قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل السابع

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل السابع

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل السابع

اللى تحسبه موسى يطلع فرعون.

تعالت اصوات الزفه العراقيه ليتقدم العريس في هيئته الرسميه و سط الطبول و الرقص العراقى و كان امجد يتوسط هذه الزفه الرائعه و عيناه تشعان بالسعاده فاليوم ستكون جميلته معه حتى نهايه العمر، كانت زفه رائعه انتهت، حتى دقت الطبول و بأغانى استمعنا لها كثيرا في هذه المناسبات، تتقدم ساره و يدها تتأبط ذراع سليم الذي كان وسيماً للغايه...

كانت القاعه ممتلئه بالمدعوين من قبل الطرفين، مد امجد يده ليلتقط اناملها بين راحت يديه، و يقبلها بحب و عيناه تحكى الكثير، رفع عن وجهها الجزء الساقط من الطرحه و اعاده للخلف و قبل جبينها و هو يشعر بأرتجاف جسدها، تمسك بها و كأنه خائف الا يفقدها، و بدء الحفل الراقص، لكن بالرغم من جمال العروس الا و انها كانت تتصنع الابتسامه و بذلت مجهود كبير حتى لا يلحظ احداً و خاصه سليم.

كان سليم يتجول في القاعه يرحب بالضيوف فهو كوالد العروس...
الى ان رأها تدخل من باب القاعه لا يشعر بقدماه اللتان قداه اليها ليقف امامها مرحباً بها
ملك في ثوبها الفيروزى الطويل عارى الكتفين، مدت يدها و هي تهنئه
ملك: الف مبروك يا باشمهندس
كادت عيناه ان تخرج من مكانها فحقاً كانت رائعه و كأنها لؤلؤه بحريه
سليم و هو لا يزال ممسك بكفها: الله يبارك فيكى يا انسه ملك.

ملك و هي تلحظ شروده و يداهم متشابكه: عن اذنك ايدى
سليم: انا متأسف مش واخد بالى
ملك: مافيش مشكله
قادها حيث طاوله العمل التي اعدها خصيصاً لموظفيه
جلست وسط زملائها و لقت استحسان شديد منهم و اطراءات على جمالها و فستانها الرائع
حانت الرقصه الهادئه، فسيضمها الى صدره و يتنفس عبيرها و هي بجانب قلبه فها حبيبتى اقتربى ولا تبتعدى...

استأذن كثيراً مما يجلسون على الطاوله معها فالجميع اتى بزوجاته او بمن يرتبط به، ظلت هي و احدى زملائها
الشاب: ايه الجمال ده بس، ده انا ما عرفتكيش...
ملك بأبتسامه واسعه: مرسيه يا كريم ربنا يخليك، من ذوقك
كريم: لا توقعت انك هتجيلنا بسبورتيف برضوا
ملك و قد اتسعت ضحكتها اكثر: اه بحب السبورتيف، بس اكيد مش لدرجه اجى بيه فرح، الناس تقول عليا ايه، لازم اتناسب مع الموقف ولا انت ايه رأيك.

ضحك هو الاخر من كلماتها التي لا تضحك
لكن سليم كانت عيناه يتطاير منها شظايا غضب، كيف ان تجلس مع رجل غريب على طاوله واحده، فكان من الافضل ان تقوم تتراقص معه، قطع شروده صوت المذياع و يدعو الجميع للجلوس...
يقف يرحب بالضيوف و يودعهم و عيناه عليها لا تسقط، حتى و بعد ان اتى باقى الاصدقاء، كان و كأنه يراقبها...

مر اكثر من نصف الفرح يظل يجول بعيناه بين الحاضرين، لم يجدها و كأنها تبخرت، انها جنيه، متى اختفت فلم اغفل عنها كثيرا، خرج من القاعه لينظر على سيارتها، بالفعل وجدها لكنه لم يجدها هي، يستدير ليعود الى الزفاف من جديد ليجدها اتيه و عيناها حمراوتين بشده...
دون شعور منه، اقترب منها و سحب يدها بعيدا: مالك في ايه
كانت اثار البكاء متجليه على وجهها: لا ابدا مافيش، بس انا مضطره استأذن.

سليم: لا مش هسيبك تمشى و انتى كده، ممكن اعرف في ايه يمكن اقدر اساعدك
ملك: صدقنى مافيش، انا شويه و هبقى كويسه، بس لازم امشى، عموماً الف مبروك و عقبالك يا باشمهندس
سليم ببرود: انا قلت مش هتمشى، انا لسه ما خلصتش كلامى و بكلمك، فيكى ايه، مين اللى خلاكى تعيطى كده..
تود الهرب من حديثه الذي لا ينفع او يضر بما تخبره، انتشالها هاتفها لتجد منقذها الوحيد...
ملك و هي تبتعد عنه: على شفت اللى حصل.

نعم انه تأكد انها تتحدث مع رجل ما، فهو من ستحكى له عما صابها و تستنجد به، لكنه من هو على؟
عاد الى الزفاف و هو يشعر بالحزن...
جلست بسيارتها تحاكى على و هي تبكى و تنوح، شفت ابوك و اخوك يا على انا يتقالى كده
على: اهدى و بطلى عياط عايز افهم ايه اللى حصل.

ملك: انا في فرح مش عارفه بقا دول مراقبينى ولا ايه، عمى اتصل و عمال يشتمنى و بيقولى انى مش محترمه علشان لحد دلوقتى بره البيت، و انه مش هيسيبنى اعيش لوحدى تانى، علشان ابطل ادور على حل شعرى، انا كده يا على
على: ملك حبيبتى اهدى، انا هتصل و هتصرف معاهم، بس انا واثق انهم مش هيسيبوكى في حالك هيقرفوكى في عيشتك
ملك: اعملهم ايه بقا انا زهقت منهم و من العيشه كلها اموتلهم نفسى علشان يرتاحوا.

على: ملك بطلى عبط ايه كلام المجانين ده، استهدى بالله بقا
ملك: حاضر يا على انا هقفل معاك لانى هسوق
على: لما توصلى البيت تطمنينى عليكى
اشعلت سيجارتها و ادارت محرك سيارتها و اتجهت الى بيتها، و هي تلعن عمها و عمر فهما اعدائها اللدودين، فكيف لهم ان يعيشوا بتلك القلوب السوداء، تباً لهم
يقف كل من العريس و العروس مودعين الحضور، بعد ان قضيا حفلاً ساهراً رائعاً للغايه.

اقترب سليم من ساره و هو يضمها في حضنه: كبرتى و خلاص هتتجوزى و هتسبينى و كانت جملته القشه التي قسمت ظهر البعير
انهالت في البكاء و كأنها تنتظر على كلمه كى تبدء في النواح...
سليم: ساره حبيبتى ايه كفايا عياط، الناس هتقول متجوزه تخليص حق ولا غصب عنك
كفكفت دموعها بهدوء، ضم امجد يدها بيده، خلاص يا روحى
ساره وهي تنظر له و مسحه الحزن بعيناها: ممكن نروح على بيتنا مش عايزه انام في الفندق.

امجد: اللى انتى عايزاه و انا عندى كام ساره
غادرا الى عش الزوجيه السعيد الذي ساره لم تضع اى بصمه لها به، فستراه لاول مره
سليم اخر من غادر الزفاف حتى بعد العروسين و عاد الى منزله و هو سعيد حزين، سعيد من اجل صغيرته تزوجت و ابتعدت عن الخطر الذي يحاوطه من جميع الاتجاهات، و حزين لانه يبقى وحيد في كل مكان فلا ونيس و لا حتى سيجد من سيرعاه، ففراقها له يصعب عليه، تنهد و صف سيارته و صعد الى منزله.

صف هو الاخر سيارته، و ترجل منها و فتح باب حبيبته و ساعدها في الخروج استلقى المصعد، ليقف بالطابق الذي يقطنان به...
فتح الباب، ثم حملها على ذراعيه، كادت ان تصرخ من هول المفاجأه
ساره: نزلنى
امجد: مين ده اللى ينزل ده انا مستنى اليوم ده من سنين و انا بحلم انى شايلك كده زى ما بشوف في الافلام...

انزلها فوق الفراش بلطف و يبتسم لها بحب: مبروك يا عروستى و اخيراً هيجمعنا بيت واحد، بدء يقترب منها و يوزع قبلات متفرقه على وجهها وعنقها و اكتافها العاريه، ثم انهال على شفتيها و كأنه عَطشِ و حان وقت الارتواء، كاد قلبها ان يتوقف من الموقف التي هي به لكنه لا بد سيحدث، الان او بعد قليل، فلا مفر، استكانت بين احضانه وهي لا تعرف ماذا سيحدث بعد قليل.

كانت ترى في عيناه حب لابعد حد، لا تستطيع ان تنظر في عيناه و ترى فرحته بها و حبه لها
ساره بصوت هامس في اذنه اذابه: ممكن تطفى النور، فلا تقوى على النظر له اكثر من ذلك، فعند وقوع عيناها بعينه تشعر بوكزه في قلبها، لا تتحملها
لبى لها ما طلبته و عاد اليها مسرعا، و استكمل ما بدئه مع زوجته و حبيبته و حلمه البعيد الذي لتوه التقطه من السماء.

توقفت عقارب الساعه، توقفت دقات القلوب، و كأن الحياه تحولت لجماد، شعر و كأن الطعنه اصابته في مقتل، لا يعرف ما يقول او ماذا يفعل، احقاً هذا، بالرغم من حالته التي لم يستطيع السيطره عليها، و مشاعره التي تعصف بداخل صدره، تمالك اعصابه
اشعل الاباجوره: و نظر لها و هي تنظر الى اللاشئ، و الدموع تهطل من عيناها
كان يتحدث و يضغط على اسنانه و عيناه كجمرتين من اللهب: ساره، هو انتى كان ليكى علاقات قبل جوازنا.

نظرت له بأعين حزينه: اه...
ثم تغيرت لهجتها الى الحده و البرود و كأنها بتنتقم منه: انت مش اول راجل في حياتى، ليا علاقه من قبلك، انت مش اول راجل يلمسنى، انت مش اول واحد انام في حضنه...
انهال عليها بالضرب المبرح و اصبح يصفعها اينما تقع يده على جسدها و هي لا تدافع عن نفسها لا تحرك ساكناً فما عليها الا انهمار الدموع من عيناها...

كان يلهث من كثره الانفعال ولا يستطيع ان يتوقف، فجرحه غائر لاقاصى قلبه، تركها تلملم اشلاء الانثى المتبقيه منها، و غادر حجرتهم في اول ساعات الزفاف السعيد...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة