قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل الثاني

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل الثاني

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل الثاني

يجلس وسط اوراقه منهمك لا يشعر بما يدور حوله من كثره التركيز يحاول ان يعدل ما اتلفه له غريمه او بالاحرى عدوه عاصم التهامى فالذى بين العائلتين ثأرقديم، و الثأر لا يموت في عرفهم
شعر بالتعب خلع نظارته الطبيه و القاها امامه على الاوراق بتعب ثم فرك جبينه بيده و تثأب و نظر لساعته غاليه القيمه ليجد ان الساعه تجاوزت الثالثه صباحا لملم اوراقه و ذهب الى منزله منهك القوى، ليجد شقيقته الصغرى ساره.

ساره: ابيه اتأخرت اوى كل ده تأخير خفت عليك
قبل جبينها ما تخافيش كنت في الشغل
ساره بود: احضرلك تاكل
سليم: لا شكرا يا حبيبتى انا جعان نوم، تصبحى على خير و نامى انتى كمان
تركها و غادر الى حجرته ارتمى في الفراش مثل الجثه و لم يحرك ساكناً.

تجلس لا تعرف أهي حزينه لموت والدها ام انه حدث عادى لا تبالى من اجله
اخرجت البوم الصور التي جمعت الاسره الصغيره، ظلت تنظر لعده صوره و هو يحملها و يضحك لها و هو يلعب معها و هو ينزهها، سقطت دمعه من عيناها و هي تحدث هذه الصوره.

ملك بحزن و بكاء: يعنى و انت عايش قضيت معايا ايام و انا ما اوعاش عليها الا في الصور، و لما كبرت و كنت محتجالك سيبتنى، انت كنت قاسى كده ليه، كان نفسى تكون سندى و ضهرى سيبتنى للدنيا تلطش فيا و انت عارف ان اخوك الكبير مش هيرحمنى و طمعان فيا، ده لو طال انه ياخد اللقمه من بقى مش هيتأخر، ليه ما كنتش ليا سند و حمايه و امان، ليه لما احتاجتك ما لقتكش جمبى، ارتحت اهه دلوقتى كل اللى رابطنى بيك مجرد اسمك موجود بعد اسمى، يعنى هعيش طول عمرى مجبره انى افتكرك، عارف بس هنساك زى ما نسيتنى زى ما انت كنت مجرد بنك للتمويل ليا في حياتك، هتفضل مجرد ذكرى هتروح مع الايام بعد مماتك، اصل الفلوس مش دايمه يا والدى العزيز.

اتى على اليها بعد فتره غاب عنها بسبب سفره كى يتابع دفن عمه الذي دفن في الاراضى المقدسه و بالفعل استطاع ان ينهى كل شئ من اجل ملك كى يريحها فيعرف ان الفتره عصيبه و حالتها لا تسمح
على: ملك ما تزعليش نفسك
ملك: تصدق يا على انا مش فاكره امتى اخر مره شفته، حتى في دفنه امى ما جاش و سابك انت تقوم بكل حاجه
على: ما انا اخوكى يا ملك لو انا ما وقفتش جمبك مين هيكون مكانى.

نظرت له بأمتنان: ربنا يخليك ليا، الحسنه الوحيده اللى ابوك عملها انه جابك الدنيا
على و هو يعدل في ياقه قميصه بغرور: هع طبعا يا بنتى ده انا جامد اوى
ملك: على انا خايفه من ابوك و اللى هيعمله معايا علشان الورث
على: و الله و انا كمان يا ملك خايف منه انتى عارفه بابا مش سهل بالمره و مش بيسمع لحد، المهم انتى تخلى بالك من عمر انتى عارفاه ابن ابوه
ملك: ما انت معايا و مش هتسيبنى ليهم صح.

على بأسف: ملك انتى عارفه انى كنت مكلم كذا واحد صاحبى علشان يشوفلى شغلانه في اى حته بره، لان الحال هنا ايدك منه و الارض
ملك بخوف: يعنى انت كمان هتسافر و تسيبنى يا على كلكم هتبعدوا عنى في الاول بابا سافر و بعدين موت ماما و بعد كده موت بابا و دلوقتى هتكمل بسفرك، هتسيبونى اواجه عمى لوحدى.

على بجديه: ملك بابا اخره يضايقك علشان ياخد منك فلوسك او يشاركك في الورث، لكن لما يعرف ان عمى الله يرحمه صرف كل اللى كان معاه على مرضه قبل الموت، اكيد هيشيلك من دماغه
ملك: هو بابا كان تعبان..

على: ايوه عمى كان عنده سرطان ربنا يعفينا جميعا و كان في حاله متأخره اوى، علشان كده ما كنش يقدر ينزل مصر و تشوفيه بحالته دى، انا كنت عارف و متابع معاه، علشان كده خبر موته مش صدمه بالنسبالى كان متوقع، و الحمد لله ربنا ريحه من آلآمه
ملك: و ازاى ما عرفش، مهما كان ده ابويا
على: ملك على فكره و مرات ابوكى دى كانت ممرضه عنده و هو حس ان عيشتها معاه حرام فأتجوزها.

ملك: كان قالى كنت رحت عشت تحت رجله ولا انه يكرهنى فيه ببعده عنى
على: خلاص بقا استهدى بالله، انا هسيبك دلوقتى و مضطر امشى، بس خلى بالك من نفسك.

جلست متقوقعه تشعر بصداع يؤلم رأسها اشعلت لفافه دخان محشواه و دخنتها و هي تفكر، فالكم التي تلقته من المعلومات، كاد ان يغير نظرتها لوالدها لكن لا و الف لا، تعلم ان على لا يكذب، لكنها متأكده انه يحاول ان يجمل من منظر والدها امامها، فأن كان يحبها و يعلم انه سيفارق الحياه لود ان يراها قبل الرحيل...
نظرت في علبه الدخان فلم تجد مادتها المخدره المفضله لديها
اجرت مكالمه تهاتف بها صديق لها من ايام الجامعه.

ميخا بمرح: اهلا بجميله الجميلات
ملك: كده ما تسألش عليا، انت ندل
ميخا: ما انتى عارفه ان عندى شغل و مش فاضى
ملك: بص انا خرمانه و مافيش معايا اى حاجه مفضيه، تقدر تجيبلى
ميخا: انتى مش ناويه تبطلى، مش اتكلمنا كذا مره، انتى بتعندى مع مين
ملك بضجر: ميخا هتجيبلى ولا اجيب لنفسى
ميخا: خلاص يا ملك هجيبلك، نتقابل كمان ساعه
ملك: هي نص ساعه و هستناك في الكافيه بتاعنا.

يوم جديد على ابطالنا جميعا
العم محمد: عمر
عمر: ايوه يا بابا
العم: مش ناوى تبقى تروح تطمن على بنت عمك
عمر: هو سى على مدى فرصه لحد، ما انت عارف اللى بيقربلها يموته
الاب: أهي كلها كام يوم و على مسافر، و هتبقالنا لوحدها و تورينى هتعمل ايه معانا
عمر: بابا بس ما احنا عرفنا ان ما بقاش حيلتها اللضا هناخد ايه من وراها.

الاب: عبيط انت، مش بتفكر، في فلوس امها اللى بتصرف منها، عربيتها اللى معديه المليون و نص، شاقتها اللى احلى من القصور، لما كل ده يتباع و احنا ناخد فلوسه، يبقى كسبنا ولا خسرنا
نظر عمر الى والده نظره شيطانيه: تصدق صح، بس مش فاهمك، هي ازاى هتسيب بيتها
الاب: انا هجبرها انها تيجى تعيش معانا بت اخويا و خايف عليها غلطان انا
عمر بضحكه شيطان: هههههههههههه لا طبعا كده عداك العيب و اذح.

في احدى محافظات الصعيد و تحديداً في منزل كبير عائله التهامى
يجلس الحج متولى كبير عائله التهامى: انت يا ولد، جولى اخوك عاصم كيفيه في غربته
الشاب: عاصم كويس يا حج بيبوس ايدك
الحج بعصبيه: كيف يعنى امال لحد دلوجيت ما جابليش خبر ولد الجناوى
الشاب: يا حج انت عارف عاصم دماغه مش انه يقتله
الحج: كيف يعنى اجده جلت عايز دمه ولده يسيح على الارض زى دم ابوكم ما ساح
الشاب: خلاص يا حج هبلغ عاصم.

الحج بلغه امره: لو اخوك ما جتله و جانى خبره و اخدت عزا و الدى، خبره انه محروم من الورث
و انت اللى هتسافر و هتاخد بتار ابوك يا ولدى
الشاب: حاضر يا حج، انت تؤمر و انا اطول ان امشى رافع راسى وسط الناس و اخد بتار ابوى الله يرحمه
وقفت في شرفه منزلها و هي ترتدى ملابسها الرياضيه صعدت فوق احد الاجهزه الرياضيه و مارست رياضيه المشى بسرعاته المختلفه، حتى شعرت بالتعب.

نزلت من فوق الجهاز و احتست كوب من عصير البرتقال المعلب
لتفاجئ بأخر شخص يدق بابها
فتحت الباب لتحملق به، حقاَ انه عمها البغيض نظرت بشئ من الخوف
العم: طيب دخلينى الاول يا بنت اخويا و بعدين نتكلم ولا مش بتفهمى في الاصول
افسحت له الباب اتفضل يا عمو، تشرب ايه
العم: لا يا بنت اخويا انا جاى اطمن عليكى بس، هو انتى ليكى الا انا
ملك بشك: كتر خيرك يا عمى
العم: ايه يا بنتى علبه السجاير دى، انتى عندك حد هنا.

ملك: لا طبعا ما عنديش حد دى بتاعتى
العم: اما انتى بت قليله الادب صحيح، و بتقوليها في وشى
ملك بجمود: انا مش كذابه علشان اقولك انها مش بتاعتى...
العم: اما انتى بت قليله الادب صحيح
ملك بغضب: اتفضل اطلع بره و ياريت ما تجيش هنا تانى اصلا انت مفكر ان الاسطوانه اللى انت داخل بيها عليا دى هتأثر فيا
العم: والله يا ملك لاخليكى تندمى على قله ادبك معايا دى هخليكى تبكى بدل الدموع دم.

اغلقت الباب خلفه بعنف و افترشت الارض تبكى على قسوه و مراره الايام القادمه، فسفر على من اسوء ما قابلها في هذه الايام جعل الجميع يتحكم بها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة