قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل الثامن عشر

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل الثامن عشر

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل الثامن عشر

عادت الى وحدتها من جديد لا مؤنس ولا مسلى، تجلس شارده امام التلفاز لعلها تجد ما يؤنسها في ظلمتها الموحشه، ليدق جرس الباب، تتقدم بخطوات بطيئه فحياتها الرتيبه جعلتها ان تزهدها، لا تقوى على تحمل الظلم اكثر من ذلك
فتحت الباب لتجده يقف امامها..
ملك بهدوء يشوبه ملل: خير
سليم بعد ان ازاحها من طريقه و دخل و اغلق الباب خلفه: هيجى منين الخير و المدام سابت بيتها زى ما تكون بتهرب منى.

نظرت له بتهكم: لا معاذ الله و انت يتهرب منك ده انت مستتنى و شايلنى من على الارض شيل، ظالمه انا معلش، لا ده انا ناكره جميل كمان، بص يا سليم انا تعبت بجد...
سليم ببرود: و المطلوب يا بت التهامى
ملك: المطلوب تسيبنى في حالى...
سليم: قومى البسى هدومك و تعالى معايا
ملك: لا مش جايه في حته، انا تعب خلاص مش هستحمل اعيش معاك، سيبنى يا سليم.

قام من مكانه و بهدوء اقترب منها، ليديرها بعنف لتصبح ملتصقه به و تنظر له بحده، لم تجد مفر للابتعاد منه
قبلها بعنف شديد و كأنه بهذه القبله يعاقبها على ما قالت، لانت نظراتها و استكانت لحضنه الدافئ الذي اشتاقت اليه كثيرا و منعت نفسها من الارتماء به اكثر
وجدها مستسلمه بين يديه، توقف عما يفعله و ظل ينظر لها و هي مغمضه العينين.

شعرت بتوقفه فتحت عيناها ببطئ لترى نظره مليئه بالاحتقار، لا تقوى على الصمود سقطت دموعها امام عيناه
سحبها من يدها و اجسلها على قدمه، كانت تفتقد الحنان
سليم: مالك فيكى ايه
نظرت له بعيون باكيه: في انى بحبك و ان انت مش مصدقنى، في ان نفسى اعيش معاك حاجات كتير اوى، لكن بسبب شخص عمرى ما شفته انا بتحرم منك، و انا ماليش ذمب
ضمها لصدره بقوه كاد ان يهشم ضلوعها، قبلها بعنف و نظر لعيناها بحب و قبل وجنتيها...

و هم بالرحيل و هي واقفه ناظره اليه و هو يبتعد و كأنه حبات ماء تتساقط من بين يديها
وقف امام الباب و عيناه تشع حب لينطق اخر كلماته
سليم: (( ملك انتٍ طالق))
لتسقط هي ارضا من هول الصدمه ودموعها تنساب، لا تصدق اذنها، أمسمعته صحيح ام تهيأ لها، نظراته قبلاته احتضانه أكل هذا وهم، ام انه يتلذذ بعقابى، كيف له ان يملك كل هذه القسوه بقلبه...

عهد: حبيبى اصحى يالا
امجد بنوم: ساره سبينى شويه
عهد بضحك: انا مش ساره يا امجد، اصحى شغلك
فتح عيناه بتثاقل: صباح الفل يا دودو
عهد: صباح الفل يا قلبى يالا الفطار جاهز
امجد: ساره صحت ولا لسه نايمه
عهد: لا صحت عملت نسكافيه و دخلت اوضتها تانى و من ساعتها ما طلعتش
امجد: خلاص هقوم اشوفها.

عهد امجد حرام عليك كل اللى انت عامله فيها ده، ساره بتحبك اوى، و حتى لو زعلتك اعذرها، اللى بيحب بيسامح يا امجد ما تبقاش قاسى يا قلبى
نظر لعهد و هو كان مقرر انه سيبلغها، قبل جبين عهد و تركها و خرج ليغتسل، جلس تناول فطوره معها في غياب ساره
دق بابها فلا من مجيب: دخل بهدوء ليجدها نائمه و جسدها يتصبب عرق و ملتفه بالغطاء بشده، اقترب منها
ساره، ساره، ليستمع الى همهمتها و هي غير مدركه..

( امجد اتجوزت ليه، بحبك، ما تسبنيش، ارجع، سليم سامحنى، حكيم بكرهك، بابا، ماما)
يهزها لتفيق من نومتها، فتحت عيناها و نظرت له بأعياء شديد: صباح الخير
امجد: حبيبتى الف سلامه عليكى انتى سخنه
لا تستطيع ان تتحدث اكتفت بهزه رأسها، يهاتف الطبيب ليأتى لها، بعد وقت قصير حضر وطمأنه عليها و غادر
امجد: ان شاء الله هتبقى كويسه، و ليكى عندى خبر يجنن
تنظر له بتساؤل، ليخبرها انها عندما تشفى سيخبرها بكل شئ.

على متن الطائره القادمه سيأتى فوالده أصبح مقعداً و اخيه الاصغر يكاد ان يفارق الحياه، و اخته حالها يرثى له لم يستطيع ان يكون بعيداً عن هؤلاء في تلك المصائب التي غرثوا بها...
...
يجلس بالمشفى حالته اشبه للاموات، يكسر كل شئ حوله يحتاج للسم الذي يجرى بعروقه، لا يستطيع الصمود اكثر من ذلك سيفعل المستحيل حتى يروى ظمأه بالسم الابيض
...

الجد: كاظم جهز نفسك يا ولدى انك انت اللى هتنزل اسكندريه تاخد بتار ابوك
ابتلع غصته و هو ينظر الى جده: طيب و عاصم يا جدى
الجد: خلى سرمحته مع النسوان تنفعه، هيجيب اجلى جبر يلمه
تأهب للسفر كى يقبض على روح سليم
...
يدخل عليه و هو يقدم رجل و يؤخر الاخرى ليراه حكيم
حكيم باعياء: تعالى يا امجد
نظر له بضيق فهو السبب في رقدته هذه لكنه هو ايضا السبب لاكبر جرح في حياته...

حكيم: سامحنى يا امجد انا علشان اكسر سليم، اخدت شرفك و اعتديت عليه عارف ان كلامى صعب تتقبله، بس سامحنى
امجد بصرامه: اتمنى ان الموضوع ده ما يتفتحش تانى
حكيم: هطلب منك اخر طلب
امجد: خير
حكيم: ممكن تخلى ساره تيجى تزورنى عايز اعتذر منها و اطلب منها السماح
امجد: مستحيل مراتى مش هتيجى لواحد زيك ابدا.

حكيم ببكاء: حتى و انا بموت، مستخسر فيا انى اطلب منها السماح، انا زى ما انت شايف لا حول ولا قوه ليا دلوقتى، ارجوك ما تحرمنيش ان اقابل ربنا و هي مسمحانى
امجد: ماشى يا حكيم هجيب ساره بس اقسم بعزه و جلاله لله ان قلتلها كلمه ضايقتها لادخل اجيب اجلك بأيدى دول يا حكيم
حكيم: صدقنى مش هطلب منها الا السماح.

جلس سليم و هو يدخن لفافته امام امواج البحر، و هو يتذكر الحديث الدائر بينه و بين حكيم
حكيم: ازيك يا سليم
سليم: الف سلامه عليك يا حكيم، ماكنتش اعرف انك عامل حادثه
حكيم: الحمد لله ده ذمب ربنا بيخلصه منى زى ما كسرت قلب غيرى و كسرت ضهر غيرى ربنا كسر فيا كل حته ما بقاش فيا حته سليمه
سليم بلا فهم: الف سلامه ان شاء الله هتقوم و هتبقى كويس.

حكيم انا بس لازم اعترفلك بحاجه و اوعدنى هتسامحنى، عايز اقابل ربنا و انا مرتاح
سليم: انا سمعك اتكلم
حكيم بوهن: انت عارف ان انا طول عمرى حقود و بغير بالذات منك انت و كأنك عدو ليا، دايما انت الاحسن، انت الناجح..
انت ال top
و انا ولا حاجه..
ينظر له سليم بأعين فارغه من المعانى و التعبيرات
استدرج حكيم كلماته المتعبه: انا كان نفسى اكسرك اخليك لا تذكر لكن بالرغم من كل اللى عملته ربنا ارادلك الخير...

dataانا لازم اعترفلك ان انا اللى هربت ال
بتاعه شركتك و سلمتها ل عاصم التهامى
حملق به بشده كان ان يفتك به...
حكيم: عارف انك مش هتسامحنى على اللى جاى، انا اللى اعدت ادور ورا مراتك علشان بدل ما تكون نقطه قوه اخلهالك نقطه ضعف، و كان الموضوع سهل جدا بالنسبالى
سلمته ل عاصمc. v سحبت ال.

قدر بسهوله انه يكتشف انها بنت عمه، فضل ساكت لحد ما قدر يطعنك و يخليك تشك فيها، انا واثق ان مراتك ما تعرفش ان عاصم ابن عمها...
زمجر سليم مما يسمعه كاد ان يفتك به في الحجره، سيلقى مصرعه على يداه
حكيم: صدقنى مراتك لا غبار عليها، المشكله كانت فيا انا اتحادى مع عاصم هو اللى دمر حياتك
ظل ينظر لحكيم و هو غير مصدق، تركه و ترك المشفى بأكمله و غادر، غادر حيث تمكث حبيبته.

وصل الى المشفى و هو يركض بأقصى سرعته...
الطبيب: البقاء لله يا استاذ على، الارض تميد به شمالا و يميناً يشعر و كأنه يقف على اللاشئ
على: يعنى عمر راح خلاص، ازاى؟ هقول لابويا ايه
الطبيب بأسى: شد حيلك ده قضاء ربنا، المشكله ان حد هرب له كميه كوكايين و هو اخدها مره واحده اخوك مات اوفر دوس
على: الصبر من عندك يارب ايه المصايب دى كلها...

علمت ملك بما حدث لاخيها الاصغر، كانت بجانب على تشد من ازره، لاول مره ترى عمها هش لهذه الدرجه، مقعد لا يستطيع ان يفترى المرض جعل منه شبح انسان
اول ما رأى ملك فتح ذراعيه: تعالى يا بنتى اللى بيحصلى ده بسبب ظلمى ليكى، ده حساب ربنا ليا، حرمنى من ابنى انا افتريت عليكى ظلم سامحينى يا بنتى، ربنا خد منى ابنى بسبب حجودى ظل يبكى و هي تربط على كتفه و تواسيه
بكت بأحضان عمها الهذيل..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة