعره الحريرى، و همت بالمغادره، اغتسلت و توضأت و صلت و دعت الله ان يدبر لها امورها، انهت الصلاه، كانت اعدت كوب كبير فخارى مش النسكافيه، جلست في البلكونه، بملابسها الشتويه ذات الخامات الصوفيه الناعمه، وضعت بأذنيها السماعات، و اراحت رأسها على الجدار، و يداها تحتضن المج الذي يبعث لها الدفء، مغمضه العيون، تنساب قطرات الدموع من عيناها، تتذكر كل لحظه لهم، تذكرت اول ساعه زواج، تذكرت هذا البغيض الذي بسببه تعيش بعذاب لم ينتهى، و هو يهنئ بحياته...

افاقها من شرودها، انفاس ساخنه تلفح رقبتها، و تضع وشاح على كتفايها، فتحت اعينها و نظرت جانبها، لتجده هو و قد ابدل ملابسه الرسميه بملابس منزليه مريحه شتويه...
امجد بأبتسامه عذبه: ايه الجو التلج ده، انتى اعده هنا ازاى
ساره: عادى مش حاسه بالسقعه...
كان يجلس امامها يفرك يديه من شده البروده القارصه، مدت يدها له و اعطته الكوب الذي حملته.

ساره متسأله تشرب؟ هز رأسه لها بأمتنان و حب، اخد الكوب و ظل يقلبه بين يديه لعله يشعره بالدفء
ساره بهدوء و شرود غير ما بداخلها: بص يا امجد، احنا جوازنا من البدايه كان غلطه، غلطتى انى وافقت و انا عارفه ان فيا عيب و ما فيش اى مبرر ليا، و دلوقتى انت كمان اتجوزت و من الواضح انكم بتحبوا بعض...

بدأت ترتجف الحروف بين شفاتيها أبيه ان تخرج، فأنا شايفه ان ما بقاش ليا مكان وسطكم، خليكم انتم الاتنن مع بعض، و هنا سقطت دموعها بلا توقف، انا شايفه ان انسحابى من حياتك احسن بكتير للكل
امجد ببرود و هو يرتشف من كوب النسكافيه و يضع ساق فوق الاخرى، : انا امبارح كنت بقول مش هطلق، لكن بصراحه كلامك اقنعنى يا ساره، بس ممكن توضحيلى هيكون انسحابك احسن في ايه لينا كلنا؟

تحاول ان تخفى دموعها امام عيناه فلم تريد ان يراها على هذا الوضع، احسن ليك، انك يبقى معاك زوجه واحده هيعود عليك في حاجات كتير على دخلك و على صحتك و على مظهرك وسط المجتمع...
اما بالنسبه لمراتك، اكيد هتكون كارهه ان واحده تانيه تشاركها في جوزها، زى اى ست في الدنيا
امجد بأبتسامه ماكره: يعنى انتى كارهه ان عهد تشاركك فيا
اشاحت بوجهها و عيناها التي تفضحها امامه و اكملت حديثها دون رد على سؤاله.

و بالنسبه لولادك، اكيد مش شئ سوى ان يكون لهم ام و مرات اب، هيحسوا بعدم استقرار
بس كده
امجد ولا يزال على بروده، انتى اتكلمتى عن الكل الا نفسك
ساره: معلش انا عارفه البعد احسنلى في ايه
امجد: ممممم ايه تكونى هترجعى لحكيم حبيب القلب
نظرت له و الدهشه تتجلى على وجهها، رعب من القادم، عيناها تكاد ان تجحظ من مقلتيها..
تعلثمت الحروف بفمها ولا تكاد تخرج من بين شفتيها، و هي تنطق بهمس، ح ك ي م، م ي ن.

انفرجت اساريره من ضعفها و خوفها و حزنها كادت ان تموت امامه من الرعب و كأنه سيلقى بها من البلكون الذي يجلسان به
امجد: حكيم القناوى، ابن عم ابوكى، اللى مستخسرك فيا و عادا سليم بسبب جوازى منك، و هو هو اللى اتفقتى معاه عليا، و هو هو اللى خذلك و باعك، و برضوا هو هو الشخص اللى جالك البيت يبتذك في غيابى، مش صح ولا كلامى غلط
زلزال يجتاح كيانها، لا تعرف أهي مستقره ام ستنشق الارض و تبتلعها...

امجد: عموما سيبينى افكر في موضوع الطلاق، اه نسيت اقولك، حبيب القلب بعد ما نزل من عندك عربيه خبطته، كان هيموت بس للأسف ربنا مش رايد، و هو دلوقتى متكسر في المستشفى، لو حابه تزوريه، قوليلى ابقى اوديكى...
انهى كلامه الذي يحمل سخريه الكون و ختمه بضحكه متهكمه على وضعها...

بدئت تتأوه من شده الضربات التي تلقاها جسدها، حاولت ان تستند على اى شئ لان قواها قد خارت لم تستيطيع الوقوف، و كأنها اصبحت كأن رخو لا يوجد به عظام..
نظرت له بأعين حزينه طالبه منه المساعده، لكن ليس من مجيب، تركها على الارض تحاول تجميع شتات نفسها، قام من مجلسه، و بلغه آمره في ظرف 10 دقايق تلبسى علشان هنتحرك من هنا و نرجع على البيت
، تحاول جاهده الوقوف، لكن جسدها لم يستجيب.

ملك بصوت وهن: سليم، والله ما اعرفه ولا عمرى شفته...
اقترب منها جذبها من شعرها، شايفه البحر ده لو حلفتى انه هينشف و نشف، مش هصدق انك ما تعرفيش ابن عمك.

نظرت له بأنكسار: انا حكيتلك عن كل حاجه في حياتى قبل ما تجوزنى، جاى دلوقتى بعد ما حبيتك تعمل فيا كده، قلتلك ابويا نفسه ما كنتش بشوفه، قلتلى انا بوكى و سندك و ضهرك، خليتنى و ثقت فيك و سلمتك حياتى كلها، اتغيرت علشانك انت علشان لقيت انسان حب ملك مش حب فلوسها ولا جمالها، استحملت اسلوب اختك اللى لا يطاق علشانك، و انت دلوقتى حتى مش فاكرلى حاجه كويسه، صح انا اللى خدعتك و ضحكت عليك، طيب طلما انت ناصح اوى كده ازاى ما شفتش اسمى و انا شغاله عندك اهه قربت على 9 شهور، بلاش دى مش فاضى تبص في ورق الموظفين، يوم كتب الكتاب ما اخدتش بالك ان اسمى ملك مسعد متولى محمد.

جاى دلوقتى و تحملنى خطأ و ذمب انا ما عملتوش، انا اول مره اعرف ان ده عدوك و ان هو ده اللى بينك و بينه تار، و انا اهه يا سليم قدامك، لو بينكم تار اقتلنى انا و ريحنى من العذاب ده، استحمل ظلم من الدنيا كلها لكن منك انت لا و الف لا، انا ما اتمنتش في الدنيا الا انى اعيش مستوره ده قبل ما عرفتك، و لما قابلتك انا ما اتمنتش غيرك، و بقولهالك، لو هترتاح لما تاخد بتارك، اقتلنى، انا عندى اموت على ايدك انت تبقى اخر شخص شافته عينى و سمعته ودنى، اهون مليون مره من انك تظلمنى و تبعدنى عنك...

نظر لها ببرود: للاسف عيلتك هيا اللى هتاخدنى منك يا ملك، ساعتها ابقى اتجوزى عاصم
نظرت له بتصميم: انا هفديك و لو بعمرى، لو فيها موتى بدالك هموت يا سليم، بس صدقنى اقسملك بالله انا مش عارفه حاجه عن الموضوع ده.

كاظم: يا نهار اسود
عاصم: انت مجنون، ناقص تروح تقول لجدك
كاظم: و ما قلوش ليه، مش دى بردك بنت ابنه اللى كان عايز يعرفله طريق
عاصم: اه علشان يديها كل اللى ليها و زياده و يركبها علينا، و ساعتها علشان خاطر الصنيوره، يقولك خلاص اتجوز بنتنا، مافيش تار و حق ابوك و دمه يضيع هدر
كاظم: و انت من امتى همك دم ابوك
عاصم: طلما حاجه هكسر بيها سليم القناوى و اذله و اشربه المر كاسات ساعتها مش هتأخر.

كاظم: انا مش فاهم اقول لجدك ايه
عاصم: قله يجهز صوان ابوك علشان هياخد عزاه...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة