قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل الرابع عشر

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل الرابع عشر

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل الرابع عشر

ملك مناديه: حبيبى بتحب التشوكلت كيك سخن ولا بارد
سليم و هو يحتضن خصرها و يهمس في اذنها، زى ما حبيبتى بتحبه
التفت له بدلال: انا مش حمل الدلع ده كله يا باشمهندس
سليم: و هو انا ورايا غيرك ادلعه، يا قلب و عقل و روح و حياه الباشمهندس كلها
حبيبتى الكيك ولع في الميكرويف.
ملك بحزن: ينفع كده يا سليم، اهه هنحلى بأيه دلوقتى..
ليدق جرس الباب..
ملك: يووووه ناقصه هي كمان الباب دلوقتى..

سليم: خليكى انتى شوفى حل في الكيك و انا هشوف مين اللى على الباب
فتح الباب ليجد رجلاً كبير في السن لكن المكر بادى على ملامحه المصطنعه
الرجل: انت مين
سليم: معلش هو حضرتك اللى جاى المفروض تعرفنى انت اللى مين
ازاحه الرجل بغضب و دخل يصرخ بأسم ملك
خرجت مهروله للخارج...
ملك اهلا يا عمى اتفضل
العم و هو يهم ان يسحلها من شعرها تصدى له سليم و منعه.

العم: انت مين و ازاى تبقى اعد في بيت بنت اخويا، و انتى ان ما ربيتك ما بقاش انا عمك يا ملك، دايره على حل شعرك من غير لا حاكم ولا رابط، من النهارده تتفضلى تلمى هدومك و معايا على بيتى
سليم بعد ان ابعده عن ملك بهدوء: اتفضل ادخل استريح الاول، و نتكلم بهدوء، روحى يا ملك اعملى حاجه لعمك يشربها يطرى على قلبه ده ضيفك مهما كان...

ملك بصريخ هستيرى: انا مش عايزه اعرفه تانى، امشى اطلع بره بيتى، انا بكرهك انت شيطان مستحيل تكون بنى ادم
سليم بحده و صوت عالى نسبيا: سمعتى انا قلت ايه يا ملك
انصاعت لأمره على مضض...
العم: انا لحد دلوقتى مش عارف ان بتتأمر بصفتك ايه
اعتدل سليم في جلسته و وضع ساق فوق الاخرى، : مبدئيا انت في بيتنا يعنى لازم احترمك و اشيلك على راسى بالرغم من قله ادبك...

. ثانياً و ده الاهم مقدرش امد ايدى عليك لانك راجل في سن ابويا و ده ما سمحش لنفسى انى اعمله...
ثالثاً: بقا انا جوز ملك، و ملك مش هتطلع من هنا الا على بيتى
، يعنى من الاخر انت مالكش حكم عليها، ملك مسئوله من راجل، و ان كنت مش مصدق، قسيمه جوازنا اتفضل بص عليها.

كانت الدهشه سيده الموقف، ظل ينظر على القسيمه دون تركيز فصدمته انه لا يأخذ منها شئ كادت ان تميته، نقل بصره بين ايديهم ليجد المحابس بالفعل محاوطه اصابعهم...
حاول ان يعدل من مظهره امام الشخص الغريب: انا خايف عليها
سليم ببرود: مش عايز مبررات و اللى هيبص بصه لملك هو اللى جابه لنفسه سواء انت او ابنك، شرفت، و مش هننسى نعزمك في الفرح.

خرج من منزلها منكس الرأس يشعر بخيبه الامل، ظل يهاتف عمر لكنه لم يجيب عليه، ترك بنايتها و اوقف سياره اجره و عاد لمنزله...
سليم: ايه يا حياتى مش هناكل التشوكلت كيك اللى اتحرقت
نظرت له بأعين باكيه: شفت اللى بيحصلى يا سليم، ضمها لصدره بقوه و ظل يمسح بيده على شعرها، و يهدء من روعها و هي لا تكف عن البكاء، انفطر قلبه من اجلها...

سليم: حبيبتى ما تخافيش انا معاكى، و هنواجه اى حد، انتى دلوقتى حرم سليم القناوى، خايفه من ايه بس، و بعدين العيون الحلوه دى ما تعيطش ابدا، ولا عايزانى اروح اقتل عمك و ابنه و اتعدم و تتحرمى منى...
احتضنته بخوف، لا ربنا يخليك ليا و ما يبعدكش عنى ده انا اموت...
انا اموت من غيرك يا سليم، ده انت السعاده اللى في حياتى، علشان خاطرى خليك معايا..

سليم: حبيبتى انا جمبك اهه، و ان شاء الله بكره هبقى لازق فيكى مش جمبك و بس...
نظرت له بأبتسامه خفيفه من بين دموعها و قبلت وجنته، ( ما تحرمش منك ).

تجلس خائفه متقوقعه في فراشها لعلها تستمد الامان، كان البكاء ضيفها اللدود، تضع الهاتف امامها و تنتظر اى اتصال منه لتخبره انها تموت من دونه، تترقب اتصالاً من الاخر التي تبات ليلاها مرتعبه مما يستطيع ان يفعله بها، لكن ليس من متصل لا هذا ولا ذاك...

كانت حياته تسير بروتين رتيب، من العمل للسكن المخصص، اصبح يشعر بالوحده فعمله يأخذ الكثير من وقته، لم يجد سوى صغيرته، هاتفها لكنها لم ترد، بعث لها برساله انترنت وصلت لكنها لم تقرأها، ظن انها نائمه...

ما اصابه بعدما نزل من منزلها يشعر و كأنه بفعل فاعل، سياره مسرعه، صدمته لتلقى به بعد عده امتار ليقع متهشم العظام، لم احد يستطيع مساعدته فنزيفه لم يتوقف، الا بعد ان جائت له الاسعاف و نقلته و هو بين الحياه و الموت.

كان عاصم يراجع اوراق مناقصه الغد و هو يعلم ان عرضه سينال الاعجاب عن العرض الذي سيقدمه سليم، و خاصه بعدما تركه صديقه امجد و غادر، ضحكه الاشرار مرتسمه على ملامحه، يترقب الغد، و ينتظر ان يتشفى بسليم، لم يهدأ له بال الا عندما يجده لم يستطيع ان يأتى بقوط يومه.

كانت ملك تجلس بجانب سليم تمده بالكلمات التي تصبره و تمنحه القوى
ملك: حبيبى احنا عاملين عرض مستحيل يخطر على بال ابليس
سليم: المشكله انه بيعرف يضربنى في شغلى و كأنه حاطط كاميرات مراقبه في مكتبى، و بيتجسس على كل حاجه
ملك: و لا انت مش واثق في الارقام اللى انا حطاهالك، صدقنى، انت بكره هتجيب نهايه الراجل ده...
سليم: يارب يا ملك ادعيلى
ملك: بدعيلك يا حبيبى والله.

مر اليوم سريعا و اتى موعد المناقصه فكل من سليم و عاصم و اخرون ينتظرون النتيجه، كانت ملك بالشركه و تتابع معه عبر الانترنت...
اعلنت النتيجه بأن سليم هو من نال هذه المناقصه..
وقف عاصم ينظر له بحقد، و الشرر يتطاير من عيناه يود ان يفتك به، اقترب منه
عاصم بكره: لسه ما خلصناش احنا بنقول يا هادى...
سليم: ما تنساش تبقى تتأكد من معلوماتك قبل ما تجازف بفلوسك، ثم تعالت ضحكته...

قضى اليوم برفقه ملك و هو سعيد للغايه ظلا يحتفلان...
ملك: مش نجيب ساره معانا بدل ما هي لوحدها
سليم: هتضايقنا و هتكلمك بأسلوبها المستفز
ملك: و مين قالك انى بزعل منها ده كفايه انها من ريحتك اشيلها على راسى مهما عملت
ضمها لصدره ربنا يخليكى ليا يا عقله و ما تحرمش منك، ثم ادار اتجاه السياره ليذهب لشقيقته الصغرى.

تجلس بمفردها بعدما خسرت الكثير من الوزن في البكاء، خارت قواها لم تستطيع التحمل، تعلم انها اغضبت سليم هو الاخر، لكنها ترى ان المدعوه ملك هي التي سلبت منها اخيها لتنال هي به، و امجد، آآآآآآآآه يا قلبى على امجد و هجره الذي طال...

يدق باب منزلها، تشعر بالرعب كلما استمعت لصوت بالمنزل، تتخيل انه حكيم جاء ليفعل بها مكروه، اقتربت من الباب على اطراف اصابعها و نظرت من العين السحريه لتجده سليم، فتحت الباب و ارتمت بحضنه
سليم: طيب ندخل و بعدين نحضن
ادخلتهم الى منزلها
سليم: ايه يا بنتى مالك مقفله كده ده حتى الدنيا صيف و حر، خلى الشمس تدخل البيت
نظرت لاخيها بخوف: خايفه احسن حرامى يدخل البيت و انا لوحدى...

سليم بحده: قلتلك تعالى اعدى في بيتنا، قلتى لا و دلوقتى بتقولى خايفه، طيب انا اعملك ايه يا ساره، انا مش مطمن عليكى و انتى لوحدك، انهارت بكاءاً امامه هو و ملك
ساره: طلبت منك كتير تخلى امجد يكلمنى و انت مش راضى...
سليم مبرراً: يا حبيبتى مش مش راضى، امجد علشان الظروف هناك مش معاه رقم ثابت، كل مره يكلمنى مش بتزيد عن دقيقتين المكالمه و كمان بقاله مده كبيره ما اتصلش بيا.

ساره ببكاء: علشان خاطرى يا سليم رجعلى امجد...
اقتربت منها ملك و ضمتها لحضنها بالفعل استكانت ساره في حضنها...
ملك و هي تربط على ظهرها: اهدى يا حبيبتى، احنا جمبك، انا و سليم، انتى بتعيطى ليه
نظرت لها ساره بحزن: يعنى انتى مش هتحرمينى من سليم، زى ما جوز ماما حرمنا منها...
ضمتها ملك لحضنها: لا يا حبيبتى طبعا انا عمرى ما اعمل كده، و انتم ليكم الا بعض، احتضنتها ساره بود...

كان ينظر عليهما و عيناه امتلئت بالدموع فحبيبتاه اخيرا استطاعوا ان يتعاملو مع بعضهم، فكان هذا يقلقه و بشده، خاصه تصرفات ساره الغير متزنه في اخر فتره...
سليم: يالا قومى البسى حاجه حلوه عازمكوا على العشا...
ابتسمت لهم و بالفعل لبت دعوتهم التي كانت تحتاجها منذ قتره...
خرج ثلاثيهم و احتفلا بنصر سليم على عاصم، و لاول مره ساره منذ ان هجرها امجد تشعر بالألفه...

ملك بود: ايه رأيك يا ساره ما تيجى تعيشى معايا بدل ما انا اعده لوحدى..
سليم: و ما تجيش تعد في بيتها معايا ليه
ملك بحب: يا حبيبى انت في شغلك دايما و سايبها لوحدها لكن انا بفضل اعده لوحدى من بعد الشغل برضوا يبقى ما نعدش مع بعض ليه
ساره و هي تلوك الطعام بفمها: بصراحه مش عايزه اسيب بيتى عايزه امجد يرجع يلاقينى مستنياه في بيتنا
ملك: مممم سيدى يا سيدى
ساره: ما تيجى انتى طيب تعدى معايا.

سليم: و امجد يجى فجأه و هتبقى هي موجوده في البيت و اعده براحتها، لا طبعا انا مش موافق
ساره: خلاص هفكر، ممكن ابقى اجيلك يومين و يوم مش هستقر عندك..
ملك: ده انتى تنورى حتى هجرب فيكى الاكل قبل اخوكى
ساره: اه دى اخدانى فار تجارب، لا الله الغنى
سليم: ملوكه خلى ساره تعلمك الاكل، كانت بتعملى اكل يجنن...
ملك: تقصد ان اكلى فاشل...

سليم: لا سمح الله انا قلت كده تشوكلت كيك محروق، قهوه من غير وش، بس براحتك يا حياتى دى كلها شكليات...

كان يجلس ينفث سيجارته المحشوا و هو يبتلع كأس الخمر بأكمله في جوفه، ثم استطاع ان يستنشق كل الهيروين الذي وجد امامه، بدئت مفاصل جسده ترتااح و كاد الا يشعر بشئ مما حوله سقط في مجلسه، لا نعلم هل اغشى عليه، ام فارق الحياه، ام من متعته الزائده مغمض عيناه..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة