قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل الخامس عشر

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل الخامس عشر

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل الخامس عشر

مر الكثير من الايام فكلن منشغل في حياته، و على وجه خاص كان ملك و سليم يتجهزون لعرسهم، كانت دائما ساره مرافقه الى ملك في كل شئ حقاً اعتبرتها اخت لها، اليوم ليس بالعادى لم يمر كسابقه فاليوم زفاف ملك و سليم الذي طال انتظاره بعدما يعتبر انهى على عاصم التهامى في عده اعمال بدء يشعر بالقوه و السطو فمن الان في عالم الهندسه يستمع الى اسم سليم القناوى ولا يتمنى العمل معه، كبرت شركته اصبح له صيط بناه على انقاد عاصم التهامى، دعونا من كل هذه الاخبار التي لا تفيد...

العروس بغرفتها بالفندق تحت يد كل من مصفف الشعر و خبيره التجميل
ساره: ملك انا متلجه مش عارفه هقدر ازاى البس الفستان ده
ملك: حرام عليكى امال فستانى الشيفون ده تقولى ايه عليه...
ساره: بغض النظر عن الجو التلج ده، انا حاسه ان اليوم النهارده هيبقى تحفه، بعيداً عن سليم اللى هيبهدلنا على فساتنا
ملك بدعاء: يارب يا ساره، احسن انا خايفه اوى
ساره: هيعدى يا سيتى و هتبقى احلى عروسه في الدنيا كلها كمان...

في حجره العريس هو الاخر يجلس تحت يد مصفف الشعر...
المصفف: و هو يلوك العلكه بفمه، بص يا استاذ انا هعملك ماسك ينعم الوش و الرقبه
سليم: لا مش عايز ماسكات انا عايز احلق شعرى و دقنى
الشاب بميوعه: سيبلى نفسك انت و انا هخليك بتلمع
كان سليم يجلس تحت يديه و هو يشعر بالقلق من حركاته التي لا تعرف طريقاً للرجوله...
حان الوقت، امتلئت القاعه بالمدعويين، اصحاب و اقارب و احباء...

دخلت العروس منفرده و بعيناها دموع تكاد ان تسقط، لم تنسى والدتها في هذا اليوم تمنت ان تراها و تكون معها...
اقترب سليم منها مقبلا شفتايها امام جميع الحضور اكتسى وجهها بحمره الخجل و همست في اذنه انت عملت ايه
سليم: مراتى و انا حر فرحان، ثم هم بأذنها، انتى من سجد الجمال لكٍ خاشعاً
ملك: حبيبى لو سمحت بلاش تعمل كده قدام الناس ما تكسفنيش، لو سمحت كلهم بيبوصوا علينا
سليم: ما اوعدكيش دى الليله ليلتك...

بدئت مراسم الزفاف و الاعين مسلطه على العروسيين، بدئت الرقصات السلو بين العروسين، كان يحملها و يلف بها و يقبلها و لم يعبء بالحضور ففرحته الليله لم تساعها الدنيا و اخيرا اصبحت زوجته...

انهمك الحضور في الالتفاف حول العروسين و الجميع يرقص معهم، لتجد العروس يد تمتد و تحتضن خصرها و ترفعها من على الارض و تلف بها وسط ذهول الحاضرين، نظرت له و لم تصدق احقاً انه هو على، تشبثت برقبته و قبلته من وجنته و هو يدور بها مراراً ثم انزلها ارضا و تقدم من العريس الذي كان يقف في حاله ذهول
على بمرح: الف مبروك يا عريس، ما تكشرش كده نا اخوها على.

على الفور تذكره سليم فهو من كان يحتضن خصرها في الزفاف الاخر...
رحب هو الاخر به و وقف وسطهم و يتراقصون جميعا في فرح...

بدء الجميع على الجلوس بمقاعدهم فوقت العشاء الان، كان فريق مخصص يعزف و يغنى اغنيه ( و دارت الايام لام كلثوم )، كان على و ساره هم من يرعون المعازيم، و يتابعون النواقص، لكن دخل هذا الشخص الى الزفاف لتسقط عينه على هذه الجميله ذات الرداء الاسود القطيفه القصير الذي يصل لمنتصف فخذيها، و كتفيها عاريان بالرغم من ذلك كان بأكمام طويله، و حذائها الاسود الشمواه مرتفع الكعبين ( هاف بوت ) و شعرها المرفوع لاعلى ليسقط منه بعض الخصل المجعده، كانت تبدو رائعه لكنها اصبحت هزيله للغايه و كأنها فقدت نصف وزنها، لكن كانت ابتسامتها لاتزال تزين وجها و هي تحى المعازيم، و العيون تلاحقها، شعر بالغيره تنهش قلبه، سقطت عيناها على هذا الشخص الذي يقف ببدلته السلم البترولى و البابيون، شاب جسده رياضيا، صاحب شعر اسود حريرى، كانت لا تعرف اهو ام انها مخطأه بدئت تتقدم بخطوات مرتعشه غير عابئه بالحضور، الى ان رأت عيناه الرماديه التي لا تستطيع نسيانها او الخطأ بها...

وقفت امامه و عيناها تحتضنه و ابتسامتها مزين وجهها و اضفت عليها سعاده لا تقدر ولا تحتسب
ساره بصوت مرتعش و هي ترفع سبابتها له متسأله بصوت متقطع: أ، م، ج، د
لترد تلك الجميله التي تقف بجانبه: من هاذى حبيبى
مد يده لها ببرود: ازيك يا ساره.

كانت عيناها تتفحص الواقفه بجانب زوجها، ذات شعر ليلى اسود حريرى يصل الى منتصف فخذها بفستناها الرمادى و عيناها السودتان الواسعتان، جسدها الممشوق جسد انثى متفجره الجمال فأذا قارنت معها لكانت غريمه ساره الفائزه و بجداره
ساره: مين دى يا امجد
كاد امجد ان ينطق و يرد لولا حضور على المفاجئ لساره
على: انسه ساره ملك عايزاكى، شرع ان يسير وجد من امسكه من ذراعه
امجد يضغط على اسنانه: انت كنت بتقولها ايه من شويه.

على: ف مشكله عند حضرتك، العروسه بس كانت عايزه انسه ساره..
امجد و هو يجز على اسنانه اكثر: احب اعرفك بنفسى، جوز الانسه ساره
على بادب: انا متأسف ما كنتش اعرف انها متزوجه، اتفضل، عن اذنكم
عهد: امجد مالك متنرفز ليه...؟
امجد: انتى مش شايفه الافندى بيقول قدامى على مراتى انسه، شفاف انا واقف قدامه، تلاقى الهانم هي اللى مش قايله انها متجوزه، ولا تلاقيها مش لبسه الدبله
رأها متقدمه من طاولتهم...

ساره: امجد عايزاك لو سمحت..
امجد: خير عايزانى في ايه..؟
ساره بغيره: مين دى؟
امجد: و هو يضم عهد لصدره، عهد بنت عمى الله يرحمه و مراتى
دهشه، ذهول، صدمه، خذلان، لا تعرف ما اصابها..
امجد ببرود: عهد مراتى الجديده، ساره مراتى الاولى و اخت العريس...
عهد بود و هي تمد يدها لها: الف مبروك
وقفت ساره لا تحرك سكناً فقط اغرورقت عيناها بالدموع، و لم ترى يدها ثم تركتهم و رحلت من امامهم...

امجد: حبيبتى خليكى هنا هروح اشوفها راحت فين، خرج خلفها ليستمع الى هذا الحوار من بدايته لاخره
ساره بكره: انتى ايه اللى جابك هنا، مش مكفيكى اللى عملتيه فينا من صغرنا، جايه ليه لما افتكرتى انك خلفيتنا..
الام: عيب يا ساره ده انا امك، بتكلمينى كده ليه يا بنتى
ساره: انتى ما لكيش عيال، انتى جايه تبوظى احلى يوم في عمره، حرام عليكى بقا امشى من حياتنا
الام بحزن: نفسى اشوفه هو و مراته ده البكرى.

ساره بتهكم: عبيطه انا هصدق انك بقيتى حنينيه فجأه، ليه من كتر ما بتحبينا
الام بترجى: يا بنتى عايزه اسلم على ابنى و مراته...
ساره: مش هتدخلى و لو على جثتى...
امجد بحده: ساره ما ينفعش اللى انتى بتعمليه ده
نظرت له الام بدهشه، ربنا يكملك بعقلك يا ابنى
ساره: و هي تحاول ان تبعدها بشتى الطرق، مش هدخلك، و امشى بقا ما تبوظيش الفرح...
امجد: انا بقولك اسكتى اتفضلى يا طنط
الام بشكر: بس هو انت مين يا بنى.

ساره بحقد: ده صاحب سليم
امجد: صاحب سليم و جوز ساره
الام: شكرا يا بنى الف شكر انا هشوفه من بعيد و همشى، مش اكتر، و خلى بالك من ساره
ادخل حماته و سحب ساره من يدها بعنف، انتى مجنونه ايه اللى بتعمليه مع امك ده..
ردت عليه ببرود شئ ما يخصكش و بعدين ما تقلش امك دى تانى فاهمنى..
لا يظهر انك اجنيتى، اتفضلى قدامى على جوه لما اشوف اخرها معاكى يا هانم...

كان بدء الرقص من جديد بالزفاف، تقدم ميخا من العروس و هو يمد يده لها بلفافه، مبروك يا عروستنا..
ملك: انت مجنون شيل الزفت ده الفيديو بيصور هتفضحنى..
ميخا: يا بنتى خدى ده صنف جبروت..
ملك: ميخا اتلم و شيل الزفت ده..
ميخا: طيب اديه للعريس و هو هيدعيلى
ملك: العريس مش بيشرب زفت و انا كمان بطلته
ميخا و هو يفرك وجنته مكان الضرب السابق: طيب سلمى عليه و قوليله مبروك، احسن ده ايده تقيله اوى.

طلب من كل اثنين محبين متزوجين ان يشاركواو يراقصو مع العروسين، سحب عهد من يدها و صعدا و بدأ بالرقص و عيناها لم تهبط من عليهم، كثيرا تمنت اليوم الذي سيعود به و ترتمى بأحضانه و تخبره انها تحبه ولا تستطيع العيش من دونه، لكن هيهات، حدث ما لا يحمد عقباه، اشار سليم لشقيته، ذهبت له و هي حزينه، وقف يراقصها و كان على يراقص اخته...
سليم: امجد بيحبك، انبسطى النهارده فرح اخوكى
نظرت له بحزن: و انت تعرف منين.

سليم: اه عارف بس مقدرش ادخل بين واحد و مراته، هو طلب منى كده
اوشك الزفاف على الانتهاء...
ملك: حبيبى انا اسعد واحده النهارده...
سليم: هووووش بحبك و بس النهارده مش عايز اسمع غير كلمه بحبك
ارتمت بحضنه و هي تقولها له، بحبك
في الريشبشن بالفندق، أتى شخص، لو سمحت عايز الظرف ده تسلمه للعريس، سليم القناوى..
العامل: و هو كذلك..
التف ليخرج من الفندق و ابتسامه النصر تزهو على ملامحه، و هو يترقب المنتظر.

انتهى الزفاف، خرج كل من بالحفل، كانت تستلقى سياره اخيها كما قال لها تذهب بها
امجد: ساره انتى رايحه فين
ساره ببرود: مروحه في حاجه...

امجد: طبعا في ان مراتى ما تمشيش بعربيه لوحدها الساعه 5 الفجر و بعدي ازاى هتركبى جيب 44 بالقصير ده، و كمان كلنا هنروح مع بعض، سيبى عربيه سليم و تعالى معايا، بعد اعتراضات و مناوشات ركبت بسيارته، كانت عهد بجانبه و هي بالخلف، ستموت قهراً كانت تود ان تصرخ اهذا زوجى انا فقط، انا من احببته في بعاده، اعلم انى جارحه له، لكن انتقامه شديد، اتشاركنى فيه هذه البغيضه، سيحبها مثلما احبنى، لم انسى نظراته، كلماته، كيف له ان يعذبنى، و يجعل غيرى تشاركنى به، هو لى انا فقط، انا من بكيت الماً و ندماً لغيباه، أكنت ابكى و هو بأحضانها، يقول لها كل ما قيل لى...

افاقت على صوته..
امجد: ساره يالا انزلى و خدى عهد معاكى لحد ما اركن و اجى
نظرت له بغضب و تركت السياره و ركضت لداخل البنايه بخطوات سريعه، لم تستطيع المقاومه لمنع البكاء، بكت بحرقه و هي تنتظر المصعد، في ظل ثوان صعدت الى المنزل و منه الى غرفتها، جلست على فراشها، و صوت بكائها يصل لمن يمر بالشارع، سمعت صوت الباب يفتح، حاولت ان تهدء
امجد: ساره، ساره
كفكفت دموعها و خرجت له لكن الاثار جليه على وجهها.

امجد: اعدى و انتى كمان يا عهد
ساره: انا تعبانه و عايزه انام...
امجد بغضب مكتوم: و انا قلت اعدى مش عايز مناهده كتير اتفضلى
جلست و هي مرتابه منه...

امجد بلغه محذره: انتم الاتنين تسمعونى كويس، من بكره واحده تطبخ التانيه تنضف، و العكس، مش عايز مشاكل و صوتنا يعلى، انتى مراتى و هي مراتى، و مش هاجى على وحده على حساب التانيه، و اللى مش هتسمع الكلام، هتعيش ايام سوده، و اللى هتتمرد على الوضع براحتها بس هي الخسرانه، و قبل ما اسمعها من حد فيكم، طلاق انا مش بطلق...
و من بكره هنزلكم الجدول بتاع البيات.

كانت عهد تمثل الزوجه المطيعه الهادئه كالزوجه المصريه القديمه كلام زوجها سيف على رقبتها...
اما ساره كانت تنظر له بضيق، لا تتحمل ان تستمع الى مزيد من خرفاته
امجد: كل واحده تتفضل على اوضتها، كانت ساره اول من غادرتهم، لتلتقى نظرات امجد و عهد..
اغلقت باب حجرتها بعنف، ارتمت على فراشها، لتفاجئ بمن يفتح باب حجرتها، اعتدلت و نظرت له و هي تمسح دموعها...
نظر لها بحزن على حالها، اقترب منها
امجد بحنان: وحشتينى.

نظرت له بأعين مليئه بالدموع، وحشتك.! انا وحشتك! اخر شئ ممكن اصدقه، هو انا جيت على بالك اصلا و انت مش موجود، انت عارف انت عملت فيا، انت رافعتنى ل سابع سما، و سيبتنى انزل على جدور رقبتى في سابع ارض، في اللحظه اللى اتمنيت انى اعيشها معاك و انك تسامحنى و نحاول نبدء من جديد، انت كسرتنى، سيبتنى و مشيت ولا كأنى كنت معاك في بيت واحد، عملت فيا كده ليه، ليه قربت و بعدت في نفس اللحظه عنى، سيبتلى رساله مهينه، مافيش واحده تتحمل كلامك، سكت و قلت ان انا الغلطانه ولازم اتحمل، تسافر و تبعد و تسيبنى ست شهور من غير ما ترفع عليا سماعه تليفون، ما سألتش نفسك، بيحصلى ايه من غيرك، ما حسيتش انى كنت بموت كل يوم اعده في البيت مستنيه، موبايلى يرن ولا الباب يتفتح و الاقيك داخل عليا، كنت هترمى في حضنك و اقولك ما تبعدش عنى، خليك جمبى و بس، اعمل ما بدالك، بس ما تبعدش...

ضمها بيده الى صدره و ربط على كتفها...
سحبت جسدها من صدره، نظرت له بعيون دامعه، انا عارفه انى غلطانه، و ان غلطى مستحيل يتغفر، بس انا حبيتك انت يا امجد، عذبتنى ليه، بتنتقم لكرامتك منى، (و فجأه و كأنها اصابت بالجنون)، ظلت تضربه في صدر و بهستيريا، ليه عملت فيا كده، ليه عملت فيا كده، حرام عليك..

ضمها في صدره بشده لف ذراعيه حول جسدها النحيل، و بللت دموعها ملابسه، لم يستطيع ان يرى كل هذا بها، أكان يثأر لكرامته فدهس قلب حبيبته...

استكانت بحضنه الذي اشتاقت له، حتى غفت و هي على صدره، بالرغم من حزنه على حالها الا انه كان سعيد لمجرد انه استمع منها لكلمه بحبك، قسوته عليها ليس الا جرح كبير منها، لم يستطيع ان ينساه، فبعاده كان موت لثنائيهم، لكن عاد اخيراً، و معه زوجه، ذهب الزوجين في ثبات عميق و حتى النهار، فكل منهم كان بملابس العرس..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة