قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل التاسع عشر

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل التاسع عشر

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل التاسع عشر

انقضت ايام العزاء الثلاثه و هي العزاء بقلبها لازال مستمر، خسرت من احبت دون ان يعطيها سبب مقنع احبها و القى بها اعترفت ان هذا لم يكن حب، لم يكن التي قرأت عنه في الروايات لم يكن كما اخبرها بأنه يحبها، تيقنت انها لا تعنى له شئ، دق على باب حجرتها
كفكفت دموعها و اذنت له بالدخول، نظرت له بعيون يملئها الحزن
جلس بجوارها و هو يضمها على صدره و يعبث بخلاصتها الغجريه.

على مواسياً: حبيبتى ما تزعليش هو اللى خسرك
ملك: مين عاصم ده انت تعرف ان لينا ابن عم اسمه عاصم
على: تعالى يا ملك بابا عايزك، هيفهمنا كل حاجه
ملك: يعنى فعلا في حاجه احنا ما نعرفهاش
هز رأسه لها بالايجاب، ملك صدقينى انا هحل كل حاجه بمعرفتى ثقى فيا انا هرجعلك سليم
نظرت له بأنكسار و هي تهم من فوق الفراش، مش عايزاه في حياتى ما عرفش يحافظ عليا و على حبى يبقى ما يستهلش انى اعيش معاه او اكون له.

على: ما يبقاش قلبك قاسى، انتى مهما كان بتحبيه
لوت شفتها بتهكم ال بحبه، مافيش حاجه اسمها حب، الحب ده اكبر كدبه بنعيشها، هو لو حبنى كان صدقنى، سليم للأسف ما حبنيش بالرغم انى ما شوفتش راجل غيره
على: امسكى نفسك قدام بابا
ملك: حاضر
العم: اعدى يا بنتى و انت يا ولدى، انا عارف ان اللى هقوله ده اول مره تسمعوه لكن اعذرونى ماكنتش عايز ادخلكم في مشاكل اكبر منكم
كان الاثنين يصغون له...

العم: انا عندى اخين محسن ابوكى يا ملك الله يرحمه و اخويا مسعد الله يرحمه، مسعد اتقتل بسبب ان ابوكى اخد امك و هرب بيها و اتجوزا و كانت عيله القناوى المفروض تقتله لكنه هرب، و انا خفت على عمرى اخدت مراتى و على و عمر و هربت على هنا ما فضلش الا عمك هو اللى اتاخد منه بالتار و من يومها و جدك حالف لياخد تار اخويا (عمك مسعد) ده عنده ولدين عاصم و كاظم..

ملك: يعنى عاصم ده اللى المفروض هيتقل سليم و ياخد بتار عمى اللى ما عرفوش
العم: و اللى ما تعرفهوش ان جدكم لسه عايش في البلد بس ما يعرفش اى اخبار عنى ولا عنكوا، لكن احنا لازم ننزل الصعيد و تشوفوا جدكم يا ولاد، و نحاول نفهمه ان دلوقتى سليم بقا جوز ملك و المفروض التار و الدم يوقفوا بين العيلتين
ملك: عمى انا و سليم اطلقنا.

العم: لا حول ولا قوه الا بالله. المهم احنا لازم نسافر و نشوف صرفه مع جدكم مهما كان هنحاول نقنعه ان الدم يوقف بين العيلتين
انصاع الاثنين لطلبه و على بالفعل وعده انه سيحجز طيران في اقرب فرصه بعدما يباشر بعض الاعمال المتعلقه بشركتهم
على: ملك انا عايزك، عن اذنك يا بابا
ملك: عن اذنك يا عمى
خرج الاثنين من غرفه العم...
ملك: خير يا على في ايه.

على: اسمعى و من غير اعتراض، انا هنزل اقابل سليم بكره، و هاخدك هتعدى في العربيه لحد ما ارنلك تبقى تيجى
ملك: لا مش عايزه
على: ملك اكذبى على اى حد الا انا انتى عارفه انا الوحيد اللى بحس بيكى
امأت رأسها له بالايجاب و تسللت ابتسامه لوجهها.

عاصم: انت ايه اللى جابك
كاظم: اوامر جدك و انت عارف لا يمكن ان حد يكسرها
عاصم بملل: و المطلوب منى انا ايه بقا ان شاء الله
كاظم: المطلوب انك تبلغنى بخط سير سليم القناوى
gpsعاصم: و حد قالك انى
كاظم: و رحمه ابوك بلاش نأوزه عليا دى اوامر
عاصم: نسيت انك الدلدول بتاع جدك، عموما انا ماليش دخل باللى هتعمله و ان كنت عايز عنوان شركته اتصل بالدليل و اسال بقا.

كاظم: انت بتستهبل و انا هعرفه لوحدى، ما تساعدنى يا اخى ولا تكون مش عايز تاخد بتار ابوك
عاصم بضيق و هو يلقى له ملف يحوى الكثير من معلومات عن سليم صوره و اسم و عنوان منزل و ايضا عنوان الشركه و الاماكن التي يتردد عليها
كاظم: متشكرين يا اخويا يا ابن امى و ابويا
اخد الملف و بدء يبحثه بدقه و كان لا يحتاج الى وقت كبير.

لا يشعر الا بالانتقام من نفسه، ففراقه عنها لا يزيده الا سوء، تخيل انه ينتقم من ذاته بمجرد انت تخلى عنها كونه ظلمها يشعر انها كبيره عليه، و ان حبه لها ضئيل فهى تحتاج من احسن منه من يثق بها اكثر منه، يعلم انه خذلها لكنه لا يلوم نفسه، يعلم انه على شفا حفره الموت، لا يريد ان تكون ارملته لتعيش على ذكراه، ود ان تكرهه لتستمر حياتها دون ان تحزن عليه، سقطت دمعه هاربه من عيناه..

اشتاق بجنون كأشياق الارض البور للماء...
كأشتياق العين للعبره...
كأشيتاق الطفل لامه...

يدخل الى حجرتها بهدوء فلا تزال جالسه بفراشها..
امجد: يا صباح الفل على عيون حبيبى
ساره بأبتسامه متعبه: صباح النور
امجد: عامله ايه النهارده
-الحمد لله كويسه، و انت عامل ايه
الحمد لله، حبيبتى في مشوار لازم نعمله النهارده مع بعض، من غير كتر اسئله هتعرفى هو فين لما نروح
هزت رأسها له و هي لا تعلم الى اين ستذهب
- البسى هدومك و تعالى هحضرلك ساندوتش بأديا تاكليه و ننزل سوا...

هزت رأسها بالايجاب، و شرعت في ارتداء ملابسها لتجد مهاتفه من رقم غريب
- الو سلام عليكم
- و عليكم السلام، مدام ساره معايا
- ايوه مين حضرتك
- انا طبيب حكيم هو طلب منى ابلغك انه محتاج يقابلك، و اسم المستشفى...
- اغلقت الهاتف معه و جلست على طرف الفراش و هي تزفر بضيق، فحتى الان تعانى من خطأ اقترفته مع هذا البغيض، لا تريد حتى ان تذكره او تستمع الى اسمه
دق باب حجرتها
- حبيبتى ها خلصتى لبس.

فتحت الباب و خرجت له و هي ترتدى ليجن اسود و بودى ابيض و جاكت اسود و كونفرس ابيض
- ايه يا حبيبتى المسخره دى، ايه البنطلون اللى محدد فخادك ده و لا البودى اللى مطلع صدرك مترين قدامك، البسى حاجه عدله الله يهديكى
- ماله يا امجد ما هو كويس لسه هقفل الشنكل بتاع الجاكت و اهه واسع
- لا هتغيرى المسخره دى مش همشى بيكى افرج الناس على جسم مراتى.

- بالرغم من شعورها بالسعاده الا انها تستفزه، لا و انا مش هغير انا لبسى ما فيهوش حاجه غلط
تتدخل عهد بينهم و تحاول تهدئتهم
- صلوا على النبى اللبس عادى يا امجد بلاش تحبكها، ما هي لبسه زى اى بنت في سنها
-انا هدخل اغير يا امجد ما يرضنيش زعلك ( لفظت ساره اخر كلماتها ببرود لاغاظه عهد كى لا تجعلها تتدخل في شئونها)
نظر الى عهد بنصر ده انتى طلعتى بت لذينه
سحبته من يده و اجلسته امامها.

- ساره عنيده بتحب تتمرد على اى وضع يفرض عليها، كانت هتفضل تعاندك علشان تثبت انها ليها شخصيتها و انك مش متحكم بيها، لكن مجرد ما لقت انى بدخل و حتى لو هقف في صفها اعترضت، بالرغم انى بأيد رأيها
- دى قربت تجننى، بس بصراحه انا محبتهاش من شويه...
خرجت لامجد و هي ترتدى جيب مزكرشه طويله قطنيه تحمل الوان مبهجه و عليها جاكت جلد قصير و حذاء رياضى.

- ايوه كده الله ينور، طيب و ربنا كده قمر احلى مليون مره من البنطلونات المحزقه دى
ابتسمت له في صمت و اخفضت بصرها
- دودو حبيبتى اتغدى انتى احنا هنتأخر النهارده شويه عندنا كام مشوار
تجلس بجانبه بالسياره تشعر بالخوف اتخبره بالمكالمه ام لا، اذا اكتشف انها اخبأت عليه يمكن ان يركلها كما يركل القمامه كل صباح
-امجد انا عايزه اقولك حاجه بس خايفه ( خرجت الكلمات بصوت مرتعش)
نظر لها بعيناه الرماديتان.

-ليه يا قلبى خايفه قولى عايزه ايه
-أ، ا، اصل بصراحه رقم غريب كلمى و طلع دكتور حكيم عايزنى ازوره
- صف سيارته امام المشفى، يالا انزلى
نزلت و الخوف يدب بأواصلها، تموت رعباً من القادم لا تعرف ما الذي يمكن حدوثه
وقف امام باب الحجره
- ادخلى انت يا ساره، و شوفى هو عايز يقولك ايه، و انا هستناكى هنا، لو ضايقك بس بكلمه واحده قوليلى
هزت رأسها و الخوف يعتريها، تمسكت بساعده..
-ممكن تدخل معايا مش عايزه اقابله لوحدى.

-انا كنت لسه عنده امبارح، و مش هيضايقك ما تخافيش، انا اعد اهه
دخلت له، لتجد جسده لا يظهر منه شئ، فكل جسده محاط بشاش و جبس و رقبه صناعيه، و حالته يرثى لها
فتح عيناه ببطئ و حاول ان ينظر بجانبه
حكيم بأعياء: ساره، مش مصدق انك جيتى.

ساره: انت عايز منى ايه حرام عليك كفايه انك دمرتلى حياتى، هددتنى و رعبتنى خليتنى اعيش زى الاموات، حتى الانسان الوحيد اللى حبنى بجد كرهنى و هيطلقنى بسبب اللى انت عملته فيا، طلما انا ولا حاجه عندك ليه تأذينى، انا ضريتك في ايه علشان تعمل فيا كده، انا كنت معتبراك زى سليم، ليه ضحكت عليا بالاسلوب الرخيص ده، انت استرجلت عليا، شفت قوتك في ضعفى، لكن للاسف احب اقولك، انك مش راجل، عارف يعنى ايه هطلق و ارجع بيت اخويا و انا مش عارفه احط سبب مقنع يصدقنى بيه، عارف ان انت اللى بدعى عليه في كل ركعه و كل سجده، مش هنكر انى مش غلطانه بس فكرتك راجل، لكن للاسف..

بعد ان سقطت الدموع من عيناه ظل ينظر لها و هو يطلب الصفو و السماح
- ارجوكى يا ساره سامحينى انا مش حمل انى اقابل ربنا و انا ظالمك، انا عارف انى ندل و خسيس، بس انا خلاص زى ما انتى شيفانى بموت، كل يوم من ساعه الحادثه دى و انا مش شايل هم الا انك تسامحينى.

- و يا ترى دى لعبه جديده بتضحك عليا بيها، ولا تكون فاكر انى لسه الساذجه اللى بتحبك، اللى ما هتصدق تسمع منك كلمتين و تطير بفرحتها، خلاص ساره دى ماتت و البركه في افعالك يا حكيم بك
- صدقينى انا اعتذرت لامجد و هو مش هيطلقك امجد بيحبك، و حتى لما جبت سليم افهمه
- يا نهارك اسود انت فضحتنى قدام سليم كمان( خرجت جملتها كالطلق النارى).

- لا لا ما فهمتش سليم حاجه من اللى كان بينا سليم عارف ان اخته اشرف بنت في الدنيا و انا عمرى ما هسوء سمعتك قدامه، انا كنت بعتذر منه علشان المشاكل اللى سببتهاله في الشغل
- انت ايه يا اخى شيطان الكره عميك للدرجادى منك لله
- لاخر مره بطلب منك السماح، ارجوكى سامحينى.

نظرت له بضيق و خرجت من الغرفه و تركته ينهار بين تعذيب الضمير و الالام جسده المتفرقه، كانت الدموع تكسو ملامحها الجذابه، ارتمت في حضن أمجد و هي تبكى، سحبها من يدها بهدوء و اجلسها في السياره بعدما فتح لها الباب
- ممكن اعرف انتٍ بتعيطى ليه..؟
نظرت له و كأنها ستودع ملامحه التي عشقتها مدت اناملها لتتحسس لحيته الجذابه الناعمه، علشان انت بتكرهنى و مش بتحبنى و السبب الحيوان اللى فوق ده يارب يموت.

- اهدى يا حبيبتى ضمها الى صدره و قبل جبينها، بصى بقا انا محضرلك مفاجئه، فرتكه فرتكه، بس امسحى دموعك دى احسن يفكروا انى خاطفك..
جلس الاثنين على طاوله قريبه من البحر...
امجد: هغديكى اكل سمك تاكلى صوابعك وراها
ساره: اشمعنه
امجد: هتعرفى هتشوفى الاوضه بتنور بالليل..
اكتسى وجهها بحمره الخجل و نظرت الى الطبق الفارغ امامها...
- عايز اقولك مفاجئه..
رفعت عيناها له بشغف منتظره
- عهد اختى يا ساره.

فرغت فاها: يعنى ايه اختك!
- حبيبتى عهد اختى بنت امى و ابويا شقيقتى...
ساره: يالهوى يعنى انت كنت بتنام ازاى مع اختك، ده حرام
امجد بضحكه عاليه اظهرت نغازتيه: استغفر الله العظيم، دماغك دى شمال، بنام على الكنبه و هي على السرير، مش جمبها اصلا
ساره: يالهوى حرام عليك و سايبنى اكرها و اعاملها بكل البرود ده، تقول عليا ايه دلوقتى
امجد بحب: خلى بالك عهد ما تعرفش اى حاجه من المشاكل اللى كانت بينا.

نظرت له بأمتنان: ربنا يخليك ليا و ما تحرمش منك يارب...
كان يقشر الجمبرى و يطعمه لها في فمها بيده و هي الاخرى كانت تطعمه السمك بيدها...
امجد: بحبك و عايزك تبقى ليا بقا و نرتاح من كل المشاكل، انا مسامحك...
ساره بلهفه: و انا بموت فيك و اوعدك ان عمرى ما هزعلك...
امجد: ما يالا بينا نروح بقا، مراتى وحشتنى...
اخفضت بصرها و احمرت خجلاً من كلماته الصريحه
وصلا الى المنزل
عهد: حمد لله على السلامه يا حلوين..

نظرت لها ساره بأحراج: مش عارفه اعتذر منك ازاى بجد، انا كنت قليله ذوق معاكى بجد
عهد: حقك جايبلك واحده و بيقولك ضرتك، ده الحمد لله انك ماحطتليش سم في الاكل
امجد: ماشى يا عسولاتى انا هدخل اريح شويه، و اسيبكم مع بعض
جلس الاثنين في مواجهه بعضهم البعض يتحدثوا و يضحكوا و تعرفت ساره على الكثير من طباع امجد
عهد: انا تعبت هقوم انام شويه بقا
ساره: اوك البيت بيتك...

دخلت الى حجرتها لتجده نائم في منتصف الفراش عارى الصدر لا يستر جسده سوى بوكسر اصفر في اسود، خلعت ملابسها في المرحاض و ابدلتها بقميص نوم قصير باللون السكرى، و جلست بجانبه على الفراش، و تتطلع الى وجهه الجميل لامست لحيته الناعمه و وضعت قبله رقيقه عليها، اعتدل بنومته ليفرد احدى اذرعه على الفراش و ينام على جانبه، لتدخل في حضنه و تضم جسده بذراعيها تخاف الا تفقده، اغمضت عيناها و هي تستنشق عبق جسده، اجتاحها شعور غريب ظلت تقبل اكتافه العاريه و عنقه و تعبث في شعر صدره الناعم بأناملها الرقيقه، ثم اعتدلت و لثمت شفتاه و استرخت بحضنه وكادت ان تنام، لولا سماع صوته و هو يهمس بأذنها.

-ياريتنى كنت قلتلك من يوم ما جيت من السفر انها اختى علشان يحصل اللى كان نفسى فيه ده، اخفضت بصرها
-لا مش وقت كسوف بالمره...
( ولا نستطيع التوضيح لانه يتنافى مع الاداب العامه).

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة