قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل الرابع

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل الرابع

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل الرابع

رفعت نظرها لتدهش من هذا الوقح الذي سحب المقعد و جلس دون استئذان
ملك: ايه قله الذوق دى، ما سمعتش عن حاجه اسمها استئذان
الشاب: بالراحه يا انسه، مش برضوا ولا اقول يا مدام
ملك و بدئت تفقد اعصابها: انت ايه البجاحه دى، قوم من هنا بدل ما اخليهم يرموك بره
الشاب و هو يمد يده لها اعرفك على نفسى: حكيم القناوى
ملك بغضب: لا ده انت ما عندكش دم بجد، قوم يا بنى ادم
ملك ترفع صوتها كى تخبر اى من العاملين بالمقهى...

ليتقدم شاب: ايوه يا حكيم بيه، اتفضل تؤمر بحاجه
ملك: انا اللى بنادى عليك مش زفت بيه، انا عايزه المدير بتاع المخروبه دى
الشاب: اهدى يا فندم، في مشكله مواجهه حضرتك
ملك: اه في ان الاستاذ مش محترم خصوصيتى و جه اعد من غير لا احم ولا دستور، ولا أكنه اعد في زريبه من غير حاكم
الشاب لا يستطيع الرد، اشار له حكيم بطرف اصبعه ان يذهب.

حكيم برزانه: اهدى يا انسه، انا عرفتك بنفسى، مالك متوتره ليه كده، اتفضلى مش هاخد من وقتك الا 3 دقايق بالظبط
ملك بتأفف: نعم
حكيم: انا بشبه على حضرتك مش اكتر
ملك بهدوء مستفز و هي تنفخ دخان سيجارتها: و اللى يشبه على حد يدخل يكلمه بالاسلوب ده
حكيم: متأسف لحضرتك، على الازعاج و لو كنتى عايزه مدير الكافيه، فأنتٍ دلوقتى قاعده مع صاحب المكان كله.

نظرت له بغضب مبطن ببرود: مممم قلتلى و ده اللى اداك الحق انك تقتحم خصوصيتى و تهجم عليا، عموما، ادى حساب القهوه، و اوعدك لا هدخل هنا تانى ولا اى فرع من فروعه، اشبع بمكانك، قليل الذوق صحيح
و تركته و تركت المقهى بأكمله و ذهبت من المكان و هي تلعن تدخل الاشخاص في حياه غيرهم او بالاحرى هذا الاقتحام ليس من حق لاحد على الاخر.

عادت الى منزلها و اخرجت اللاب توب الخاص بها و اخذت الكثير من الوقت لتجد عمل ما يتناسب مع شهادتها، و بالفعل امسكت بهاتفها و اجرت مكالمه، لكن لسوء حظها كانت قد اشغلت، عادت البحث من جديد على موقع اخر للاعمال، و هكذا يومياً حتى وجدت من يجيبها انهم ينتظروها بالاوراق اللازمه لتقديم العمل، شعرت انها ستقبل من قبل المقابله فهى الجميله حسنه المظهر المتعلمه صاحبه العديد من اللغات.

سليم: ايه يا امجد النظام
امجد: عملت كل اللى انت عايزه الناس اللى مشكوك فيهم مشوا، و الانتر فيو من بكره هيبدء لمده 3 ساعات من 9 ل 12، هتحضر ولا اكون انا بدالك
سليم: لا لا هحضر بنفسى، انا مش ناقص شك، وصلت لدرجه انى بقيت هشك في نفسى
امجد: ان شاء الله فتره و هتفوت، ثق في الله بس
سليم: و نعم بالله فتره ايه يا راجل يا طيب ده عمر، التار لا بينتهى ولا بيموت الا لما يشيل حد في سكته.

امجد: انا كنت بصراحه عايز اطلب منك طلب بس محرج
قام سليم من خلف مكتبه و جلس امام امجد و ربط على قدمه: قول يا راجل خايف من ايه، و احنا في ثانوى
امجد بأحراج: انا بصراحه عايز اطلب ايد الانسه ساره اختك
ايتسم سليم و تنهد بأرتياح: جملتك دى شالت من فوق كتافى هم كبير، خايف عليها جدا، خايف اتأذى فيها، و انا علطول مشغول عنها
امجد: بفرحه يعنى انت موافق تجوزنى اختك
سليم: انا كسليم موافق لكن رأيها هي اهم منى.

امجد: بجد انا مش عارف اقولك ايه، مش مصدق من فرحتى
سليم: بس احب اقولك انى لازم اقولها انك بصباص و عينك زايغه
امجد: لا يا عم توبت الى الله، خلاص هي اختك و بس، بس يارب توافق
ضحك الصديقان في جو حميمى، و كل منهم يشعر بالراحه، فأمجد سينول من احبها، و سليم سيرتاح من الضغط عليه، و يفوق ل عاصم التهامى.

عاصم هاتفه لم يسكت منذ الصباح يرد عى اخيه الصغير بتأفف: ايه يا حَمَد في ايه، عمال تن تن من صبحيه ربنا
حَمَد: جدك قالب الدنيا عليك، ازاى لحد دلوقتى ما خلصتش على ولد الجناوى
عاصم: اكلم عدل الاول و فكك من لهجه الصعايده اللى بتكسب بيها رضا جدك دى...
حَمَد: امال انت عايز ايه عايزنى اكلم زيك انت و ولاد عمك علشان يغضب عليا انا كمان، لا يا اخويا كل واحد منكم له اللى ياكل منه لكن انا من غيره اتسوح.

عاصم: خير كنت عايز ايه بقا
حَمَد: جدك بيقول لو ما خلصتش على ولد الجناوى، هيبعتنى اخد انا بالتار بأديا
عاصم: مش عارف انا الجهل اللى بتفكروا بيه ده دم ايه و تار ايه، التار يتاخد بالعقل، هنستفيد ايه من موته
حَمَد: الظاهر ان عيشتك في الساحل خلتك بارد، و نسيت العادات و التقاليد.

عاصم: انت و العادات و التقاليد بتاعتك، فكك عايز تيجى تقتله تعالى بس انا عارف انا بعمل ايه، لما يعيش مش لاقى مليم يصرف بيه على نفسه ساعتها هيتذل، ابقى تعالى خلص عليه
حَمَد: يعنى انا دلوقتى اقول ايه لجدك...
عاصم: قله سافر بره البلد و حاول تسكته شويه عن الزن، عايز اركز في اللى بفكرله فيه
حَمَد: خلى بالك من نفسك منه.
عاصم: اقفل يا ابنى انت شكلك غبى مين ده اللى اخاف منه، ده انا نابى ازرق.

مر اليوم فكل يفكر فيما ال له حاله، لكنها كانت تتجهز لمقابله الغد في العمل، جهزت دوسيه به الكثير من الاوراق و الشهادات التي نالتها طيله عمرها، و طبعت عدد من النسخ لتسعف نفسها...

اتى الصباح استيقظت برشاقه، و اغتسلت و ارتدت ملابسها الرياضيه المكونه من كوتشى ذات ماركه عالميه و بنطلون قطنى يمسك على اخر ساقها، و تى شيرت رياضى بنصف اكمام قصيره، و رفعت شعرها على هيئه ذيل فرس عالى، و رشت عطرها النفاذ، و اخذت حقيبه رياضيه في يدها، بها اوراقها و اى شئ يمكن ان تحتاجه، استلقت سيارتها و قادتها حيث مكان المقابله، فهو صرح كبير، تقدمت بخطوات سابته
ملك: صباح الخير.

فتاه الاستقبال: صباح النور
ملك: كان عندى انترفيو
الفتاه: الدور الرابع شمال..
ملك مرسيه، صعدت ثم سلمت اوراقها، ثم جلست تنتظر مقابلتها..
فتاه رقيقه: ملك مسعد متولى
ملك: ايوه
الفتاه: اتفضلى دورك
نظرت الفتاه لملك نظره استغراب على ما ترتديه
تقدمت ملك و جلست بكبرياء
نظر لها الرجل: و هو يقلب نظره بين اوراقها و بينها
الرجل: هو ايه اللى انتى لبساه ده...

نظرت له ملك بأستياء: و انت مالك لبسى شئ يخصنى، انا مش هشتغل في الريسيبشن، علشان تهتم بمنظرى
نظر لها الرجل: طيب يا انسه ملك اتفضلى لو احتجناكى هنكلمك، قامت بكبرياء و نظرت له بترفع، و هي تحاكى نفسها قليل الذوق من هذا كى يتدخل بمظهرى.

تركت المبنى الكبير، و استلقت سيارتها، شئ ما جعلها تنظر مره اخرى في الموقع لعلها تجد اى فرصه جديده، و كان حظها، وجدت فرصه لكنها اقل من ما تتمناه ترى انها اكبر بكثير من العمل في شركه صغيره مثل هذه، لكنها قادت سيارتها بعدما هاتفتهم و علمت ان الموعد اليوم...
و بالفعل و صلت و جلست لتنتظر الى ان اتى دورها
شاب وسيم: ملك مسعد متولى محمد
تقدمت بخواط ثابته.

دلفت الى المكتب لتجد شاب لم يتعدى ال 33 من عمره وقفت امامه و هي تمسح المكان بعيناها، ليس بسيئ
خلع نظارته الطبيه، ونظر لها بتمعن، فعيناه لا تخطى لنظرته للاشخاص، و كأنه يسبر اغوارها، يعلم الصادق من الكاذب بسهوله، فهذه قدره منحها الله له و زادت لديه عندما تعامل مع الكثيرين من البشر، فمر عليه جميع الشخصيات...
سليم بلباقه: اتفضلى
جلست و هي تضع قدم فوق الاخرى.

بعد ان تطلع سليم الى الاوراق، و نظر الى صورتها الملحقه بال c. v
سليم: حضرتك اشتغلتى قبل كده
ملك: اظن ان الاوراق ما فيهاش اى شهادات خبره
سليم بأبتسمه هادئه: لا عندك حق، بس انا شايف انك خريجه a. u. c
و كان قدامك فرص كتيره تشتغلى في اماكن احسن من هنا
ملك: والله ما كنتش بفكر في الشغل لكن ظروف حصلت هي اللى اضطرتنى الجأ للشغل
طيب يا انسه ملك، لو هتشتغلى معانا تقدرى تشتغلى ايه.

ملك بأحراج: اى حاجه مش هتأمر بس الاكيد انى هتعلم و بسهوله
سليم: تمام ان شاء الله هنبلغك بالميعاد اللى هتستلمى فيه الشغل
ملك: يعنى اعتبر اتقبلت. ولا ادور على حاجه تانيه، حيث ان لو جاتلى فرصه ما سيبهاش، علشان ما انتظرش و في الاخر اترفض و يبقى لا هنا ولا هناك
سليم ببشاشه: لا اعتبرى نفسك مقبوله و هتقبضى كمان
ملك بأبتسامه مشرقه: مرسيه ليك عن اذنك
سليم: اتفضلى، و اكيد هيبلغوكى خلال يومين.

خرجت من مكتب سليم و هي في قمه السعاده انها و اخيراً ستخطو اول خطوه في حياتها العمليه...
اما سليم بمجرد رؤيتها شعر بالراحه لها لكنها عندما تحدثت معه شعر بالالفه معها، شعور غريب بالسعاده اجتاح كيانه.

كان على في الخليج يعمل و يكد كى يؤمن عيشه هانئه لنفسه، كان يفكر بمجرد استقراره سيأخذ ملك لتكون بجانبه و يبعدها عن اى ضرر يمكن ان يلحق بها، بالرغم من انه كان يبث فيها الاطمئنان الا و انه كان قلبه يتمزق من اجلها لانه يعلم والده و اخيه جيداً، لكن ما باليد حيله، اشتاق لها بشده ضغط ارقامها
ملك: وحشتنى من هنا لاخر عمرى
على: انتى اكتر يا ملوكتى عامله ايه.

ملك و قد بدأ الحزن يكسى صوتها: شفت ابوك و اخوك، و بدئت تقص له كل شئ بدر منهم في غيابه و تهديداتهم لها.

امسك بالملف الشخصى لها قرأ كل كلمه به، و ظل يتطلع الى صورتها، ثم لعن غبائه، فهو سيزوج ساره ليتخلص من عبئها المعنوى كى يحمل نفسه عبء اكبر، فهو الشخص الذي ليس من حقه اى شئ سوى ان يظل الهروب دربه الوحيد، يحمد الله يومياً على ما اصابه و يتمنى ان يجعله على قيد الحياه حتى يطمئن على صغيرته ساره و يسلمها الى زوجها و سيكون الانتقام هو قائده و محركه
ليدخل امجد: ايه يا كبير خلصت الانترفيو مع الناس.

سليم: تمام و اخدت اللى محتاجهم...
امجد بأحراج: عملت ايه في موضوعى اللى طلبته منك
سليم: و الله هي البنت بتفكر و ده من حقها
امجد: و ماله تفكر براحتها، بس انت شايف ايه
سليم: و الله انا شايف قبول، بس ما قدرش اقرر اى حاجه، القرار الاول و لاخير هيكون ليها
امجد: ربنا يقدم اللى فيه الخير.

سليم و هو يتصنع النسيان: في بنت قدمت للشغل اسمها ملك ابقى بلغهم ان يكلموها تستلم الشغل من اول الاسبوع مش زى الباقى من اول الشهر، شكلها حالتها صعبه و محتاجه الشغل
امجد: خلاص تمام، انا مروح بقا
سليم: استنى خدنى معاك انا كمان حاسس انى مش مظبوط تعبان شويه
امجد: عربيتك في الجراج ولا اوصلك
سليم: شاكرين افضالك يا سيدى، هروح نفسى.

شعور الفرح عندما يجتاح اى منا يشعر و كأن الدنيا لم تسيعه، فهذا كان شعور ملك بالعمل الجديد، تشعر ان قدميها لا يحملاها، لم تنظر لها على انها مسئوليه بقدر ما شئ سيسليها و يشغل وقتها الفارغ و يقضى على الملل
قامت و بدئت في تنظيف المنزل و ترتيبه، و زعت العمل على عده ايام كى تستطيع ان تنهى المنزل وحدها قبل البدء في العمل الجديد
ليدق هاتفها برقم غريب...
لترد ملك بصوتها الرقيق: الو مين معايا...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة