رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل الخامس
يدق هاتفها برقم غريب...
لترد ملك بصوتها الرقيق: الو مين معايا
ليأتيها على الخط من الجهه الاخرى: انسه ملك مسعد متولى
ملك: ايوه مين حضرتك
الفتاه: انا سكرتيره باشمهندس سليم، حبيت ابلغك انك تشرفينا ان شاء الله من اول الاسبوع
ملك: يعنى هبدء الشغل خلاص تمام شكرا ليكى.
كانت سعادتها تطغو عليها لا تفكر في المشاكل ولا عمها ولا عمر كانت سعيده للغايه بالعمل الجديد لا يشغل بالها سواه و سوى على الذي يبثها الامان و الحنان و كل المشاعر الايجابيه التي تمنحها القوه كى تستطيع ان تواجه ما ينتظرها.
كان حكيم يجلس امام سليم و هو ترتسم على وجهه امارات الغضب
حكيم: يعنى ايه تقبل انك تجوزها امجد و انا لا، انت ناسى اننا ولاد عم
سليم: اولا انت ابن عم ابويا مش ابن عمى انا. و بعدين امجد مناسب لساره
حكيم: يعنى الغريب تأمن تسلمه اختك ع قريبك
سليم: اختى انا ادرى بمصلحتها
حكيم: و انا مش هسكت يا سليم انا هكلم ابوك وهقوله انك بترمى اختك.
سليم بهدوء: عارف لو فكرت تعمل كده، ساعتها هنسى ان التار بينى و بين عاصم و هيبقى هدفى انى اخد عمرك، انت فاهم ولا لا مش عايز اسمع سيره الراجل ده، انا ابويا مات من زمان
حكيم: و لو انا مش هخليك تتحكم في ساره انت و تجوزها اللى على مزاجك
سليم بضيق شديد و ضغط على اعصابه: انت مستحيل تاخد اختى و لو كنت اخر راجل فالدنيا كلها، انا ما اجوزش اختى لزانى كل يوم و التانى نايم في حضن واحده من الشارع.
حكيم: يعنى انت شايف امجد هو اللى شيخ جامع
سليم: اختى و انا حر فيها ما تشغلش بالك، و حسك عينك اعرف انك قربت منها، مش ساره القناوى اللى هتبقى واحده من حريمك يا حكيم، تمام كده
قام حكيم و هو يتوعد ل سليم على ما قاله و يقسم ان يقلب كل شئ عليه رأساً على عقب و في النهايه سينال بساره فتاه احلامه الصغيره
قابل امجد في طريقه و هو خارج من مكتب سليم
امجد: صباح الفل ايه اللى رمالك علينا من الصبح كده.
نظر حكيم بحقد لامجد ولا يرد عليه، مما جعل امجد يضرب كف على كف، فما صاب هذا الابله
و دخل الى سليم ليجده في حاله من الغضب يرثى لها
امجد: في ايه على الصبح انت و ابن عمك مالكم ضاربين بواز كده
سليم: انت مستعد تكتب كتابك على ساره امتى
امجد بفرحه عارمه: يالا بينا دلوقتى، ثم تغيرت نبرته بس انت مالك فيك ايه
سليم حكيم الكلب بيهددنى بيها و انه هيكلم سعد بيه يقوله ابنك بيرمى اخته.
امجد: هو ماله اصلا سيبنى عليه اعلمه الادب، اللى يفكر يبص لساره بس اجيب اجله
سليم: اهدى يا عم المنفعل، بس ساره في رقبتك يا امجد اوعى تبهدلها او تتخلى عنها
امجد: ساره في عنيه و في قلبى
سليم: طيب اتلم، شايفك مش واخد بالك ان اخوها اللى بتكلمه
جهز نفسك اخر الاسبوع كتب كتابى على اختك.
انهت منزلها و لتوها اغتسلت و شرعت في ان ترتاح ليدق هاتفها نظرت لهاتف و ابتسمت
ملك: ميخا ازيك
ميخا: لا حس ولا خبر ايه بطلتى ولا ايه
ملك: ابدا: مش فاضيه هشتغل خلاص
ميخا: ملك بت الزوات هتشتغل يا الف مبروووك
ملك بأستهزاء: خير كان في ايه متصل ليه
ميخا: في سباق عربيات بكره بالليل ما تيجى
ملك: مش عارفه هبدء شغل بعد بكره و هتعب من الريس هبقى محتاجه اريح، لا مش هقدر
ميخا: انا قلت اقولك لو عايزه تيجى.
ملك: لا بس ما تنسانيش بقا لان الخزين اللى معايا قرب يخلص
ميخا: انتى الوحيده اللى بتحسسينى انى ديلر
ملك: انا مش بعرف اتعامل مع الطبقات دى
ميخا: و ماله انتى تؤمرى يا ستى، يالا اسيبك انا دلوقتى و لما اجيب الحاجه هبقى اديكى تليفون.
دخل المنزل الهادئ دائما
سليم: ساره، ساره
خرجت من حجرتها مرتبكه: ايوه يا ابيه في حاجه
احتضن وجهاا بيده ثم ضمها الى صدره، تعالى يا حبيبتى نتكلم شويه
انصاعت له: افندم يا ابيه في ايه
سليم: انتى عارفه ان امجد طالب ايدك طبعا سبق و اتكلمنا
اكتسى وجهها بحمره الخجل: ايوه يا ابيه
سليم: طيب بصى كتب كتابكم اخر الاسبوع الجاى
انتفضت من مكانها: ايه ده بدرى اوى كده. مش كنت تدينا فرصه نتعرف على بعض.
سليم: حبيبتى انتى عارفه الوضع و انا مش هأمن عليكى غير مع امجد
هزت رأسها بهدوء اللى تشوفه يا ابيه
دخلت حجرتها و بكت بهستيريا، دون ان يشعر بها شقيقها.
مرت الايام على الجميع بهدوء و هذا الصباح مختلف تماما على الكثيرين من الابطال
فملك ستبدء اول يوم لعملها.
كعادتها استيقظت من نومها صنعت فنجان القهوه ذو الرائحه الذكيه، و اشعلت سيجارتها و اغتسلت ثم ارتدت ملابسها الرياضيه و بكل النشاط و الحيويه توجهت الى مقر عملها صفت سيارتها في هذا المكان المغلق لسيارات العاملين فقط بالشركه و صعدت الى العمل بأبتسامه واسعه فكل من يقابلها ينظر الى هيئتها التي تدل انها ذاهبه الى النادى او لممارسه رياضه ما و ليس لعملها
ملك: صباح الفل.
استقبلتها السكرتيره ببشاشه: صباح الخير، انتى ملك صح
ملك: ايوه انا ملك، انتى مين بقا
السكرتيره: انا لورا سكرتيره باشمهندس سليم
ملك: ممممم قوليلى بقا ايه النظام
لورا: بصى بغزاله اوقات كويس و اوقات لا يطاق صوته بيجيب الشركه من اولها لاخرها
ملك: استر يارب
لورا: ده لسه رافد ناس اد كده من كام يوم علشان كده اعلنا عن موظفين
ملك: يا لهوى، عادى كده بيكرش الناس
لورا: تعالى ادخلى لانه وصى لما تيجى تدخلى عنده الاول.
ملك: ربنا يستر
دخلت و هي لا تشعر بالاريحه مثل اول مره فالمعلومات القليله التي عرفتها منذ ثوانٍ جعلتها ترتاب من هذا الشخص
ملك: صباح الخير
رفع نظره عن الاوراق و بأبتسامه بشوشه: صباح النور
شاور لها بيده ان تجلس: مبديأ في سؤال هو مش تدخل بس اعتبريه فضول
ملك بأنصات اتفضل
سليم: المرتين اللى شفتك فيهم لبسك سبورتيف ايه السبب
ملك بأبتسامه رائعه: انا بحب الستايل ده برتاح فيه.
سليم: هو ممكن ترتاحى فيه في اى مكان لكن ده شغل اكيد ما ينفعش ان ده يكون لبسك...
ملك: انت سألت من باب الفضول مش اكتر، لكن ما اظنش ان لبسى خادش للحياء علشان تطلب منى اغيره، و في النهايه لبسى يخصنى انا و بس يا باشمهندس
رفع اليها احدى حاجبيه و نظر لها بدهشه: انا صاحب الشغل على فكره
ملك ببرود: عارفه ان بكلمه منك ممكن تكرشنى زى اللى اتكرشوا الفتره اللى فاتت من غير اى ذمب، بس احب اقولك ان ده ظلم..
سليم و هو يصفق لها بيده: فعلا نظرتى ما بتخيبش...
قامت ملك من مقعدها و مقرره ان تخرج من هذا المكتب الى الخارج ولا تعمل مع شخص لا يحترم حريه من امامه لهذه الدرجه
سليم: اتفضلى لورا بره هتوصلك لمكتبك يا انسه ملك، و براحتك البسى اللى يريحك، لان ده خارج اطار الشغل و ما يخصنيش اتدخل فيه
نظرت له بدهشه اهو مختل عقليا، حقا مختل، خرجت دون كلمه من مكتبه.
نظر للمكان الذي خرجت منه و ظل يضحك وحده على هذه الفتاه فلماذا استفزها الى هذه الدرجه؟
تجلس على فراشها تبكى بحرقه و هي تتحدث في الهاتف، هيكتبوا كتابى اخر الاسبوع لا
انا مش عايزاه مش هتجوزه
ليرد شخص من الطرف الاخر: حبيبتى ما تعايطيش، خلاص البسى هعدى عليكى نتكلم شويه، ما ينفعش انك تزعلى سليم مهما حصل ده اخوكى الكبير
ساره: ايه اللى انت بتقوله ده انت بتتخلى عنى، بقولك هيجوزنى غيرك انت فاهمنى
ابتسم بمكر: عارف طبعا يا روح قلبى.