قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل السابع عشر

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل السابع عشر

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل السابع عشر

تمر الايام ولا جديد ملك يوميا تحاول ان تجعل سليم يدرك انها لم تكن مخطئه او خادعه له، لكنه لازال مصر على عدم الحديث لها، تعامل قاسٍ الى اقصى درجه و كأنها لسيت ادميه، تعانى منه، بالرغم من كل ذلك تحاول و تحاول حتى ان الصبر اراد صبراً فوق صبره لتحمله...
تجلس بالمنزل بعدما اصبحت حبيسته، فالأوامر صدرت، بعدم خروجها من المنزل
اعدت المنزل و جهزت الطعام على السفره، فموعد قدومه اقترب...

شعرت بالباب يفتح قررت الدخول لحجرتها لتجنب الصوت العالى الذي كل يوم تستمع له الجيران...
دخل و هو وجهه لا ينم عن اى خير، خلع سترته و القاها يميناً، و خلع حذائه و القاه يساراً، فالخادمه ستنظف كل ما اخربه من تجهيز للمنزل...
جلس تناول طعامه بنهم شديد فحقاً كانت صانعه بارعه للطعام، انهى طعامه و حمد ربه...
سليم بصوت جهورى قاسٍ: ملك
خرجت من غرفتها مسرعه و هي تنظر له بحزن لعله يغفر ذمباً لم تقترفه.

نظر لها بأحتقار من رأسها الى اخمص قدميها، و نطق ببرود: لمى الاكل شبعت، و اعمليلى كوبايه شاى
حقا طفح بها الكيل مما تعانيه منه و من معاملته المهينه انها لم تكن خادمته...

ملك ببرود كالثلج محاوله التشفى لكرامتها التي اهدرت: اظن الاكل انا عملته و حضرتهولك، لكن الشاى تقدر تحط المايه في الغلايه و تاخد الباكت و تحط عليه المايه لما تغلى مش صعبه، اه و من هنا و رايح تخدم نفسك، انا مش الخدامه اللى انت جيبتها، اذا سكتلك علشان كنت متعصب في الاول فخلاص الزمن ده انتهى، و ياريت بما اننا هنعيش مش طايقين بعض كده يبقى نخلص بالمعروف و سيبنى ارجع لحياتى القديمه...

نظر لها بجمود فما هذا التغير انها اصبحت قطه بأظافر تكاد تخربش من يقترب منها، : انتى هنا مجرد خدامه، تنفذى و بس و قلت ما سمعش صوتك، زيك زى اى قطعه ديكور في البيت، و اظن ان كلامى واضح يا انسه
نظرت له ببرود و هي تسير بتمايل امامه و تجلس على الاريكه و ترفع ساقيها على المنضده امامها بنعومه و تشعل سيجارتها...

ملك ببرود: بص يا ابن الناس، حبيتك اه حبيتك و لسه بحبك رغم كل اللى انت عاملته و مازلت بتعمله فيا، قلبى مش بأيدى انى اكرهك، قبل ما تنطق و تقولى جملتك الشهيره انتى بتخدعينى، انت مالكش عندى حاجه ولا انا عايزه منك حاجه، احنا نفض الزيجه دى بدل تعب القلب ده، و شغلك مش عايزاه و مش عايزه حاجه من ريحتك، و مسيرك هتعرف انك فعلا ظالمنى، لانى من يوم ما دخلت شركتك و انت بتكسب كل حاجه و تاخدها من ايد عاصم التهامى، اكيد ما كنتش بوصله اخبارك و انت اللى كنت بتاخد المناقصات منه لدرجه انك طلعت عليه، بقيت انت نمره 1 و هو لا يذكر...

نظر لها بتفكير قليل في كلامها و هو يجلس بجوارها: اطفى الارف ده مش بحب ريحتها
ملك ببرود: ماحدش قالك تعد جمبى، و اشعلت اخرى، استدرجت حديثها بعدما نفثت الدخان بهدوء، و هدومك المترميه شمال و يمين دى تتلم و تتشال انا مش هشيل حاجه
سليم و هو يجذبها من ذراعها بقوه لتنظر لوجهه: انتى تتكلمى عدل معايا
ملك: تؤ تؤ عيب كده يا باشمهندس، هدى اخلاقك...

فجأه دون تفكير سحلها من شعرها بقوه على الارض و هي تصرخ من الالم...
سليم: انا هوريكى يعنى ايه يا ملك تردى عليا، انا هعرفك ازاى لسانك ده يبقى جوه بقك و ما سمعلكيش صوت، انا هكسرك زى ما كسرتى كل حاجه حلوه جوايا، انا هقهرك على شبابك، و حلاوتك، مش انا اللى واحده زيك تطلب منى الطلاق، انا لا هخليكى تنفعينى ولا تنفعى غيرى، هخليكى شئ قبيح الكل يتقذذ بمجرد انه يبصلك.

نظرت له بضعف مما يفعله بها، فهمت مقصده خطأ، قامت من على الارض وقفت امامه و شرعت في خلع ملابسها امام عيناه و هو في حاله من الذهول لا يتوقع ما ستفعله أهي جنت ام سلب منها حيائها...

وقفت امامه كما خلقت تكلمت بصلابه: مش فاضلك غير شئ واحد ما عملتوش علشان تكسرنى اكتر، اتفضل خد حقك، علشان مانفعكش لا انت ولا غيرك، اتفضل، ( بدئت تتحدث بهيستريا و دموع متساقطه ) انا اهه انا اللى بقولك كمل على اللى باقى جوايا من انسانه كويسه، كمل ذل و مهانه ليا، كمل انت لا راحم ولا سايب رحمه ربنا تنزل، انت مستحيل تكون اللى حبيته، انت ما كنتش كده، اقتلنى و ريحنى من الحياه دى، اقسى زى ما الكل اسى عليا هي جت عليك، من يومى ماليش حد و الدنيا بتلطش فيا و يوم ما لاقيتك قلت أهي الدنيا هتضحكلك يا ملك و جالك واحد بيحبك، لكنى كنت مغفله كنت عبيطه، صدقت شويه كلام في الهوا اتقال تضحك عليا بيه، اتفضل مستنى ايه انا اهه قدامك كمل باقى افعالك المشينه، اغتصبنى علشان تكمل مسيره الضرب و الشتيمه و البهدله و الاهانه اليوميه، علشان ما يبقاش في حاجه في نفسك، دوس عليا بالزياده.

وقف و نظر لها بجمود، البسى هدومك انا عمرى ما اخد بواقى حد و خصوصا لو كان عاصم، بصق في وجهها و تركها و خرج من المنزل بأكمله...
سمعت تلك الكلمات و انفطرت بكاءاً على حالها، فحياتها كأنها انقلبت الى جحيم، حياه لا تطاق...
لملت اشلائها و ارتدت ملابسها و لملمت ملابسها في شنطه صغيره و تركت هذا المكان، لا تريده بالحق لا تريده فلا تستطيع تحمل كم الاهانات الذي تتلقاه يوميا منه.

هرج و مرج داخل طرقات المشفى فهذا المريض يكاد ان يموت، اعتنى به الطبيب فبدئت حالته تتحسن
حكيم بأعياء: دكتور لو سمحت عايز حضرتك تتصل ب 3 ارقام تبلغهم انهم يجوا ضرورى
الطبيب: دول اهلك
حكيم يهز رأسه بتعب بالايجاب
الطبيب: مين دول
حكيم: الاول امجد، بعده سليم، و اخرهم ساره، دى بالذات لازم تيجى الاول مش هترضى ارجوك اقنعها
الطبيب: تمام بس انت ما تتعبش نفسك.

الاب: عمر، يا عمر
يهز ابنه لا من مجيب، قلق توتر هاتف الطبيب و هو يموت رعبا على ابنه الذي اصبح حاله كرباً
اتى بعد قليل الطبيب
نظر للاب بأسف و هو يطلب حضور سياره اسعاف مجهزه، عمر اخد جرعه مخدره كبيره و للاسف هو نبضه ضعيف جدا، يكاد يموت
لم يستطيع الوقوف على قدمه هوى ارضاً حاول الطبيب ان يساعده على الوقوف لكن للاسف الصدمه كانت اقوى من تحمله، فأصيب بالشلل.

تقف عهد في المطبخ تعد كوباً من القهوه ذات الرائحه النفاذه، محاوله تفتح سبيل للحديث مع ساره التي تمقطها بشده
عهد: ساره هو انتى مش طيقانى ليه
نظرت لها ببرود: و هو من امتى و في ضراير بتطيق بعض
عهد: طيب ما تنسى اننا ضراير و خلينا نتعامل و كأننا 2 صحاب، او حتى اتنين مغتربين و الظروف جمعتهم ببعض.

نظرت لها بطرف عيناها: حتى و ان قدرت اعمل زى ما انتى بتقولى ازاى بقا هتخيل جوزى اللى ما حبتش غيره و هو نايم في حضنك ولا جوزى هيبقى ليا و ل صحبتى، بصى كل واحد في حاله احسن
عهد: انتى غريبه اوى بصراحه، امجد لا هو اول ولا اخر راجل يتجوز 2
ساره و هي تخرج من المطبخ: اسكتى بقا، ده ايه العيشه اللى تقصر العمر دى
لتفاجئ بمن يقف امامها و كان يستمع الى حديثهم.

عهد و هي تخرج بفنجان القهوه: حبيبى انت جيت حمد لله على سلامتك
امجد و هو يتظر لساره بضيق: حبيبتى الله يسلمك يا عاقله يا راسيه...
عهد: تشرب قهوه يا قلبى
مد يده و التقطت منها فنجان القهوه و ارتشف منه القليل: الله قهوتك بتفكرنى بقهوه امى الله يرحمها
عهد: صحه و هنا، انا عايزه انزل ادور على شغل يا امجد ممكن
امجد: لا طبعا عايزه تشتغلى يبقى عندى في الشركه معايا انا و سليم، لكن شغل عند ناس غريبه مش هأمن عليكى.

عهد: زى ما انت عايز
كانت تستمع الى الحديث بأكمله و هي تستشيط غضبا فمن هذه كى تلبى جميع طلباتها...
ساره ببرود: و ان شاء الله انا بقا الخدامه اللى هتشيل البيت ترويق و تنضيف و طبيخ و غسيل ده على اساس انى الخدامه بتاعتكوا
نظر الى ساره بهدوء: شكل الكلام مش عاجبك
ساره ببرود: طبعا مش عاجبنى، طلما هي هتشتغل يبقى انا كمان اشتغل
امجد: لا انتى مالكيش شغل و اظن الموضوع ده متفقين عليه من قبل الجواز.

ساره: حاجات كتير اوى اتغيرت يا باشمهندس...
عهد: انا هدخل ارتاح عايز حاجه يا امجد منى
امجد: لا يا حبيبتى شكرا
دخلت غرفتها و هي تستشيط غضباً، تلعن الزواج و امجد و نفسها و حكيم و عهد، و كل شئ
دلف خلفها الى الحجره
ساره ببرود: خير جاى هنا ليه، روح لحبيبه القلب اللى مش بتكسرلها كلمه
اقترب منها و عيناه تفيض بالحب و الاشتياق
ساره: ابعد عنى مالكش دعوه بيا
امجد بحب اقترب من اذنها و همس لها: حقك عليا.

نظرت له بلوم و حزن: يعنى هتطلقنى و تريحنى من العذاب ده
لا يصدق كلماتها: عيشتك معايا عذاب يا ساره
ساره بحزن: اه مش قادره اعيش معاك و في واحده بينا، انا بتعذب حرام عليك، انتى بتعمل فيا كده ليه، ارجوك ارحمنى، مش قادره اتحمل العيشه دى
ضمها الى صدره و انهال على شفاتيها تقبيلاً لم تقاوم كانت تريده اكثر مما ارادها...
همست بصوت ضعيف وهن يحمل معنى الا تتركنى: ابعد عنى، مش هستحمل قربك ساعه و بعدك يوم.

كان لا يقوى الا يتركها لم يفعل شئ سوى اسكاتها بقبلاتته الشغوفه.

يدق هاتف امجد و هو بأحضان زوجته لم يرد، يدق هاتف سليم و هو جالس امام البحر ينظر لأمواجه المتلاطمه و هو ينفس سيجارته و يحتسى قهوته، لا يعرف ايصدقها ام يتركها ام يذلها مشتت للغايه، يعلم انها تحبه لكنه جعل منها فتات، لا ترى منه سوى الذل و المهانه، زفر بضيق و هو ينظر للسماء و هي تمطر، قام من تحت المظله وقف تحت المطر عله يغسله من الداخل قبل الخارج، كان كل من بالمكان ينظرون له و يؤكدون انه مجنون، اختلطت دموعه بالمطر المنهمر يشعر بالتعب، لا يعرف مرسى ليستقر فيه، افاق من كل هذا على دقات هاتفه، رد و صوته حزين.

رجل غريب: استاذ سليم
سليم بعدم اهتمام: ايوه انت مين
الطبيب: انا دكتور حكيم القناوى هو طالب مقابلتك لانه حالته بين الحيا الموت
سليم: طيب هو في مستشفى ايه
ابلغه الطبيب بأسم المشفى، استلقى سيارته و ذهب لمنزله ليبدل ملابسه المبتله...
دخل المنزل ليجده في حاله سكون توقع انها نائمه او بالمرحاض، لكن ما لفت نظره هذه الورقه المطويه على السفره...

ذل عمى و اهانه ابن عمى ارحم مليون مره من نظرتك ليا، ما تدورش عليا لو سمحت
زفر بضيق و ابدل ملابسه و قرر الذهاب لحكيم ثم بعد ذلك سيرى كيف يؤدبها على فعلتها...
وصل الى المشفى
نظر له حكيم بأعياء فكان اشبه بالموتى لم يكن هو الشاب اليافع مفتول العضلات فسبحان المعز المذل
حكيم: ازيك يا سليم
سليم: الف سلامه عليك يا حكيم، ما كنتش اعرف انك عامل حادثه.

حكيم: الحمد لله ده ذمب ربنا بيخلصه منى زى ما كسرت قلب غيرى و كسرت ضهر غيرى ربنا كسر فيا كل حته ما بقاش في حته في جسمى سليمه...
سليم بلا فهم: الف سلامه ان شاء الله هتقوم و هتبقى كويس
حكيم: انا بس لازم اعترفلك بحاجه و اوعدنى انك هتسامحنى، عايز اقابل ربنا و انا مرتاح
سليم: انا سمعك اتكلم...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة